الصناعات الحرفية في قضاء ابي الخصيب
(دراسة في الجغرافية الصناعية)
(دراسة في الجغرافية الصناعية)
البصرة نت - بحوث و مقالات - الاستاذ راشد عبد راشد الشريفي -
مساعد الباحث محمد خضير العلي :
مقدمة : تاريخياً ومنذ آلاف السنين اقيمت العديد من الصناعات الحرفية في الأرياف وعلى اطراف المدن في محافظة البصرة ، ومن عادات المجتمع الريفي ان يؤمن بعضاً من احتياجاته من هذه الصناعات في حياته اليومية من جهة والتسويق المباشر لمنتجاتهم الحرفية لتوفير عائد اقتصادي لمعيشتهم من جهة أخرى .
يمكن تعريف الصناعات الحرفية بأنها صناعات محلية يغلب عليها الطابع اليدوي ، وهي شعبية متوارثة بين افراد الأسرة تمارس في البيوت أو في أي مكان آخر ، وعادة تعتمد هذه الصناعات على الامكانات الطبيعية والبشرية المتاحة لغرض الحصول على مجموعة من السلع والمنتجات لتحقيق منافع تكون اكبر قيمة من الإمكانات المستخدمة لأجلها .
يمكن تحديد مجموعة من الخصائص تتميز بها الصناعات الحرفية ومنها :
1 ـ اعتمادها على المتوارث من فنون تصنيعية متوارثة منذ اجيال متعاقبة .
2 ـ مجال واسع لخلق فرص عمل ، واحتضاض القوة العاملة وخاصة النسائية منها وهي وسيلة لاستغلال الابداعات والإبتكارات .
3 ـ الأساس من قيامها اعتمادها على المـوارد الطبيعية البسيطة المتاحة في مواقع توطنهـا .
4 ـ المساهمة في تلبية الاحتياجات المنزلية اليومية ورفد بعض الأنشطة الأخرى كالزراعة والصيد والنقل بما تحتاجه من سلع وادوات .هدف البحث
يهدف البحث الى دراسة الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب والتعرف على أهم أنواعها وخصائصها ويشمل الهدف كذلك دراسة أهم عوامل التوطن الصناعي لهذه الصناعات في القضاء ، ودراسة توزيعها الجغرافي وتناول أهم المشاكل التي تواجه هذه الصناعـات.حدود البحث
حددت الدراسـة ببعدين مكاني وآخر نوعي ، اذ يتمثل البعد المكاني بالحدود الإدارية لقضـاء أبي الخصيب الذي يقع ضمن دائرتي عرض (25 , 31 ْـ 30 , 30 ْ) شـمالاً وقوسي طول ( 45 , 47 ـ 48 , 22 ْ) شرقاً(1) ، كما في الخارطة (2) ويحده من الشمال قضاء البصرة ومن الغرب قضاء الزبير ومن الجنوب يحده قضاء الفاو ومن جهة الشرق تحده إيران ، كما في الخارطة (2) وجدول (1) .
اما البعد النوعي فقد حدد بدراسة الصناعات الحرفية من قضاء أبي الخصيب وتشمل صناعة الحدادة والتنكجية وصناعة الاخشاب والقوارب وادوات الصيد والندافة وصناعة جريد النخيل وصناعة الفروند وماء اللقاح وصنـاعة تنور الطين وبعض الصناعات الغذائية الحرفيـة .
المصدر : الهيئة العامة للمساحة ، الوحدات الادارية لمحافظة البصرة ، 1994
المصدر: ابتسام كاطع اللامي ، تحليل جغرافي للامكانات الزراعية في قضاء ابي الخصيب وافاقها المستقبلية ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة البصرة ، 2002 ، ص 7 جدول (1) الوحدات الادارية لقضاء ابي الخصيبجدول (1) الوحداة الادارية لقضاء ابي الخصيب
الوحدة الادارية اسم المقاطعة ورقمها اسم المقاطعة ورقمها اسم المقاطعة ورقمها مركز القضاء1 ـ اللقطة
2 ـ جيكور
3 ـ باب سليمان
4 ـ قصبة باب سليمان
5 ـ باب دباغ
6 ـ باب العرض
7 ـ نهر خوز
8 ـ ابو مغيرة
9 ـ قنطرة
10 ـ باب طويل
11 ـ قصبة باب طويل والقنطرة
12 ـ المغتية وهور السعدون
13 ـ الظاهرية
14 ـ السراجي وميتان
15 ـ الحوطة
16 ـ بلد
17 ـ بساتين الحوطة والنزيلة
18 ـ باب رمانة
19 ـ باب ميتان والسراجي
20 ـ شيخ ابراهيم21 ـ مشجيجة
22 ـ بلد سلطان
23 ـ البريم
24 ـ قصبة باب ميدان
25 ـ قصبة الحوطة والنزيلة
26 ـ قصبة بلد سلطان الغربية
27 ـ قصبة ابو خفيف
28 ـ قصبة بلد سلطان الشرقية
29 ـ البراضعية
30 ـ مناوي لجم
31 ـ المطيحة
32 ـ فريج الصخر وكرت الضامي
33 ـ عويسيان
34 ـ ام النعاج
35 ـ خريبط وكوت النصار
36 ـ عبد اليان والبوسلال
37 ـ فجه العرب
38 ـ البهادرية وبلد االياس
39 ـ البريدية وبلد السيد
40 ـ قنطرة حرب والكرية
41 ـ بلد محزم42 ـ مهيجران وبلد سلامة
43 ـ فجة النعمة
44 ـ يوسفان
45 ـ حمدان البلد
46 ـ كوت جفال والبز
47 ـ الجديدة وحمدان والمعارف
48 ـ كوت الصلحي وكوت سرحان
49 ـ كوت الفداغ
50 ـ الحمزة الفوق
51 ـ بلد نجدي والرومية
52 ـ محيلة الصكاروة
53 ـ الصنكر
54 ـ السبيليلت الغربية
55 ـ الحمزة
56 ـ السبيليات الشرقية
57 ـ النزلة
58 ـكوت الفريج
59 ـ كوت الحمدالي
60 ـ العوجة
61 ـ ظلاع الحمزة
62 ـ اراضي السباخ ناحية السيبة ( الملغاة )1 ـ شلهة الدويب
2 ـ الدويب
3 ـ السحيلة
4 ـ الزيادبة
5 ـ الشلهة البحرية
6 ـ السيبة7 ـ سيحان
8 ـ شلهة القطعة
9 ـ القطعة
10 ـ شهلة الطوع
11 ـ المطوعة
12 ـ كوت الزين13 ـ الرميلات ام الجيابي
14 ـ ام الرصاص وام الخصاصيف
15 ـ كاووس
16 ـ البلجانية و البلجان
17 ـ الفياض
18 ـ العامية
19 ـ اراضي السباخ
المصدر : ابتسام كاطع اللامي ، تحليل جغرافي للامكانات الزراعية في قضاء أبي الخصيب وآفاقها المستقبلية ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة البصرة ، 2002 ، ص8 .اولاً : أنواع الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب
تختلف الصناعات الحرفية فيما بينها من حيث مسمياتها وأنواعها من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى وذلك تبعاً للخصائص الجغرافية التي يتميز بها ذلك البلد أو المنطقة من جهة والغرض من قيام الصناعات الحرفية من جهة أخرى ، لقد تعددت الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب وأصبحت تمثل جزءاً اساسياً ومهماً في القطاع الصناعي في القضاء وخاصة اذا توفرت مقومات هذه الصناعات كالمادة الأولية والتسويق والايدي العاملة وغيرها .
وأهم أنواع الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب حرفة الحدادة والتنكجية وصناعة الاخشاب والقوارب وصناعة أدوات الصيد والندافة وصناعة جريد النخيل وصناعة الفروند وصناعة ماء اللقاح وصناعة تنور الطين وصناعات غذائية حرفيـة .1 ـ حرفة الحدادة :
لغرض القيام بالعمليات الزراعية من حراثه الارض وسقي المحاصيل وجني الثمار وعمليات تشذيب النخيل من تكريب وإزالة السعف والتلقيح وغيرها من عمليات خدمة النخيل لابد من استعمال أدوات وآلات للقيام بهذه العمليات ظهرت حرفة الحدادة في قضاء أبي الخصيب منذ القدم انظر صورة (1) ومن منتجات هذه الحرفة هي المنجل والداسولة والعكفة والطبر والمسحاة والكرك والكرفة والمسنون والهيب انظر صورة (2) وكذلك تصنع عدة أنواع من السكاكين والمسلة والمخراز والمجوب .
انظر جدول (2) ومن أقدم الحدادين الذين مارسوا هذه الحرفة في مرحلة الثلاثينات من القرن العشرين منهم ( حجي ياسين وبيت المديرسي وزاير خضير وزاير صالح وحجي صالح عبد الحسين وحجي عبود عبد الحسين وحجي إبراهيم السريراتي (2) ).
صورة (1) صناعة الحدادة بدأت منذ القدم في قضاء ابي الخصيب لتصنيع الادوات الزراعية وغيرها ، التقطت الصورة بتاريخ 5/8/2007
صورة (2) منتجات حرفة الحدادة المنجل والداسولة والعكفة والطبر والمسحاة والكرفة والكرك والمسنون وانواع السكاكين وغيرها ، التقطت الصورة بتاريخ 5/8/2007الجدول (2) منتجات حرفية الحدادة والغرض من صناعتها
نوع المنتجات الغرض من صناعتها المنجلتشذيب النخيل وحش المنتوجات والادغال والنباتات للحيوانات . الداسولةحش المحاصيل والمزروعات الورقية . العكفةتكريب جذع النخيل . الطبرتشريح جذوع النخيل . المسحاةتقليب الارض وحراثتها . الكركتسوية الارض وتخطيطها بعد عملية الحراثة . الكرفةتقليب الارض وكرى الانهر . المسنونهرك او حش نبات الجولان . الهيمخلع وفصل الفسائل الصغيرة عن النخيل . السكاكينذبح الاغنام والمواشي واخرى لأزالة جلودها وخرى للاسماك . المسلةخياطة سفره للاكل او البل . المخرازخياطة الطبق ( الكفه ) المجوبتثقيب سعف النخيل في صناعة اقفاص الطيور والدجاج . 2 ـ حرفة التنكجية :
يطلق مصطلـح التنكجية على الذين يقومون بصناعة التنانير المعدنيـة وخزانات الميـاه وصناعة المبردات وصناعة مداخن المطاعم والافران وكذلك صناعـة السريدان (*) .
كان يطلق في الماضي مصطلح ( الصفارين ) على هذه الحرفة لاعتمادها على معدن الصفر ( النحاس ) أما في الوقت الحاضر يعتمدون على الصفائح المعدنية لغرض القيام بعملياتهم التصنيعية المختلفة ، لذلك تحول المصطلح الحرفي الذي يطلق عليهم وهو التنكجية بدلاً من الصفارين وذلك بسبب التحول والتغيير في طبيعة ونوعية المادة الأولية المستخدمة ، ويعد كل من صباح الصفار وجوقان الصفار من اقدم الصفارين في قضاء أبي الخصيب في منطقة بلد سلطان ، انظر صورة (3) .3 ـ صناعة الاخشاب:
ترجع حرفة صناعة الاخشاب في قضاء أبي الخصيب الى عهد بعيد وذلك لما يتمتع به القضاء من خصائص جغرافية كالموقع الجغرافي المميز باعتباره أحد اقضية محافظة البصرة وهي واجهة العراق البحرية واطلالها على الخليج العربي من جهة وجريان شط العرب بمحاذاة القضاء من جهة أخرى اسهمت تلك الخصائص بظهور حرفة صناعة الاخشاب وذلك لغرض تصنيع المراكب والسفن التي تأخذ اسماء محلية معينة مثل البلم والمهيلة واللنجة والماطور ، وقد كانت تصنع هذه المراكب على يد (القلاف) ومن اشهرهم (القلاف حسين عبدالمهدي الاعرج والقلاف حجي سعودي ، والسيد كاظم القلاف والقلاف محمد عثمان).
ويعتمد الاخشاب مادة اولية في عملية تصنيع المراكب والسفن ، ويمكن تقسيم صناعة الاخشاب على ثلاث صناعات من حيث طبيعة العمل ونوعية الانتاج النهائي الاولى تقوم بصناعة الموبيليات أذ تصنع غرف النوم والمعارض في حين تختص اخرى بصناعة الابواب الخشبية والاطارات (الجراجيب) في حين تصنع اخرى مواد بسيطة تستخدم في الحياة اليومية مثل صناعة التخته وصناديق التوفير ( حصالة ) وحجلة للاطفال ( الكارى ) وبعض الصناعات تستخدم في القوارب والابلام مثل الغرافة والمجراف والمردي والقص والزغبة ، وكذلك تصنع اخشاب تستخدم في حرفة الحدادة منها النصاب والجليف التي تستخدم في الكرك والكرفة والغزمة وغيرها (3) انظر صورة (4) .
صورة (3) انتاج التنانير المعدنية وخزانات المياه وغيرها معتمدة على العمل اليدوي في حرفة التنكجية ، التقطت الصورة بتاريخ 5/8/2007
صورة (4) صناعة الاخشاب من اقدم الحرف التي تعتمد العمل اليدوي في قضاء ابي الخصيب ، التقطت الصورة بتاريخ 5/8/20074 ـ صناعة القوارب :
صناعة القوارب : هي احدى صناعات وسائط النقل المائي في قضاء أبي الخصيب ، اذ يلعب النقل المائي دوراً كبيراً ومهماً في عمليات التنقل عبر الجداول والقنوات المائية المنتشرة في القضاء بصورة خاصة والمحافظة بصورة عامة التي تتصل بأنهار دجلة والفرات وشط العرب انظر صورة (5) مما انعكس على تطور هذه الصناعة التي ظهرت لأول مرة في فترة الأربعينات من القرن العشرين في مدينة البوارين في قضاء شط العرب ومن ثم انتقلت الى قضاء أبي الخصيب على يد عائلة السيد خلف عطية ( أبو لعيبى ) ، وتصنع القوارب بأحجام مختلفة تتراوح بين (6 ـ 14) مترا وذلك تبعاً للطلب ورغبة المستخدم للقارب اذا ما كان القارب المراد تصنيفه لغرض الصيد أو لغرض نقل النباتات من قصب وبردي وجولان وحشائش من مختلف المناطق وخاصة منطقة الشلهة على ضفاف شط العرب والى داخل الجداول والقنوات المائية في قضاء أبي الخصيب ، ويزداد الطلب على هذه الصناعة خلال موسم صيد الأسماك في شهري شباط وآذار من كل عام اذ بلغ معدل التصنيع للقوارب في ورشة (أبو لعيبى) في منطقة إمشيجيجة (200) قارب سنوياً ، انظر صورة (6).5 ـ ادوات الصيد :
حرفة صناعة ادوات الصيد بدأت في القضاء منذ ان مارس الإنسان عملية الصيد والبحث عن غذائه في الأنهر والجداول ، اذ تتطلب هذه العملية ادوات تقوم بهذه العملية من شباك وسليان والطوافات التي تصنع من كرب النخيل، والفالة والاقفاص المعدنية ( الكركور ) وهي على نوعين أحدهما يستخدم في الصيد في شط العرب صغير الحجم ومدحرج والآخر يستخدم في البحر كبير الحجم على شكل نصف كروي وتصنع من الاسلاك المعدنية ، ويقوم بهذه الحرفة من صناعة الشباك أو ريافتها الصيادون أنفسهم ، ومن اشهر الذين يصنعون ويروفون الشباك هو السيد عبد الكريم زهراو في منطقة نهر خوز .
صورة (5) القارب احدى وسائط النقل المائي المهمة في قضاء ابي الخصيب ، التقطت الصورة بتاريخ 3/8/2007
صورة (6) صناعة القوارب في منطقة أمشيجيجة في قضاء ابي الخصيب ، التقطت الصورة بتاريخ 3/8/20076 ـ الندافة :
صناعة الندافة من الصناعات التي كانت تمارس عن طريق تجول النداف بين الأزقة والبيوت ويعتمد الندافون آله ( الكوس ) في عمليات ندف القطن ، ويعتقد أن اصل هذه الحرفة مكتسبة من الندافين الايرانيين منذ القدم ، ويقوم النداف بتصنيع المنادر واللحاف والمخاد وغيرها ، ومن اقدم الندافين في قضاء أبي الخصيب ( حجي علي الخياط وعلي حسين النداف وصالح حسين النداف وحميد سمارى والنداف علي معتوق ) ، وفي الوقت الحاضر ادخلت آلات ميكانيكية كهربائية للقيام بعمليات ندف القطن بدلاً من آلة الكوس وخاصة بعد مرحلة الاربعينات من القرن العشرين ، انظر صورة (7) .7 ـ صناعة جريد النخيل :
تعد صناعة جريد النخيل من الصناعات الحرفية الفنية التي يتميز بها قضاء أبي الخصيب، وتستخدم منتجات هذه الصناعة في الحياة اليومية سواء في قضاء أبي الخصيب أو بقية مناطق المحافظة الأخرى ومن أهم منتجات هذه الصناعة سفرة الطعام والطبق ( الكفة ) والحصير (البل) وأنواع من الزبلان الصغيرة ( زبيل ) وأخرى متوسطة ( وزنة ) ونوع آخر كبير (جلة) وسلات للمهملات وشفقات للرأس ومراوح يدوية ( المهفة ) والمكانس للتنظيف واقفاص للطيور والبلابل وللدجاج ( جيسة ) ، وأنواع مختلفة من العاب الاطفال كالبط والعصافير والدجاج وغيرها ، يغلب على هذه الصناعة العمل اليدوي وخاصة عند النساء اللاتي يظفن لمسات فنية على هذه الصناعات من الوان وأشكال لكي تلائم مختلف الأذواق وتكون جذابة من الوجهة التجارية ، وتمارس هذه الصناعة في البساتين وخاصة في مناطق الصنكر وباب طويل ومحيلة وغيرها ثم تجمع هذه الصناعات عند محلات خاصة لتسويق هذه المنتجات ومنها محلات الحاج محمد حسين إبراهيم انظر صورة (8) .
ويصنع من جريد النخيل ايضا ( الخصاف والكوصرة ) وهما اللتان تستخدمان لكبس التمور قبل تصديرها خارج القطر (4) .
صورة (7) حرفة الندافة من اقدم الصناعات الحرفية في منطقة بلد سلطان في قضاء ابي الخصيب ، التقطت الصورة بتاريخ 3/8/2007صورة (8) منتجات صناعة جريد النخيل مثل سفرة الطعام ، الطبق ، الزبلان ، سلة للمهملات والجيسة وغيرها ، التقطت الصورة بتاريخ 3/8/20078 ـ صناعة الفروند :
الفروند : اداة تستخدم لتسلق النخيل والقيام بعمليات تشذيب النخيل مثل ازالة السعف وتكريب جذوعها وقطف الثمار وغيرها ، انظر صورة (9) والفروند اداة محلية الصنع أول من صنعها ( حجي منكوش ) الذي صنعها من حبال الكمبار المصنعة من جوز الهند وكذلك يصنع الفروند من حبال النايلون والقش ، وتتكون اداة الفروند من عدة اجزاء منها الروطة وهي سلك حديدي متين يلف حول جذع النخلة ، والطبجية التي تصنع من حبال الكمبار التي يستند عليها ظهر الفلاح عند تسلقه النخيل ، وكذلك الربجة وهو حبل للخصر يربط الروطة والطبجية انظر صورة (10) .9 ـ صناعة ماء اللقاح :
يقصد بصناعة ماء اللقاح هي عملية استخلاص شراب من غلاف طلع النخيل من نوع الساير ، وهذه الصناعة هي نوع من الصناعات الطبية الحرفية اذ يستخدم ماء اللقاح في علاج آلام المعدة وغازات البطن وخاصة عند الأطفال ، وتعتمد هذه الصناعة مواد بسيطة متمثلة بغلاف طلع نخيل الساير عن طريق استخدام مصخنة خاصة لهذه العملية لغرض تكثيف البخار من عملية غلي الماء والطلع معاً وبالتالي الحصول على ماء اللقاح ثم تعبئته في قنان زجاجية ، ومن اشهر الذين يمارسون هذه الصناعة هم (حجي ودود والسيد نجم عبدالله وحقي إبراهيم والسيد جبار) .10 ـ صناعة تنور الطين :
لا يكاد يخلو بيت في العراق من وجود تنور الطين الذي يستخدم يومياً في انتاج الخبز وخاصة في المناطق الريفية وتتطلب صناعة تنور الطين في قضاء أبي الخصيب استخدام تربة خاصة نوع ( جريان ) وهي تربة يحصل عليها نتيجة كرى الأنهر وهي خالية من الأملاح ويضاف اليها بعض المواد البسيطة مثل الرماد (Ash) وبعض السماد الحيواني ، وبعد تخمير هذه المواد ( التربة ، الرماد والسماد ) يتم صناعة تنور الطين ، وتتطلب هذه الصناعة جهداً كبيراً اثناء عملية غربلة المواد وتخميرها .
يمارس هذه الحرفة عادة النساء فقط وخاصة في منطقة كوت الفداغ ويبلغ المعدل السنوي لانتاج تنور الطين (200) تنور سنوياً (5) .
صورة (9) اعتماد اداة الفروند في تسليق النخيل ، التقطت الصورة بتاريخ 10/8/2007
صورة (10) صناعة الفروند تتكون من الروطة والطبجية والربج ، التقطت الصورة بتاريخ 10/8/200711 ـ صناعات غذائية حرفية :
يتصف قضـاء أبي الخصيب بوجود صناعات غذائية عديدة ، قسم من هذه الصناعات تكون ممارسة العمليـات التصنيعية فيها بأساليب تقليدية متوارثة معتمدين على ادوات واواني بسيطة في التصنيـع ، ومن اشهر الصناعات الغذائيـة الحرفيـة هي حلاوة نهر خوز التي اتخذت من أسم المنطقة التي صنعت فيها (وهي منطقة نهر خوز) اسماً تجارياً لها في الأسواق ، بدأت هذه الصناعة منذ الاربعينات من القرن العشرين على يد الحاج صالح وهو أول من صنع حلاوة نهر خوز في قضاء أبي الخصيب وفي العراق بصورة عامة ، وتعتمد هذه الصناعة المتوفر من المواد الأولية في القضاء وهما مادتا الدبس والسمسم .
مما تقدم نستنتج تنوع الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب وتعددها واتخذت اسماء وخصائص تصنيعية معينة وذلك لطبيعة الحاجة والطلب على هذه الصناعات ولنوعية المادة الأولية المتوفرة بالطبيعة فضلا عما اكتسب من فنون تصنيعية خلفه الأباء للاجيال المتعاقبة ، وتمثل الصناعات الحرفية انعكاساً لواقع البيئة الجغرافية التي يتميز بها القضاء ، اذ ارتبط قيام الصناعات الحرفية ببعض الأنشطة الأخرى مثل الزراعة والصيد والنقل وغيرها .ثانياً : عوامل توطن الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب
إن قيام الصناعة واختلاف درجة كثافتها من مكان لآخر سببه توفر الامكانات الصناعية المختلفة وحسب طبيعة الصناعة نفسها ، ويقصد بالتوطن الصناعي قوة الجذب الذاتية لاقليم ما لقيام الصناعة أو بعض فروعها بتوفر عوامل موقعية لها القدرة على الجذب الصناعي لانتاج نوع أو أكثر من المنتجات الصناعية ، وفي مقدمة تلك العوامل الموقع الجغرافي والمادة الأولية والسوق وغيرها (6) .1 ـ الموقع الجغرافي :
يقع قضاء أبي الخصيب ضمن دائرتي عرض ( 25 ، 31 ـ 30 ، 30 ْ) شمالاً وقوسي طول ( 45 ، 47 _ 22 ، 48 ْ) شرقاً يحده من الشمال قضاء البصرة ومن الجنوب قضاء الفاو ومن الشرق ايران والغرب قضاء الزبير ، يبدأ من نهر الخورة شمالاً وينتهي بناحية السيبة جنوباً ، ان موقع قضاء أبي الخصيب وقربه من الخليج العربي من جهة ووجود شط العرب وجدا وله المائية المتفرعة من جهة اخرى البالغة (56) جدولاً كبيراً مثل السراجي ومهيجران وحمدان وأبو مغيرة وأبو الخصيب وأبو فلوس ويتفرع منها شبكة من الانهار الصغيرة (الشاخات) التي يزيد عددها عن (200) جدول (7) .
اسهمت تلك الخصائص في قيام الصناعات الحرفية وخاصة صناعة القوارب التي يعتمدها سكان القضاء والمحافظة في عمليات الصيد والتنقل وارتبطت بذلك قيام صناعة ادوات الصيد وغيرها .2 ـ المادة الأولية :
المادة الأولية Raw Matarial هي المادة التي تصنع منها مطالب الانسان المختلفة ، وهي اما خامات زراعية طبيعية أو خامات معدنية ، أو مواد نصف مصنوعة ، أو سلع كاملة الصنع (8) .
تستخدم الصناعات الحرفية مجموعة من المواد الأولية وتتباين هذه الصناعات فيما بينها في منطقة الدراسة من حيث نوعية المادة الأولية فمنها يعتمد على مادة الاخشاب مثل صناعة الاخشاب ( النجارة ) في حين تعتمد صناعات أخرى على المعادن ومنها الحديد بمختلف انواعه مثل صناعة الحدادة والتنكجية ، وأنواع أخرى تعتمد على مادة الاخشاب والحديد معاً وذلك تبعاً لنوعية الانتاج مثل صناعة القوارب ، وتعتمد صناعات أخرى في منطقة الدراسة على بعض المواد الأولية المتوفرة في البيئة الطبيعية للقضاء ومنها مخلفات النخيل مثل السعف وغلاف الطلع والقصمول والكرب التي تكون مواد اولية في صناعة جريد النخيل وماء اللقاح .
وتنتشر في قضاء أبي الخصيب عدة أنواع من الأشجار مثل السدر والكالبتوس والتوت والزعرور والأثل وغيرها تعتمدها الصناعات الحرفية مواد أولية وخاصة صناعة القوارب اذ يصنع من هذه الاشجار بعض اجزاء القارب مثل ( الشيلمان ، الميل ، الكصة ، الزغبة ، القص ) وكذلك صناعة عدة أنواع من المجاديف وباطوال مختلفة منها (2,5) متر وأخرى (3) متر ، وتصنع من هذه الأشجار ايضا النصاب والجليف لغرض اكمال صناعة الحدادة مثل الكرك والكرفة والمسحاة ، وتعتمد صناعة جريد النخيل على سعف النخيل في تصنيع ( الطبق والحصير ، الزبلان وسلال المهملات وشفقات الرأس والمهفة والمكانس واقفاص الطيور وغيرها ، وفيما يتعلق بصناعة الندافة فهي تعتمد على مادة القطن التي يتم الحصول عليها من مناطق عدة داخل العراق وخاصة من محافظة الحلة وكربلاء والموصل ومنطقة الحويجة ، ويبلغ معدل الاستهلاك للقطن في بعض مجال الندافة (5) طن سنوياً (9) .3 ـ السوق :
لا تقوم الصناعة في أي مكان اذا لم يتوفر عامل السوق لغرض تصريف الانتاج وقد يكون هذا السوق محلياً داخل المدينة أو يكون اقليمياً أو دولياً أو عالمياً .
تتميز الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب من حيث التسويق بعدة خصائص منها :
أ ـ يختلف حجم السوق في الصناعات الحرفية في القضاء وذلك تبعاً لعدد السكان ومدى اقبالهم على شراء السلع الحرفية من جانب وتبعاً للقدرة الشرائية التي ترتبط بمستوى الدخل ومستوى حياتهم من جانب آخر ، اذ بلـغ عدد سكان القضاء في عام 2006 (147060) نسمة (10) ، وهو يشكل نسبة 6 % من المجموع الكلي لسكان محافظة البصرة البالغ (2416472) نسمة .
ب ـ ارتبط حجم السوق في الصناعات الحرفية بنوعية الحرف الأخرى التي يمارسها سكان القضاء كالزراعة والصيد والنقل فلغرض القيام بالعمليات الزراعية المختلفة من حراثة وسقي وجني الثمار يتطلب ذلك ادوات وآلات تساعدهم على اتمام هذه العمليات ، فضلا عن ذلك فان القيام بعمليات التنقل والصيد زاد من الطلب على صناعة القارب وصناعة ادوات الصيد اذ تقدر صناعة القوارب في أحدى الورش (200) قارب سنوياً (11) .
ج ـ اهمية الصناعات الحرفية في الأسواق المجاورة سواء لاقضية المحافظة أو لاسواق المحافظات الأخرى ، اذ تسوق مجموعة من القـوارب وبنسبة 10 % الى اقضية المدينة والقرنة والاهوار المجاورة لمحافظة البصرة ، ويصل انتاج حلاوة نهر خوز الى اسواق المحافظات العراقية كافة .
د ـ اهمية بعض الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب في اسواق دولية وخاصة عن طريق السياح مثل تسويق بعض منتجات جريد النخيل الى دولة الامارات وقطر وفرنسا وبلجيكا والدانمارك (12) ، وتم ايضا تسويق بعض الشحنات من التنور المعدني الى دولة ايران (13) .
مما تقدم نستنتج انه ساهمت مجموعة من العوامل اسهمت في توطن الصناعات الحرفية وتنوعها في قضاء أبي الخصيب كالموقع الجغرافي والمادة الأولية والسوق فقد كان للموقع الجغرافي الذي يتميز به القضاء دورٌ في قيام صناعة القوارب وصناعة ادوات الصيد ، في حين كان لوفرة الاشجار المتنوعة اثر في قيام صناعة جريد النخيل وصناعة الاخشاب ، في حين كان لعامل السوق الدور الاكبر في توطن هذه الصناعات وما تزال قائمة حتى الوقت الحاضر .ثالثاً : التوزيع الجغرافي للصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب
يتضح من الجدول (3) والخارطة (3) ان هناك تركيزاً مكانياً في توزيع الصناعات الحرفية على مستوى المناطق الإدارية في قضاء أبي الخصيب ، اذ من الملاحظ تركز الصناعات الحرفية في منطقة بلد سلطان وبنسبة 29,7% من مجموع الصناعات الحرفية في القضاء البالغ عددها (84) ورشة وتمثل منطقة بلد سلطان مركز قضاء أبي الخصيب ، تليها في المركز الثاني منطقة نهر خوز بنسبة 15،4% وتأتي منطقة كوت الفداغ في المركز الثالث بنسبة 8،33% في حين احتلت منطقة الحمزة والصنكر المركز الرابع وبالتساوي بنسبة 5،9% في حين لم يزد نصيب كل من المناطق الادارية الأخرى على 4،7% من اجمالي الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب .
يتضح كذلك التباين في توزيع الصناعات الحرفية بحسب نوعها اذ اقتصر تركز حرفة الحدادة على اربع مناطق فقط يوجد فيها هذا النوع من الحرف وهي منطقة مهيجران وكوت الفداغ ونهر خوز وبلد سلطان ، أما حرفة التنكجية فيتضح انها مقصورة فقط على منطقة بلد سلطان اذ يتركز فيها أربع ورش للتنكجية وبنسبة 100% .
واما حرفة صناعة الأخشاب فانها الأكثر أنتشاراً عند مقارنتها ببقية الحرف وتأتي منطقة بلد سلطان في مقدمة المناطق الادارية من حيث نصيبها من حرفة صناعة الأخشاب بنسبة 35،5% تليها منطقة الحمزة 8،8% في حين لم يتجاوز نصيب كل المناطق الادارية الأخرى الى 6،6% من اجمالي حرفة صناعة الأخشاب
في قضاء أبي الخصيب ، اما صناعة القوارب فيتضح انها مقصورة فقط في ثلاث مناطق يوجد فيها هذا النوع من الحرف وهي كل من منطقة الصنكر والسبيليات الشرقية وأمشيجيجة .
وفيما يتعلق بحرفة الندافة فهي تنتشر في ثماني مناطق يتركز في منطقة بلد سلطان بنسبة 30،7% من اجمالي حرفة الندافة تليها منطقة يوسفان وكوت الفداغ وبالتساوي بنسبة 15،3 في حين احتلت منطقة السراجي وحمدان بلد والحمزة والصنكر ونهر خوز وبالتساوي نسبة 7،6% من أجمالي حرفة الندافة ، واقتصر تركز صناعة الفروند في منطقتي نهر خوز وباب سليمان ، اما صناعة تنور الطين فقد إقتصرت في منطقة كوت الفداغ وكذلك الحال في الصناعات الغذائية اذ تركزت في منطقة نهر خوز بنسبة 100% .جدول (3) التوزيع الجغرافـي للصناعات الحرفيـة في
قضاء أبي الخصيب عام 2007
المنطقة الادارية الحدادة التنكجية الاخشاب القوارب ادوات الصيد الندافة جريد النخيل ( غير محدد ) الفروند ماء لقاح ( غير محدد ) تنور الطين غذائية حرفية المجموع السراجي 2 1 2البهادرية 3 3فجة العرب 1 1مهيجران 1 2 3يوسفان 1 2 3حمدان البلد 2 1 3محلة الصكاروه 2 2كوت الفداغ 1 3 2 1 7كوت الصلحي 1 1الحمزة 4 1 5الصنكر 3 1 1 5السبيليات الشرقية 1 1 2ابو مغيرة 1 1نهر خوز 1 3 2 1 3 3 13لمشيجيجة 1 1بلد سلطان 1 4 16 4 25باب سليمان 4 4باب ميدان 1 1العلمية 1 1المجموع 4 4 45 3 4 13 7 1 3 84المصدر :الدراسة الميدانيةالمصدر : من عمل الباحث
يتميز التوزيـع الجغرافي للصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب ان قسماً من هذه الصناعات تنتشر في الأراضي الزراعيـة من بيوت وبساتين أي ان هذه الصناعات تتصف بأنها تمارس في البيوت وخاصـة صناعة جريد النخيل وصناعة ماء اللقـاح .
مما تقدم يتبين ان هناك اختلافاً في تركز الصناعات الحرفية من صناعة لاخرى اذ تنتشر صناعة الاخشاب (45) ورشة في (15) منطقة ادارية في القضاء في حين اقتصر ممارسة بعض الحرف في مناطق محددة مثل حرفة التنكجية (4) ورش توطنت في مركز القضاء ( بلد سلطان ) وكذلك الحال لصناعة تنور الطين التي تركزت في منطقة كوت الفداغ وصناعات غذائية حرفية التي تركزت في منطقة نهر خوز ، في حين انتشرت حرف اخرى في مناطق عديدة منها حرفة الحدادة وصناعة القوارب والندافة وصناعة الفروند ، وانتشرت صناعات حرفية اخرى في البساتين ولم تأخذ أي نمط جغرافي عند توزيعها كما هو الحال في صناعة جريد النخيل وصناعة ماء اللقاح .رابعاً : المشاكل التي تواجه الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب
تواجه الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب شأنها في ذلك شأن الاقضية والمحافظات الاخرى من العراق جملة من المشكلات تؤثر على تقدم هذه الصناعات وتطورها ومن أهم هذه المشكلات هي :
1 ـ عدم وجود أي نوع من علاقة ارتباط ، والإفتقار الكلي لهذه الصناعات من أي إنتماء الى أية دائرة صناعية أو نقابة عمالية أو إتحاد صناعي يتكفل الإشراف ومتابعة احتياجات هذه الصناعات ورعاية مصالها وحل مشكلاتها ، مما انعكس على عدم توفر المعلومات الكافية وعدم معرفة سبل الحصول عليها مما جعل بعض الصناعات الحرفية في طي النسيان .
2 ـ صغر حجم السوق وعدم التخطيط المسبق ، وضعف التنبؤ الفعال بحجم الطلب وصعوبات في التصدير وانفتاح السوق على الاستيراد مما انعكس ذلك بعدم المرونة والتذبذب في الانتاج من جهة وصعوبة امكان المنافسة وخاصة عند تفضيل المستهلك المنتجات الاجنبية من جهة أخرى .
3 ـ هناك مشاكل ترتبط بالموقع الجغرافي حيث اقيمت العديد من الصناعات الحرفية في القضاء في مواقع تفتقر الى المقومات الأساسية لقيام الصناعة ومنها الصناعات التي تمارس في الأراضي الزراعية ( البيوت والبساتين ) وذلك بعدم التمكن من الاستفادة من عامل السوق أو انعكاس ذلك على ارتفاع كلفة النقل .
4 ـ غياب الدعم المصرفي الصناعي ومصاعب في التمويل عند الحصول على القروض ، وأغلب المصارف أو الدوائر التي تقدم التسهيلات المالية هي مصارف أو دوائر تجارية أي إن هدفها الفائدة والربح بغض النظر عن العائد على هذه الصناعات في حل لمشكلاتها وتطورها ، ومن ثم يرتفع عنصر المخاطرة في مثل هذه الصناعات.
5 ـ عدم وجود برامج اعلامية لبث التوعية بين الموطنين عن المنتجات الحرفية الوطنية واهميتها في الاقتصاد الوطني من جهة والحفاظ على هذه الصناعات باعتبارها موروثاً شعبياً تراثياً .
6 ـ تواجه الايدي العاملة في الصناعات الحرفية عزوف وابتعاد عن الاستمرار في العمل بهذه الصناعات أو عدم اكتساب الخبرات الفنية الحرفية وخاصة عند الأبناء بسبب التطور الاقتصادي في نواحي الحياة المختلفة أو لضعف المردود المادي لهذه الصناعات مما يهدد اندثار بعض هذه الصناعات .
مما تقدم نستنتج ان الصناعات الحرفية تعاني العديد من المشكلات التي تحد من تقدمها منها ما يتعلق بعدم وجود جهات ترعى مصالح هذه الصناعات وحمايتها والحفاظ عليها من التدهور وأخرى تتمثل بغياب الدعم المصرفي وصعوبة في تمويلها ومشاكل تتعلق بإنفتاح السوق المحلي على السلع الاجنبية المستوردة ويقابله غياب البرامج الإعلامية مما ادى الى تذبذب الانتاج لهذه الصناعات واندثار بعضها .الاستنتاجات
كان هدف البحث دراسة الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب من حيث أنواعها والخصائص التي تتميز بها ودراسة عوامل توطنها وتوزيعها الجغرافي فضلاً عن ذلك دراسة أهم المشاكل التي تعترض تطور هذه الصناعات، وتوصلت الدراسة الى النتائج التالية :
1 ـ تنوع الصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب البالغ عددها (11) نوعاً وتنتج العشرات من السلع والادوات، وتمثل هذه الصناعات انعكاساً لواقع البيئة الجغرافية للقضاء من صناعة للأدوات الزراعية وأدوات الصيد ووسائط النقل وغيرها .
2 ـ تكون تكلفة الانتاج في بعض هذه الصناعات أقل بسبب إعتمادها على مواد أولية بسيطة متوفرة في القضاء وخاصة في صناعة جريد النخيل وصناعة الفروند وصناعة ماء اللقاح وصناعة تنور الطين وبعض الصناعات الغذائية الحرفية ومنها حلاوة نهر خوز ، مما يجعل فرص إستمرارها اكبر .
3 ـ تعتمد العديد من الأنشطة التي تمارس في القضاء مثل حرفة الزراعة والصيد والتنقل في استكمال وسد احتياجاتها على الأنتاج المتنوع لدى الصناعات الحرفية بسبب مهارتها الفنية والكلف المنخفضة فإن ذلك ادى الى زيادة الطلب على هذه الصناعات .
4 ـ غالباً ما تنشأ هذه الصناعات في مناطق جغرافية صغيرة ومحددة لذا إن نشاط تسويقها يكون محصوراً في هذه المناطق وتعمل على تلبية السوق المحلي بإستثناء صناعة القوارب وصناعة حلاوة نهر خوز التي وصل انتاجها الى اسواق المحافظات المجاورة .
5 ـ يتميز التوزيع الجغرافي للصناعات الحرفية في قضاء أبي الخصيب بأن هناك تركزاً مكانياً وخاصة في منطقة المركز ( بلد سلطان ) وبنسبة 29،7% من اجمالي الصناعات الحرفية في القضاء البالغ عددها (84) ورشة ، تليها منطقة نهر خوز بنسبة 15 ،4% ، ويأتي بعدها منطقة كوت الفداغ وبنسبة 8،33% من اجمالي الصناعات الحرفية ، في حين احتلت منطقة الحمزة والصنكر وبالتساوي بنسبة 5،9% ، ولم يزد نصيب كل من المناطق الإدارية الأخرى على 4،7% من اجمالي الصناعات الحرفية في القضاء .
6 ـ بعض الصناعات الحرفية التي اعتمدت مواد أولية بسيطة مثل صناعة جريد النخيل وصناعة ماء اللقاح كان اغلب العاملين فيها من النساء لذا فرضت على توزيعها الجغرافي ان تمارس في البساتين والبيوت وهي مناطق تفتقر الى أبسط مقومات الصناعة .
7 ـ أثرت جملة من المشاكل على تطور هذه الصناعات وتقدمها منها عدم وجود جهات ترعى مصالح هذه الصناعات ومتابعة مشكلاتها وحلها وغياب الدعم المالي والمصرفي لها فضلا عن منافسة السلع المستوردة الأجنبية، وعزوف الأبناء عن اكتساب مهارات هذه الحرف، ادى ذلك الى تذبذب الأنتاج تارة وصعوبة المنافسة امام السلع المستوردة تارة اخرى .الهوامش
(1) ابتسام كاطع اللامي ، تحليل جغرافي للامكانات الزراعية في قضاء أبي الخصيب وآفاقها المستقبلية رسالة ماجستير ، كلية التربية ـ جامعة البصرة ، 2002 ، ص 4 .
(2) مقابلة مع السيد عبدالكريم صالح عبدالحسين ، صاحب ورشة للحدادة بتاريخ 5/8/2007 .
(**) يقصد بمصطلح السريدان هو مطبخ معدني صغير متنقل ويستخدم خصيصاً في مراكب الصيد (اللنجة) في البحر .
(3) مقابلة مع السيد عبدالجبار عطية سعيد المبارك ، صاحب ورشة للنجارة ، بتاريخ 5/8/2007 .
يطلق على واسطة القارب في قضاء أبي الخصيب اسم محلى وهو ( قارب جينكوة ) .
يقصد بريافة الشباك هي عملية التحبيس أو اعادة تصنيع الشباك الممزقة بسبب تكرار عمليات الصيد وإعادتها وتأهيلها مرة اخرى .
الكوس آلة بدائيـة الصنع تستخدم في ندف القطن ، تتكون من عدة اجزاء منها الخشم والصف والوشيعة والوتر المصنع من مصران الخراف ، بالاضافة الى مطرقة خشبية صغيرة .
(4) جعفر الخليلي ، التمور قديما وحديثا ، مطبعة المعارف ، بغداد ، 1956 ، ص 115 ، يطلق على اداة الفروند مصطلح آخر في بعض محافظات العراق وهو مصطلح ( التبلية ).
(5) مقابلة مع السيدة ام محمد ، المصنعة الوحيدة لتنور الطين في قضاء أبي الخصيب بتاريخ 10/8/2007 .
يوجد في قضاء أبي الخصيب (23) معملاً للصناعات الغذائية مثل صناعة المرطبـات المثلجة وتعليب وكبس التمور ومنتجات المخابز وصناعة الخل والطرشي والمخللات وصناعة الثلج وصناعة تحلية المياه ، للمزيد من المعلومات:
ـ راشد عبد راشد الشريفي، الصناعات الغذائية في محافظة البصرة وآفاتها المستقبلية ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب ـ جامعة البصرة ، 2004 ، ص 126 .
تصنع بعض المعجنات الحرفية في قضاء أبي الخصيب مثل معجنات الدملوج والغرابيج وتصنع في البيوت وخاصة في المناسبات والاعياد .
(6) عمران بندر مراد ، التوطن الصناعي في محافظة واسط ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة بغداد ، 1989 ، ص 162 .
(7) عبدالإله رزوقي كربل ، باسـم عبدالعزيز العمر، تحليـل جغرافي لواقـع الانتاج الزراعي في قضاء أبي الخصيب، بحث مقبول للنشر في مجلة كلية الآداب، جامعة البصرة ، 1993 ، ص 11 .
(8) فؤاد محمد الصفار ، جغرافية الصناعة في العالم، وكالة المطبوعات، الكويت، 1980 ، ص 62 .
(9) مقابلة مع السيد عبدالأمير جعفر ، صاحب ورشة للندافة ، بتاريخ 3/8/2007.
(10) وزارة التجارة ، فرع تموين البصرة الحاسبة الالكترونية ، 2006 (11) مقابلة مع السيد عطية خلف عطية ، صاحب ورشة أبو لعيبى لصناعة القوارب ، بتاريخ 3/8/2007 .
(12) مقابلة مع السيد محمد حسين إبراهيم ، أحد مسوقى منتجات جريد النخيل ، بتاريخ 3/8/2007 .
(13) مقابلة مع السيد مقبل عناد ، صاحب ورشة مقبل للتنكجية ، بتاريخ 5/8/2007 .
تم تصدير كميات من التنور المعدني الى إيران مما فتح اسوقاً جديدة لهذه المنتجات ولكنه وبسبب الصعوبات الجمركية عند الحدود توقف تصدير التنور المعدني الى خارج العراق .
اغلب العاملين في الصناعات الحرفية هم من فئة كبار السن الذين تقدم بهم العمر وهو ما لوحظ في ـ اثناء الزيارات الميدانية .المصـادر
أ ـ الكتب والدوريات والمصادر الحكومية :
1 ـ الخليلي ، جعفر ، التمور قديماً وحديثا ، مطبعة المعارف، بغداد ، 1956 .
2 ـ الشريفي ، راشد عبدراشد، الصناعات الغذائية في محافظة البصرة وآفاقها المستقبلة ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب، جامعة البصرة ، 2004 .
3 ـ الصفار ، فؤاد محمد ، جغرافية الصناعة في العالم ، وكالة المطبوعات ، الكويت ، 1980 .
4 ـ كربل ، عبدالاله رزقي ، باسم عبدالعزيز العمر ، تحليل جغرافي لواقع الإنتاج الزراعي فـي قضاء أبي الخصيب ، بحث مقبول للنشر في مجلة كلية الآداب، جامعة البصرة ، 1993 .
5 ـ اللامي ، ابتسام كاطع ، تحليل جغرافي للامكانات الزراعية في قضاء أبي الخصيب وآفاتها المستقبلية ، رسالة ماجستير ، كلية التربية، جامعة البصرة ، 2002 .
6 ـ مراد ، عمران بندر ، التوطن الصناعي في محافظة واسط ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة بغداد ، 1989 .
7 ـ الهيئة العامة للمساحة ، الوحدات الإدارية لمحافظة البصرة، 1994 .
8 ـ وزارة التجارة ، فرع تموين البصرة ، الحاسبة الالكترونية ، 2006 .
ب ـ المقابلات الشخصية :
1 ـ أم محمد ، المصنعة الوحيدة لتنور الطين في قضاء أبي الخصيب، مقابلة شخصية بتاريخ 10/8/2007 .
2 ـ عبدالامير جعفر ، صاحب محل للندافة ، مقابلة شخصية بتاريخ 3/8/2007 .
3 ـ عبدالجبار عطيـة سعيد المبارك ، صاحب ورشة للنجارة ، مقابلة شخصيـة بتاريخ 5/8/2007 .
4 ـ عبدالكريم صالح عبدالحسين ، صاحب ورشة للحداده ، مقابلة شخصية بتاريخ 5/8/2007 .
5 ـ عطية خلف عطيـة ، صاحب ورشة أبو لعيبى لصناعة القـوارب ، مقابلة شخصية بتاريخ 3/8/2007 .
6 ـ محمد حسين إبراهيم ، أحمد مسوقى منتوجات جريد النخيل ، مقابلة شخصية بتاريخ 3/8/2007 .
7 ـ مقبل عناد ، صاحب ورشة مقبل للتنكجية ، مقابلة شخصية بتاريخ 5/8/2007 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق