التسميات

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

إقليم البطنان : دراسة جغرافية .. 2 - المناخ ...

   2.العوامل الطبيعية
1.2. المناخ :
   يُعد المناخ من أهم عناصر البيئة الطبيعية التي تحدد إمكانات النطاق الطبيعية والبشرية، كنتيجة لتفاعــل عناصر المناخ مع بعضها بعضاً من علائق تؤدي إلى تسيير عملية النظام المناخي، الذي يؤثر بدوره في تنوع الحياة في النطاق بصفة عامة.
1.1.2 العوامل المؤثرة في مناخ النطاق المحلي / البطنان  :
       إن مناخ أية منطقة مـا هو إلا محصلة لتفاعـل جملة من العوامل، التي تتضافر مع بعضها بعضاً لتضفي خصــائص مناخية معينة تـميزها عن غيرها من النطاقات الأخر، ويمكن أن نـميز بين مجموعتين من العوامل التي تؤثر في مناخ النطاق المحلي / البطنان كما يأتي :-
أولاً: العوامل الجغرافية الثابتة : 
‌أ-  الموقـــع :
   يقع النطاق المحلي / البطنان بين دائرتي عرض  32° و 28° شمالاً وبين خطي طول 25° و 22° شرقاً، ونتيجة لهذا الموقع فإن النطاق يقع ضمن المنطقة المعتدلة، المتأثرة بحركة المنخفضات الجوية المتوسطية المتحركة من الغرب إلى الشرق شتاءً، حيث يكون البحر المتوسط خلال تلك الفترة من السنة، منطقة مفضلة لنشأة وتطور المنخفضات الجوية، التي تحيط بها المرتفعات الجوية.
   أما خلال فصل الصيف فتتزحزح النطاقات العامة للضغط الجوى والرياح نحو الشمال، وتؤدي هذه الزحزحة إلى وقوع المنطقة ضمن نطاق الضغط المداري المرتفع، وهذا ما يكون سبباً في ارتفاع درجات الحرارة، وقلة الغيوم، والهدوء النسبي للرياح كما أن وقـوع المنطقة عند دائرة عرض 32º شمالاً، أثر في كمية وشدة الإشعاع الشمسي الواصل إليها، فخلال فصل الصيف تسقط الأشعة الشمسية بزاوية شبه عامودية حوالي 80º وهذا ينعكس بدوره في الرفع من معدلات درجات الحرارة، وجفـــاف الهـواء، خاصة في المناطق الـداخلية من المنطقـة، وذلك بخـلاف ما يحدث في فصل الشتـاء، وعلى الــــرغم من التأثيــر الكبير لعـامـل الموقع، واختلاف مظاهر سطح الأرض، ومدى القرب من البحر، إضافة إلى عامل الارتفاع، توفر ظروفاً تسهم في إيجاد تباينات مناخية محلية داخل النطاق.
‌ب- التضاريس والارتفاع :
   التضاريس أكثر العوامل تأثيراً في إحداث التباين المكاني لعناصر المناخ، خاصة عنصر المطر، وهذا ينطبق على النطاق، حيث يتخذ التوزيع الجغرافي للأمطار شكل نطاقات دائرية، تبرز قمتها عند الجهات المرتفعة المواجهة لحركة الرياح الرطبة، وتجدر الإشارة إلى أن عامل الارتفاع ليس هو العامل المحدد الوحيد للتباين المكاني لعناصر المناخ فوقوع المنطقة في نطاق ظل المطر أو بشكل موازٍ لحركة الرياح الرطبة، يضعف من تأثير عامل الارتفاع، ولهذا فإن معدل الأمطار في منطقة مرتوبة على بعد حوالي 20 كم جنوب شرق درنة يبلغ 154 مم، على الرغم من ارتفاعها عن مستوى سطح البحر بحوالي 250 متراً.
‌ج- تأثير البحـــر :
           يسهم البحر في تلطيف درجات الحرارة، وزيادة نسب الرطوبة في الهواء، ومن ثـَمَﱠ زيادة كمية الأمطار المتساقطة، فكلما اتجهنا نحو الداخل يقل نطاق نسبة البحرية، ويزداد نطاق القارية، وذلك تبعـــــاً للبعد عن المؤثرات البحرية من ناحية، وللوقوع داخل نطاق ظل المطر من ناحية أخرى، ولهذا فإنه يتم الانتقال من النطاق شبه الجاف إلى النطاق الجاف، في مسافة لاتتعدى 50 كيلومتراً بالاتجاه من الساحل إلى داخل النطاق.
ثانياً : العوامل الديناميكية أو السينوبتكية :
تتمثل في مجموعة من العوامل السينوبتكية المرتبطة بدورة الغلاف الجوي فوق حوض البحر المتوسط وأوربا، التي تؤثر على مناخ ليبيا بصفة عامة، ويمكن تحديدها فيما يأتي :- 
1. المنخفضات الجوية والكتل الهوائية :
يتأثر       مناخ النطاق بالمنخفضات الجوية التي تمر به خاصة خلال فصل الشتاء، ويؤدي وصول المنخفضات الجوية إلى المنطقـة بين الحـوض الشرقــي والحوض الأوسط  من البحر المُتوسط، إلى تأثر النطاق بصفة عامة بكتل هوائية مُختلفة.
Ÿ المنخفضات المتوسطية :
هي      منخفضات جوية تتكون و تتطور، وأحياناً تمتلئ فوق البحر المُتوسط نظراً لدفء مياهه خلال فصل الشتاء .
Ÿ  المنخفضات الخماسينية :
           تتكون قرابة أربعة عشر منخفضاً من هذا النوع من المنخفضات، أو ما يعادل 17 % من مجموع المنخفضات التي تتكون في حوض البحر المتوسط بأكمله، ويكثر تكون تلك المنخفضات في فصل الربيع، حينما تنخفض درجة حرارة مياه البحر المتوسط مقارنة باليابسة، وجبهة المتوسط التي تنشأ عليها معظم المنخفضات تكون قد تزحزحت نحو الجزء الجنوبي الغربي من الصحراء الكبرى .
2.  حالة الطقس في طبقات الجو العليا :
          أن حالة الطقس السطحية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحالة الطقس في طبقات الجو العليا، ولهذا فمن أجل التوصل إلى فهم وتحليل صحيح للظواهر الجوية ينبغي قراءة وتحليل خرائط الطقس السطحية وخرائط الطقس العليا.
3. التيارات النفاثة :
          هي رياح ذات سرعة غير اعتيادية تصل في أقصاها إلى حوالي (500 كم / ساعة ) في مركز أخدود التيار، ويعود تشكيل هذه التيارات إلى التباين في توزيع الطاقة بين العروض الدنيا والعليا، وقد تبين أنها تؤثر على تحديد مناطق نشأة المنخفضات الجوية، ومساراتها التي توزع مراكز الضغط.
2.1.2 تحليل عناصر المناخ في النطاق المحلي / البطنان :
            إن محطات الأرصاد في النطاق المحلي لا تقيس عنصر الإشعاع الشمسي، وإنما تقيس عدد ساعات سطوع الشمس، وبما أن العلاقة وثيقة بين الإشعاع الشمسي وعدد ساعات السطوع، فإن ذلك يبرر استخدام عدد ساعات سطوع الشمس في تقدير الإشعاع الشمسي، الجدول(1.2) .

الجدول(1.2): المُتوسط الفصلي للإشعاع الشمسي وعدد ساعات سطوع الشمس 
وكمية السحب في طبرق والجغبوب

الفصل
طبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرق
الجغبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوب
عدد ساعات
سطوع الشمس
الإشعاع الشمسي
كالوري / سم² / يوم
كمية السحب
بالأوكتس  Okts
عدد ساعات
سطوع الشمس
الإشعاع الشمسي
كالوري / سم² / يوم
كمية السحب
بالأوكتس  Okts
الشتاء
6.18
232
3.82
7.74
291
2.36
الربيع
8.66
512
2.92
9.46
559
1.99
الصيف
11.52
668
1.68
11.8
684
2.37
الخريف
8.46
449
2.73
9.45
502
1.32
المتوسط
8.7
465
2.78
7.25
509
2.01
المصدر: المركز الوطني للأرصاد الجوية / طرابلس.
   يتضح من الجدول السابق أن المتوسط السنوي للإشعاع الشمسي في محطتي طبرق والجغبوب وصل إلى 465 و 509 كالوري/ سم² / يوم، على التوالي، وبذلك يقع النطاق المحلي في المناخ شبه الجاف في طبرق، والمناخ الجاف في الجغبوب، حيث يزيد معدل الإشعاع الشمسي عن المتوسط العام الثابت لسطح الأرض، وهو 0.250 كالوري / سم² / دقيقة، ويرجع تباين قيم الإشعاع الشمسي الفصلي إلى سببين هما:
زاوية سقوط أشعة الشمس:
       تختلف زاوية سقوط أشعة الشمس من مكان لآخر، تبعاً لاختلاف الموقع الفلكي، حيث تتأثر بدرجات العرض، في كل من الانقلابين الصيفي والشتوي والاعتدالين.
     ويعد فصل الشتاء أقل فصول العام من حيث الإشعاع الشمسي الذي يزداد في جنوب نطاق البطنان المحلي عن شماله، وذلك لقربه من خط الاستواء، حيث تصل درجة العرض إلى 28° .
نسبة تغطية السماء بالغيوم:
   يعد التغييم أهم العوامل التي تؤدي إلى خفض ساعات سطوع الشمس، ويختلف التغييم من جهة لأخرى تبعاً لضوابط كثيرة، أهمها نوع وطبيعة تكوّن السحب المختلفة، والقرب والبعد عن سطح البحر، والتضاريس، واتجاه وخصائص الرياح، وتحجب السحب حوالي 25 % من مجموع الإشعاع الشمسي، وقد يرتفع ما تحجبه إلى 90 % في بعض الحالات، حيث ترتبط بهبوب كتل هوائية رطبة على نطاق البطنان المحلي في الانقلاب الشتوي، وتقل هذه الكتل الهوائية في الانقلاب الصيفي، إذ يقع النطاق ضمن منطقة الضغط المرتفع، المميز بصفاء السماء، وقلة الغيوم، وارتفاع معدلات الإشعاع الشمسي.
      وبدراسة عدد ساعات سطوع الشمس وجد أنه متباين على مدار العام، وإن وصل لأقصاه خلال الانقلاب الصيفي 11.52/ ساعة، و 11.8/ ساعة، في طبرق والجغبوب على التوالي، ويرجع ذلك إلى أن الانقلاب الصيفي تقل فيه نسبة التغييم، وتبلغ زاوية سقوط أشعة الشمس أكثر من 80°، وعلى العكس من ذلك تزيد نسبة التغييم في الانقلاب الشتوي، وتصل زاوية سقوط أشعة الشمس إلى 34.5°.  الشكل ( 1.2 ) . 
الشكل (1.2): المسار السنوي لعدد ساعات سطوع الشمس وكمية السحب في نطاق البطنان المحلي.



 المصدر:المركز الوطني للأرصاد الجوية،طرابلس،2005 م.

مصلحة التخطيط العمراني - مشروع إعداد مخططات الجيل الثالث (2000 - 2025 م ) النطاق المحلي - البطنان - تقرير الوضع القائم - مكتب العمارة للاستشارات الهندسية - بنغازي - نوفمبر 2007 م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا