مجلة المخطط والتنمية
المخطط والتنمية :مجلة
علمية متخصصة محكمة
يصدرها المعهد العالي
للتخطيط الحضري والاقليمي
جامعــــة بغـــــداد
العدد (السادس عشر) السنة الحادية عشر
١٤٢٨ هـ -٢٠٠٧ م
# تحديد مستويات التفاعل
بين استعمالات الأرض الحضرية باعتماد تقنيات التحليل المكاني (منطقة الدراسة مدينة النجف الأشرف)
أ. د. كامل كاظم
الكناني
د. مصطفى عبد الجليل
ابراهيم ١- ٣١
# كفاءه توزيع الخدمات
التعليميه في منطقة الاعظمية
The Efficiency of the
Distribution for Educational Services
in Al-Athamiyah area
أ.م.د نجيل كمال عبد
الــــــــــــرزاق
م.م نغم فيصل يوسف
الجامعة التكنولوجيـة
- قسم الهندسة المعمارية
٣٢ - ٥٣
# نحو سياسة لامركزية للتخطيط في العراق
حسين تركي الزبيدي
مدرس مساعد/معهد
التخطيط الحضري والإقليمي - جامعة بغداد
٥٤-٦٦
# استخدام نموذج المستخدم – المنتج
Input – Output
Model
في بناء الخطة
الاقتصادية باستخدام الحاسوب
د. باسل أحمد خلف
مدرس في جامعة بغداد
المعهد العالي للتخطيط الحضري والإقليمي
٦٧ - ٨٣
# دور العلاقات الوظيفية في تحديد الأقاليم
د.جمال باقر مطلك
السعدي
٨٤
- ٩٦
# الطرق والأساليب في تثبيت
الكثبان الرملية ومكافحة التصحر
أ.د. حيدر عبدالرزاق
كمونة
٩٧ - ١٢٨
# الملامح المعمارية
والتخطيطية لمدينة درنة (المنطقة المركزية)
د.ناصر الشمري
عبدالرحيم حسين
١٢٩- ١٥٨
تحديد مستويات التفاعل بين استعمالات الأرض الحضرية باعتماد تقنيات
التحليل المكاني
(منطقة الدراسة مدينة النجف الأشرف)
أ. د. كامل كاظم الكناني
د. مصطفى عبد الجليل
ابراهيم
الملخص :
إن الــدارس لتكوينــات بنيــة المدينــة والعناصــر المكونــة لهــا،
سيتحســس بوضــوح العلاقــات غيــر المرئية، التي تقف وراء تحديد الاشكال المختلفة
للفعاليات الحضرية، المحددة بـدورها للخصوصـية العامــة للأنماط العمرانيــة فــي
تلــك المدينــة، التــي ســتتباين بوضــوح بحســب المكــان فــي المدينــة. إن
هذه العلاقات ستكون متجسدة بصورتها الحقيقية في التفاعلات بـين اسـتعمالات الأرض
المختلفـة، وما يطرأ عليها من تغيير سـيكون نتيجـة لانتظامهـا بشـكل كيانـات فـي
مجـاميع مسـتقلة، قـد تشـترك مع بعضها بقسم من العناصر المكونة لها.
لذلك فـإن عمليـة السـيطرة علـى التفـاعلات الوظيفيـة بـين اسـتعمالات الأرض
الحضـرية وإدراك الآليـــــات التـــــي تـــــتم بهـــــا، فـــــي ضـــــوء
علاقاتهـــــا بالتكوينـــــات المنظوماتيـــــة للمجتمـــــع (الاقتصـــــادية،
الاجتماعيــة، السياســية، والثقافيــة)، فضــلاً عــن ضــرورة استكشــاف هــذه
العلاقــات ومحاولــة تنميطهــا ضمن تفاعلات قابلة للقيـاس والمقارنـة، باعتمـاد
مجموعـة مـن العناصـر الملموسـة والمقيسـة واقعـاً، هــو مــا تمحــورت حولــه
المشــكلة التــي نهــض بهــا البحــث. ذلــك بــافتراض وجــود علاقــة مباشــرة
بــين التكوينات المنظوماتية للمجتمع وما تحتويه من عناصـر وبـين مـا تتبلـور عنـه
منظومـة اسـتعمالات الأرض الحضرية.
فكان هدف البحث مرسوما من محاولته لإيجاد الأسـلوب والمنهجيـة اللـذان
يمكنانـه مـن تحديـد طبيعــــة ونــــوع التفاعــــل وكيفيــــة تقيـــــيسه، اخــــذاً بالحســــبان كافــــة العناصــــر المــــؤثرة فــــي التكوينــــات
المنظوماتيـــــة وعلاقاتهـــــا باســـــتعمالات الأرض، للوصـــــول إلـــــى
إنشـــــاء دالـــــة وظيفيـــــة تقـــــدم لمعـــــدي المخطــــط
الأساســــي أداة لتنظــــيم التفــــاعلات الوظيفيــــة بــــين اســــتعمالات
الأرض الحضــــرية لجعلهــــا ضمن تصورات واضحة تمكن المخططين من رسم سياسات
تطويرية فاعلة ذات مرونة مـع الـزمن وقدرة لاستيعاب المستجدات والمتغيرات المحدثة.
وســعياً مـــن البحــث فـــي اختبـــار فرضــيته اعتمـــد منهجيــة خاصـــة
فـــي التحليــل الكمـــي المقـــارن، تكونــــت مــــن خــــلال الــــدمج
بــــين النمذجــــة الرياضــــية والإحصــــاء الســــلوكي مــــع تقنيــــة
تحليــــل البعــــد المكــاني، وتمثــل ذلــك باســتخدام
أســلوب التحليــل العــاملي وتقنيــة نظــم المعلومــات الجغرافيــة GIS.
واعتمــــدت هــــذه المنهجيــــة فــــي تحليــــل منطقــــة
الدراســــة مــــن خــــلال تجزئتهــــا إلــــى مجمــــوعتين مــــن
العناصـــــر، تمثـــــل الأولـــــى البعـــــد المكـــــاني فـــــي علاقـــــات
التفاعـــــل الـــــوظيفي لاســـــتعمالات الأرض الحضرية، في حين توضح الثانية
البعد الوظيفي لتلك العلاقات.
كفاءه توزيع الخدمات
التعليميه في منطقة الأعظمية
The Efficiency of the
Distribution for Educational Services
in Al-Athamiyah area
أ.م.د . نجيل كمال عبد
الــــــــــــرزاق
م.م . نغم فيصل يوسف
الجامعة التكنولوجيـة
- قسم الهندسة المعمارية
ملخص البحث :
من الفعاليات و الخدمات ذات التأثير الكبير في حياه المدينة والمجتمـع هـي الخـدمات التعليميـه و التــي تعــد أداة فعالــه مــن أدوات
البنــاء الحضــاري والاجتمــاعي و دورهــا فــي تنميــة الثقافــه وتطورهــا وفي
تحديد الملامح العامة للمجتمع .
ولذا فإن التخطيط للخدمات التعليمية يعتبر ضـرورة حتمتهـا الظـروف
الاجتماعيـة و الاقتصـادية و الثقافية التي يعيشها مجتمعنا العربي بصورة عامة و
المجتمع العراقي بصورة خاصـة وتشـكل أبنيــه الخــدمات التعليميــة و توزيعهــا
فــي بغــداد توزيعــاً متوازنــاً يقــدم دلائــل و مؤشــرات نحــو تــأمين تكــافؤ
الفــــرص التعليميــــة إضــــافة إلــــى و جــــوب ارتبــــاط هــــذه
المؤسســــات بالبيئــــة المحليــــة لتكــــون تفــــاعلا اجتماعيا ايجابيا.
و مــن هنــا أهــتم البحــث بتحليــل كفــاءة مواقــع الخــدمات
التعليميــة فــي منطقــة الأعظميـة وصــولاً إلــى مشكلة البحث و المتمثلة في
الحاجة العلمية لمعرفة نـواحي القصـور فـي مواقـع الخـدمات التعليميـة و توزيعها
توزيعاً عادلاً حسب متطلبات خطة التنمية التربوية.
ABSTRACT
The educational service
one of activities which have great effect in the city life and it's community
which considered as an affective instrument for the social and civilized
construction and its role in the development of culture and determining the
general features of the society. Therefore planning for educational
service is considered as a necessary for economical, social and cultural
conditions in the Arab community lives in general and the Iraqi community in
special.
The educational service
buildings and distribution forms an insurmountable obstacle in the urban areas.
So the balance distribution in Baghdad presents an indication to ensure the
equality of educational opportunities besides
the correlation of these institutes with the domestic environment to make a
positive social interaction.
From this point we
can consider the educational services in AlAthamiyah area face such problem
which this research will studied the need of the education and coordinating
between potentially and expected distributing for the educational
planning.
نحو سياسة لامركزية
للتخطيط في العراق
حسين تركي الزبيدي
مدرس مساعد/معهد التخطيط
الحضري والإقليمي
جامعة بغداد
المستخلص :
يشهد العراق تحولاٍ سياسياً مهماً وتاريخياً من نظام الحكم المركزي
الشمولي إلى نظام الحكم اللامركزي الذي يقضي بتفويض صلاحيات واسعة للحكومات
المحلية في المحافظات والمدن العراقية. ويهدف هذا التحول إلى تطوير وتحسين مستوى
الخدمات المقدمة للسكان، الأمر الذي يضع على عاتق الباحثين والأكاديميين مسؤولية
كبيرة في رفد الجهات المعنية بالدراسات والبحوث التي تهدف إلى وضع الأطر العلمية
لعملية التحول هذه بما يضمن أفضل النتائج.
يهدف هذا البحث إلى اقتراح سياسة للتحول اللامركزي في مجال التخطيط الحضري
والإقليمي في العراق، كما يتضمن البحث برنامج مقترح للتحول مع تحليل للعلاقات
الجديدة بين مستويات السلطات التخطيطية القائمة على الديمقراطية والحوار وتوصيف إنسيابية العملية التخطيطية من الأسفل إلى الأعلى.
Abstract :
Iraq is changing from
the centralized system of governance to the decentralized system, which assumes
devolution of more authorities to the local governments of Iraqi provinces and
cities. This puts a responsibility on the academics to produce more research
work on the best framework for this change, to ensure the best results.
The main objective of
this research is to suggest a policy for the decentralized transformation in
domain of Urban and Regional Planning in Iraq. A suggested program for the
transformation is involved in the paper as well, with analysis for the new
relationships between different levels of planning authorities depending on
democracy. In addition, a description for planning process flows from bottom to
top.
استخدام نموذج المستخدم
– المنتج
Input – Output
Model
في بناء الخطة
الاقتصادية باستخدام الحاسوب
د. باسل أحمد خلف
مدرس في جامعة بغداد
المعهد العالي للتخطيط
الحضري والإقليمي
المقدمة
ترجـــع نشـــأة هـــذا الأســـلوب فـــي التحليـــل إلـــى
فرانســـوا كينـــاي (١٧٧٤-١٦٩٤) زعـــيم مدرســـة الطبيعيـــين الـــذي قدمـــه
فـــي الجـــدول الاقتصـــادي Tableau Economique ولقـــد تطـــور هـــذا
الأسـلوب علـى يـد كـارل مـاركس فـي تحليلاتـه للعلاقـات الإنتاجيـة
(Departmental Schema) وطبيعــة هــذه
العلاقــات فــي نمــوذجي "تكــرار الإنتــاج البســيط والموســع". ويرجــع الفضــل فــي تطــوير الصورة الحاضرة لهذا النوع من التحليل
الاقتصادي إلى الاقتصادي الروسي
فاسيلي ليونتيف . Leontif
ويشيع استخدام هذا النموذج التحليلي فـي وضـع الخطـط
الاقتصـادية فـي الـدول الناميـة .(٨٦ص،١م) ١.
وتوجد عدة أنواع من نماذج المـدخلات والمخرجـات، مثـل النمـوذج
السـاكن والنمـوذج المتحـرك والنماذج الاقليمية وغير ذلك. إلا أن بحثنا هذا سيقتصر
على النمـوذج السـاكن المفتـوح وهـو الـذي وجــد مجــالات فــي التطبيــق
العملــي. ومــن المعــروف أن لفظــة ســاكن تطلــق علــى النمــاذج التــي لا
تأخذ الزمن صراحة فـي الحسـبان. وهـذا النمـوذج لا يظهــر التـراكم الرأسمالي عبـر
الـزمن. أمـا لفظـة مفتوح فيقصد فيها وجود عدد مـن المتغيـرات ( وهـي أساسـا
مكونـات الطلـب النهـائي ) تحـدد خـارج النموذج ( م ص٤٨/٤٧ ،٢).
ويهدف بحثنا هذا إلى التركيز على أهم استخدامات نموذج المستخدم / المنـتج
فـي بنـاء خطـة الاقتصاد الوطني، ولا نرغب هنا في الإطالة في كيفية بناء النموذج و ما هي مشاكله ومزاياه.
دور العلاقات الوظيفية
في تحديد الأقاليم
د.جمال باقر مطلك السعدي
المستخلص:
يعرف الإقليم بالبعد المكاني الذي يتكون من مجموعة من المستقرات (مدن
وقرى)، ويتطلب مفهوم الإقليم توفر شروط حول طبيعة العلاقات الوظيفية والتأثير
المتبادل للمستقرات ضمن الإقليم.
إن أي إقليم لا بد أن يقوم على أساس الترابط والتفاعل بين المدينة الأم وما
حولها من ريف ومدن، وحينما يكون الترابط قويا والتفاعل واضحا فان ذلك يساعد على
تحديد الإقليم.
تقسم الأقاليم على أسس مختلفة، فهناك الأقاليم المتجانسة من الناحية
الجغرافية أو القومية، وهناك أقاليم ثقافية تريد أن تحافظ على ثقافتها من ناحية
اللغة أو الدين، وهناك أقاليم إدارية تهدف إلى إدارة المكان، وأقاليم اقتصادية
تعتمد على الموارد الطبيعية، وهناك أقاليم تتمحور حول مدن رئيسة أو مدن
متروبوليتانية.
ينص الدستور وفق المادة
(١١٥) على ما يأتي: يحق لكل محافظة أو أكثر، تكوين إقليم بناءً على طلب في
الإستفتاء عليه.
السؤال المطروح في هذه
المرحلة: ما هو الإمتداد الذي يحدد حدود الإقليم؟ .
وهل إن الحدود الإدارية
للمحافظات يمكن أن تحدد الإقليم؟ .
وكيف يكون الحل إذا ما
أرادت محافظة أو مدينة ما أو إقليم ثانوي معين أن ينضم إلى هذا الإقليم أو ذاك؟ .
لأغراض هذا البحث تم اختيار مدينة المحمودية أنموذجا للتعرف على موضوع
حدودٕ نها مرت خلال المدة السابقة إلى أكثر من عملية تغيير إداري، فهي تارة
الإقليم خصوصا وإنها تكون ضمن الحدود الإدارية لمحافظة بغداد وتارة أخرى ضمن
الحدود الإدارية لمحافظة بابل كما حصل عام ١٩٨٧، ثم عادت لتنضم إلى محافظة بغداد
في بداية التسعينات.
تم استخدام بعض الأساليب الإحصائية والرياضية لغرض قياس إقليم
المدينة ومناطق نفوذ المدن الرئيسة، على أمل اعتمادها مستقبلا في تحديد الأقاليم .
توصل البحث من خلال مقياس عدد الرحلات إلى إن مدينة المحمودية ترتبط
ارتباطا وثيقا بمدينة بغداد، وهو ما كان متوقعا كون مدينة بغداد هي العاصمة ومركز
ثقل سكاني كبير وفيه تتجمع كافة الفعاليات التجارية والصناعية والتعليمية والصحية.
وباستثناء مدينة بغداد فقد ظهر أن مدينة كربلاء هي الأكثر ارتباطا مع مدينة
المحمودية، ثم تأتي مدينة النجف بالدرجة الثانية واخيراً مدينة الحلة. توصل البحث
إلى مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات ذات العلاقة.
الطرق والأساليب في
تثبيت الكثبان الرملية ومكافحة التصحر
أ.د. حيدر عبدالرزاق كمونة
المقدمة :-
أحــد الجوانــب التطبيقيــة لعلــم البيئــة يتضــمن دراســة
إمكانيــة منــع تــدهور الإنتــاج البيولــوجي لــلأرض مع اتخاذ مختلف الوسائل
والتقنيات العلمية لدفع عجلة هذا الإنتاج إلـى أعلـى معـدل دائـم لـه وهـذا ما
يسميه علماء التنمية بمحاربة ظاهرة التصحر.
التصحر ظاهرة بايو فيريقية تتعاظم تعاظماً ذاتياً وكأنما
تتغذى على نفسها ويدل التصـحر بتـدهور إنتــاج الأرض حيــث تصــبح الأنشــطة
الإنســانية غيــر مناســبة فــي درجتهــا ونوعيتهــا وقــد يرجــع هــذا إلــى
نقــص فــي المعــارف أو فــي الخبــرة البيئيــة أو نقــص فــي الطرائــق البديلــة
لاستغلال المــوارد أو السعي إلى تكثيف المكاسب القصيرة الأجل على حساب الإنتاجية
في مدى قصير الأجل.
إننــا لا نريــد إظهــار الإنســان علــى أنــه مســتغل وجــائر فــي
تعاملــه مــع البيئــة بحكــم قبولــه التحــدي البيئـــي ومحاولاتـــه التـــي
يبـــذلها لتـــرويض وإخضاع عناصـــر البيئـــة الطبيعيـــة بالشـــكل الـــذي
يحقـــق طموحاتـه وآمالــه. إلا إننــا وبالقــدر الـذي يفرضــه علينـا مبــدأ
حفــظ التـوازن البيئــي مـن خــلال العلاقــة بين الإنسان والبيئة، نجد
أنفسنا أمام أمر لابد منه، وهو ضـرورة اسـتخدام عاقـل ورشـيد لخلـق بيئـة متوازنة
قادرة على العطاء، بل العطاء المستمر من أجل مسيرة الحياة دون يأس أو مخـاطر.
وهـذا المحــور الــذي تــدور اليــوم حولــه كــل الجهــود البشــرية.
ومشــكلة التصــحر التــي بصــدد دراســتها هــي واحدة من المشاكل, بل تعتبر من
أخطر المشاكل البيئية التي أصبح يواجههـا الإنسـان خاصـة فـي العقود الأخيرة من
هذا القرن نتيجة لتعامله الغير العاقل مع بيئته وخاصة البيئـة الجافـة التـي تتسـم
بنظم بيئية هشة. التصحر من جهة وزحف الرمال الصحراوية مـن جهـة أخـرى ظاهرتـان بـدأتا
منـذ فتـــرة قصـــيرة تثيـــر إهتمامـــاً دوليـــاً رغـــم إنهمـــا ظاهرتـــان
أزليتـــان بـــدأتا منـــذ عمـــر الأرض ومـــا جهـــود الإنســــان فــــي استصــــلاح الأراضــــي وتوســــيع
الرقعــــة الزراعيــــة بمشــــاريع الارواء والبــــزل والتشــــجير والغابات
والقنوات المائية والبحيرات بمختلف أشكالها وأنواعها إلا رداً تاريخياً عليها.
فلم تعد ظاهرة التصحر مشكلة هامشـية لأنها أصـبحت تهـدد الأراضـي
الشاسـعة الصـالحة للزراعـة فـــي مختلـــف دول العـــالم وعلـــى الأخـــص
بلـــدان العـــالم الثالـــث. وبـــدأت تكشـــف عـــن تأثيرهـــا البيئـــي
الاقتصـــادي والاجتماعي, فلـــيس أوضـــح مـــن ســـرعة انتشـــار هـــذه
الظـــاهرة الخطيـــرة مـــن إن الجـــزء الجنـــوبي مـــن الصـــحراء
الأفريقيـــة الكبـــرى قـــد شـــهد خـــلال الســـتين الســـنة الماضـــية
تحـــول حـــوالي ( ٨٠٠ ) ألـــف كيلـــومتر مربـــع مـــن أراضـــي منتجـــة
إلـــى صـــحراء جـــرداء, غيـــر أنهـــا تزحـــف بســـرعة (١٠-٥٠) كيلـــومتر
فـــي الســـنة. كمـــا تهـــدد اليـــوم الصـــحراء الكبـــرى دول المغـــرب
العربـــي, حيـــث تزحـــف شـــمالاً وجنوبـــاً وشـــرقاً وتبـــرز بصـــورة
خاصـــة فـــي دول الســـاحل الأفريقـــي التـــي تقـــع جنـــوب الصحراء الكبرى ، إن تركيز كثافة سكانية حـول منطقـة معينـة وعـدم مراعـاة اسـتغلال الميـاه
الجوفيـة والسطحية فيها والرعي الجائر فيها يؤدي إلى إنهاك التربة من ثم فقدها
لخاصـية تماسـكها, السـبب الــذي يــؤدي إلــى موتهــا وتعريتهــا وتركهــا وخــذا
بــدوره يزيــد الضــغوط علــى الأراضــي المتبقيــة, ممــا ينقص إنتاجها والتصحر أنواع فمنه التصحر الخفيف وهـو يعتمـد علـى درجـة تلـف الغطــاء النبـاتي
والتربــة وقــد يكــون طفيفــاً جــداً فــي نطــاق التربــة ويغيــر فــي طبيعــة
التربــة التــى تــؤثر علــى طبيعــة الغطاء النباتي والنوع الآخر هو التصحر
المعتـدل والـذي يكـون فيـه تلـف الغطـاء النبـاتي متوسـطاً ، حيـــث تحـــافظ النباتـــات علـــى طبيعـــة التربـــة وتماســـكها
وهنـــاك تصـــحر شـــديد وهـــو يـــؤدي إلـــى إزالـــة نطـــاقي التربـــة
وفيـــه تتغيـــر طبيعـــة النباتـــات مـــن الأشـــجار إلـــى الحشـــائش
الســـطحية التـــى تجـــرف التصــحر الشــديد جــداً وهـــو الــذي يــؤدي إلـــى إختفــاء نســيج التربـــة وظهــور الكثبـــان بســهولة وأخيــراَ المتحركــة الكثيــرة والوديــان الجافــة. وأن الجهــود المبذولــة لمعالجــة
تثبيــت الكثبــان الرمليــة ومكافحــة التصحر تكون غير فعالة بسبب إنعدام
المشاركة العامة, وخصوصا إذا عرفنـا أن التصـحر ينتشـر عبـــر الحـــدود, وهـــي
حالـــة تجعـــل الجهـــود الفرديـــة ذات قيمـــة قليلـــة أو معدومـــة فـــي
غيـــاب التعـــاون الإقليمـــي. وبنـــاءً علـــى ذلـــك جـــاءت أهميـــة هـــذا البحـــث للتوصـــل إلـــى الطـــرق والأساليب الواجـــب إتباعهــــا
بتثبيــــت الكثبــــان الرمليــــة ومكافحــــة التصــــحر لتحقيــــق بيئــــة
ملائمــــة للاستغلال واســــتثمار المنــــــاطق الصــــــحراوية لأغــــــراض
الزراعــــــة والمراعــــــي وإقامة المســــــتوطنات الســــــكنية
والمنشــــــئات الصــناعية, حيــث إن الكثيــر منهــا غنــي بــالثروات
الطبيعيــة. ومــن خــلال ذلــك يمكــن تحقيــق التنميــة المستدامة في أقطار
الوطن العربي.
الملامح المعمارية
والتخطيطية لمدينة درنة (المنطقة المركزية)
د.ناصر الشمري
عبدالرحيم حسين
المقدمــة:
تمتــاز مدينــة درنــة بملامــح تخطيطيــة ومعماريــة مميــزة
كغيرهــا مــن المــدن العربيــة والإسلامية فــي الغــرب العربــي وشــمال أفريقيــا , فاتخــذت أســواقها ومحلاتهــا أشــكالا مختلفــة ومتعــددة وأنماطا
بنائيــة ضــمن النســيج العمرانــي للمنطقــة التجاريــة المركزيــة . فكــان
اللقــاء بــين الوظــائف التجاريــة والحرفيــة المتنوعــة والمتعــددة
والمســتهلكين ضــمن رقعــة مكانيــة تبدأ بالأسواق القديمــة المتمثلــة بســوق
الظــلام ووكالــــة الحصــــادي وســــوق الخضــــار وجــــامع العتيــــق
وســــاحة الجــــامع والســــاحة الحمــــراء وســــاحة الخرازين. ثم نمت عمرانياً بشكل خطي نحو محاور تجارية ارتبطت بمحاور توسع المدينـة. وتمثـل الأســـــــواق
القديمـــــــة الإرث الحضـــــــاري التخطيطـــــــي والمعمـــــــاري
المـــــــرتبط بـــــــالمؤثرات الاقتصـــــــادية والاجتماعية والبيئية
المحلية . فشكلت ظاهرة ارتبطت ارتباطا وثيقا بالبعد التجـاري للمدينـة ببعـديها
الديموغرافي والمكاني العمراني. ويعكس مدى ارتباطهـا وتأثرهـا بشـكل فاعـل فـي
نمــو نمـط العمـران وتطوره من النمط المكتظ المتراص إلى النمط الخطي الشريطي ثم
نحو اسـتخدام البعـد الثالـث مـع تطـــور ونمـــو المدينـــة العمرانـــي
ومؤسســـاتها التجاريـــة التـــي أخـــذت الـــدور المهم والفاعـــل فـــي
المدينـــة العربيـــة والإسلامية لمـــا أولته المبادئ الإســـلامية مـــن
احتـــرام للعمـــل التجـــاري . فأتخـــذت المنطقـــة التجاريـــة المركزيـــة
لمدينـــة درنـــة ملامحهـــا الخاصـــة المميـــزة عـــن المنـــاطق الأخـــرى
لمـــا تتطلبه مـــن تــــأمين محــــاور لحركــــة المتبضــــعين للحصــــول
علــــى حاجــــاتهم مــــن الوظــــائف التجاريــــة المطلوبــــة كالأسواق
ومحــلات الحــرفيين والفنيــين لســكان المدينــة ومنطقــة تأثير نشــاطها
التجــاري والتســويقي حيــث توضــحت خصائصــها الاساســية فضــلا عــن المزايــا
العامــة المرتبطــة ببعــدها الســكاني . ومــن الملامـــــح المميـــــزة للمدينـــــة
كغيرهـــــا مـــــن المـــــدن العربيـــــة الاســـــلامية تواجـــــد أنمـــــاط مـــــن الأســـــواق كالقيصــريات والوكــالات وأسواق الأزقــة
الضــيقة وظــاهرة المحــاور التجارية . ويتنــاول البحــث أهــم الخصائص
والمميزات التي تميزت بها المدينة عن غيرها والتي حددت ملامحها وسماتها المميزة .
أو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق