تحليل جغرافي للروابط
الصناعية والمكانية لمجمع الصناعات البتروكيماوية
في محافظة البصرة –جمهورية العراق
بحث مقدم الى المؤتمر العربي الخامس
للمعلومات الصناعية والشبكات والمعرض المصاحب له ضمن محور المعلومات الصناعية والشبكات ونظم المعلومات الجغرافية GIS والعلاقة
الترابطية بينها
تأليف - د.محمد يوسف حاجم - استاذ جغرافية التنمية الصناعية - جامعة ديالى –كلية التربية الاصمعي - رئيس قسم الجغرافية :
Mobi 00964-790-2309075
المقـدمــة :
تعد
الصناعة من الانشطة المهمة التي تمتلك حرية ومرونة في الانتقال الى الحيز الجغرافي
وتحقيق التنمية المنشودة. اذ تعتمد هذه المرونة الديناميكية على مرتكزات اقتصادية
نبحث لتحقيقها من خلال تصور سبب ظهور الانماط الاقليمية للصناعة من حيث تركزها او
تشتتها في المجال الجغرافي الذي تتحرك فيه عوامل الانتاج لرسم الخريطة الاقتصادية
لتنمية المكان. فهناك عوامل موقعية تدفع الى التكتل الصناعي منها جذب الصناعات
لبعضها البعض الاخر، فضلاً عن ذلك هنالك مجموعة من الفوائد تجنيها الصناعة من
مصادر الطاقة والمادة الخام والعمالة والتي تتوفر في ذلك المكان في الغالب، وقد
يكون مصنع ما من مصانع المنطقة يمثل مادة خام للمصنع الثاني، كذلك تنشأ عدة صناعات
في الموقع الصناعي الى جوار صناعات قائمة اخرى، مما يؤدي الى خلق نوع من التربط
الصناعي (Industrral Linkage) وكلما زاد جذب الصناعة لبعضها البعض
ازداد الطلب على السلع الاستهلاكية، فما يتطلب جذب صناعات جديدة اخرى الى الموقع
الصناعي نفسه او بتاسيسها بالقرب منهُ .. وهذا الامر يخلق قطباً صناعياً في المكان
المراد تنميته.
هدف
البحث
هو دراسة تحليلية وجغرافية لاحد
الصناعات المهمة في محافظة البصرة، هي الصناعات البتروكيماوية كصناعة اساسية
ومغذية لعدة مجالات ومجمعات صناعية في المنطقة او خارجها. اذ تتميز الصاعات
البتروكيماوية بانها تتكامل مع بعضها في العمليات الانتاجية التي تقوم باستخدام
ومبادلة المواد الاولية فيما بينها بعمليات صناعية معقدة ومتتالية فهي تمثل احدى الصناعات
التحويلية الاكثر استفادة من غيرها في تفعيل مصانعها المتكاملة لتقليل كلف انتاج
السلع الصناعية وتحقيق وفورات اقتصادية كبيرة، فضلاً عن كونها من الصناعات التي
ترتبط مع بعضها البعض بروابط الاستفادة من خدمات معينة، فتمثل مصانعها او المصانع
التي تحتاجها الى التوطن مجاورة لها وذلك لتحقيق مزايا الاقتصاد بكلفة النقل
والاتصال والخدمات وسهولة الحصول على المواد الاولية، فضلاً عن امكانية التسويق
والانتاج، مما يحقق تواجدها تنمية صناعية ومكانية في الاقليم.
مشكلة
البحث
تذهب مشكلة البحث الى طرح التساؤل الاتي
:
ما هو دور العلاقات المكانية في توطن
الصناعات البتروكيماوية في محافظة البصرة؟ وهل ترتبط هذه الصناعات بعلاقات تنموية
محلية واقليمية في مناطق صناعية قريبة ام بعيدة عن موقع المصنع، بحيث جعلها تستمر
وتنجح بدورها كصناعات اساسية ومغذية ومساندة لصناعات اخرى؟
فرضية
البحث
اختار الباحث فرضية متجهة تستند على
حقيقة تلمس فيها بعض الاسباب التي دفعت هذه الصناعة ان تتوطن في محافظة البصرة،
فلكي تستمر الصناعة وتنمو وتتطور، فلابد ان يكون هناك اهمية للعلاقات والروابط
المختلفة في المنطقة التي تمارس فيها الصناعة لنشاطها، والا تعرضت الصناعة الى
الفشل لاقتصادي. اذ ان اختيار موقع المشروع الصناعي للبتروكيماويات يعد سليماً
لشروط اختيار الموقع الجغرافي، من خلال الدلالات المكانية التي يرتبط بها هذا
المجمع مع الفعاليات الاقتصادية للمجمعات لمجاورة له، اذ تتميز الصناعات
البتروكيماوية باثار الدفع الامامي والخلفي (Back Ward
and Forward Linkage Effect) فيؤدي توسع هذه الصناعات الدافعة الى
تطور الصناعة المنتجة للمستخدم فيها (Input) نحو التوسع، وكذلك يؤدي الى توسع الصناعات
المستخدمة لانتاجها (output)، وهذا ما سنلاحظه في ثنايا هذ البحث الذي
يصب في صميم البتروكيماويات وروابطها الصناعية والمكانية جغرافياً.
قاعدة
البيانات واسلوب البحث
اعتمد البحث على جانبين : الاول نظري
يعطي تاثير طبيعة النشاط الصناعي وحجمه في المتطلبات الموقعية للمشروع الصناعي
الذي اعتمد على بعض الدراسات الجغرافية والتخطيطية، والثاني تطبيقي، حيث تناول
مجمع الصناعات البتروكيماوية في الفحص والتحليل المكاني والاقتصاي معتمداً
على استقصاء بعض الحقائق اللازمة التي
تناولت القطاع لصناعي في المحافظة في عام 2009.
اما اسلوب البحث فقد اعتمد الباحث
المنهج الوصفي والوظيفي معتمداً على المصفوفات والخرائط الموضعية لغرض حل المشكلة
واثبات فرضيات البحث. فقد اشار احد الباحثين في مجال هذا الاسلوب من الدراسة وهو
شاترجي عام (1977) ان الحيز الجغرافي يجب ان يعالج عن طريق التكامل الصناعي
والارتباط للفعاليات (Integrals) وليس عن طريق الجمع (Summations)
للظاهرة قيد الدراسة، مما يعطي ذلك صورة دقيقة عن اهمية توطن المشروع وارتباطه
المكاني في ضوء علاقاته الترابطية مع الصناعات الاخرى في ظل تنمية المكان
اقتصادياً (1). فضلا عن استخدام نظم المعلومات الجغرافية في مجال اعداد
الخرائط
المبحث الاول
الاطار النظري للدراسة
تأثير طبيعة النشاط الصناعي التحويلي
وحجمه في المتطلبات الموقعية بالتوطن :
1-1 طبيعة النشاط الصناعي وحجمه :
تعد الصناعة من
الانشطة المهمة التي تمتلك حرية ومرونة الانتقال في الحيز الجغرافي "More
Flcxibility in Geographical Space"(2). وهذه المرونة الديناميكية
تعتمد على مرتكزات اقتصادية نبحث لتحقيقها من خلال اختيارها الصناعة التقليدية
"Traditional Industry" في مراحلها المبكرة المتوجهة
لاشباع حاجات رئيسية، وتركز على السلع الصناعية الاستهلاكية المعتمدة على مواد
اولية زراعية او تعدينية، أسساً تتمثل بالحصول على عناصر الانتاج كمواد الخام
"Raw Matcrials" والطاقة "Energy"
والايدي العاملة ونقلها الى موقع "Industrial
Ioctation" ومن ثم تغيير شكل المادة الخام في المصنع الى سلع صناعية
وتسويقها(3).
وبشكل عام يشمل
النشاط الصناعي على الصناعات الاستخراجية المتمثلة بالتعدين والصناعات التحويلية
التي ترتبط بتعديل انماط الانتاج لتحويل الصناعات الخفيفة الى صناعات ثقيلة معتمدة
على استثمار روؤس الاموال والخبرة الفنية والعملية وتقسيم العمل والانتاج (4).
وترتبط بطبيعة
الصناعة مميزات متمثلة بأن الصناعة "Modren
Industry" ذات مستوى تقني ودرجة عالية من التخصص وتعميق للروابط
الداخلية واعداد الكوادر وتنظيم للعمل ينسجم مع مستوى التكنولوجيا المستخدمة في
الانتاج. وعلى اية حال يختلف النشاط الصناعي بطبيعة عملياته الانتاجية ومستوى
استخدامه للتقنيات وتنظيم الانتاج والعمل عن الانشطة الاقتصادية الاخرى وحسب
اختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بملكية وسائل الانتاج وعلاقات
الانتاج التي تنجم عن هذه الملكية.
وللنشاط الصناعي
خصوصية تميزه عن قطاعات الانتاج الاخرى تتمثل بقدرة فروع نشاطاتها من خلق تشابكات
قطاعية تمثل علاقات متبادلة مع فروع الاقتصاد من اجل تطورها(5).وتعد
الصناعات التحويلية من الانشطة الاقتصادية الاكثر قدرة على قيادة عمليات التراكم
الرأسمالي ويعد النشاط القائد للنشاطات الاقتصاد الاخرى(6) "Industrial
Sector as Leading Sector Whole" دور بارز في مجمل عملية التنمية
الاقتصادية وتستمد اهميتها من كونها تؤثر في معدلات النمو والبنية الاقتصادية
والاجتماعية وتستمد اهميتها من كونها تؤثر في معدلات النمو والبنية الاقتصادية
والاجتماعية والعمرانية للمنطقة او للاقليم (7).
ونظراً للدور البارز
لهذا النشاط وتاثيراته في الحيز المكاني للمدينة والمناطق المحيطة بها فقد يتطلب
التخطيط الكفء لفعالياته وحسب طبيعته وحجمه في مجال اختيار المكان المناسب لتوطنه.
اذ اظهرت تجربة
التصنيع في بلدان العالم ان النشاطات الصناعية تؤثر بشكل اساسي في الهيكل المكاني
للمناطق ولاسيما في مجال توزيع السكان وظهور المدن الصناعية (الكبيرة) وما ينجم
عنها من تأثيرات سلبية على البيئة مما يضعف الاثر الايجابي لهذه الاستثمارات(8).
وعليه فان التوقيع
المكاني للانشطة الصناعية وتوزيعها بشكل يتوافق مع متطلباتها الموقعية والمقومات
الجغرافية للمنطقة سيؤدي الى ازالة الفوارق بين الريف والمدينة وتقلص ظاهرة التركز
في الاستثمار الصناعي في المدن وبالتالي تتحكم في احجام ونمو المدن الكبيرة من
خلال التوقيع الامثل للانشطة الصناعية(9). والذي يستعبد بروز المدينة
الطاغية "Primate City" التي تعد احد نتائج النمو غير
المتوازن "Unbalanced growth" في عملية التنمية المكانية(10).
1-2 متطلبات النشاط
الصناعي الموقعية
ان اختيار المكان
للنشاط الصناعي قد يكون السبب الرئيسي في نجاحه او فشله، اما كيفية الاختيار فذو
اهمية بالغة ليس فقط بالنسبة لصاحب المنشأة الصناعية بل للقطاعات الاخرى التجارية
والصناعية وقطاع الخدمات.
وهنالك ثلاثة حقائق
تفسر نمط التوزيع المكاني للانشطة الصناعية وترتبط ارتباطاً وثيقاً بابعادها
المكانية :
أولاً:
معرفة مكونات الصناعة وتحديدها في المناطق للمراحل الماضية والحالية ومعرفة
التأتيرات المتوقعة في مكونات الهيكل الصناعي مستقبلاً.
ثانياً:
معرفة الاسباب الرئيسية التي تقف وراء التغير في اعادة التوقيع الصناعي.
ثالثاً: تحديد مواقع
ملائمة للنشاط الصناعي ضمن الاقليم او المنطقة واجراء تحليلات للاثار المترتبة من
جراء توقيع صناعات جديدة او توسع الصناعة القائمة وما هي الآثار المترتبة على
الاقليم او المنطقة(11).
وتختلف انماط التوزيع
المكاني للانشطة الصناعية حسب توفر متطلباتها الموضعية التنموية والموارد لقيام
النشاط الصناعي وحسب طبيعته وحجمه وقد يتخذ التوزيع المكاني للنشاط الصناعي
انماطاً واشكالاً مرتبطة بعوامل وعناصر متمثلة بما يلي :
1.
وفرة المواد
الاوليةوالتي تلعب دوراً مهماً في عمليات التوطن المكاني لعدد من الصناعات التي
ترتفع فيها تكاليف الحصول على مدخلاتها من المواد الاولية بحيث يصبح توطنها
محكوماً بتكاليف النقل للمواد الخام الكبيرة الحجم.
2.
حجم السوق: الذي يعد
مركزاً فيه قوى العرض والطلب ويعد ايضاً العنصر الاساسي لجذب الكثير من الصناعات
"Pull of the marker" وتحتل المدن الكبرى اسواقاً رئيسية
تجذب اليها كثيراً من الصناعات التي تنتشر في ضواحي المدن وعند اطرافها وفي مناطق
خارجية (المناطق المحيطة بها) حيث الاراضي الواسعة الرخيصة والاقل اكتظاظاً والتي
تسهل عملية استخدام طرق النقل والمواصلات، ومستفيدة من سعة الارض في انشاء
مؤسساتها الصناعية ولخزن المواد الاولية والتوسع المستقبلي(12).
ويتخذ نمط التوزيع
المكاني للنشاط الصناعي اشكالاً عدة، ضمن التركيب الداخلي للمدينة والمناطق
المحيطة بها.
فقد يأخذ الشكل
الشبكي داخل المدينة او يمتد بشكل انطقة صناعية بين المدن الكبرى او امتداداً مع
محاور مجاري الانهار او طرق النقل.
كما يوجد نمط للتوزيع
المكاني للنشاط الصناعي على شكل تركز عنقودي "Cluster
Concentration" او تكون على شكل مجمعات صناعية "Industrial
Complex" ضمن مناطق محددة، او مناطق للتكتل الصناعي "Industrail
Agglomcration" .
ويرتبط التوطن
الصناعي من خلال التوزيع المكاني بالنشاط الصناعي بعلاقة مفادها ان التخصص في
انتاج نوع معين من الصناعات ضمن منطقة او اقليم محدد ويأتي ذلك في ضوء متطلباتها
الموقعية الاساسية ولا سيما وفرة مستلزمات الانتاج فضلاً عن العوامل الاخرى. منها
عامل التنوع في الانتاج الصناعي من خلال وجود عدد من الانشطة في منطقة واحدة او
اقليم واحد ويلعب فيها عامل السوق والنقل دوراً مهماً في توجيه نوع الانتاج
الصناعي اكثر مما يلعبه عامل المادة الاولية في التوطن الصناعي لتوقيع النشاط(13).
وللنشاط الصناعي دور
حاسم في التغيرات الهيكلية في الحيز المكاني للمنطقة من خلال طبيعة التأثيرات
المحلية المباشرة للنشاط الصناعي التحويلي والتأتير الاقتصادي على نطاق الاقليم من
جهة، وعلى النطاق القومي من جهة اخرى.
اذ تؤثر في الاقتصاد
الاقليمي من خلال تأثيرها في التغيرات الهيكلية للانتاج والعمل والدخل المتحقق،
وهذا التأثير يظهر بسبب تشغيل المشروع من خلال حجم السلع المنتجة والاجور والرواتب المدفوعة للعاملين
والفائض المتحقق من العمليات الانتاجية(14). وان تحليل دور النشاط
الصناعي في التغيرات الهيكلية والبنية الاقتصادية في الحيز المكاني للمنطقة تستهدف
التركيز على الصناعات ذات الطبيعة والحجم والتي تتوافق مع المتطلبات الموقعية التي
تديم انتاجها وتعززه ليكون لها القدرة الكبيرة في احداث التغيرات ضمن المنطقة التي
توطنت فيها، وكذلك الحصول على توقعات مستقبلية حول العمالة والسكان في الانشطة
الاقتصادية الاخرى(15).
وفي تقرير اعد من قبل
لجنة التنمية الصناعية التابعة للامم المتحدة، برز دور النشاط الصناعي كعامل حاسم
"Decisive Element" في التأثير على البينة المكانية. اذ
ان عملية التطور الاقتصادي وتنويعه يأتي عبر اساليب تقنية، مما يميز الهيكل
الاقتصادي لاي منطقة هو وجود نشاط ديناميكي للصناعة التحويلية لتحقيق انتاج السلع
الرأسمالية او الاستهلاكية او كلاهما مما يحقق تقدماً للاقتصاد ككل(16).
واما وصف النشاط الصناعي بالعنصر الحاسم "Decisive
Element" من خلال احداث التغيرات السريعة في هيكل الاقتصاد عن طريق
الترابطات التي يخلقها بفروع النشاط الاقتصادي الاخرى التي تعد الاساس في النمو
الاقتصادي(17).
اذن من خلال
العلاقةبين طبيعة وحجم النشاط والصناعي والمتطلبات الموقعية، يتوضح ان لكل نشاط
صناعي متطلبات خاصة لتوطنه، وذلك يعتمد على طبيعة العمليات الانتاجية والمواد
الاولية والتوسع المستقبلي الذي يحتاجه النشاط الصناعي، اضافة الى عامل النقل الذي
يلعب دوراً اكبر في تخفيض كلف الانتاج وكذلك حجم السوق الذي يكون الركيزة الاساسية
لاحتواء المنتجات الصناعية .. وهذا ما سنلاحظه في الاطار التطبيقي من البحث.
1-3 المعلومات الصناعية والشبكات ونظم المعلومات
الجغرافية GIS)) والعلاقة الترابطية
بينها.
المبحث الثاني
مجمع الصناعات البتروكيماوية في محافظة
البصرة
2-1 مدخل عن تأسيس
المجمع وموقعه الجغرافي في المحافظة
انشأ مجمع
البتروكيماويات رقم (1) بتأريخ 24/2/1976 من قبل شركة لومس(18) تيس
الامريكية (Lanmus Thyssen Uointventrute) بمبلغ 328 ملون دينار عراقي لطاقة انتاجية
مقدارها (190) الف طن حبيبات بلاستيكية سنوياً. يقع المجمع جنوب مدينة الزبير وعلى
بعد حوالي 28كم غرب مدينة البصرة وهو يقع شمال غرب ميناء ام قصر بحدود 40كم
تقربياً (انظر الخارطة 1).
وقد انشأ المجمع في
المحافظة على الغاز الطبيعي المتوفر بكميات كبيرة في حقول محافظة البصرة الخالي من
كبريتيد الهيدروجين، والذي يستخلص منه غاز الميثان والايثان والبروبان، اللذان
يدخلان في العملية الانتاجية، فموقع المجمع في مكانه الحالي استفاد كثيراً من قربه
لمصانع غاز الجنوب التي تؤمن له احتياجاته من الغاز السائل والجاف، وهو المادة
الرئيسية في العملية الانتاجية كما سبق ذكره. حيث بدأ الانتاج لهذا المجمع بتأريخ
1979، وبشكل تجريبي وتوقف لعدة مرات سبب الحرب العراقية الايرانية، ولكن بدأ العمل
بكل طاقته في آب /1991(19).بعدها تعرض الى التخريب بعد الاحتلال
الاميكي للعراق ومن بعد ذلك تم استئناف العمل به بعد عام
2-2 البنية الداخلية
للمجمع الصناعي وطبيعة منتجاته التحويلية :-
يتكون المجمع من المصانع والاقسام
الاتية والتي سوف نوجز عنها بما ياتي لاهميتها :-
1. مصنع الاثيلين : تبلغ
طاقتهُ الانتاجية (130000 ) طن سنوياً ، ويتم استلام الغاز السائل والجاف فيهِ الى
وحدة استلام الغاز بطاقة 120 طن/ ساعة ، حيث يتم فيهِ فصل الميثان عن غاز
النتروجين ، حيث يستخدم الميثان كوقود لمنظومة التشغيل، فيمر بعد ذلك بمراحل
متعددة ومعقدة في افران خاصة تعمل على تكسير المواد الغازية حرارياً ، بعدها يرسل
الى خزانات سعتها 400طن الى مصانع المجمع ، اما الغازات الثقيلة الاخرى فتعاد
لمصانع التسييل للغاز السائل .
2. مصنع بولي اثلين واطئ
الكثافة ، حيث تبلغ طاقتهُ الانتاجية 60000طن / سنوياً حيث يتم بلمرة مادة الاثلين
في مفاعلات خاصة لانتاج حبيبات بلاستيكية يستعمل لانتاج الاغطية البلاستيكية
والاكياس .
3. مصنع بولي اثلين عالي
الكثافة : تبلغ طاقتهُ الانتاجية 30000طن / سنوياً حيث ينتج في نهاية عمليات
التصنيع المعقدة مادة تسمى مسحوق ( Fulf ) يتم تحسين هذا المسحوق بعد اضافة
موادكيمياوية لتحويلهُ الى حبيبات صناعية تستعمل في انتاج الاوعية ذات الجودة
العالية ( خزانات الماء الكبيرة ) وقناني المنظفات والكيمياويات الصناعية ،
وانابيب البلاستك ذات الضغط العالي ، وصاناديق البلاستك متينة وقناني صغيرة
واكياس محاكة (20).
4. مصنع بولي فينل
كلورايد الاحادي : تبلغ طاقتهُ الانتاجية 66000 طن / سنوياً، وينتج سائل خاص
بالمنظفات يسمى VCMوهو من السوائل الكيمياوية المهمة في
مجالات الحياة المختلفة المنزلية والصناعية
5. مصنع بولي فنيل
كلورايد : تبلغ طاقتهُ الانتاجية 6000 طن / سنوياً ، حيث ينتج مواد بلاستيكية
تستعمل في انابيب التأسيس الكهربائي ، وفرش ارضية ، وكعوب احذية ومقاطع القناني ،
وصفائح مرنة ، ورقائق (21) .
6. مصنع الكلور والصودا
الكاوية وحامض الهيدروكلوريك : تبلغ طاقتهُ الانتاجية للمصنع من حامض الكلور
السائل 42000 طن / سنوياً ، والصودا الكاوية 84000 طن /سنوياً ، وحامض الهيدوكلوريك 60000 طن
/سنوياً وهذه الموادتستعمل في مجالات مختلفة كصناعة الورق والاسمدة والادوية
ومحطات الكهرباء ، فضلاً عن محطات تصفية المياه والزيوت النباتية والصابون الحرير
الصناعي
2-3 العوامل الجغرافية ودورها في توقيع
مجمع الصناعات البتروكيمياوية في البصرة :
اشارت احدث الدراسات الجغرافية ان هناك عدة عوامل واجب دراستها لاي مشروع
صناعي ، حيث تبين من دراسة قامت بها شركة ( Rock wail –
Standard group ) في
الولايات المتحدة بان 4100 شركة صناعية توسعت في مصانعها اذ اختارت مواقع لها لاول
مرة ، او نقلت مصانعها الى مواقع جديدة، اذ ان هناك اربع عوامل رئيسية تدخل في
الاعتبار عند دراسة موقع المشروع وهي حاكمة(22) :
1. القرب من الطرق
الرئيسية .
2. توفر اليد العاملة .
3. توفر الارض لاحتمالات
التوسع .
4. القرب من السوق .
وبصفة عامة تتغير أهمية هذه العوامل من
صناعة اخرى ، ومن وقت لاخر وفيما يلي اثر هذه العوامل في وجود مجمع الصناعات
البتروكيمياوية في البصرة واسباب توطنه :
اولاً : قرب مجمع البتروكيمياويات من
شبكات النقل البري والمائي .
يعد النقل من العوامل المهمة في قيام الصناعات ونموها فقد اثبتت الدراسات
الخاصة بجغرافية النقل ان هذا الشريان يوفر وضيفتين اساسيتين : اولهما خدمة عامة
تساعد الصناعات القائمة على النمو وكذلك على قيام الصناعة وتجديدها اذ يساهم ذلك
في فتح مداخل جديدة لها والى مصادر الطاقة او الاسواق اما الوظيفة الثانية فتتمثل
بوصفه عاملاً اساسياً من عواملها وجزء مكمل لعملياتها الانتاجية (23) .
حيث تمتاز محافظة البصرة بانها من محافظات القطر ذات النقل الرخيص بسبب
تعدد وسائل النقل فيها(انظر خارطة (2)
) وتكاد تكون كافة وسائل النقل متوفر فيها . فهذه الميزة قد اعطت للبصرة خصوصية
التفرد عن باقي المحافظات فهي تنفرد بالنقل البحري ، لذا كان اهتمام صانع القرار
الاقتصادي منصباً على هذه الميزة فضلاً عن وجود مميزات مساعدة اخرى مثل النقل
المائي وسكك الحديد والسيارات وخطوط الانابيب العملاقة وحتى المطارات الدولية
كمطار البصرة الدولي .
ان وجود مجمع البتروكيمياويات في هذه
المنطقة وعند عقدالاتصالات كما لاحظناها في الخارطة يعكس اهمية كبيرة في تحقيق الوفودات
الاقتصادية ، اذ ان الموقع الذي يمتاز بنقل سريع وكفؤ يفضل على غيره من المواقع
الاخرى ، فعامل النقل لايؤثر فقط على نقل المادة الخام والمـادة المصنوعة بل يؤثر
على العمل ونقل الايدي العاملة (24)، فالنقل البري بالمحافظة يشكل
كثافة نسبتها 1كم / 14,1 كم2 من مساحة
المحافظة ، اذ بلغت اطول الطرق فيها 27875 كم لعام 1997 م (25)، فضلا ً
عن وجود سكك الحديد التي تنقل اكثر من ثلاثة مليون طن / سنويا ً من المواد وتوفر
نقل بحري على عدة موانئ تجارية كبرى مثل مرفأ الغاز السائل في خور الزبير ، والبكر
العميق ، ناهيك عن النقل بالانابيب التي تستخدم في نقل النفطوالغاز والماء ، اذن
هذه الوسائل والوسائط تمثل جزء مكمل للعمليات الانتاجية واساسا ً لاحدث التغيرات
الاقتصادية والاجتماعية الاخرى (26).
ثانياً. توفير اليد العاملة في منطقة
المجمع الصناعي.
يجب ان يتوفر في
الموقع المختار كمية ونوع القوة العاملة اللازمة. وهذا يتطلب دراسة سوق العمل
للتأكد من توفر الافراد المؤهلين للعمل كماً ونوعاً ، حيث تتفاوت الحاجة الى
العمال من مصنع لآخر، فبعض المصانع تحتاج الى الآف العمال كمصانع السيارات
والبتروكيماويات والحديد والطلب، بينما البعض الآخر لا تحتاج الى عدد كبير بل قليل
من اليد العاملة(27).
فقد بلغ عدد العاملين
في مجمع البتروكيماويات 3296 ألف عامل، شكلو نسبة 18% من مجموع العاملين في
الصناعات الكبيرة بالمحافظة والبالغ عددهم 18588 ألف عامل لعام 2002، منهم 3000
ثلاثة ألاف عامل دائمي ومئتي عامل وقتي، نظراً لصعوبة الاعمال في هذه الصناعات
وكثرة المخاطر فيها، جذبت هذه الصناعات الذكور اكثر من الاناث حيث بلغ عدد الذكرو
(2700) ألف عامل في حين بلغ عدد الاناث (600) عاملة، منهم 320 اداريين وهم من
الاناث في الغالب والفنيين 2691 وهم من الذكور، والبقية البلغ عددهم 300 من غير
الماهرين(28س).
ثالثاً: توفر الارض
لاحتمالات التوسع المستقبلي للمجمع الصناعي.
تعد الارض وخصائصها
من العوامل المهمة في قيام الصناعة، واهم ما تتميز به ان تكون غير رخوة وصالحة
لاقامة المباني عليها، وان تكون متوفرة وتسمح بالتوسع مستقبلاً، حيث تشكل تكاليف
الارض في الحسابات الاقتصادية لاقامة المشاريع الكبرى ما بين 3-10% من التكاليف
الكلية لاقامة المصنع(29) لقد
احتل مجمع الصناعات البتروكيماوية مساحة من الارض بلغت 3196 دونماً وهو يأتي
بالمساحة بالمرتبة الثانية من حيث ما تشغله الصناعات الكبيرة والاساسية في
المحافظة اذ شغل نسبة 20% من مجموع مساحة الصناعات الكبيرة بالمحافظة(30)،
حيث شغل مجمع صناعات الحديد الصلب المرتبة الاولى (انظر الجدول 1).
ويمكن تعليل كبر
مساحة هذا المجمع للصناعات البتروكيماويات الى تعدد الاقسام الانتاجية فيه
وتباعدها، وتحتوي هذه المساحة من الارض لمجمعات سكنية يقطنها العاملون في المجمع
نفسه. وهنا تجدر الاشارة ان عامل الارض لم يعد مشكلة اساسية امام توطن الصناعات
الكبيرة والقائدة للتنمية في محافظة البصرة، حيث تشكل مساحة المحافظة 19070كم2،
ولكن ليس جميع ارض المحافظة صالحة لانشاء مصانع معينة بسبب وجود عدة محددات، لذا
اتجهت اغلبها في قضاء الزبير وفيها المجمع قيد الدراسة، بسبب سعة الارض وبعدها عن
المناطق المأهولة بالسكان، فضلاً عن تحمل الارض لنقل المكائن والاهتزازات، فلم
تواجه مشكلة في سعر الارض حيث تتبع ملكية هذا المشروع الى القطاع العام.
جدول
(1) مساحة الارض للمصانع والمجمعات ومحطات الكهرباء في محافظة البصرة لعام 2002.
ت
|
المصنع
|
المساحة
/دونم
|
%مجموع
المساحة
|
1
|
مجمع
مصانع البتروكيمياويات
|
3196
|
20
|
2
|
مجمع
مصانع غاز الجنوب
|
800
|
5
|
3
|
مجمع
مصانع تكرير النفط
|
800
|
5
|
4
|
مجمع
مصانع الاسمدة الجنوبية
|
1598
|
10
|
5
|
مجمع
مصانع الحديد والصلب
|
6480
|
41
|
6
|
مجمع
مصانع الورق
|
800
|
5
|
7
|
مصانع
الأنابيب الاسبستية والاسمنتية وابن ماجد
|
1281
|
8,1
|
8
|
محطات
كهرباء
(النجيبية
، الهارثة ، الشعيبة ، خور الزبير)
|
940
|
5,9
|
المجموع
|
15895
|
100
|
المصدر بالاعتماد على. اقسام التخطيط والمتابعة اعلاه
، بيانات غير منشورة لعام 2002.
رابعاًً: القرب من
السوق والمادة الاولية .
تعتبر تكاليف وكمية
الوقت اللازمة لنقل المنتجات الى الاسواق من العوامل الهامة في اختيار الموقع
المناسب للمصانع، حيث يوفر قرب موقع المصنع من السوق مساعدة تعطى للمستهلكين كخدمة
افضل وعلى توفير جزء كبير من تكاليف النقل.
ويمكن التعرف على
اهمية السوق من خلال توفر خمس نقاط مهمة هي حجم السكان والقوة الشرائية ونمط
الاستهلاك، والتنافس ومدى وجوده في الاسواق والموقع الجغرافي، اذا ما علمنا بان
هناك عدة انواع من الاسواق فهناك سوق محلي او داخلي او دولي او عالمي(31).
ويمكن القول ان مجمع
الصناعات البتروكيماوية يعد من الصناعات التي توطنت لقربها من السوق المحلية
الدولية، حيث لوحظ من خلال تسويق منتجاته المتمثلة بالحبيبات البلاستيكية ان تسويق
هذه المادة البالغ انتاجها 45661 ألف طن عام 2000، توزعت الى عدة اتجاهات منها 10%
داخل سوق المحافظة 87% من المنتجات الى المحافظات الاخرى، و3% الى خارج القطر وهي
الامارات العربية وسوريا، فضلاً عن تسويق مصانع البتروكيماويات لكميات من الماء
الازموزي لاسواق المحافظة حيث بلغ انتاجها لعام 2000 حوالي (180000)ألف طن بلغت
قيمتها 360,000 مليون دينار كما ينتج المجمع كميات من الصودا بلغت كميتها 2363 طن
وبلغت قيمتها 472 مليون دينار عام 2000 تسوق 60% الى داخل المحافظة و40% الى خارج
المحافظة(32).
لهذا نجد ان توطن تلك الصناعات في محافظة البصرة
التي تمتع بسعة سوقها كونها تمتاز بثقل سكاني كبير بلغ 1,55 مليون نسمة حسب تعداد
1997، وهي تاتي بالمرتبة الثالثة بعد بغداد ونينوى من حيث الحجم(33).اذا
اعطى ذلك قدرة شرائية كبيرة للساكنين فضلاً عن الموقع البحري للمحافظة مما يجعلها
قريبة من الاسواق الدولية، حيث ان سوق المحافظة لم يستوعب نسبة كبيرة من منتجاتها
لاتساعها، وعدم وجود مصانع اخرى مماثلة لمنتجاتها في المحافظات العراقية علاوة على
ذلك انه كان من المخطط ان يكون انتاجها مهيأة للتصدير خارج البلاد. كما يضاف الى
ذلك في توطن هذه الصناعة في البصرة هو توافرالمادة الاولية التي تأتيها من مجمع
مصانع تكرير النفط وغاز الجنوب (الغاز السائل) وتوفر الكهرباء من خور الزبير
والماء التي تعد من المقومات الاساسية لنجاح هذه الصناعة في تلك المنطقة.
المبحث الثالث
3-1 الارتباط المكاني
لمجمع الصناعات البتروكيماوية والصناعات الاخرى
يعد النشاط الصناعي
اكثر الفعاليات الاقتصادية وضوحاً في اعطاء البنية المكانية سمات البعد الجغرافي،
لان الصناعة اكثر قدرة على الحركة، ولها تأثير مباشر على مختلف الفعاليات
الاقتصادية الاخرى، اذ تساعد في خلق الترابط مع الانشطة الاخرى، وبما نجعله الاساس
الاقتصادي للحيز الجغرافي من خلال تأثيرها الامامية والخلقية(34).
وهنا تجدر الاشارة ان
اهم ما يؤثر في الاتجاهات المكانية لعمليات التوطن الصناعي باتجاه تكتل الانشطة
الصناعية في مناطق محددة، هو ما يتاح من عوامل الجذب الصناعي في المنطقة المتمثلة
بقوى الاستقطاب التي تعمل باتجاه خفض مستويات التكاليف للانتاج الصناعي للمشاريع
الجديدة، وذلك لان المنشأة الصناعية تسعى للتوقيع في المناطق الاقل كلفة اذا ما
تركت عمليات التوطن تحت تأثير قوى الاستقطاب(35).
لقد كان توقيع
المشاريع الصناعية الرئيسية في محافظة البصرة هدفه الاستفادة من عدة معطيات، هي
توفر المادة الاولية والسوق وتوفر الارض، واقتصاديات الترابط الصناعي والموقع
الجغرافي الذي يطل على جبه بحرية وعقدة نقل برية جيدة والذي يسهل بدوره عملية
الاستيراد والتصدير، كما يؤدي الى تقليل كلف النقل، فلا ريب ان يتجه المخطط نحو
محافظة البصرة بسبب توفر اكثر من عامل اشرنا اليه وخاصة للصناعات التي تعتمد على
مادة البترول والغاز الطبيعي وما يتعلق بها وهي تعد من الصناعات القائدة لصناعات
كبرى وسائدة للدخل القومي.
لذا توطنت الصناعات
البتروكيماوية وصناعة الاسمدة والحديد الصلب وصناعة الغاز وتكرير النفط، اضافة الى
صناعات اخرى لها روابط متينة بالصناعات
السابقة الذكر وهي صناعة الورق والطاقة والانشاءات، بحيث اصبحت قطباً صناعياً
تنموياً كبيراً على المجالات المحلية والقطرية والدولية. (انظر خارطة 3).
3-2 العلاقات
الترابطية الداخلية والخارجية للصناعات البتروكيماوية
يتمتع مجمع مصانع
البتروكيماويات باثار الدفع الخلفي، والذي يتضح من خلال الجدول (2) مجمع غاز
الجنوب يزود بالمادة الاولية من الغاز بنوعيه الجاف و السائل كونها المادة
الاساسية التي يعتمد عليها المجمع في العملية الانتاجية، ويقدر معدل الاستهلاك
الشهري للمجمع من الغاز السائل بـ (2061000)م2 ، ومن الغاز الجاف
(57923190)م2،
جدول
(2)
العلاقة
الترابطية بين مجمع الصناعات البتروكيماوية والصناعات الاخرى في محافظة البصرة عام
2002
ت
|
المصنع
او المجمع
|
نــوع
العلاقـة الترابطيــة
|
||||
غاز
سائل
م3/شهر
|
غاز
جاف
م3/شهر
|
بنـزين
لتر/شهر
|
زيت
الغاز
لتر/شهر
|
محاور
**مدنية
محور/شهر
|
||
1
2
3
|
مجمع
مصانع غاز الجنوب
مجمع
مصانع تكرير النفط
مجمع
مصانع الورق
|
2061000
-
-
|
57923190
-
-
|
-
27505
-
|
-
28000
-
|
-
-
12500
|
المصدر
: وزارة الصناعة والمعادن، مجمع مصانع البتروكيمياويات، قسم التخطيط والمتابعة
بيانات غير منشورة عام 2002
وينقل الغاز من خلال
انبوب موصل للمجمع، ويحصل من مجمع مصانع تكرير النفط على مادة البنزين وزيت الغاز
بمعدل (27505) لتر شهرياً من البنزين و (28000) لتر شهرياً من زيت الغاز يستخدم
كوقود لعمل توربينات الطاقة وكوقود للسيارات الخاصة بالمجمع، وكذلك يزوده مجمع
مصانع الورق بالمحاور للف النايلون بمعدل (12500) محور بمختلف القياسات اذ بلغ ما
تم صرفه عام 2000 لشراء هذه السلعة (25)مليون دينار أي بمقدار (300) مليون
طن/سنوياً. (انظر خارطة4).
هذا وتمتد آثار الدفع
الخلفي لمجمع مصانع البتروكيماويات الى خارج محافظة البصرة . حيث تشتمل مصانع في
بغداد والانبار والمثنى، حيث يؤمن المجمع احتياجاته من الشركة العامة لصناعة
الفوسفات في عكاشات من حامض الكبريتيك بمعدل (109) طن شهرياً، ويحصل من مملحة
السماوة على الملح الصناعي بمعدل (1250) طن شهرياً، اما الشركة العامة لمنتجات
المنطقة الوسطى في بغداد فنحصل منها على 17 نوع من الزيوت والشحوم بمختلف الانواع
يتم نقلها السيارات، والسبب الرئيسي في اتجاه المجمع نحو منتجات المنطقة الوسطى
لسد حاجته من الزيوت والشحوم، هو لعدم توفر معظمها في مجمع مصانع تكرير النفط في
البصرة.
اما اثار الدفع الامامي للمجمع، فقد
ولدت علاقة تبادلية مع مختلف الصناعات الاساسية في محافظة البصرة والتي تعتمد في
حقولها على المواد المساعدة من مجمع البتروكيماويات كمجمع الورق الذي يزود بالصودا
الكاوية وحامض والهيدروليك والمحطات الكهربائية، التي يتم تزويدها بالكلور وحامض
الهيدروليك والهايبو والصودا الكاوية. علاوةً على ذلك حصول اغلب الصناعات المجاورة
للمجمع على الماء الازموزي من مجمع البتروكيماويات لسد احتياجاتها حسب الحاجة.
هذا وتجدر الاشارة ان هناك تبادل للخبرة
الفنية بين الصناعات الاساسية التي يتعامل معها المجمع عن طريق اقامة الدورات
التدريبية والمشاركة في مجالات اصلاح المتضرر من الآلات والمعدات. كما ان موقع
المجمع الصناعي للبتروكيماويات قد استفاد كثيراً من طرق النقل الممتدة خلفه وامامه
وخصوصاً طريق بصرة - سفوان، وبصرة - ام قصر ، ووجود سكك حديدية ساهمت في نقل
منتجاته.
الاستنتاجات
اظهر البحث عدد من الاستنتاجات التي
بنيت على اساس مشكلته وفرضياته المعتمدة على :-
1.اكدت جميع الدراسات النظرية ان هناك
عوامل موقعية تدفع المشاريع الصناعية للتكتل بعضها للبعض الاخر لتحقيق فوائد عديدة
منها اقتصادية وغير اقتصادية وبالتالي تحقق وفورات خمسة في المكان المخصص في ظل
المناخ الصناعي المتجمع والقائم عن العلاقات الصناعية وروابطها.
2.اظهر البحث في جانبه التطبيقي لمجمع
الصناعات البتروكيمياوية في محافظة البصرة الذي نشأ عام 1976 بانه انجذب الى
عاملين رئيسين في توطنه المكاني هو توفر المادة الاولية وبكميات كبيرة وهو الغاز
الطبيعي الخالي من الكبريتيد والهدروجين والذي يستخلص منه غاز الميثان والايثان
والبروبان اللذان يعدان عنصراً مهماً في عملية الانتاجية. حيث يحصل المصنع عليه من
مجمع مصانع غاز الجنوب الذي يؤمن له الغاز السائل والجاف.
3.لعب العامل الجغرافي دوراً مهماً ي
نجاح المشروع حيث تواجده في عقدة الاتصالات بالمحافظة وتوفر وسائط النقل المختلفة
التي ساهمت في عملية التجهيز بالمادة الاولية عن طريق النقل بالانابيب وتسويق
منتجاته المختلفة عبر الطرق والسكك، فهو من الجوانب المهمة في تحقيق الضرورات
الاقتصادية للمشروع مما يزيد من القيمة المضافة المتحققة في الانتاج.
4.توفر اليد العاملة الماهرة وغير
الماهرة في المحافظة حيث يعمل في المجمع 3296 ألف عامل شكلوا نسبة 18% من مجموع
العاملين في البصرة لعام 2002 ، حيث جذبت هذه الصناعات الرجال اكثر من النساء وهذا
ناتج بطبيعته عن صعوبة العمل في هذا المجمع.
5.شكل المجمع مساحة كبيرة من الارض بلغت
نسبتها المرتبة الثانية من مجمل المجمعات الصناعية الكبيرة الموجودة بامحافظة وهي
20% .. نظراً لتعدد اقسامه الانتاجية وتباعدها. فضلاً عن وجود مساحة كافية للتوسع
ومساحة كبيرة للخزن وسكن للعمال.
6.اظهرت الدرسة ان المجمع قد انجذب
للسوق المحلية والاقليمية والدولية حيث يوزع 10% من منتجاته الى داخل المحافظة و
87% للمحافظة و3% دولياً. وهذا ناتج عن اهمية المواد التي يتم انتاجها وهي الحبوب
البلاستيكية والكلور والتي تعد اساسية في صناعات اخرى.
7.لوحظ ان للمجمع علاقات ترابطية امامية
وخلفية محلية واقليمية، حيث تتم تجهيز المجمع بالمواد من عدة مصانع اخرى وهي مجمع
غاز الجنوب بالغاز السائل والجاف، ومجمع مصانع تكرير النفط بالبنزين وزيت الغاز
ومجمع مصانع الورق بالمحاور الورقية، فضلاً عن حصوله من المواد من مجمع عكاشات
التي تجهزه بحامض الكبريتيك ومصفى الدورة في بغداد بالزيوت المختلفة ومن مملحة
السماوة بالملح الصناعي. وهذا يعني ان له روابط صناعية مكانية في اكثر من مكان
محلياً او اقليمياً.
8.من جانب آخر يجهز المجمع مصانع الورق
بالصودا الكاوية وحامض الهيدروليك والهايبو والماء ازموزي. فضلاً عن تبادل الخبرة.
وفضلاً عن مادة الكلور التي تستفيدها محطات تصفية المياه والمحطات الكهربائية حيث
يتم تجيزها بحامض الهيدروكلوريك كما يجهز مجمع الاسمدة بمادة الهايبو والصودا التي
تعد مهمة في انتاجها.
الهوامش ومصادرها
1. Chtterige. M. Space Locational and regional development Englwood
cliffs, New Jersey. 1977. P 21.
2. محمود محمد سيف، المواقع الصناعية، مكتبة نهضة الشرق،
جامعة القاهرة، 1985. ص 93.
3. Could, J. : Kobl. W. A Dictionary of Social Sciences. New York. 1964.
P. 320.
4.
محسن حرفش السيد، التخطيط الصناعي جامعة البصرة، مطبعة
دار الحكمة، 1990. ص 13.
5. حسن محمود الحديثي المواقع الصناعية والتنمية الاقليمية
المتوازنة ، مجلة التخطيط والتنمية ، ع 1 ، 1955. ص 11.
6. فليح حسن خلف ، الانتاج والانتاجية في قطاع الصناعة
التحويلية في العراق. مجلة
الاقتصادي . ع 1 بغداد 1982. ص 41-44.
7. شهاب حمد الدليمي , تطوير محاور التنمية الصناعية لمدينة
بغداد الكبرى . رسالة ماجستير مقدمة الى مركز التخطيط الحضري والاقليمي . جامعة
بغداد . غير منشورة 1989 ص 8.
8. United Nations : Industrial Estates in
Asia and the Far East . New York 1962 . p. 445
9. محمد محمود ابراهيم الديب , المستعمرات الصناعية
تخطيطآ وانشاء: دراسة تطبيقية , مكتية الانكلو المصرية , القاهرة , 1973 , ص66-67
.
10. FU.
Chenl and Kamal Salih (Ed.) Growth Pole Strategy and Regional Development
Policy. Asia Exoerience and Alternativ Approaches. London. 1967, P. 217.
11. Ben Daivd.
Aurom: Regional Economic and analysis for practitioners; An Introduction, to
Common Lescriptive Methods. First printing by Prager Publisher. U.S.A. 1974, P.
131.
12. Ray. M.
Northman: Urban Geography Origin State University. Neew York. 1975. P 304-311.
13.Kuklinski,
Anton; "Regional Dis aggration of National Policies and Plans",
printed in Hungary. First printing by Mouton Co. 1975, p.4.
14. William J.
Goodman. Principles and Practice of Urban Planning. Printed in U.S.A. 1968. P.
82.
15.Blueman
Feld. Hans: the Modern Inetropolis, Its Origins Growth Characteristics and
Planning. England, by paul D. Sprir Engen, 1972, p.33.
16.Hirshman –
Albert. The Strategy of Economic Development Fourtheenth Printing U.S.A., Yale
University Press, 1970, p.184.
17.حسن محمود الحديثي، المواقع الصناعية والتنمية الاقليمية، مصدر
سابق. ص.10.
18.لقد شارك في تنفيذ المجمع عشرون دولة كان لجمهورية
المانيا الاتحادية سابقاً الحصة الاكبر في التنفيذ.
19.خولة رشيج حسن، اثر تكلفة القوى العاملة على انتاجية
العمل في المنشأة العامة للصناعات البتروكيماوية في البصرة للسنوات 1990-1999،
رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الادارة والاقتصاد / جامعة البصرة 1991. ص. 29.
20.حميد عطية عبد الحسين الجوراني، التوزيع الجغرافي
للصناعات الاساسية في محافظة البصرة، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب /
جامعة البصرة، 2002، ص . 136.
21.عبد الرحمن جري مردان الحويدر، تأثير التلوث الصناعي
في التوزيع الجغرافي لامراض الحساسية والربو في محافظة البصرة، رسالة ماجستير غير
منشورة، كلية التربية / جامعة البصرة، 2001، ص. 45.
22.عادل حسنن مشاكل الانتاج الصناعي، الاسكندرية مؤسسة
شباب الجامعة، 1998، ص. 48.
23. ابراهيم ابراهيم شريف وآخرون، جغرافية الصناعة مطابع
مديرية دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل، 1982، ص.88.
24.خضير عباس الكرادي، التوزيع المكاني للصناعة في
محافظة ديالى، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية الاولى / جامعة بغداد،
1988، ص.160.
25.وزارة التخطيط هيئة التخطيط الاقليمي الواقع التنموي
لمحافظة البصرة لعام 2000، ص. 62.
26.عباس علي التميمي، النمو الصناعي في الوطن العربي،
مطابع جامعة الموصل ، الموصل 985،ص. 38.
27.حسن عبد القادر صالح، مدخل الى جغرافية الصناعة، دار
الشروق للنشر والتوزيع، الاردن، 1985،
ص 280 .
28.وزارة الصناعة والمعادن، مجمع الصناعات البتروكيماوية
قسم التخطيط والمتابعة، سجل القوى العاملة، بيانات غير منشورة، 2002.
29.عادل حسن ، مصدر سابق ص. 50-51.
30.وزارة الصناعة والمعادن، مصدر سابق، جداول غير منشورة
.
31.عبد خليل فضيل واحمد حبيب رسول، جغرافية العراق
الصناعية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، مطبعة جامعة الموصل، الموصل ،
1984، ص. 134.
32. مجمع الصناعات البتروكيماوية ، قسم التخطيط والتسويق
الانتاجي ، سجلات المبيعات لعام 2000، غير منشورة.
33.وزارة التخطيط ، المجموعة الاحصائية السنوية لعام
1997، الجهاز المركزي للاحصاء.
34.عباس عبد حمادي ، النمو الصناعي في محافظة بابل،
اطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآدآب / جامعة بغداد ، 1999، ص. 26.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق