ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﻭﻋﻴﺔ ﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ : ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ...

ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﻭﻋﻴﺔ ﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ : ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ

مجلة ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ - ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ 27 - ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻷﻭل و ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ - 2011 - ص 365 - 391 - ﻋﺒﺩﺍﻟﺭﺅﻭﻑ ﺭﻫﺒﺎﻥ - ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ - ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ - ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ  :

ملخص: 

  ﺘُﻌﻨﻰ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻤﻥ ﺤﻴـﺙ ﺨﺼﺎﺌـﺼﻬﺎ ﻭﺘﻨﻭﻋﻬـﺎ  ﻭﺘﻭﺯﻋﻬﺎ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻭﺤﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻜﻤﺎ ﺘـﺩﺭﺱ  ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻭﻨﻘﻠﻬﺎ ﻭﺘﻭﺯﻴﻌﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﻬﻼﻜﻬﺎ ، ﺒﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻨـﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﻜﺎﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤـﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻭﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﻤـﻨﻬﺞ  ﺍﻷﺼﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻓﻀﻼﹰ ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻜﻤـﻨﻬﺞ  ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﻤﺎﺕ، ﻭ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻲ، ﻜﻤﺎ ﺘﻌﺘﻤـﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﺴـﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀـﻴﺔ ﻭﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ، ﻭﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ، ﻭﺘﻜﻠﻔﺔ ﻨﻘﻠﻬﺎ. 

   ﺘﻐﻴﺭ ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴﺭ ﻫﻴﻜل ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌـﺸﺭﻴﻥ ﺤﺘـﻰ ﺍﻵﻥ،  ﻓﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﺤﻡ ﺴﻴﺩ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺒﻴﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭ ﻨﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﻋﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﺎﺴﻊ  ﻋﺸﺭ، ﺃﺨﺫ ﻤﺭﻜﺯﻩ ﻴﺘﺭﺍﺠﻊ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﺃﻤـﺎﻡ ﺍﻟـﻨﻔﻁ ﻭﺍﻟﻐـﺎﺯ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﻲ،  ﻭﺃﺨﺫﺕ ﻤﻜﺎﻨﺘﻪ ﺘﺘﺭﺍﺠﻊ ﺃﻤﺎﻡ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﻴﻥ، ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻜﺴﻴﺔ ﻟـﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟـﻨﻔﻁ  ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ، ﻓﺎﻨﺨﻔﻀﺕ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻔﺤﻡ ﻤﻥ 95% ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘـﺭﻥ ﺍﻟﻌـﺸﺭﻴﻥ إﻟﻰ 28.2% ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ، ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﺍﺭﺘﻔﻌﺕ ﺤﺼﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁ من .%26.4 ﺇﻟﻰ %1.3 ﻤﻥ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ %40.2 ﺇﻟﻰ %3.6 .

    ﻴﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﺘﻭﺯﻉ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﻗﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﺤﻴﺙ ﺘﺤﺘـل ﻗـﺎﺭﺓ  ﺁﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﻭل، ﺘﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻗﺎﺭﺓ ﺃﻭﺭﺒﺎ، ﺜﻡ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘﻠﻴﻬﺎ ﻗـﺎﺭﺓ  ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﻓﺄﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻗﺎﺭ ﺓ ﺃﺴﺘﺭﺍﻟﻴﺎ، ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺯﻉ ﻴﺘﻭﺍﻓﻕ ﻨﻭﻋـﺎﹰ ﻤﺎ ﻤﻊ ﺇﻤﻜﺎﻨﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ، ﻭﻤﻊ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ  ﻴﺤﺩﺩ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﻟﻠﻁﺎﻗﺔ. 

ﻤﻘﺩﻤﺔ:  

    ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ﺃﻭ ﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﻋﻤـل ﺃﻭ  ﺸﻐل، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎﹰ ﻤﺎ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺒﺎﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﻴ ﻜﺎﻨﻴﻜﻴﺔ ﻟﻸﺠﺴﺎﻡ، ﻭﻗﺩ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺎﻗـﺔ  ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ. 

    إﻥ ﻜﻠﻤﺔ ﻁﺎﻗﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﺍﻟﺤﺭﻓﻴـﺔ ﻟﻜﻠﻤـﺔ Energy ﺃﻭ Energie ﺃﻭ Energia  ﺒﺎﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ، ﻭﻫﻲ ﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤـﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤـﺔ Energos ﺃﻭ  Energeia ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺔ ﻤﻥ ﻤﻘﻁﻌﻴﻥ En ﻭﺘﻌﻨﻲ (ﻓﻲ ﺃﻭ ﺩﺍﺨل ) ﻭErgos ﻭﺘﻌﻨﻲ ﻨﺸﺎﻁ، ﻭﺒﻬﺫﺍ  ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺘﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺩﺍﺨﻠﻪ ﻨﺸﺎﻁ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺩ ﺃﻭ ﺸﻐل، ﺃﻤﺎ ﻤـﻭﺍﺭﺩ  ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺘﻠﻙ ﻨﻅﺎﻤﺎﹰ ﻗﺎﺩﺭﺍﹰ ﻋﻠﻰ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺸﻐل . ﺘﺘﻨﻭﻉ ﻭﺘ ﺘﻌـﺩﺩ ﻫـﺫﻩ  ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺒﺤﺴﺏ ﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ (ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﻭ ﻴﺔ)، ﻭﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺒﺄﺸـﻜﺎل (1) ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻨﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻴﺔ. 

أﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ:  ﻴﺘﺄﻟﻑ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﻥ ﺠﺯﺃﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ : ﺍﻷﻭل ﻴﺘﻨﺎﻭل ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﻗـﺔ ﻤـﻥ ﺤﻴـﺙ  ﻤﻔﻬﻭﻤﻬﺎ ﻭﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ﻭﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻫﻭ ﻴﻘ ﺩﻡ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﻗـﺔ  ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺩ ﺃﺤﺩﺙ ﻓﺭﻭﻉ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔـﺭﻉ ﻤـﻥ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﻗـﺔ ﻴﻭﻀـﺢ ﺍﻷﻫﻤﻴـﺔ  ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺎﻗ ﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩﻴﻥ ﺍﻟﻨﻭﻋﻲ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ، ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ  ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﻭﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻷﻗـﺎﻟﻴﻡ  ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ.  

 ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 - 1ﺠﻤﻌﺔ ﺭﺠﺏ ﻁﻨﻁﻴﺵ ﻭﺯﻤﻴﻠﻪ. ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ. ﻤﻨـﺸﻭﺭﺍﺕ  ELGA، ﻓﺎﻟﻴﺘـﺎ ﻤﺎﻟﻁﺎ  .20 -19ﺼـ ،1990 

نتائج البحث ومقترحاته:

 إن أهم ما توصل إليه البحث هو تأكيد فرضياته، حيث أظهرت الدراسة:

1- حداثة جغرافية الطاقة واستقلاليتها كفرع من فروع الجغرافية الاقتصادية، علـى الرغم من التشابك الكبير لهذا الفرع مع بقيـة فـروع الجغرافيـة الاقتـصادية، ولاسيما جغرافية الموارد وجغرافية الصناعة، بسبب الخـصائص التـي تميـز موضوعات الدراسات في جغرافية الطاقة عن غيرها مـن فـروع الجغرافيـة الاقتصادية.

2- على الرغم من اعتماد جغرافية الطاقة في تنفيذ دراساتها على المناهج الأساسـية في الجغرافية الاقتصادية، إلا أنها تتميز باستخدامها لبعض المناهج الكمية التـي تكون حصرية عليه.

3- تتعدد وتتنوع بشكل كبير مصادر الطاقة التي تتمايز في خصائـصها الطبيعيـة، لكنها تلتقي كلها في هدف الاستخدام النهائي.

4- على الرغم من أن الدراسات العلمية كلّها توجه الأنظار إلى خطـورة اسـتخدام مصادر الطاقة الأحفورية، لما يترتب على هذا الاستخدام مـن تلويـث للبيئـة، وتهديد بنفاذ هذه المصادر إلا أنها مازالت تشكل القسم الأكبر بين مصادر الطاقة المستخدمة. 

5- وجود علاقة ارتباط قوية بين التوزع الجغرافي لإمكانات الموارد الطاقية، وإنتاج الطاقة حسب القارات والأقاليم.

  وفي ضوء هذه النتائج فإن البحث يقترح ما يأتي:

1- ضرورة تعميق الدراسات النسقية في الجغرافية الاقتصادية بشكل عام وجغرافية الطاقة بشكل خاص، بما يتماشى مع أهمية موارد الطاقة على الأصـعدة كلّهـا (الاقتصادي، السياسي، الاستراتيجي)، وعلى المستويات كلّها (المحلي، الإقليمي والعالمي).

2- تعميق الدراسة والبحث في مصادر الطاقة البديلة (المصدر المتجددة) من أجـل المحافظة على المصادر الناضبة وإطالة عمرها، وكذلك التقليـل مـن انبعـاث الغازات الضارة الناتجة عن استخدام هذه المصادر.


3- التأكيد على حيوية العلاقة بين الجغرافية الاقتصادية بشكل عام وجغرافية الطاقة بشكل خاص وبين العلوم الطبيعية والتطبيقية، لما تقدمه هذه العلوم مـن أسـس نظرية للجغرافية ولاسيما علوم الفيزياء والكيمياء وفـروع الهندسـة التطبيقيـة المختلفة. 

    

حمله من هنا أو من هنا

أو

للقراءة والتحميل اضغط هنا أو  اضغط هنا