التسميات

السبت، 31 أغسطس 2013

المناخ والعمران بمكة المكرمة ...


المناخ والعمران بمكة المكرمة
 إعداد

     د. فيصل عبد الله الشريف               د. بدر الدين يوسف محمد أحمد

                                        قسم العمارة - كلية الهندسة         قسم الجغرافيا - كلية العلوم الاجتماعية
                                                 جامعة أم القرى                         جامعة أم القرى

ملخص:

   تتلخص الدراسة الحالية في البحث بصفة أساسية في الملامح الرئيسة للمناخ المحلى لمكة المكرمة وأثره على الأنماط العمرانية والسلوك البشري العمراني بها. ولقد تم التعرض لأهم عناصر المناخ والعوامل المؤثرة فيها، ثم اختبار تلك العناصر على اعتبار أنها عوامل مؤثرة في العمران وفي المساكن والسكان قديماً وحديثاً. تم اختيار الفترة 1985 – 2004م لدراسة المناخ حيث توفرت قراءات يومية لكل العناصر علماً بأن الفترة السابقة لها لم تكن مستقرة من حيث الرصد قبل تثبيت محطة أم الجود – الرئيسة – من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وتم إلقاء الضوء على السمات العمرانية بمكة المكرمة قديماً وحديثاً من خلال علاقتها بالطقس والمناخ.

مقدمة
         ظلت مكة المكرمة الجاذب المكاني للسكان والزوار بعد بروز وظيفتها الدينية كقبلة للمسلمين منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام.  وشهد البلد الحرام تطوراً في عمرانه وسكانه منذ العصور البعيدة قبل الإسلام وبعد أن دخل عهود الإسلام حف بالعناية الخاصة في جميع العصور حتى يومنا هذا. ومما زاده تميزاً أنه حددت حدوده حول مكة المكرمة وجعلت حرماً لها آمناً، وحرم التقاتل فيه وأن يقطع شجره أو ينفر حيوانه. ونتيجة لهذه الخصوصية فقد برزت المدينة المقدسة بأنماط عمرانية مميزة. ورسخت تلك الخصوصية عبر الزمان بدرجة جعلت دراستها أمراً غاية في الأهمية في الدراسات العمرانية.
 وقد انعكست الطفرة الاقتصادية الحديثة في المشاريع العمرانية ومشاريع خدمة الحجاج والزائرين. وظهرت التوسعات للحرم ومنطقته والمخططات والتحسينات للمخططات القديمة والطرق الدائرية وتعميم تعبيد الطرق وشق الأنفاق لتربط المدينة في حلقات محكمة ومنظومة فريدة. وظهرت المخططات الجديدة والخطط العمرانية التي تهدف للربط المحكم بين البيت والمشاعر المقدسة وتيسير حركة الحجاج بين المسكن والبيت والمشاعر. وبالطبع فقد واكبت تلك الجهود الحكومية جهود من القطاع الخاص. فظهرت المساكن الراقية الضخمة المخصصة للحجاج. وخرج السكان، طوعاً أو لضرورة التخطيط والمصلحة العامة، من مناطق التكدس الداخلية إلى المخططات التي ظهرت في كل الاتجاهات في ضاحية مكة، بعضها داخل الحرم والآخر خارجه.
ويدخل المناخ كأحد أهم المؤثرات على التخطيط العمراني والمشاريع العمرانية. ولا غني لأي مهتم بشؤون العمران أن يأخذ المناخ في اعتباره بخاصة عناصره الأكثر تأثيراً مثل الأمطار والرياح والحرارة، على المستوى المحلي والتفصيلي.
لقد كان هذا الوضع الفريد لمكة المكرمة مدعاة للباحثين لأن يقوما ببحثٍ تلتقي فيه النظرة الهندسية بالنظرة المناخية، تكون فيه المناخية إطاراً بيئياً للهندسية. وتتلخص أهداف الدراسة الحالية في التالي:
1-   دراسة الملامح المناخية العامة لمكة المكرمة ضمن إطار المناخ المحلي.
2-   دراسة سمات العمارة بمكة المكرمة.
3-   بحث في ملامح العلاقة العضوية بين العمران والمناخ بمكة المكرمة.
وتعتمد دراسة الجوانب المناخية على البيانات المتحصل عليها من الرئاسة العامة للأرصاد والذي تمثله محطة "أم الجود" غربي مكة المكرمة والتي يتوفر فيها رصد يومي لكامل العناصر الرئيسية منذ عام 1985م وحتى عام 2004م. وتمتد الفترة في عنصر الأمطار إلى أوائل الستينيات من القرن العشرين. وتجيء محطة أم القرى المناخية بقسم الجغرافيا بجامعة أم القرى مساندة في هذه الدراسة للمحطة الرسمية لمكة المكرمة. وستتطرق الدراسة لبعض الآثار المناخية مثل السيول لأهميتها في الدراسات العمرانية. وتعتمد الدراسة في الجانب العمراني على العمل الميداني والتقارير الصادرة من المؤسسات الرسمية المنوط بها أمور التخطيط وكذلك مؤسسات القطاع الخاصة ذات العلاقة بموضوع الدراسة، إضافة للدراسات السابقة التي تناولت مختلف الجوانب في مجال الدراسات العمرانية.


المناخ والعمران بمكة المكرمة

إعداد 
د / فيصل عبد الله الشريف                       د / بدر الدين يوسف محمد أحمد
             قسم العمارة – كلية الهندسة                    قسم الجغرافيا – كلية العلوم الاجتماعية
                   جامعة أم القرى                                              جامعة أم القرى 
ملخص:
   تتلخص الدراسة الحالية في البحث بصفة أساسية في الملامح الرئيسة للمناخ المحلى لمكة المكرمة وأثره على الأنماط العمرانية والسلوك البشري العمراني بها. ولقد تم التعرض لأهم عناصر المناخ والعوامل المؤثرة فيها، ثم اختبار تلك العناصر على اعتبار أنها عوامل مؤثرة في العمران وفي المساكن والسكان قديماً وحديثاً. تم اختيار الفترة 1985 – 2004م لدراسة المناخ حيث توفرت قراءات يومية لكل العناصر علماً بأن الفترة السابقة لها لم تكن مستقرة من حيث الرصد قبل تثبيت محطة أم الجود – الرئيسة – من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وتم إلقاء الضوء على السمات العمرانية بمكة المكرمة قديماً وحديثاً من خلال علاقتها بالطقس والمناخ.
مقدمة
         ظلت مكة المكرمة الجاذب المكاني للسكان والزوار بعد بروز وظيفتها الدينية كقبلة للمسلمين منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام.  وشهد البلد الحرام تطوراً في عمرانه وسكانه منذ العصور البعيدة قبل الإسلام وبعد أن دخل عهود الإسلام حف بالعناية الخاصة في جميع العصور حتى يومنا هذا. ومما زاده تميزاً أنه حددت حدوده حول مكة المكرمة وجعلت حرماً لها آمناً، وحرم التقاتل فيه وأن يقطع شجره أو ينفر حيوانه. ونتيجة لهذه الخصوصية فقد برزت المدينة المقدسة بأنماط عمرانية مميزة. ورسخت تلك الخصوصية عبر الزمان بدرجة جعلت دراستها أمراً غاية في الأهمية في الدراسات العمرانية.
 وقد انعكست الطفرة الاقتصادية الحديثة في المشاريع العمرانية ومشاريع خدمة الحجاج والزائرين. وظهرت التوسعات للحرم ومنطقته والمخططات والتحسينات للمخططات القديمة والطرق الدائرية وتعميم تعبيد الطرق وشق الأنفاق لتربط المدينة في حلقات محكمة ومنظومة فريدة. وظهرت المخططات الجديدة والخطط العمرانية التي تهدف للربط المحكم بين البيت والمشاعر المقدسة وتيسير حركة الحجاج بين المسكن والبيت والمشاعر. وبالطبع فقد واكبت تلك الجهود الحكومية جهود من القطاع الخاص. فظهرت المساكن الراقية الضخمة المخصصة للحجاج. وخرج السكان، طوعاً أو لضرورة التخطيط والمصلحة العامة، من مناطق التكدس الداخلية إلى المخططات التي ظهرت في كل الاتجاهات في ضاحية مكة، بعضها داخل الحرم والآخر خارجه.
ويدخل المناخ كأحد أهم المؤثرات على التخطيط العمراني والمشاريع العمرانية. ولا غني لأي مهتم بشؤون العمران أن يأخذ المناخ في اعتباره بخاصة عناصره الأكثر تأثيراً مثل الأمطار والرياح والحرارة، على المستوى المحلي والتفصيلي.
لقد كان هذا الوضع الفريد لمكة المكرمة مدعاة للباحثين لأن يقوما ببحثٍ تلتقي فيه النظرة الهندسية بالنظرة المناخية، تكون فيه المناخية إطاراً بيئياً للهندسية. وتتلخص أهداف الدراسة الحالية في التالي:
1- دراسة الملامح المناخية العامة لمكة المكرمة ضمن إطار المناخ المحلي.
2- دراسة سمات العمارة بمكة المكرمة.
3- بحث في ملامح العلاقة العضوية بين العمران والمناخ بمكة المكرمة.
    وتعتمد دراسة الجوانب المناخية على البيانات المتحصل عليها من الرئاسة العامة للأرصاد والذي تمثله محطة  "أم الجود" غربي مكة المكرمة والتي يتوفر فيها رصد يومي لكامل العناصر الرئيسية منذ عام 1985م وحتى عام 2004م. وتمتد الفترة في عنصر الأمطار إلى أوائل الستينيات من القرن العشرين. وتجيء محطة أم القرى المناخية بقسم الجغرافيا بجامعة أم القرى مساندة في هذه الدراسة للمحطة الرسمية لمكة المكرمة. وستتطرق الدراسة لبعض الآثار المناخية مثل السيول لأهميتها في الدراسات العمرانية. وتعتمد الدراسة في الجانب العمراني على العمل الميداني والتقارير الصادرة من المؤسسات الرسمية المنوط بها أمور التخطيط وكذلك مؤسسات القطاع الخاصة ذات العلاقة بموضوع الدراسة، إضافة للدراسات السابقة التي تناولت مختلف الجوانب في مجال الدراسات العمرانية.

أحوال الطقس والمناخ بمكة المكرمة:
لما كان المناخ من أهم العوامل المؤثرة في البيئات الطبيعية فقد تضمنت هذه الدارسة تحليلاً لمناخ مكة المكرمة سعياً إلى جعله أساساً لدراسة الأحوال العمرانية وكذلك ربطه بتقاليد البناء والتكيف، وتقريب الصورة إلى المدى الذي يعرف به التأثير على حياة الناس في أم القرى عبر التاريخ. كان لخصائص الموقع للعاصمة المقدسة للمسلمين ما أدي إلى تميز المناخ  فيها كما سيتبين فيما بعد.
وتنقسم جملة المؤثرات على المناخ إلى إقليمية ومحلية.
تقع مكة في الطرف الشمالي للمنطقة المدارية على دائرة عرض 16" 26' 21 ْ شمالاً وفي الغرب المملكة العربية السعودية على خط طول 08"46' 39 ْ  شرقاً وعلى بعد نحو 65 كيلاً إلى الشرق من ساحل البحر الأحمر. وتقع مكة ضمن منطقة التقاء كتلتي أسيا وأفريقيا الممتدتين لا يفصلهما إلا الشريط المائي غير المؤثر مناخياً وهو البحر الأحمر. وتترامى أطرافها على مدراج جبال الحجاز بين 250 متر في الغرب و 350 متر في الشرق بنتوءات جبلية تفصل بين أحيائها (شكل 1). وتكاد تنحصر بعض الأحياء فيما يشبه الأحواض  الجبلية وتتوازى تلك المدارج السّلمية في امتداد شمالي جنوبي.
تتعرض مكة المكرمة لهيمنة الضغط المرتفع السيبيري المقترن بالآزوري دون المداري الذي يعم المملكة في فصل الشتاء. وتمتد في فصل الصيف منطقة الضغط المنخفض الاستوائي. (الفندي، 1985) (Taha, 1980 ; Sumner, 1988، AL Tantawy 1963 ;)
وتتقدم الظواهر المذكورة أعلاه وتتراجع في فصلي الربيع و الخريف الانتقاليين ويتبلور فيهما منخفض السودان Sudan Thermal Low  .
وتغزو المملكة -ومن ضمنها مكة المكرمة- بعض الكتل الهوائية مثل: الكتل الهوائية المدارية البحرية mT  والمدارية القارية cT  و القطبية القارية  cP والقطبية البحرية  mP.
ومن اقتران الكتل القطبية، بالذات  cP  مع المدارية mT  يتكون المنخفضات الجوية في وسط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط في الشتاء وبصراع الكتلتين وتحركهما نحو الشرق يتكون أهم المؤثرات في الطقس المناطق إلى الشرق منها أو إلى المملكة حال انحرافها نحو الجنوب. وتنال مكة بعضاً من تلك المؤثرات مثل الأمطار الشتوية ( أحمد ، 1992 ؛ 1984  ، Siraj ).  
عمدت الدراسة في هذا الجزء لتحليل العناصر التي تتباين وتحتاج إلى إلقاء الأضواء ولم تركز على عنصر الضغط الجوي لضآلة الفوارق فيه، ولا على الإشعاع الشمسي لوفرته.

شكل ( 1 )    تضاريس مكة المكرمة وموقع المسجد الحرام ومحطتي أم الجود وأم القرى 
1 - الحرارة
         من تأمل نتائج تحليل الحرارة في هذه الدراسة نجد أن مكة المكرمة تتميز بحرارة عالية في جميع فصول السنة شأنها شأن المناطق المدارية كما سيظهر في التحليل التالي:  
   
أحوال الحرارة في يناير [الشتاء]:
          إذا تأملنا درجات الحرارة في شهر يناير الذي يمثل قلب الشتاء بمكة المكرمة (جدول 1 وشكل 2  ، يمكننا أن نلاحظ أن معدل درجات الحرارة الوسطى يبلغ نحو 24 ْم بينما يبلغ معدل العظمى 30 ْ م. وفي السجلات الفعلية حدث أن بلغت 36 ْم. وباعتبار درجات الحرارة الصغرى بلغ متوسطها 18.6 ْم وبلغ أدنى صغرى فعلية 11 ْ م. وبتأمل تلك النتائج نلاحظ أن مكة المكرمة تتمتع بجو دافئ في الشتاء وأن درجات الحرارة فيها لا تتدنى بدرجة تلجئ السكان للاجتهاد في التكييف مع برودة يصعب احتمالها.

أحوال الحرارة في ابريل [الربيع]:
يمثل شهر ابريل فصل الربيع، وفيه يبلغ معدل درجات الحرارة العام 30.8 ْم ومعدل درجات الحرارة العظمى 38.5 ْم وقد وصلت في السجلات 44.7 ْ م. أما درجات الحرارة الصغرى فقد كان معدلها 24.2 ْم ولم تتدن عن 10 ْم (انظر جدول 1 وشكل 2).
          مما سبق يتأكد أن الربيع فصل شديد الحرارة إذا ما قارناه بالمناطق المعتدلة حيث يفوق صيف كثيرٍ منها. أما الشهر الذي يسبقه -مارس- فتميل درجة الحرارة فيه إلى مستوى أواخر الشتاء، بينما تميل في شهر مايو إلى الارتفاع كأوائل الصيف.

أحوال الحرارة في يوليو [ الصيف]:
يبلغ معدل درجات الحرارة في شهر يوليو –قلب الصيف- 35.8 ْم والصغرى 28.9 ْم (انظر جدول 1). وسجلت أعلى درجة حرارة عظمى خلال فترة الدراسة 49.8 ْ م. وبلغ أدنى سجل للصغرى 23 ْم . وتصنف مكة المكرمة بهذه الأرقام على أنها من أعلى بقاع العالم حرارة.

أحوال الحرارة في أكتوبر [الخريف]:
 لا شك أن أول ما يمكن ملاحظته فيما يرتبط بدرجات الحرارة في هذا الشهر الذي يمثل الخريف، أن معدلاتها تتقارب من معدلات أبريل ذلك أنهما يمثلان فصلين انتقاليبن. (راجع جدول 1 والشكل 2). كانت قيمة المعدل العام لدرجات الحرارة لهذا الشهر 32 ْ م والعظمى 39.8 ْم والصغرى 25.7 ْ م . ويلاحظ أن أقصى ما وصلت إليه درجات الحرارة العظمى 46.8 ْم . ولم تتدن الصغرى عن 20 ْم.   
ومن حيث التكرارات فقد استحوذت الفئات التي تزيد عن 40 ْم على نحو 47% أي ما يقارب نصف أيام تلك الفترة التي تبلغ 7305 يوماً. وإذا أضفنا إليها الفئة فوق 35 ْم ارتفعت النسبة إلى نحو 87% من جملة  التكرارات. وفيما يتعلق بدرجات الحرارة الصغرى (الجدول2)، فإن 53 % من أيام الفترة يقع في الفئات بين 25 و 29.9 ْ م . وهذا دال على الدفء الشديد في تلك المنطقة الحارة.

جدول ( 1 ) معدلات درجات الحرارة وتطرفها بمحطة أم الجود بمكة المكرمة ( ْم ) للفترة 1985 – 2004م

أقل الصغرى
معدل الصغرى
المعدل
معدل العظمى
أقصى العظمى
الشهر
11.0
18.6
23.9
30.3
36.4
يناير
10.0
18.7
24.4
31.4
38.3
فبراير
13.0
20.8
27.1
34.6
42.0
مارس
16.0
24.2
30.8
38.5
44.7
أبريل
20.0
27.4
34.3
42.0
49.4
مايو
22.0
28.1
35.7
43.7
49.4
يونيو
23.0
28.9
35.8
42.9
49.8
يوليو
23.0
29.2
35.5
42.6
49.6
أغسطس
22.0
28.7
34.9
42.6
49.4
سبتمبر
20.0
25.7
32.1
39.8
46.8
أكتوبر
16.0
22.8
28.4
35.1
40.2
نوفمبر
12
20.2
25.4
31.7
37.0
ديسمبر
-
24.4
30.7
37.9
-
السنوي
  

جدول ( 2 ) تكرار فئات درجات الحرارة بمحطة أم الجود بمكة المكرمة للفترة 85 – 2004م

الفئة  ْم
العــــــــظمى
الصـــــغرى
يناير
أبريل
يوليو
أكتوبر
يناير
أبريل
يوليو
أكتوبر
%
%+
%
%+
%
%+
%
%+
%
%+
%
%+
%
%+
%
%+
- 15
0
0
0
 0
0
0
0
0
5.2
5.2
0
0
0
0
0
0
15 - 19.9
0
0
0
0
0
0
0
0
56.1
61.3
6.3
6.3
0
0
0
0
20 - 24.9
3.9
3.9
0
0
0
0
0.2
0.2
38.7
100
40.1
46.4
0.5
0.5
21.3
21.3
25 - 29.9
32.4
36.3
0.3
0.3
0
0
0
0


52.6
99.
65.8
66.3
77.9
99.2
30 - 34.9
61.9
98.2
9.2
9.5
0.2
0.2
1.3
1.5


1.0
100
33.5
99.8
0.8
100
35 - 39.9
1.8
100
55.7
65.2
3.3
3.5
47.9
49.4




0.2
100


40 - 44.9


34.8
100
81.3
84.8
49.0
98.4








45 - 49.9




15.2
100
1.6
100










شكل ( 2 ) معدلات درجات الحرارة الشهرية بمحطة أم الجود بمكة المكرمة للفترة 1985 - 2004

3.  الأمطار:
تقع مكة المكرمة ضمن الحواف الشرقية للسهل الساحلي للبحر الأحمر في غربي المملكة، وهو من أقل المناطق حظاً من حيث الأمطار. ولا تشهد مكة أي نوع آخر من أنواع التساقط المؤثر من ضباب أو ندى، سوى أن الندى يظهر أحياناً فيها عندما تحمل الرياح الرطوبة إلى الداخل.
تتسم أمطار مكة بالندرة والتذبذب والمحلية والعنف. وهذه الأوصاف هي من سمات الأمطار الصحراوية فمن جانب الندرة وبالنظر إلى كميات الإمطار و متوسطاتها السنوية والشهرية نجد أن معدل الأمطار السنوية كان 100.6ملم (انظر جدول 3 والشكل 4) ويلاحظ أن كميات الهطول السنوية كانت شديدة التذبذب حيث يبلغ الانحراف المعياري لها 67.7، فمرة بلغت 319 ملم (عام  1969م) ، ومرة لم تزد عن 3 مليمترات (عام 1980م)
وتهطل الأمطار في مكة المكرمة بصورة محلية جداً وذلك لتباين التضاريس الداخلية وفقر النظام الحامل للسحب حيث أنه لا يصل إلى مكة إلا وقد أفرغ جزءاً كبيراً من حمولته في مسيرته الطويلة. ويعايش أهل مكة تلك الظاهرة؛ فأحياناً تكون الأمطار غزيرة في شرق مكة المكرمة وقليلة في غربها. بل أنها ربما كانت مؤثرة في حي العزيزية ولا اثر لها في حي الزاهر. 
تتركز الأمطار في فصلي الخريف والشتاء، بخاصة في أواخر الخريف وأوائل الشتاء (جدول 4 وشكل 4)، إذ يبلغ معدل شهر اكتوبر 11.4 ملم ونوفمبر 24 ملم ومعدلا ديسمبر ويناير 24 ملم و16.9 ملم على الترتيب، ويقل الهطول في الربيع. ولا يحدث بنسبةٍ تذكر في وسط الصيف. ويذكر هنا أن أمطار الصيف لا تنتج من منخفضات بحر متوسطية، إنما من توغل الرياح الجنوبية الغربية الرطبة أحياناً. ويلاحظ أن سجلات الشهور شهدت أحداثاً لأمطار غزيرة مثل الذي حدث في شهر نوفمبر 1996م حيث توالت فيه الأمطار لأيام عديدة فاقت معدل الأيام المطيرة السنوية وبلغت نصف أيام ذلك الشهر ونتج عنها نحو 160ملم ما فاق المعدل السنوي كثيراً.
ويلاحظ أن جملة الأيام المطيرة طيلة فترة الدراسة بلغت 206 يوماً وبلغت الأيام الجافة 7008 يوماً، وبذا تكون نسبة الأيام المطيرة كلها فقط 3.3% وبمعدل 10 أيام مطيرة في السنة فقط. بلغ تكرار الأيام المطيرة في فئة تقل عن 5  مليمترات نحو نصف التكرار ، ووصل مجموع الفئات لأقل من 24 ملم بالنسبة المئوية إلى 90% ما يؤكد مرة أخرى قلة الأمطار ( جدول 5 ).

جدول (5) تكرار كميات الهطول في الأيام المطيرة بمحطة أم الجود بمكة المكرمة للفترة 85 -2004م

الفئة ( ملم )
التكرار
% التكرار
% تراكمية
- 5
123
51.5
51.5
5 – 9
47
19.6
71.1
10 – 14
21
8.8
79.9
15 – 19
19
8.0
87.9
20 – 24
5
2.1
90.0
25 – 29
8
3.3
93.3
30 – 34
3
1.3
94.6
35 – 39
2
0.8
95.4
40 – 44
3
1.3
96.7
45 – 49
2
0.8
97.5
50 – 54
3
1.2
98.7
55 – 59
1
0.5
99.2
+ 60
2
0.5
100
المجموع
239
100
-

 جدول ( 3 ) مجموع الأمطار السنوية بمحطة أم الجود بمكة المكرمة للفترة 1966 – 2004 م

إحصاء
ترتيب حسب الغزارة
الانحراف عن المعدل
الأمطار   ( ملم )
السنة
سالب
موجب









المعدل = 100.6

الانحراف المعياري = 67.68

المدى = 314.7

الوسيط = 92.7

الأعلى = 318.0

الأقل = 3.8





318.5
14.2

86.4
1966
252.9
30.7

69.9
67
240.4

101.4
202.0
68
202.0

217.9
318.5
69
180.2

8.2
108.8
1970
147.8
36.0

64.6
71
136.0
38.2

62.4
72
128.3
43.6

57.0
73
127.8
85.9

14.7
74
124.9

47.2
147.8
75
123.5
70.8

29.8
76
122.5

9.2
109.8
77
122.0

27.7
128.3
78
118.0

21.9
122.5
79
112.0
96.8

3.8
1980
111.0
42.7

57.9
81
109.8

10.4
111.0
82
108.8
7.9

92.7
83
97.5
62.3

38.3
84
92.7

22.9
123.5
85
86.4
60.5

40.1
86
82.0
63.7

36.9
87
70.9
29.7

70.9
88
69.9

79.6
180.2
89
64.6
65.4

35.2
1990
62.4
18.6

82.0
91
58.0

152.3
252.9
92
57.9
44.5

56.1
93
57.0
42.6

58.0
94
56.1
57.3

43.3
95
43.3

139.8
240.4
96
40.1

34.3
134.9
97
38.3

27.2
127.8
98
36.9
3.1

97.5
99
35.2

11.4
112.0
2000
29.8

17.4
118.0
2001
28.0

21.4
122.0
2002
14.7
72.6

28.0
2003
3.8

35.4
136.0
2004
مصدر البيانات: الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ، المملكة العربية السعودية


 جدول ( 4 ) كميات الأمطار الشهرية بمحطة أم الجود بمكة المكرمة  للفترة 1985 – 2004م

السنوات
كميات الأمطار الشهرية
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
السنوي
1985
3
0
0
20
0
0
0
0
8
0
23.5
69
123.5
1986
0
2.9
0
2.2
0
0
0
3
2
0
6
0
16.1
1987
0
0.5
19.2
0
0.4
0
0
2.4
0.2
0
0
4.2
36.9
1988
0
0
0
16.1
0
0
0
0
5.4
0
5.6
43.6
70.7
1989
2
7.2
3.6
82.2
0
0
0
0
0
0
0
71.2
166.2
1990
10
0
0
25.2
0
0
0
0
0
0
0
0
35.2
1991
48.8
0.2
9.2
0
1.8
0
0
0
0
15.1
6.9
0
82.0
1992
79.7
3.5
0
0
0
0
0
46
1
18
40.7
64
252.9
1993
4.7
2
0
0
0
0
0
0
0
0
0
49.4
56.1
1994
0
0
0.6
0
0
0
0
0
7
39
0
11.4
58.0
1995
0
0.7
4
0
0
0
0
0
0
0
0
38.6
43.3
1996
14.5
0
0
8.2
0
0
0
13
31
0
160.8
19.9
247.4
1997
5
0
0
16.7
0
0
0
0
0
47.8
58.8
6.6
134.9
1998
17
0
34.1
1.8
4.6
0
0
35.7
3.2
31.4
0
0
127.9
1999
50.5
0
0
0
0
0
0
2
31
0
0
14
97.5
2000
3
0
0
0
0
0
0
0
0
12
94
3
112.0
2001
18
0
29
0
0
0
0
13
2
3
11
42
118.0
2002
30
1
18
16
0
0
0
0
0
0
50
7
122.0
2003
1
0
0
0
0
0
0
0
0
0
21
6
28.0
2004
50
0
1
0
0
0
0
0
0
61
0
24.0
136.0
المعدل
16.9
0.9
5.9
9.4
0.3
0
0
5.7
4.5
11.4
23.9
23.6
103.2

مصدر البيانات : الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ، المملكة العربية السعودية

3.  الرياح :
          بالنظر إلى المعادلات اليومية لهبوب الرياح اليومي للفترة 1985 – 2004م ـ أي مجموع 7304 (20 سنة) نلاحظ أن معظم المعدلات تراوحت بين عقدتين و4 عقدات حيث بلغت 24% للعقدين و33% لثلاث عقدات و20% لأربع عقدات. وبلغت نسبة التكرار نحو 85% لمعدلات 4 عقدات فأقل، وبمعدل 5 عقدات نحو 95%. وتتأكد هذه الصورة بتأمل أكثر في سجل الرياح المذكور عندما نلاحظ أنه لم يحدث أن بلغت السرعة 10 عقدات إلا مرتين فقط من مجموع أيام السنوات العشرين وثلاث مرات للسرعات بين 12 و 20 عقدة وهذه الأخيرة تعني النسيم العليل Fresh breeze بمقياس بيوفورت. وحدث لمرتين فقط لسرعتي 33 و 34 عقدة والتي تعني النسيم القوي  Strong breezeعلى معيار بيوفورت. وأقصى سرعة سجلت كانت 43 عقدة وهو ما يسمى بالرياح الهوجاء Gale ومن آثارها المتوقعة أنها تكسر بعض الأغصان من الأشجار. أو ربما كسرت الأشجار في مكة التي تبدو ضعيفة السيقان لضحالة التربة وقلة الماء، ولا أثر كبير لها سوى مقاومة السير في الاتجاه المضاد (أحمد، 1995م)
          بتناول أقصى سرعة الرياح اليومية وجد أن السرعات بين 8 عقدات و12 عقدة في شهر يناير الذي يمثل الشتاء تشغل نحو 69%. ولم يحدث هبوب الرياح بسرعة 25 عقدة إلا مرة واحدة في هذا الشهر طيلة فترة الدراسة وهي بداية النسيم القوي Strong breeze  والتي يتوقع أن يكون أثرها قاصراً فقط على تحريك الأغصان الكبيرة وربما كسرت الأغصان الضعيفة. ومن الشكل ( 5) نجد أن اتجاهات الرياح السائدة في هذا الشهر هي في المقام الأول من الشمال وكذا جناحيه وهما شمال الشمال الشرقي وشمال الشمالي الغربي حيث كانت جملتها تقارب نصف جهات الهبوب (48.6%). ثم جاءت جهات الهبوب الجنوبية بين الجنوب في هذا الشهر في المرتبة الثانية (13.4%) ثم غرب الجنوب الغربي بتنازل تدريجي لتنتهي إلى 7.6%. وقد خلت الجهات الشرقية والغربية عموماً من أي هبوب يذكر يمكن أن يرسم على وردة الرياح.
          وبالانتقال لشهر أبريل نجد أن الرياح السائدة تظهر مشابهة تماماً من حيث الجهات المشاركة في جهات الهبوب وخلو الجهات الأخرى لما كان علية شهر يناير. والفارق هو في التراجع نوعاً للجهات الشمالية حيث بلغت في جملتها 38% بينما تضخم دور الجهات الجنوبية والجنوبية الغربية حيث تقدمت كثيراً لتحتل المكانة الأولى بالمقارنة للشمالية (53.7%).
وفي فصل الصيف الذي يمثله شهر يوليو تستعيد الجهات الشمالية مكانتها الأولى حيث بلغت 73.8% من جملة الهبوب على حساب الجهات الجنوبية والجنوبية الغربية. وقد تبلور خلو أغلب الجهات الأخرى حتى صارت صورة الوردة مشابهة لإبرة البوصلة التي هي أيضاً قطبها الشمالي (شكل5).
بالتحول إلى شهر أكتوبر نجد أن الصورة التي أبرزها شهر إبريل قد تركزت أكثر فهي تحمل نفس العناصر المساهمة أي الجهات الشمالية والجنوبية. ولئن تشابهت الصورة بين هذين الفصلين الانتقاليين إلا أن شهر أكتوبر قد شكل انقلاباً مضاداً مساوياً للصورة في يوليو، إذ احتلت الجهات الجنوبية والجنوبية الغربية 71.5% من تكرارات الهبوب السائدة. بينما لم تتعد الجهات الشمالية والشمالية الغربية 20% فقط من تلك التكرارات.
ومن هنا نخرج بأن الجهات الشمالية تكون هي الأهم في الهبوب السائدة في فصلي الشتاء والصيف، بينما تسيطر الجهات الجنوبية على الهبوب السائدة في فصلي الربيع والخريف.
وبالنظر للملخص العام لمجمل الأيام في تجاه الهبوب (شكل 6) نجد أن الجهة الأولى هي الشمال (46%) ثم الجنوبية (25.5%) ثم الغربية (10.8%) فالجنوبية الغربية (10%) ثم الشمال الغربي (3.8%) ولا نجد أثراً للجهات الباقية بشيء يذكر.

    شكل ( 5 ) اتجاهات الرياح السائدة بأم الجود بمكة المكرمة للفترة 1985 – 2004م 

                     شكل ( 6 ) النسب المئوية لاتجاهات هبوب الرياح اليومية بمحطة                                                      أم الجود بمكة المكرمة للفترة 1985 – 2004م

4. رطوبة الهواء:
تعتبر دراسة رطوبة الهواء من أساسيات دراسة الطقس والمناخ بأي منطقة ولها أثار بيئية مهمة. وفيما يرتبط بأوضاع الرطوبة بمكة نجد أنها ولموقعها الذي لا يقارب البحر الأحمر ولا يبتعد عنه كثيراً نالت خصوصية التعرض لرطوبة أقل من المناطق الساحلية مثل جدة وأعلى من المناطق الداخلية كالرياض ومناطق نجد. بالنظر إلى الشكل (7) يلاحظ أن المعدلات الشهرية العظمى والصغرى للرطوبة النسبية تحتل القمة في الشتاء بصورة أساسية والقاع في الصيف. ويجيء الصيف في قاع منحنى الرطوبة. ويسجل شهر ديسمبر أعلى معدل رطوبة نسبية عظمى (79%) وأعلى صغرى (40%)، كما يسجل شهر يونيو أدنى العظمى (49%) وأدنى الصغرى ( 19% ).

شكل ( 7 ) معدلات الرطوبة النسبية الشهرية بمحطة أم الجود بمكة المكرمة للفترة 1985 -2004م

الراحة الحرارية المستهدفة بمكة المكرمة:
لا شك أن ارتباط العناصر المناخية بعضها ببعض ينتج عنه آثار بيئية مهمة. فاقتران الحرارة مع الرطوبة ضروري في دراسة المناخ الحيوي. فالحرارة المرتفعة إذا اقترنت بالرطوبة النسبية المرتفعة في الصيف ينتج عنها أن يكون الجو ثقيلاً يشعر الإنسان بالضيق؛ والعكس في الشتاء. وتتركز قرينة الراحة كما مثلها أوقليي Oglyay  (Mather,1974 253)  في رسم بياني بين 25-27ْم وبين 60 و70% من الرطوبة النسبية لتعطي الراحة الواقعية وبين 30 و60% وهي الراحة المثلى المستهدفة. وتشتمل القرينة أيضاً على منحنيات لسرعة الرياح والتي تخرج من الراحة إذا زادت عن 0.5متر/ثانية وكذلك الإشعاع الذي يزيد عن 12.6كجم/كالورى/ساعة، وألا تقل رطوبة الجو المطلقة عن 5.7جرام/كجم. وقد بنى سليمان (1991، ص 13) على ذلك قرائن الراحة لمكة المكرمة وخرج بدليل سماه دليل التوجيه لكل شكل من أشكال المباني في الاتجاهات.
وبتطبيق قرينة الراحة المذكورة فأن الدراسة الحالية اقتصرت على قراءتين في اليوم هي الحرارة العظمى مع الرطوبة الصغرى والعكس ولمدة 7305 يوماً (شكل 8). ووضح أن الحرارة  العظمى مع الرطوبة الصغرى في كل الشهور الممثلة لفصول العام بمكة جاءت خارج نطاق قرينة الراحة وأعلى منه بكثير (راجع الخط المرجعي وهو 25 درجة مئوية). وقد كان من الطبيعي أن تبتعد قرينة الراحة كثيراً في يوليو ثم أكتوبر تلاها أبريل. وقد كان يناير أفضلها كما هو متوقع إذ دخلت كثير من أيامه في قرينة الراحة بفضل انخفاض درجات حرارته. وبالمقابل ففي جانب درجات الحرارة الصغرى في مقابل الرطوبة العظمى نجد أن أقرب الشهور لقرينة الراحة هو شهر أكتوبر الذي تطابق تماماً مع الأوضاع المثلى لراحة الإنسان وقد جاء خط الدرجة 25 ْم بوسط النقاط التي لم تتعد أصلاً 20 ْم انخفاضاً ولا 30 ْم ارتفاعا. وجاء بعد ذلك أبريل بانتشار جيد حول مركز الراحة المثلى مع ميل بعض الأيام في تلك الفترة إلى الانخفاض عن 20 ْم مما يشكل بعض الضيق. ويلاحظ أن الأمسيات وبخاصة عند مقاربة الشروق هي الأفضل في هذين الشهرين الممثلين للفصلين الانتقاليين. وبالمقابل نجد أن الشهرين الممثلين لفصلي الشتاء والصيف يناير ويوليو انحرفا عن الراحة ولكن كل إلى جانب فقد مالت توقيعات شهر يناير إلى التدني أي الشعور بالبرد لدرجة الضيق نوعاً ما، ومالت توقيعات شهر يوليو إلى الارتفاع عن القرينة المثلى للراحة مما يشكل شعوراً بالضيق بالارتفاع نوعاً ما ( شكل 8 ).
لابد فيما يرتبط بقرينة الراحة أن يشار إلى أنها اقترحت بعد دراسات أجريت على سكان المناطق المعتدلة بالولايات المتحدة الأمريكية وهي بيئة مختلفة تماماً عن بيئة المناطق الصحراوية المدارية التي تنتمي إليها مكة المكرمة. وأن الشعور بالراحة هناك يختلف عنه هنا مما يجعل القرينة الأمريكية غير معبرة تماماً. فمن هنا نجد أنه من الخطأ الاعتماد الكلي على قرينة الراحة التي صممت على أساس سكان تلك المناطق رغم أنها تعطي بعض المؤشرات المفيدة.


شكل ( 8 أ) قرينة الراحة بمكة المكرمة لأربعة شهور ( حرارة عظمى ورطوبة صغرى) 1985 -2004 م

شكل ( 8 ب) قرينة الراحة بمكة المكرمة لأربعة شهور ( حرارة صغرى ورطوبة عظمى) 1985 -2004 م

المناخ والعمران بمكة المكرمة:
تقدمت الإشارة إلى أهمية المناخ وتأثيره على البيئة والعمارة والعمران. وفي هذا الجزء ستحاول الدراسة إلقاء الضوء على العلاقة بين المناخ والعمران.

1.   الحرارة والعمران:
لما كانت مكة المكرمة من أشد مناطق العالم حرارة، فإن جميع أنشطة الإنسان فيها تكون متأثرة بهذا العامل. ويزداد التأثر في الصيف كما سبق عرضه في الدراسة. وتنعكس تلك الحسابات على المسكن والملبس والحركة والعبادة والتنزه. فلا نلاحظ في تصميم المباني ما يستلزم مثل تلك الاحتياطات مثل تركيب العوازل الحرارية بالجدر. كما أننا لا نلاحظ استخدام وسائل رفع درجات الحرارة في الفراغات الداخلية كالمدافئ التي تبنى داخل الجدران ولا استخدام مكيفات الهواء ذات الطبيعة المزدوجة -بل للتبريد فقط. وبالإمكان ملاحظة  استخدام أكثر للمراوح وربما شغلت أجهزة تبريد الهواء شتاءً. وليس بغريب أن ترى النوافذ المطلة على الشارع مفتوحة وبالليل ولا تغلق كثيراً،  وتترك هكذا بغرض جلب الهواء الطبيعي الذي مهما كان بارداً فهو محتمل وعلاجه فقط استخدام البطانيات إذا لزم الأمر، وراحةً من أزيز المكيفات التي تعمل أغلب فصول السنة وحتى في الشتاء أحياناً.
ففي مجال المسكن التقليدي نلاحظ أن البناء كان من الحجر والطين المسقوف بالخشب. ويكون سمك الحائط فيه ما يقارب نصف المتر. وتكون شبابيكه ضيقة نوعاً ما مزودة بالروشان الذي يخدم الخصوصية ويخدم تلطيف الجو بمنعه أشعة الشمس من النفاذ إلى الداخل بكثافة وهو كما يصفه أيرلز (1984، ص 23) "... فبفضل هذه المخرمات الخشبية الدقيقة .... مع عدم الإخلال بالمتطلبات المناخية، والسماح لتيارات الهواء بالدخول عبر فتحاتها الرأسية العالية". ويكون وضعه شرقياً وشبابيكه شمالية وجنوبية. ويطلى بالطلاء الأبيض (النورة) مما يجعل الانعكاسية (الألبيدوAlbedo) فيه عالية فيؤدي إلى صد المزيد من أشعة الشمس عن الجدر. ويجعل ذلك الوضع المتوصل إليه بالخبرة عبر التاريخ مكاناً تكون فيه درجة الحرارة لطيفة. ولا شك أن ارتفاع الطابق الأرضي وتقسيمه إلى مجلس واسع (إيوان) بجانبه الفسحة يجعل المنزل بيئة أفضل من ناحية الحرارة. ويحسن الوضع أكثر أنه، وبوضعه السفلي يكون أبرد؛ إذ فوقه طابق يظلله بخشبه العازل للحرارة وبفرشه عليه وبعمق من الهواء الذي يحتويه فيصبح بارداً أيضاً. كما أن ضيق الشبابيك ووضعها الذي لا يواجه الشمس بل يواجه الرياح الشمالية والجنوبية يساعد في خفض درجة الحرارة التي نشاهدها بالخارج. ويمكن للأسرة –إن لم يكن هناك ضيوف– النزول للمجلس والفسحة لخصوصية برودتها النسبية في النهار. أما الدور الثاني، وهو الأخير في غالب المنازل، فمن ميزاته أنه يكون أكثر تهوية وهو مرفوع عن الأرض وعن الهواء الأشد حرارة الملامس لسطح الأرض، بسبب خاصية البيت الزجاجي. وتكون فرص هذا الدور أكبر في تلقي الهواء المتحرك الذي يساعد في التلطيف. ويتضمن تخطيط الدور الثاني المكون من غرف مخصصة لسكن الأسرة ما يسمى بالخارجة؛ وهي فسحة صغيرة مكشوفة يخرج إليها أهل المنزل طلباً للهواء اللطيف في الليل ويكون بجانبهم إناء الماء ( الزير ) ليبرد. ولكن هذه الفسحة إلى جانب عدم جدواها في النهار لهذا الغرض فإنها تزيد من حرارة الغرفة المجاورة لها.
يتسم الحوش بمنزل مكة المكرمة بالطبع بالضيق بخاصة في المنطقة المركزية. وهو على ضيقه له وظائف كثيرة ذكرها شريف (1984) في بحثه عن البيت الموصلي الذي هو شديد الصلة بالبيت المكي. وأهم ما يعنينا هنا أنه يساعد في تلطيف الجو إذ يفصل المنزل عن غيره بمسافة. وقد قلّت هذه الميزة لأن المساحة كلها أصبحت مستهدفة من أجل الاستثمار أو توسعت احتياجات الأسرة بالميراث.
يشكل التكدس في العمران بمكة المكرمة مشكلة في الماضي والحاضر. ففي الماضي كان سكان مكة ومستثمروهم يجتهدون في الحصول على حيازة أقرب ما تكون إلى الحرم الشريف. ذلك لأن الوظيفة الأولى لهذه المدينة هي الوظيفة الدينية. وبتقدم الزمن زادت المشكلة تعقيداً ، حتى جاء عهد التخطيط الحديث وتوسعت مكة بأحيائها في جميع الاتجاهات، ولمسافات أبعد وفي مساحات أرحب. وشجع ذلك مد الطرق المعبدة وبروز الطرق الدائرية والأنفاق مما سبقت الإشارة إليه. وتنامي التوجه نحو الاستثمار في العمران بعد تنظيم إسكان الحجاج وازدياد أعدادهم ونفقاتهم على السكن والإعاشة ، بالتالي ازدياد الحركة التجارية. وبدخول تقنية تكييف الهواء داخل الأبنية بجميع مستوياتها حدثت ثورة في المعمار قلبت كل الموازين التي كان الطقس من أهم موجهاتها.
وبرزت العمائر والمساكن في أماكن لا تتناسب مع المعايير الطبيعية. ودخل القطع الصخري والبناء في بطون الأودية والتشييد غير محكومة بوجهات معينة فيما يرتبط بأشعة الشمس. وتحولت مواد البناء إلى الأسمنت والحديد ، وقلت سماكة البناء واستخدم الزجاج المظلل وألغيت الشبابيك الخشبية وألغي الشيش واستبدل بالألمنيوم. وبشكل عام فرضت الرغبة الاستثمارية للحصول على أقصى ما يمكن من المردود المالي على التصميم. وتفنن المعمار في التلوين والتصميم للخروج بعمارة كبيرة عالية أنيقة مهما كان شكل القطعة المطبق عليها. واحتيل على المشكلات المتعلقة بالتهوية والتبريد ودخلت فنون العزل الحراري ما كان عبئاً مالياً إضافياً ثقيلاً. ولا شك أن الأوضاع التكييفية الحديثة حلّت وبصورة أساسية مشكلة البيئة الحرارية. وقضت على هيمنة قرينة الراحة الحرارية الرطوبية داخل المنزل.        
ومن الجوانب السالبة للأوضاع الراهنة من زاوية الحرارة نجد أن الفارق صار كبيراً بين الداخل والخارج. ولما كان لا بد للإنسان من التحرك والخروج ، فإن هذا الفارق ظل هو المهيمن على تلك الحركة. فكم من ارتباطات والتزامات وأعباء طوعت لتناسب الطقس المناسب الذي صار مفهومه حسب التأقلم الجديد ِ acclimatization  مختلفاً عن الماضي، وصار الناس أقل تحملاً لمستويات الحرارة التي كان يتحملها أسلافهم. حّورت أعمال وعطلت أخرى. وصار كثيرون غير قادرين على العمل في بيئة مفتوحة. وصار الصرف على التكييف جزءاً كبيراً من الإنفاق. وصار ضجيج أجهزة التكييف مصدراً حقيقياً من مصادر التلوث الضوضائي في المنزل والسيارة ومكان العمل والمتجر. ولا بد أن لهذا التكييف الصناعي آثاره البيئية والفسيولوجية ما يستلزم دراسات أعمق ومن متخصصين في تلك المجالات. أما هنا فلا يخفى على أحد أضرار الانتقال المفاجئ من جو بارد إلى حار، والعكس، وآثار ما تفرزه مكيفات الهواء على من هو بالخارج، علاوة على ما تحدثه من أضرار من جهة التلوث.
لا شك أن للتكدس والعمران المتطاول في كثير من أحياء مكة المكرمة آثاره على حركة الهواء وعلى الحرارة. كما أن لبروز العمائر الملونة ذات الزجاج العاكس آثاره السالبة كذلك. وتبرز هذه الآثار على المناخ التفصيلي Microclimate    بخارج العمائر أكثر من داخلها.

2. الأمطار والعمران: 
تم في السابق دراسة وتحليل الأمطار وخصائصها وفي هذا الجزء تتعرض الدراسة لبعض الآثار المترتبة على العمران وتخطيطه بمكة. وكما سبقت الإشارة فإن العمران في مكة وعبر التاريخ كان يحسب فيه حساب الأودية. فهو يقوم على سفوح الجبال وحواف الأودية والشعاب. وتعدل الأحداث المتكررة خطط التخطيط العمراني. فكم من عمران تهدم ومنازل جرفت (راجع، مرزا واحمد 2001م).
لقد نفذت مشاريع هندسية ضخمة لتصريف السيول ومنها قنوات سفلية كالتي نفذت مع مشروع توسعة الحرم الشريف في الثمانينيات من القرن المنصرم والتي جعلت وادي إبراهيم كأنه نهر مختفي ، وانتهت آثاره المدمرة حيث وجه تحت الحرم الشريف إلى أسافل مكة في الغرب . وكانت تلك الأودية في السابق خارج السيطرة تماماً.
إن المشاريع الهندسية والتغير في أنماط الحياة ودرجة الوعي كلها ساهمت في التقليل من أخطار السيول التي هي نتائج الانهمار الغزير للأمطار وانصبابها في أودية مكة المتشعبة. و مع ذلك فلا يمكن إسقاط هذه الأخطار التي مازالت قائمة ، والمفاجآت واردة دائماً. إن بعض تلك السيول قد تجرف سيارات عابرة للأودية . ولا ننسى ما نشاهده من استخدام السيارات الخاصة لمجرى وادي عرنة في نقل الحجاج، على طوله من عرفة إلى مزدلفة (مرزا واحمد 2001م).
وجد أن السيول العنيفة تجيء بوجه خاص في الشتاء إذ استحوذت على 79% من جملة السيول المذكورة عبر التاريخ ثم بين 9% و 6% للفصول المتبقية أهمها الصيف الذي رغم أنه يجيء في ذيل قائمة مجموع الأمطار إلا أن أمطاره يمكن أن تكون عاتية. وهنا يمكن الخطر فالمباغتة تأتي بما من فصل لا يتوقع فيه المطر (مرزا واحمد 2001م). وفيما يرتبط باحتمال تكرر سيول على درجة من العنف قام شومان (1998م) بتصنيف السيول عند الحرم الشريف منذ القرن السابع عشر وحتى أواخر القرن العشرين الميلادي على ثلاثة مستويات من العنف. وتوقع معاودة السيل من المستوى الأول (الأعنف) كل 46عاماً ومن الدرجة الثانية كل 33عاماً ومن الثالثة كل 31عاماً. وقد حدثت ظاهرة طقسية شاذة (مرزا وأحمد 2001) حديثاً عام 1996م، إذ هيمن منخفض جوى على أجواء مكة المكرمة والمملكة ككل ، ولمدة لم تقل عن 10 أيام من أيام شهر نوفمبر، نتج عنه في مكة أمطار بلغ مجموعها 125ملم ، أي ما فاق المعدل السنوي (100ملم). وعلى المخطط والمهندس أن يحتاط لمثل هذه الأحداث التي يمكن أن يغفل عنها الناس فتباغتهم بسيول جارفة.
انعكس التوسع العمراني والطلب على الأراضي السكنية بسبب الزيادة السكانية وتضخم أعداد الحجاج على البناء في حواف بطون الأودية وكذلك لمزيد مما يسمى تهذيب الجبال ، وربما كان وادي العزيزية من أصدق الأمثلة الذي لم يبق سوى شارع ضيق هو طريق العزيزية العام. فإذا جاءت الأمطار توقفت الحركة وتعددت الحوادث على طول ذلك الطريق.  بل أن فروعه تفعل فعلها في العزيزية الجنوبية حيث أسافل الوادي. ويجد المشاهد أمامه من مناظر مثل دخول السيل في الأحواش وبدرومات العمائر وبصورة شرسة. ونجد هذه المشكلة أيضاً في مواضع عديدة مثل حي الغسالة ( الفيصلية ) وشارع الحج ومنطقة وادي جليل من شارع الحج في شرق مكة وكذلك على الطريق الدائري الثالث في المنطقة الواقع بين مستشفى النور ونفق كدي. وفيما يتعلق بتمدد المعمار إلى المناطق الأعلى في الجبال فإن القطع الصخري كان له آثار سالبة كثيراً من حيث فعل الأمطار الهاطلة التي صارت تحمل كثيراً من الصخور والحصى والطين من أعلى الجبل إلى المنشآت التي قامت على قطعه ما يشكل الآن مشكلة بيئية عمرانية.
إن فوائد المعالجات الهندسية لمشكلات الحركة على الطرق و تسهيلها للحجاج والسكان توسعت وصارت ذات فوائد أخرى حيث خفضت من مشكلات كانت معقدة في السابق. ولعل طبيعة مكة هي التي قادت الإبداع الهندسي إلى إنشاء 4 طرق دائرية متراكزة حول الحرم. وشقت الإنفاق لتربط بين هذه الطرق في دائرة محكمه مع توفير المخارج والمداخل المناسبة لهذه الطرق. وقد ربطت هذه الطرق الأحياء التي تلتزم الشعاب وسفوح الجبال وجوانب الأودية وعلى امتدادها. وقد كانت تلك الأحياء محدودة معزولة عن بعضها ولا يوصل بينها إلا بمسالك معينة هي في الأساس طولية مع الأدوية والشعاب. وينقطع الاتصال في ظروف الأمطار والسيول وتتفاقم المخاطر عند مجاراة الأودية ومحاولة عبورها. ولكن بهذه الكباري والأنفاق أصبحت الحركة سهلة والعبور فوقياً ، مثلما كانت القنوات تصريفاً تحت الأرض مجنباً للسيول والتعرض لها كما كان في السابق. لقد مكنت تلك الكباري والأنفاق السكان من الحركة بيسر مع تفادي الكثير من أخطار السيول. ومن أهم الأودية التي تم تفاديها من نقاط معينة بالكباري:
أ- وادي إبراهيم الخليل من جهة الغزة والمعابدة (قبل الحرم)؛ ومن جهة المسفلة (بعد الحرم).
ب- وادي العزيزية بكباري العزيزية الشمالية –  منى وكبري الملك خالد وكبري الملك عبد العزيز   وكبري الملك فيصل.
ج_ وادي منى إلى المعيصم وشارع الحج.

3. الرياح والعمران :
مما سبق من الدراسة وما تم من تحليل لبيانات الرياح بمكة المكرمة بأن الرياح في أشدها سرعة لا تتعدى درجة النسيم القوي بمقياس بيوفورت، فيمكن القول بأن الرياح فيها تتسم عموماً بالهدوء. فلا تعرف في طقسها الأعاصير المدمرة ولا العواصف. وهذا من لطف الله بسكان البلد الحرام. ولا شك أن لهذه الحالة أثرها الإيجابي على العمران ؛ فليس من خوف على الأبنية التي تعتمد على مواد مثل الزنك والأخشاب. كما أنه ليس من خوف على الأشجار أو اللوحات الإعلانية الورقية والقماشية والمجسمات. ولا خوف حتى على المنقولات الخفيفة التي توضع في المناطق المفتوحة وفي الشوارع للتنبيه ولا حتى على الملابس التي تنشر في الحوش أو على السطح أو في البلكونة في المنزل اللهم إلا في النادر الشاذ. وتقل الأخطار المحدقة بقيادة السيارات داخل المدينة ويندر فيها احتمال المصاعب من ناحية الرياح. وإذا قارنا هذه الحالة بما يحدث في العالم في نطاقات الأعاصير المدارية أو المنخفضات الجوية أو الرياح الغربية نجد أن مكة المكرمة تعتبر من أهدأ بقاع العالم في سرعة رياحها.
          في ختام هذا الجزء ينبغي الإشارة إلى أن العلاقة بين المناخ والعمران تستلزم دراسات متعددة ومن جوانب مختلفة على مستوى المناخ التفصيلي الذي يهتم بالقياسات على مستوى أمتار قليلة ارتفاعاً ومسافة داخل الطبقة الحدية  Boundary layer   ، ما اكتفي بالإشارة إليه إغراءً لهذا النوع من الدراسات. 
خاتمة
          في ختام هذه الدراسة ، وبعد أن ألقيت الأضواء على ملامح المناخ بمكة المكرمة وعلى جوانب من آثاره على أنماط العمران وهندسة البناء والمسالك والطرق الداخلية والخارجية ، توصلت إلى التوصيات التالية:
1)    أن يولي المخطط أو المهندس اهتماماً أكبر بالمناخ التفصيلي في إطار المحلّي والإقليمي لتتبلور عنده الصورة الدقيقة لحالة الطقس و المناخ. وأن يعطي مساحة أكبر للمناخ في مجال التخطيط لمشروعات الإسكان وفي التصاميم للمشروعات العمرانية الكبرى والصغرى على حد سواء.
2)    أن تنشر شبكة رصد مناخي ذات تفصيل أكثر كالتي يقوم بها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى. وأن تكون المحطات الصغيرة – ربما أحادية العنصر المناخي –في تلك الشبكة تحت إشراف مدير محطة أم الجود وتحت رعاية الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وليكون الاقتراح عملياً وميسراً فيمكن الاستفادة من مراكز الدفاع المدني في رصد عناصر غاية في الأهمية لهم في المبتدأ وللسكان بمثل جهاز رصد المطر rain gauge   الذي لا يحتاج تشغيله لا لتدريب ولا لكبير عناء. وبالإمكان تزويد بعض المواطنين من المتخصصين والمهتمين بهذه الأمور – كالجغرافيين والهواة العلميين – بمثل جهاز قياس المطر في الأحياء المختلفة بمكة وربطهم بإدارة محطة أم الجود لبناء صور آنية لوضع الأمطار مثلاً ولتزويد المتخصصين في التخطيط العمراني ببيانات مفيدة مفصلة.
3)    أن يستفيد المهندسون من تجارب الأسلاف في السلوك العمراني تجاه الطقس والمناخ في تصميم البناء والمزاوجة بين الماضي والحاضر بما تجود به قريحة الفن المعماري الحديث.
4)    أن تقدم مزيد من الدراسات المتعمقة سواء دراسات محدودة أو مشاريع بحثية تتبناها الجهات المهتمة مثل معهد البحوث  ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى. ويقترح أن تجد الدراسات المتعلقة بقرينة الراحة المعدًلة على طبيعة مكة المكرمة والطبيعة الفسيولوجية لسكان تلك الأماكن من المنطقة المدارية مساحة خاصة من تلك الدراسات ، خدمة لتلك البقعة المقدسة التي اختارها الله حاضناً لبيته الحرام.  
  
المراجع
1)     أحمد ، بدر الدين يوسف محمد (1992م أ):مناخ مكة المكرمة ، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة.
2)     أحمد ، بدر الدين يوسف محمد (1992م ب): مناخ المملكة العربية السعودية ، قسم الجغرافيا بجامعة الكويت والجمعية الجغرافية الكويتية ، رسائل جغرافية ، رقم 158، الكويت.
3)     أحمد ، بدر الدين يوسف محمد (2005م أ): المناخ وتطرف عناصره بالمملكة العربية السعودية، مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية ، جامعة الكويت ، الكويت.
4)     إيرلز ، مايكل ( 1984 ): السمات الأساسية للعمارة المحلية بالمملكة العربية السعودية ، كتاب ندوة منظمة العواصم والمدن الإسلامية ، أنقرة -17 إلى 21 شوال 1404هـ / 16 – 25 يوليو 1984م ، مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية ، القاهرة
5)     سليمان ، باهر فتحي(1991م): تحليل المناخ الحيوي وتقويم تشكيل المباني للإقليم المناخي لمدينة مكة المكرمة ، الندوة الجغرافية الرابعة للأقسام الجغرافيا بالمملكة العربية السعودية ، مكة المكرمة ،( 24-26 ديسمبر، 1991م).
6)      شرف، عبد العزيز طريح(1983): الجغرافيا المناخية والنباتية، ط9، دار الجامعات المصرية الإسكندرية.
7)  شريف ، أحمد مجيد ملا ( 1984 ): البيت الموصلي ، كتاب ندوة منظمة العواصم والمدن الإسلامية ، أنقرة -17 إلى 21 شوال 1404هـ / 16 – 25 يوليو 1984م ، مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية ، القاهرة
8)     شومان، سامر أحمد سمير (1418): السجل التاريخي للسيول في الوادي إبراهيم وآثارها على المسجد الحرام ، ندوة السلامة بالمشاعر المقدسة ، مركز أبحاث الحج ، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
9)      الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ، المملكة العربية السعودية، التضاريس المناخية ، 1985-2004 جدة.
10)                         مرزا ، معراج نواب وأحمد ، بدر الدين يوسف (1997م): أحوال الطقس والمناخ في الشتاء بمكة المكرمة قسم الجغرافيا بجامعة الكويت والجمعية الجغرافية الكويتية ، رسائل جغرافية ،رقم 253، الكويت.
11)وزارة المالية والاقتصاد الوطني المملكة العربية السعودية ( 75-1984م): سلسلة الكتاب الإحصائي السنوي ، مصلحة الإحصاء العامة.
12)  Mather, J.R.( 1974): Climatology : Fundamentals and applications , McGraw –Hill, NY , USA.



أو 


أو



أو 




  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا