التسميات

الخميس، 12 سبتمبر 2013

التغيير السكاني وأثره في إدارة الموارد الطبيعية في السودان بعد الانفصال...


جمهورية السودان - مركز ركائز المعرفة للدراسات والبحوث - شعبة الزراعة والثروة الحيوانية والمياه


التغيير السكاني وأثره في إدارة الموارد الطبيعية في السودان بعد الانفصال


  
إعداد: م.زراعي/ عمار حسن بشير عبدالله - إدارة الأمن الغذائي - الإدارة العامة للتخطيط والاقتصاد الزراعي - وزارة الزراعة.


إشراف: أ.د. فتحي محمد خليفة .

        الخرطوم - سبتمبر 2011م


  في علمي الجغرافيا والاقتصاد، علينا التفريق بين المصطلحات التالية: المصادر Sources ، وهي تعرف بأنها (معينٌ لثروة كامنة لم يعرف الإنسان أهميتها بعد، ولا كيفية تطويعها واستغلالها لما فيه نفعه، بل ربما لا يكون على علم بوجودها أصلاً). بينما الموارد  Resources هي (عبارة عن مصادر معروفة لثروة اكتشف الانسان أهميتها وتفتق ذهنه عن تطوير أساليب فنية تمكنه من استغلالها لنفعه)، و(الجزء من الموارد الاقتصادية والتي تم إعدادها فعلاً للمساهمة في عملية الإنتاج) تعرف بعوامل الإنتاج  Production Factors. و(الجزء الذي استخدم فعلاً من عوامل الإنتاج في العملية الإنتاجية) يعرف بالمدخلات Incomes. والمدخلات، هي أقصى ما يمكن المشاركة به فعلياً في عملية الإنتاج وهذه لا يمكن أن تتعدى بأي حال من الأحوال حجم العوامل الإنتاجية، وإذا كان حجم هذه المدخلات أقل من حجم عوامل الإنتاج فإن الفرق بينهما يمثل عوامل إنتاج غير مستغلة (في حالة بطالة). 

Incomes < Production Factors:
Production Factors – Incomes = Production Factors Unused.
وأقصى ما يمكن الحصول عليه من العوامل الإنتاجية لا يتعدى الحجم المتاح من الموارد الاقتصادية، وبالتالي فإذا كانت عوامل الإنتاج اقل من الموارد، فإن الفرق بينهما يمثل موارد غير مستغلة (في حالة بطالة).
Production Factors < Resources:
Resources – Production Factors = Resources Unused.
وعليه، يمكن التعبير عما سبق بالمتباينة التالية:
Incomes < Production Factors < Resources < Sources.




رسم بياني يوضح الفرق بين المصدر والمورد وعامل الإنتاج والمدخل
يتعاظم اهتمام معظم دول العالم اليوم بدراستها لمواردها الاقتصادية، فبقدر ما يتاح من موارد لمجتمع ما، يتحدد مستوى الرفاهية الاقتصادية فيه. إن غنى وفقر الدول في وقتنا الحاضر لا يقاس بما تحوزه من موارد اقتصادية متنوعة فحسب، ولكن بمدى مقدرتها على الحفاظ عليها واستغلالها بكفاءة عالية. إن أبرز الأسباب الداعية إلى دراسة الموارد الإقتصادية يتمثل في الآتي:
1.      ندرة هـذه الموارد وتعدد الحاجة إليها،
3.       حماية هـذه الموارد الموارد واستغلالها بالقدر الذي يفي بالمحافظة عليها،
4.       آثار الحروب والنزاعات المحلية المدمرة لأرصدة الموارد.

وللموارد الإقتصادية مصدرين رئيسيين، يوفران كلاً على حدة بعضاً من هذه الموارد، كما إن تفاعلهما معاً يوفر البعض الآخر. فـ (1) الطبيعة وحدها، مصدرٌ لمجموعة من الموارد تعرف بـ (الموارد الطبيعية)، فالأرض (وما عليها وما يحيط بها وما في باطنها مثال على هذه الموارد) التي يمكن (إعدادها) للدخول في دائرة الاستغلال الاقتصادي تعتبر مورداً اقتصادياً، أما ذلك الجزء من الأرض الذي تم إعداده فعلاً للمساهمة في عملية الإنتاج فيعتبر عاملاً انتاجياً والفرق بين ما يمكن إعداده وما تم إعداده فعلاً من الأرض يعتبر مورداً اقتصادياً غير مستغل. بينما يمثل (2) الفرد البشري وحده (الإنسان)، مصدرٌ لمجموعة أخرى من الموارد تعرف بـ (الموارد البشرية)، والتي تشمل جميع السكان (من الأطفال الرضع حتى الشيوخ المسنين) الذين يمكن إعدادهم للدخول فــي دائرة الاستغلال الاقتصادي، يعدون كمورد اقتصادي. أما ذلك الجزء المعد فعلاً للمساهمة في عملية الإنتاج فيعتبر من عوامل الإنتاج. وذلك الجزء الذي يساهم فعلاً في العملية الانتاجية يعتبر مدخلات. تفاعل الطبيعة والإنسان، ينتج عنه نوعٌ جديدٌ ومهمٌ من الموارد يعرف بـ (الموارد المصنعة أو الحضارية)وذلك مثل: البنى التحتية كالطرق، وقنوات الري،...إلخ.

مخطط يوضح المصادر الرئيسة للموارد
المعايير الأساسية لتوصيف الموارد هي:
·         التوزيع الجغرافي:
ومن حيث تقسيم الموارد بهذا المعيار، فهي تصنف إلى أربعة أقسام داخلية هي:
1.      موارد متوافرة في كل مكان، ومثال تلك الموارد غاز الأوكسجين،
2.      موارد موزعة في أماكن متعددة، ومثالها الأراضي الصالحة للزراعة،
3.      موارد موزعة في أماكن محدودة، ومثال تلك الموارد المعادن،
4.      موارد متمركزة في مكان واحد، ومثالها عنصر النيكل في كندا.
·         القدرة على التجدد:
وتقسم الموارد من حيث قدرتها على التجدد إلى:
1.      موارد متجددة Renewable Resources ، ومثال هذا النوع من الموارد: الأشجار والثروة الحيوانية بأنواعهما المختلفة،
2.      موارد غير متجددة Unrenewable Resources، ومثالها: البترول، الفحم والغاز الطبيعي.
·         الأصل:
وتقسم الموارد من حيث أصلها كما قدمنا إلى:
1.      الموارد الطبيعية، ومثالها: سطح الأرض، ما عليه، ما حوله وما بداخله،
2.      الموارد البشرية، وهذه الموارد يمثلها الإنسان،
3.      الموارد المصنعة/الحضارية، وهي تنتج من تفاعل الإنسان مع الطبيعة المحيطة به.

وفي الواقع فإن هذه المعايير الثلاثة ليست مانعة بالتبادل، بمعنى أن الأخذ ببعضها لا يتعارض مع الأخذ بغيره، فضلاً عن أنها تتكامل معاً في توصيف المورد محل البحث. فقد يكون مورد ما، طبيعياً (من حيث أصله)، فانياً (من حيث قدرته على التجدد)، ومتوافراً في أماكن محدودة (من حيث توزيعه الجغرافي) كما هو الحال بالنسبة للبترول مثلاً. ومن هنا يوجد، في رأينا، ثمة تقسيم واحد عريض للموارد هو الذي يميز بينها من حيث الأصل، أما التقسيمات الأخرى فلا تعدو أن تكون مجرد تقسيمات جزئية مشتركة في داخل كل فرع من فروع هذا التقسيم الأساسي.

مخطط سهمي يبين المعايير الأساسية لتوصيف الموارد

الموارد الطبيعية والبشرية والمصنعة:
تعرف الموارد الطبيعية بأنها، (أية أشياء مادية ذات قيمة اقتصادية ليس للإنسان دخل – مباشر- في إيجادها.). ونعني بهـذا النوع من الموارد سطح الأرض وما عليه وما حوله وما بداخله: اليابسة والماء، وما تتميزا به من تضاريس ومناطق مناخية متباينة وثروات معدنية كالحديد والفحم والنحاس والبترول، وكذلك مكونات الغلاف الجوي.
أما الموارد البشرية والتي تعرف بـ (رأس المال البشري)، فتتمثل في حجم ونوعية القوى البشرية المتاحة سواءً كانت عاملةً أو غير ذلك. ولا ينحصر الاهتمام بهذه الموارد في دراسة مشاكل السكان وأعدادهم ومعدل تزايدهم فقط، بل يتركز وينصب حول العوامل المؤثرة في نوعية العنصر البشري. وفيما يخص نوعية العنصر البشري، يمكن التمييز أساساً بين الآتي:
·         النوعية المكتسبة: وهي تمثل مجموعة الصفات والخبرات والمهارات والكفاءة، والتي لايولد الإنسان بها بل يكتسبها عن طريق التعليم والتدريب والرعاية الصحية.
·         النوعية غير المكتسبة (الذاتية): وهي تمثل مجموعة المواهب الخاصة الفنية أو الإبتكارية التي تخص فئةً قليلةً من البشر يولدون بها. وهذه نعم لا يستطيع الإنسان اكتسابها بأي ثمن أو تحت أية ظروف، وإن كان من الممكن تنميتها وصقلها وتهيئة الظروف اللازمة لاستمراريتها وإثرائها.
ودراسة اقتصاديات هذه الموارد، تركز أساساً على نوعية وكمية الموارد البشرية. فمن حيث النوعية تتم دراسة:
·         اقتصاديات التعليم،
·         اقتصاديات الصحة،
تؤثران في نوعية المورد البشري.
·         اقتصاديات الهجرة، وهذه تؤثر في توزيع المورد البشري.
ومن حيث الكمية، فيلزم دراسة: حجم السكان ومعدلات نموهم والمشاكل الناجمة عن ذلك مثل: توفير الغذاء والإسكان والنقل والتي ترتبط جميعها بالحجم المتاح من الموارد الطبيعية والمصنعة والقوى العاملة من ناحية، وحجم الموارد البشرية كمستهلك للإنتاج من ناحية أخرى. ومن حيث التوزيع الجغرافي للموارد البشرية، فالعنصر البشري ليس مورداً متوافراً في كل مكان- أي ليس سلعةً حرة- أي أن هناك مناطق تتمتع بالكثافة السكانية وأخرى تتميز بالخفة السكانية.
أما الموارد المصنعة والتي تعرف بـ (رأس المال المادي)، فهي موارد تنتج عن تفاعل الإنسان مع الطبيعة. ويمكن التمييز بين أشكال الموارد المصنعة، كالآتي:
·         رأس المال المادي: ويشمل، الموارد الطبيعية المستخرجة من الأرض بعد معالجتها صناعياً وتحويلها إلى: معدات وآليات إنتاجية، المنتجات الزراعية التي تدخل كمواد أولية في بعض الصناعات كـ (القمح، القطن، الصوف،...إلخ)، المعالم الأثرية.
·         رأس المال الاجتماعي (البنية الاقتصادية الأساسية): ويشمل، الطرق، الإنشاءات، الجسور، خطوط السكك الحديدية، المجاري المائية التي استحدثها الإنسان.

السودان من دول العالم الغنية بمواردها الاقتصادية المتعددة، ومصادر ثرواتها التي لم تكتشف وتستغل بعد. والموارد بحسبانها مصادر لثروات مكتشفة ومستغلة بأساليب فنية، أضحت مصدراً حقيقياً للنزاعات والحروب الأهلية وغيرها من أجل السيطرة عليها واستخدامها أو السيطرة على مصادرها المغذية لها. وما من نزاع على الثروة في أي بقعة من عالم اليوم، إلا والموارد تمثل حجر زاويته والمؤجج والمشعل لفتيل جذوته، فمعظم هذه النزاعات المحلية والإقليمية والعالمية تأخذ طابع المنافسة على الاستحواز على مصادر الموارد وتسخيرها لنفع أممها وشعوبها. فإذا تمت معالجة أصل المشكل ذا البعد الاقتصادي في المقام الأول، لاستطعنا نزع فتيل كثير من النزاعات والحروب التي أقعدت الانسان وعملت على إساره بقيودها المذلة، ولا يتم ذلك إلا عن طريق التنمية المستمرة والمتوازنة Equivalent Sustainable Development لأطراف القطر الواحد، التنمية التي تضع هدفها الأول تحريك الموارد. أما الموارد العابرة والدولية International Resources التي تتمدد عبر دولتين أو أكثر، فينظر إلى معالجة إشكال استغلالها عبر آليات مشتركة تضمن الحقوق المتكافئة للدول المنتفعة منها، وذلك عن طريق إبرام الإتفاقات الدولية الملزمة والمنظمة لاستغلالها واستخدامها. فحروب اليوم هي حروب من أجل الموارد، كَبُرَتْ أم صَغُرَتْ. إن قوة أي أمة تتمثل في مدى مقدرتها على المحافظة على مصادر مواردها الخاصة والعمل على استغلالها بصورة كاملة و مثلى Full and Optimal Utilization بما يضمن استمرارية عطاءها الحالي وحاجة الأجيال المستقبلة لها، فالخطوة الأولى هي توصيف تلك الموارد على نحو يفترض المعرفة التامة بالإمكانات الوطنية بقاعدة الموارد للعمل على إيجاد السبل الكفيلة بتحريكها واستغلالها.
يتمتع السودان (الموحد) بموارد طبيعية متجددة ومتوفرة في أماكن متعددة منه، مثل: الأراضي المتنوعة والصالحة للزراعة (200مليون فدان/ 85 مليون هكتار، المستغل منها 15% أي 30 مليون فدان، 36 مليون فدان مطري، تعادل 45% من الوطن العربي)، الأشجار والشجيرات والحشائش المشكلة للعديد من الأغطية النباتية الواسعة كالغابات (74,1 مليون هكتار/ 29,6% من مساحة السودان) والمراعي الطبيعية (1.050 مليون هكتار)، الثروة الحيوانية الضخمة والمتنوعة (132 مليون رأس)، الموارد المائية المتعددة في أشكالها وأنواعها كـ: الأنهار (النيل وروافده 25000 كلم2 ، 58.9 مليار متر3 الإيراد السنوي لنهر النيل، 58.9 % من النيل الأزرق) والوديان والبحار (853 كلم) والأحواض الجوفية الضخمة (9.000 مليار متر3، أكثر من 200 ضعف العائد السنوي من النيل) غير المستغلة حتى الآن. وموارد طبيعية غير متجددة ومتوفرة في أماكن محددة كالبترول (احتياطي النفط 6 مليار برميل) والمعادن المختلفة (الذهب، النحاس، الكروم، الرخام، الجرانيت)، وأخرى غير متجددة ومتمركزة في مكان واحد كالمعادن النفيسة (أكبر مخزون عالمي من اليورانيوم عالي النقاوة بدارفور، كميات كبيرة من الفحم الحجري بمنطقة دنقلا). وموارد طبيعية متجددة ومتحركة ودائمة كتنوع وتعدد المناخ وعناصره المتباينة من رياح (جنوبية وجنوبية غربية، والجنوبية الشرقية الرطبة على مستوى سطح الأرض) وأمطار (تصاعدية تتحكم في حركة الفاصل المداري شمالا وجنوبا بين خط الاستواء ومدار السرطان. المتوسط السنوي (<50ملم/ أقصى الشمال، = 1400ملم/ أقصى الجنوب)) وإشعاع شمسي (متوسط المعدل السنوي للإشعاع اليومي:((MJ/M2/day 22.84 - أعلى معدلات الإشعاع في العالم، معدل السطوع الشمسي اليومي:9.2  ساعة- أي 3338 ساعة / السنة) يمكن استغلال كل ذلك في إنتاج أنواع عديدة من الطاقة الطبيعية (وقود الكتلة الإحيائية 67%، المواد البترولية 29.5%، الكهربائية المائية 33%، كهرباء التوليد الحراري67 % - 2005م، مصادر الطاقات المتجددة (طاقة شمسية، طاقة رياح، والمساقط المائية الصغيرة، مصادر المياه الجوفية ... الخ.).
والعنصر البشري في السودان يعتبر مورداً طبيعياً متجدداً وغير متوافر في أي مكان منه، إذ يتركز في تجمعات سكانية (مدن) حول مجاري الأنهار الرئيسة (متوسط كثافة الولايات حول الأنهار الرئيسة 72 نسمة/كلم2) أو بعيداً عنها (متوسط كثافة الولايات البعيدة عن الأنهار 13 نسمة/كلم2)، أو مجموعات متحركة غير مستقرة في مكان واحد كالرحل (2.8 مليون نسمة)، أو يتركز حول المناطق الحضرية ذات الخدمات المتوافرة كـ: (التعليم، الصحة، المياه) (مدينة الخرطوم 7 مليون نسمة).
الكثافة السكانية لولايات السودان (نسمة/كيلومترمربع)
الرقم
الولاية
المساحة
 (كلم2)
عدد السكان
(نسمة)
الكثافة السكانية
(نسمة/كلم2)
العاصمة
1
البحر الأحمر
212,800
1.400.000
7
بورتسودان
2
الجزيرة
25,543
3.796.000
149
ودمدني
3
الخرطوم
25,122
7.118.796
283
الخرطوم
4
الشمالية
348,697
510.569
1
دنقلا
5
نهر النيل
122,000
1.300.000
11
الدامر
6
القضارف
75,263
1.148.262
15
القضارف
7
كسلا
42,282
1.527.214
36
كسلا
8
سنار
40,680
1.400.000
34
سنجة
9
شمال كردفان
190,840
2.353.460
12
الأبيض
10
جنوب كردفان
79,470
1.066.117
13
كادقلي
11
شمال دارفور
290,000
1.600.000
6
الفاشر
12
جنوب دارفور
127,300
2.152.499
17
نيالا
13
غرب دارفور
79,460
2.036.282
26
الجنينة
14
النيل الأبيض
39,701
675.000
17
ربك
15
النيل الأزرق
45,844
600000
13
الدمازين
المصدر: الموسوعة الحرة.

أما مظاهر تفاعل الإنسان مع طبيعته المحلية منتجاً الموارد المصنعة، فيمكن إبرازه بصورة واسعة من خلال: الصناعات المتعددة والمستخدمة للموارد الطبيعية كمواد أولية (الصناعات التحويلية:النسيج ، السكر ، الزيوت (3 مليون طن) / الصناعات التحويلية الحديثة: استخراج الإيثانول (30  مليون لتر ، 2011 م- السودان أول دولة عربية منتجة له، ثاني أكبر بلد في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا) / صناعات خفيفة وثقيلة: تجميع السيارات (جياد)، الطائرات (كرري)، الحديد الصلب)، العديد من المعالم الأثرية الموزعة في مناطق عديدة (أهرامات مروي، أهرامات نوري، مملكة كرمة في شمال السودان). الطرق المختلفة من برية معبدة (4,320  كيلومتر)، نهرية (4,068 كيلومتر)، جوية (116 (2011) مطار)، بحرية تجارية (2 بحري تجاري)، سكك حديدية (5,978 كيلومتر)، الجسور (11 جسر)، المجاري المائية المستحدثة (كقناة جونقلي: 360 كيلو متراً، توفر4 مليارمتر3/سنة) وكثير من مظاهر الإنشاءات الحضرية الأخرى. والموارد المصنعة أو الحضرية، هي موارد تتعرض للإهلاك فهي غير متجددة ذاتياً ويقوم الانسان بصيانتها وتشغيلها، وهي تغطي رقعة جغرافية واسعة من القطر.

 

ثالثاً: توصيف موارد السودان الجنوبي:
يتمتع السودان الجنوبي بموارد طبيعية متجددة ومتوفرة في أماكن متعددة منه، مثل: الأراضي المحدودة والصالحة للزراعة، الأشجار المشكلة للأغطية النباتية الواسعة كالغابات، الثروة الحيوانية الضخمة وغير المستغلة اقتصادياً وإنما تدخل في مظاهر الحياة الاجتماعية للسكان، الموارد المائية كـ: الأنهار. وموارد طبيعية غير متجددة ومتوفرة في أماكن محددة كالبترول والمعادن المختلفة، وأخرى غير متجددة ومتمركزة في مكان واحد كالمعادن النفيسة. وموارد طبيعية متجددة ومتحركة ودائمة كعناصر المناخ من: أمطار  يمكن استغلالها في إنتاج الطاقة الكهرومائية.
والعنصر البشري في السودان الجنوبي يعتبر مورداً طبيعياً متجدداً وغير متوافر في أي مكان منه، إذ يتركز في تجمعات سكانية (مدن) حول مجاري الأنهار الرئيسة أو بعيداً عنها، أو يتركز حول المناطق الحضرية ذات الخدمات المتوافرة كـ: (التعليم، الصحة، المياه).
أما مظاهر تفاعل الإنسان مع طبيعته المحلية منتجاً الموارد المصنعة، فيمكن إبرازه بصورة واسعة من خلال: الصناعات المحدودة والمستخدمة للموارد الطبيعية كمواد أولية. الطرق المختلفة من برية معبدة، نهرية، جوية، سكك حديدية، الجسور، المجاري المائية المستحدثة (قناة جونقلي) وبعض مظاهر الإنشاءات الحضرية الأخرى. والموارد المصنعة أو الحضرية، هي موارد تتعرض للإهلاك فهي غير متجددة ذاتياً ويقوم الانسان بصيانتها وتشغيلها.
أثار انفصال جنوب السودان -  في 9 يوليو 2011م وتسميته : "جمهورية السودان الجنوبي" وفقاً لاتفاقية السلام الشامل لقسمة السلطة والثروة في السودان 2005م، بند تقرير المصير – واقعاً جديداً في توصيف كافة موارد السودان، وذلك بصفة أساسية من حيث أصلها ومقدرتها على التجدد وتوزيعها الجغرافي. مما تتطلب معه إعادة قراءة ابجديات بيانات قاعدة الموارد السودانية بعد الانفصال. والأرض هي أول الموارد الطبيعية المتأثرة بالانفصال والتي تحوي العديد من العناصر الأخرى المكونة، فهي (أم الموارد). يليها العنصر البشري المستعمر لهذه الأرض، وتبعاً لذلك تغيرت الموارد الحضارية – مظاهر تفاعل الانسان مع طبيعته - في السودان. ونركز هنا على التغيرات الحادثة في: الأرض والانسان باعتبارهما الموردين المتأثرين بصورة مباشرة وأساسية بالانفصال.
1.      مورد الأرض:
تبلغ مساحة السودان قبل الانفصال 2,505,813 كلم2، وبذا يدخل ضمن أكبر عشرة أقطار (أكثر من 74 مليون كلم2) على النطاق العالمي محتلاً المرتبة العاشرة عالمياً بنسبة تبلغ 3.4% من مساحة الدول العشر. تسبقه كازاخستان (2,724,900 كلم2).
الترتيب العالمي السابق للسودان من حيث المساحة(كيلومترمربع) 
%
(sq km) Area
Country
No.
23.08669
17,098,242
Russia
1
13.48168
9,984,670
Canada
2
13.26835
9,826,675
United States
3
12.95818
9,596,961
China
4
11.49711
8,514,877
Brazil
5
10.45249
7,741,220
Australia
6
4.438587
3,287,263
India
7
3.754202
2,780,400
Argentina
8
3.679263
Kazakhstan
9
3.383444
2,505,813
Sudan
10
100
74,061,021
Total
المصدر: كتاب حقائق العالم- وكالة الإستخبارات المركزية.
بينما تبلغ مساحة دولة الجنوب السوداني حوالي 630,745 كلم2 أي ما يعادل ربع مساحة السودان. وهي مجموع الولايات الجنوبية العشر وأكبرها ولاية جونقلي 19.4% (ولاية المياه)، وتأتي ولاية الوحدة 5.7% (ولاية البترول) في المرتبة السابعة بين ولايات الدولة الوليدة.
مساحة ولايات دولة السودان الجنوبي(كيلومترمربع)
م.
الولاية
المساحة  كلم مربع
النسبة المئوية (%)
1
جونقلي
122479
19.41815
2
غ. بحر الغزال
93900
14.88716
3
ق. الإستوائية
82542
13.08643
4
غ. الإستوائية
79319
12.57545
5
أعالي النيل
77773
12.33034
6
البحيرات
40235
6.378965
7
الوحدة
35956
5.70056
8
بحر الجبل
33956
5.383475
9
ش. بحر الغزال
33558
5.320375
10
واراب
31027
4.919104
المجموع
100
المصدر: بوابة الاقتصاد السوداني.
بعد الانفصال، أصبحت مساحة الأرض السودانية 1,875,068 كلم2، أي تراجع الترتيب العالمي للسودان إلى المرتبة السادسة عشرة (16)، تسبقه دولة أندونيسيا(1,904,569كلم2)، وتليه الجماهيرية العربية الليبية (1,759,540كلم2). الجزائر احتلت صدارة الدول الإفريقية والعربية في المرتبة العاشرة عالمياً (2,381,741 كلم2)، بينما تراجع السودان إلى المرتبة الثالثة عربياً بعد المملكة العربية السعودية (2,149,690كلم2) صاحبة المرتبة الثالثة عشرة (13) عالمياً. بينما تحتل دولة السودان الجنوبي الوليدة المرتبة رقم (42) عالمياً.
يظهر جلياً أنحسار المد العربي في العمق الإفريقي، عقب تحرك حدود السودان الجنوبية شمالاً بعد الانفصال. مما استدعى ولايات النيل الأزرق، النيل الأبيض، جنوب كردفان وجنوب دارفور لتُكَون الأجزاء الجنوبية الجديدة للسودان وتمثل حدوده الدولية، ولتصبح – لما تتميز به من غنىً في مواردها الطبيعية – منطقةً للتداخل والتعايش السلمي بين المجموعات السكانية المستخدمة لموارد الأرض على طرفي الحدود. وبتحرك حدود السودان الدولية شمالاً، يكون فقد جوار: كينيا، أوغندة، الكنغو ليتراجع ويصبح دولةً تُحَادد سبع دول، بدلاً عن تسع عربية وإفريقية (6,751 كلم). مما يؤكد تراجع السودان جغرافياً عن محيطه الأفريقي.



حدود السودان الدولية بعد الانفصال(كيلومترمتر)
Rank
Percentage (%)
klm
Country
NO.
7
2.592209
175
Central African Republic
1
2
20.14516
1,360
Chad
2
3
18.88609
1,275
Egypt
3
5
8.961635
605
Eritrea
4
4
11.39091
769
Ethiopia
5
6
5.673234
383
Libya
6
1
32.35076
2,184
South Sudan
7

100
Total
2.      المورد البشري:
يبلغ تعداد سكان السودان قبل الانفصال 38,204,960 نسمة محتلاً المرتبة (35) عالمياًً، وبكثافة مطلقة تبلغ (15نسمة/كلم2). وبانفصال ما يعادل خُمْسْ (20%) سكانه، أي 7,700,795 نسمة - سكان دولة السودان الجنوبي - يصبح سكان السودان 30,504,165 نسمة، بكثافة مطلقة (16نسمة/كلم2) ويتراجع إلى المرتبة (39) عالمياً.
ملامح التغيير في المورد البشري في السودان(نسمة)
SUDAN
NORTHERN SUDAN
SOUTHERN SUDAN
(%)
00  -  04
5,797,694
4,535,105
1,262,589
21.77
05  -  09
5,735,808
4,476,542
1,259,266
21.95
10  -  14
4,955,546
3,939,866
1,015,680
20.49
15  -  19
4,066,624
3,239,398
827,226
20.34
20  -  24
3,396,486
2,729,791
666,695
19.62
25  -  29
2,983,456
2,367,946
615,510
20.63
30  -  34
2,397,095
1,921,320
475,775
19.84
35  -  39
2,236,681
1,809,339
427,342
19.10
40  -  44
1,711,234
1,404,828
306,406
17.90
45  -  49
1,264,822
1,013,025
251,797
19.90
50  -  54
1,065,568
885,371
180,197
16.91
55  -  59
619,436
507,530
111,906
18.06
60  -  64
675,818
569,602
106,216
15.71
65  -  69
388,365
320,732
67,633
17.41
70  -  74
408,061
353,597
54,464
13.34
75 +
502,267
430,174
72,093
14.35
TOTAL
38,204,960
20.15

حركة السكان جنوباً – تأثراً بالواقع الجديد لمورد الأرض- أضفت قراءةً جديدةً للنسيج البشري في كلتا الدولتين. فنلاحظ ارتفاع نسبة التحضر في السودان – سكان الحضر- من (30%) لتصبح (33%)، وانخفاض نسبة سكان الريف السوداني من (63%) إلى (58%)، وارتفعت كذلك نسبة الرحل من (7%) لتصل (9.11%). بينما الصفة الغالبة والسائدة والتي يمكن إطلاقها بارتياح وتَقَبُلْ على سكان السودان الجنوبي، أنهم ريفيون بنسبة تصل إلى (82%) مقابل (18%) فقط هم من يسكنون الحضر.
النسيج البشري والواقع الجديد لمورد الأرض(نسمة)
%
SOUTH
%
NORTH
%
SUDAN
18
1,349,827
33
10,038,520
30
11,388,346
URBAN
82
6,350,968
58
17,686,899
63
24,037,866
RURAL
0
-
9.11
2,778,747
7
2,778,747
NOMAD
100
7,700,795
100
30,504,166
100
38,204,959
TOTAL

إن إدارة الموارد الطبيعية في السودان وانطلاقاً من الواقع الجديد وتغير قراءاته ومعطيات وأبجديات هذه الموارد، يتطلب دراسةً عميقةً لاستقصاء جوانب ومكونات هذا الواقع، ولنضع على ضوء ذلك سياسات واضحة ورشيدة ونافذة في سبيل الاستغلال الأمثل لكافة مواردنا الطبيعية المتاحة وادخالها دائرة الانتاج كعناصر إنتاجية، ونستخدمها فعلاً كمدخلات للإنتاج. ولا يقل بحال عما ذكرنا أهميةً، محاولة سبر ومعرفة مصادر ثرواتنا الكامنة والتي لم نصل إليها بعد وندخلها دائرة الموارد الطبيعية. كل ذلك يتطلب أجهزةً تنفيذية راشدة وواعية تدرك تماماً الدور الذي ينتظرها و تضع نصب أعينها وبرامجها، إنفاذ الخطة المرسومة بكل دقة وأمانة وصولاً لاستخدام وإدارة رشيدة لمواردنا الطبيعية في السودان.
يمكن القول إن إدارة الموارد الطبيعية بعد إكمال بياناتها الجديدة والمحدثة، ترتكز خططها بصورة أساسية على هذه العوامل:
وقبل ذلك تعتمد في المقام الأول والأهم على:
يجب أن يأخذ المخطط فيما يضعه من خطط إدارة الموارد، تَجَدُدَهَا من عدمه مقروناً بتوزيعها المكاني الجغرافي على نطاق القطر. فتعمد هذه الخطط على التركيز على الموارد الطبيعية المتجددة أولاً لتعمل على استغلالها بصورة كاملة ومثلى دون إهدار أو تبذير فيها، والمحافظة على بيئتها التي هي عليها سليمةً نقيةً من التلوث ليستمر عطاؤها نظيفاً مفيداً للإنسان.
أما تلكم الموارد الطبيعية غير المتجددة – الناضبة – كالبترول والمعادن مثلاً، فأبرز ما يميزها أن لها ما يعرف بـ "المخزونات الطبيعية Natural Reserve" أي: (ما تحتويه هذه الطبيعة وما أودع فيها من الموارد بكميات محددة ومحصورة). استخدامنا لهذا النوع من الموارد الناضبة يجب ألا يزيد عن طاقة مخزوناتها الطبيعية، لأنه حينها سوف ينضب المورد وينته ويزول. كذلك علينا مراعاة حق الأجيال المستقبلة للاستفادة من هذا النوع من الموارد، وذلك بتخطيط استخدامنا واستغلالنا لها عبر الزمن لنحفظ لأجيالنا اللاحقة حقها فيما أودعته الطبيعة. ومن استراتيجيات المحافظة على هذا النوع من الموارد، عدم المسارعة إليها واستخدامها والضغط عليها، وذلك بالعمل على استخدام وإحلال البدائل الحيوية مكانها. مثال ذلك استخدام الوقود الأحيائي (منتج من مورد طبيعي متجدد) مكان البترول (منتج من مورد طبيعي ناضب)، لما في ذلك أيضاً من جوانب أخرى مصاحبة وحميدة كالمحافظة على البيئة سليمة غير ملوثة.
     
سادساً: مصادر ومراجع البحث:
  • أنواع الموارد – شبكة الأنباء المعلوماتية.
  • بوابة الاقتصاد السوداني.
  • الجهاز المركزي للإحصاء- الأمانة العامة لمجلس الورزاء – حكومة السودان- تعداد السكان والمساكن الخامس 2008م.
  • كتاب حقائق العالمWorld Factbook - وكالة الإستخبارات الأمريكية.
  • الموسوعة الحرة.
  • موسوعة السودان الرقمية.
  • الهيئة العامة للإرصاد الجوية السودانية.
  • ورقة عمل حول تجربة السودان فى مجال جمع وتحليل إحصاءات الطاقة، عبد الرحمن النور محمد، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا - اجتماع فريق الخبراء بشان جمع وتحليل إحصاءات ومؤشرات الطاقة، بيروت - مارس 2009م.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا