التسميات

السبت، 19 أبريل 2014

السياحة الجبلية في دولة الإمارات ...

الجبال والسياحة الجبلية - السياحة الجبلية في دولة الإمارات
للأستاذ الدكتور عبد اللطيف محمد أبو العطا - الأستاذ بقسم الفيزياء كلية العلوم جامعة طنطا :
            الجبال تغطى حوالي 25% من سطح الكرة الأرضية وهناك حوالي 12% من سكان العالم  يعيشون في الجبال غير أن حوالي 50% منهم يعتمدون بصفة مباشرة أو غير مباشرة على موارد الجبال. مما يضع تهديدا على أداء الأنظمة الايكولوجية الجبلية وعلى السلع والخدمات التي توفرها.
     ويقصد بالجبال الاراضى المرتفعة عما يجاورها من وأرض . وقد حدد الجيولوجيون بان الجبال تقع عادة فوق منسوب 2000قدم فوق منسوب سطح البحر‘أما الاراضى التي تقع دون هذا المنسوب فتعرف بالتلال (hills ).ولكن من دراسة التوزيع الجغرافي للجبال و اختلاف منسوبها بالنسبة لسطح البحر، تبين أن أهم ما يبرزها بالنسبة لما حولها من الاراضى المختلفة عظم منسوبها عن تلك الاراضى المجاورة لها.

       وتختلف الجبال من حيث نشأتها والعوامل,التي أدت إلى تكوينها وظهورها, والأزمنة الجيولوجية التي تنتمى إليها, وتنحصر الجبال تبعا لذلك فيما يلي:
1ـ الجبال البركانية ( volcanic mountains) :
        تتألف الجبال البركانية أساسا من المخروطات البركانية ( volcanic cones) .وعلى الرغم من انتشار المصهورات البركانية في أجزاء واسعة من سطح الأرض,إلا أن الجبال البركانية تعد محدودة الانتشار .ويرجع ذلك إما إلى ظهور معظم المصهورات البركانية فوق سطح الأرض على شكل غطاءات و هضاب لافية , أو إلى إزالتها خاصة بعد توقف النشاط البركاني وانخماده بفعل عوامل التعرية والتجوية .
       ويرتبط التوزيع الجغرافي للجبال بمناطق الضعف الجيولوجي لذا يتمثل  أعظم نطاقها على طول سواحل المحيط الهادي (حلقة النار) فتظهر في الجانب الشرقي في أجزاء متفرقة من مرتفعات الانديز في أمريكا الجنوبية ,ومرتفعات سيراماديرا الغربية في أمريكا الوسطى والمكسيك ومرتفعات الكاسكيد غرب الولايات المتحدة الأمريكية,ومرتفعات كولومبيا البريطانية, وتتمثل في الجانب الغربي في جزر اليابان ,وجزر كوريل ,وأجزاء متناثرة من الجزر المحيطة في شرق أسيا وجنوبها الشرقي وخاصة في جزر الفلبين .والى جانب هذا النطاق الرئيسي,تظهر الجبال البركانية كذلك في مناطق متفرقة منها جزر هاواي ,وجزيرة مدغشقر ,وفى هضبة البحيرات الاستوائية ,وبراكين حوض البحر المتوسط ,وبراكين البحر الكاريبي,وبراكين جزيرة ايسلاند.ويتزايد حجم الجبال البركانية بزيادة عظم انبثاق المصهورات البركانية من فوهة البركان وعلى ذلك قد يبدو بعض الجبال البركانية على ارتفاع عشرات الأمتار فقط من منسوب سطح الأرض المجاور,بينما يظهر بعضها الأخر على ارتفاع مئات الأمتار فوق سطح الأرض المجاورة .
2-الجبال الصدعية ( faulted  mountains ) :
تتكون بعض الجبال بفعل حركات التصدع ,التي تتعرض لها صخور القشرة الأرضية .ويعد الحوض العظيم في جبال الروكى – غرب الولايات المتحدة الأمريكية – ابرز مثال لهذا النوع من الجبال ,التي تحصر بينها أحواضا صدعيه هابطة .ومن ثم يطلق الجيولوجيون على المظهر التضاريسي العام للجبال الصدعية اسم ظاهرات الأحواض والسلاسل الجبلية الصدعية
basin and range topography) )
 و يمكن تمييز نوعين رئيسيين من الحافات الصخرية و هما :
أ-الحافات الصدعية (fault scarps ) : ويقصد بها الجبال و الحافات الصخرية,التي نتجت أساسا بفعل الانكسارات ,ونشأت على طول أسطحها ( fault planes ) .
ب- حافات أسطح الصدوع (  :(fault line scarpsو تعنى الجبال و الحافات الصخرية ,التي نتجت أساسا بفعل عوامل التعرية والتجوية على طول أسطح الانكسارات أو بجوارها.
       ومما سبق ,يتضح أن الحافات الصدعية تتكون خلال حدوث عمليات التصدع نفسها ,في حين تتشكل حافات وجبال أسطح الصدوع بعد حدوث عمليات التصدع بمدة من الزمن ,يتوقف طولها على مدى فعل عوامل التعرية و اختلاف التركيب الصخري.
3- الجبال الالتوائية (( uplifted mountains:
     تعد الجبال الالتوائية من السلاسل الجبلية فوق سطح الأرض, نظرا لعظم امتدادها و تشكيلها أجزاء واسعة من القشرة الأرضية .و تختلف مجموعة الجبال الالتوائية عن جبال المجموعتين السابقتين ,و يرجع ذلك إلى أن نشأة الجبال الالتوائيةلا ترجع إلى اثر انبثاق مصهورات لافية ,أو رفع كتل صخرية و هبوط أخرى بفعل الصدوع,و إنما تكونت في أحواض بحرية عظمى ,تعرضت لعمليات رفع تكوينية,’أدت إلى انثناء الطبقات الصخرية والتوائها,و قد تتعرض جبال هذه المجموعة لحدوث البراكين والزلازل و الصدوع , و من ثم فهي تسهم في تشكيل مظهر بعض أجزاء هذه الجبال و لكنها لا تؤدى إلى نشأتها أو تكوينها.
    و تختلف الجبال الالتوائية من جزء إلى أخر و يرجع هذا الاختلاف إلى العاملين التاليين:
أ- طبيعة اتساع الأحواض البحرية التكوينية ,التي تجمعت فيها رواسب و مواد هذه الجبال .و يتشكل سمك الطبقات الصخرية و تكوينها الجيولوجي تبعا لظروف تراكمها فوق أرضية الأحواض البحرية التكتونية( geosynclines ).
ب- مدى قوة الحركات التكتونية التي أدت إلى رفع الطبقات الصخرية والتوائها و الأزمنة الجيولوجية المختلفة ,التي حدثت خلالها تلك الحركات. فقد أعطت حركات الرفع التكتونية التي حدثت خلال أزمنة جيولوجية قديمة الفرصة لعوامل التعرية المختلفة في أن تنحت هذه الجبال و تشكلها بظواهر متنوعة .أما تلك التي حدثت خلال أزمنة جيولوجية حديثة فلم تعط الوقت اللازم لعوامل التعرية كي تقوم بمثل العمل الذي قامت به في تشكيل الجبال الالتوائية القديمة جيولوجيا
(وظيفة الجبال في تثبيت الكره الأرضية ) :
قال الله تعالى" :  وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7)". ( سورة ق).
وقال تعالى : "  وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)" (  سورة الرعد(.

وقال تعالى " : وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)" ) سورة الحجر(.

وقال تعالى" : وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) 15)). سورة النحل(.

وقال تعالى" : وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا )31( وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)  ) " سورة النازعات).

وقال تعالى : "أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ (61)"  (سورة النمل) .

وقال تعالى : "أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)" (سورة النبأ).
في تفسير الآية الثانية يقول الأستاذ الدكتور زغلول النجار أن الله سبحانه وتعالى يصف الجبال بأنها أوتاد، وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن هذه المعالم المدهشة ليست عبارة فقط عن الارتفاعات الشاهقة التي نراها على سطح هذه الكرة الأرضية (كما تصفها أغلب المعاجم ودوائر المعارف الحالية)، إنما يؤكد الله تعالى بهذه العبارة أن للجبال امتدادات إلى داخل طبقة الليثوسفير الأرضية. فكما أن الوتد يكمن أغلبه داخل التربة أو الصخر ووظيفته هي تثبيت طرف الخيمة إلى الأرض فكذلك الجبال، والتي أثبتت علوم الأرض حديثًا أن لها جذورًا عميقة جدًّا لتثبيت ألواح الليثوسفير بل والكرة الأرضية ككل، فما نراه فوق سطح الأرض من جبال ما هو إلا قمم لكتل ضخمة من الصخور مخترقة لطبقة الليثوسفير وطافية في طبقة الآثنوسفير البلاستيكية والأعلى كثافة كما تطفو الجبال الجليدية في مياه المحيط؛ فتبلغ امتدادات الجبال داخل طبقة الليثوسفير ما بين 10 - 15 ضعف ارتفاعاتها فوق سطح الأرض (حسب كثافة الصخور المكونة للجبل وكثافة المادة التي ينغمس فيه الجذر).
فجبل يبلغ ثقله النوعي  (  (  specific  gravity   في المتوسط (كالجرانيت مثلاً) يستطيع أن بغوص داخل طبقة من الصخور السيماتية ( somatic rock ) (البالغ ثقلها النوعي 3.0 في المتوسط) حتى يبلغ طول الجزء القابع داخل الأرض 9/10 والجزء الظاهر فوق سطح الأرض 1/10 من الطول الإجمالي. وهكذا نرى كيف تصف كلمة واحدة - وهي كلمة الوتد - جزئي الجبل العلوي والسفلي ووظيفته من تثبيت للكرة الأرضية وألواح الليثوسفير، وبالتالي فإن الكلمة التي يستخدمها القرآن الكريم لوصف الجبال أكثر دقة من الناحية العلمية واللغوية من كلمة "جذر" المستخدم حاليًا من قبل العلماء لوصف الجزء السفلي المختبئ داخل الأرض.
ومع أن العلماء فكروا مليًّا منذ أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر في أنه يمكن أن تكون للجبال جذور، إلا أن العلماء لم يؤكدوا هذه الحقيقة من وجود امتدادات سفلية وظيفتها تثبيت الأرض وألواح الليثوسفير إلا مؤخرًا. ولم نصل إلا لبداية فهم عملية تكوين تلك الامتدادات السفلية ووظيفتها في توقيف الاهتزازات المفاجئة لكوكبنا ولألواح الليثوسفير من خلال إطار علوم الفلك الحديثة، ومن خلال المفهوم الحديث لتكتونية الألواح الليثوسفيرية.
ويعتبر سبق القرآن الكريم في وصف الجبال كالأوتاد شهادة واضحة أن القرآن الكريم كلمة الله عز وجل وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو آخر المرسلين.
        ونظرا للاهميه البالغة للجبال فقد عقدت من أجلها الكثير من الندوات والمؤتمرات ففي عام 1998 اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطوة مهمة تمثلت في التسليم بأهمية التنمية المستدامة للجبال، عندما أعلنت سنة 2002 السنة الدولية للجبال. ودعت منظمة الأغذية والزراعة بأن تكون هي الوكالة الرائدة في منظومة الأمم المتحدة المسئولة عن الإعداد لهذه السنة وإحيائها.وفى نطاق الهدف الشامل لضمان التنمية المستدامة للأقاليم الجبلية ورفاهة سكانها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا