التسميات

السبت، 24 سبتمبر 2016

اتجاهات التركز الحضري في ليبيا (1984 – 2006 م) : دراسة تحليلية في جغرافية الحضر ...

  
اتجاهات التركز الحضري في ليبيا (1984 – 2006 م)

دراسة تحليلية في جغرافية الحضر

إعداد

د. محمود أحمد زاقوب

2015 م

الملخص :

  تحاول هذه الورقة إعطاء فكرة حول مفهوم التركز الحضري وآلية قياسه وإدراك العلاقة الكائنة بالنظام الحضري في الدولة أو أقاليمها العمرانية ، وبالنظر إلى توزيع السكان عالمياً يتضح لنا جلياً بأن التوزيع الجغرافي للسكان غير متكافئ ، ليس فقط من الناحية المكانية ، بل من حيث توزيعهم ما بين السكن في الريف والحضر ، وتركزهم في مدنٍ بعينها ، سواء على مستوى الدولة أو الأقاليم . 

   حاول الباحث في هذه الورقة تناول موضوع التركز الحضري في ليبيا بالدراسة وإخضاع البيانات والإحصائيات المستقاة من التعدادين العامين للسكان 1984- 2006 للطرق والأساليب العلمية المتبعة في الدراسات الحضرية للتعرف على مدى التركز الحضري بالمدن الليبية ومدى التغير الذي طرأ ما بين التعدادين ومن أبرز نتائج الورقة أن مؤشر هيمنة العاصمة طرابلس كان في ثمانينات القرن الماضي أوضح وأشد وهو في تناقص خلال عقدين من الزمن كما اتضحت هيمنة المدينتين الحضريتين الكبيرتين على باقي المركز الحضرية ، ومن أبرز توصيات الدراسة ، ضرورة الاهتمام بالبني التحتية لإقامة مراكز حضرية جاذبة ، والاستفادة من الميز التنافسية للمراكز الحضرية المتوسطة والصغيرة وتوظيفها نقاط إيجابية لجذب المزيد من الفرص التنموية . 


Trends of Urban Concentration  In Libya 1984 - 2006 

An analytical study of urban geography

Prepared by : Mahmoud Ahmed Zagob

Zagob1@yahoo.com

January / 2015

Abstract 

   This paper attempts to give an idea about the concept of urban concentration and the mechanisms to measure and understand located urban in the state or territories urban system relationship, given the global distribution of the population is clear that the geographical distribution of the population is uneven, not only spatially, but also in terms of their distribution between housing in rural and urban areas, and their concentration in certain cities, both at the state level or regions . 

   Researcher try in this paper to deal with the subject of urban concentration in Libya by studying the data and statistics derived from general population 1984- 2006 by using the scientific methods in urban studies to identify the extent of urban concentration in Libyan cities and the change that happened between the two censuses , One of the most prominent paper result is that the index of the dominance of the capital Tripoli, was clearer in the eighties of the last century, and more its continually decrease during the last two decades the dominance of the two biggest urban cities on the rest of the urban center, and from the essential recommendations of the study, the need for focusing the care on infrastructure of the most attractive urban centers , and use the competitive segregation of the medium and small urban centers , to employ positive points to attract more development opportunities . 
مقــدمة :

   عادة ما تقدم المدن خدمات متنوعة تغطي مخططها أو حيزها العمراني ، ثم تتوسع تدريجياً حتى تغطي الإقليم الذي حولها وقد تتعداه ، إلى أن تتداخل مع نفوذ مدينة أخرى تبعد عنها بمسافات متفاوتة بعداً أو قرباً ، ومن خلال ذلك تتحدد أهمية وقيمة رتبة المدينة وفقاً لعدد وأنواع الوظائف التي تقدمها والمجال الجغرافي الذي تستحوذ عليه وتغطيه ، " لكل مدينة صغرت أم كبرت مساحة في الريف تتبعها أو تخدمها Tributary or service area ، وإقليم المدينة City region هو منطقة نفوذ المدينة أو مجال المدينة Urban Field " (1) وكلما كبرت المدينة كان نطاق نفوذها أوسع ، والمدن الليبية ليست استثناء من هذا السياق ، لذا كان على الجغرافيين أن يدلوا بدلوهم في التعرف على ملامح هذه الظاهرة ويقدموا مساهمتهم في معالجة ما قد يترتب وينتج عنها من آثار ، ويأتي ذلك كله في إطار التخطيط الحضري والذي عادةً ما يطلق عليه التخطيط العمراني وهو أسلوب تخطيطي ظهرت أهميته في أوروبا بعد الدمار جراء الحرب العالمية الثانية ، وركز في البداية على الجوانب الإنشائية والهندسية ثم ما لبث أن أهتم بالجوانب الإنسانية المتعددة . 

مشكلة الدراسة : 

   إن زيادة أعداد السكان في مراكز المدن جاء نتيجة لنمو النشاط التجاري والصناعي ، لذا تضخم عدد سكان بعض المدن أكثر من غيرها كالعواصم وبعض المدن الأخرى ونتيجة للحركة الاقتصادية أضحت مناطق وبؤر جذب للمهاجرين من داخل الدولة وخارجها ، وليبيا من ضمن الدول التي تحول سكانها من الريف إلى الحضر لذا تبرز التساؤلات التالية : 

- هل هنالك توزيع متكافي في النظام الحضري على مستوى الدولة الليبية ؟ - ما مدى السيادة الحضرية لأكبر مدينتين في التراتبية الحضرية الليبية ؟ 

أهمية وهدف الدراسة :

  نظراً للنقص المعرفي الواضح في دراسة واقع التركز والتوطن الحضري في ليبيا فإن هذه الدراسة تركز على تحليل التراتبية الحضرية للدولة الليبية بغرض الإسهام في وضع سياسات سكانية مستدامة ، وتحقيق الأهداف التالية :

- التعرف على مدى التركز الحضري للمدن الليبية .

- تسليط الضوء أمام العاملين و المهتمين بالتخطيط للتعرف على ملامح ظاهرة التركز الحضري في ليبيا للمساهمة في رسم خطط تنموية ناجعة .

- التعرف على تراتبية المدن الليبية ، للمساعدة على اختيار أقطاب نمو إقليمية .

- تطبيق المقاييس النظرية – القديم منها والحديث – في مجال التركز الحضري على مستوى منظومة المدن الليبية ، للتعرف على نتائجها واتجاهاتها . 

1/1/1 مؤشر الهيمنة الحضرية بين المدن الليبية :

    الهيمنة الحضرية (Urban Primacy ) وهو تعبير يطلق حين تستولي أو تستحوذ مدينة أو اثنتان على معظم سكان الحضر والخدمات في الإقليم أو ألدولة ، وعادة ما يكون واضحاً هذا المشهد الحضري في دول العالم النامي مما ينتج عنه توزيعاً غير متناسب (Disproportion ) في السكان الحضر والخدمات ، " إن وجود مدينة مهيمنة على النظام الحضري يدلل على عدم تطور شبكة العمران وهو مؤشر للتخلف في مجالات التنمية كما يستنتج بعض الباحثين ، ويرى آخرون أن هذا غير صحيح ، حيث أن بعض الدول المتقدمة توجد بها مدن مهيمنة ، كما هو الحال في بريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية ، ولم يكن الآمر مقتصراً على الدول النامية فقط ، وقد تكون الهيمنة ناتجة عن المركزية السياسية والاقتصادية،وعموماً يمكن القول بأن ظاهرة المدينة المهيمنة ، هي سمة من سمات التحضر في الدول النامية حيث تنتشر الظاهرة بقوة " (2) يسبب تركز السكان الحضر في مدن قليلة العدد في أية دولة خللاً في التراتبية الحضرية Urban Hierarchy ) ) وفي توازن شبكة المدن ، ومْردُ ذلك لعدم توفر سياسات حضرية شاملة لكل الدولة ، وتشير الدراسات إلى سوء النمو الحضري غير المتوازن ، لذا تم التفكير في بناء أقطاب نمو إقليمية متكاملة للاستفادة من الميزة التنافسية لكل مدينة للتخفيف عن المدن الكبرى .

1/1/2 قياس التركز الحضري :

   نحلل ظاهرة الهيمنة الحضرية في الدولة الليبية وتأثيرها الحضري من خلال نتائج قياس التركز الحضري ، وسوف نستخدم مقياس الأولوية أو الهيمنة لكريستالر ، و يعتبر من أشهر الطرق في معرفة أسباب التركز الحضري ونتائجه في الأقطار والأقاليم ، رغم أنه لا يعبر عن مدى التركز الحقيقي وأسبابه وهذا المقياس على النحو التالي :

2/1/2 مقياس الهيمنة : 

" تعرض هذه النظرية التفسير الاستنتاجي الأول لتوزيع المدن لميزان التدرج بأحجام المراكز الحضرية بدلالة الخدمات الحضرية ، إذ ترتبط الأماكن المركزية حسب النظرية مع أقاليمها ، بعلاقات اقتصادية تقل أو تزيد حسب الخدمات التي يقدمها كل منهما ومن ثم جاءت النظرية لدراسة العلاقة بين مراكز توزيع الخدمات و البضائع في إقليم ما ، وأثر ذلك في تراتبية النظام الحضري في ذلك الإقليم " (3) لقد كانت الدراسات الجغرافية التقليدية للعمران تركز على مواضيع معينة ، كالموضع والموقع للمحلات وأصولها ونشأتها ووظائفها وتصنيفاتها ودراسة المناطق التابعة للمــدينة كالظهير (Hinterland ) في حين لم يهم،ل والتر كريســتالـر Walther Christaller ، تلك العناصر التقليدية بل عمل على دمجها في تحليلاته للعلاقة بين المراكز الحضرية والمناطق التابعة لها ، ورغم نشره لتلك الدراسات منذ سنة 1933 باللغة الألمانية ولكنها لم تنشر ترجمتها إلى الانجليزية إلا في سنة 1966 بواسطة العالم الجغرافي الأمريكي باسكين Baskin ، والهدف الرئيسي للنظرية هو شرح التنظيم المكاني للمحلات العمرانية ومناطقها التابعة وخاصة مواقعها النسبية وأحجامها وفي هذا النظام تتموضع المدن الكبرى في الإقليم في وسط أكبر بشكل سداسي كما في الشكل (1) بحيث تستطيع أن تقدم خدماتها إلى المدن التالية لها في الترتيب ، ويعتبر مقياس الأولوية أو الهيمنة أبسط مقياس للتركز فهو ينسب عدد سكان المدينة الكبرى إلى مجموع السكان الحضريين للمدن الثلاثة التالية في الحجم السكاني .

شكل (1) نموذج كريستالر للتراتبية المكانية للاماكن المركزية 


     المرجع :  Christaller , W , 1966   (4) .
-     

    والمعادلة التي أعتمدها كريستالر هي :


                                         عدد سكان المدينة الأولى
قياس الهيمنة  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                            عدد سكان المدينة الثانية + الثالثة + الرابعة


  وبتطبيق المعادلة أعلاه نجد أن حساب درجة الهيمنة الحضرية في ليبيا عام 1984 هو كما يلي :

                                         
                                           عدد سكان مدينة طرابلس
قياس الهيمنة في ليبيا  = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                        عدد سكان مدينة بنغازي + مصراته + الزاوية                       قياس الهيمنة  لليبيا 1984=
             964980                                            964980
  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  =       ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   = 1,45
    ( 442860 + 131030 + 91600 )            665490
                                                                                                
وبذات الخطوات المذكورة فإن حساب درجة الهيمنة في ليبيا (2006) يكون كما يلي :                                                                    
                                                     عدد سكان مدينة طرابلس
قياس الهيمنة في ليبيا  =   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                            عدد سكان مدينة بنغازي + مصراته + الزاوية                             ∴  قياس الهيمنة في ليبيا   =
                1228187                                      122818
  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  =     ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   =  0,82
       ( 670797 + 507069 + 318726 )         1496592
                                                                                                

    مما سبق وبالرجوع إلى الجدول (1) وبتطبيق قانون قياس الأولية على مدن الدولة الليبية من خلال تعدادي السكان عامي 1984 و 2006 يتضح لنا بأن مقياس الهيمنة كان في تعداد 1984 ، 1,45 وهو مرتفع ، في حين سجل في سنة 2006 نحو 0,82 وهنا يسجل انخفاضا على نحو واضح ، مما يدلل بأن الهيمنة الحضرية كانت في ثمانينات القرن الماضي أكثر وأشد وضوحا منها في العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين .

   " لقد دلت التجارب في عدة دول بأن حدة الهيمنة على مستوى الدولة أو الأقاليم تتناقص بمرور الزمن " (5) غير أنه يمكن القول أن ظاهرة المدينة المهيمنة تمثل سمة من سمات الدول النامية حيث تنتشر الظاهرة بقوة ، بيد أن الوضع في ليبيا يدل على تناقص هذه الظاهرة حيث دلت الدراسة بأن مؤشر الهيمنة تناقص خلال عقدين من الزمن بشكل ملحوظ ، لقد توصلت الدراسات في بعض الدول ذات الاقتصاديات المتطورة بأن مؤشر الهيمنة يتأرجح ما بين 0,33 إلى 1,0 في حين سجلت الدول النامية مابين 2 إلى 3 مما يدلل على أقصى معدلات الهيـمنة.
    
المرجع : إعداد الباحث استناداً إلى التعدادين العامين للسكان 1984/2006 م .
                        
 
الجدول ( 1 ) الترتيب ألحجمي لبعض المدن الليبية 1984-2006 م

     المدينة
عدد السكان1984
  الرتبة 1984
   *عدد السكان 2006 
الرتبة 2006
     طرابلس
964980
     1
1228187
   1 
     بنغازي
442860
     2
670797
   2
    مصراته
131030
     3
507069
   3
     الزاوية
91600
     7
318726
   4
     سبها
70019
     4
250404
   5 
    البيضاء
66020
     8
99208
   7 
    إجدابيا
65270
     9
108771
   6
    طبرق
62500
     6
75893
   9
     درنة
60980
     10
88317
   8
    المرج
43550
     5
62894
  11    
    زليتن
39940
     11
67820
  10
-        المصدر : التعداد العام للسكان 1984 م (6) .  * ( أمراجع الخجخاج ، 2009 م ، 118 ) ، (7) .
-       التعداد العام للسكان 1984 ، بلدية سبها ، جدول (1) صـ 68 . (8) .

   وعند حساب المؤشر للعاصمة طرابلس سجل 1,7 في الثمانينات ثم سجل 0,82 في 2006 مما يدل على تقهقر الظاهرة ، وهو ما يدل أيضا على محاولة توزيع الخدمات على المدن الأخرى ، غير العاصمة . 

3/1/2 قياس المرتبة والحجم :

   " تنتج عن عملية النمو الحضري تغيرات هامة في حجم المدن ، وتقاس حجوم المدن بطرق عديدة ، من أهمها عدد السكان وعدد الوظائف التي تقدمها المدينة ، وهذان المقياسان مترابطان بشكل تام ، إذ كلما زاد حجم المدينة زاد عدد الوظائف التي تقدمها ، ويحدد هذان المقياسان العلاقة الرتبية – الحجمية و البنية الهرمية للنظام الحضري " (9) .

  للكشف عن صورة النظام الحضري الموجود في أي بلد أو إقليم ، يكون من خلال التعرف إلى مدى انطباق قاعدة الرتبة والحجم السكاني فيه ، حيث لابد من الاستدلال والفحص إلى مدى إمكانية وجود مدينة مهيمنة في النظام الحضري من حيث عدد السكان والوظائف والخدمات والأنشطة المختلفة .

   تعتبر قاعدة الرتبة والحجم (Rank – Size Rule) للجغرافي زيف(Zipf) التي توصل لها نتيجة دراسته لمجموعة من المدن الأمريكية ، حيث وجد علاقة ما بين ترتيب المدن من حيث حجومها السكانية بترتيبها تنازلياً وعدد سكانها ، إذ تعتبر من أهم الأساليب الأقرب إلى الواقعية ، " وينتج عنها دراسة لشبكات توزيع المدن ، والتعرف على العلاقة بين توزيع المدن ورتبها الحجمية ، ومن ثم التوصل إلى التعرف على النظام الحضري القائم في دولة أو إقليم ما ، وتحديد مدى قربه أو بعده عن التوزيع المنتظم لرتب الحجم " (10) .

   و تنص قاعدة الرتبة والحجم على وجود مدينة أولى ، تأتي في الرتبة الأولى من حيث عدد السكان ، والمدينة الثانية في الرتبة الحجمية فأنها تساوي نصف عدد سكان المدينة الأولى ، وحجم سكان المدينة الثالثة يساوي ثلث عدد سكان المدينة الأولى ، وحجم سكان المدينة الرابعة يساوي ربع عدد سكان المدينة الأولى وهكذا ، فرتب المدن في القطر أو الإقليم وفق هذه القاعدة يخضع للتسلسل التالي ويمكن التعبير عن قاعدة الرتبة والحجم بالمعادلة التالية:    

عدد سكان المدينة ذات الرتبة ن =       عدد سكان المدينة الأولى

                                            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                                     ن
ويمكن التعبير بالرموز التالية =
حيث : pr  = عدد سكان المدينة ذات الرتبة r  .
          P1 = عدد سكان المدينة الأولى في القطر أو الإقليم .
           R  = رتبة المدينة .  (11)


عدد سكان المدينة ذات الرتبة 2 في ليبيا 2006 = 

                                      عدد سكان مدينة طرابلس
                                   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                              2
  
عدد سكان المدينة ذات الرتبة 2 " بنغازي "في ليبيا = 

                                        1228187
                                   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                              2

عدد سكان المدينة ذات الرتبة 2 في ليبيا  =  614093  نسمة .


  هذا نظرياً أو من حيث المعادلة ، في حين الواقع كان عدد سكان المدينة ذات الرتبة الثانية في ليبيا وهي مدينة بنغازي سنة 2006 هو 670797 نسمة ، وهو يقترب كثيراً من رقم المعادلة .


عدد سكان المدينة ذات الرتبة 3 " مصراته "سنة 2006 = 

                                     عدد سكان مدينة طرابلس
                                   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                              3
عدد سكان المدينة ذات الرتبة 3  في ليبيا = 

                                        1228187
                                   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                              3

عدد سكان المدينة ذات الرتبة 3 في ليبيا409395 نسمة .

   هذا أيضا نظرياً أو من حيث المعادلة ، في حين أن الواقع يقول أن عدد سكان المدينة  ذات الرتبة الثالثة في الدولة الليبية وهي مدينة مصراته سنة 2006 هو 507069 نسمة وهو يزيد قليلاً عن ثلث عدد سكان مدينة طرابلس في نفس التعداد .

عدد سكان المدينة ذات الرتبة 4 " الزاوية "سنة 2006 = 

                                     عدد سكان مدينة طرابلس
                                   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                              4
عدد سكان المدينة ذات الرتبة 4  في ليبيا = 

                                        1228187
                                   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                             4
عدد سكان المدينة ذات الرتبة 4 في ليبيا  =  307046 نسمة .

  وهنا تقترب النظرية من الواقع ، حيث أن عدد سكان المدينة ذات الرتبة الثالثة في الدولة وهي مدينة الزاوية سنة 2006 هو 318726 نسمة ، وهو يقترب كثيراً من ربع عدد سكان مدينة طرابلس في نفس التعداد .

   وهكذا يتم قياس رتب بقية مدن الدولة وبنفس المعادلة واستنادا إلى قاعدة الرتبة والحجم للعامين 1984-2006 م وكما يتضح من الرسم البياني (2) ، نجد أن النتائج تختلف بين هذين العامين ، حيث اتضحت هيمنة مدينة طرابلس في التعدادين ، حيث كانت العاصمة في أعلى المنحنى في التعدادين ثم تلتها مدينة بنغازي عند منتصف حجمها وتلت ذلك بقية المدن مبتعدة عن الرتبة الحجمية للعاصمة ، وبشكل عام يمكن أن نلاحظ التالي :-

1- انطباق نظرية الرتبة والحجم على سلسلة المراكز الحضرية في الدولة الليبية في 2006 حيث المدينة الثانية تقترب من نصف الأولى والثالث من ثلث الأولى وهكذا .

2- انخفاض المنحنيين بشكل عام عن القاعدة عند معظم المراكز الحضرية وهذا يشير إلى هيمنة المدينتين الحضريتين الكبيرتين ، طرابلس وبنغازي عن باقي المراكز الحضرية الأخرى .

3- تعرج المنحنى الخاص بالعام 2006 عن المنحنى الخاص بالعام 1984 وخاصة ما بعد الرتبة الثالثة – مصراته – مما يدلل على التغير الحاصل في حجوم ورتب المدن في المرتبة الدنيا ، فمثلاً الزاوية كانت في المرتبة السابعة انتقلت إلى الرابعة و سبها كانت المرتبة الرابعة أصبحت الخامسة وأجدابيا كانت في المرتبة التاسعة انتقلت إلى السادسة وهكذا . 

  لقد أجريت عدة دراسات تطبيقية لقاعد زييف ووجد أنها تنطبق غالباً على النظم الحضرية في الدول المتقدمة ، والنظم الحضرية ذات التاريخ الطويل وما ذكر أنفاً هو الصيغة التقليدية وهي تعطي نتائج دقيقة عند انطباقها 100% على النظام الحضري وفي حالة عدم انطباق هذه القاعدة على النظام الحضري قيد الدراسة ، تتم مقارنة الأحجام الحقيقية للمدن بالأحجام النظرية حسب المتتالية المقترحة من قاعدة المرتبة والحجم لتحديد درجة انحراف ذلك النظام عن التوزيع ألحجمي المقترح من قبل القاعدة حسابياً وبيانياً كما في الجدول (2) والرسم البياني (3) ، والذي يظهر عدم التوازن في الشبكة الحضرية بسبب ظاهرة التركز الحضري في المراكز الحضرية الخمس الأولى على مستوى الدولة الليبية حيث كانت قد أظهرت زيادة سكانية بشكل إيجابي في حين كانت كل المراكز الأخرى في النظام الحضري أظهرت نتائج سلبية عن المتتالية المقترحة من قاعدة زيف . 

الجدول (2) حجوم ورتب المراكز الحضرية في ليبيا استنادا لبيانات 2006
 بعد تطبيق قاعدة الرتبة والحجم


      أسم المدينة
الحجم (نسمة) حسب تعداد 2006 *
الحجم (نسمة)حسب   قاعدة زيف
        الفجوة
    مرتبة المدينة
طرابلس
1228187
1228187
0
1
بنغازي
670797
614093
56704
2
مصراته
507069
409395
97674
3
الزاوية
318726
307046
11680
4
سبها
250404
245637
4767
5
إجدابيا
108771
204698
95927-
6
البيضاء
99208
175455
76247-
7
درنة
88317
153523
65206-
8
طبرق
75893
136465
60572-
9
زليتن
67820
122818
54998-
10
المرج
62894
111653
48759-
11
-        من إعداد الباحث - * إحصائيات السكان 2006 ( أمراجع الخجخاج ) . (12)

 
-                          إعداد الباحث .

4/1/2 مقياس الكثافة الحضرية :

   بالإضافة إلى ما ذكر أنفاً ومن ضمن الدراسات الحديثة عن التحضر وظاهرة التركز الحضري في الدول النامية ،" توصل الباحثين Eric Strobl & Luisito Bertinelli في سنة 2003 م ، إلى مقياس جديد للتركز الحضري أطلقا عليه أسم الكثافة الحضرية "(13) ، ويعتمد هذا المقياس على حساب نسبة السكان الحضر للمدن التي يزيد عدد سكانها عن 750,000 نسمة إلى السكان الحضر في الدولة ككل ، وقد قُدَرت نقطة التحول أو العتبة للكثافة الحضرية لتكون 36% ، وقد استخلصا هذه النسبة من دراسة العديد من أنماط التحضر في الدول النامية ، ولدى استخدام مقياس تركز الكثافة الحضرية على المدن الليبية حسب التعداد العام للسكان 2006م ، وباستعراض أعداد سكان المدن الليبية لا نجد سوى العاصمة طرابلس قد تجاوز عدد سكانها سقف 750,000 نسمة ، حيث بلغ نحو 1,228,187 ، وبمعرفة نسبة ما يشكله سكان طرابلس من نسبة السكان الحضر في الدولة الليبية والذي بلغ في " سنة 2006 م ما نسبته 88,9% من سكان ليبيا ، حيث كان أجمالي عدد سكان ليبيا 5,673,031 نسمة وبلغ حجم السكان الحضر نحو 5,528,350 " (14) ، وبتطبيق معيار التركز الحضري على العاصمة طرابلس نستنتج التالي:

الكثافة الحضرية لمدينة طرابلس الليبية 2006 = × 100
  ∴ الكثافة الحضرية لمدينة طرابلس الليبية 2006 =
                                                             1,228,187
                                                       ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ × 100 = 22,21 % .

                                                               5,528,350 

   بذلك نجد أن المؤشر لا يقترب كثيراً من نقطة التركز الحضري في النظرية والتي تمثل 36% كم ذكر أنفاً ، بل نجد أن السكان الحضر في مدينتي طرابلس وبنغازي مجتمعتين يمثلان ما نسبته نحو 33,5% من السكان الحضر في البلاد وهو ما يظهر وضوح منافسة المدن الأخرى في البلاد من حيث التركز أو الكثافة الحضرية حيث لم تتجاوز نسبة الكثافة الحضرية في – طرابلس وبنغازي - عتبة نقطة التركز الحضري التي استخدماها أو أشار إليها العالمان أريك ستريل و ليستو برت ينل . 

النتائج والتوصيات :

أولاً - النتائــج :

1- الهيمنة الحضرية للعاصمة طرابلس كانت في ثمانينات القرن الماضي أكثر وأشد وضوحا منها في العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين .

2- مؤشر الهيمنة يشير إلى تناقص خلال عقدين من الزمن بشكل ملحوظ مما يدلل على محاولة توزيع الخدمات على المدن الأخرى ، غير العاصمة . 

3- تنطبق نظرية الرتبة والحجم على سلسلة المراكز الحضرية في الدولة الليبية في 2006 حيث المدينة الثانية تقترب من نصف الأولى والثالثة من ثلث الأولى وهكذا .

4- وضوح هيمنة المدينتين الحضريتين الكبيرتين ، طرابلس وبنغازي على باقي المراكز الحضرية الأخرى .

5- تغير حجوم ورتب المدن في المرتبة الدنيا بين التعدادين في الدراسة ، حيث الزاوية كانت في المرتبة السابعة انتقلت إلى الرابعة و سبها كانت المرتبة الرابعة أصبحت الخامسة وأجدابيا كانت في المرتبة التاسعة انتقلت إلى السادسة .

6- بدراسة معيار التركز الحضري على النظام الحضري في الدولة الليبية ، تبين عدم الاقتراب من نقطة التركز الحضري .

ثانياً :- التوصيـات :

1- تشجيع التنمية الحضرية بعد إيجاد نقاط جذب متوازنة على صعيد البلديات والفروع البلدية لنخرج بنتائج ايجابية نضمن من خلالها هجرة معاكسة لتلك المراكز، لتخفيف تمركز السكان الحضر في الأقطاب الحضرية الكبرى ( طرابلس ، بنغازي ، مصراته ) .

2- توفير البني التحتية لإقامة مراكز حضرية جاذبة على أن تتوافر بها مناطق سكنية مكتملة من ناحية الخدمات التعليمية والصحية ومناطق اقتصادية ، صناعية وتجارية .

3- العمل على تنمية مناطق الأرياف على كافة الأصعدة ، خدمياً ، ثقافياً، تعليمياً ، صحياً ، اقتصاديا ، حتى تكون ضامن لبقاء أكبر قدر من سكان الأرياف في مناطقهم وخفض نسب نزوحهم نحو المراكز الحضرية الأكبر .

4- الاستفادة من الميز التنافسية للمراكز الحضرية المتوسطة والصغيرة والتركيز على تلك المميزات وجعلها نقاط إيجابية لجذب المزيد من الفرص التنموية والمزيد من الهجرات العكسية .

5- القيام بدراسات للتركز الحضري تختص بالأقاليم الحضرية ، داخل الدولة ، كدراسة إقليم غرب أو شرق أو جنوب ليبيا ، للتأكد من عدم وجود خلل في التوزيع الحضري داخل النظام الحضري للأقاليم .

6- ضرورة القيام بدراسات للتركز الحضري ، على مستوى الأقاليم بعضها ببعض ، لمعرفة مستويات التركز الحضري لأقاليم الدولة الليبية .

المراجــع و المصادر

(1) - عبد الله عطوي ، جغرافية المدن ، ج2 ، دار النهضة العربية ، ط1 ، بيروت ، 2002 ، صـ80.

(2) الـسيـد البــشـرى مـحـمــد و عبدالعظيم عثمان أحمد الإمام ، التحضر في الدول النامية ، معهد الدراسات الحضرية - جامعة الخرطوم ، 2006 ، صـ 4 .

(3) عثمان محمد غنيم ، مقدمة في التخطيط التنموي الإقليمي ، كلية التخطيط والإدارة ، جامعة البلقاء التطبيقية ، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان ، الطبعة الثالثة ، 2005 ، صـ 145 .

(4)- Chris taller ,W . , The Central Place Theory , Translated by Baskin, C B., New – Jersey ,USA ,1966 . 

(5) النتائج الأولية للتعداد العام للسكان ، أمانة التخطيط ، طرابلس ، 1984م . 

(6) النتائج الأولية للتعداد العام للسكان ، الهيئة العامة للمعلومات ، ليبيا ، 2006 .

(7) التعداد العام للسكان 1984 ، بلدية سبها ، جدول (1) صـ 68 .

(8) الـسيـد البــشـرى مـحـمــد و عبدالعظيم عثمان أحمد الإمام ، مصدر سابق ، 2006 ، صـ 5 .

(9) - يحيى الفرحان ، أحمد الخشمان ، جغرافية العمران ، ط1 ، الشركة العربية المتحدة للتسوق والتوريدات ، القاهرة ، 2010 ، صـ 111 .

(10) ماجدة أبوزنط ، تخطيط التنمية الإقليمية في شمالي الضفة الغربية ، فلسطين ،رسالة دكتوراه غير منشورة ، الجامعة الأردنية ، عمان ، الأردن، 2002 ، صـ 133 .

(11) محمد مدحت جابر ، جغرافية العمران الريفي والحضري ، مكتبة الإنجلو المصرية ، القاهرة ، 2006 ، صـ 290 .

(12) أمراجع محمد الخجخاج ، نمو المدن الصغيرة في ليبيا ، دار الساقية للنشر ، بنغازي ، 2009 ، صـ 118 .

(13) Bertinelli, Luistio and Strobl, Eric, Center for research in Economies Development and International Trade ,2003 , p8.

 (14) أمراجع الخجخاج ، مرجع سابق ، 2009 ، صـ 123 .



أو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا