تحويل المدن من أجل الاستدامة.. حقائق وأرقام
كيت هولي باحث مشارك في الاقتصاد، تعمل بمنظمة ISET الدولية في ولاية كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية.
ويمكن التواصل معها على kate@i-s-e-t.org وعلى تويتر @KateISET
نقاط للقراءة السريعة
بحلول عام 2050، قد يعيش ثلثا سكان العالم –6.2 مليارات نسمة– حياة حضرية
المدن الصغيرة والمتوسطة في البلدان النامية هي الأسرع نموًّا
المدن الملهمة تتبنى تجربة التخطيط والتصميم المتكامل
تدرس كيت هولي كيف تتحول المناطق الحضرية لتصير مستدامة، والتحديات التي تواجهها، والاتجاهات، والحلول.
يعيش الآن 54٪ من سكان العالم في مناطق حضرية، وتشير التوقعات إلى أن هذا التوجه آخذ في الزيادة حتى عام 2050 على أقل تقدير.[1] هذا التحول من عالم ريفي إلى آخر يغلب عليه الطابع الحضري يشير –بصورة أقوى من أي وقت مضى– إلى الحاجة لتغيير كيفية تطور المدن. ويواجه المعماريون، والمهندسون، ومخططو المدن، والمجتمع المدني، وصانعو السياسات تحديات إنشاء مدن مستدامة، صحية، ’ذكية‘، ’خضراء‘، قابلة للتكيف، شاملة، منتجة، آمنة، مرنة، ومتأقلمة بحيث تقوى على مجابهة الكوارث. وهذه ليست سوى نزر يسير من الخصائص التي من شأنها أن تساعد المراكز الحضرية على الازدهار في ظل الزيادات السكانية، وتزايد المستوطنات غير النظامية، والتلوث والتدهور البيئي، الذي غالبًا ما يقترن بسوء الإدارة، ونقص توفير الخدمات.
وفي هذا الصدد، تقوم بعض المدن في أنحاء العالم بدور ريادي، وتساعد مجتمع التنمية على وضع تصور لنماذج بديلة لتلك السائدة في التنمية الحضرية، كما تركز على تشييد ’مدن للشعوب‘ وصديقة للبيئة، بدلاً من النمو الاقتصادي. وتتبنى هذه الإضاءة التفكير المبتكر في مجال التخطيط الحضري، والتصميم الحضري، والتكنولوجيا الحضرية؛ لتسليط الضوء على بعض الحلول التطورية، التي تغير من رؤية العالم للمدن.
التفكير المستدام للمدن يتطور
بدأ البحث والتفكير في المدن المستدامة في ثمانينيات القرن العشرين، لكن تعبير الاستدامة استُخدم فيما جرى من حوارات عالمية ونقاشات في تسعينياته، بعد أن طرحته اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية.[2] وعلى وجه الخصوص، برز الدور الحاسم الذي تلعبه الأبعاد البيئية والاجتماعية للأنشطة الاقتصادية البشرية في خلق عالم أفضل خلال مؤتمر قمة الأرض في ريو في عام 1992.[3] وثمة تقرير أثر على تلك النقاشات، صدر بالتعاون بين الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) والصندوق العالمي للطبيعة (WWF) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، بل غيَّر جداول الأعمال ذات الصلة، وأبرز كيف يشيد البشر فوق رقع الأراضي على حساب البيئة، وحث على التركيز على التنمية المستدامة.[4]
وبتطور خطاب الاستدامة، بدأت تصاغ تعريفات ’المدن المستدامة‘ وخصائصها. وفي أواخر التسعينيات، اقترح ديفيد ساتيرثويت -وهو خبير بارز في هذا المجال- خصائص المدينة ’الناجحة‘.[5] وقال ديفيد: إن أي مدينة ينبغي أن تكفل حياة صحية وبيئات للعمل، وتوفر بنية تحتية للخدمات الأساسية، مثل المياه النظيفة والصرف الصحي وإدارة النفايات. أيضًا ساق حججًا تقول إن أية مدينة –تمشيًا مع المبادئ الأساسية للتنمية المستدامة– ينبغي أن تكون في حالة توازن مع النظم البيئية، على سبيل المثال من خلال ضمان توازن منسوبات المياه الجوفية والحد من التلوث البيئي.
واستمر تعريف المدن المستدامة في التطور بعد عقد التسعينيات، متضمنًا أفكارًا عن كيفية استخدام الموارد في الوقت الحاضر دون المساس بتوافرها في المستقبل.[6] واقترح البعض أنه يجب على جميع المدن تلبية احتياجات سكانها لتصير مستدامة بحق.[7] ومع ذلك، لا يزال تعريف المناطق الحضرية بعيد المنال، فالمدن تتميز بالعديد من الخصائص المتفاوتة. يمكن تصنيف المناطق باعتبارها حضرية على أساس تجاوز السكان عددًا معينًا (العتبات السكانية)، أو عدد الأشخاص في المتر المربع (الكثافات السكانية)، أو العاملين في قطاع الزراعة مقارنة بصناعات الخدمات (نسب التوظيف)، أو وجود الخدمات الحضرية الأساسية مثل شبكات المياه والكهرباء والمرافق التعليمية والصحية.[8]
ثم شرعت المناقشات الدائرة حول الاستدامة الحضرية في التطرق إلى التصميم المكاني والتخطيط (المعروفَين باسم ’الشكل الحضري‘)، و’تيسير المعيشة‘ في المدن؛ من خلال توفير أنظمة نقل في متناول الجميع.[9] وبهذا، صارت تعريفات الشكل الحضري أكثر تفصيلاً، وتشير إلى مساحات مزدحمة، وصغيرة، ومتعددة الاستخدامات، في إطار متكامل من وسائل النقل العام والسياسات البيئية والإدارة.[10] وخلال الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر URBAN21 (يوليو 2000) –وهو أحد المؤتمرات العالمية الأُوَل المخصصة للقضايا الحضرية– عُرفت الاستدامة الحضرية بأنها ”تحسين نوعية الحياة في المدينة، بما في ذلك الجوانب البيئية والثقافية والسياسية والمؤسسية والاجتماعية والاقتصادية، دون أن تترك عبئًا على الأجيال المقبلة“.[11] وبعد ذلك ببضعة أشهر فحسب، اعتمدت الأهداف الإنمائية للألفية، متضمنةً الاستدامة البيئية هدفًا. وفي عام 2005، طرح مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية مفهوم ’الركائز‘ الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية. الآن، ومع تطوير جدول أعمال ما بعد العام 2015 ليحل محل الأهداف الإنمائية للألفية، تُجرى مباحثات؛ لتأمين مكان للغاية المعنية بالتنمية الحضرية في أهداف التنمية المستدامة (الهدف 11 في مشروع أهداف التنمية المستدامة الحالي)، والتي من شأنها كفالة حسن تخطيط مدن خضراء شاملة، ومرنة، ومنتجة، وآمنة، وصحية.
الاتجاهات الحضرية
يبلغ عدد سكان المناطق الحضرية في العالم 3.9 مليارات نسمة. أكثر من نصفهم يعيش في مدن ’صغيرة‘ لا يتجاوز تعدادها 500 ألف نسمة، في حين يقيم نحو 12٪ في مدن كبرى (أكثر من 10 ملايين نسمة).[1] ويبين الشكل 1 توزيع المدن متفاوتة الحجم في أنحاء العالم. وبحلول عام 2050، يقدر عدد مَن سيعيشون في المراكز الحضرية بنحو ثلثي سكان العالم، أي حوالي 6.2 مليارات نسمة.[1]
تحديد حجم المدينة من حيث عدد السكان· المدن الكبرى: 10 ملايين نسمة أو أكثر· المدن الكبيرة: 5 إلى 10 ملايين نسمة· المدن المتوسطة: 1 إلى 5 ملايين نسمة· المدن الصغيرة: 500 ألف إلى 1 مليون نسمةبتصرف من تقرير الأمم المتحدة: توقعات التوسع الحضري في العالم[1]
وبعبارة أخرى، سوف نشهد نموًّا حضريًّا (زيادة أعداد سكان المدن)، وتوسعًا حضريًّا أو تحضرًا (بأن تعيش نسبة أعلى من السكان في المدن).[8]
تحديد حجم المدينة من حيث عدد السكان
وقد نمت المدن الأفريقية والآسيوية منذ عام 2000 بشكل أسرع من المدن في أي جزء آخر من العالم (الشكل 2). ومن المتوقع أن يعيش أكثر من نصف سكان هاتين القارتين في مدن بحلول عام 2050. وبحلول ذلك الوقت، من المتوقع أن يلتحق 2.5 مليار نسمة بسكان المناطق الحضرية في الهند والصين ونيجيريا.[1]
ومن المثير للاهتمام، أن المستوطنات الحضرية الأسرع نموًّا ليست المدن الكبرى التي غالبًا ما تتصدر عناوين الصحف، لكنها المدن المتوسطة والصغيرة التي تضم أقل من 1 مليون نسمة.[1] وبحلول عام 2025، لن تمثل المدن الكبرى سوى 10٪ من النمو الحضري العالمي. وسوف تسهم المدن المتوسطة والكبيرة بأكثر من نصف النمو العالمي، تليها المدن الصغيرة.[12]
·
الشكل 1. خريطة تفاعلية للعالم تظهر مدنًا من مختلف الأحجام، ونسبة السكان في المناطق الحضرية. المصدر: تقرير الأمم المتحدة: توقعات التوسع الحضري في العالم.[1] لمطالعة النسخة التفاعلية النسخة التفاعلية للخريطة من طريق المعهد الدولي للبيئة والتنمية، انقر هنا.
وسوف تكون معظم المدن المتوسطة والصغيرة في بلدان ذات دخول منخفضة ومتوسطة، وغالبًا ما ستواجه تحديات استدامة مختلفة عن المدن الكبرى. وبشكل عام، قد تكون معدلات الفقر –مثلاً– أعلى، وقد تتعلق التحديات أكثر بكفاءة الخدمات الأساسية بدلاً من توافرها.[1، 13، 14]
الشكل 2: المدن الأسرع نموًّا في العالم موزعة حسب المنطقة. المصدر: تقرير الأمم المتحدة: توقعات التوسع الحضري في العالم[1]
محركات النمو وتحدياته
النمو الحضري غالبًا ما يكون مدعومًا بالنمو الطبيعي للسكان، والهجرة من الريف إلى المدينة.[8] وفي المقام الأول، يتمثل الدافع وراء الهجرة في الحوافز الاقتصادية مثل التجارة، وكذلك السعي لتحسين نوعية الحياة.
وبجانب الضغوط الناشئة من تزايد عدد السكان، تواجه المدن تحديات بيئية واجتماعية واقتصادية عديدة (انظر الإطار 1).
ويمكن القول إن المستوطنات غير النظامية (العشوائيات أو الأحياء الفقيرة)، التي غالبًا ما تحتل مناطق خارج مراكز المدن وفي تخومها (المواقع شبه الحضرية)، هي سمة فريدة للمدن في العالم النامي.
يعيش واحد من كل سبعة أشخاص تقريبًا –ما مجموعه مليار نسمة– في مستوطنات غير نظامية، ومنازل تبنى بالجهود الذاتية. ومن المتوقع أن يبلغ هذا الرقم 3 مليارات نسمة بحلول عام 2050.[13] ويواجه سكان العشوائيات تحديات جلية، مثل عدم ضمان حيازة الأرض، والسكن غير الآمن. ولا تصل الخدمات العامة -مثل شبكات الكهرباء أو الصرف الصحي- إلى تلك المناطق. وتزيد هذه العوامل، إضافة إلى تقارب المربعات السكنية، من خطر تعرضهم للأمراض المعدية.[15] ومع ذلك، تعتبر الأحياء الفقيرة أيضًا محاور للأعمال الحرة، وتنمية المجتمع، والابتكار.
تحديات النمو الحضري: الحقائق الرئيسة
الفقر : نما الفقر في المناطق الحضرية (الناس الذين يعيشون على أقل من 1 دولار أمريكي في اليوم) بنسبة 13٪ في السنوات العشر الماضية، لذا يقال إن 28٪ من سكان الحضر يعيشون الآن في فقر.[16]
الطاقة : في معظم الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة، يفتقر نحو 30٪ من سكان المدن إلى الكهرباء أو وقود التدفئة.[17] أضف إلى هذا أن استخدام المدن النامية من الطاقة كثيف في عدة قطاعات، من بينها الكهرباء والتدفئة والنقل وإدارة النفايات الصلبة.
الغذاء : يتعين على قاطني المناطق الحضرية من ذوي الدخول المنخفضة أن يشتروا طعامهم، وهم معرضون بشكل خاص لتقلب الأسعار. على سبيل المثال، قفزت أسعار المواد الغذائية المحلية في عام 2003 في تنزانيا بنسبة 81٪ عن مقدار التغير في سعر الذرة العالمي.[18]
النقل : يمثل ازدحام المرور تحديًا طويل الأمد في المناطق الحضرية بالبلدان النامية. وبصرف النظر عن تسببه في مشاكل للانتقال، فهو يضر بصحة الإنسان؛ إذ يرتبط تلوث الهواء المتعلق بالمرور بارتفاع خطر الوفاة من أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.[19] وتقع 91٪ من حوادث الطرق في العالم في بلدان ذات دخول منخفضة ومتوسطة، على الرغم من امتلاك عدد أقل من السيارات مقارنة بالبلدان المتقدمة.[20]
النفايات الصلبة : غالبًا ما تنفق البلديات في البلدان النامية ما يصل إلى نصف موازنتها على معالجة النفايات. ومع ذلك، ليس من غير المألوف أن يتركما نسبته 30-60٪ من النفايات الصلبة دون جمعها، وأن تصل خدمات معالجة النفايات الصلبة إلى أقل من نصف السكان.[21، 22] ويؤدي سوء المعالجة والإدارة إلى التلوث وانتشار الأمراض.
المياه والصرف الصحي : يعيش كثير من الناس في بيئات ملوثة من جراء سوء تصريف المجاري، ومياه الصرف الأخرى. ووفق تقدير لمنظمة الصحة العالمية، سوف يفتقر 2.4 مليار نسمة إلى الوصول إلى نظم صرف صحي محسنة بحلول عام 2015.[23]
الصحة : يساعد التلوث على انتقال الأمراض من خلال الهواء والماء والحشرات الناقلة. لهذا، تشيعالتهابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجلد في المناطق الحضرية.[21] وغالبًا ما تكون الأمراض المزمنة، مثل السمنة، مصاحبة أيضًا للتوسع الحضري؛ لتغير أنماط حياة الناس.
تغير المناخ : تأتي أكبر حصة من انبعاثات غازات الدفيئة من المناطق الحضرية -نحو 70٪ على الصعيد العالمي.[24] في حين تسهم المدن في البلدان النامية بحصة صغيرة فقط؛ لأن السكان يميلون إلى استخدام موارد أقل استهلاكًا للطاقة. وعلى مستوى العالم، يقدر البنك الدولي تكاليف التكيف مع تغير المناخ في المناطق الحضرية بما يتراوح بين 80 إلى 100 مليار دولار أمريكي سنويًّا.[25، 26]
أخطار الكوارث : تجتذب المناطق الحضرية عادة الفئات السكانية الضعيفة، التي غالبًا ما تكون غير مجهزة أو مؤهلة للتعامل مع الكوارث والنوازل والأحداث القاسية.[24، 27، 28]
الإسكان : على الصعيد العالمي، يعيش مليار نسمة –معظمهم في بلدان نامية– في مساكن غير ملائمة. وتتضافرمشكلات عدم ضمان حيازة الأرض، ومهارات البناء المتواضعة، والوصول المحدود إلى آليات التمويل لتحد من توافر السكن الآمن. ويبني معظم الناس من ذوي الدخول المنخفضة ديارهم تدريجيًّا من خلال تمويل غير رسمي، بيد أنهم يجنحون إلى بناء أبنية معرضة للكوارث.[29]
التخطيط الحضري المبتكر : لمواجهة هذه التحديات، تشهد بعض المدن في العالم النامي تحولاً، وتقوم بدور ريادي في مجالات التخطيط المبتكر، والتصميم التكاملي، واستخدام التكنولوجيا. وسواء أُطلِق عليها: مدن مستدامة، أو مدن صديقة للبيئة، أو مدن منخفضة الكربون، أو مدن ’ذكية‘، أو مدن صفرية الطاقة، فثَم سعي حثيث من أجل بيئة آمنة وصحية لجميع المقيمين. وتشترك هذه المدن في الخصائص الأساسية للتنمية المستدامة: مثل انخفاض استهلاك الطاقة، أو أدنى حد من التعدي على المساحات البيئية، أو الحد من استخدام مواد البناء الضارة، أو التوسع في النظم المغلقة لمعالجة النفايات.[30]
وتشدد كل هذه المدن على أهمية السياسات، ووضع البرامج، والتخطيط لذلك، كيف يمكن للتخطيط الحضري إنشاء مدينة مستدامة؟
قد يبدو المشهد مربكًا، لكن الحلول قد تكون كبيرة أو صغيرة. وفي استطاعة ذوي العزم من القادة بجنوب الكرة الأرضية، وكذلك المعماريين المؤثرين، والمهندسين، ومنظمات المجتمع المدني أن يقودوا حملة التغيير. على سبيل المثال، تهدف بعض المدن إلى خفض انبعاثات الكربون، إما من خلال تطوير أنظمة عالية التقنية لتخزين غازات الدفيئة لملاحقة الانبعاثات، أو من طريق إنشاء أحياء ’خضراء‘ أو أحياء ’يمكن قطعها مشيًا‘ من خلال التخطيط التشاركي. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تدمج مدينتا دبي ومصدر كلاًّ من المساحات الخضراء، وأهداف خفض الانبعاثات إلى ’الصفر‘، وأنظمة إعادة استخدام المياه، والزراعة الحضرية.[31، 32] وفي نيروبي، كينيا، تستخدم المجتمعات تقنيات حديثة؛ لرسم خريطة المناطق الفقيرة، مما يساعد المخططين والساسة على معرفة كيفية تقديم خدمات أفضل.[33] وفي بعض الحالات، تتغير قيادة المدينة لتضم خبراء من المهندسين، والمعماريين، ومخططي المدن؛ ليسهموا بالمعرفة الفنية التي تدعم رؤيتهم للاستدامة (الإطار 2).
الإطار 2. جايمي ليرنر وتطوير كوريتيبا
أصبح جايمي ليرنر عمدة كوريتيبا، في البرازيل في عام 1971. وعلى مدى فترات انتخابه الثلاث، حوَّل كوريتيبا إلى مدينة مستدامة نموذجية، لا تزال مصدرًا للإلهام. ولأنه خبير في التخطيط الحضري منذ نعومة أظافره، كان ليرنر أول شخص غير سياسي يتقلد منصب العمدة، جالبًا معه خبرته الفنية. كانت كوريتيبا أول مدينة تبتكر نظام حافلات النقل السريع (BRT)، الذي اعتمد منذ ذلك الحين على نطاق واسع. وطبقت المدينة نهج ’الإيكولوجيا الإنسانية‘ على الاستدامة الحضرية، وأوجدت 52 مترًا مربعًا من المساحات الخضراء لكل شخص.[34]
وربما كان أكثر الحلول تحويلاً، وأعظمها أثرًا هو ضم المهاجرين والمستوطنات غير النظامية في عملية تخطيط المدن. ففي مستهل تسعينيات القرن العشرين، اشتملت كوريتيبا على 209 أحياء عشوائية فقيرة، يمثلون تُسع سكانها. دشنت المدينة برنامج شراء القمامة، حيث تجتاز شاحنات صغيرة الطرق الضيقة في المستوطنات غير النظامية؛ لجمع القمامة والمواد القابلة للتدوير في مواقع معينة. ويمكن للسكان استبدال القمامة بتذاكر يمكنهم صرفها للحصول على أغذية وإمدادات أخرى (على سبيل المثال، يكفي كيلوجرامين من المواد القابلة للتدوير للحصول على كيلوجرام من المواد الغذائية).
وللتعامل مع التدفق المستمر، أنشأت المدينة منطقة جديدة لإيواء ما قد يصل إلى 30 ألف مهاجر. ولتمتع العديد من الأسر المهاجرة بمهارات البناء، قدمت المدينة لكل أسرة قطعة من الأرض، وصك ملكيتها، ومواد البناء، والتواصل مع خبراء؛ لطلب المشورة فيما يتعلق بالبناء. وأسفر هذا التخطيط عن مستويات معيشية أفضل؛ لأن الناس شعروا بامتلاكهم للأراضي، وأصبح تفرد كل بيت تعبيرًا عن إبداع الناس وسعة حيلتهم.
التصميم الحضري التكاملي
صار التصميم التكاملي، الذي يركز على تحسين أنظمة بكاملها بدلاً من مكون واحد، يكتسب أهمية متزايدة. وفيه يمكن أن تنطوي أنظمة النقل على مسارات للدراجات، وحارات للحافلات، وخطوط سكك حديدية. كما قد تدمج المنشآت الجديدة بين تخطيط الموقع، والمواد المحلية، وأنظمة الحد من استهلاك الطاقة والمياه، بل وتصاميم بناء تحاكي عمليات طبيعية (الإطار 3). وتعد مدينة بوجوتا، في كولومبيا، مثالاً جيدًا يوضح إلى أي مدى يعزز دمج استراتيجيات التنقل في التصميم الحضري من التزام المدينة بمعايير الاستدامة (الإطار 4). وفي دار السلام، التي كانت عاصمة تنزانيا، قيد الإنشاء نظام نقل سريع بالحافلات، يُعتزم استخدام حافلات عالية القدرة فيه، منخفضة الكربون المنبعث منها؛ لإنشاء نظام نقل حضري مختلط. وسوف تكون الحافلات أقل إصدارًا للضوضاء، وأنظف، وأكثر كفاءة من الحافلات التقليدية في استهلاك الوقود، كما أنها قادرة على حمل 100 راكب إضافي.[35]
الإطار 3. النقل المتكامل في بوجوتا
ابتكر إنريكي بينالوسا –عمدة بوجوتا المنتخب عام 1998– ’استراتيجية النقل المتكامل‘؛ لمعالجة الاختناق المروري في المدينة، انطلاقًا من نظام حافلات النقل السريع، المسمى شبكة نقل الألفية ’ترانسميلينيو TransMilenio‘. أُطلق النظام في عام 2000، وامتدت خطوطه الأربعة 55 كيلومترًا خلال المدينة. كان هذا هو نظام النقل الجماعي الأول من نوعه في بوجوتا. وتنتقل حافلات ’ترانسميلينيو‘ بثلاثة أضعاف سرعة الحافلة المعتادة في مدينة نيويورك، وتحمل 36 ألف شخص في كل اتجاه في الساعة.[36]
لكن حافلات النقل السريع كانت مجرد البداية. ونظرًا لعدم الحاجة إلى السكك الحديدية المكلفة في المدينة، موّل المبلغ المخصص (بالموازنة) لها مد 350 كيلومترا من طرق محمية خاصة بالدراجات، جرى تطويرها باستخدام استراتيجية تصميم سميت ’ciclorutas‘ (شبكة طرق الدراجات). دمجت هذه الاستراتيجية طرق الدراجات في تصميم يراعي الاستخدام المتباين للأراضي.
وتم توصيل أحياء المدينة الرئيسة بشبكة من طرق الدراجات، ثم ربطتها شبكة ثانوية من الطرق بشبكة المدينة الرئيسة، وتدعمها شبكة ثالثة لإتمام تصميم شبكي. وفي عام 2005، تلقت بوجوتا جائزة النقل المستدام الأولى على الإطلاق من مجموعة من الخبراء والمنظمات العاملة في مجال النقل المستدام، تقديرًا لاستغلال المدينة للمساحات العامة في منفعة المواطن.
وقد شرع التصميم التكاملي في إثبات جدارته كوسيلة يتصدى بها العالم النامي للتحديات التي لا تواجهها بلدان الشمال. فهو يقدم فرصًا لدول الجنوب لتصدر المشهد من خلال الابتكار، وباشتراك العديد من أصحاب المصلحة في هذه العملية.[37]
وفي عام 2013، بمسابقة لتصميم مساكن مرنة (تتميز بالتحمل)، استضافتها منظمة ISET الدولية وجامعة هوي في دا نانج، فيتنام، كُلِّف معماريون، ومخططون، ومهندسون بتصميم نظام سكن متكامل يمكنه أن يصمد أمام الأعاصير السنوية التي تضرب الساحل الأوسط في فيتنام (يُتوقع أن تصبح أكثر تواترًا وشدة مع تغير المناخ).[38]
جمعت التصاميم بين تخطيط الموقع، وتصميم المباني، وتكنولوجيا البناء. وتضمنت عنصرين أساسيين للمساكن المقاومة للأعاصير؛ أن ترتبط جميع الأجزاء الهيكلية بالمبنى بعوارض وأعمدة خرسانية مسلحة، وأن يحتوي كل بيت على ’غرفة آمنة‘ مبنية بالخرسانة المسلحة؛ لتكون مأوى يُثاب إليه في حالات الطوارئ خلال الأعاصير الكارثية.
وأخذت التصاميم أيضًا في الحسبان أنماط المستوطنات، على سبيل المثال الطرق غير المتوازية أو المتعرجة؛ للحد من ضغط الرياح على المباني. وقد استخدموا أشكالاً بسيطة للمباني، فضلاً عن الأسطح المائلة؛ لخفض خطر الأعاصير.
الإطار 4. محاكاة الطبيعة: نسخ تصميم تكاملي
تمثل محاكاة الطبيعة نهجًا علميًّا جديدًا في تصميم مبانٍ تتخذ من الطبيعة نموذجًا، ومقياسًا، ومعلمًا لها في حل مشكلات بشرية معقدة.[39] في مدينة هراري في زيمبابوي، صُمم مجمع إداري وتسويقي يضم مكاتب ودكاكين، محاكيًا لتلال النمل الأبيض الأفريقي ذاتية التبريد. يبني النمل الأبيض أعشاشًا متقنة يعتني فيها بمصدر غذائه، وهو نوع من الفطريات يتطلب درجة حرارة ثابتة قدرها 30.5 درجة مئوية للبقاء على قيد الحياة، رغم درجات الحرارة الخارجية التي قد تقل عن 4 درجات إلى أن تتجاوز 38 درجة مئوية. الذي يفعله النمل الأبيض أنه يفتح فتحات تدفئة وتبريد ويغلقها حسب الحاجة.
يمكن لفتحات التهوية سحب الهواء من خلال أنفاق أو حجرات في الجدران الطينية، مما يخفف من حدة التقلبات في درجات الحرارة قبل أن يبلغ الهواء مركز التل.
وقد حاكى المجمع في زيمبابوي هذه العملية؛ بتصميم نظام تهوية تعمل فيه كتلة المبنى على تبريد الهواء أو تدفئته، مما ينظم درجة الحرارة الداخلية. يستهلك المبنى طاقة أقل بنسبة 10٪ من المباني الأخرى المماثلة، ووفر أكثر من 3 ملايين دولار أمريكي في تكاليف الطاقة المتكبدة في تركيب نظام تكييف للهواء.[40]
التقنيات الحضرية
غيرت التكنولوجيا من وسائل مراقبة النظم الحضرية وإدارتها وتصميمها، كتلك المختصة بحركة المرور والمياه. وأكثر التقنيات نجاحًا هي التي شُفعت ببرامج تشجع على استخدامها، موفرةً أدوات من شأنها تعزيز الاستدامة. لكن هذه الأنظمة قد تكون مكلفة في بعض الأحيان، وقد لا تناسب بالضرورة المدن المتوسطة الآخذة في التحضر بسرعة (انظر الإطار 5).
ففي منطقة الكاريبي، وخارج العاصمة بورت أو برانس مباشرة، تقبع أول محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في هايتي. بورت أو برانس هي واحدة من كبريات مدن العالم التي ليس لها نظام صرف صحي. محطة المعالجة تلك –التي طُرِحت فكرتها منذ أربع سنوات، وتمولها جهات مانحة– تعمل بشكل مختلف عن المحطات الأخرى في العالم النامي؛ حيث تجمع الشاحنات مياه الصرف الصحي من حفر ومراحيض وقنوات خاصة بالصرف الصحي. وهذه التكلفة أقل بكثير مما لو تم حفر شوارع بورت أو برانس لوضع خطوط الصرف الصحي تحت الأرض. ويُستخدَم ناتج المعالجة سمادًا زراعيًّا.[41]
أيضًا ثمة مبادرات صغيرة تُطرح على مستوى البيوتات. على سبيل المثال، تقدم شركة غير ربحية -اسمها Sanergy- للأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية في كينيا خدمة الصرف الصحي، بواسطة الجمع بين نموذج حق الامتياز ومرحاض منخفض التكلفة، عالي الجودة، لا يشغل سوى مساحة صغيرة جدًّا. تُجمع النفايات يوميًّا وتُحوَّل إلى مواد عضوية، أو تُستخدَم في توليد طاقة متجددة. وقد اشترى المنشأة عمال من الأهالي محليون، والآن يديرونها.
وقد تصدت مؤسسة اجتماعية ربحية في الهند للتحدي المتمثل في توفير المياه بطريقة مماثلة. إن تكلفة ضخ المياه إلى كل منزل عالية، وتستغرق وقتًا طويلاً، وربما تعذرت في بعض الأحيان. وتوفر Savajal ’ماكينات لصرف المياه‘ (أشبه بالصرافة الآلية) تعمل بالطاقة الشمسية، وتبيع مياهًا صالحة للشرب لمن لا تصلهم شبكات مياه المدينة. وبعد تركيبها في البداية بالمناطق الريفية، يجري الآن طرحها بمدينة دلهي. وتقبل أجهزة التوزيع بطاقات ذكية مماثلة لبطاقات الهاتف المدفوعة سلفًا، ويمكن استخدامها على مدار 24 ساعة في اليوم.
الإطار 5. مكتب القيادة المركزية في ريو دي جانيرو
في ريو دي جانيرو بالبرازيل، افتُتح مكتب قيادة عمليات مركزية –الأكثر طموحًا على مستوى العالم– يستخدم الاتصالات والتقنيات اللاسلكية في أواخر عام 2010، من خلال شراكة مع شركة IBM.[42] ويعمل هذا المكتب مركزًا لتبادل المعلومات بين 30 وكالة حكومية في أنحاء المدينة. يتيح المكتب تدفق المعلومات من الشوارع؛ بحيث يمكن إجراء استجابات سريعة ومنسقة في حالات الطوارئ، فضلاً عن الأنشطة الجارية مثل حركة المرور أو جمع النفايات.
وتُفعَّل قدرات النظام على الرصد تلقائيًّا إبان الأحداث الجسام مثل الفيضانات، محذرةً المواطنين في المواقع المعرضة للخطر. وقد صار هذا النظام ممكنًا بفضل تكنولوجيا المعلومات– ولكن بتكلفة باهظة قيمتها 14 مليون دولار أمريكي. وهو لا يحل بالضرورة التحديات الكامنة مثل البنية التحتية غير الفعالة.[37] ولا يزال التأثير العام للنظام غير واضح.[43] فهناك مزاعم أن أوقات الاستجابة لحالات الطوارئ قد انخفضت بنسبة 30٪، لكنها تتناقض مع روايات السكان المحليين، وكذلك إحصاءات تبين ارتفاع معدلات الجريمة مؤخرًا.[44، 45، 46]
إلامَ المُتجَه؟
تتحول المدن باجتماع التخطيط الأفضل، والتصميم المتكامل، والتقنيات النافعة. ومع ذلك، لا يزال تعميم الحالات المبتكرة المستعرضة في السابق يشكل تحديًا. ما من ’حل واحد‘ يناسب الجميع. وبينما قد تصلح حلول معينة في العالم المتقدم، قد لا تناسب بالضرورة العالم النامي. لذا، ينبغي على الطرفين تبادل المعرفة. ويبدو أن تأسيس جهود الاستدامة الحضرية على الواقع المحلي يحقق أفضل النتائج. على سبيل المثال، يمكن وضع تصور جديد للتخطيط الحضري من خلال التعلم من مجتمعات المهاجرين في المستوطنات غير النظامية.
وتكفل الشبكات والمجتمعات ذات الخبرة مشاركة الدروس المستفادة مع العالم، حيث أطلقت مؤسسة روكفلر مؤخرًا تحدي 100 مدينة تتسم بالمرونة، كما يمول البنك الدولي –مع شركاء آخرين– مبادرة مدن منخفضة الكربون وصالحة للعيش؛ بغرض تبادل الأساليب والأدوات. والهدف النهائي هو تحويل المدن إلى أماكن خضراء، مخططة بدقة، وشاملة، ومرنة، ومنتجة، وآمنة، وصحية للعيش.
مفاهيم وتعريفات
النقل السريع بالحافلات (BRT)
نظام نقل عام عالي السعة، يجمع بين عناصر معينة مثل محطات، وعربات ’نظيفة‘، وتقنيات رقمية متطورة في نظام متكامل. ويستخدم النظام حافلات أو مركبات متخصصة؛ لإيصال الركاب إلى وجهاتهم بسرعة وكفاءة. ويمكن تصنيع الحافلات بسهولة حسب احتياجات المجتمعات، ويمكن دمج تقنيات معينة بها، مثل إدارة المرور، والتي تؤدي إلى نقل مزيد من الركاب والتخفيف من الازدحام.
نظم مغلقة الدائرة النظم التي يتم بها تدوير كل النفايات وإعادة استخدامها. على سبيل المثال، بدأت المدن في اعتماد مرافق لامركزية لمعالجة مياه الصرف الصحي، تحتجز الحرارة المتحررة من مياه الصرف الصحي، بحيث يمكن استخدامها في تدفئة المنازل. وتحول النفايات العضوية إلى وقود حيوي أو أسمدة.
مدن صديقة للبيئة مدن بُنيت وفق مبدأ العيش ضمن حدود بيئية. وتهدف العديد من المدن الصديقة للبيئة إلى القضاء على كل انبعاثات الكربون، وإنتاج الطاقة من مصادر متجددة كليا، ودمج مبادئ ’مناصرة للبيئة‘ في تصميم المدينة بشكل عام. ويمكن وصف المدن التي تتبنى أهدافًا أقل صرامة بالمدن ’الخضراء‘. انظر أيضًا: المدن منخفضة الكربون والمدن صفرية الطاقة.
المدن ’الخضراء‘ المدن التي جعلت مسؤوليتها تجاه البيئة أولوية. وقد تستخدم هذه المدن أساليب إدارية للحد من تأثيرها على البيئة، أو تحسب ’بصمتها البيئية‘ (مقياسًا لمقدار الموارد التي تستخدمها)، أو تلبي أهدافًا تدور حول كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة. ويمكن وصف المدن ذات الخصائص المشابهة بالمدن صديقة البيئة.
المستوطنات غير النظامية أو العشوائية مجموعات من الوحدات السكنية التي شُيدت على أرض ليس للسكان أي حقوق قانونية فيها.
التصميم التكاملي التصميم الذي يأخذ في الاعتبار النظام الحضري ككل. وهي عادة ما تكون عملية تكرارية تهدف إلى إشراك جميع أصحاب المصلحة؛ لتحليل النهج الخطية التقليدية، حيث يسلم المالك التصميم إلى المعماري، ومقاول البناء، والساكن. يتيح هذا النهج مرونة في الوصول إلى حلول مختلفة في كل بيئة جديدة يتم تطبيقه بها.
المدن منخفضة الكربون المدن التي تركز على الحد من انبعاثات الكربون، وإبقائها منخفضة قدر الإمكان. انظر أيضًا: المدن الصديقة للبيئة، والمدن صفرية الطاقة.
المناطق شبه الحضرية (تخوم المدن) المنطقة المحيطة بالمدن مباشرة، بين المناطق الحضرية والريفية.
المدن المرنة مدن مصممة للاستجابة بشكل منهجي للضغوط البشرية والطبيعية وخلافه، والتعامل معها. الهدف منها هو تحمل صدمات كالكوارث الطبيعية، واستيعابها، بل والنمو بعد مثل هذه الأحداث.
المدن ’الذكية‘ المدن التي أدمجت التكنولوجيا ونظم المعلومات في تسييرها؛ لإدارة الموارد بشكل أكفأ، وتحسين الرصد، وتسهيل عملية صنع القرار. وتجسد رؤية المدينة الذكية مصطلح ’العمران المتصل شبكيا‘؛ وفيه تغذي جميع النظم آلية تحكم مركزية على أساس يومي.
التنمية المستدامة تعرفها اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية بأنها ”التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر، دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة“.
المناطق الحضرية لا يوجد تعريف واحد لما يجعل منطقة ما حضرية. ويمكن تعريف هذه المناطق وفق أحد العناصر التالية أو بعضها: الحد الأدنى لعدد الأشخاص الذين يعيشون في منطقة ما، والكثافة السكانية في منطقة ما، وعدد العاملين في مختلف القطاعات، لا سيما القطاعات غير الزراعية، ووجود الخدمات الأساسية مثل الطرق والكهرباء والرعاية الصحية. ولا يستخدم حجم السكان والكثافة لوصف أي مستوطنة بأنها حضرية سوى ربع الدول، وتنظر دول أخرى عديدة إلى معايير إدارية معينة، مثل الحدود التي تعرفها وتديرها جهات حكومية مختلفة.
الشكل الحضري قد يشير الشكل الحضري إلى توسع المدن غير المخطط له (الطبيعي) أو المخطط. ويتألف الشكل الحضري من العديد من الخصائص، مثل الطبيعة (الطبوغرافيا، والموقع، وأنواع التربة، وهلم جرا)، والمباني، وكيف ترتبط البيئة العمرانية بالمساحات الخارجية (مثل الحدائق العامة والمساحات الخضراء).
النمو الحضري هو الزيادة، بالأرقام المطلقة، في عدد الناس الذين يعيشون في البلدات والمدن. تنبع الزيادة من النمو الطبيعي للسكان في المناطق الحضرية، وكذلك الهجرة من الريف إلى الحضر. وفي بعض الأحيان، يعكس النمو أيضًا تغيرات إدارية في تحديد طبيعة الأراضي، من مناطق ريفية إلى مناطق حضرية. ومعدل النمو الحضري هو الزيادة في عدد سكان الحضر بمرور الوقت، أو سرعة النمو السكاني في المناطق الحضرية.
التوسع الحضري (التحضر) هو الزيادة في نسبة السكان الذين يعيشون في المدن والبلدات بالنسبة إلى المناطق الريفية. ومعدل التحضر هو الزيادة في نسبة السكان في منطقة حضرية بمرور الوقت، ويحسب بطرح إجمالي معدل النمو السكاني من معدل النمو الحضري.
الفقر في المناطق الحضرية على الصعيد العالمي، يُعرف الفقر المطلق بأن يقل دخل الفرد عن 1 دولار أمريكي في اليوم، لكن تحديد الفقر في المناطق الحضرية وتعريفه أصعب بكثير. وتسهم عناصر شتى في الفقر بالمناطق الحضرية، والتي لا يتكبدها غالبًا قاطنو المناطق الريفية، مثل تكلفة السلع والنقل. لذلك يرى البعض أنه ينبغي قياس الفقر في المناطق الحضرية باعتباره فقرًا نسبيًّا (الذي يعرف وفق معايير تختلف اعتمادًا على البيئة المحيطة).
المدن صفرية الطاقة (الصافية) المدن التي تركز على إنتاج الطاقة التي تحتاج إليها في سنة معينة، مما يؤدي إلى عدم استهلاك للطاقة إجمالاً. تتميز المدن صفرية الطاقة بثلاث خصائص رئيسة: أن ينطوي تصميم المدينة بأكملها على أقصى قدر من الكفاءة في استخدام الطاقة، وأن تولد الطاقة في المدينة، وشراء طاقة متجددة من الخارج؛ لتلبية أي احتياجات إضافية من الطاقة. انظر أيضًا: المدن منخفضة الكربون.
التحليل ضمن ملف بعنوان تحويل المدن من أجل الاستدامة منشور بالنسخة الدولية يمكنكم مطالعته عبر العنوان التالي:
المراجع
[1] United Nations World Urbanization Prospects: the 2014 revision, highlights (UN Department of Economic and Social Affairs, 2014)
[2] André Sorensen Towards Sustainable Cities (Ashgate Publishing, 2014)
[3] Eva Charvekwieiz Transitions to sustainable production and consumption: concepts, policies, and actions (Shaker Publishing, Maastricht, 2001).
[4] IUCN and others. World conservation strategy: living resource conservation for sustainable development , (IUCN, UNEP, and WWF 1980)
[5] David Satterthwaite Sustainable cities and cities that contribute to sustainable development? (Urban Studies, 1997)
[6] Herbert Girardet Cities people planet: liveable cities for a sustainable world (John Wiley & Sons Ltd UK, 2004)
[7] Jorge Hardoy and others Environmental problems in an urbanizing world (Earthscan Publications, 2001)
[8] United Nations The state of the world’s children 2012: children in an urban world (UN Children’s Fund, 2012)
[9] Timothy Elkin and others Reviving the city: towards sustainable urban development (Friends of the Earth, 1991)
[10] Elizabeth Williams and others (eds) A compact city: a sustainable urban form? (E & FN Spon, 2004)
[11] P. Anastasiadis and G. Metaxas Sustainable city and risk management (1st WIETE Annual Conference on Engineering and Technology Education. Pattaya, Thailand, 2010)
[12] McKinsey Global Institute Urban world: mapping the economic power of cities (2011)
[13] United Nations World economic and social survey 2013: sustainable development challenges (UN Department of Economic and Social Affairs, 2013)
[14] Barney Cohen Urbanization in developing countries: current trends, future projections, and key challenges for sustainability (Technology in Society, 2006)
[15] Diana Mitlin and David Satterthwaite Urban poverty in the global south: scale and nature (Routledge, 2013)
[16] Lawrence Haddad Poverty is urbanizing and needs different thinking on development (The Guardian, 5 October 2012)
[17] Global energy assessment: toward a sustainable future (Cambridge University Press, Cambridge, UK and the International Institute for Applied Systems Analysis, Laxenburg, Austria, 2012)
[18] Marc Cohen and James Garrett The food price crisis and urban food (in)security (Environment and Urbanization, 2010)
[19] WHO and UNEP Healthy transport in developing cities (WHO and UN Environment Programme, 2009)
[20] WHO Road traffic fact sheet (WHO, 2013)
[21] Lance Saker and others Globalization and infectious diseases: a review of linkages (UNICEF, UNDP, World Bank, & WHO, 2004)
[22] World Bank Urban solid waste management
[23] Neil Armitage The challenges of sustainable urban drainage in developing countries (SWITCH Conference, Paris 2011)
[24] Aromar Revi and others Urban areas (Intergovernmental Panel on Climate Change Working Group II, contribution to the 5th Assessment Report, 2014)
[25] Jeb Brugmann Financing the resilient city (Environment and Urbanization, 2012)
[26] The World Bank Cities and climate change: an urgent agenda (World Bank, 2010)
[27] United Nations Revealing risk, redefining development: the 2011 global assessment report on disaster risk reduction (United Nations, 2011)
[28] IFRC World disasters report: focus on urban risk (International Federation of Red Cross and Red Crescent Societies, 2010)
[29] United Nations Housing for all: the challenges of affordability, accessibility and sustainability (UN Human Settlements Programme, 2008)
[30] Peter Naess Urban planning and sustainable development (European Planning Studies, 2001)
[31] The sustainable city (Diamond Developers)
[32] The Masdar ‘Green’ city (CH2M HILL)
[33] Susan Anyangu-Amu Kenya: mapping an Africa slum (Inter Press Service News Agency, 2010)
[34] Paul Hawken and others Natural Capitalism (Little Brown and Company, New York USA, 1999)
[35] Kizito Makoye Green machine: Dar es Salaam backs low-carbon buses to beat traffic jams (The Guardian, 27 March 2014)
[36] Sarah Munir Transport Planning: case study Bogota, Columbia (Published on Scribd, 2012)
[37] Busby Perkins+Will and Stantec Consulting Roadmap for the integrated design process (2007)
[38] ISET-International A concept of resilient housing: Da Nang, Vietnam (Boulder, Colorado USA, 2014)
[39] Janine Benyus Biomimcry (William Morrow and Company, Inc, New York USA, 1997)
[40] Abigail Doan Biomimetic architecture: green building in Zimbabwe modeled after termite mounds (Inhabitat, 2012).
[41] Richard Knox Port-Au-Prince: a city of millions, with no sewer system (NPR, 13 April 2012)
[42] Natasha Singer Mission control, built for cities (The New York Times, 3 March 2012)
[43] ARUP Innovators: international case studies on smart cities (Report produced for the UK Department for Business Innovation and Skills, October 2013)
[44] Jesse Berst Why Rio's citywide control center has become world famous (Smart Cities Council, September 2013)
[45] Christopher Frey World Cup 2014: inside Rio’s Bond-villain mission control (The Guardian, 23 May 2014)
[46] Clarissa Thomé Violência no Rio de Janeiro retoma níveis pré-UPPs (Estado, 3 May 2014)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق