التسميات

الأحد، 22 مايو 2016

موقع مصر وقناة السويس بين التراجع والاحياء والانطلاق - أ.د. فتحي محمد مصيلحي ...


موقع مصر وقناة السويس بين التراجع والاحياء والانطلاق


الأستاذ الدكتور فتحي محمد مصيلحي :

  تعاظم الموقع المصري بعد حفر قناة السويس، ولكنه تراجع بعد أن عجز المصريون في استثمارها بفعالية، والآن يتهدد الموقع المصري مخاطر خارجية وداخلية تفرغه من مضمونه وتهدر طاقاته، في المقابل يتسارع الاهتمام بتنمية إمكانات موقع مصر والقناة يحتاج لتأطيره منظومياً لتعظيم مردوده وهذا ماسنعرضه في التحليل التالي:

تراجع أهمية الموقع المصري ومظاهره:

أولا: غياب الإمبراطورية المصرية وتراجع جبهات الصدام: 

  أنكمش الحيز المصري لأقل من خمس مساحته في عصر الإمبراطورية إلى تقزيم أهمية موقعه بتحولها من دولة عالمية متعددة القارات والبحار لدولة محلية تتآكل أطرافها، ترتب عليه تقهقر خطوط جبهات القتال في اتجاه الجنوب والغرب من محور قادش- المورة، إلى محور الممرات، بل حاولت إسرائيل تثبيته عند قناة السويس بإنشاء خط بارليف، وقيدت معاهدات السلام تواجد القوات المصرية شرق الممرات مما صعب من وصول القوات المصرية من العمق إلى محور الممرات، ومن ثم تهديد العمق المصري .


ثانيا: المركزية النيلية لدرجة الإنغلاق:

   استسلمت مصر لمحاور الحركة والاتصالية الطولية الشمالية–الجنوبية ( نهر النيل والبحر الأحمر ومحور الواحات)، عززتها محاور القيود التضاريسية الطولية (جبال البحر الأحمر-بحر الرمال العظيم)، فتشرنق معمورها بالوادي وتوحد مع النهر. وأهملت مصر التوجه الشرقي – الغربي فعجزت عن كسر المركزية النيلية وتعمير الصحراوات، ورغم ذلك ضعف الاهتمام بالعمق الافريقي والبحر المتوسطي.

ثالثا: اختلال توازن معمور المدخل الشمالي الشرقي وتداعياته الدفاعية :

 انعكس تراجع الموقع المصري على اختلال توازن معمور إقليم قناة السويس ومن ثم قدرته الذاتية على الدفاع، فقد بلغ المكافئ الدفاعي للكثافة السكانية بالظهير الفيضي (محافظة الشرقية) غرب القناة 256 جندي مكافئ/ كم2 إلى 105 جندي مكافئ/كم2 بالنطاق المركزي للإقليم (محافظات القناة)،وتتدنى في الظهير الصحراوي الشرقي(محافظات سيناء) فبلغت 1.6 جندي مكافئ / كم2.

رابعا : تراجع أهمية قناة السويس:

   تكمن أهمية قناة السويس بأنها: توفر ما بين 10 إلى 50% من المسافة التي تقطعها السفن بين المحيط الهندي وأوربا الغربية.وتوفر أيضا ما بين 50 إلى 70% من استهلاك وقود السفن للربط بين المحيط الهندي والاطلنطي.ويمر بها 12 % من التجارة العالمية و 22% من حجم الحاويات.لكن نسبة دخلها من التجارة العابرة متدني يبلغ 0.3 % من قيمة التجارة العابرة، ويعكس هذا هدر لإمكانات الموقع المصري.

تنمية فاعليات الموقع المصري:

أولا: تنمية المحاور العرضية:

  لا شك أن ربط الصحراء الغربية بالبحر الأحمر عبر المعمور الفيضي النيلي والصحراء الشرقية له أولوية قصوى من خلال تسعة محاور من شأنه كسر المركزية النيلية والإنغلاقية الفيضية بالتوجه شرقا وغربا لنشر الزياده السكانية المرتقبة في مجتمعات تتسم بحضارة جديدة والتخفيف من وطأة الكثافات المزدحمة بوادي النيل ودلتاه. هذا فضلا عن الإنفتاح على الشرق والحضارة الأسيوية الجديدة وزياد الترابط بالعالم العربي

ثانيا : تنمية الارتباط بالعمق الأفريقي :

  كما أن اندماج مصر في عوالم القارة الأفريقية يستعيد الدور التنموي المصري – الأفريقي من خلال ربط شبكة الطرق المحلية بمحاور الطرق الدولية بأفريقيا (قيد الاكتمال) سواء كانت عرضية مثل الطريق الساحلي المتوسطي- الأطلنطي(القاهرة- دكار) وطريق ساحل الصحراء(جيبوتي-غينيا بساو)، أو الطرق الدولية الطولية مثل طريق (القاهرة- كيب تاون) وطريق (طرابلس- كيب تاون).

ثالثا : تنظيم التوجه الخارجياتي للدولة :

  يجب تقسيم مصر لأقاليم تنموية يعتمد على رؤية تنموية قومية واضحة، بتعظيم الاستفادة من الموقع وتحسين موقفها في خريطة التنمية العالمية من خلال خريطة أولويات تنموية تعتمد على المزايا النسبية للمنتج التنموي القومي بما يسمح بموقف تنافسي في النظام العالمي الجديد، ويكون لكل إقليم هوية تنموية، فيستهدف إقليم الجبهة الجنوبية تحقيق التعاون مع الظهير الأفريقي، ويقوم الإقليم الشمالي الغربي بتنمية التعاون المصري – الأوروبي، ويتعامل النطاق الشرقي للبلاد مع آسيا والشرق العربي.

رابعا: زيادة كفاءة قناة السويس:

   أن ازدواج القناة (من الكم 60 الى الكم 90 ) بطول 35 كم، بالإضافة الى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح ( بطول 37 كم) ليصبح الطول الإجمالي للمشروع 72 كم (من الكم 50 الى الكم 122). يهدف الى تلافى توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة فى منطقة البحيرات المرة، كما سيسمح باستيعاب القناة للسفن العملاقة بغاطس 65 قدم، وزيادة دخلها بنسبة 259%

خامسا : تنمية إقليم قناة السويس :

  يقوم المشروع على إنشاء ثلاثة مراكز تنمية رئيسية وهي: تنمية بورسعيد مع منطقة شرق بور سعيد، وتنمية الإسماعيلية وضاحية الأمل مع وادي التكنولوجيا والإسماعيلية الجديدة في الوسط، وتنمية شمال غرب خليج السويس مع ميناء ومطار السخنة. تعتمد التنمية في المركز الأول والثالث (بور سعيد والسويس) في الشمال والجنوب على المشروعات اللوجستية لتحكمهما في مداخل القناة ، بينما يعتمد المركز الثاني الأوسط (الاسماعيلية) على مشاريع تنموية متنوعة.

سادسا: تعمير سيناء ضرورة جيوبولتيكية وقومية :

   بدأت الفجوة السكانية في الاتساع بسبب فوارق التنمية شرق وغرب الحدود، فالكثافة على الجانب الإسرائيلي تبلغ ثمانية أمثال ونصف مثل الكثافة في سيناء، ومن ثم تتطلب المنطقة مزيدا من التكثيف السكاني بإضافة 4.72 مليون نسمة كحد أدنى بتبني صناعة الزراعة لتعطي أكبر مردود في انتاج الغذاء، وترشيد إدارة المياه، والاستخدام المكثف للصناعات الحرفية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا