التسميات

الخميس، 22 أغسطس 2013

تخطيط المدن الدينية في العراق (مدينة كربلاء نموذجا)

تخطيط المدن الدينية في العراق (مدينة كربلاء نموذجا)

مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية - د. رياض كاظم سلمان ألجميلي - تدريسي كلية التربية - جامعة كربلاء - وباحث في المركز :

مقدمة:

    لعبت الصفات الجغرافية (الطبيعية) للعراق من التدفق المستمر لرافديه دجلة والفرات وسط سهله الرسوبي الواسع وصلاحية تربته من جانب، وما للعوامل التاريخية ومجمل الإحداث البشرية التي تعاقبت على أراضيه من جانب أخر جعلت منه موطنا قديما للإنسان والحضارة على حدا سواء، الأمر الذي مكنه أن يصبح الموطن الأول لظهور طلائع المستقرات البشرية الأولى وقيام الحياة الحضرية في العالم كما تشير الدلائل الآثارية والنصوص التاريخية التي تعود إلى العصر الحجري القديم(1).

فتعاقب الحضارات البشرية على أرضه بثقافاتها المختلفة وإبداعاتها المتنوعة لاسيما في مجال العمران وتشييد المدن والمستوطنات وإقامة الحصون والقلاع وخصوصا في الحضارة البابلية والسومرية والآشورية التي امتازت بفن تخطيط وتنظيم المدن بشكل بارز، لقد خلق الإسلام بكل ثقافتة وروحيته سلوكا عمرانيا تمثل في المدن الدينية التي تطغى عليها معالم الحضارة الإسلامية برموزها المختلفة سميت فيما بعد بالمدن الدينية الإسلامية والتي يعد أساس نشأتها وقيامها المعالم

والآثار الدينية كأماكن العبادة في مكة والمدينة المنورة والقدس ومراقد الأولياء والصحابة والصالحين في بغداد وسامراء والنجف وكربلاء والبصرة في العراق ويحضى العراق بشكل خاص بين دول العالم الإسلامي بمكانة مرموقة لاحتوائه على الكثير من هذه المدن الدينية البارزة والتي شكلت فيما بعد أرثه الحضاري والإنساني على مختلف إبعاد تاريخه القديم والمعاصر.

شكلت هذه المدن في العراق أماكن للسكن والعبادة معا وتنشط فيها الحركة السياحية للسواح والزائرين من مختلف أنحاء العالم، إذ لعب العامل الديني دوره الكبير والمباشر في هذه المدن من خلال استقطاب السكان إليها بشكل كبير، الأمر الذي جعل معظمها تعاني من ظاهرة التضخم السكاني المستمر فضلا عن التضخم الموسمي للسكان خلال فترات معينة من السنة "المناسبات الدينية" والذين يشكلون عبئاً أضافيا على هذه المدن وخدماتها المختلفة من الناحية التخطيطية، لذا برزت أهمية التخطيط في مجال الحياة الحضرية باعتباره الوسيلة العلمية

المنظمة لسلسلة من العمليات المترابطة والمتعاقبة لبلوغ غايات وأهداف معينة ضمن إستراتيجية مقررة وخلال
فترات زمنية محددة(2). والذي يساهم في تحسين بيئة الحياة الحضرية ويخلق مناخا مناسب للسكن والخدمات
الذي ينعكس بصورة ايجابية على حياة الساكنين أولا والسكان الوافدين للمدينة ثانيا، لان السكان في أي مكان هم هدف التخطيط الأساسي لذلك المكان(3).

ويأتي دور التخطيط الحضري urban planning في تنظيم ترابط المدينة العضوي والوظيفي وتامين الشروط اللازمة للسكان لكي تتوفر لهم الإمكانية للعيش والعمل والراحة بأجواء يسودها الهدوء والأمان وفي محيط صحي
فضلا عن تامين الترابط الإقليمي للمدينة بالمراكز الحضرية الأخرى(4). ولعل من جل اهتمام المخطط هو إبراز
المشاكل وفصلها وتشخيص خطورتها بالطريقة التي تمكنه من إيجاد الحلول الناجعة والمناسبة لها شكل (1).   

شكل (1)

المصدر: فاروق عباس حيدر، تخطيط المدن والقرى، منشأة المعارف بالإسكندرية، الطبعة الأولى، 1994،ص9 .

لقد ساهمت الجغرافية كعلم رئيسي ومهم في تطور الفكر التمديني والتعمق بدراسته منذ القرن الرابع الميلادي
من خلال مساهمات الجغرافيين بالمجال الحضري ودراسة مشاكل المدينة وتحديدها بالشكل الذي يجعل من أراء
الجغرافي إحدى الاستراتيجيات المعتمدة في عمليات تخطيط المدينة(5).

    لذا تبرز أهمية دور الجغرافي كونه يمثل على الصعيد التطبيقي مهندس المكان لما توفره المعرفة الجغرافية من فهم للعلاقات المكانية للظواهر الطبيعية والبشرية فالجغرافية من الناحية النظرية تمثل فلسفة المكان وعمليا هندسة المكان(6) وتحضى عمليات التخطيط في المدن الدينية بشكل خاص بأهمية بالغة كونها تضع المدينة ومنشاتها الحيوية والاقتصادية بالطريق الذي يؤمن للمدينة تأدية فعالياتها الحضرية بشكل سليم كما يوفر تنظيما لعمل منظومة الخدمات "المجتمعية والعامة" مما يجعلها قادرة على تلبية احتياجات ساكنيها والسكان القادمين من الإقليم، بالإضافة إلى تنظيم عمل السياحة الدينية التي باتت سمة بارزة من سمات المدن الدينية المعاصرة.

     ومن هذا المنطلق تم اختيار مدينة كربلاء كنموذج لدراسة تخطيط المدن الدينية في العراق لما تمتاز به المدينة من مكانة دينية كبيرة على الصعيدين الداخلي والإقليمي فضلا عن تعرض المدينة لوفود مئات الآلاف من الزائرين لعتباتها الدينية على مدار أيام السنة نموذجا يدرس من خلاله عمليات تخطيط المدينة ويساهم في كشف مكامن الخلل التخطيطي والسكاني الذي تعانيه معظم مدن العراق الدينية.


أولا: إستراتيجيات تخطيط البيئة الحضرية للمدن الدينية

    تعد عملية المحافظة على البيئة الحضرية وصيانتها من أهم القضايا العالمية المعاصرة وبالخصوص بعد التدهور في الوضع البيئي العالمي بشكل عام بما ينعكس سلبا على نوعية الحياة وتهديد مقوماتها الأساسية، إذ إن عملية التخطيط البيئي للمدن باتت عملية يعول عليها للخلاص من المشاكل والمعوقات التي تجابه المدينة في الحاضر والمستقبل، وتسعى إستراتيجية تخطيط البيئات الحضرية المعاصرة إلى توفر الترابط العضوي بين تخطيط البيئة العمرانية "الكتلة السكنية" بما تحتويه من أنماط تخطيط الشوارع والمساكن والخدمات والذي تعنيه بصورة أوضح خطة المدينة "plan city"  وبين عمليات التقييم والمتابعة المتواصلة آنيا ومستقبلا والوصول بالجانبين إلى إدارة بيئية حضرية سليمة والتي تستخدمها عمليات التخطيط الحضري بشكل مباشر(7). وتكمن عملية وضع أي إستراتيجيه حضرية لأية مدينة في دراسة الواقع الفعلي للمخطط الأساسي "MASER PLAN" للمدينة للوقوف على حقيقة تفاعل العلاقات المكانية بين استعمالات الأرض المختلفة وبين ما رصد لها من مواقع تحاول استغلالها لفترات زمنية محدودة ولما كان التصميم الأساسي للمدينة يعني "إطار عمل يتعامل مع وحدتي الزمان والمكان معا بمتغيراتهما على شكل مراحل زمنية معين "(8). لذا لابد أن يحقق التصميم الأساسي للمدينة تطلعاتها ويواكب مراحل نموها وتوسعها العمراني وبالخصوص المدن الدينية ذات الشهية المفتوحة لتوسع بشكل ملحوظ، إن عملية وضع تصميم أساسي للمدينة لابد وان ينسجم مع الأهداف التخطيطية من ناحية، ومع الجانب الطبيعي "الاند سكيب" للمدينة من ناحية أخرى.

1. مراحل وضع التصميم الأساسي لمدينة كربلاء
    يمثل التصميم الأساسي احد أهم الوثائق أو سلسلة من الوثائق التي وضعت لتحديد الأطر العامة لنمو المستوطنة الحضرية والذي يتعامل مع وحدتي الزمان والمكان كبعدين لتحرك الإنسان وممارساته المختلفة(9). إن وضع أول خطة عمرانية لمدينة كربلاء في تاريخها الحديث كان على يد الوالي العثماني مدحت باشا سنة 1868. بعد أن اتسعت المدينة ابعد من أسوارها التي تحيط بها والتي تعد سمة من سمات المدينة الإسلامية آنذاك لان السور يمثل الكيان المادي لها، لقد امتازت خطة مدحت باشا بالاتساع نحو الجهة الجنوبية للمدينة لكي تسمح بظهور محلات عمرانية جديدة كمحلة العباسية الشرقية، خارطة(1).

وما برحت المدينة إن تتعدى سورها الذي أتاح لها جانبا كبيرا من النمو والتوسع العمراني واخذ نسيجها الحضري يشق طريقة للتكامل في مطلع القرن العشرين فاخذ النظام العضوي "الحضري" يبتعد عن المركز التقليدي، وسرعان ما أخذت المدينة موضعها الحالي وفي محاولة جديدة ومتكاملة لتطوير وتنظيم نموها بالشكل الصحيح عام 1956 من قبل مؤسسة "doxiadis" الألمانية التي اقترحت تحويل مركز المدينة التقليدي إلى مكانا خاص باستعمالات الأرض الدينية دون سواها كما اقترحت إلغاء الملكيات الخاصة فيها تدريجيا ورصدت المؤسسة النمو الحضري والواقع السكني للمدينة لغاية عام 2000(10). ركز هذا المخطط بشكل أساسي على الجهات الجنوبية والجنوبية الشرقية لتوسع المدينة المستقبلي، خارطة(2) إن عملية التكامل الحضري الذي تمارسه المدينة بشكل كبير بفعل عامل الدين جعلها بحاجة إلى تطوير تصميمها الأساسي الحالي وإعداد مخططات جديدة تلبي حاجة المدينة المكانية والزمانية، إن الشكل الذي اتخذته المدينة في عمليات توسعها الحالي هو الشكل الشريطي الذي يحتاج إلى شبكة مخططة من الطرق لتامين اتصال جهاتها المختلفة إيصال الخدمات لساكنيها بشكل مناسب.

2.العامل الديني وأثرة في تخطيط مركز المدينة
    عادة ما تحتل ألاماكن الدينية في اغلب التراكيب الداخلية للمدن العربية الإسلامية مركز المدينة لكونه يمثل قلبها النابض ومنطقة الثقل السكاني والخدمي ويسيطر على اغلب المؤسسات ذات الصبغة المركزية.

    ونظراً للأهمية الكبيرة التي يحضى بها مركز المدينة التقليدي بكونه المنطقة الأكثر ارتباطا بمجمل الفعاليات الاقتصادية من جانب بالإضافة لكونها المنطقة الأقدم عمرا في المدينة إلى جانب اعتباره نواة المدينة الأولى، كما تعد هذه المنطقة من أكثر المناطق ارتفاعا بالأسعار ومن حيث التشييد وعدد الطوابق كما تشهد تزايد وظائفها "المركزية" لذا يطلق عليها في العديد من الأحيان بمنطقة الخدمات  المركزية(11). ويمكن ملاحظة اثر العامل الديني في عملية تخطيط استعمالات الأرض في مركز المدينة من خلال سيطرته على بقية الاستعمالات الأخرى التجارية والسكنية والإدارية ويعني هذا في المفهوم الاقتصادي عملية عرض وطلب للسلع والخدمات، لذا نجد التركز الشديد للخدمات فيها بشكل واضح وتتصدر استعمالات الأرض فيه الخدمات الفندقية "السياحية" المرتبطة بشكل وثيق بالأماكن الدينية إذ بلغ عددها في مدينة كربلاء (245) فندقا سياحيا عام 2006 بالإضافة إلى المحال التجارية ومخازن البضائع والسلع.

خارطة (1)

































المصدر: رشا مالك محمد، أثر تغير أنظمة مسارات الحركة في استعمالات الأرض في المركز التقليدي لمدينة كربلاء، رسالة ماجستير، مركز التخطيط الحضري والإقليمي، جامعة بغداد، (غير منشورة)، 2001، ص42.

خارطة (2)


خارطة مدينة كربلاء الموضوعة من قبل شركة دكسايدس المقترحة لغاية عام 2000




المصدر: Doxiadis, The future of Kerbala, Doxiadis Assaclates consuiting Engineers, Iraq, Minsitry of planning, Development Board, 1958, p. 138.

  والأسواق المسيطرة على أغلب شوارع المركز كشارع قبلة الحسين وشارع العباس وشارع الإمام علي والمنطقة المتاخمة للمرقدين الطاهرين والعديد من التفرعات والأزقة التجارية، احتل الاستعمال التجاري مساحة من ارض المركز تقدر (28،2%)، شكل(2).

    فيما شكل كل من الاستعمال الديني (7،7%) من ارض المركز، إن طبيعة التركيب الداخلي لاستعمالات الأرض في مركز المدينة تأتي وفقا لترتيب صيغ المنافسة وسعر الأرض والفعاليات الوظيفية(12).

    أن عملية السيطرة التي يمارسها العامل الديني على بقية الاستعمالات في ارض المركز تتأتى من كونه المحرك الرئيسي لهذه النشاطات وتدل عملية الانجذاب الكلي لاستعمالات الأرض للدين مؤشرا واضحا على صعوبة أجراء أي تغيير مكاني في ارض المركز الذي يلعب فيه سعر الأرض وقيمتها الاقتصادية دورا ملحوظا، شكلت نسبة السكن (42%) من ارض المركز والذي يضم (67608) نسمة شكلوا نسبة (14،8%) من سكان المدينة الكلي يتوزعون على(9) إحياء سكنية هي العباسية الشرقية والغربية وباب الطاق وباب النجف وباب بغداد وباب السلالمة وباب طويريج والمخيم.

شكل (2)
نسب استعمالات الأرض الحضرية في المركز التقليدي لمدينة كربلاء لعام 2006




المصدر: من عمل الباحث بالاعتماد على الدراسة الميدانية لعام 2006 .

    إن الإجراءات التخطيطية المراد لها أن تجد طريقها لخدمة المدينة، لابد إن تبدأ بالمنطقة المركزية لأهميتها البالغة كونها المفصل الحيوي الذي تدور حوله جميع أنشطة المدينة وفعالياتها وهو البداية الصحيحة لأي عملية تخطيطية ناجحة، إن الصورة التي ترسمها استعمالات الأرض في المركز تعد مؤشرا ينم على السيادة المطلقة للاستعمال الديني على بقية الاستعمالات رغم صغر مساحته وهذا يحتم على المخطط أن يعطي للاستعمالات المرافقة (المكملة) توزيعا مكانيا مناسبا ينسجم ومتطلبات السكان المحليين وحركة السياحة الدينية التي تشهدها المنطقة بشكل عام.

ثانيا: تخطيط الكثافات السكانية ومستقبل النمو السكاني
    يعد مفهوم الكثافات السكانية (population density) أو ما يسمى بالاكتظاظ السكاني من ابرز المفاهيم التخطيطية التي لفتت أنظار الجغرافيين والمخططين على حدا سواء، ويقصد بالكثافة السكانية نسبة عدد السكان إلى المساحة التي يعيشون عليها(13). ويزداد سكان المدن الدينية بشكل عام زيادة سكانية تفوق معدلاتها في المدن الأخرى بفعل عامل الهجرة وزيادة نسبة المهاجرين، إذ بلغ عدد سكان مدينة كربلاء (454726) نسمة لعام 2005(14). وبمعدل نمو سكاني بلغ لعامي (1997 - 2005) نسبة (4،2%) وبذلك بلغت نسبة السكان الحضريين (65%) من سكان المحافظة لعام 2005 شكل سكان مدينة كربلاء الحضريين منهم (82،4%) وهذه النسبة المرتفعة في معدلات السكان الحضريين أدت إلى ارتفـاع معـدل الكثافــات السكانيــة العامـة في المدينة ليصــل إلى (85،4 شخص/ هكتار) إذا ما علمنا بان مساحة المدينة بلغت (5322 هكتارا) يتوزع سكان المدينة فيها على ثلاثة قطاعات سكنية تضم (57) حيا، جدول(1) وخارطة(3).


جدول(1)
القطاعات السكنية الرئيسية وعدد أحيائها في مدينة كربلاء لعام 2005


المصدر: مديرية بلدية كربلاء، خارطة القطاعات السكنية، قسم تصميم الخرائط، لعام 2005

إن أهم القضايا الناجمة عن الزيادة السريعة لسكان مدينة كربلاء وإثرها على إبعاد التنمية والتخطيط السكاني مشاكل عدة أهمها:
1.زيادة الهجرة الداخلية
     شهدت مدينة كربلاء ومنذ نهاية سبعينات القرن الماضي هجرة وافدة من مختلف جهات القطر نتيجة عاملين أساسيين هما الديني والاقتصادي(15). حتى بلغ عدد المهاجرين للمدينة عام 1997 (118336) نسمة شكلوا نسبة (15،4%) من معدل الهجرة الداخلية للقطر لنفس العام شكل (3).

               خارطة ( 3 ) : القطاعات السكنية الرئيسة في مدينة كربلاء لعام 2006




المصدر: مديرية بلدية كربلاء، قسم الخرائط، قطاعات المدينة السكنية لعام 2006

شكل (3)
السكان المهاجرين إلى مدينة كربلاء لعام 1997.


المصدر: هيئة التخطيط الإقليمي، الجهاز المركزي للإحصاء، نتائج التعداد العام للسكان، محافظة كربلاء، جدول (46).

   إذ بلغ معدل صافي الهجرة للمدينة (+1102) ألف شخص لعام 1997وهو معدل مرتفع قياسا لمعدل صافي الهجرة لمدينة الحلة (+759) والنجف (+360) والديوانية البالغ (-3149)(16).

   أدت هذه الزيادة إلى خلق مشكلات أهمها زيادة معدل أزمة السكن بشكل كبير فضلا عن زيادة في معدلات البطالة بالإضافة إلى مشكلات متعلقة بالجوانب الاقتصادية من أهمها مشكلة العجز السكني(*). إذ بلغت نسبة عجز المدينة من الوحدات السكنية لعام 1997 (8662) وحدة سكنية بنسبة عجز سكني بلغ (21،4%).(17) فضلا عن توفر الظروف البيئية غير الصحية المرافقة لهذه المشكلة.

2.الخلل في التوزيع الجغرافي للسكان
    من ابرز المشكلات المصاحبة للزيادة السكانية كنتيجة مباشرة هو تركيز السكان في مساحات عمرانية محدودة، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع معدل الكثافة السكانية العامة، لذا يحصل هذا النوع من الخلل في عملية التوزيع المكاني للكثافات والذي يخلق خللا مباشرا في توزيع الخدمات "services" بأنواعها المجتمعية والعامة مما يؤدي إلى صعوبة حصول الفرد على المقدار لائق من الخدمات(18)، وتختلف الكثافة العامة في المدينة من قطاع سكني لأخر بحسب العديد من المؤشرات الحضرية، لعل من أبرزها قدم المحلة السكنية ومعدل قربها من مراكز تقديم الخدمات بالإضافة إلى توفر شبكة مناسبة من الطرق فضلا عن معدل مسافة الوصول إلى مركز المدينة، بلغ معدل الكثافة السكانية في قطاع المدينة القديمة (136 شخص/هكتار) و(102 شخص/هكتار) في قطاع الحيدريه و(50،2 شخص/هكتار) في قطاع الجزيرة، فيما بلغت الكثافة العامة في المدينة (85،4 شخص/هكتار)، خارطة(4).

  ويعطي هذا التوزيع المكاني للكثافات السكانية دلالات عدة أهمها الخلل الملحوظ في توزيع منظومة الخدمات على السكان الذي يؤثر بشكل مباشر في عملية التنمية إلى جانب انعكاسه السلبي على عملية تخطيط القوى العاملة في المدينة وتوزيعها النسبي(19).

3. الخلل في توزيع الخدمات على السكان
    ينتج من التوزيع العادل للخدمات على السكان فوائد جمة للفرد والمجتمع داخل المدينة إذ يوفر بيئة سكنية صحية تنعكس أثارها على مختلف نشاطات الإنسان وحيويته مما يؤدي إلى زيادة إنتاجه وتحقيق رغباته(20).

   إذ تنقسم خدمات المدينة إلى نوعين، الأولى إنتاجية خدمات سكانية موجهة بشكل مباشر لخدمة سكان القطاع السكني أو على مستوى الحي السكني وأخرى إنتاجية موجهة لخدمة المؤسسات الإنتاجية ضمن أو حول القطاع مثل خدمات الطرق وإمدادات الكهرباء والماء الصالح للشرب وغيرها، ويمكن تحديد مفهوم الخدمات جغرافيا "بأنها مجموعة من السلع الاستهلاكية موجهة بشكل مباشر لإشباع حاجات ورغبات السكان حسب أذواقهم وطلباتهم وقد تكون مادية أو غير مادية"(21).

  وتعد المدينة مركزا مهما لتقديم الخدمات لسكانها من جانب وسكان الأقاليم من جانب آخر، فلولا وجود الخدمات فيها لما أصبحت منطقة ملائمة للسكن، تقدم مدينة كربلاء منظومة مختلفة من الخدمات تأتي في مقدمتها الخدمات الدينية مما جعل منها مكاناً مهماً لتركز الخدمات "concentration services" إن سوء التوزيع المكاني للسكان افرز تباينا واضحا في عدم كفاءة توزيع هذه الخدمات على السكان بالشكل الصحيح وتحديدا عندما توجد هناك أحياءا تعاني من نقص كبير في حجم الخدمات المقدمة وتظهر هذه الحالة في إحياء العامل والعروبة والعسكري والبناء الجاهز وغيرها من الأحياء المكتظة بالسكان، بالإضافة إلى ظهور تجمعات سكانية غير صحية فاقدة لأبسط مقومات الحياة الحضرية وتظهر مثل هذه ألاماكن نتيجة للزيادة السكانية وارتفاع سعر الأرض ويتمثل هذا النوع من الأحياء في أحياء الجاير والبهادلية في الجهة الشرقية من المدينة والحي الصناعي في الجهات الجنوبية الشرقية وتشكل هذه ألاماكن شبكة من الأحياء الفقيرة تشبه في حياتها بما يعرف بمدن الصفيح التي تبرز بشكل كبير في اغلب مدن العراق الدينية.

خارطة ( 4 )
الكثافة السكانية العامة لمدينة كربلاء لعام 2006م



المصدر : 1- من عمل الباحث بالاعتماد على وزارة التخطيط، الجهاز المركزي للإحصاء، نتائج التعداد العام لسكان محافظة كربلاء لعام 1997.  2- الدراسة الميدانية لعام 2006.

    ومن هنا يتضح بان السيطرة على الزيادة السكانية أولا وتوزيع الكثافات السكانية بالطريقة التي تحقق للفرد الحصول على القدر اللائق من الخدمات الأساسية ثانيا أمران في غاية الأهمية يجب أخذهما في جميع الإجراءات التخطيطية الآنية والمستقبلية.

4. مستقبل النمو السكاني لمدينة كربلاء

    سوف يضل نمو السكان في العالم محط خلاف وجدل واسع بين الأيدلوجيات المؤيدة والمناهضة له وسيبقى مفهومي النظرية المالثوسية القديم والمعاصر تنظر للنمو السكاني والعلاقة السببية بين العوامل السكانية والعوامل الاقتصادية نظرة تشاؤمية منذ 1798 وحتى يومنا هذا معتبرتا متغير السكان متغيرا مستقل والإنتاج الاقتصادي ومردوداته متغيرات تابعة في قراءة تحليل العلاقة بينهما، تقابلها أطروحة التفاؤل التي ينادي بها تيار المتفائلون في النظر إلى النمو السكاني المتزايد ومتفائلين في تحليل العلاقة السببية تحليلا مغايرا للتحليل المالثوسي(22). 

    إلا إن ظاهرة النمو السكاني في غالبية الدول النامية تدعو للقلق فعلا، وهذا القلق متأتي من الارتفاع في معدلات السكان في ظل اقتصاديات تتسم بالكساد والركود الاقتصادي النسبي، لذا تبلورت المشكلة الحقيقية بين السكان القادرون على العمل "النشطين اقتصاديا" وبين السكان العاملين فعلا وبعبارة أخرى حجم الفجوة الفعلية بين الفعالية الديموغرافية والفعالية الاقتصادية، إن المصدر الأساسي للزيادة السكانية في مدينة كربلاء هي الهجرة الدينية الوافدة والتي وضحناها سلفا، والتي تلعب دورا مباشرا في زيادة سكان المدينة، ويبقى عامل زيادة السكان في المدينة عامل قلق مستمر مرهونا بعامل التخطيط السكاني فإذا ما حصل هناك تخطيطا سكانيا وعمرانيا كتنمية وتطوير مراكز حضرية جديدة وبالخصوص في جهات المدينة الجنوبية والغربية تلبي حاجة السياسة السكانية للمدينة، وبخلافه تبقى المسالة  مصدر قلق مستمر وعاملا رئيسيا من عوامل التخطيط، إن عملية استشراف الحجم السكاني المستقبلي للمدينة أو الإقليم يعد مؤشراً ديموغرافيا في غاية الأهمية فمن خلاله يتمكن المخطط من كشف خصائص السكان ومعرفة متطلباتهم الاقتصادية والاجتماعية والخدمية بالشكل الذي لا يخلق إرباكا في قدرات الدولة وإمكانياتها الاقتصادية(23).

ومن خلال جدول(2) يتضح طبيعة الزيادة السكانية المتوقعة للمدينة حتى عام (2017).
جدول (2)


\

تقديرات سكان مدينة كربلاء لغاية عام 2017

المصدر: من عمل الباحث بالاعتماد على معادلة المتوالية الهندسية.

حيث سيصل عدد سكان المدينة عام 2017م إلى (651838) نسمة(**) وهذه الزيادة التي لم تؤخذ بعين الاعتبار معدلات الهجرة السكانية الوافدة للمدينة سوف تفوق عدد سكان المدينة الحالي بزيادة نسبتها (30،2%) وهذا الحجم السكاني المستقبلي بحاجة كبيرة إلى خدمات عامة ومجتمعية(***) بالشكل الذي يتلاءم مع الحجم السكاني المتوقع.


ثالثا: تنمية السياحة الدينية

    أضحت حركة السياحة الدينية في الآونة الأخيرة ظاهرة دولية ضخمة ترتبط ارتباطا وثيقا بمعدل تقدم الإنسان وقدرته على استغلال وقت فراغه لزيادة إنتاجه وبما يعود عليه بالتقدم والرخاء فضلا عن اعتبارها معيارا مهما لتقدم العلاقات الدولية في كافة نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة لكونها توفر مقدارا من التفاعل بين الشعوب والحضارات وتبادل المعرفة وتحقيق التسامح، وإشاعة مفهوم السلام العالمي، وتعد السياحة من ابرز القطاعات الحيوية الداخلة في برامج التنمية القومية لكثير من بلدان العالم.

    فقد ساهم قطاع السياحة بأشكالها المختلفة بما مقداره (10%) من إجمالي الناتج العالمي أي ما يعادل3.4 تريليون دولار تقريبا نهاية القرن العشرين وتحديدا عام 1995، كما وفر ما يقارب (7%) من الوظائف المحلية وكذلك اتسعت مشاركته بحوالي (7) تريليون دولار في استثمار البنية الأساسية المرتبطة بصناعة السياحة والسفر العالمي(24). ويكاد يتفق الكثير من الباحثين على مفهوم السياحة (بأنها مجموعة من الظواهر والعلاقات التي تنشأ نتيجة السفر أو إقامة الشخص بصورة مؤقتة بحيث لا تتحول إلى إقامة دائمة أو ترتبط بعمل مأجور)(25).

    إما ما يخص مفهوم السياحة الدينية "relegional tourlsm" فهي أهم أنواع السياحة في نظر الكثير كونها تقوم بنقل السائحين من أماكن أقامتهم إلى أماكن مختلفة للقيام بزيارات ورحلات دينية داخل وخارج الدولة ولفترات محدودة من الوقت(26). لقد بات مفهوم السياحة الدينية كمورد اقتصادي يدعم البنية الاقتصادية العراقية من خلال ما يوفره من وفورات وعملات اقتصادية صعبة أمرا لا يتعدى الأطر النظرية فقط ولم يدخل حيز التنفيذ في سياسة الدولة الاقتصادية بشكل فعال لحد ألان لتأهيل موارد القطر البشرية والحضارية والشروع الحقيقي في تنمية واستغلال هذا المفصل الحيوي الهام، فالعراق موطن الثقافات الدينية المتنوعة وبالخصوص الثقافة العربية الإسلامية ويعد من ابرز أقطاب المراكز الإسلامية في العالم، فمدينة كربلاء بإرثها الديني والإنساني الخالد تشهد حركة سياحية واسعة النطاق على مختلف مواسم السنة وتستقبل مئات الآلاف من الوافدين والسواح الدينيين من مختلف بقاع العالم الإسلامي وغيره، لزيارة عتباتها الدينية وأماكنها الأثرية والسياحية وفقا لمناسبات دينية تختلف من حيث الأهمية وعدد الزوار.

    إن معظم المتطلبات الموضعية والموقعية للمدينة من سهولة الانبساط وبعض المقومات الحضارية كإحاطتها بالعديد من المراكز الحضارية المهمة التي تشكل جزءا كبيرا من حضارة العراق ومعالمه الإنسانية كمدينة بغداد في شمالها الشرقي وبمسافة (105كم)  ومن جنوبها الغربي مدينة النجف بمسافة (87كم) ومن جانبها الشرقي مدينة الحلة ومعالمها الآثارية الشهيرة بمسافة (42كم) فضلا عن كونها جزءا مهما من السهل الرسوبي العراقي الممتد من سامراء شمالا وحتى البصرة جنوبا، والذي شكل فيما بعد الإقليم الديني الكثيف والواسع للمدينة إذ يشكل السكان الوافدون من مدن السهل الرسوبي نسبة (86،1%) من زائريها، وتشير الإحصائيات الرسمية إن عدد الوافدين للمدينة يختلف من مناسبة إلى أخرى ويصل قرابة (216881) زائر في ليالي الجمع من كل أسبوع يرتفع إلى (380329) زائر في مناسبات دينية متفرقة(27) ويرتفع إلى (1288951) زائرا من مختلف محافظات القطر خلال المناسبات الدينية الكبرى(28).

    لذا فان حركة السياحة الدينية تبدوا على مصراعيها في المدينة في ظل استمرار تدفق الزائرين بشكل مستمر، خارطة(5).
    فضلا عن السواح الأجانب من مختلف الدول المجاورة الإسلامية منها وغير الإسلامية  كإيران ودول الخليج العربي ولبنان وسوريا والهند وأصقاع عديدة من دول مختلفة والتي تساهم في تشكيل مردودات حركة السياحة في المدينة، خارطة(6)، أن تنمية السياحة الدينية  في القطر بصورة عامة ومدينة كربلاء بصورة اكبر تحتاج إلى خطوات جادة ومدروسة من لدن الدولة من خلال تخطيط منشئات هذا القطاع وللوقوف على ابرز معوقاته والتي أوجزها الباحث بالمشاكل التالية:

1. سوء التوزيع الجغرافي للخدمات الأساسية المقدمة للزوار بشكل خاص وإشراك السكان الوافدين للمدينة لأغراض سياحية بمنظومة الخدمات الأساسية المصممة أساسا للسكان المحليين، الآمر الذي يعكس النقص الحاد في طبيعة أداء هذه المنظومة مما يحمل المدينة وسكانها أعباءً خدمية كبيرة وضغطا أضافيا والذي ينعكس على إمكانية إيصال مستوى لائق من الخدمات الأمر الذي يعود بنتائج سلبية على بنية المدينة السياحية بشكل عام.

2. سوء التخطيط العمراني للمؤسسات الدينية في المدينة وما يحيط بها من منشات عمرانية مختلفة، لذا فان المراقد الدينية تعاني حدة التزاحم الوظيفي مع العديد من الاستعمالات الأخرى كالسكن والتجارة والمؤسسات الإدارية والمالية، وهذه التركيبة العمرانية لا توفر المتطلبات المكانية لهذه ألاماكن الدينية والسياحية ومكانتها الوظيفية والإقليمية الأمر الذي يعكس ضعف أداء الوظيفة الدينية للمدينة.

3. إهمال العديد من المجالات السياحية المرتبطة ارتباطا كبيرا بالمؤسسات والأماكن الدينية وتحجيم دورها الوظيفي والتخطيطي في الإسهام في عملية رفد السياحة الدينية كالاهتمام بالمناطق الخضراء وأماكن الراحة والترفيه وخدمات التسلية المتنوعة.


4. مشاكل شبكة الطرق الداخلية وما تعانيه من تداخل وظيفي وإهمال تخطيطي الذي يضع العقبات والمصاعب إمام وصول السواح إلى ألاماكن الدينية بسهولة وقضاء أوقات فراغهم فضلا عن المشاكل المترتبة في وسائل النقل والمواصلات والتي لا تزال محدودة الصلاحية.

5. ضعف الإمكانيات السياحية للمدينة وبالذات ما يتعلق بالشركات السياحية ومكاتب السياحة المتخصصة فضلا عن قلة الخدمات المالية والمصرفية بشكل خاص مما يفقد المدينة العديد من وسائل تنمية قطاع السياحة في نظر الوافدين وخصوصا الأجانب منهم الذين يتطلعون إلى خدمات سياحية عالية المستوى.

6. الإهمال الملحوظ والكبير في التعامل مع النشاطات السياحية على نطاق سياسة الدولة وخططها الاقتصادية ومحدودية التعامل معه كمورد اقتصادي مهم من موارد الدولة، والاعتماد الكامل على مردودات البترول في دعم اقتصاد البلد مع العلم إن مستقبل البترول آيل للنضوب بعكس السياحة التي تعد نفطاً لا ينضب.

خارطة ( 5 )
أعداد  الزائرين لمدينة كربلاء من محافظات القطر خلال أحدى المناسبات الدينية المتفرقة لعام 2006م


المصدر: سجلات الزائرين، لجنة إدارة العتبات المقدسة، قسم الإعلام، بيانات عام 2005.


خارطة ( 6 )
أعداد الزائرين الأجانب لمدينة كربلاء لعام 2004م


المصدر: سجلات الزائرين، لجنة إدارة العتبات المقدسة، قسم الإعلام، بيانات عام 2005.

رابعاً: مراحل تغيير أنظمة استعمالات الأرض في مركز المدينة
    تتضمن مراحل تغير أنظمة استعمالات الأرض في المركز التقليدي للمدينة وضمن أطر زمنية مناسبة وهيكلية تخطيطية واضحة تنم عن إعادة توزيع بعض الاستعمالات المؤثرة في حركة الأنشطة الدينية مكانياً والتي تتمركز في المركز التقليدي لمدينة كربلاء ويرى الباحث بأن مثل هذه الخطوات التخطيطية تساهم في توسيع دائرة الفعاليات الدينية وتحافظ على خصوصيتها الوظيفية وأبعادها المكانية، ويعد الباحث استعمالات الأرض "الإدارية والسكنية والتجارية" من الخدمات المؤثرة على حركة السياحة الدينية في المركز بشكل سلبي لذا يرى الباحث ضرورة إعادة توزيعها ضمن مقترحات ثلاث وبفترات زمنية مناسبة، خارطة (7).


المقترح الأول:

    إزالة المناطق السكنية المحاذية للمرقدين والمحيطة بهما بمسافة (1كم) من جميع الاتجاهات وضرورة المحافظة على بعض المعالم الأثرية والطرازات العمرانية القديمة وبذلك يكون قد توفره فضاءات مناسبة للاستعمال الديني، علماً إن ما يشكله الاستعمال السكني في المركز لوحده نسبة (42%)، إن هذه الإزالة تنتهي حتى تقاطع باب بغداد شمالاً وتقاطع باب القبلة جنوباً وتقاطع السعدية غرباً إلى تقاطع باب طويريج شرقاً، ويتم ذلك عبر إجراءات قانونية مدروسة يتم عن طريقها تعويض ساكني هذه المناطق بما يتناسب مع اعتباراتها المادية ويتم تطبيق هذه النموذج بفترة زمنية لا تتجاوز العامين لكي يتسنى للمخطط وضع خطط خدمية وإستراتيجية لهذه المنطقة الحيوية من المدينة.


المقترح الثاني:

     تحويل الأنشطة والخدمات التجارية المتمثلة بالأسواق والمحال التجارية ومخازن البضائع التي تشكل نسبة(28.2%) من أرض المركز إلى حدود المنطقة المقترحة في النموذج الأول وتنظم على شكل مجمعات تجارية "سوبر ماركت" تلبي حاجات السكان المحليين والوافدين إلى المدينة على حد سواء، وقد لاحظ الباحث هجرة العديد من الأنشطة التجارية من أرض المركز إلى المناطق المحيطة به في الآونة الأخيرة نتيجة لارتفاع أسعار الأرض والإيجارات وقد تمركز العديد منها في حي البلدية والنقيب والحسين ضمن إطار تخصص وظيفي والمتخصصة بعرض المنتوجات المحدودة كالأقمشة والمواد الغذائية وغيرها، ويرى الباحث تطبيق هذا النموذج عبر فترة زمنية لا تتجاوز الثلاثة أعوام تتم عبر قنوات قانونية سليمة.

خارطة (7)
النموذج المقترح لتطوير مركز مدينة كربلاء


المصدر: من عمل الباحث


المقترح الثالث:

   وهو من أسهل المقترحات تطبيقاً في الواقع بالنسبة للدولة ويقضي بإبعاد الخدمات الإدارية وما يتعلق بها من مؤسسات ودوائر الدولة كدائرة البلدية والتخطيط العمراني وبقية الدوائر ذات النشاطات الخدمية الموجودة في المركز والتي تؤثر على حركة السياحة الدينية بشكل كبير وخصوصاً أيام الدوام الرسمي بفعل كثرة السكان المراجعين إليها والتي تخلق إرباكاً في كثافة سكان المركز وإرباكاً مرورياً عالياً، ويقترح الباحث تحويل هذه الدوائر إلى مناطق أقل ازدحاماً بالسكان وتبعد عن المركز الديني بمسافة لا تقل عن (2-3كم) ويعد كل من حي الحسين وحي البناء الجاهز أفضل المواقع المختارة لتوقيع مثل هذه الخدمات كونها تحتوي على فضاءات مفتوحة فضلاً عن ارتباطها بشبكة مناسبة من الطرق مع المركز وبقية جهات المدينة المختلفة ويحتاج تطبيق هذا النموذج إلى فترة لا تتجاوز العامين على الأقل.

    ومن مزايا هذه المقترحات المطروحة من وجهة نظر الباحث إنها توفر مساحات مناسبة لاستعمالات الأرض الدينية في المركز التقليدي للمدينة وما يرافقها من نشاطات أخرى كالمكتبات والمتاحف والجوامع ودور العبادة وغيرها مما يساهم في جعل المركز متخصص بتقديم خدمات الدين والسياحة الدينية من ناحية كما يبقى بعيداً عن التأثر بحركة السكان غير الدينيين الذين يقصدون الخدمات الأخرى كالتجارية والإدارية وغيرها في حال قدومهم للمركز من ناحية أخرى، كما يسهل للزائرين والسواح فرصة التمتع بأجواء أكثر روحية وإسلامية والتي يمتاز بها مركز المدينة، ويخلق تطبيق هذه النماذج مراكز خدمية جديدة في المدينة التي إذا ما شملت بالتنمية الحضرية فإنها سوف تصبح مراكز خدمية مهمة في المدينة من المرتبة الأولى تسهم في توسع المدينة نحو جهة الجنوب كما وتحقق الخصوصية الكاملة لمركز المدينة باعتباره مركزاً دينياً مهماً مقتصراً على تقديم الخدمات الدينية فحسب، وبذلك سوف تمتلك المدينة أكثر من مركز خدمي لتقديم الخدمات الحضرية (العامة والمجتمعية) تعمل بأسلوب التخصص الوظيفي وتجذب إليها السكان بشكل مباشر وتصبح بمثابة بؤر حضرية جديدة.        

  
نتائج البحث :

        خلص البحث إلى نتائج مهمة يمكن أدراجها بالنقاط التالية:
1.  المدن الدينية في العراق تعد ثروة جبارة وكنز ثمين لا يقدر بثمن نظرا لما تحويه من ارث حضاري وموروث اجتماعي ديني يشكل رصيدا حضاريا مهما في تاريخ حضارة العراق من الناحية الحضارية إضافة إلى كونه موردا اقتصاديا كبيرا إذا ما أريد لها ذلك.

2.  يعترض تخطيط المدن الدينية في العراق بشكل عام ومنها منطقة الدراسة معوقات عدة لعل من أبرزها منطقة المركز التي تشهد تزاحما وظيفيا وسكانيا وخدميا ملحوظا الأمر الذي يؤدي إلى خلق إرباكا كبيرا في عمليات التخطيط الحضري لاستعمالات الأرض بالشكل الذي يحقق نقل وتوقيع بعض الاستعمالات من والى المنطقة المركزية.

3.  تشهد مدينة كربلاء كنموذج ديني تزايد كبيرا في معدلات الزيادة السكانية والناتج بشكل رئيسي من تأثير عامل الهجرة الوافدة، ولعل من ابرز العوامل المشجعة على هذا النوع من الهجرة أو ما يسمى بالهجرة الدينية هو العامل الروحي الذي يمتاز به مناخ المدن الدينية وهو المسؤول أيضا عن أية زيادة مستقبلية فيها، فضلا عن مكانتها وشهرتها العالمية التي تمثل في نظر الجميع عامل اعتزاز وابتهاج دائمين.

4.  تتعرض منظومة الخدمات (العامة والمجتمعية) في المدينة إلى عدة ضغوط إضافية من قبل السكان الوافدين إليها لأغراض سياحية وترفيهية، بحيث وتحديدا خلال المناسبات الدينية التي يتراوح إعداد السكان فيها إلى أكثر من مليون زائر، وتزايد الطلب على الخدمات بشكل كبير.
5.  إما على الصعيد الداخلي لسكان المدينة فان درجة توفر الخدمات في المدينة وتوزيعها الجغرافي وهو العامل المسؤول عن توزيع الكثافات السكانية بين جهات المدينة وقطاعاتها السكنية المختلفة والذي يجب أخذه في الاعتبار في عملية تخطيط الخدمات والسكان معا.

6.  تلعب حركة السياحة الدينية نشاطا بارزا في عمليات تخطيط الخدمات في اغلب المدن الدينية ومدينة كربلاء بشكل خاص، إذ لا يمكن تصميم منظومة خدمية قادرة على إعالة هذا الكم الواسع والكبير من السكان والسياح، لذا فان التأثير الذي تلعبه السياحة في المدينة يعد مؤثرا حيويا في إستراتيجيات تخطيط منظومة الخدمات الآنية والمستقبلية.

7.  قدم البحث بعض المقترحات الخاصة بتطوير مركز المدينة التقليدي تضمنت ثلاثة مقترحات مكانية من شأنها الاحتفاظ بخصوصية المركز الدينية وتطوير حركة استعمالات الأرض الخدمية الأخرى.

التوصيات :

من خلال ما تم الحصول علية من نتائج مهمة يترتب عليها وضع بعض المقترحات والتوصيات التي نراها مناسبة في تطوير كفاءة وتنمية مدينة كربلاء وخصوصا في مجال وظيفتها الدينية نوجزها بما يلي:

1. إنشاء مركز علمي عراقي متخصص يعنى بإعداد دراسات ميدانية تخطيطية للمدن الدينية في العراق من شأنه دراسة بنية هذه المدن وتشخيص ابرز معوقات التنمية الحضرية فيها وصولا إلى إعداد تصاميم أساسية تستوعب في معالجاتها التخطيطية الموروث الديني والإرث الحضاري وكل ما يتعلق بالفلكلور الإسلامي الأصيل.

2. تحسين نوع وكم الخدمات "الصحية، الترفيهية، والسكنية..." المقدمة بشكل أساسي لسكان المدينة، والإسراع في إنشاء مراكز خدمية موجهة بشكل كبير لخدمة السواح والوافدين للمدينة وتوضع بالقرب من المنشات الدينية لضمان تحقيق الاستفادة الكاملة منها للسكان الوافدين.

3. تركيز عناية الدولة بالأماكن الدينية المتمثلة بالمراقد والمقامات والأضرحة وغيرها، وإدخال قطاع السياحة الدينية في حسابات الدولة وخططها الاقتصادية واستغلال هذا المورد الاقتصادي الهام في دعم أسس اقتصاديات الدولة بشكل يليق بهذا النشاط.

4. التركيز المباشر على إنشاء وفتح العديد من ألاماكن المخصصة للترويح كالساحات العامة والمساحات الخضراء والخدمات المصرفية والاتصالات العامة فضلا عن المقاهي والفنادق السياحية المناسبة.

5. تخطيط قطاع النقل بالشكل الذي ينسجم مع وظيفته الحيوية الأساسية لضمان درجة عالية من الاتصال بين إحياء المدينة والمركز التقليدي من جانب وتحقيق سهولة اتصال اكبر بين المدينة والمراكز الحضرية والدينية المجاورة الأمر الذي يحقق انسيابية كبيرة للسواح القادمين للمدينة.


هوامش البحث :

(1)  عبد الرزاق عباس حسين، نشأة مدن العراق وتطورها، معهد البحوث والدراسات العربية، المنظمة العربية للثقافة والعلوم، 1973، ص4.

(2)  محمد صالح عبد القادر، المدخل إلى التخطيط الحضري والإقليمي، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة البصرة، 1986، ص9.

(3)  سعدي محمد صالح السعدي، التخطيط الإقليمي نظرية وتوجيه وتطبيق، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد، 1989، ص90.

(4)      جورج داغر، تنظيم المدن، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، جامعة حلب، 1965، ص7.

(5)  شاكر مصطفى، المدن في السلام حتى العصر العثماني، الطبعة الأولى، الجزء الأول، بيروت، 1988، ص142.

(6)  محمد السامرائي، دور الجغرافي في تخطيط المدن، مجلة الموقف الثقافي، العدد18، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1998، ص62-63.

(7)  زين الدين عبد المقصود، نحو تخطيط حضري بيئي (دراسة حالة لدول مجلس التعاون الخليجي)، الندوة الجغرافية الأولى، الجمهورية العربية السورية، جامعة دمشق، 1995، ص101-102.

(8)  خالص الاشعب، المقومات الضرورية للتصميم الأساسي، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، المجلد الحادي عشر، مطبعة الحوادث، بغداد، 1980، ص133.

(9)  خالص الاشعب، التخطيط الطبيعي ضرورة دائمة لتطوير مستوطناتنا البشرية، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، العدد التاسع عشر، 1984، ص177.

   (10)     Doxiadis, The future of Kerbala, doxiadis associates consulting engineer, lraq ministry of planning, 1958 .p.9.

(11) خالص الاشعب، مظفر الجابري، دراسة في تخطيط مركز مدينة الموصل مع التأكيد على جزئها التقليدي، ندوة دور الموصل في التراث العربي، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتعاون مع جامعة الموصل، 1988، ص375.

(12) صلاح حميد الجنابي، مركز المدينة وأثرة في المركب الحضري، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، المجلد السادس عشر، 1985، ص46.

(13) فتحي محمد ابو عيانة، جغرافية السكان، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1968، ص44.

(14) جمهورية العراق، وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي، تقديرات سكان العراق لسنة 2005، مديرية الإحصاء السكاني، بغداد، 2005، ص13.

(15) وزارة التخطيط، دائرة التخطيط الهندسي، مدينة كربلاء (دراسة ميدانية تحليلية لواقع الحال)، قسم المعلومات والدراسات، 1978، ص31.

(16) حسين جعاز ناصر، التحليل المكاني لحركة الهجرة الداخلية واتجاهها في محافظات الفرات الأوسط للمدة 1977-1997، أطروحة كتوراة (غير منشورة)  كلية الآداب، جامعة بغداد، 2003، ص57.

(*) العجز السكني: يقصد به عدم التكافؤ الوظيفي بين عدد الأسر والوحدات السكنية التي تشغلها ولفترة محددة من الوقت.

(17) سمير فليح حسن، الوظيفة السكنية لمدينة كربلاء، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية التربية ابن رشد، جامعة بغداد، 2005، ص151.

(18) احمد كمال الدين عفيفي، دراسات في التخطيط العمراني، الطبعة الأولى، العين، 1988، ص102.

(19) سمير مراد، العلاقة بين السكان والتنمية المستدامة في الجمهورية العربية السورية، الندوة الجغرافية الأولى، المصدر السابق، ص134.

(20) ثومسون وارين، ديفيد لويس، مشكلات السكان، ترجمة راشد الراوي، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1969، ص1965.

(21) محمد صوفيتا، عدنان عطية، جغرافية العمران، منشورات جامعة دمشق، 2004، ص328.

(22) منصور الراوي، سكان الوطن العربي (دراسة تحليلية في المشكلات الديمغرافية)، الجزء الأول، بيت الحكمة، بغداد، 2002، ص17-35.

(23) فتحي أبو عيانة، المصدر السابق، ص272.

(**) تم استخراج تقديرات السكان اعتمادا على معادلة المتوالية الهندسية التالية: ك1 = ك2 (1+ر)ن.

(***) يقصــد بالخدمات المجتمعية (community facilies) هي استعمــالات الأرض أو الخدمات التي يلتقي عندها كل أو بعض من مجتمع المدينة أو الإقليم لممارسة نشاطات اجتماعية أو تأدية وظائف معينة بانتظام مما يجعل المؤسسات التي تقوم بهذه الخدمات ذات أهمية كبيرة في تحقيق العلاقات الاجتماعية.

(24) عبيد سرور العتيبي، السياحة والترويح في دولة الكويت (دراسة جغرافية)، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، العدد 107، 2002، ص155.
(25) Dennison, Nush "Tourism As An, anthropological subject in current anthropology" The university of Chicago, Oct, 1981, p. 461.

(26) صبري عبد السميع، نظرية السياحة، الطبعة الثانية، مطابع الطوبجي التجارية، القاهرة، 1993، ص76.

(27) تشهد المدينة مناسبات دينية مختلفة على طوال أيام السنة وهي على أنواع حسب أهمية المناسبة الدينية وعدد زوارها فزيارة 28 صفر والأول من ربيع الأول و27 رجب والأيام 19-21 من رمضان وغيرها تعد من ابرز المناسبات الدينية التي يقصد فيها المسلمين لزيارة العتبات الدينية في المدينة.

(28) تعد مناسبات العاشر من المحرم والعشرون من شهر صفر والنصف من شعبان من اكبر المناسبات والاحتفالات الدينية التي تقام في المدينة والتي يصل فيها عدد الوافدين للمدينة إلى أكثر من مليون زائر.

مصادر البحث

أولاً: المصادر العربية

1. أحمد الكمال الدين عفيفي، دراسات في التخطيط العمراني، الطبعة الأولى، العين، 1988.

2. حسين جعاز ناصر، التحليل المكاني لحركة الهجرة الداخلية واتجاهها في محافظات الفرات الأوسط للمدة (1977 - 1997)، أطروحة دكتوراه، كلية الآداب، جامعة بغداد، (غير منشورة)، 2003.

3. ثومسون وارين، ديفيد لويس، مشكلات السكان، ترجمة راشد الراوي، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1969.

4. جورج داغر، تنظيم المدن، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، جامعة حلب، 1965.

5. الص الأشعب، المقومات الضرورية للتصميم الأساسي، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، المجلد الحادي عشر، مطبعة الحوادث، بغداد، 1980.

6.  _________، التخطيط الطبيعي ضرورة دائمة لتطوير مستوطناتنا البشرية، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، العدد التاسع عشر، بغداد، 1984.

7.  _________، مظفر الجابري، دراسة في تخطيط مركز مدينة الموصل مع التأكيد على جزئها التقليدي، ندوة (دور الموصل في التراث العربي) وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتعاون مع جامعة الموصل، 1988.

8. سعدي محمد صالح السعدي، التخطيط الإقليمي (نظرية توجيه، تطيق) وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد، 1989.

9. سمير مراد، العلاقة بين السكان والتنمية المستدامة في الجمهورية العربية السورية، الندوة الجغرافية الأولى، جامعة دمشق، 1995.

10. سمير فليح حسن، الوظيفة السكنية لمدينة كربلاء، رسالة ماجستير، كلية التربية - أبن رشد، جامعة بغداد، (غير منشورة)، 2005.

11. شاكر مصطفى، المدن في الإسلام حتى العصر العثماني، الطبعة الأولى، الجزء الأول، بيروت، 1988.

12.    عبد الرزاق عباس حسين، نشأة مدن العراق وتطورها، معهد البحوث والدراسات العربية، المنظمة العربية للثقافة والعلوم، القاهرة، 1973.

13. عبير سرور العتيبي، السياحة والترويح في دولة الكويت (دراسة جغرافية)، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، العدد 107، الكويت، 2002.

14. صلاح حميد الجنابي، مركز المدينة في المركب الحضري، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، المجلد السادس عشر، بغداد، 1985.

15. صبري عبد السميع، نظرية السياحة، الطبعة الثانية، مطابع الطويجي التجارية، القاهرة، 1993.

16. زين الدين عبد المقصود، نحو تخطيط حضري بيئي (دراسة حالة دول مجلس التعاون التعاون الخليجي)، الندوة الجغرافية الأولى، الجمهورية العربية السورية، جامعة دمشق، 1995.

17. فتحي محمد أبو عيانه، جغرافية السكان، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1968.

18.  فاروق عباس حيدر، تخطيط المدن والقرى، منشأة المعارف - الإسكندرية، 1994.

19. محمد صالح عبد القادر، المدخل إلى التخطيط الحضري والإقليمي، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة البصرة، 1986.

20. محمد صافيتا، عدنان عطية، جغرافية العمران، منشورات جامعة دمشق، 2004.

21. محمد السامرائي، دور الجغرافي في تخطيط المدن، مجلة الموقف الثقافي، العدد 18، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1998.

22. منصور الراوي، سكان الوطن العربي (دراسة تحليلية في المشكلات الديمغرافية)، الجزء الأول، بيت الحكمة، بغداد، 2002.


ثانياً: المطبوعات الحكومية

1. جمهورية العراق، وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي، تقديرات سكان العراق لسنة 2005، مديرية الإحصاء السكاني، بغداد، 2005.
2. وزارة التخطيط، دائرة التخطيط الهندسي، مدينة كربلاء (دراسة ميدانية تحليلية لواقع الحال) قسم المعلومات والدراسات، بغداد، 1978.


ثالثاً: المصادر الأجنبية
1.  Doxiadis, The future of kerbala, doxiadis associates consuling engineer Iraq ministry of planning, 1958 .
2.  Dennison, Nush, Tounsm As An, anthropological subject in current anthropology, the university of Chicago, Oct, 1981



 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا