التسميات

الجمعة، 22 أغسطس 2014

محاضرات في جغرافية الزراعة .. المحاضرة السادسة ...

المحاضرة السادسة

تابع لموضوع العوامل المؤثرة في الإنتاج الزراعي : ثانيا العوامل البشرية
         المقدمة
         العوامل / المقومات البشرية:
o       الجماعات البشرية وظروفها الثقافية والاجتماعية.
o       الحالة الثقافية والصحية وأثرها في الإنتاج الزراعي .
o       العقيدة الدينية عامل مؤثر في الإنتاج الزراعي .
o       النظم الاجتماعية وأثرها في الإنتاج الزراعي .
o       العوامل الاقتصادية.
o       السياسات الحكومية وأثرها في الإنتاج الزراعي.

الادارة العلمية
شهد العالم بأسره وبشكل غير مسبوق زيادة كبيرة في عدد السكان خلال العقود القليلة الماضية نظرا لتطور الخدمات الصحية والطبية وما صاحبه من انخفاض في معدلات ونسب الوفيات في كثير من مناطق ودول العالم الأمر الذي ترتب عليه زيادة في الطلب على المواد الغذائية. لقد فرضت الزيادة السكانية وألقت بظلالها ضغوطا على القائمين على السياسات الزراعية للتوسع أفقيا ورأسيا في الانتاج الزراعي (أي زيادة المساحة الزراعية وزراعة المنطقة الواحدة أكثر من مرة في السنة الواحدة في محاولة لزيادة معدل الانتاج في وحدة المساحة).
لقد أصبحت الزراعة في عصرنا الراهن علما شاملا لتخصصات مختلفة تسعى جميعها لتحسين نوعية وزيادة الانتاج في وحدة المساحة.
إن العلماء بشتى التخصصات كعلماء الوراثة وعلماء التربة والمتخصصين بعلم المحاصيل يسعون دائما في عملية تطوير الزراعة من خلال تطوير سلالات 
نباتية من المحاصيل الاقتصادية لتعطي انتاجا أوفر ومقاومة لبعض المعوقات التي تعيق زيادة الانتاج (علماء الوراثة) على سبيل المثال لا الحصر جميعها تعكس السعي الحثيث والدؤوب من قبل العلماء في مجالات عديدة من الزراعة.
في هذا السياق يمكن لنا استعراض أهم وأبرز المقومات والعوامل البشرية المؤثرة في الزراعة (العملية الزراعية والانتاج الزراعي ) على النحو الآتي:
الجماعات البشرية وظروفها الثقافية والاجتماعية
تؤثر العوامل البشرية تأثيراً كبيراً في الإنتاج الزراعي، وتتمثل هذه العوامل البشرية في الجماعات البشرية وما يسودها من ظروف اجتماعية وثقافية واقتصادية يكون لها تأثير كبير في نمط سلوك تلك الجماعات عند استغلال موارد البيئة في الرعي والزراعة.
والإنسان عنصر هام في الإنتاج الزراعي، فهو المنتج للمحصولات الزراعية النباتية والحيوانية، وهو المستهلك لها. والإنسان أثمن الموارد وبه يمكن تنمية سائر الموارد الأخرى ، لذا ينبغي أن تتعرف على عدد سكان العالم ومناطق تركزهم وكثافاتهم ونسبة العاملين منهم في الزراعة.
بلغ سكان العالم سنة 2011 م إلى 7 بلايين نسمة، وبلغت نسبة الزيادة 1.9 في المائة، أي أكثر من 100 مليون نسمة سنوياً. ومع ازدياد إنتاج الطعام عن طريق الزراعة زاد عدد سكان العالم حتى بلغ 100 مليون في سنة 300ق.م ، واستمرت الزيادة السكانية حتى وصل عدد السكان في الألف الأولى بعد الميلاد إلى 400 مليون نسمة. ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة وكارسوندرز c. saunders  فإن سكان العالم قد تضاعفوا أربع مرات ونصف على مدى ثلاثة قرون، أي في الفترة من سنة 1650م حينما أصبح عددهم 2406 مليون نسمة. 
تقديرات سكان العالم ونسب العاملين بالزراعة في قارات العالم
المنطقة
السنة
مجموع عدد السكان بالمليون
النشيطون اقتصادياً
العاملون بالزراعة
النسبة المئوية للعاملين بالزراعة (%)
العالم
1990
1995
1999
5267
5667
5978
2499
2727
2911
1222
1278
1316
48.9
46.9
45.2
أفريقيا
1990
1995
1999
615
697
767
260
298
330
165
180
193
63.2
60.4
58.2
آسيا
1990
1995
1999
3113
3366
3562
1530
1678
1798
956
1002
1033
62.5
59.7
57.5
أوروبا
1990
1995
1999
499
506
509
234
240
244
24
21
19
10.4
8.6
7.5

الحالة الثقافية والصحية وأثرها في الإنتاج الزراعي
مما لا جدال فيه أن كلاً من الحالة الثقافية والصحية للزارعين تؤثر في الإنتاج الزراعي تأثيراً كبيراً، فالحالة الثقافية تؤثر في سلوك العاملين، وتتيح لهم  الاستفادة من وسائل الإعلام والإرشاد المختلفة كالنشرات والأبحاث الزراعية .
وتعمد معظم دول العالم إلى إنشاء المدارس والمعاهد الزراعية، وتستعين بالخبرات الخارجية، وذلك للاستفادة من الوسائل والأساليب التكنولوجية الحديثة في الزراعة بشقيها النباتي والحيواني .
إن الاستعانة بالأساليب العلمية الحديثة قد أتاح استنبات أنواع جديدة من الحبوب تتميز بمقدرتها على النضج في فترات زمنية أقصر كما هي الحال في القمح الربيعي في كل من سيبيريا ( الاتحاد السوفيتي) وكندا والولايات المتحدة .
وتؤثر الحالة الصحية في نشاط الزراعيين بشكل كبير، وهناك مجموعة من الأمراض المنهكة للمجهود البشري والتي تسود بين الزارعيين مثل :  البلهارسيا – الملاريا – السل وغيرها، وهي من الأمراض التي تضعف الطاقة الإنتاجية .
وينتشر مرض النوم بين بعض الرعاة والزارعين في بعض الدول الأفريقية، وتكثر الإصابة بهذا المرض في وقت الجفاف حيث يتجه الرعاة بحيواناتهم إلى الأنهار، حيث توجد ذبابة تسي  تسي Tse-Tse
العقيدة الدينية عامل مؤثر في الإنتاج الزراعي 
للعقائد الدينية آثار اقتصادية واجتماعية بعيدة المدى في حياة الشعوب، وهناك بعض الدراسات التي أجريت عن العلاقات بين العمليات الزراعية والدوافع الدينية في المجتمعات الزراعية البسيطة. ومن الدراسات التي أجريت عن أثر الطقوس الدينية في العمليات الزراعية ودورتها ، تلك التي قام بها كل من: ديفونتين Deffontaines ومالينوسكي Malinowski وكونكلين Conklin
ونستطيع أن نلمس أثر العقيدة الإسلامية في الإنتاج الزراعي على النحو التالي :
  
 أولاً : الاهتمام بالزراعة والحث على ممارستها وترغب المسلمين في الغرس والزراعة، وقد حث القرآن الكريم على ذلك ووردت مجموعة من الأحاديث الصحيحة التي ترغب وتحث المسلمين على الاهتمام بالزراعة، فعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة ، إلا كانت له صدقة)) .
ثانياً : تشجيع إحياء الأرض الموات، وهي الأرض التي لم تزرع ولم تعمر، وتقوم حكومة المملكة العربية السعودية باستصلاح الأراضي وتوزيعها على السعوديين ، وقد بلغت مساحة هذه الأراضي التي استصلحت ووزعت أكثر من 2 مليون دونم سنة 1400هـ.
ثالثاً : نظم الإسلام استغلال الأرض مقابل جزء معين من الإنتاج أو ما يعرف بالمزارعة، وقد أوصى الإسلام باستغلال الأرض وزراعتها ، وإن لم يستطع صاحب الأرض زراعتها فليملكها لغيره حتى يقوم بزراعتها .
رابعاً : وجه الإسلام المسلمين توجيهاً خاصاً إلى زراعة أنواع معينة من المحصولات ، والاهتمام بالثروة الحيوانية .
مشاريع توطين البدو التي أرسي دعائمها الملك عبد العزيز رحمه الله وهذا يفسر لنا اسم (الهجر) الذي أطلقه البدو على قراهم الجديدة، وفي هذا تمثيل لترك حياة البداوة
ويعتقد هودريكورت  Haudricourt  وهدن  Hedin  أن لكل نبات أصلاً دينياً، وتبعاً لآرائهما فإن النباتات التي اعتقد بأنها مقدسة هي التي تبناها الإنسان وعمل على زراعتها ونقلها معه في هجراته. كما أن الإقبال على زراعة نوع معين من المحاصيل، أو تربية حيوان معين يرتبط بموقف الأديان المختلفة منه، حيث تحرم بعض الأديان أنواعاً معينة من الأطعمة.
النظم الاجتماعية وأثرها في الإنتاج الزراعي
تتمثل النظم الاجتماعية في مجموعة من العوامل من أهمها : العادات والتقاليد، وهذه بلا شك تؤثر في أنماط استغلال الأرض ، والأساليب المتبعة. وجدير بالذكر أن هناك مجتمعات بدائية لازالت تعتمد في طرق استغلال الأرض على النظام القبلي بسبب قسوة الظروف الطبيعية.
وهناك مجتمعات تنظر إلى الزراعة على أنها عمل مهين، ومن ذلك نظرة كثير من البدو، ولقد لعب النظام القبلي في الصومال، وكذلك العادات والتقاليد التي يطلق عليها بالصومالية ((حيرxeer )) دوراً كبيراً في الزراعة. ومن أهم المبادئ التي يفرضها نظام ((الحير)) التضامن بين أفراد القبيلة والملكية الجماعية للأرض الزراعية والموارد الزراعية.
وللعادات الغذائية دور كبير في الاهتمام بأنواع معينة من المحاصيل، وتسود عادات في آسيا الموسمية تجعل من الأرز غذاءً تقليدياً هاماً. وكان لهذه العادات أثرها في انتشار زراعة الأرز في المناطق التي يهاجر إليها الآسيويون، ومثال ذلك الهنود الذين هاجروا إلى جنوب شرقي أفريقيا وأدخلوا معهم زراعة الأرز في ناتال، والصينيون الذين نقلوا معهم زراعة الأرز إلى كاليفورنيا.
ولما كانت مكانة الفرد لدى بعض الشعوب الرعوية الأفريقية تقاس بعدد ما يملكه من رؤوس الحيوانات، فإن هذه الشعوب تحافظ على حيواناتها ولا تذبحها، وفي نفس الوقت تغير على القبائل الأخرى لسلب أبقارها كي تذبحها وتأكلها.
ولاشك أن العادات الغذائية تؤثر في صحة السكان، وعلى سبيل المثال فإن قبائل المساي masai  في كينيا تعتمد على اللبن والدم واللحم، ولذلك فهم يتميزون بطول القامة  والنشاط والقوة، بينما نجد أن جيرانهم الكيكيو kikuyu  الزارعين الذين يعتمدون على الذرة والبطاطا واليام أقل طولاً وأضعف بدناً وأقل نشاطاً وأكثر تعرضاً لأمراض السل والالتهاب الرئوي.
مثال : من الأمور التي تستحق الذكر هنا أنه خلال المجاعة التي تعرضت لها إيرلندا سنة 1945-1946م ، رفض الأيرلنديون الذرة التي بعثت بها الولايات المتحدة الأمريكية لإسعاف الجياع، وفضلوا في بعض الحالات أن يهلكوا جوعى على أن يتناولوها.
العوامل الاقتصادية
تتمثل  العوامل الاقتصادية في : رأس المال – النقل – وطرق المواصلات، ويتضمن تعبير رأس المال كل ما يساعد الإنتاج الزراعي من أدوات وخبرة، وعلى ذلك فإن الآلات والأدوات والمنشآت الزراعية نعد جزءاً من رأس المال.
وجدير بالذكر أن حاجة الإنتاج الزراعي إلى رأس المال تزيد كلما تقدمت أساليب الزراعة.
ويتميز رأس المال بقدرته على الانتقال، حيث تجذبه الأماكن التي تتوافر له فيها أرباح مضمونة، ويوصف رأس المال بأنه جبان وغير ميال للمغامرة .
ولقد أسهم رأس المال الأوربي في إقامة كثير من المزارع التجارية التي تقوم على أسس علمية في كثير من المستعمرات، وخصوصاً في الأقاليم المدارية المطيرة، مثل مزارع المطاط في الملايو ونخيل الزيت في نيجيريا ومزارع الموز في الصومال. ولقد أنفقت شركة الفواكه المتحدة الأمريكية ملايين الدولارات في إنشاء مزارع قصب السكر على سواحل أمريكا الوسطى وبعض جزر الكاريبي.
وتلجأ بعض الدول إلى معاونة المزارعين بالقروض والإعانات المختلفة، حتى يتوفر لديهم رأس المال اللازم لإنشاء المزارع، ومن أمثلة تلك الدول: المملكة العربية السعودية، حيث قدرت المبالغ المعتمدة لحساب الإعانات الزراعية ببلايين الريالات .
وتميل بعض الدول إلى الاستعانة برأس المال الأجنبي (تمويل خارجي)، وتصدر القرارات المشجعة للاستثمار مثل : الإعفاء الجزئي من الضرائب . ولقد استعانت مصر برأس المال الأجنبي في بناء السد العالي وهو مشروع ضخم أقيم لخدمة الإنتاج الزراعي .
أما عن النقل فهو عامل متمم لعملية الإنتاج الزراعي ويساعد في استغلال الأراضي الزراعية واستثمارها.
ومما يستحق ذكره أن كثيراً من المناطق الزراعية في روسيا وكندا لم تستغل في الزراعة إلا بعد مد طرق المواصلات . وجدير بالذكر أن نطاق القمح في الاتحاد السوفيتي يمتد لمسافة 5000 كم تقريباً من أوكرانيا حتى حوض نهر ينسى في آسيا، وما كان لهذا النطاق أن يمتد لولا توفر سبل النقل وطرق المواصلات .
أما بالنسبة لكندا فإن إنشاء هيئة السكك الحديدية التي ربطت بين مناطق الإنتاج وموانئ التصدير، قد كان لها دور كبير في التوسع في زراعة القمح .
وتعد مدينة ((ونيبج)) من أكبر مراكز تجميع القمح في العالم، وينقل منها القمح شرقاً إلى إقليم البحيرات، حيث تحمله ناقلات القمح ((سفن معدة لنقل القمح)) إلى مونتريال،
ويبدو دور النقل واضحاً في الحاصلات الزراعية القابلة للتلف والتي لا تتحمل النقل لمسافات طويلة مثل الخضروات، ولذلك نجد مزارعها تتركز قرب المدن والأسواق ، وغالباً ما تكون تلك الأسواق أسواقاً داخلية . أما بالنسبة للحاصلات الزراعية التي تتحمل النقل لمسافات طويلة  فتتميز باتساع أسواقها الخارجية مثل القمح والذرة والقطن وغيرها
وبالنسبة للأسواق فإن أثرها في الإنتاج الزراعي لا ينكر، والتسويق هو الذي تكتمل به عملية الإنتاج الزراعي، وهو بمثابة ((الحاكم)) الاقتصادي لقيمة الحاصلات، وقد يكون هذا الحكم لصالح بعض الحاصلات الزراعية فيتيح استمرار زراعتها، وقد تكف بعض المناطق عن زراعة غلات معينة إذا كان العائد الاقتصادي الناتج من زراعتها قليلاً .
وتتحكم الأسواق في إنتاج كثير من المحاصيل الزراعية، سواء أكانت حيوانية أم نباتية، كما أن الإقبال على استهلاك غلة معينة في منطقة ما، يشجع على زراعة هذه الغلة في المناطق القريبة من تلك المنطقة .
ويؤثر مستوى المعيشة في حجم الأسواق تأثيراً كبيراً، إذ إن القدرة الشرائية ترجمة صادقة وانعكاس أمين لمستوى المعيشة ، فكلما ارتفع مستوى المعيشة زادت القدرة الشرائية، وأدى ذلك إلى زيادة الاستهلاك واتساع حجم السوق .
على أن هناك عوامل أخرى تتحكم في ضيق السوق أو اتساعها، ومن بينها : عدد السكان ومستواهم الاجتماعي وعاداتهم الغذائية . وكلما زاد عدد السكان في قطر ما وارتفعت قوتهم الشرائية، وإذا لم يكن هناك من العادات والتقاليد ما يحول دون استهلاك بعض السلع ، زادت إمكانات توزيع هذه السلع.
السياسات الحكومية وأثرها في الإنتاج الزراعي
تعد السياسات الحكومية التي تتبعها الدول المختلفة ذات آثار بعيدة المدى في تنمية الإنتاج الزراعي وتقدمه. وتتميز الدراسات والأبحاث التي أجريت عن أثر السياسة في الإنتاج الزراعي بقلتها إلى حد ما قورنت بالدراسات التي أجريت عن أثر العوامل البشرية الأخرى في الزراعة.
ولقد أجريت عدة دراسات ربطت بين السياسات الاستعمارية وتوزيع الحاصلات الزراعية المدارية،  ومن أمثلة هذه الدراسات تلك التي أجراها ويبل Waibel حين ربط بين حدود انتشار المحاصيل وحدود النفوذ الاستعماري وأهداف السياسة الاستعمارية . ورأى ويبل أن تقسيم غربي أفريقيا إلى مستعمرات فرنسية وبريطانية قد أملته حاجة الدولتين إلى مصادر متنوعة من الزيوت النباتية، ففرنسا كانت بحاجة للفول السوداني، وبريطانيا في حاجة إلى زيت النخيل .
ولقد كان للسياسات الاستعمارية أثرها في انتشار زراعة الشاي والبن والكاكاو في المناطق المدارية، ومن قبيل السياسة الحكومية ما سنته الحكومة البرازيلية من قوانين لمنع تصدير بذور المطاط، إلا أن روبرت ويكهام wickham  المعتمد البريطاني تمكن سنة 1876م من تهريب 70 ألف بذرة وشتلة، حيث وزعت على المزارع في الهند وسيلان ثم صدرت إلى الملايو.
وتتدخل الحكومات أحياناً في تحديد المساحات الزراعية وأوقات زراعة المحاصيل .  ومما هو جدير بالذكر ان قرارات الحكومة في الولايات المتحدة الأمريكية أدت إلى انتقال نطاق القطن من الجنوب الشرقي إلى الجنوب الغربي، كما أدت إلى منع زراعة الدخان في الجنوب الشرقي.
ولقد رسمت السياسة الزراعية فيما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي منذ سنة 1965م على أن تتركز معظم زراعة القطن في آسيا السوفيتية بحيث يخصها نحو 90 في المائة من مناطق الزراعة بروسيا، وتخصص لروسيا الأوربية 10 في المائة من مساحة القطن.
 سياسة الأسعار Prices Policy
تلعب سياسة الأسعار دورا فاعلا في الانتاج الزراعي إذ تلعب كثير من الحكومات دورا كبيرا في التأثير على كمية الانتاج الزراعي من خلال التشري
عات ذات العلاقة بالأسعار للمنتجات الزراعية .
وتلجأ بعض الدول إلى سياسة تعزيز الأسعار إذا ما لاح في الأفق ما يهدد بهبوطها، ويتخذ ذلك التعزيز أشكالاً متنوعة مثل :
o        تقليل كميات المحاصيل المعروضة للبيع ولو اقتضى الأمر التخلص من الكميات الزائدة بالإحراق أو الإتلاف ،
o        أو بإلقائها في المحيط كما فعلت البرازيل حينما زاد محصول البن زيادة كبيرة، فاضطرت الحكومة إلى تخزين مقادير كبيرة وحرق جزء من المحصول واقتلاع ملايين الأشجار .
وتتبع بعض الدول تقديم الإعانات للزراعيين لتشجيع التوسع الزراعي، وقد تقتصر الإعانة على بعض المحاصيل المعينة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك دول منطقة الخليج العربي وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية
وتنقسم الإعانات الزراعية التي تقدمها المملكة العربية السعودية إلى قسمين :
إعانات إنتاج (إعانات مباشرة) تشمل الحبوب كالقمح والذرة والشعير والدخن والأرز والتمور،
أما الإعانات غير المباشرة فتتمثل في توفير عوامل الإنتاج، مثل : معدات الدواجن وإنتاج الألبان والأسمدة الكيماوية، ونقل الأبقار من الخارج بالطائرة، وتقديم الأعلاف المركزة بأسعار رمزية.
وتميل بعض الدول إلى التخفيض في إنتاج بعض الغلات الزراعية التي تلائمها الظروف الطبيعية والبشرية وتجود زراعتها، مما يؤدي إلى تفوق هذه الدول في إنتاج هذه المحاصيل . ومن أمثلة الدول المتخصصة في إنتاج بعض الغلات الزراعية، تخصص مصر في الأقطان طويلة التيلة، وتخصص البرازيل في البن، وكوبا في قصب السكر، وغانا في الكاكاو، وماليزيا في المطاط .
وتلعب العلاقات السياسية بين الدول دوراً هاماّ في الإنتاج الزراعي، وعلى سبيل المثال كانت بريطانيا هي المستورد الأول للقطن المصري حتى الحرب العالمية الثانية.
ويمكن أن يندرج تحت ما نسميه السياسة الحكومية ما أولته دول العالم من اهتمام بالزراعة لتوفير الغذاء، لاسيما بعد أزمة سنة1930م حين اجتاح الجوع والبطالة ملايين البشر.
وقد وضعت لجنة دولية القانون التأسيسي لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO) وتهدف المنظمة إلى تحسين الإنتاج الزراعي النباتي والحيواني، والاهتمام بموارد المياه والتربة، والغابات والحيوانات البرية وحيوانات الرعي. ويقع المقر الرئيسي في روما بإيطاليا، وللمنظمة مكاتب إقليمية في واشنطن والقاهرة وبانكوك، وريودي جانيرو، والمكسيك وسنتياجو.
ومن الأعمال التي قامت بها منظمة الأغذية والزراعة، إصدار أول إحصاء زراعي عن 100دولة سنة1950م،
وتعتقد أحياناً اتفاقات دولية لحماية الدول المنتجة لبعض الغلات الزراعية، مثل اتفاقية القمح الدولية التي عقدت سنة 1949م.
ومن قبيل التكتلات الدولية التي تهدف لتحقيق التكامل في المنتجات الزراعية، والتي تؤثر في الإنتاج الزراعي، السوق الأوربية المشتركة، وهي تفرض الضرائب على المحاصيل الزراعية التي تنتج دول السوق مثلها، وذلك لحماية المنتجات الزراعية بدول السوق الأوربية.
وقد أنشأت جامعة الدول العربية منظمة تهتم بشؤون الزراعة في الدول العربية، عرفت باسم ((المنظمة العربية للتنمية الزراعية))، وتبحث هذه المنظمة في تطوير الإنتاج الزراعي وتحسينه وتحقيق التكامل الزراعي الشامل بين الدول العربية.
الادارة العلمية  Scientific Management
إن العملية الانتاجية الزراعية تضم جهودا مختلفة في اختصاصات متباينة تصب جميعها في هدف مركزي ألا وهو زيادة الانتاج الزراعي ، الأمر الذي يستدعي بلورة البرامج والفعاليات المختلفة بالشكل المنطقي العلمي الذي يرفع من انتاجية وحدة المساحة بأقل كلفة مادية.
فعلى سبيل المثال : تهيئة التربة و واختيار المحصول المثالي والآلات الزراعية واستخدام المبيدات الحشرية لمكافحة المراض والحشرات كل هذه العمليات تتطلب تخطيط جيد وتنفيذ مبرمج للخطط الموضوعة.  وهذا يتطلب من الإدارة أن تكون على دراية تامة بما يحتاجه المحصول من عناية وما يحتاجه العاملون في الانتاج من رعاية وما يحتاجه المنتج من مخازن وتسويق وأسواق ونقل. وهذا يعني ضرورة توفر الإدارة العلمية العملية التي تشرف على مجموعة الأنشطة وبرامج العمل لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا النشاط الزراعي.

منتدى جامعة الملك فيصل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا