المواقع الصناعية والهيكل المكاني الصناعي للأقليم ; حالات دراسية لدول مختارة: بولندا POLAND
INDUSTRIAL LOCATIONS AND INDUSTRIAL SPATIAL STRUCTVRE FOR THE REGION; CASE STUDIES
الباحث: عمر سالم المحمدي ، الصناعة في بولندا، قسم الجغرافيا، كلية الاداب،جامعة عدن، الجمهورية اليمنية ،2009م
خلفية جغرافية:
خلفية جغرافية:
بولندا وهي تحتل موقع الوسط في القارة الأوربية ، وهي الجارة الغربية لروسيا والشرقية لألمانيا ، ظلت خلال ما يزيد على قرنين ونصف من الزمن كره تتقاذفها القوى الكبرى ، فانمحت من الوجود كوحدة سياسية وعادت إلى الظهور عدة مرات. وقد أثرت التغيرات التي عانتها في ركب حضارتها أيما تأثير ، كما جلبت الإحداث المتصلة بالحربين العالميتين الأخيرتين مزيداً من التخريب والتمزق والاحتلال. وقد تعرضت في بداية الحرب الأخيرة للغزو الألماني من الغرب ، وللغزو الروسي من الشرق حسب اتفاق بين روسيا وألمانيا عام (1940م) على تقسيم أرض بولندا بينهما. ونقضت ألمانيا الاتفاق بعد ذلك واحتلت كل بولندا في طريقها لاجتياح روسيا ، وعادت بولندا مرة أخرى إلى الاختفاء كدولة مستقلة لها كيانها ، وفقدت أثناء فترة الاحتلال الألماني نحو ستة ملايين من أبنائها. وفي عام 1945م أعيد تأسيس الدولة البولندية.
• الموقع الجغرافي:
تقع بولندا في أوربا الشرقية، يحدها من الشرق بلوروسيا واكرانيا، ويحدها من الشمال بحر البلطيق ، ومن الغرب ألمانيا......، ويحدها من الجنوب مولدوفيا. وتنقسم عدد محافظاتها إلى 19 محافظة بما في ذلك محافظتي وارسو ، ولودز.
• العاصمة : وارسو .
• المساحة الكلية: 121.130 كيلومتر مربّع.
• اللغة : وأصبحت اللغة البولندية لغة المثقفين (لغات سلافونية).
• العملة: زلوتي / واليورو.
• الموانئ البحرية والنهرية: ميناء ستتن (تشيشين Stetten) ، وميناء دانزيج (حالياً جدانسك Gdynsk) ، ونهر أودر نايسي Odra وفستيولا ويصبان في بحر البلطـي.
• المناخ: تتميز بولندا بمناخ قاري نظراً لموقعها المتطرف ، ولبعدها عن مؤثرات المحيط الأطلسي الملطفة. وهناك تناسق في توزيع الحرارة والأمطار بسبب خلو معظم مساحتها من المرتفعات ، ولتركز جبالها في قسمها الجنوبي. وتتراوح متوسطات الحرارة في شهر يناير بين -4°م و1°م ، وفي شهر يوليو بين 17°م و19.4°م. وتصل درجات الحرارة أقصاها في شهر يوليو ، وأدناها في شهر يناير وذلك في قسمها الجنوبي والشرقي.
• السكان : التــعداد السكـاني: 40 مليون (2007م) ، ويكثر السكان حول العاصمة وارسو وهي من المدن المليونية ، وحول مدينة لودز Lodz وبوزنان Poznan وجدانسك وشتتين.
كان عدد سكانها (1950) فهو 24.977.000 نسمة بينما كان عدد سكانها قبل الحرب 35 مليون نسمة ويرجع نقص السكان هذا إلى أن الألمان وقت احتلالهم لبولندة أثناء الحرب الماضية قضوا على عدد كبير من البولنديين وخصوصاً اليهود إلى جانب نقل الألمان الموجودين في بولندة وسيليزيا وبوميرانيا إلى داخل حدود ألمانيا الجديدة حتى لا تنشأ مشاكل أقليات جديدة.
خريطة رقم (1) توضح الحدود السياسية لدولة بولندا:
تبرز التجربة الاقتصادية البولندية كأحد النماذج الساطعة على المستوى الدولي في السنوات الأخيرة ، فقد تمكنت بولندا خلال عدة سنوات من تحقيق طفرة في النمو الاقتصادي وارتفاع معدل الإنتاج والتصنيع وزيادة كبيرة في صادراتها واستثماراتها وذلك بفضل تبني برامج وإصلاحات اقتصادية تعتمد على تحرير الاقتصاد وجذب الاستثمارات والتوجه نحو التصدير.
وان التعرف على التجربة البولندية الناجحة اقتصاديا وتجارياً وصناعياً وما حققته من نجاحاً كبيراً في مجال الإصلاح الاقتصادي حيث أصبحت الآن نموذجاً ناجحاً للانتقال إلى اقتصاد السوق ، وكذلك نجحت في تحقيق فوائد عديدة أهمها القدرة على جذب استثمارات أجنبية كبرى.
وقد بدأت بولندا بإصلاحات اقتصادية في بداية عام 1989م في تحقيق أثار أجابية عديدة على عملية التنمية الاقتصادية ، وهناك العديد من الخطوات التي تم اتخاذها خاصة بعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي من الأمور المهمة التي أدت إلى تنشيط المشروعات والتسهيلات والتيسيرات القانونية والإجرائية التي تمت كان لها أكبر الأثر في توسيع نطاق هذه الشركات والمشروعات على المستوى الدولي ، ومكنت كل هذه العوامل من تحسين فرص العمل ومستوى المعيشة.
وأخيراً أصبحت بولندا من الدول التي لديها القدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية، وفي عام 2006م فازت بولندا بلقب القائد المحلي بين الدول التي انضمت حديثاً إلى الاتحاد الأوروبي وذلك فيما يتعلق بقدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية ، ووفقاً لتقارير مؤسسة الاونكتاد تمكنت بولندا من جذب أكثر من 43% من أجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة والتي تدفقت على دول الاتحاد الأوروبي العشر.
وفقاً لتقرير مؤسسة ايرنس/ بونيج للاستثمارات والذي نشر في يوليو 2007م فقد تم تصنيف بولندا كثاني دولة جاذبة للاستثمارات الصناعية ، وكانت الصين هي الدولة الأولى.
وتحقق بولندا معدل نمو اقتصادي يصل إلى 5.5% خلال عام 2008م وذلك إلى جانب توقعات بارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 2.5% ، وهي تحتل أهمية كبيرة إلى نصيبه في الناتج المحلي الرأسمالي ، ومعدل التشغيل ونتوقع أن تؤثر الضغوط الداخلية المتزايدة على الأجور وارتفاع الأسعار المستهلكين تهديد الهدف الذي تم وضعه للحد من التضخم إلى المستوى الذي حدده مجلس السياسات المالية البولندي وبالرغم من ذلك نعتقد أن ارتفاع الأسعار سوف يتجه إلى الانحسار.
وان التعرف على التجربة البولندية الناجحة اقتصاديا وتجارياً وصناعياً وما حققته من نجاحاً كبيراً في مجال الإصلاح الاقتصادي حيث أصبحت الآن نموذجاً ناجحاً للانتقال إلى اقتصاد السوق ، وكذلك نجحت في تحقيق فوائد عديدة أهمها القدرة على جذب استثمارات أجنبية كبرى.
وقد بدأت بولندا بإصلاحات اقتصادية في بداية عام 1989م في تحقيق أثار أجابية عديدة على عملية التنمية الاقتصادية ، وهناك العديد من الخطوات التي تم اتخاذها خاصة بعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي من الأمور المهمة التي أدت إلى تنشيط المشروعات والتسهيلات والتيسيرات القانونية والإجرائية التي تمت كان لها أكبر الأثر في توسيع نطاق هذه الشركات والمشروعات على المستوى الدولي ، ومكنت كل هذه العوامل من تحسين فرص العمل ومستوى المعيشة.
وأخيراً أصبحت بولندا من الدول التي لديها القدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية، وفي عام 2006م فازت بولندا بلقب القائد المحلي بين الدول التي انضمت حديثاً إلى الاتحاد الأوروبي وذلك فيما يتعلق بقدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية ، ووفقاً لتقارير مؤسسة الاونكتاد تمكنت بولندا من جذب أكثر من 43% من أجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة والتي تدفقت على دول الاتحاد الأوروبي العشر.
وفقاً لتقرير مؤسسة ايرنس/ بونيج للاستثمارات والذي نشر في يوليو 2007م فقد تم تصنيف بولندا كثاني دولة جاذبة للاستثمارات الصناعية ، وكانت الصين هي الدولة الأولى.
وتحقق بولندا معدل نمو اقتصادي يصل إلى 5.5% خلال عام 2008م وذلك إلى جانب توقعات بارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 2.5% ، وهي تحتل أهمية كبيرة إلى نصيبه في الناتج المحلي الرأسمالي ، ومعدل التشغيل ونتوقع أن تؤثر الضغوط الداخلية المتزايدة على الأجور وارتفاع الأسعار المستهلكين تهديد الهدف الذي تم وضعه للحد من التضخم إلى المستوى الذي حدده مجلس السياسات المالية البولندي وبالرغم من ذلك نعتقد أن ارتفاع الأسعار سوف يتجه إلى الانحسار.
واقـع الصناعـة في بولنـدا:
تعددت الصناعات البولندية ونمت نمواً عظيماً منذ عام 1945م وخاصة في الآلات والسلع المعدنية والكيماويات وبناء السفن. وتتركز الصناعة في وقتنا الحالي في إقليم سيليزيا العليا الغنية بالفحم ، وهي منطقة تبلغ مساحتها نحو 2035كم2 وتمتد بين مدينة كاتوويس Katowice والمدينة الألمانية السابقة أوبلن Oppeln.
وتحاول بولندا أن توفر أفضل شروط مناخ للاستثمار والإعمال وتعتبر المناطق الصناعية الخاصة من أهم وسائل وأدوات الجذب الاستثماري حيث أنها تتمتع بمزايا ضريبية وإعفاءات خاصة.
تحليل جغرافي صناعي – اقتصادي لأثر المقومات الجغرافية والتكنولوجية في عمليات التوطن الصناعي في بولندا :
يظهر من خلال وجود مؤسسات كبرى في أقاليمها الصناعية ومنها سيليزيا التي تعتمد على الفحم والتي تجمعت لديها الأموال من خلال الإرباح التجارية وعائدات الضرائب العامة، والتي خذت تجمع تلك المؤسسات في النشاطات الصناعية ، التجارية والمالية.
1. المواد الاولية:
تعتبر المواد الأولية الركن الأساسي في العمليات التصنيعية كما تختلف المواد الأولية من صناعة إلى أخرى حسب نوع الصناعة ، حيث تصنف المواد الأولية إلى مواد أولية زراعية نباتية أو حيوانية أو معدنية ، وتوفر المواد الأولية في بولندا كإقليم سيليزيا ، ووارسو إضافة إلى الثروة الغابية كمصدر طبيعي حيث تغطي نحو ربع مساحة الدولة ومن تلك الثروة الغابية أشجار البلوط والزان والأشجار الصنوبرية ، وكذلك المعادن حيث تنتج أعداد كبيرة من المعادن بأنواعها المختلفة هيئة قيام صناعة حديثة ومتطورة أدت إلى جذب صناعات أخرى نهضت بالتنمية الاقتصادية في تلك المنطقة.
2. قوة الاستثمارات المالية:
والتي تتمثل في حجم الأموال التي تستثمر في المشاريع المختلفة إلى جانب الدور الكبير الذي تلعبه العملة يورو الموحدة للاتحاد الأوربي المشترك ، وفقاً لتقارير مؤسسة الاونكتاد التي تمكنت من جذب أكثر من 43% من أجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة والتي تدفقت على دول الاتحاد الأوروبي العشر. ويقدر حجم الاستثمارات الأجنبية في بولندا لعام 2007م بنحو 15 مليار يورو.
3. الايدي العاملة :
تعد العمالة أحد المتطلبات الرئيسية لعملية التنمية الصناعية. وهي بحق تشكل عقبة أساسية أمام التطور الصناعي. حيث إن بولندا تتميزبالايدي العاملة المختصة ذات الكفاءة التاهيلية العالية بالتكنولوجيا واستيعابها بفضل التطور في المستوى التعلمي بكافة مجالاته العلمية المتطورة ذات الارتباط الوثيق بالصناعية الحديثة المعاصرة. فقد كانت بولندا حتى عام 1938م قطراً زراعياً ويتغل بالزراعة نحو ثلاثة أرباع سكانه العاملين ، بينما يكن يشتغل بالصناعة سوى العشر.
بغض النظر للهجرات للايدي العاملة البولنديين إلى الخارج للدول المجاورة والتي تقدر بحوالي مليونا بولندي تقريبا يعيشون بشكل موقت في الخارج ومنهم 1.5 مليون في دول الاتحاد الأوربي وهجرة البولنديين للعمل بالخارج لها اثأر ايجابية وأخرى سلبية على الاقتصاد.
4. التقدم التكنولوجي:
أنعكس اهتمام بولندا الكبير بالتقدم التكنولوجي على الأنشطة الصناعية بكافة مجالاتها بحيث أدى إلى تقدم وتطور صناعات متنوعة في تلك المنطقة ، والتي أصبحت نموذجاً ناجحاً عالي الانتقال إلى مجال السوق الداخلي والخارجي.
وتعتبر تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في بولندا من أبرز العناصر التكنولوجية للابتكارات الصناعيـة ولذلك يكون لها الأثر الكبير في زيادة الاتصال وتبادل المعلومات التي تسهم في تطور أنماط صناعية متقدمة.
ويعد أحد التحديات الرئيسية أمام استراتيجية بولندا الإلكترونية (Poland) التي تستهدف تطوير مجتمع المعلومات خلال الفترة من 2004 إلى 2006 تشكيل اقتصاد تنافسي يستند إلى المعرفة وتحسين نوعية حياة المواطنين. وقد أعطيت الأولوية لخدمات الإدارة العامة وتطوير المحتوى المتنوع والمفيد على الإنترنت. ويتمثل الهدف الأول في تمكين كل خريج من خريجي المدارس الثانوية في بولندا من استعمال الحاسوب والإنترنت وتوعية التلاميذ بمزايا الاتصالات الإلكترونية. والهدف الثاني هو نشر طريقة العمل عن بُعْد على نطاق واسع.
وتعتبر تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في بولندا من أبرز العناصر التكنولوجية للابتكارات الصناعيـة ولذلك يكون لها الأثر الكبير في زيادة الاتصال وتبادل المعلومات التي تسهم في تطور أنماط صناعية متقدمة.
ويعد أحد التحديات الرئيسية أمام استراتيجية بولندا الإلكترونية (Poland) التي تستهدف تطوير مجتمع المعلومات خلال الفترة من 2004 إلى 2006 تشكيل اقتصاد تنافسي يستند إلى المعرفة وتحسين نوعية حياة المواطنين. وقد أعطيت الأولوية لخدمات الإدارة العامة وتطوير المحتوى المتنوع والمفيد على الإنترنت. ويتمثل الهدف الأول في تمكين كل خريج من خريجي المدارس الثانوية في بولندا من استعمال الحاسوب والإنترنت وتوعية التلاميذ بمزايا الاتصالات الإلكترونية. والهدف الثاني هو نشر طريقة العمل عن بُعْد على نطاق واسع.
5. السوق (للاتحاد الأوربي المشترك):
السوق الداخلي يلعب دور كبير في توطن الصناعة وذلك بسبب ارتفاع عدد السكان الذي يفوق 40 مليون نسمة وارتفاع قدراتهم الشرائية المناسبة لهذه المنتجات المحلية ذات التكلفة المنخفضة. أما من ناحية الأسواق الخارجية تلعب دور رئيسي في تصدير المنتجات الصناعية إلى للدول المجاورة للاتحاد الأوربي المشترك لتسويق منتجاتها.
6. النقل: مهما كان اختيار مواقع توطن المشروعات الصناعية مناسباً فأنه لا يستطيع إهمال عنصر النقل ، وتعتمد نوعية وسائل النقل المطلوبة على نوع الصناعة وطبيعة المنشأة الصناعية ذاتها ، ومصادر الخامات ونوعية وكمية المنتجات الصناعية وعلاقة ذلك بمراكز التسوق الرئيسية، وتعد الطرق البرية والسكك الحديدية والمجاري المائية أهم وسائل النقل لمعظم الأقاليم الصناعية في بولندا مثل إقليم سيليزيا ووارسو. إلى جانب الدور الكبير الذي تلعبة الموانئ الرئيسية البولندية مثل ميناء ستتن (تشيشين Stetten) ، وميناء دانزيج (حالياً جدانسك Gdynsk) ، في تصدير واستيراد الأنشطة الصناعية.
وتجدر الإشارة إلى أنه رغم أن بولندا تملك شبكتين كبيرتين من المجاري النهرية الملاحية (فستيولا وأودر) تتصلان ببعضهما عن طريق الأودية النهرية القديمة (برادولينى) فان حركة النقل النهري صغيرة نسبياً ، ومعظمها يرتبط بالأخشاب ، فتلقى كتلها لتسبح في النهر إلى مراكز التصنيع.
وتجدر الإشارة إلى أنه رغم أن بولندا تملك شبكتين كبيرتين من المجاري النهرية الملاحية (فستيولا وأودر) تتصلان ببعضهما عن طريق الأودية النهرية القديمة (برادولينى) فان حركة النقل النهري صغيرة نسبياً ، ومعظمها يرتبط بالأخشاب ، فتلقى كتلها لتسبح في النهر إلى مراكز التصنيع.
7. عـوامـل توطن أخـرى :
اسهم تركز معظم المواد الاولية في شكلها الخام وقربها من المواقع الصناعية ، ذات الأسعار المنخفضة وتصنيعها ثم بيعها بأسعار مرتفعة كمواد مصنعة أو نصف مصنعة الى توطن الصناعة ، كما إن إقامة معظم الصناعات في الاقاليم الصناعية التي تتركز فيها مواد الخام ومنها اقليم سيليزيا الغني بالفحم وأقليم وارسو وبالتالي يقلل من تكاليف النقل سواء من حيث الاستيراد أو التصدير.
وكما يعد الاستقرار السياسي في بولندا وهو من أهم عوامل التقدم والتطور الاقتصادي ومنه الصناعي بشكل كبير جداً.
الأقاليم الصناعية في بولندا:
الأقاليم الصناعية في بولندا:
الإنتاج الصناعي التي تحققها بولندا وهو زيادة ديناميكية ومستمرة في الإنتاج الصناعي وكذلك في قطاع البناء.....الخ ، ويعتبر قطاع الخدمات من القطاعات الواعدة بالنسبة للاقتصاد البولندي.
1. إقليم سيليزيا الصناعي الغني بالفحم: وتتركز الصناعة في سيليزيا العليا وتوجد ستة مراكز كبيرة تحتوي على مجمعات للحديد والصلب وأكبرها كوسيوزكوهوتا Kosciuszko- HUTA وتوجد في كل مراكز الصناعة في سيليزيا صناعات هندسية. وتوجد في الإقليم أيضا صناعات كيميائية وأخرى للنسيج ولكن معظمها تقوم عند حافاته ، وذلك بسبب ازدحامه بأماكن التعدين وبالأفران...
ويمثل الفحم في بولندا مركز الصدارة وأزداد إنتاجها منه بعد أن ضمت إليها سيليزيا الألمانية الذي يبلغ الإنتاج السنوي زهاء 105 مليون طن (إحصاء 1976 ، حوالي الثلث من المناجم الألمانية السابقة) وهو آخذ في النمو المستمر. وتأتي بولندا بين دول أوربا إنتاجاً له ، وهو بالنسبة لها المصدر الرئيسي للطاقة ، والمادة الخام للصناعات الكيماوية والمعدنية. وتقع مناجم الفحم البيتومي في سيليزيا العليا حول مدينة كاتوويس Katowice وفي منطقة الحدود التشيكية. وطبقات الفحم سميكة (قد يصل السمك الى 170 م) ، وعمق المناجم بين (390 – 790م) أنسب للتعدين منه في حقل الرور .
ويقدر احتياطي الفحم في بولندا بنحو 100 بليون طن أي نحو 2% من الاحتياطي العالمي. وهناك رواسب غنية من اللجنايت في غربي بولندا تنتج سنويا أكثر من 38 مليون طن.
2. إقليم وارسو: يحتل إقليم وارسو المرتبة الثانية من حيث تأثيره صناعياً بعد إقليم سليزيا ، حيث تتركز فيه معظم الصناعات البولندية أهمها: صناعة الآلات والسيارات وصناعات الهندسية الكهربائية كما يتوطن بها أكبر معمل لتكرير السكر الكيماويات وصناعة الأغذية والجعه ومطاحن للغلال كما تتركز فيها أهم المراكز الرئيسية لصناعة المنسوجات القطنية والصوفية ورايون والملابس الجاهزة.
تحليل الهيكل الصناعي للصناعة في أقليم بولندا:
1. صناعة المعادن:
وتنتج بولندا الحديد من النوع الردي المحتوى بين (30 – 35%) وتكاليف تعدينه مرتفعة، وهو يعدن في الجنوب الغربي. وتستورد الدولة معظم احتياجات مصاهرها ومصانعها من الحديد (85%) من الاتحاد الروسي والسويد في مقابل الفحم. وقد أنشئت مصاهر ومصانع جديدة للحديد والصلب في نواهوتا Nowa Huta بالقرب من مدينة كراكاو ، وهذا بالإضافة إلى مصانع الحديد والصلب في مدينة وارسو وميناء شتيتين.
وتنتج بولندا من القصدير والرصاص كميات تكفيها وتسمح بالتصدير زهاء (100.000 طن سنوياً) ، وإنتاج النحاس نحو (1.8 مليون طن) آخذ في الازدهار بعد أكتشاف مناجم جديدة له ، ويجري تعدين هذه المعادن الثلاثة في وسط بولندا وفي سيليزيا العليا والسفلى ومنطقة ليزوجورى.
ويعد الكبريت والملح الصخري ، وهما أساس لصناعة كيماوية مزدهرة ويعدن الكبريت على الخصوص في جنوب شرق بولندا من مناجم غنية تنتج سنوياً ما يزيد على 3 مليون طن من الخام وهي لذلك في مقدمة الدول المنتجة له ، وتوجد رواسب ضخمة من الملح الصخري في الجنوب الغربي إلى الشرق من مدينة كراكاو Krakaw. وتنتج بولندا عدا ذلك كميات من الجبس والجير والبوتاس (معظم مناجمه أصبحت تابعة لروسيا) والنيكل والمنجنيز واليورانيوم.
2. صناعة النفط : تنتج بولندا البترول والغاز الطبيعي من منطقة جاليسيا. وكذلك تنتج نحو (350.000 طن سنوياً) من آبار حول كروسنو Krosno في منطقة الفورلاند في الجنوب (أسافل الكربات). والإنتاج قليل لا يفي بسوى سدس احتياجاتها. وهي تستورد البترول والغاز الطبيعي من روسيا ويعتمد إنتاج الكهرباء أساساً على التوليد الحراري (الفحم والليجنايت) ومع هذا تحوي بولندا نحو 100 محطة للقوى الكهرومائية يقع معظمها على امتداد مرتفعات السوديت والكربات الغربية وبعضها في أعالي نهيرات الهضاب الجنوبية.
3. صناعة بناء السفن: وقد أصبحت لصناعة السفن أهمية خاصة بعد أن ضم لبولندا أهم ميناءين على البحر البلطيق وهما دانزيج وشتيتين.
وتجدر الإشارة إلى انه رغم أن بولندا تملك شبكتين كبيرتين من المجاري النهرية الملاحية (فستيولا وادور) تتصلان ببعضهما عن طريق الأودية النهرية (برادوليني) فان حركة النقل النهري صغيرة نسبياً ونتيجة لارتباطها في صناعة بناء السفن فتلقي كتلها لتسبح في النهر إلى مراكز التصنيع.
وتجدر الإشارة إلى انه رغم أن بولندا تملك شبكتين كبيرتين من المجاري النهرية الملاحية (فستيولا وادور) تتصلان ببعضهما عن طريق الأودية النهرية (برادوليني) فان حركة النقل النهري صغيرة نسبياً ونتيجة لارتباطها في صناعة بناء السفن فتلقي كتلها لتسبح في النهر إلى مراكز التصنيع.
4. صناعة الأخشاب وصناعة الورق: وقد شجعت الدولة تصنيع الأخشاب فأنشأت معامل للنشر وللب الخشب وصنع الورق ، بسبب تواجد الكثير من الغابات الصنوبرية في بولندا التي تشكل نحو 87% والتي تغطى أجزاء من الهضاب وخاصة هضبة ليزوجورى وهي مورد لصناعة الأخشاب. ولذلك تتركز صناعة الورق والسيليولوز والأثاث في منطقة بوزنان البولندية وهي عاصمة إقليمية ، وهي سوق للمنطقة الزراعية المحيطة بها وقد أنشأها الألمان قبل الحرب العالمية الأولى على نهر فارتا Warta رافد الأودر ، ونمت المدينة وأصبحت أهم مركز صناعي في المنطقة لصناعة الورق والسيليولوز والأثاث المنزلية ..الخ للاكتفاء المحلي والتصدير إلى الخارج.
5. الصناعات الكيماوية: وقد تضخم إنتاج الصناعات الكيماوية خاصة صناعة الأسمدة في بولندا، وتوجد أيضاً صناعات كيميائية الثانوية لأفران الكوك وعلى الليجنايت الذي يوجد بنسبة كبيرة في حقول الفحم. وعلى الكهرباء المولدة من محطات مائية وأخرى حرارية.
6. صناعة المنسوجات: وتنتج بولندا الكثير من المنسوجات بمختلف أنواعها ، وهي صناعة قديمة تتركز على الخصوص في مدينة لودز Lodz وهي الوحيدة بين مدن سهل البرادوليني التي تقع على النهر ، وهي اكبر مدن بولندا بعد وارسو ، وهي مع وارسو تحتل مركز الصدارة في الصناعات الهندسية الكهربائية ، وهي المركز الرئيسي لصناعة المنسوجات القطنية والصوفية والرايون والملابس الجاهزة.
7. مصانع الآلات الزراعية والأسمدة الكيماوية: بعد أن حدثت تغيرات في الملكية الزراعية في بولندا 1956م ، فالمزارع الجماعية التي كان ينبغي إن تسود بولندا باعتبارها بلد شوعي قد تضاءلت في العدد وفي المساحة بسبب تدمر الفلاحين ورغبتهم في الملكية الخاصة فاضطرت الدولة إلى تقسيم الأراضي , بحيث أصبح يمتلك الفلاحون نحو 87% من الأراضي الزراعية تنتج نحو 84% من جملة الإنتاج الزراعي البولندي فيما لم تشغل مزارع الدولة إلا نحو 11.5% والمزارع التعاونية 1.5% من جملة المساحة الزراعية هناك . وعلى ضوء ذلك جراء إيصال القرى الواحدة تلو الأخرى بالشبكة الكهربائية وفيها انشأ محلات لإصلاح الآلات وقطع الغيار كما تنمو وتزداد مشاريع الري والصرف باستمرار وأصبحت الأسمدة في متناول الجميع وقد أنشئت وتنشأ المعامل الكيماوية لصناعة المخصبات الزراعية كما تم تشييد مصنع كبير لإنتاج الأسمدة الازوتية في مدينة بولاوى يدار بالغاز الطبيعي المستورد من روسيا عن طريق خط من الأنابيب.
وكما يتركز اكبر مجمع صناعي لصناعة الآلات الزراعية في مدينة بوزتان والتي تعد سوق للمنطقة الزراعية المحيطة بها .
وكما يتركز اكبر مجمع صناعي لصناعة الآلات الزراعية في مدينة بوزتان والتي تعد سوق للمنطقة الزراعية المحيطة بها .
8. صناعات أخرى: مثل صناعة السيارات والآلات ، وصناعة الهندسة والكيماويات ، صناعة الفخار والزجاج والخزف ، وصناعة المواد الغذائية ،ويعد جنوب بولندا أهم إقليم فيها لإنتاج القمح وبنجر السكر والطباق. نظر جدول رقم (1) و (2).
جدول رقم (1) الأقاليم الصناعية الكبرى في بولندا:
الإقـلـيـم الـصـنـاعـي أهـم الـصـنـاعـات % من الإنتاج الصناعي
سليزيا الفحم ومصاهر
سليزيا الفحم ومصاهر
ومصانع جديدة للحديد
والصلب، والزجاج ،
وصناعات الهندسية والكيماوية 47 %
والسيارات والآلات.
وارس وميناء شتيتين الحديد والصلب والسفن
والسيارات 25%
لودز المنسوجات القطنية والصوفية
والرايون والملابس الجاهزة ،
وتكرير السكر والمواد الغذائية 17%
جدانسك تصنع السفن والآلات
جدانسك تصنع السفن والآلات
الهندسية الكهربائية 11%
جدول رقم (2) الصناعات التي تصدرها بولندا:
أهم الصناعات % من الانتاج الصناعي
السلع المعدنية 30%
الفحم والكوك 18%
المواد الغذائية 17%
المنسوجات 5%
الصناعات التي تستوردها بولندا:
السلع المعدنية 30%
الفحم والكوك 18%
المواد الغذائية 17%
المنسوجات 5%
الصناعات التي تستوردها بولندا:
وتستورد الآلات وخام الحديد والقطن من روسيا والبترول الخام الذي يأتيها عن طريق أنابيب من منطقة الفولجا.
المراجع:
1. تقرير عن تقييم القمة العالمية لمجتمع المعلومات ، الأمانة التنفيذية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات ، جنيف 2003م ، تونس 2005م.
2. جريدة الأهرام ، الاقتصاد البولندي ، العدد 44302 ، السنة 132 ، مصـــر 2008م
3. جودة ، حسنين جودة ، جغرافية أوربا الإقليمية ، الطبعة التاسعة ، مكتبة النشر للمعارف ، الإسكندرية ، 1958م.
4. جوهري ، يسرى ، ناريمان درويس ، جغرافيا العالم ، مؤسسة شباب الجامعة ، 1988م.
5. شريف ، إبراهيم ، جغرافية الصناعة ، الطبعة الأولى ، مكتبة الفلاح ، الكويت ، 1983م.
1. David M. Smith. Industrial Location. An Economic Geographical Analysis, Second Edition, United states of America, 1981.
2.Carlo Altomonte a and Laura Resmini. The Geography of Transition: regional industrial patterns in Poland. , ISLA-Università Luigi Bocconi, Milano, Italy (no Date).
3. The role of ‘industrial knowledges’ in economic development of post-industrial regions. ARegional Studies Association Working Group University of Gdańsk, Gdańsk – Gdynia, Poland19th-21st February 2006 .
2.Carlo Altomonte a and Laura Resmini. The Geography of Transition: regional industrial patterns in Poland. , ISLA-Università Luigi Bocconi, Milano, Italy (no Date).
3. The role of ‘industrial knowledges’ in economic development of post-industrial regions. ARegional Studies Association Working Group University of Gdańsk, Gdańsk – Gdynia, Poland19th-21st February 2006 .
المصدر: ملتقى قبيلة سيبان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق