3. 1 السكان
سجل حجم السكان الوطنيين في نطاق البطنان المحلي زيادة
كبيرة خلال الفترة الواقعة بين تعدادي 1995 م و 2006 م، حيث بلغ في
تعداد سنة 1995 م ( 116.106 ) نسمة، وبذلك يكون قد زاد
بمقدار( 30.230 ) نسمة، خلال إحدى عشرة سنة، وهي زيادة كبيرة، تدل على
معدلات نمو مرتفعة، وكذلك زاد عدد سكان النطاق إلى ( 151.055 ) نسمة في سنة
2006 م، بزيادة قدرها ( 34.949 ) نسمة، خلال إحدى عشرة سنة أيضاً.
ويتبع تطور حجم السكان غير
الليبيين الخطوات نفسها التي اتبعها تطور السكان الليبيين تقريباً، إذ نجد أن حجم السكان
غير الليبيين قد ازداد في الفترة من 1973-1984 ، وهذا يدل على تأثر هذه الزيادة
بما تحقق خلال تلك الفترة من تطور ونمو سريع، حيث اجتذبت مشروعات التنمية والخدمات
أعداداً كبيرة من القوى العاملة غير الليبية، كما زاد عددهم إلى ( 10.707 )
نسمات، في تعداد 1995 ، وانخفض هذا العدد إلى ( 8.481 ) نسمة
في سنة 2006 ، ومع أن الزيادة بين التعدادات اتجهت إلى الاستقرار، بل إلى
الانخفاض، وذلك لتراجع مشروعات ومخططات التنمية، إلا أن عدد السكان غير الليبيين
زاد خلال الفترة من 1973-2006 بنسبة زيادة ( 2.976 ) نسمة خلال حوالي ثلاثين سنة.
وبالنظر إلى تقارب الشبه بين تطور السكان
الليبيين وغير الليبيين، نجد أنه ، ثم تطوراً واضحاً ليصل في زاد ليصل إلى (
126.813 ) نسمة سنة 1995، غير أن حجم سكان النطاق زاد بشكل أوضح
وأكبر، ليصل في سنة 2006 إلى (159.536 ) نسمة، وقد جاء هذا التطور
في حجم السكان نتيجة لتطور الزيادة الطبيعية، المتمثلة في الفارق بين المواليد
والوفيات، وكذلك الزيادة غير الطبيعية المتمثلة في الفارق بين تيارات الهجرة
الوافدة والمغادرة، وإن كانت مساهمة هذه الأخيرة بمقدار أقل. ( الجدول 1.3
) .
الجدول (1.3) تطور حجم سكان نطاق
البطنان المحلي.
السُكـّان
|
1973 م
|
1984 م
|
مقدار الزيادة
|
1995 م
|
مقدار الزيادة
|
2006 م
|
مقدار الزيادة
|
ليبيون
|
52,879
|
85,876
|
32,997
|
111,106
|
30,230
|
151,055
|
34,949
|
غير ليبيين
|
5,505
|
8,130
|
2,625
|
10,070
|
2,577
|
8,481
|
2,226
|
المجموع
|
58,384
|
94,006
|
35,622
|
126,813
|
32,807
|
159,536
|
32,723
|
المصدر: التعدادات العامة
للسكان لأعوام 1973،1984،1995، 2006 م .
3. 1. 2 المواليد
اتصف
المعدل الخام للمواليد في نطاق البطنان المحلي في الماضي بالارتفاع الشديد، حيث بلغ 51 مولودا لكل شخص في سنة 1970
، ، غير أن التطور الاقتصادي خلال تلك الفترة، وبالذات التطور الذي حققته المرأة،
حيث تمكنت أعداد كبيرة من النساء من مواصلة تعليمهن حتى بلغن المراحل الجامعية، ومن
ثم اقتحمن ميادين العمل أثرت تأثيراً واضحاً في خفض المعدل العام للمواليد، الذي
نجده ينخفض في سنة 1980 إلى 47.5 في الألف .
واصل المعدل الخام للمواليد انخفاضه بشكل
ملحوظ خلال التسعينيات من القرن الماضي وبداية القرن الحالي، فقد انخفض في سنة 1990
إلى 40.1 في الألف، ثم استمر في الانخفاض بشكل أكثر وضوحاً ليصل إلى 24.6
في الألف، ولعل ذلك يعزى أساساً إلى انتشار التعليم وتطوره، ودخول المرأة سوق
العمل، ما يعني تأخر سن الزواج بالنسبة للجنسين،
ومن ثم الإقلال من الإنجاب.
عند
تدقيق النظر في تطور معدلات المواليد نجدها بدأت تدخل في مرحلة الاستقرار منذ سنة 2000
إلى الوقت الحاضر، وهذا يدفعنا إلى القول إن هذا النمط من الاعتدال سيستمر
مستقبلاً، وإن المعدل الخام للمواليد سيتراوح بين 20 و 25 في
الألف خلال العشرين سنة القادمة، التي تنتهي بسنة 2025 .
3. 1. 3 الوفيات
كما
هو متوقع نجد أن المعدلات الخام للوفيات في النطاق المحلي / البطنان تتجه نحو
الانخفاض، بالقدر نفسه الذي سجلته معدلات المواليد تقريباً، لأن معدلات الوفيات
تتأثر بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية والديموجرافية نفسها، التي تتأثر بها معدلات
المواليد، لذلك نرى أنه قد واصل المعدل الخام للوفيات انخفاضه بشكل أكثر وضوحاً
ليسجل في سنة 1990 7.6 في الألف، مواصلاً اتجاهه نحو الانخفاض
خلال السنوات اللاحقة حتى وصل إلى 6.2 في الألف سنة 2000 ،
و إلى 6 في الألف سنة 2005 ،
ويُعد هذا الاتجاه المتواصل نحو الانخفاض دليلاً على ارتفاع مستوى المعيشة، وتحسن
مستوى السكن والملبس والمأكل لسكان النطاق، كما يمكن عده دليلاًًً على تطور الخدمات
الصحية، والتوسع في انتشار مرافقها، وسهولة وصول السكان إليها والانتفاع بها .
نلاحظ أن اتجاه معدلات الوفيات اتخذ نمطاً
تدريجياً منتظماً ومستمراً بفوارق لا تختلف كثيراً بين حقبة وأخرى، مع ملاحظة أنه
يبدو أكثر استقراراً بعد سنة 2000 ، ما
يجعلنا نتوقع احتفاظه بهذا المستوى المنخفض في السنوات القادمة، وأن مستواه
سيتراوح بين 5.5 و 6 في الألف خلال العشرين سنة القادمة. ( الجدول 2.3 )
الجدول (2.3) معدلات المواليد والوفيات والزيادة الطبيعية في نطاق البطنان المحلي
السنة
|
معدل المواليد في الألف
|
معدل الوفيات في الألف
|
نسبة الزيادة الطبيعية في
الألف
|
1970
|
4 . 51
|
7 . 10
|
7 . 40
|
1980
|
5 . 47
|
7 . 8
|
8 . 38
|
1990
|
1 . 40
|
6 . 7
|
5 . 32
|
2000
|
6 . 24
|
2 . 6
|
4 . 18
|
2005
|
4 . 24
|
6
|
4 . 18
|
المصدر:بيانات جمعها فريق الدراسة الميدانية من
مكاتب السجل المدني وفروعها في النطاق عام 2006.
3. 1. 4 الزيادة الطبيعية
خلال
الفترة الواقعة بين سنتي 1970 و
1980، اتصفت الزيادة الطبيعية لسكان نطاق البطنان المحلي بالارتفاع الواضح،
وهذا أمر طبيعي ومتوقع، لأن التطور الاقتصادي وارتفاع مستوى المعيشة والتوسع في
الخدمات الطبية يؤدي إلى انخفاض معدلي المواليد والوفيات معاً، ولكن اتجاه معدل
الوفيات نحو الانخفاض يكون أسرع من معدل المواليد وسابقاً له ، فتكون نتيجة ذلك
السبق ارتفاعاً واضحاً في معدل الزيادة الطبيعية، وهذا ما حدث فعلاً خلال تلك
الفترة في تغيرات سكان نطاق البطنان .
اتسمت الفترة الواقعة بين 1980 و2000، بالانخفاض الذي سجلته نسبة الزيادة الطبيعية
لسكان النطاق، فقد انخفضت هذه النسبة من 38.8 في الألف سنة 1980 إلى 32.5 في الألف سنة 1990 ، ثم تدنت إلى 18.4 في
الألف فقط سنة 2000 ، وهذا الهبوط الواضح للزيادة الطبيعية يرجع إلى
ذلك الانخفاض الذي سجلته معدلات المواليد الخام، كما سبق أن أوضحنا، فعلى الرغم من
أن معدلات الوفيات اتجهت نحو الانخفاض أيضاً خلال الفترة نفسها ، إلا أن الانخفاض
الذي حققته معدلات المواليد كان أكثر حدة، وأبلغ تأثيراً في خفض الزيادة الطبيعية.
الشكل (1.3): معدلات المواليد والوفيات والزيادة الطبيعية في
نطاق البطنان المحلي.
المصدر : التعدادات العامة
للسكان والإحصاءات الحيوية لعام 2006 .
منذ سنة 2000 إلى الآن أخذت معدلات
الزيادة الطبيعية تتجه نحو الاستقرار، فهي لم تتراجع خلال السنوات الخمس الأخيرة، فلقد
بلغت 18.4 في الألف، وكانت بالمعدل نفسه سنة 2005،
وإذا أخذنا في الاعتبار الاتجاه المستقبلي
لمعدلي المواليد والوفيات، فإن الزيادة الطبيعية لسكان النطاق لن يطرأ عليها أي
تغيير كبير خلال السنوات القادمة، إذ نقدر أنها سوف تتراوح بين 18 و 16
في الألف خلال الفترة الفاصلة بين سنتي 2005 و 2024 .
3. 1. 5 الهجرة الوافدة
شهد
نطاق البطنان المحلي نشاطاً في تيار الهجرة الوافدة منذ نهاية الحرب العالمية
الثانية ،وقد ازداد هذا التيار نشاطاً خلال الفترة الواقعة بين سنتي 1964 و 1973، أي بعد اكتشاف النفط وتصديره، وبعد قيام الثورة، بدات المشروعات التنموية الكبيرة، وأصبح النطاق منطقة
جذب سكاني، سواء من داخل البلاد أو خارجها، الجدول ( 3.3 ) .
الجدول
(3.3): توزيع نسب سكان نطاق البطنان
المحلي حسب مكان الإقامة السابق(%).
السنة
|
سكان
مقيمون في النطاق
|
سكان
وافدون إلى النطاق من مناطق ليبية أخر
|
سكان
وافدون إلى النطاق من خارج البلاد
|
1973
|
67
|
28,2
|
4,8
|
1984
|
91,3
|
5,3
|
3,4
|
1995
|
95
|
3
|
2
|
المصدر : التعدادات العامة
للسكان لأعوام 1973، 1984، 1995 .
في
سنة 1984 سجلت حركة الوافدين إلى نطاق البطنان تراجعاً واضحاً، فقد هبط
معدل الهجرة الداخلية إلى 5.3 %، أي أنه هبط بأكثر من خمسة أضعاف عما كان
عليه سنة 1973 ، وقد جاء هذا الانخفاض الكبير نتيجة لاستقرار الأوضاع
الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تعيشها البلاد، نتيجة تقلص مشروعات التنمية،
وإيقاف نشاط القطاع الخاص .
بالنظر إلى توزيع الوافدين إلى النطاق سنة 1984 حسب المناطق التي وفدوا
منها، يلاحظ من الشكل ( 2.3 ) نجد أنه كان
أعلى تيار قادم من درنة، وإن كانت نسبته
انخفضت إلى 25.3 % من إجمالي الوافدين لصالح المناطق الأخر، ويلي ذلك تيارا
الجبل الأخضر والمرج بنسبة 21 %، ثم تيار بنغازي بنسبة 18.6 %، و
بذلك كانت النسبة 65 %، من إجمالي
الوافدين، وكانت هذه النسبة سنة 1973 حوالي 80.7 %، وكان أعلى
التيارات من المناطق البعيدة، تلك القادمة من طرابلس بنسبة 9.5 %، يليها
تيار مصراتة بنسبة 8.5 %، ثم إجدابيا بنسبة 6 %، وكانت نسبة تيار الزاوية
4 %، وجاء بعدها تيار الخمس بنسبة 3.2 %،وبعد ذلك سبها بنسبة 2.5
%، وأخيراً تيار غريان ويفرن ونالوت وغدامس بنسبة 1.7 %.
استمرت معدلات الهجرة الوافدة إلى نطاق البطنان في الانخفاض بشكل ملحوظ في أواخر
الثمانينيات وأوائل التسعينيات، ليصل ذلك الانخفاض فــي سنة 1995 إلى
2.9 % من إجمالي السكان، بعدما كان حجم الهجرة الوافدة 5 % من
إجمالي السكان فــي سنة 1984.
واصلت نسبة الوافدين من المناطق الليبية الأخر إلى نطاق البطنان انخفاضها سنة 1995، حيث كانت 3 %، بعد أن كانت 28 % فــي سنة 1973،
كما انخفضت نسبة الوافدين من خارج البلاد إلى 2 % بعد أن كانت 4.8 % في سنة 1973.
الشكل (2.3): الهجرة الوافدة الى نطاق البطنان المحلى سنة 1984.
الشكل ( 3.3 ) يُظهر تصنيف نسب
الوافدين إلى النطاق حسب مناطق إقامتهم السابقة، كما يلاحظ من الشكل ( 3.3 )
أن منطقة درنة مازالت تحتفظ بالصدارة بنسبة 29.8 %، من إجمالي الوافدين،
وتليها بنغازي بنسبة 25.9 %، ثم المرج والجبل الأخضر بنسبة 22.8 %، ومن
ثم كانت هذه المناطق الثلاث تمثل أعلى النسب، فقد شكلت مجتمعة نسبة 78.5 %،
من إجمالي الوافدين، وكان أعلى التيارات من المناطق البعيدة، مصراتة وزليطن بنسبة
6.4%، يليهما المنطقة الوسطى بنسبة 5.4 %، ثم طرابلس بنسبة 4 %، وفزان
بنسبة 2 % أما الزاوية فكان تيارها بنسبة 1.6 %، وأقل التيارات كان
تيارا الخمس وترهونة بنسبة 1.2 %، ثم الجبل الغربي بنسبة 9. 0%.
الشكل (3.3): الهجرة الوافدة الى نطاق البطنان المحلى سنة 1995.
تـوزيع نسبة الـوافدين حسب مناطق إقامتهم السابقة، يظهر أن المناطق المتاخمة لنطاق
البطنان المحلي من بنغازي غرباً إلى درنة شرقاً سجلت أعلى النسب، إذ كانت نسبتها
حوالي 80 % من إجمالي الوافدين، وقد لعب عامل المسافة في ذلك دوراً مهماً، كما
نلاحظ أن العلائق الاجتماعية والاقتصادية تلعب دوراً مهماً أيضاً في تحديد مستوى
هذه التيارات، بحيث تتغلب على عامل المسافة والموقع الجغرافي، فمثلاً نسبة
الوافدين من منطقتي مصراتة وزليطن أعلى من نسب الوافدين من مناطق إجدابيا و سرت
والواحات، وكذلك ارتفاع نسبة الوافدين من طرابلس أعلى من نسب الوافدين من الخمس
وترهونة .
إن
التطور الذي يحدث في المناطق المرسلة قد يؤثر على تيار الهجرة الوافدة إلى النطاق،
إذ يؤدي إلى تراجعها، وهو ما سبق أن شاهدناه في اتجاه معدل الهجرة الوافدة إلى
النطاق نحو الانخفاض، فقد تراجع من 2.8 % سنة 1973 ، إلى 0.5 % سنة 1984 ، ثم
إلى 0.26 % سنة 1995 ،
وهذا دليل في الوقت نفسه ، على أن حركة التطور والتنمية في نطاق البطنان شهدت خلال
تلك الفترة شيئاً من الركود، بل توقفت مشروعات التنمية بعد سنة 1984 ،
لأسباب عدة أهمها الحصار الذي فرض على البلاد بعد سنة 1992 ، ما جعل النطاق يفقد القدرة على جذب المهاجرين من
المناطق الأخر .
اتسمت تيارات الهجرة الوافدة إلى نطاق البطنان
بارتفاع نسبة الإناث، ما يؤكد أنها حركة انتقال أسرية، فالوافدون إلى النطاق
ينتقلون غالباً بأسرهم ، كما أن الروابط الأسرية القوية تدفع الشباب إلى الزواج من
أقاربهم ومعارفهم، ولو كانوا يعيشون خارج النطاق الذي وفدوا إليه، ومن الطبعي أن
يحضروا زوجاتهم معهم، ولهذا بلغت مشاركة الإناث في تيارات الهجرة الوافدة قدراً كبيراً
من الأهمية، إذ بلغت 48.3 % في سنة 1973، وكانت 47.3 % في سنة
1984، ثم سجلت ارتفاعاً في سنة 1995 ، لتصل إلى 50.3 % .
والأرقام المتوافرة عن الهجرة الخارجية الوافدة تخص السكان الليبيين العائدين من
المهجر، إلى جانب بعض العرب والأفارقة، وهي لا تمثل الحجم الحقيقي للهجرة الخارجية
الوافدة ، لأنها لا تشمل الوافدين من غير الليبيين، وهي بذلك لا تمثل إلا عدداً
محدوداً من الوافدين إلى النطاق، وقد وصلت نسبة الوافدين من الخارج 4.8 % في سنة 1973 ، ثم انخفضت إلى 3.4 % في سنة 1984
، ثم إلى 2 % فقط من إجمالي عدد السكان سنة 1995 .
خلال الفترة الفاصلة بين سنتي 1973 و 1984 ، شهدت حركة الهجرة المغادرة بعض التراجع، بسبب نقص بعض مشروعات
التنمية، فقل عدد المغادرين للنطاق، ما أدى إلى هبوط معدل الهجرة المغادرة السنوي
إلى 0.2 %، وهو أقل مستوى يصل إليه هذا المعدل . الشكل ( 4.3 ) .
وخلال الفترة الزمنية الواقعة بين سنتي 1984
و 1995، شهدت زيادة في عدد المغادرين، فقد ارتفع هذا المعدل إلى 0.5
% سنوياً، وفي ذلك إشارة إلى أن المعدل بدأ يتجه نحو الزيادة الطفيفة، ما يحمل
على الاعتقاد بأن معدل الهجرة في نطاق البطنان سوف يستمر، خاصة بعد توقف مشروعات
التنمية، ومن ثم فإن معدل الهجرة المغادرة سوف يتراوح بين 0.5 % و 0.8 %
خلال الفترة القادمة، إلى سنة 2015. الشكل ( 5.3 ).
بالنظر إلى حركة تيارات الهجرة المغادرة من نطاق البطنان في الفترة الفاصلة بين سنتي 1973 و 1984
، فقد تميزت بالهجرة للمناطق القريبة، حيث استحوذت درنة على 34.7 %،
وتليها بنغازي بتراجع عن الفترة السابقة بنسبة 14.5 %، ثم الجبل الأخضر
بنسبة 9.9 %، ومن ثم شكلت المناطق الثلاث نسبة 59.1 % من إجمالي المغادرين،
بعدما كانت 92 % في الفترة السابقة، وقد جاء هذا الانخفاض في معدل الهجرة
نحو المناطق البعيدة نوعاً ما، إذ ظهر تيار المنطقة الوسطى بنسبة 11.3 %،
والسبب في ذلك هو فرص العمل التي توفرها الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع النفط
، إضافة إلى ما تشهده بعض مدن المنطقة من تطور سريع، مثل البريقة ورأس الأنوف
وسرت، وجاء تيار مصراتة بنسبة 16 %، وهي نسبة مرتفعة نتيجة للروابط
العائلية والاجتماعية، أما تيار فزان فكان بنسبة 4 %، ويليها طرابلس بنسبة 3.7
%، فالخمس بنسبة 1.8 %، وأخيراً تيار الجبل الغربي بنسبة 1.4 % .
وفي الفترة الفترة الفاصلة بين سنتي 1984 و 1995، جاءت بنغازي بأعلى نسبة في تيار المغادرين، إذ سجلت نسبة 31.7
%، وتليها درنة نسبة 22.9 %، ثم الجبل الأخضر نسبة 14.1 %،
وهذا يبين أن هذه المناطق الثلاث ظلت تحتفظ بالصدارة كوجهة
للمغادرين من نطاق البطنان بنسبة 68.7 %، حيث يلعب عامل
المصدر : التعداد العام للسكان لعام 1984.
المسافة،
كما سبق أن أشرنا دوراً مهماً في ذلك، ومن الطبعي أيضاً أن تمثل مدينة بنغازي عامل
جذب مهم للمهاجرين من النطاق، بسبب توفر العديد من فرص العمل في القطاعين العام
والخاص، خاصة بعد عودة القطاع الخاص لممارسة النشاط ، ما يثبت تأثير للعامل
الاقتصادي، ويلي ذلك تيار مصراتة بنسبة 10.9 %، لأنه كان أعلى تيار للهجرة
الوافدة من المناطق البعيدة في فترة السبعينيات، وعندما يقرر الإنسان العودة فهو
يرجع إلى مكانه الأول، وهو أمر طبعي في الهجرة، لأن لكل تيار رئيس تيار آخر يقابله
في الاتجاه المعاكس، وبعد ذلك يأتي تيار المنطقة الوسطى بنسبة 7.9 %، وذلك
للأسباب المذكورة آنفاً، وشكل تيار طرابلس ارتفاعاً بنسبة
5.2 %، وهو أمر طبعي لكونها العاصمة، وتتوافر فيها فرص عمل رسمية وتجارية وخدمية عديدة، وشكل تيار فزان نسبة 2.7 %، ثم تيار الزاوية 2.4 %، فالخمس 1.4 %، وأخيراً تيار الجبل الغربي بنسبة 0.8 % .
5.2 %، وهو أمر طبعي لكونها العاصمة، وتتوافر فيها فرص عمل رسمية وتجارية وخدمية عديدة، وشكل تيار فزان نسبة 2.7 %، ثم تيار الزاوية 2.4 %، فالخمس 1.4 %، وأخيراً تيار الجبل الغربي بنسبة 0.8 % .
الشكل (5.3): الهجرة المغادرة من نطاق البطنان المحلى 1995.
تميزت تيارات الهجرة المغادرة بما تميزت به تيارات الهجرة الوافدة، من حيث ارتفاع
نسبة الإناث المشاركات في حركة الهجرة ، فحركة هجرة الليبيين تبدو حركة أسرية ،
تشمل جميع أفراد العائلة إناثاً و ذكوراً، فقد سجلت نسبة الإناث 49.2 % من
مجموع المنتقلين في سنة 1973 ، ثم ارتفعت إلى 51.5 % سنة 1984 ، ثم كانت 49.1 % سنة 1995 .
3. 1. 7 معدل صافي الهجرة
يتسم الاتجاه العام لحركة
الهجرة الكلية بتياريها المغادر والوافد بالانخفاض، أي أن مشاركة سكان نطاق
البطنان في حركة الهجرة تناقص، وهذا مؤشر على أن الحياة في النطاق تزداد استقراراً
يوماً بعد يوم ، فقد انخفضت نسبة المشاركين في حركة الهجرة خلال الفترة الواقعة
بين سنتي 1973 و 1984 ، ومن ثم انخفض معدل الهجرة الكلية إلى 0.74
%، ثم كان المعدل 0.8 % خلال الفترة الواقعة بين سنتي 1984 و 1995 ، ما يعني أنه لم يشارك في حركة الهجرة بتياريها المغادر والوافد
في تلك الفترة إلا حوالي 9 % من سكان النطاق، ومن ثم يظهر الفرق الواضح بين
فترتي السبعينيات والتسعينيات، إذ انخفضت نسبة المشاركين في تيارات الهجرة من
حوالي 50 % إلى 9 %، ما يوضح استقرار السكان، وتشابه الظروف بين كل
النطاقات .
نتيجة لذلك التراجع في نسبة السكان المشاركين في حركة الهجرة، نجد أن المعدل
السنوي لصافي الهجرة يتجه نحو الانخفاض، فقد كان 0.3 % ثم انخفض إلى 0.26
% خلال الفترة الواقعة بين سنتي 1973 و 1984، ثم انخفض سلباً لغير صالح النطاق إلى - 0.24 %، ما يوضح أن النطاق أصبح في الفترة
الأخيرة منطقة طرد سكاني، بعد أن كان في السنوات الأولى، خاصة في السبعينيات منطقة
جذب.
الجدول ( 4.3 ) وعلى الرغم من الانخفاض المتواصل في السنوات الأولى، إلا أن معدل صافي الهجرة كان موجباً، فقد كان نطاق البطنان يكسب سكاناً جدداً عن طريق حركة الهجرة، حيث كان منطقة جذب للمهاجرين، وكان عدد القادمين إليه يفوق عدد المغادرين له، ولكن في الفترة الأخيرة سجل صافي الهجرة في النطاق معدلاً سالباً، فكان عدد المغادرين يفوق عدد القادمين إليه، حيث غادر النطاق 6,747 مهاجراً، بينما قدم إليه 3,694 مهاجراً، فكان الصافي بالسالب، وعموماً فقد بلغ عدد الوافدين إلى النطاق 23,344 فرداً في كل السنوات، وبلغ عدد المغادرين 22,111 فرداً، ومن ثم كان صافي الهجرة بالموجب 1,233 فرداً، لكن الملاحظ أن حركة الهجرة أخذت في الفترة الأخيرة تتضاءل، ما يؤكد تضاؤل دورها في النمو السكاني شيئاً فشيئاً .
الجدول ( 4.3 ) وعلى الرغم من الانخفاض المتواصل في السنوات الأولى، إلا أن معدل صافي الهجرة كان موجباً، فقد كان نطاق البطنان يكسب سكاناً جدداً عن طريق حركة الهجرة، حيث كان منطقة جذب للمهاجرين، وكان عدد القادمين إليه يفوق عدد المغادرين له، ولكن في الفترة الأخيرة سجل صافي الهجرة في النطاق معدلاً سالباً، فكان عدد المغادرين يفوق عدد القادمين إليه، حيث غادر النطاق 6,747 مهاجراً، بينما قدم إليه 3,694 مهاجراً، فكان الصافي بالسالب، وعموماً فقد بلغ عدد الوافدين إلى النطاق 23,344 فرداً في كل السنوات، وبلغ عدد المغادرين 22,111 فرداً، ومن ثم كان صافي الهجرة بالموجب 1,233 فرداً، لكن الملاحظ أن حركة الهجرة أخذت في الفترة الأخيرة تتضاءل، ما يؤكد تضاؤل دورها في النمو السكاني شيئاً فشيئاً .
الجدول (4.3): معدلات الهجرة من وإلى نطاق
البطنان المحلي.
السنــــــــــــــــوات
|
المعدل
السنوي للهجرة الوافدة
|
المعدل
السنوي للهجرة المغادرة
|
المعدل
السنوي لصافي الهجرة
|
المعدل
السنوي للهجرة الكلية
|
1964 ـ 1973
|
2.55 %
|
2.25 %
|
0.30 %
|
4.80 %
|
1973 ـ 1984
|
0.50 %
|
0.24 %
|
0.26 %
|
0.74 %
|
1984 ـ 1995
|
0.28 %
|
0.52 %
|
0.24 %
|
0.80 %
|
المصدر: التعدادات العامة
للسكان من عام 1964ــ1995 .
إذا أمعنا النظر في الدور الذي
تلعبه نسبة الزيادة الطبيعية، وذلك الذي تلعبه الزيادة غير الطبيعية في حركة النمو
العام لسكان نطاق البطنان، نجد أن نسبة الزيادة الطبيعية كانت دائماً أعلى بكثير
من نسبة الزيادة غير الطبيعية، وهذا أمر مألوف، ففي الأوضاع العادية يزيد سكان أية
منطقة طبيعياً أكثر من زيادتهم عن طريق الهجرة، وهو ما حدث فعلاً في نطاق البطنان.
3. 1. 8 متوسط حجم الأسرة
أن حجم الأسرة في نطاق البطنان لا يختلف
كثيراً عن المتوسط العام لحجم الأسرة في ليبيا، فهو يتراوح بين 6 و 7 من
الأفراد، فقد بلغ متوسط حجم الأسرة بليبيا في سنة 1995م 6.7 من
الأفراد، وبلغ متوسط حجم الأسرة في النطاق
6.9 من الأفراد في السنة نفسها، وهو معدل يزيد قليلاً عن المعدل
العام للبلاد .
متوسط حجم الأسرة في نطاق البطنان المحلي يثبت أن معظم سكان النطاق ما زالوا يتمسكون
بالروابط العائلية التقليدية، فإذا ما نظرنا إلى ما حققه المجتمع الليبي من تطور
في مجال التعليم وعمل المرأة والاتجاه نحو استقلال الأسرة الحديثة في المسكن
والمعيشة عن أسرة الوالدين ، نتوقع أن يكون هناك انخفاض في حجم الأسرة الليبية،
غير أننا نجد عكس ذلك في نطاق البطنان،
حيث لم يطرأ أي انخفاض على حجم الأسرة،فقد بلغ متوسط حجم الأسرة في سنة 1973
م 6.4 من الأفراد، وفي سنة 1984 م 7.6 من الأفراد، وفي سنة 1995 م 6.9 أفراد .
تراجع متوسط حجم الأسرة في النطاق المحلي
قليلاً خلال الفترة الواقعة بين سنتي 1984 و 1995 ، وهذا التغيير
الذي طرأ على حجم الأسرة، هو في الواقع أقرب إلى الاستقرار منه إلى التناقص، الشئ
الذي يدل على أن متوسط حجم الأسرة في النطاق لن ينكمش أو يتناقص بشكل حاد خلال
السنوات القادمة، بل سيتجه نحو الانخفاض ببطء، بحيث لا يصل في انخفاضه إلى أقل من 6
أفراد .
3. 1. 9 معدلات النمو
السكاني
تتصف معدلات نمو السكان غير الليبيين في
نطاق البطنان المحلي بالانخفاض في السنوات ألأخيرة، ففي الفترة الفاصلة بين سنتي 1984
و 1995 بلغ 2.4 %، وأنخفض المعدل نفسه في الفترة الفاصلة
بين سنتي 1995 و 2006 بنسبة 2.1 %،
والغالبية العظمى من السكان الأجانب يقيمون في النطاق حسب حاجة سوق العمل، ونشاطه،
ولهذا فإن معدل نموهم يتذبذب حسب الحاجة، ما يؤثر سلباً أو إيجاباً في معدل النمو
العام للسكان، فيجعله يعطي صورة مشوهة، تختلف عن النمو الواقعي الفعلي للسكان
غير الليبيين، لأن وجودهم كما سبق أن
ذكرنا تتحكم فيه عوامل اقتصادية وسياسية، ولذا ركزنا في هذا التقرير على نمو السكان
الليبيين وحدهم، لنعطي صورة أقرب إلى الواقع الفعلي لحركة النمو السكاني في النطاق
.
قد
هبط المعدل السنوي لنمو السكان هبوطاً شديداً، فبلغ 2.8 % خلال الفترة الواقعة بين سنتي 1984 و 1995 ، و يرجع ذلك إلى الانخفاض الواضح في معدلات المواليد،
ومعدلات صافي الهجرة على حدٍّ سواء خلال الفترة نفسها، كما سبق أن لاحظنا عند
دراسة الزيادة الطبيعية والزيادة غير الطبيعية .
ويبدو أن المعدل السنوي لنمو السكان في النطاق المحلي بلغ مداه في الانخفاض خلال
الفترة السابقة، ليستقر خــلال المدة الواقعة بين سنتي 1995 و 2006 في مستوى 2.4 % .
وإذا
لم يمر النطاق بأحداث عنيفة تؤثر في أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية والسكانية ،
وإذا استمرت وتيرة التطور فيه بالنمط نفسه الذي
هي عليه الآن ، فإن العشرين سنة القادمة ستشهد نمواً سكانياً هادئاً لا
اضطراب فيه، الجدول(5.3 )،الشكل ( 6.3) .
الجدول( 5.3 ): المعدلات السنوية لنمو
السكان(%) بنطاق البطنان المحلي.
البيــــــــــان
|
1984
|
1995
|
2006
|
2015
|
2025
|
ليبيون
|
4.5
|
2.8
|
2.4
|
2.4
|
2.1
|
غير
ليبيين
|
3.7
|
2.4
|
- 2.4
|
ــــــــ
|
ــــــــ
|
المجمـــوع
|
4.4
|
2.7
|
2.1
|
ـــــــ
|
ــــــــ
|
المصدر: التعدادات العامة للسكان لأعوام
1973، 1984، 1995، 2006 .
3. 1. 10 التركيب العمري
النوعي
قد انكمشت قاعدة الهرم بشكل واضح سنة 1995،
واتسعت الشرائح العمرية في منتصفه، وبصفة خاصة الشرائح التي تمثل بداية الشباب، وهو
ما جعل الصورة العامة لهرم أعمار سنة 1995 تبتعد عن صورة هرم أعمار الكتل
السكانية الشابة، وتقترب قليلاً من صورة هرم أعمار الكتل السكانية الناضجة، فقد
حدث تراجع واضح في نسبة صغار السن من 50.5 % سنة 1973 إلى 41.1
% سنة 1995 ، رافقه ارتفاع واضح في نسبة متوسطي السن التي ارتفعت من 46.5
% سنة 1973 إلى 56 %، و استقرت نسبة كبار السن على 2.9
%، وهي نسبة منخفضة ما يدل على أن هرم أعمار سكان نطاق البطنان ما زال يتصف بكثرة صغار السن على الرغم من
اتجاهه نحو النضج الجدول ( 6.3 )والشكل(7.3).
الجدول (6.3):
فئات الأعمار الكبرى في نطاق البطنان المحلي.
المنطقــــــة
|
1973
|
1995
|
||||
الفئات العمريـــــــــــــة
|
الفئات العمريـــــــــــــة
|
|||||
0 ـــ 14
|
15ـــ 64
|
65 فما فوق
|
0 ـــ 14
|
15 ـــ 64
|
65 فما فوق
|
|
نطاق البطنان
|
50.5
|
46.5
|
3
|
41.1
|
56
|
2.9
|
المصدر : تعدادا 1973، 1995 .
كما أن ارتفاع مستوى المعيشة والتوسع في
الخدمات الصحية مكَّن المجتمع الليبي من تحقيق تغييرات جذرية في تراكيبه وتوزيعاته
السكانية، فانعكس تأثير ذلك على تركيبه العمري ، ويبدو أن خطوات ذلك التطور
الديموجرافي سارت بالسرعة نفسها تقريباً في كل التجمعات السكانية في نطاق البطنان،
الكبيرة منها والصغيرة على حد سواء،.
الشكل (7.3): هرم الأعمار
لسكان نطاق البطنان المحلي في الفترة من 1973 ـ 1995 .
المصدر: التعدادات العامة للسكان لعامي 1973، 1995.
وبدراسة التركيب النوعي لنطاق البطنان المحلي،
نجده تميز بارتفاع نسبة النوع، أي بزيادة عدد الذكور على الإناث ، وبتدقيق النظر
في الملحق ( 4 ) نلاحظ أنها كانت حوالي 105 في معظم السنوات، فنسبة
النوع للسكان غير الليبيين التي كانت منخفضة بمقدار 106 في سنة 1973 ،
أصبحت 177.5 في سنة 1984 ، وانخفضت إلى 104 في سنة 1995، ثم زادت إلى 124.3في
سنة 2006 .
وبدراسة نسبة التركيب النوعي في مدينة طبرق،يلاحظ ارتفاعها بين السكان الليبيين،
حيث بلغت في معظمها 105، كما أن نسبة النوع للسكان غير الليبيين كانت
مرتفعة في السنوات الأولى، وذلك ينسجم وخطط التنمية في مرحلتي السبعينيات وبداية
الثمانينيات، وما تطلبه ذلك من أيدٍ عاملة، ثم انخفضت هذه النسبة في السنوات
الأخيرة إلى 104 في سنة 1995، وذلك بعد توقف مشروعات التنمية
وإغلاق الحدود الشرقية، ما جعل الأيدي العاملة تتناقص في النطاق، خاصة في مدينة
طبرق .
وبمقارنة مدينة طبرق بالتجمعات
الصغيرة و البعيدة في النطاق، مثل الجغبوب، يلاحظ ارتفاع نسبة النوع للسكان
الليبيين في هذه الواحة، حيث كانت لا تنخفض عن 110 في معظم السنوات، وهو
أمر ملفت للنظر، بخلاف ما كان يتوقع، حيث تكون المناطق الريفية طاردة للسكان،
وتكون المدن مناطق جذب، خاصة للذكور، لكن الذي تبين هو ارتفاع هذه النسبة في
الجغبوب البعيدة عن الساحل، ومدينة طبرق، و الملفت للنظر أيضاً أن نسبة النوع
للسكان غير الليبيين في الجغبوب كانت منخفضة جداً، مقارنة بالنطاق ومدينة طبرق،
حيث كانت 26 في سنة 1984 ، ولم تتعد المئة في كل السنوات، وذلك
للزواج من غير الليبيات، خاصة من جمهورية مصر العربية، وهذه الواحة أيضاً لا تجذب
و لا تستوعب عمالة أجنبية كثيرة.
بما أن أغلب سكان نطاق البطنان المحلي
يعيشون في المدن، فإن مدينة طبرق تضم أكثر من نصف السكان ، وتميل نسبة النوع فيها
إلى الارتفاع، فهي لم تقل عن 100، ولوحظ عليها الاستقرار، حيث تراوحت في
معظم الأوقات بين 104 و 105، ما يشير إلى أنها وصلت إلى مرحلة من
الاستقرار ستثبت عندها طويلاً، فالتقديرات تشير إلى أنها ستكون عند هذا المستوى،
وتنخفض قليلاً في السنوات القادمة إلى سنة 2025.
3. 1. 11 التركيب الريفي
الحضري
يعد
نطاق البطنان المحلي من المناطق الريفية ضمن أقصى المناطق الشرقية من ليبيا ،
وتتشابه الحياة فيه إلى حد كبير مع منطقة برقة الشمالية، التي كانت تسودها طوال
تاريخها حياة ريفية ذات طبيعة رعوية، فالغالبية العظمى من السكان خارج المدن كانوا
يحترفون الرعي والتنقل وزراعة الحبوب بطريقة الزراعة البعلية الموسمية، التي تعتمد
على الأمطار، ولهذا فإن معظم سكان الريف كانوا من أشباه الرحل الذين ينتقلون في
بعض أشهر السنة، ويستقرون في أشهر أخر،إلى جانب مجموعة أخرى كانت تحترف رعاية الإبل
في المناطق المتاخمة للصحراء، وهم البدو الرحل ، وبعض آخر يحترف الزراعة المستقرة،
كالسكان في واحة الجغبوب حيث تتوافر المياه الجوفية .
واستمر هذا الوضع في الحياة الريفية حتى منتصف القرن العشرين، حيث بدأت عمليات توطين
البدو تخضع للدراسة والتخطيط ، لكن مخططاتها لم تنفذ بصورة متكاملة، نظراً لنقص
الإمكانات، ومع اكتشاف النفط واستخراجه وتسويقه وتصنيعه بدأت الحركة الفعلية
السريعة لتوطين السكان الرحل وشبه الرحل، فكان توطينهم يتم تلقائياً بتغيير مهنتهم
من الرعي المتنقل إلى مهن حضرية، خاصة في قطاع الخدمات، وبذلك تم نقلهم من حياة
البداوة والترحال مباشرة إلى حياة حضرية داخل المدن، دون المرور بحياة ريفية
مستقرة .
وقد انطبق
هذا الوضع على نطاق البطنان، وإن ظلت مجموعة من السكان تمارس الرعي والزراعة
البعلية، فيما يعرف بأهم مناطق الثروة الحيوانية في البلاد .
يفتقر نطاق البطنان المحلي إلى مصادر المياه، التي يمكن أن تشكل قاعدة لحياة
ريفية زراعية مستقرة، فضلاً عن أن موقعه الجغرافي متاخم لمناطق استخراج النفط
وتصديره عن طريق ميناء الحريقة، كما توجد به مدينة طبرق عاصمة النطاق الإدارية... هذه
العوامل كانت سبباً في تسريع عملية التحضر والتغير السريعين اللذين طرآ على
التركيب الريفي الحضري لسكان النطاق، الذي كان ومازال يتصف بالتراجع السريع لنسبة
سكان الريف، والارتفاع لنسبة سكان الحضر، ففي سنة 1973 كان سكان
النطاق يمثلون نسبة 46.3 % من
إجمالي السكان ، بينما بلغت نسبة سكان الحضر
53.7 %، وهي النسبة التي زادت في سنة 1995 إلى 65 %، مقابل انخفاض نسبة سكان الريف إلى 35 % من إجمالي السكان .
تُظهر حركة التطور للتركيب الريفي الحضري في النطاق ميلاً متواصلاً نحو زيادة
نسبة السكان الحضر، وتناقص السكان الريف، وهي سمة سائدة في كل نطاقات البلاد، وإن
كانت في نطاق البطنان أقل من بعض النطاقات الأخر، كون النطاق يشتهر بالثروة
الحيوانية، والزراعة الموسمية ، لكن زيادة سكان الحضر في المراكز الرئيسة كمدينة
طبرق وغيرها زادت وضوحاً في السنوات الأخيرة، وذلك لأسباب عدة منها:-
أ – الاعتماد على الميكنة والزراعة الآلية،
في الحرث والحصاد الأمر الذي لا يشجع على زيادة الطلب على الأيدي العاملة الزراعية
.
ب – أغلب الأسر في
النطاق لا تعتمد في معيشتها على حرفة الرعي والزراعة البعلية، بل يزاول أفرادها
الزراعة كنشاط إضافي إلى جانب مهنهم الأخر، التي غالباً ما تكون مهناً حضرية، خاصة
الوظائف، سواء أكانت في القطاع العام أم الخاص .
ج – الاعتماد على
العمالة الوافدة، فالغالبية العظمى من مربي المواشي والدواجن والمزارعين يعتمدون
على الأيدي العاملة الوافدة، خاصة من مصر والسودان وتشاد، وبذلك يتمكنون من
الإقامة في المدن، وتسيير العمل بواسطة العمال الأجانب .
لقد
ساورنا بعض الشك في صحة أرقام توزيع السكان إلى ريف وحضر، كما وردت في التعدادات
العامة للسكان، فاتجهنا إلى جدول آخر في التعدادات نفسها، وهو الجدول الذي يوزع
السكان العاملين ( 15 سنة فما فوق ) حسب المهن التي يزاولونها، وقسمناها إلى مهن في مجال
النشاط الزراعي وتربية المواشي والدواجن، واعتبرناها مهناً ريفية، ومهن أخر في
مجالي النشاط الاصطناعي والخدمي واعتبرناها مهناً حضرية، فكانت النتيجة مؤكدة
لتفوق عدد العاملين في المهن الحضرية تفوقاً كبيراً على عدد العاملين في المهن
الريفية، إذ بلغت وفقاً لتعداد سنة 1995 90 % للعاملين في المهن الحضرية،
في حين بلغت نسبة العاملين في المهن الريفية 10 % فقط من مجموع العاملين ،
وهذا يؤكد تفوق نسبة السكان الحضر، أي ارتفاع نسبة التحضر في النطاق .
3. 1. 12 التوزيع الجغرافي للسكان والكثافة السكانية
تتركزالتجمعات السكانية في نطاقين جغرافيين هما:نطاق السهل الساحلي
الشمالي الممتد من عين الغزالة غرباً إلى إمساعد شرقاً، ويضم معظم التجمعات
السكانية، التي يقع بعضها على الساحل مباشرة، مثل مدن طبرق وعين الغزالة والقرضبة وجنزور والبردي، ويقع بعضها الآخر على مسافة
قريبة مثل العدم وعمر المختار اللتين تقعان على مسافة 10 كيلومترات
شرق طبرق في اتجاه الداخل، إضافة إلى كمبوت والقعرة وبئر الأشهب وإمساعد، ومن ثم
فإن هذا الجزء يضم معظم سكان النطاق، في مسافة لا تزيد على 50 كيلومتراً
جنوب الساحل، وتقل عن ربع مساحة النطاق الشكل ( 8.3 ) .
أما النطاق الثاني فهو نطاق قليل السكان وهو صحراوي يمتد
جنوب السهل الساحلي، وهو شبه خال من السكان، باستثناء واحة الجغبوب التي تقع على
بعد 280 كم
جنوب مدينة طبرق، وهي منطقة قديمة بها العديد من المباني والخدمات، كما يوجد بها
مشروع نخيل التمور، وبها أماكن سياحية كالفريدغة والحلفاء وغيرهما، ومن ثم فإنها
تجذب العديد من السواح، خاصة في مجال السياحة العلاجية .
بالنظر إلى أرقام الكثافة السكانية تبدو أنها قليلة جداً، وذلك لمساحة النطاق
الكبيرة التي تمثل 62 % من مساحة نطاق بنغازي التخطيطي، و 4.7 % من
إجمالي مساحة البلاد الشاسعة، أما السكان فيمثلون فقط 10.7 % من إجمالي سكان نطاق بنغازي التخطيطي، ومن تظهر لنا أرقام الكثافة السكانية قليلة جداً، حيث كانت 0.7
نسمة/كم² سنة 1973 ، ثم زادت إلى 1.1 نسمة/كم²، في سنة 1984
، ثم إلى 1.5 نسمة/كم²، في سنة 1995، ثم إلى 1.9 نسمة/كم²،
في سنة 2006.
وبما أن الغالبية العظمى من سكان النطاق
يصنفون على أنهم حضر، فإن المدن والتجمعات الحضرية تلعب دوراً حاسماً في نمط
التوزيع الجغرافي للسكان والكثافة السكانية، فالثقل الأساسي لتركز السكان في
النطاق يتمثل في مدينة طبرق والمناطق القريبة منها، حيث يتركز حوالي 65 %
من إجمالي السكان في المدينة، بمساحة ضيقة جداً مقارنة بمساحة النطاق الكبيرة،
ولهذا فإن هذه المساحة المحدودة التي تمثل مدينة طبرق تبدو كجزيرة تتفرد بكثافة
سكانية عالية وسط مناطق من الكثافات السكانية المنخفضة ، فالفرق بين كثافة المدينة
وبقية المناطق شاسع .
وإذا استبعدنا مدينة طبرق التي مثل حجم
سكانها في سنة 2006 م 68 % من مجموع سكان النطاق، فإن المدينة التي
تليها مباشرةً في الترتيب تظهر في حجم قزمي، ونعني بها مدينة عمر المختار( العدم
)، التي لم تصل نسبة حجم سكانها من مجمل سكان النطاق إلا إلى 5. 4 % في
السنة نفسها، وتتوالى بعدها المدن الصغيرة الأخر بنسب منخفضة، وهي : إمساعد 4.5
%، وكمبوت 3.5 %، والبردي 3 %، والقعرة 2.5 %، وقصر
الجدي 2.8 %، ثم التجمعات الأخر بنسب صغيرة جداً.
وبقية التجمعات السكانية التي
تقل نسبتها عن 3 % يمكن ترتيبها حسب تعداد 2006 على النحو الآتي :
بئر الأشهب بنسبة 2.8 %، وأم ركبة بنسبة 1.7 % ، وجنزور بنسبة 2
%، والجغبوب بنسبة 1.7 %، والقرضبة 1.5 %، والمرصص 1 %،
وعين الغزالة 0.4 % فقط ، ويلاحظ أن أكبر تجمع سكاني هو مدينة طبرق، وأن
أصغر تلك التجمعات هو عين الغزالة. الملحق ( 5 ) .
المصدر: التعداد العام للسكان لعام
2006 .
وإذا تتبعنا تطور حجم سكان كل مدينة من
المدن المذكورة خلال المدة الواقعة بين سنتي 1973 و 2006 ، نجد أن معظمها حقق تطوراً إيجابياً في زيادة عدد سكانها، عدا
إمساعد التي انخفض عدد سكانها من 4,328 نسمة في سنة 1973 إلى 3,213
نسمة في سنة 1984 ، لكنه عاد بعد ذلك ليحقق زيادة كبيرة، وذلك
بعد فتح الحدود مع جمهورية مصر العربية، حيث قفز عدد السكان إلى 5,064 نسمة
في سنة 1995 ، ثم زاد إلى 7,139 نسمة في سنة 2006 ، كما
يلاحظ أن عدد سكان تجمع عين الغزالة انخفض إلى 872 نسمة في سنة 1995 ، ثم إلى 631 نسمة في سنة 2006 ،
وعدا ذلك حققت التجمعات السكانية الأخر زيادة
في حجم سكانها من سنة إلى أخرى. الجدول ( 7.3 ) .
الجدول ( 7.3 ):
توزيع مدن نطاق البطنان المحلي حسب نسبة كل مدينة من مجمل حجم سكانه(%).
توزيع مدن نطاق البطنان المحلي حسب نسبة كل مدينة من مجمل حجم سكانه(%).
ت
|
المدينة
|
1973
|
1984
|
1995
|
2006
|
1
|
طبرق
|
58.7
|
66.8
|
64.8
|
68
|
2
|
عمرالمختار"العدم"
|
4.5
|
4.4
|
4.9
|
4.5
|
3
|
كمبوت
|
5.1
|
3.9
|
4
|
3.5
|
4
|
إمساعد
|
7.4
|
3.4
|
4
|
4.5
|
5
|
البردي
|
7.4
|
3.1
|
3.5
|
.3
|
6
|
القعرة
|
4.4
|
3
|
3.2
|
2.5
|
7
|
قصر الجدي
|
2.7
|
2.9
|
3.2
|
2.8
|
المصدر: التعدادات العامة
للسكان لأعوام 1973، 1984، 1995، 2006 .
إلا
أن النسبة التي تمثلها كل مدينة من مجمل سكان النطاق اتصفت خلال العشرين سنة
الأخيرة بالركود والاستقرار، أو بالتطور اليسير الضعيف، وذلك بسبب هيمنة مدينة
طبرق على حجم سكان النطاق وتوزيعاتهم، ومن ثم فإن معظم التجمعات السكانية اتصفت
نسبتها بالاستقرار، خاصة في السنوات الأخيرة .
يلاحظ على محلات مدينة طبرق وهي طبرق المدينة، وشاهر
روحه، وسوق العجاج ما يأتـــــي :
ـ زاد عدد سكان طبرق المدينة من
1294 نسمة في سنة 1973 إلى 28,028 نسمة في سنة 2006 ،
ومن ثم تضاعف حجم سكانها خلال 30 سنة، إلا أن نسبتها إلى إجمالي سكان
المدينة انخفضت من 35.6 % في سنة 1973 ف إلى 25.8 % في سنة 2006 .
ـ شاهر روحه زاد عدد سكانها من
14,259 نسمة في سنة 1973 ، إلى 47,865 نسمة سنة 2006، وبذلك
يكون عدد سكانها تضاعف أكثر من ثلاث مرات خلال حوالي 30 سنة، بمعنى
أنه يتضاعف كل 10 سنوات مرة، كما احتفظ بهيمنته على المدينة في جميع
السنوات، بنسبة حوالي 41 % من إجمالي عدد السكان.
ـ سوق العجاج زاد عدد سكانها 7,804
نسمة في سنة 1973، إلى 34,728
نسمة في سنة 2006 ، وبذلك يكون حجم سكانها قد زاد أكثر من أربع
مرات خلال حوالي 30 سنة بما يشير إلى معدلات نمو مرتفعة، كما يلاحظ
زيادة نسبة سكان هذه المحلة من 8. 22 % من إجمالي سكان المدينة في سنة 1973 إلى 1. 30 % في سنة 2006، وزيادة
نسبة محلة سوق العجاج، في حين تنخفض نسبة سكان المدينة، ويحتفظ فرع شاهر
روحه بنسبته المرتفعة .
يلاحظ تضاعف محلات مدينة طبرق،
وزيادة حجم سكانها من 34,257 نسمة في سنة 1973 ، إلى 108,621
نسمة في سنة 2006، وبذلك يكون عدد سكان المدينة قد زاد أكثر من 3
مرات، خلال حوالي 30 سنة، كما يلاحظ سيطرة المدينة على النطاق بنسبة حوالي 68 % من
إجمالي السكان، وزيادة حجم سكان مدن النطاق في كل السنوات .
نستخلص مما سبق الحقائق الآتيـــــة : ــ
يعد نطاق البطنان المحلي من
المناطق الليبية التي تتميز بارتفاع النمو السكاني، فعلى الرغم من أن معدلات نموه
السكاني سجلت بعض التراجع في مستوياتها، إلا أنها مازالت نشطة، فهي لم تصل إلى أقل
من 2.4 % سنوياً،
يحتفظ النطاق بهذا المستوى من
النمو السكاني نتيجة لعاملين ديموجرافيين أساسيين همــا :
أولاً : الزيادة الطبيعية،حيث تتجه معدلات
الوفيات نحو الانخفاض بشكل مستمر وبسرعة أكثر من معدلات المواليد .
ثانياً : الزيادة غير الطبيعية، حيث إن
معدلات صافي الهجرة، على الرغم من تراجعها في التعداد الأخير، إلا أنها كانت
إيجابية، وأسهمت في زيادة حجم سكان النطاق .
على الرغم من الانخفاض النسبي
في معدلات المواليد وفي معدلات النمو السكاني، إلا أن التركيب السكاني في النطاق
مازال يسجل رقماً مرتفعاً نوعاً ما لمتوسط حجم الأسرة الذي يبلغ الآن حوالي 6.9
من الأفراد، وهذا يدل على أن متوسط حجم الأسرة في النطاق يعد مرتفعاً .
نسبة السكان الريفيين ستواصل
اتجاهها نحو الانخفاض، ( أقل من نطاق بنغازي المحلي )، ولكن ارتفاع نسبة التحضر لا
يعني بالضرورة تقلص النشاط والإنتاج الريفي بسبب التطور التقني وتطور وسائل النقل
والاتصال وإجراءات التسويق والاستثمار، الأمر الذي قلص الفارق بين النشاط الحضري
والنشاط الريفي.
اتسم التركيب العمري لسكان نطاق
البطنان باحتفاظ نسبة صغار السن بمستوى معتدل، بعد أن كانت مرتفعة في السبعينيات،
وعلى الرغم من ميل هذه النسبة إلى الانخفاض في السنوات الأخيرة، إلا أنها لم تصل
إلى مستوى متدنٍ يؤثر سلباً في الوضع السكاني، وقد ثبت من هذه الدراسة أن فئة صغار
السن مازالت في وضع إيجابي، حيث بلغت 41.1 % من إجمالي سكان النطاق في سنة
1995 ، فهي لم تؤدِ إلى رفع معدلات الإعالة بصورة حادة، ولا تهدد بتناقص
القوى العاملة في المستقبل القريب .
أما متوسطو السن ( السكان
النشيطون اقتصادياً )، فنسبتهم في تنامٍ مستمر، حيث زادت من 46.5 % من
إجمالي السكان في سنة 1973 إلى 56 % في سنة 1995 ، وعلى
الرغم من أن ارتفاع هذه النسبة لم يكن كبيراً، إلا أنه يسير في تطور إيجابي منتظم
ومتواصل منذ الستينيات من القرن الماضي، وسوف يستمر هذا الارتفاع المنتظم بوضوح
أكثر خلال السنوات العشرين القادمة .
لم تسجل نسبة كبار السن أي
تطور إيجابي، إذ اتصفت بالركود والاستقرار طوال الفترة السابقة، ما يؤكد أن كبار
السن لم يستفيدوا كثيراً من تطور الخدمات الصحية الذي حققته البلاد، إذ يبدو أن
هذه الخدمات الطبية موجهة أساساً لمجابهة المشكلات الصحية للصغار ومتوسطي السن،
أكثر من اهتمامها بأمراض الشيخوخة، وتطوير الخدمات الخاصة بالمسنين والتوسع فيها،
وكذلك لارتفاع نسبة صغار السن، لأن لها علاقة عكسية مع نسبة كبار السن .
التوزيع الجغرافي لسكان نطاق
البطنان، يتمشى مع تأثيرات العوامل الجغرافية الطبيعية والبشرية، وما يلفت النظر
فيه هو تراكمه في منطقة الساحل الشمالي، وتكدسه في مدينة طبرق، ويقابله تخلخل سكاني
واضح في الجزء الجنوبي من النطاق، والمناطق التي امتازت بتوزيع جغرافي معتدل
للسكان هي تلك التي نمت فيها تجمعات سكانية حضرية صغيرة، ويلعب النظام الإداري
وتغيراته دوراً أساسياً في تطور التوزيع الجغرافي للسكان في النطاق، لأن السبب
المباشر لرفع الكثافة السكانية لبعض المناطق هو توسع المراكز الإدارية فيها،
فتوفير فرص العمل في الوظيفة الرسمية كان وما يزال عاملاً مهماً في نمو هذه
المراكز الإدارية، التي أدت إلى رفع الكثافة السكانية للمناطق الواقعة فيها،
ومعظمها يقع شمال النطاق .
مصلحة التخطيط العُمراني - مشروع إعداد مُخطَّطات الجيل الثَّالث (2000 ـ 2025 ) النطاق التخطيطي / بنغازي - النطاق المحلي / البطنان - مكتب العمارة للاستشارات الهندسية / بنغازي. الحرث(نوفمبر)/ 2007 م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق