التسميات

الجمعة، 22 أغسطس 2014

محاضرات في جغرافية الزراعة .. المحاضرة السابعة ...

المحاضرة السابعة

أنماط ونظم الزراعة
         المقدمة
         أنماط الزراعة    :
o       الزراعة البدائية :

أ- الزراعة البدائية المتنقلةShifting Agriculture

          ب- الزراعة البدائية المستقرة
يتحدد نمط الزراعة على ضوء تفاعل مجموعة من عناصر الظروف الطبيعية من مناخ وتربة ونبات طبيعي ومظاهر سطح، مع مجموعة من العوامل البشرية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والكثافة السكانية. ولما كانت أجزاء العالم المختلفة تتباين تبايناً واسعاً في هذه الظروف والعوامل، فإن النتيجة المترتبة على ذلك هي تعدد الأنماط والنظم الزراعية.

وتنقسم الزراعة أولاً إلى قسمين رئيسين من حيث الأسلوب والمستوى، هما:
 أ- الزراعة البدائية
ب- الزراعة الراقية
لذا نخلص إلى أن أنماط ونظم الزراعة تختلف من مكان إلى آخر تبعا لمدى استغلال الإنسان للبيئة والأرض ومدى تكيفه معها وتنقسم الزراعة إلى عدد من الأنواع تختلف فيها مساحة الرقعة الزراعية وكثافة العمالة ونوع المحصول ومدى استقراره، وأخيرا النظام الاجتماعي فيها
أولاً – الزراعة البدائية
ويقصد بالزراعة البدائية تلك الزراعة التي تمارس بأساليب وطرق لا تختلف عن تلك التي اتبعها إنسان عصور ما قبل التاريخ، فهي بذلك نمط لايزال مستمراً منذ آلاف السنين . وتمارس الزراعة البدائية في نطاق كبير من أفريقيا، وفي بعض أجزاء من آسيا : كالأجزاء الداخلية من بورما وتايلند وفي بعض جزر الفلبين وإندونيسيا وفي أمريكا الوسطى والجنوبية. وتشغل الزراعة البدائية 62% من الأراضي الزراعية المدارية .
وتتميز الزراعة البدائية بأنها تعتمد على العمل اليدوي والوسائل الأولية البسيطة، كما أن إنتاجها لتلبية حاجات المزارعين الغذائية فقط.
ويمكن تقسيم الزراعة البدائية إلى نمطين فرعيين هما :
o        الزراعة المتنقلة، و
الزراعة البدائية المستقرة
أ‌-        الزراعة البدائية المتنقلةShifting Agriculture 
إن أهم ما يميز هذا النمط هو التنقل، أي أن الزراعة هنا تفقد أهم خصائصها وهو الاستقرار، حتى لقد وصفت هذه الزراعة بالزراعة المتجولة أو الرعوية Nomadic Cultivation  . ويرجع ذلك إلى أن الناس يستخدمون الأرض لفترة قصيرة ثم تترك الأرض لتستعيد قوتها بعد عدة سنوات، وأحياناً تترك لمدة 20 سنة . وقد عرفها بِلزرPelzer  بأنها نمط اقتصادي أهم سماته أنه يعتمد على دورة الحقول أكثر من اعتماده على دورة المحاصيل.
ولقد قدر عدد الذين يمارسون الزراعة المتنقلة سنة 1957م بمائتي مليون، يتنقلون في مساحة قدرت بنحو 33 مليون كم²، وهذه المساحة تعادل مثلي المساحة المزروعة بالمحاصيل آنذاك.
وتعرف الزراعة المتنقلة بتسميات عديدة جمع منها سبنسر J. E. Spencer  ثمانية وأربعين اسماً في الإنجليزية فقط منها :
o       زراعة البلطة
o       وزراعة القطع والحرق
o       وزراعة العصا الحافرة والزراعة المتذبذبة والزراعة المهاجرة.
وتعرف الزراعة المتنقلة في وسط الهند باسم داهيا : أو داهي وجارا، وفي تايلند باسم نابا Napa، وفي الملايو وإندونيسيا باسم لادنج Lading وفي شرقي جاوه باسم تيجال Tegal  وفي الفلبين باسم كاينجن  Caingin وفي اليابان وكوريا باسم كادن . وفي أمريكا الجنوبية باسم كنوكو Conuco  إذا كانت زراعة خضرية، وملبا Milpa  إذا كانت حبوب .
وتنتشر الزراعة المتنقلة في المناطق المدارية المطيرة، وتشغل45% من الأراضي الزراعية، وذلك في الغابات الاستوائية في حوض الأمازون والكنغو وفي بعض أجزاء من جزر اندونيسيا، وفي بعض أجزاء من الهند وسري لانكا جنوبي الصين.
وتمارس الزراعة المتنقلة تحت ظروف بيئية متنوعة، ويتلخص أسلوب ممارستها في تنظيف الأرض من أشجار الغابات أو السفانا، وذلك عن طريق قطع الأشجار بفأس والحشائش بسكين ثم تحرق البقايا ويخلط الرماد بالتربة. وتبذر البذور بكميات قليلة على التربة التي غطاها الرماد، وتستمر الزراعة بضع مرات، ويتوقف ذلك على عطاء الأرض، فلو كان إنتاجها قليلاً تترك حتى بعد سنة، وينتقل أصحابها إلى منطقة أخرى ولا يعودون إليها إلا بعد عدة سنوات، وبعد أن يظهر عليها النبات الطبيعي من جديد.
أما عن ملكية الأرض في هذا النمط الزراعي فهي ملكية القبيلة أو العشيرة، وللأفراد فقط حق الاستخدام، وللقبائل علامات يحددون بها الأراضي التابعة لهم، ومعظم هذه العلامات طبيعية كالتلال والأنهار والغابات، وأحياناً توضع علامات على الأشجار تحدد نطاق ملكية القبيلة. وتظل حقوق الفرد قائمة في استخدام الأرض بقدر استمراره في زراعتها، وتمنع الزراعة بالقرب من مناطق موارد المياه ومناطق استخراج الملح. وفي المناطق التي تتعرض لمياه الفيضانات، توزع الأراضي الخصبة الفيضية على القبائل حيث يخصص لكل قبيلة شريط من الأرض على جانبي الوادي .
ويختلف نصيب الفرد من الأراضي تبعاً لكثافة السكان وخصوبة الأرض، ومازال حتى الآن بعض جماعات تمارس الزراعة المتنقلة ولا تعرف التعامل بالمال بل يعتمدون على المقايضة كما هي الحال بين أقزام الكنغو والزنوج المجاورين.
ويعرف هذا النوع من المقايضة باسمSilent Trade  أي التجارة الصامتة أوDumb Trade  أي التجارة الخرساء ومنذ القرن التاسع عشر بدأت جماعات كثيرة من الزارعين المتنقلين في الزراعة من أجل البيع.
وقد تمارس الزراعة المتنقلة إلى جانب حرفة أو نشاط اقتصادي آخر، وعلى سبيل المثال يقوم زارعو الأرز المروي في سري لانكا بممارسة الزراعة المتنقلة التي تعرف باسم Chena  ، وتمارس جماعات البورو في حوض الأمازون الصيد والجمع إلى جانب الزراعة المتنقلة. وفي البنغال تمارس جماعة المونداMunda  ، وهي جماعات رعوية، الزراعة المتنقلة فيزرعون الأرز والذرة الرفيعة. 
إعداد الأرض للزراعة المتنقلة :
ومن أهم نتائج حرق الأشجار والحشائش تحطيم المواد العضوية في الأرض والأغصان المتراكمة على سطح التربة . ويؤدي حرق الأوراق والقش إلى أضرار أخرى منها أنه لو ترك فإنه سوف يحمي التربة من تأثير سقوط الأمطار ويزيد من تسرب الماء في التربة ويقلل من تصريفه،
ويقول ووترز Watters إن الحرق يضيف البوتاس إلى التربة (أهم عنصر ينتج عن الحرق) والفوسفات، ويؤدي إلى نقص في حموضة التربة، وهذا مهم بالنسبة للتربات الكهلة اللاتريتية.
 فترة الزراعة :
تختلف طرق الزراعة المتنقلة من منطقة إلى أخرى بسبب اختلاف الظروف الطبيعية والبشرية، حيث تزرع محاصيل عديدة ومتنوعة في نفس المنطقة المزروعة، وتٌجنى في أوقات مختلفة.
ويرجع السبب في تنوع المحاصيل المزروعة إلى الرغبة في تحقيق أكبر عائد مع أقل مجهود،
وتختلف المحاصيل الزراعية التي تزرع تبعاً للمناطق المختلفة، ففي مناطق الغابات نجد أن الحبوب هي المحصول الرئيسي غالباً، وتزرع معها بعض البقول والخضروات، وبعض النباتات الدرنية أو الموز. وفي مناطق الزراعة المتنقلة بغانا تزرع الحبوب في السنة الأولى، ثم الكاسافا في السنة الثانية
فترة الراحة أو التبوير Fallow Period  :
يختلف طول فترة الراحة من منطقة إلى أخرى وفقاً لعوامل كثيرة أهمها، وفرة الأراضي وكثافة السكان والهجرة وخصوبة التربة وغيرها.
وتترك الأرض في مناطق الغابات للراحة ما بين عشر وعشرين سنة، وربما تزيد المدة في المناطق التي يقل بها السكان.
وفي مناطق الحشائش تقل فترة الراحة عن عشر سنوات، وفي بعض مناطق التربات الرملية الفقيرة في زامبيا تجمع غصون الأشجار من المناطق المجاورة ونحرق مع الأشجار المقطوعة.
الزراعة المتنقلة في قارات العالم
يمارس نحو خمسين مليوناً من الآسيويين الزراعة المتنقلة في الهند وجنوب شرقي آسيا وجنوبي الصين.
وتسود الزراعة المتنقلة في المناطق المرتفعة، بينما تشغل الزراعة الدائمة المناطق السهلية المنخفضة. وأهم حاصلات الزراعة المتنقلة في أسيا : اليام والقلقاس والموز والأرز.
ويبني السكايSakai  في ماليزيا قراهم المؤقتة، ويمارسون الزراعة المتنقلة بالقرب من قريتهم، فإذا تدنى المحصول إلى مستوى معين انتقل الناس إلى منطقة جديدة وبنوا مساكنهم ويبدؤون في استغلال أراض جديدة. أما بالنسبة للزراعة المتنقلة في أفريقيا.
ولقد ميز مورجانMorgan  بين عدة أنماط من الزراعة المدارية في أفريقيا منها :
o       الزراعة المتنقلة الحقيقية، وهذه نادرة وتوجد في أجزاء من ساحل العاج والكاميرون،
o       وهناك زراعة متنقلة في وسط وشرقي أفريقيا تعتمد على تنظيم الأرض وزراعتها ثم إراحتها حتى تظهر النباتات الطبيعية مرة ثانية.
وأهم محاصيل الزراعة هنا الموز والكسافا والذرة واليام، وذلك في حوض الكنغو، وهي المحاصيل الأساسية. وإلى الشمال والجنوب من نطاق الغابات تزرع الذرة والسرغوم وهما من الحاصلات الهامة هنا
ويشير مورجانMorgan  إلى نمط من الزراعة الدورية أطلق عليه اسم Rotational bush fallowing  يسود معظم غربي أفريقيا وشمالي غانا وشمالي نيجيريا.
ويتميز هذا النظام بأن فترة الراحة لا تطول بحيث تؤدي إلى ظهور النباتات الطبيعية من جديد. ويستخدم هذا النمط الماشية في الزراعة ويستخدم روثها في التسميد.
ولا تزال الزراعة المتنقلة ذات أهمية، خاصة بالنسبة للمناطق التي يشغلها الهنود الحمر والبعيدة عن تأثير الأوربيين، ولازالت الزراعة المتنقلة تشغل حتى الآن20% من أراضي المحاصيل بالمكسيك
ويمكن أن نميز بين نمطين من أنماط الزراعة المتنقلة في أمريكا اللاتينية، يطلق على النمط الأول روكاRoca  على ساحل الكاريبي، ويتميز هذا النمط بفترة راحة طويلة، وتطهر الغابة من نباتاتها بالقطع والحرق، وتستغل الأرض لمدة ثلاثة أعوام ثم تترك لتستريح.
وفي المناطق المرتفعة ذات الانحدارات الشديدة تُمارس زراعة (باربيشوBarbecho ) حيث تجري بعض الترتيبات لإعداد التربة بع عملية الحرق، ويتميز هذا النمط الزراعي بأن فترة الراحة ليست طويلة،  وتنتشر الزراعة المتنقلة في أمريكا الوسطى بالمناطق المرتفعة كما في جواتيمالا، وفي المناطق السهلية كما هي الحال على ساحل الكاريبي. وإلى الشرق من جبال الإنديز تمارس الجماعات الهندية في حوض الأمازون الزراعة المتنقلة.
وفي جنوبي أمريكا الوسطى وفي الأراضي المنخفضة المدارية تعتمد الزراعة المتنقلة على النباتات الدرنية مثل المانيوق والبطاطس، وتعرف هذه الزراعة الخضرية بالكنوكو Conuco  وهي نمط من الزراعة الخضرية، وعلى النقيض فإن زراعة الملبا Milpa تعتمد أساساً على الحبوب
أثر التطورات الحديثة في الزراعة المتنقلة :
تأثرت الزراعة المتنقلة بكثير من التطورات الحديثة،
o       انتهاء الحروب القبلية.
o       مكافحة الأوبئة.
o       القضاء على تجارة الرقيق، كل هذه عوامل أدت إلى زيادة السكان وبالتالي زاد الضغط على استغلال الأرض، فنقص مدة راحة الأرض وبالتالي قلت الخصوبة لأن الأرض لم تمهل حتى تسترد خصوبتها.
o       أدى الاستعمار إلى تحويل كثير من مناطق الزراعة المتنقلة إلى زراعة مستقرة كما هي الحال في جنوبي روديسيا وكينيا . ولقد اتجهت الزراعة المتنقلة إلى إنتاج المحاصيل النقدية.
ب- الزراعة البدائية المستقرة   
وهي نمط من الزراعة التي تعتمد على الأساليب البدائية لكنها تتميز بأنها مستقرة ولا تسهم إلا بنصيب ضئيل في التجارة .
وعموماً تشغل الزراعة البدائية المستقرة 17% من الأراضي الزراعية المدارية، ولقد تحول كثير من أراضي الزراعة المتنقلة إلى زراعة دائمة مستقرة، وتسود الزراعة البدائية المستقرة في المناطق المدارية المرتفعة في الأحواض المنتشرة بين الجبال.
ويسود نمط من الزراعة البدائية يعرف بنظام لاي Lay  ، ويتلخص هذا النظام في زراعة الأرض عدة سنوات، ثم تترك عدة سنوات وتزرع بها بقول وتنمو بها الحشائش وتستغل في رعي الماشية.
 ولا ينتشر هذا النمط في المناطق المدارية المنخفضة، ويوجد في مرتفعات كينيا وروديسيا . وتنتشر الزراعة البدائية المستقرة في كثير من أقطار العالم العربي في بلاد المغرب العربي والصومال.
وهناك زراعة على مياه الأمطار تعتمد على الأساليب البدائية، وتقدر مساحة الأراضي الزراعية التي تعتمد على الأمطار في العالم العربي بنحو (78% من الرقعة الزراعية).
ومن أنماط الزراعة البدائية المستقرة، الزراعة المعتمدة على ري الأفلاج، وتعرف هذه القنوات بأسماء مختلفة مثل : الفجارات في شمالي أفريقيا، والفلج في شيه الجزيرة العربية، والكارزات في باكستان وأفغانستان.

منتدى جامعة الملك فيصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا