التسميات

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

دراسة إحصائية لواقع السياحة في سورية ...

مجلة جامعة تشرين للدراسات و البحوث العلمية  _  سلسلة العلوم الاقتصادية والقانونية المجلد (27) العدد (1)2005
Tishreen University Journal for Studies and Scientific  Research- Economic and Legal Science Series Vol  (27) No (1) 2005

دراسة إحصائية لواقع السياحة في سورية
                                                                                                                                   الدكتور عبد الهادي الرفاعي*
  
 ( قبل للنشر في 27/6/2005)

Ñ الملخّص Ñ

مع بداية الثورة الصناعية الكبرى بدأت السياحة تلفت انتباه المسؤولين, و تسترعي اهتمام ونظر الباحثين, نظراً لآثارها الاقتصادية الهامة، ولما توفره من زيادة في الدخل القومي يسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. فالإنفاق الذي يكون عادة لقاء خدمات يحصل عليها السائح أو مقابل سلع يشتريها, يشكل مورداً اقتصادياً للمنطقة التي تستقطب السياح و مجالاً لتشغيل الأيدي العاملة، ولذلك برز المفهوم الاقتصادي للسياحة  وما يمكن أن تلعبه هذه السياحة من دور في التطور الاقتصادي للبلدان .
إن للسياحة مقومات عديدة, قد لا يتسنى لكل الدول أن تمتلكها, وهناك بعض الدول التي تمتلك تلك المقومات ولكنها لا تحسن استخدامها, وسورية رغم أنها تصنف من دول العالم الثالث الزراعية, إلا أنها تمتلك مقومات سياحية كبيرة غير أنها لا تحسن استثمارها, رغم المحاولات الكثيرة وغير المنظمة التي تقوم بها لاستثمار هذا القطاع الاقتصادي الهام. و هذا ما دفعنا إلى البحث في هذا المجال للوقوف على التطورات التي حدثت في مجال السياحة من خلال رصد الواقع السياحي في سورية، للوقوف على أهم التغيرات التي حدثت في هذا القطاع، وقد تبين لنا أنه حتى الآن لا توجد صناعة سياحية في سورية، وأن السياحة ما تزال تعيش حالة من الفوضى والعشوائية وانعدام التخطيط.  حمله من هنا



A Statistical Study of the Tourism in Syria
                                                                                                                  
Dr. Abdul Hadi Alrefai *  

(Accepted 27/6/2005)

Ñ  ABSTRACT   Ñ

With the beginning of the great industrial revolution tourism began to attract the attention of the authorities because of its important economical effects, and because it provides an increase in the national income that helps the social and economic building. Spending money for services the tourist has, or for goods he buys, is considered an economical source for the area that attracts the tourists and an creates jobs. For this reason, the economical concept of tourism and its role in the economical development for countries arose.
Tourism has many characteristics, but many countries may not have them, whereas other countries have them but can’t use them well. Syria, despite its classification as an agricultural country in the Third World, has many tourist factors but doesn’t utilize them properly, in spite of the several unorganized attempts  to invest in this important economical sector . This study highlights the developments which took place in Syria in the field of tourism to have an idea about the major changes that took place in this sector; we found out that there was neither real tourism industry, nor effective tourism investment. Tourism in Syria is still chaotic and purposeless, and unplanned.
  


مقدمة:
تعد سورية من البلدان التي تمتلك مقومات سياحية كبيرة جداً. لما تتمتع به من مناخ معتدل وموقع متميز وطبيعة خلابة، فيها البحر والجبل والسهل وفيها الأوابد التاريخية العظيمة التي تعد مقصداً لعدد هائل من الزوار. ولكن المشكلة تكمن في عدم الاهتمام بكل هذا وعدم استثماره بالشكل الصحيح، وبما يعود بالفائدة على الوطن بشكل عام، وبما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحسين مستوى دخل الأفراد. وهناك مشكلة أخرى تكمن في أن السياحة في سورية تعتبر موسمية، مما يجعل العائد من الاستثمار (في حال الاستثمار) ينخفض إلى النصف تقريباً بسبب هذه الموسمية.

 مشكلة البحث:

شكلت السياحة في العالم ما نسبته 5.8% من حجم التجارة العالمية، كما بلغت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي العالمي 11.6%، وذلك في عام 1998 (1).
وهذه النسب في تزايد مستمر، من هنا تنبع أهمية البحث في قطاع السياحة، وما يمكن أن يحصل فيه من تطورات تسهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتحسين مستوى الدخل وزيادة فرص العمل. فالسياحة في سورية هي أحد المصادر الهامة للحصول على القطع الأجنبي، لاسيما وأن الاستثمار في هذا المجال لا يحتاج إلا إلى بعض الجهود والاهتمام، حيث إن بنيتها التحتية متوافرة.
لقد وعت الحكومة في الجمهورية العربية السورية إلى ذلك فجعلت السياحة أحد أهدافها الاستراتيجية، سيما وأن عائدات السياحة في سورية كانت عام 2001 تشكل 7% من إجمالي الناتج المحلي، وكان عدد السياح حوالي 3 ملايين سائح، وتسعى الدولة إلى زيادة هذه النسبة إلى 20% في عام 2005 من خلال استقطاب
12 مليون سائح من خلال رفع الطاقة الاستيعابية للفنادق وتقديم التسهيلات وتعديل القوانين الناظمة للاستثمار السياحي (2).

 هدف البحث:

لقد هدفنا من خلال هذا البحث إلى تتبع التغيرات التي حصلت في قطاع السياحة خلال العقود القليلة الماضية. وكذلك تتبع ما قدمته السياحة للاقتصاد الوطني.

 فرضيات البحث:

لقد وضعنا فرضيات البحث على شكل تساؤلات سنحاول الإجابة عنها، وهذه التساؤلات هي:
1 ـ هل إن معدلات نمو العرض السياحي في سورية متناسبة مع معدلات نمو الطلب السياحي؟
2 ـ هل إن السياحة السورية هي سياحة عربية في الغالب؟
3 ـ هل إن مساهمة السياحة في دعم الاقتصاد الوطني هي مساهمة ضئيلة جداً؟


 تعاريف ومصطلحات:

نشطت منظمة السياحة العالمية في مجال بلورة التعاريف الإحصائية في مجال السياحة، وفي إعداد تقنية موحدة للتبويب الدولي للإحصاءات السياحية، وقد قامت بتنظيم مؤتمر دولي عام 1991 حيث قدمت مشروعاً وتوصيات اعتمدتها اللجنة الإحصائية في الأمم المتحدة عام 1993، كما اعتمدت التصنيف الدولي الموحد للأنشطة السياحية. وقد استرشدت في وضع التعاريف بالمعايير الآتية:
أ ـ البساطة والوضوح.
ب ـ إمكانية التطبيق العملي في جميع أنحاء العالم.
ج ـ الاقتصار على الأغراض الإحصائية.
د ـ استخدام عبارات قابلة للقياس في الدراسات الإحصائية.
هـ ـ مراعاة المعايير والتصنيفات الدولية.
ويمكننا أن نذكر هنا أهم التعاريف المستخدمة في مجال السياحة (3).

1- السياحة: تمثل أنشطة الأشخاص الذين يسافرون إلى أماكن خارج أماكن إقامتهم المعتادة، ويقيمون فيها لمدة لا تتجاوز السنة، بهدف الاستجمام أو الزيارة.
2- الزائر: هو الشخص الذي يسافر إلى مكان خارج مكان إقامته المعتاد. لمدة تقل عن اثني عشر شهراً ولايكون غرضه الحصول على المال.
3- القادم: كل شخص يدخل البلد المقصود سواء مكث فيه أو غادره بنفس اليوم.
4-السائح: كل شخص قادم يبيت ليلة سياحية واحدة على الأقل في أماكن المبيت المختلفة.
5- غير السائح: هو القادم الذي يهدف إلى الكسب أو الإقامة، كما يشمل التراتزيت والدبلوماسيين.
6- زائر اليوم: هو كل قادم يقضي فترة تقل عن 24 ساعة في البلد المقصود.
7- الدخل السياحي: كافة الإيرادات بالعملات الأجنبية من السياحة الوافدة، وتشمل إنفاق الزوار الدوليين بما فيها أجور النقل لشركات النقل الوطنية، وتدخل في ميزان المدفوعات متضمنة الإيرادات من زوار اليوم الواحد وفق توصيات دليل ميزان المدفوعات الصادر عن صندوق النقد الدولي.

ولابد من الإشارة هنا إلى أنه رغم كل الجهود التي بذلت للوصول إلى التعاريف السابقة فإنه مازال هناك التباس في استخدامها من قبل بعض البلدان، مما يجعل عمليات المقارنة الدولية صعبة إلى حد ما.

 أشكال السياحة:

يمكن تقسيم السياحة إلى عدة أشكال حسب مايلي:
1- حسب فئات السياح، هناك:
أ ـ السياحة المحلية: وتشمل الأشخاص المقيمين في البلد المعني والمسافرين داخل هذا البلد فقط.
ب ـ السياحة الوافدة: وتشمل الأشخاص غير المقيمين في البلد والذين يسافرون إليه.
ج ـ السياحة الخارجية: وتشمل الأشخاص المقيمين في البلد والمسافرين إلى الخارج.
2-حسب الطلب على السياحة، هنا:
أ ـ السياحة الداخلية: وتشمل السياحة المحلية.
ب ـ السياحة الوطنية: وتشمل السياحة المحلية والسياحة الخارجية.
ج ـ السياحة الدولية: وتشمل السياحة الوافدة والسياحة الخارجية.

 أنواع السياحة:

للسياحة أنواع عديدة تتميز حسب الهدف من السياحة، ولذلك يمكن تعريف الأنواع التالية للسياحة.
1- سياحة الاستجمام: ويكون الهدف منها التمتع بالشواطئ والجبال والغابات والبادية وزيارة المنشآت السياحية.
2-سياحة الاستشفاء: لزيارة المنتجعات الصحية التي خصصت لهذا الغرض.
3- السياحة الثقافية: وهي تشمل قطاعاً واسعاً من السائحين بقصد توسيع آفاقهم في طلب العلم والمعرفة.
4- السياحة الاجتماعية: ويكون الهدف منها زيارة الأقارب والأصدقاء.
5- السياحة الدينية: لزيارة الأماكن المقدسة ودور العبادة.
6- السياحة الرياضية: وهي التي تترافق مع الدورات الرياضية المحلية والإقليمية والدولية وتتمثل بجمهور المشجعين.

 

آثار السياحة:

إضافة إلى الآثار الاقتصادية للسياحة والمتمثلة باعتبار السياحة مصدر دخل يرفد خطط التنمية، وينمي موارد الدولة، ووسيلة للحصول على القطع الأجنبي اللازم للتجارة الدولية، فإنها تؤمن فرص عمل للسكان. كما أن السياحة الناشطة تلبي احتياجات السكان وتؤمن استمرار التطور في المستقبل. وللسياحة فوائد أخرى هامة جداً إذا كانت تسهم في حماية الموارد الطبيعية والثقافية للبلد بمنشآت تحافظ على الأصل الطبيعي، وتصون المواقع الأثرية وتراعي متطلبات حماية البيئة.
كما أن للسياحة فوائداً وآثاراً اجتماعية وثقافية أيضاً، فهي التي تسهم في نشر وترويج معالم الحضارات، وترفع المستوى الحضاري، وتسهم إلى حد كبير في ترويج الفنون والصناعات التقليدية والمهن اليدوية المحلية.
ولاننسى الدور السياسي للسياحة، فهي تسهم في تخفيف حدة التوترات السياسية وتشارك في تحقيق السلام العالمي، وتوطيد العلاقات المتطورة بين الدول وتسير بالعالم إلى مايسمى بالقرية العالمية مما يجعله أكثر حضارة وأقوى ترابطاً.

السياحة في سورية:

تتضمن دراسة السياحة جوانب عديدة أبرزها: الاقتصاد، العمالة، التاريخ، الجغرافيا، المجتمع... ويشمل ذلك النواحي السلبية والإيجابية في تلك الجوانب التي أصبحت تمتد إلى الأنشطة العالمية والمنظمات، فقطاع السياحة يختلف عن غيره من القطاعات بجوانب عديدة أهمها:
أ ـ أن الإنسان هو محور الأنشطة السياحية سواء كان سائحاً له متطلبات يجب تلبيتها، أم كان مواطناً مضيفاً.
ب ـ حساسية القطاع السياحي من ناحية الريعية في تأثره بالمتغيرات والأحداث الداخلية والخارجية.
لذلك فإن هذه الخواص يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار السياحي، هذا إلى جانب التحليل الدقيق لتيارات السفر ولعناصر العرض السياحي وللبنية التحتية اللازمة. والعنصر الأهم من ذلك كله هو الإدارة السياحية إضافة إلى التشريعات والأنظمة والقوانين التي تحكم العملية السياحية في البلد، وكذلك الأنشطة التي يتم تنفيذها مثل الترويج والتسويق والتسهيلات في ظل الظروف المحيطة بالسفر.
1- مقومات السياحة في سورية:
أحدثت وزارة السياحة في سورية بموجب المرسوم رقم 41 لعام 1972 للعمل على تطوير القطاع السياحي، وتفعيل دوره في الاقتصاد الوطني. وقد عملت الوزارة خلال وجودها على تحقيق الأهداف الآتية: (4)
1 ـ تفعيل العلاقات مع الأسواق المصدرة للسياح باتجاه سورية وبشكل خاص السوق العربية والإسلامية، وتأمين خصوصية مستلزماتهم.
2 ـ استعادة حركة القدوم الأوروبية والأمريكية وتطوير احتياجاتها.
3 ـ اتخاذ الإجراءات العملية اللازمة لفتح أسواق جديدة واستقدام السياح العرب من بلاد الاغتراب والسوريين منهم بشكل خاص، وفتح قنوات الاتصال معهم.
وإذا بحثنا في مقومات السياحة في سورية فإننا يمكن أن نذكر مايلي:
1-1: المقومات الطبيعية:
تمتلك سورية الشاطئ البحري الجميل، وكذلك الغابات والجبل والطبيعة الخلابة والمياه والمناخ المعتدل، ولايخفى أيضاً الموقع الجغرافي المتميز، مما يجعلها تلبي الرغبات المختلفة للسياح باختلاف أصنافهم. ويمكن أن نصنف المقومات الطبيعية للسياحة في سورية بمايلي:
أ ـ المصايف: وهي الأماكن التي تؤدي غرض الاستجمام في الصيف (5). والمصايف تلعب دوراً أساسياً في جذب السياح على اعتبار أنها تكون مقصداً لجزء كبير من سكان العالم الذين ليس لديهم تغيرات مناخية حادة جداً بين فصلي الشتاء والصيف، أو أن فصل الصيف لديهم قصير جداً، وهذ ماينطبق على معظم سكان أوروبة.
إن سورية تمتلك مناطق اصطياف كثيرة جداً يتركز معظمها في محافظة دمشق نذكر منها مايلي:

 

الجدول رقم (1) توزع المصايف في سورية على المحافظات

المحافظة
عدد المصايف
النسبة المئوية
دمشق
20
51.28
درعا
3
7.69
حمص + حماه
5
12.82
اللاذقية + طرطوس
6
15.38
حلب + ادلب
4
10.26
الحسكة
1
2.57
المجموع
39
100
المصدر: الدليل السياحي ـ 1995 ـ وزارة السياحة ـ دمشق
ب ـ أماكن السياحة العلاجية: ويقصد بها ينابيع المياه المعدنية الحارة التي تستخدم للعلاج من الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان. وسورية تمتلك العديد من هذه المراكز العلاجية التي تصلح أن تكون مراكز جذب سياحي للاستشفاء والترويح عن النفس، ولكنها ماتزال تعاني من ضعف في الاستثمار أو الجذب السياحي. نذكر منها على سبيل المثال حمام أو رباح في تدمر وحمام الشيخ عيسى في إدلب.

ج ـ الشواطئ: إن أول ما يخطر ببال الإنسان عند الحديث عن السياحة هو البحر والشاطئ والسباحة. وسورية تمتلك من الشواطئ ما يؤهلها لأن تكون مركز جذب سياحي كبير. فهناك 186 كم من الشواطئ على البحر المتوسط، وتتميز هذه الشواطئ بتنوعها بين الرملي والصخري من جهة، وبقربها من السلاسل الجبلية الخضراء من جهة أخرى. ولكن هذه الشواطئ غير مستثمرة بالشكل الذي يجعل منها مصدر دخل سياحي لسورية.

1-2: المواقع الأثرية والمتاحف:
لقد كانت سورية منذ القدم مهداً لحضارات عديدة، ومن الحضارات التي تعاقبت عليها (الأكادية ـ الحثية ـ الآشورية ـ الكنعانية ـ الآرامية ... وغيرها، وقد كانت آخرها الحضارة الإسلامية). وقد تركت هذه الحضارات وراءها آثاراً عظيمةً تشكل حالياً ذخيرة تمنح سورية عوامل جذب سياحية هامة. وقد اكتشف العديد من هذه المواقع الأثرية التي يتجاوز عددها 83 موقعاً موزعة بشكل شبه متساوٍ على الأرجاء السورية كافة، حيث لاتكاد تخلو منطقة في سورية من موقع أثري. كما تمتلك سورية حوالي 27 متحفاً جمعت فيها آثار كثيرة من تلك الحضارات، وهي أيضاً موزعة على المحافظات السورية كافة. (6)
وهناك مقومات أخرى للسياحة في سورية نذكر منها المعارض كمعرض دمشق الدولي ومعرض الزهور والمعارض الاقتصادية الأخرى المتخصصة. وكذلك نذكر المهرجانات كمهرجان المحبة ومهرجان البادية وغيرها. ولاننسى الأماكن المقدسة التي تجتذب سياحاً كثيرين.

 

2- الواقع الإحصائي للسياحة في سورية:

يمكننا أن نحلل الواقع السياحي في سورية، ومدى فاعلية السياحة في الاقتصاد السوري، من خلال تحليل العرض والطلب السياحيين، وذلك على الشكل التالي:

2-1: تحليل العرض السياحي في سورية:

   من أهم المتغيرات التي يمكن دراستها عند تحليل العرض السياحي ـ الفنادق بمختلف درجاتها، بما تتضمنه هذه الفنادق من أسرّة. ودراسة عدد الليالي السياحية التي يمكن توفيرها للسياح، سيما وأن الجزء الأكبر من إنفاق السائح يكون على الإقامة في الفنادق.
فيما يلي جدول يتضمن توزيع الفنادق والأسرّة حسب درجاتها في سورية خلال الفترة 1990-2003



الجدول رقم (2) توزيع الفنادق والأسرّة حسب درجاتها في سورية خلال الفترة 1990-2003

درجة الفندق
دولية
ممتازة
أولى
ثانية
ثالثة
نزل
المجموع
السنوات
فنادق
أسرة
فنادق
أسرة
فنادق
أسرة
فنادق
أسرة
فنادق
أسرة
فنادق
أسرة
فنادق
أسرة
1990
11
8421
21
3400
32
3164
84
4512
242
8775
60
1124
450
29396
1991
11
8224
21
3462
32
3164
84
4512
242
8775
60
1124
450
29261
1992
11
7952
28
4434
35
3329
89
4896
234
8727
49
927
446
30265
1993
11
7952
27
4202
36
3542
87
4743
236
8883
49
927
446
30249
1994
11
7934
32
5275
37
3602
88
4773
236
8883
49
927
453
31394
1995
11
7934
33
5405
36
3474
89
4826
236
8883
49
927
454
31449
1996
11
7864
27
4730
40
4184
88
5766
214
8352
57
1344
437
32238
1997
13
7974
25
4600
45
4138
89
4842
211
8116
63
1442
446
31112
1998
13
8784
28
4335
46
4571
90
4903
204
7833
57
1138
438
31564
1999
13
8535
26
4141
46
4541
91
4946
215
8051
83
3198
474
33412
2000
13
8528
34
5073
45
5038
97
5693
212
8075
65
1802
466
34209
2001
13
8445
35
5269
51
5515
101
5959
212
7874
61
1475
473
34537
2002
14
8723
35
5269
51
5514
102
6045
230
8377
52
1325
484
35253
2003
16
9017
34
5299
54
5663
122
9293
222
8223
70
1633
518
38928
المصدر: المجموعات الإحصائية السورية للأعوام 1991-2004. المكتب المركزي للإحصاء ـ دمشق.

من خلال الجدول السابق، نلاحظ أن هناك زيادة غير كبيرة في إجمالي عدد الفنادق في سورية خلال الفترة المدروسة، بينما نلاحظ أن هناك زيادة واضحة في عدد الأسرّة الإجمالي. كما نلاحظ بأن هذه الزيادات في أعداد الفنادق كانت متفاوتة ومتذبذبة بين عام وآخر. وما ينطبق على إجمالي عدد الفنادق ينطبق على إجمالي عدد الأسرة، ويوضح ذلك الشكل البياني الآتي:

الشكل رقم (1) التطور النسبي لأعداد الفنادق والأسرّة في سورية خلال الفترة 1990-2003

إن هذا التذبذب في إجمالي أعداد الفنادق والأسرّة بين عام وآخر يدل على عدم إتباع سياسة استثمارية واضحة في سورية في مجال السياحة، فكيف يكون عدد الفنادق 454 فندقاً عام 1995، ويصبح 437 فندقاً عام 1996.
وكيف يكون عدد الأسرّة 32238 سريراً عام 1996، ويصبح العدد 31112 سريراً عام 1997، هذا عدا عن أن الزيادة والنقصان في أعداد الفنادق والأسرّة غير متناسبة، فعندما تزداد الأولى تنقص الثانية والعكس صحيح أيضاً، كما في الأعوام 1995، 1996، 1997، 1998، والأعوام 1999، 2000، هذا من جهة ومن جهة أخرى، نجد أن أعداد الفنادق والأسرّة تتذبذب من عام لآخر أيضاً باختلاف درجة الفندق فمنها ماترتفع درجته ومنها ماتنخفض درجته، وكذلك نجد أيضاً أن هذا التذبذب لايتبع قاعدة معينة وهي تتم بشكل عشوائي.
لو حسبنا معدلات الزيادة السنوية المتوسطة نجدها 1.08% بالنسبة للفنادق و2.32% بالنسبة للأسرة، وهذه المعادلات لاتتوافق مع معدلات تزايد عدد السياح كما سنرى لاحقاً، مما يدل على القصور في السياسة الاستثمارية السياحية في سورية، وعدم مواكبة العرض السياحي للطلب السياحي.
من جهة أخرى، إذا قارنا الأرقام الواردة في الجدول رقم (2) السابق والتي تعبر عن الواقع الفعلي لعدد الفنادق والأسرّة مع ماتم التخطيط له من قبل وزارة السياحة بالتعاون مع وكالة أوتام اليابانية عام 1990 نجد الفارق كبيرا جداً.
لقد خططت وزارة السياحة مع وكالة أوتام لكي يصبح عدد الأسرّة 840000 سرير عام 2000 بغض النظر عن درجة الفنادق التي تحتوي هذه الأسرّة (7)، ولكن الواقع لم يكن متناسباً مع ما تم التخطيط له، والفارق واضح جداً، فقد بلغ عدد الأسرّة عام 2000 فقط 34209 أسرة، أي أن ما أنجز من الخطة كان فقط 4.04%. وحتى في عام 2003 لم تكن نسبة المنجز مما خطط لأن يكون في عام 2000 سوى 4.63%.
وهذا يؤكد مرة أخرى أننا لسنا جادين ولاطموحين في مجال الاستثمار السياحي والأرقام الواردة تؤكد أيضاً أننا لانتبع أي سياسة استثمارية واضحة في مجال السياحة في سورية. فما هو السبب في ذلك؟
لقد حاولت سورية تشجيع الاستثمار السياحي عن طريق الإعفاءات الضريبية ولكنها لم تنجح بذلك فالإعفاءات هي حافز هام للمستثمر ولكنها ليست هي الأساس، فالمستثمر العقلاني لن يقوم بأي استثمار إلا إذا بينت دراسة الجدوى الاقتصادية لهذا الاستثمار أنه رابح (سواء بوجود الإعفاءات أم بعدم وجودها).
وخير مثال على ذلك قانون الاستثمار رقم 10 لعام 1991. فالإعفاءات الضريبية غير كافية إذا وحدها كي تزيد فرص الاستثمار في قطاع السياحة، و يمكننا أن نقول أنه لايمكن أن يحدث تطور في قطاع السياحة إذا لم يتوفر المناخ الاستثماري المشجع، والذي يعتبر العنصر الأساس لتطور هذا القطاع. وأن من أهم العوامل التي تشكل المناخ الاستثماري مايلي:
أ ـ البنى التحتية الملائمة في المناطق السياحية (المرافق العامة ـ الخدمات الصحية ـ الاتصالات ـ المواصلات ـ الموانئ الجوية والبحرية ـ مواقف السيارات ـ الأسواق التجارية).
ب ـ التشريعات والأنظمة والقوانين الواضحة والمشجعة على الاستثمار.
ج ـ اليد العاملة الخبيرة والمدربة.
د ـ خدمات الأمن العام والتسهيلات الحدودية.
هـ ـ مراكز التسويق السياحي.
من دون توفر ما ذُكر أعلاه لن تكون هناك صناعة سياحة متطورة. وهنا نلاحظ ملاحظة جديرة بالاهتمام، وهي أن الفنادق الموجودة ليس لديها المرونة الكافية لتلبية رغبات ومتطلبات مختلف أنواع السياح. حيث نجد أن هناك فئات من السياح لديها متطلبات خاصة (قد تعود لأسباب اقتصادية أو اجتماعية). ويظهر ذلك جلياً إذا قارنا عدد السياح الذين يبيتون في الفنادق مع عدد السياح الذين يبيتون في الشقق  المفروشة.
فعلى سبيل المثال نجد أنه في عام 2003 كان عدد نزلاء الفنادق من الجنسية السعودية 56336 سائح، بينما  كان عددهم في الشقق المفروشة في نفس العام 252694 سائح، هذا بالإضافة إلى منشآت المبيت الأخرى غير    الفنادق. (8)

2-2: تحليل الطلب السياحي في سورية:

يتعلق الطلب السياحي بالسائح من حيث نمط سياحته ـ احتياجاته ـ تفكيره ـ مصدره ـ سلوكه ـ انطباعه، ويحدد عدد السياح الذين يطلبون سلعاً وخدمات سياحية في البلد ـ حجم الطلب السياحي، كما تحدد مصادرهم ـ تركيب الطلب السياحي، ودوافعهم ـ طبيعة الطلب السياحي.
هناك عوامل كثيرة تؤثر في مستوى الطلب على السياحة في سورية، نذكر منها:
أ ـ مستوى الدخل الفردي ومعدلات نموه في السوق السياحية ( أي في الدول المصدرة للسياح إلى سورية).
ب ـ تكاليف السفر إلى سورية من مختلف المناطق في العالم.
ج ـ الترويج السياحي وفاعليته في الجذب السياحي إلى سورية.
د ـ الوضع التنافسي للسياحة في سورية، مقارنة بباقي الدول وكذلك التسهيلات المتوافرة فيها.
فيما يلي سنحاول تحليل الطلب السياحي في سورية خلال الفترة الماضية، ونبدأ بدراسة وتحليل القادمين.

2-2-1: القادمون:

تعد دراسة تطور أعداد القادمين إلى القطر، من المؤشرات الاقتصادية الهامة. وهذا المؤشر أن لم يدل بشكل دقيق على تطور أعداد السياح، دل على نشاط اقتصادي آخر في البلد.
فيما يلي جدول يبين تطور أعداد القادمين إلى سورية في عام 1990 حتى عام 2003.

الجدول رقم (3) أعداد ونسب القادمين إلى سورية خلال الفترة 1990-2003 (عرب وأجانب ومجموع)
العام

القادمون العرب

القادمون الأجانب
المجموع
عدد
نسبة%
عدد
نسبة%
1990
974467
68
467974
32
1442441
1991
1132975
89
147186
11
1280161
1992
1237492
71
502392
29
1739884
1993
1412996
74
496920
26
1909916
1994
1448842
72
563455
28
2012297
1995
1634204
73
618583
27
2252787
1996
1817552
75
617829
25
2435381
1997
1772919
76
558709
24
2331628
1998
1870589
76
593135
24
2463724
1999
1993766
77
587768
23
2581534
2000
2262418
75
752340
25
3014758
2001
2496502
74
892589
26
3389091
2002
3164945
74
1107966
26
4272911
2003
3398978
77
989141
23
4388119
المصدر: المجموعات الإحصائية السورية للأعوام 1991-2004. المكتب المركزي للإحصاء ـ دمشق.
والشكل البياني التالي يوضح محتويات الجدول السابق.



الشكل رقم (2) تطور أعداد القادمين إلى سورية (عرب وأجانب ومجموع) خلال الفترة 1990-2003

يبين الجدول الأخير وكذلك الشكل البياني أن هناك تزايدا مستمرا في أعداد القادمين إلى سورية، ولكن هذا التزايد برأينا لم يكن بسبب تطور الطلب على السياحة وإنما يمكن أن يعتبر مؤشراً على ذلك، (حيث إنه لايمكن اعتبار جميع القادمين سياحاً)، وقد بلغ متوسط معدل الزيادة السنوية في أعداد القادمين إلى سورية 17.3% (متوسط معدل زيادة العرب 17.77% ومتوسط معدل زيادة الأجانب 7.96%). وهذا يؤكد مرة أخرى (وكما ذكرنا سابقاً) أن هذه الزيادة أكبر بكثير من زيادة عدد الفنادق والأسرّة (العرض السياحي) وهذا يجيبنا على التساؤل الأول في الفرضيات ويبين لنا أن معدلات نمو العرض السياحي غير متوافقة مع معدلات نمو الطلب السياحي في سورية، وهذا يشير إلى أن هناك قصوراً في سياسة الاستثمار السياحي في سورية. ولكن ربما تكون الشاليهات الخاصة والشقق المفروشة والمخيمات السياحية تساعد في سدّ هذه الفجوة، إضافة إلى أنه، ليس جميع القادمين إلى سورية هم سياح. وما يؤكد هذا الكلام أيضاً، أن أعداد ونسب القادمين العرب يفوق بمرتين أو ثلاث مرات أعداد ونسب القادمين الأجانب. وهذا يؤكد أيضاً أن حركة السياحة في سورية هي سياحة عربية في الغالب وهذا يجيبنا على التساؤل الثاني، ونظراً لطبيعة السياحة العربية فإنه لا يمكن اعتبارها سياحة فعلية. وذلك بسبب حركة التبادل التجاري الكبيرة خاصة بين سورية والبلدان المجاورة لها (الأردن ولبنان). فهناك أعداد كبيرة من المواطنين اللبنانيين والأردنيين تدخل القطر وتخرج منه في اليوم نفسه، وذلك لأغراض تجارية بحتة أو للتسوق فقط . ولكن ومع كل ذلك فإن زيادة عدد القادمين هي دليل واضح وجيد على تطور حركة السياحة في سورية، ولكن ليس كما يجب. فقد ذكرنا أن خطة أوتام قد قدرت عدد السياح الوافدين إلى سورية عام 2000 بحوالي 5 مليون سائح، بينما بينت الإحصاءات أن عدد السياح الوافدين إلى سورية في عام 2000 كان فقط 1548951 سائحاً. أي أن نسبة تنفيذ الخطة كانت فقط 31%. وللأسف لم يلاحظ المعنيون الانحراف في تنفيذ الخطة خلال عقد التسعينات من القرن الماضي، و لم يقوموا بأي إجراء لتصحيح هذا الانحراف مما ترتب عليه خسائر كبيرة للبلد وأضاع على البلد فرصاً كثيرة كان من الممكن الاستفادة منها سواء من حيث مساهمة السياحة في الدخل القومي أو من حيث زيادة فرص الاستثمار أو من حيث خلق فرص عمل كثيرة للمواطنين.
2-2-2: السياح السوريون:
بعد أن بحثنا في أعداد القادمين إلى سورية، سنحاول دراسة واقع السياحة الداخلية في سورية. يبين الجدول الآتي تطور أعداد السياح السوريين (السياحة الداخلية) ومعدلات التزايد السنوية خلال
الفترة 1990-2003.
الجدول رقم (4) تطور أعداد السياح السوريين ونسب تزايدهم السنوية بالأساس المتحرك خلال الفترة 1990-2003.

السنوات

عدد السياح

معدل التزايد السنوي%
1990
1254749
-
1991
1251340
0.27-
1992
1161779
7.16-
1993
1004243
13.56-
1994
954127
4.99-
1995
870698
8.74-
1996
807405
7.27-
1997
744111
7.84-
1998
748983
0.65-
1999
727444
2.88-
2000
685830
5.72-
2001
696089
1.50+
2002
643142
7.61-
2003
702099
9.17+
المصدر: المجموعات الإحصائية السورية لعدة سنوات، المكتب المركزي للإحصاء ـ دمشق.
من خلال الجدول السابق نلاحظ أن أعداد السياح السوريين، بما فيهم المغتربين، والذين نزلوا في الفنادق السورية بمختلف أنواعها ودرجاتها، نلاحظ أن أعدادهم كانت متذبذبة من عام لآخر ولأسباب مختلفة، ولكنها بشكل عام كانت تتجه نحو الانخفاض على طول السلسلة. وهذا مايبيّنه الشكل البياني الآتي:


الشكل رقم (3) تطور أعداد السياح السوريين خلال الفترة 1990-2003

لقد كان متوسط معدل الانخفاض لأعداد السياح السوريين خلال الفترة 1990-2003 يساوي 3.54%. ومن خلال دراسة علاقة الارتباط نجد أن عدد السياح السوريين كان ينخفض بشكل ملحوظ مع تطور الزمن، حيث بلغ معامل الارتباط ، وهي علاقة قوية جداً، وبإجراء الاختبار اللازم على معامل الارتباط تبين أن قيمته ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة  أو ،حيث أن قيمة مؤشر الاختبار تساوي  وبما أن العلاقة عكسية فهذا يعني أن عدد السياح السوريين يتناقص بشكل كبير مع مرور الزمن، و لابد من دراسة الأسباب الكامنة وراء ذلك، ولعل السبب وراء ذلك هو انخفاض الدخل خاصة لدى فئة الموظفين، وكذلك عدم الاهتمام بالسياحة الشعبية.


2-2-3: تطور عدد الليالي السياحية (عرب ـ أجانب ـ سوريون):
        إذا فرضنا أن أعداد السياح تعتبر أول مؤشر اقتصادي على وضع السياحة، فإن أعداد الليالي السياحية التي يقضيها   السياح  أو  القادمون  في الفنادق والمنتجعات تعد مؤشراً هاماً على عائدية الاستثمار السياحي. لندرس تطور أعداد الليالي السياحية التي قضاها السياح في الفنادق السورية من خلال معطيات الجدول الآتي:
الجدول رقم (5) تطور أعداد الليالي السياحية التي قضاها السياح في الفنادق السورية
 (عرب ـ أجانب ـ سوريون) للفترة 1990-2003

السنوات
العرب
الأجانب
السوريون
عدد (شخص)
معدل التزايد السنوي %
عدد (شخص)
معدل التزايد السنوي %
عدد (شخص)
معدل التزايد السنوي %
1990
625151
-
1080624
-
1983366
-
1991
804994
28.7
910321
-15.8
1981508
-0.1
1992
793802
-1.4
1279814
40.6
1848743
-6.7
1993
779923
-1.7
978877
-23.5
1544242
-16.5
1994
674984
-13.5
909083
-7.1
1392736
-9.8
1995
782160
15.9
1042490
14.7
1337458
-4
1996
771684
-1.3
1078991
3.5
1230959
-8
1997
758479
-1.7
1078611
-0.03
1124454
-8.7
1998
806675
6.4
1003385
-7.0
1157568
2.9
1999
804516
-0.3
1040630
3.7
1133142
-2.1
2000
781283
-2.9
1055596
1.4
1081243
-4.6
2001
888204
13.7
1000180
-5.2
1067742
-1.2
2002*
3292629
270.7
3044895
204.4
307513
-71.2
2003**
4564147
30.6
3026087
-0.6
1146622
272.9
المصدر: المجموعات الإحصائية السورية لعدة سنوات، المكتب المركزي للإحصاء ـ دمشق.
* البيانات من مسح السياحة الوافدة لعام 2002.
** البيانات مقدرة من قبل المكتب المركزي للإحصاء بالاستناد إلى مسح السياحة الوافدة لعام 2002.
يمكن أن نعبر عن معطيات الجدول السابق في الشكل البياني التالي:
          

الشكل رقم (4) تطور أعداد الليالي السياحية التي قضاها السياح في الفنادق السورية
(عرب ـ أجانب ـ سوريون) للفترة 1990-2003
من خلال الشكل رقم (5) والجدول رقم (5) يمكننا أن نلاحظ مايلي:
أن جميع الليالي السياحية للفئات كافة (عرب ـ أجانب ـ سوريون) قد تعرضت لتغيرات ملحوظة في عامي 2002-2003 مما يدل على أن الإحصاءات السياحية في سورية غير دقيقة مما جعلها تتعرض لهذه التغيرات عند إجراء المسح الإحصائي للسياحة عام 2002، أو أن المسح الإحصائي الذي تم في عام 2002، كان غير دقيق ونتائجه لم تكن صحيحة، كما أنه قد يعزى السبب في هذا الاختلاف إلى اختلاف مصادر البيانات الواردة في المجموعة الإحصائية، حيث أن مصادر البيانات قبل عام 2002 كانت: وزارة السياحة ـ إدارة الهجرة والجوازات ـ المديرية العامة للمتاحف والآثار ـ مديرية معرض دمشق الدولي ـ المؤسس العامة للسينما. بينما نفذ المسح الإحصائي في عام 2002 من قبل المكتب المركزي للإحصاء بالتعاون مع وزارة السياحة. فإذا مااستثنينا  هذين العامين من السلسلة الزمنية لتطور عدد الليالي الفندقية التي قضاها السياح  (عرب ـ أجانب ـ سوريون) نجد من خلال الجدول رقم (5) والشكل رقم (4) مايلي:
بالنسبة للعرب:
نلاحظ تطور عدد الليالي السياحية التي قضاها العرب في الفنادق السورية بمختلف درجاتها وذلك بشكل عام من عام 1990 حتى عام 2001، فقد كان متوسط التزايد السنوي 3.8%. وبدراسة معامل الارتباط مع الزمن نجد أن قيمته 0.91 وبإجراء اختبار الدلالة الإحصائية لهذا المعامل نجد أن قيمة مؤشر الاختبار  وهذا يعني أن قيمة معامل الارتباط هي ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة  أو وهذه القيمة لمعامل الارتباط تدل على تطور عدد الليالي الفندقية للعرب في الفنادق السورية، وهذا مؤشر جيد على تحسن معدل العائد من الاستثمار السياحي.
بالنسبة للأجانب:
نلاحظ بالنسبة للأجانب أنه مع تذبذب عدد الليالي الفندقية التي قضاها الأجانب في الفنادق السورية بمختلف درجاتها فإنه كان متناقضاً بشكل عام، حيث انخفض العدد من 1080624 ليلة عام 1990 إلى 1000180 ليلة عام 2001، وذلك بمعدل تناقص سنوي متوسط يساوي 7.4%، وهو أعلى من معدل تزايد الليالي الفندقية التي قضاها العرب. وإذا مالاحظنا أن أعداد الليالي للعرب هي أقل من أعداد الليالي للأجانب، وفي بداية السلسلة كانت ليالي الأجانب تقريباً ضعفي الليالي التي قضاها العرب تكون المشكلة أكبر، فإن ذلك يدل على أن السياسة السياحية التي نتبعها في سورية ليست صحيحة وليست فعالة، وهي بدلاً من السعي لزيادة فعالية السياحة في القطر، واكتساب سياح جدد، والحصول على عائد من الليالي السياحية المتزايدة، فإنها لاتحافظ حتى على المستوى الذي وصلنا إليه في التسعينات من القرن الماضي.
بالنسبة للسوريين:
نلاحظ أن السلسلة متناقصة باستمرار فقد كان متوسط معدل الانخفاض السنوي حتى عام 2001 يساوي 4.2%. وهذا يدل على الإهمال الكامل للسياحة الداخلية، بل أيضاً عدم المحافظة على المستوى الذي وصلنا إليه في التسعينات من القرن الماضي. وقد كان ارتباط هذا الانخفاض مع الزمن كبيراً حيث كان معامل الارتباط يساوي 0.93- وهي علاقة قوية جداً، وبإجراء اختبار الدلالة الإحصائية لهذا المعامل نجد أن قيمة مؤشر الاختبار   وهذا يعني أن قيمة معامل الارتباط هي ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة  أو  ، وهذه القيمة لمعامل الارتباط تدل على تراجع عدد الليالي الفندقية للسوريين، مما يشير إلى عدم الاهتمام بالسياحة المحلية.
بشكل عام لقد حدد في خطة اوتام أن يكون لدينا عام 2000 حوالي 22 مليون ليلة سياحية، بينما لو جمعنا إجمالي عدد الليالي التي قضاها العرب والأجانب والسوريون عام 2000 نجدها فقط 2918122 ليلة سياحية، أي أن نسبة الإنجاز كانت فقط 13.3% وهي نسبة ضعيفة جداً وتدل على عدم الاهتمام بهذا القطاع الهام والحيوي من اقتصادنا السوري.

 السياحة والدخل القومي:

إن قطاع السياحة يتفوق على القطاعات الأخرى في مجال التصدير من حيث الاعتمادات الخاصة ببيع المنتجات، وتنويع الصادرات واستقرار حصيلة القطع الأجنبي، الأمر الذي يعطي قطاع السياحة ميزة نسبية كبيرة, هذا فضلاً عن فرص الدول النامية في المنافسة في مجال الصادرات السلعية خاصة بالنسبة للدول التي تمتلك عوامل مرموقة من عوامل الجذب السياحي وتستخدمها استخداماً فعالاً. بالإضافة إلى ذلك فإن الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة يكون بدرجة أقل في السياحة عنه في الصناعات الأخرى، وهذا أمر على درجة من الأهمية في وقتنا الحالي، سيما وأن التغيرات التي تحدث في مجال الإنتاج الصناعي هي تغيرات متسارعة، ولابد من اللحاق بها باستمرار. أما في المجال السياحي فإن معدل التغير يكون بدرجة أقل من الصناعة (بل على العكس، إذ غالباً مانحتاج إلى المحافظة على التراث والأوابد التاريخية بشكلها الأصلي)، وهذا الأمر يناسب الدول النامية بشكل أكبر مما يشجع هذه الدول على استخدام السياحة الدولية كوسيلة لدعم اقتصادها وزيادة دخلها القومي. ومن جهة أخرى فإنه من الثابت عالمياً أن معدل زيادة الإيرادات السياحية يفوق بكثير معدل زيادة الصادرات السلعية.
يعتمد الاقتصاد السوري بالدرجة الأولى على الزراعة التي تؤلف مايقارب 50% من الدخل القومي وأكثر من 80% من الصادرات. وإذا لم تصبح السياحة أكثر أهمية من الزراعة في سورية فإنها على الأقل يجب أن تماثلها في بنيتها وفي أهميتها الاقتصادية والاجتماعية، ذلك لأن سورية تذخر بالآثار والأوابد التاريخية. ولكن وللأسف حتى الآن لاتتم الاستفادة من السياحة كما يجب، وهذا ليس فقط في سورية ولكن في الوطن العربي ككل. إن الوطن العربي يمتلك 40% من آثار وحضارات العالم، ولكن نصيبه من السياحة الدولية لايتجاوز 3.5%. (9)
بيّن المسح الإحصائي للسياحة والذي أجري عام 2002 في سورية أن متوسط إنفاق السائح في الليلة الواحدة في سورية يساوي 1680 ل.س (10) فإذا ضربنا هذا المبلغ بعدد الليالي السياحية التي قضاها السياح في سورية (عرب + أجانب + سوريون) في عام 2000 والبالغة 2913122 ليلة سياحية، نجد أن العائد من السياحة في عام 2000 كان فقط 4894044960 ل.س (طبعاً هذا الدخل محسوب فقط لنزلاء الفنادق والأماكن المأجورة، مستثنى من ذلك الشقق المخصصة للإيجار والشاليهات وغيرها). أن هذا المبلغ كان يشكل فقط 0.6% من الدخل القومي في سورية في عام 2000 والبالغ 820.307 مليار ليرة سورية (11) وهذا ما يشير إلى أن مساهمة السياحة في الدخل القومي هي نسبة ضعيفة جداً، وهذا يجيبنا على تساؤلنا الأخير في الفرضيات.
إذا عدنا إلى خطة أوتام والتي كانت تقضي بأن يكون في سورية عام 2000 حوالي 22 مليون ليلة سياحية، وضربنا عدد الليالي السياحية بمتوسط إنفاق السائح الواحد في اليوم 1680 ل.س نجد أن الدخل المتحقق من السياحة كان يفترض أن يكون 36.960 مليار ليرة سورية، وما تحقق فعلاً عام 2000 كان فقط 13.24% من الخطة، وهي نسبة إنجاز ضعيفة جداً إن لم نقل أننا في سورية لانهتم بالسياحة كمصدر للدخل فهل نحن على صواب؟. الجواب طبعاً بالنفي، ويجب أن نبحث عن الأسباب ونعالجها. فلو أننا نهتم بالسياحة كمصدر للدخل لسكان الدخل المتحقق من السياحة في عام 2000 يشكل تقريبا 4.5% من الدخل القومي.

 النتائج:

سوف نذكر أهم النتائج على الشكل الآتي:
أ ـ أن السياحة في سورية ومن خلال ما وجدناه في هذه الأوراق ماتزال تعيش في حالة من الفوضى والعشوائية وانعدام التخطيط.
ب ـ عدم وجود صناعة سياحية جيدة وكذلك شبه انعدام للاستثمار السياحي الفعال.
ج ـ هناك فرق واضح في مجال السياحة بين الواقع والطموح.
د ـ لايوجد اهتمام في سورية بالسياح السوريين.
هـ ـ أن مساهمة السياحة في الدخل القومي ماتزال مساهمة محدودة جداً.

التوصيات:

1 ـ العمل على وضع خطط استثمارية واضحة في مجال السياحة، ويكون ذلك من خلال وضع إجراءات إدارية وقانونية مبسطة تشجع المستثمرين على الاستثمار في مجال السياحة في سورية.
2 ـ الترويج للسياحة في سورية باستخدام الوسائل الإعلامية والدعائية المتاحة كافة.
3 ـ تقديم التسهيلات كافة للسياح القادمين بدءا من تسهيل دخول السياح إلى البلد، حتى تقديم الخدمات إلى حين خروجهم من البلد مع الاهتمام ليس بعودتهم إلى سورية مرة أخرى، ولكن أيضاً استخدام هؤلاء السياح كوسيلة دعائية لاستقدام سياح آخرين.
4 ـ زيادة الاهتمام بالسياحة الشعبية وتوفير فرص السياحة للأفراد السوريين المقيمين.

وختاماً أن السياحة في سورية يمكن أن تكون مصدر دخل عظيم يمكن الاعتماد عليه في دعم اقتصادنا الوطني، وكذلك أيضاً في دعم المركز القومي لسورية في العالم، وذلك إذا أحسن استخدامها فلماذا لا نستخدمها وننعم بخيراتها؟
على كل فرد في سورية أن يسهم في دعم قطاع السياحة منطلقاً من ذاته لكي ينعم الجميع بما تقدمه من خير وفير.


الهوامش:

1 ـ موقع أنترنيت (مجلة الاستثمار) vestment.comwww.jordanin .
2 ـ موقع أنترنيت (وكالة سانا) www.sana.org.
3 ـ المنظمة العالمية للسياحة، 1993 ـ منشورات الأمم المتحدة، نيويورك.
4 ـ مجلة الاقتصادية ، 2002 ـ العدد 68 , سورية ـ  ص13.
5 ـ كولمينات ـ كلاس  ،  شتاتيكية  ـ ألبرت ، 1991 ـ جغرافية السياحة وقت الفراغ ، الجامعة الأردنية ـ عمان ـ الأردن ـ ص69.
6 ـ دليل سورية السياحي ، 2000 ـ وزارة السياحة ـ سورية.
7 ـ العائدي، عثمان ، 2000 ـ آفاق السياحة في سورية ، ندوة الثلاثاء الاقتصادية ، دمشق ، جمعية العلوم الاقتصادية ، دمشق ـ سورية.
8 ـ المجموعة الإحصائية السورية لعام 2004 ـ المكتب المركزي للإحصاء ـ دمشق ـ سورية ، ص 276 ـ 280.
9 ـ عبد الحق ـ عادل ، 1998 ـ السياحة والآثار في سورية ، وزارة السياحة ـ سورية ، ص36.
10 ـ آغا القلعة ـ سعد الله ، 2003 ـ الدراسة التحليلية لنتائج المسح السياحي الذي أجرته وزارة السياحة في شهر آب 2002 والمقترحات المستندة إليها والمتصلة بالأنشطة السياحية والاستثمار والتسويق والترويج ، وزارة السياحة ـ سورية ـ ص 3-4.       
11 ـ المجموعة الإحصائية السورية لعام 2001 ـ المكتب المركزي للإحصاء ـ سورية ـ ص546.

المراجع:

1 ـ آغا القلعة ـ سعد الله ، 2003 ـ الدراسة التحليلية لنتائج المسح السياحي الذي أجرته وزارة السياحة في شهر آب 2002 ، والمقترحات المستندة إليها والمتصلة بالأنشطة السياحية والاستثمار والتسويق والترويج، وزارة السياحة ـ سورية.
2 ـ دليل سورية السياحي ، 2000 ـ وزارة السياحة ـ سورية.
3 ـ العائدي ـ عثمان، 2000 ـ آفاق السياحة في سورية ، ندوة الثلاثاء الاقتصادية  ، جمعية العلوم الاقتصاديةـ سورية.
4 ـ عبد الحق ـ عادل ، 1998 ـ السياحة والآثار في سورية ، وزارة السياحة، سورية.
5 ـ كولمينات ـ كلاس، شتاتيكية ـ ألبرت ، 1991 ـ جغرافية السياحة وقت الفراغ ، الجامعة الأردنية ـ عمان ـ الأردن.
6 ـ مجلة الاقتصادية ، 2002 ـ العدد 68 ، سورية.
7 ـ المجموعة الإحصائية السورية للأعوام : 2001، 2004 ـ المكتب المركزي للإحصاء ـ سورية.
8 ـ المنظمة العالمية للسياحة، 1993 ـ منشورات الأمم المتحدة، نيويورك.
9ـ موقع أنترنيت (مجلة الاستثمار) vestment.comwww.jordanin .
10 ـ موقع أنترنيت (وكالة سانا) www.sana.org.



*  أستاذ مساعد في قسم الإحصاء – كلية الاقتصاد – جامعة تشرين – اللاذقية – سوريا.
*Associate Professor, Department Of Statistics, Faculty Of  Economics , Tishreen University, Lattakia , Syria.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا