التسميات

الاثنين، 26 ديسمبر 2016

الجغرافية السياحية لمنطقــة صــــدر الدغــــارة ...



الجغرافية السياحية

لمنطقــة صــــدر الدغــــارة

م.م. حيدر عبود كزار و م.م. سلام سالم عبد هادي

كلية الآداب / جامعة القادسية

الخلاصة :

  تشكل السياحة عنصراً أساسياً من عناصر الاقتصاد العالمي في الوقت الحاضر ،فهي إلى جانب دورها في توفير فرص العمل لمئات الأيدي العاملة وتقليص حجم البطالة تساهم في توفير العملة الصعبة للبلاد، وتعمل على إعادة تأهيل البنى التحتية للمناطق السياحية والمناطق الأخرى في الدولة ، فضلاً عن تحقيق التنمية المتوازنة بين الأقاليم وتؤدي إلى إنشاء وتوزيع مشروعات سياحية جديدة في محافظات البلاد المختلفة .كما تعمل على تعميق الوعي الثقافي لدى المواطنين ، وعليه فأن الاهتمام بهذا القطاع يمثل رافداً مهماً لعملية التنمية الاقتصادية ومدخلاً للتنمية المستدامة في العراق .

  تعد منطقة صدر الدغارة إحدى مناطق العراق التي تتمتع بإمكانات سياحية عديدة ،ومن هنا جاء البحث ليجيب على التساؤلات الآتية التي تمثل مشكلة البحث وهي:

ـ ماهي الإمكانات السياحية في منطقة صدر الدغارة ؟

ـ هل تصلح ان تكون مقصداً سياحياً ليس على المستوى المحلي فقط بل والإقليمي أيضاً ؟ 

  أما فرضية البحث فتمثلت بكون منطقة الدراسة تتمتع بإمكانات سياحية تؤهلها لكي تصبح منطقة سياحية مهمة ،ومن ابرز هذه الإمكانات وجود معلم اثري بارز وهو ( القصر الملكي ) ، فضلاً عن وجود سدة الدغارة وعدة مزارات دينية معروفة إلى جانب جمالية طبيعتها وخصائصها الموقعية ، لذا هدف البحث الى إبراز هذه الإمكانات ووضع خطط مستقبلية لتطويرها بما يعود بالتالي على المنطقة خاصة والمحافظة عامة بالرخاء والرفاه الاقتصادي.

المقدمة:

   الجغرافية السياحية هي فرع من فروع الجغرافية البشرية ،ولا تختلف عن بقية فروعها الأخرى وأقسامها من حيث طبيعتها ومقوماتها المتعلقة بتحليل وتعليل البيانات والظواهر التي تخص مختلف الأشكال والخصائص السياحية مكانيا ً وزمانياً (1). 

  تعد السياحة من أكثر القطاعات التي شهدت نموا ً واسعا ًوكبيرا ًفي كثير من دول العالم ،فقد أصبحت تشغل مكانة مرموقة في اقتصاديات العديد من الدول الصناعية وغير الصناعية أو حتى تلك التي تمتلك ثروات طبيعية كالنفط والغاز ، حتى جاءت في ترتيبها بعد القطاع النفطي ،بسبب العوائد المالية الضخمة التي يدرها هذا القطاع على الاقتصاد الوطني وتوفيره للعملة الصعبة ،فضلا ًعن تشغيله عدد كبير من الأيدي العاملة وامتصاصه البطالة وتطويره للبنى التحتية في مختلف مناطق البلاد.

مشكلة البحث: وهي جملة تساؤلات يطرحها الباحث بغية أيجاد الحلول المناسبة لها.ويمكن صياغة مشكلة البحث على النحو الآتي:

ـ ما الإمكانات السياحية التي تضمها منطقة صدر الدغارة ؟

ـ هل منطقة الدراسة صالحة أن تكون منطقة جذب سياحي في المستقبل ؟

فرضية البحث :

   يحاول البحث الإجابة على التساؤلات السابقة من خلال فرضية البحث والتي تنص ((على إن منطقة الدراسة تتمتع بإمكانات سياحية عديدة ومتنوعة، بحيث من الممكن إن تؤهلها لكي تصبح مقصداً سياحياً جيدا ))، ومن أبرزها قصر الملك غازي ومجموعة من المراقد الدينية والمواقع الأثرية إلى جانب وجود الخصائص الطبيعية للمنطقة .

منهج البحث :

  كان المنهج الإقليمي الذي فيه يتم أظهار ودراسة الخصائص الجغرافية المختلفة للمنطقة (الطبيعية والبشرية) وتحليلها والربط فيما بينها بغية إعطاء المنطقة صورة إقليمية واضحة تميزها عن الأقاليم الأخرى.

هدف البحث :

  يهدف البحث إلى إبراز الإمكانات السياحية في منطقة صدر الدغارة وتصنيفها بشكل يضمن سهولة استغلالها مستقبلا ًمن قبل الدولة أو جهات أخرى ويحولها إلى مركز سياحي بارز في المحافظة.

منطقة البحث :

  وهي إحدى القرى التابعة لناحية الدغارة الواقعة شمال غربي محافظة الديوانية ،وكانت تعرف قديما باسم (العشمة ) ، ثم عرفت بعد ذلك بقرية صدر الدغارة ، بسبب دخول شط الحلة الحدود البلدية للمحافظة عند مقدمة هذه القرية وتفرعه إلى عدة فروع منها شط الدغارة ، والتي يمكن أن تعد من المستوطنات البشرية القديمة التي سكنتها مجموعات بشرية مختلفة،إذ توجد فيها مجموعة من الآثار التي تعود إلى ادوار تاريخية مختلفة كالبابلية والسومرية والساسانية والإسلامية 0اما في الوقت الحاضر فتسكنها مجموعة من العشائر العربية التي كان لها دور كبير في ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني وانتفاضة الدغارة عام 1936 (2) .

  وقد اشتملت الدراسة على مقدمة ومبحثين عني الأول منها بدراسة الخصائص الطبيعية فيما عني الثاني بدراسة الخصائص البشرية لمنطقة الدراسة ( صدر الدغارة) وخلصت إلى جملة من الاستنتاجات والتوصيات وقائمة بالمصادر و الهوامش وملخص باللغة الانكليزية .

المبحث الأول :الخصائص الجغرافية الطبيعية لمنطقة صدر الدغارة

  تشكل الخصائص الجغرافية الطبيعية جزءا ًهاماً وأساسيا ًلنشوء السياحة في أية منطقة او إقليم ، فالجانب الطبيعي يؤثر سلبا أو إيجابا ًفي القطاع السياحي،وتتمثل هذه الخصائص بالموقع الجغرافي ،معالم السطح الطبيعية ،المناخ ،الموارد المائية ،النبات الطبيعي والحيوانات والطيور البرية ، وعليه فأن التخطيط السياحي يتطلب فهما ًعميقا ًلهذه الخصائص وإحاطة تامة بها باعتبارها الوعاء الذي يتضمن وجود السكان ويشهد نشاطهم وأعمالهم ويؤثر ويتأثر بهم (3)0 واهم الخصائص الجغرافية الطبيعية هي :

1- الموقع الجغرافي :تقع قرية صدر الدغارة شمال غرب محافظة الديوانية أما فلكيا ًفهي تقع بين دائرتي عرض (10 َ 32 5) و(15 َ 32 5) شمالا ً وخطي طول (5 َ 45 5) و (15 َ 45 5) شرقا خريطة رقم (1) .

وهي تمتد بشكل طولي تقريبا ًمع امتداد نهر الدغارة وتفرعاته ضمن مقاطعة رقم (16)، وهي تبعد حوالي(17) كم عن مركز ناحية الدغارة ،كما تبعد عن ناحية القاسم (16) كم تقريبا ً،وقد اكسبها هذا الموقع أهمية كبيرة، فهي تحتل موقعا ًوسطياً بين محافظتي الديوانية وبابل وبالتالي فهو يوفر إمكانية مهمة للمنطقة من حيث سهولة الوصول إليها من محافظات ( بابل ، كربلاء ، بغداد )،كما يمثل طريق المرور السريع الذي انشيء عام ( 1983) الذي يمر ضمن الحدود الإدارية لمحافظة الديوانية والبالغ طوله حوالي (87) كم بدءا ً من دخوله أراضي ناحية الدغارة عند تقاطعه مع الطريق الثانوي( الدغارة ــ الشوملي)، وانتهائه عند الحدود الإدارية الجنوبية المشتركة مع محافظة المثنى ، حلقة وصل داخلية تربط المحافظات الجنوبية مع بعضها من جهة ومع العاصمة بغداد من جهة أخرى ،وخارجية إذ تربط العراق ببلدان البحر المتوسط وخليج العقبة والخليج العربي(4)،إذ يشهد هذا الطريق حاليا ًحركة واسعة للزوار وخاصة القادمين من إيران لزيارة العتبات المقدسة في ( كربلاء والنجف )، فضلا ًعن ذلك يمر خط سكة حديد(بغدادـ بصرة) ضمن منطقة الدراسة وهو يوازي شط الحلة عند دخوله الحدود الإدارية للمحافظة وهناك محطة لهذه السكة تعرف بمحطة ( الشريفية )0من ذلك يتضح تنوع طرق النقل المارة بالمنطقة او بالقرب منها مما يعطي ميزة ايجابية لمنطقة الدراسة الأمر الذي ينعكس على قدرتها في إن تكون قطبا ًسياحيا ًجيدا ويمنحها مرونة كبيرة في الحركة السياحية . 

2ـ السطح : يتميز سطح هذه المنطقة بالارتفاع النسبي ،إذ إن الانحدار العام لسطح المحافظة هو من الشمالي الغربي والمتمثل بأراضي ناحية الدغارة باتجاه الجنوب الشرقي ،حيث بلغ (24م) فوق مستوى سطح البحر(5)0 كما يظهر هذا الارتفاع أيضا ًفي مناطق ضفاف الأنهار إذ إن عمليات الكري المستمرة لها وتنظيفها من النباتات قد أدى إلى بروز هذه الضفاف بشكل واضح ،وقد أعطت تلك الميزة الأراضي الزراعية والمساكن الممتدة إلى جانب النهر فرصة لتفادي أخطار الفيضانات وإمكانية مد طرق النقل المعبدة بجوارها(6) 0كما تظهر في منطقة الدراسة مجموعة من الاهوار والمستنقعات الموسمية موزعة في أنحاء مختلفة تستمد مياهها من تفرعات شط الحلة والدغارة ومن الأراضي الزراعية المجاورة لها ،فضلا عن وجود عدد من التلال الأثرية في شرق وجنوب شرق المنطقة.

3- المناخ (*): بسبب تأثير عناصر المناخ المختلفة على النشاط السياحي،فقد تم دراسة هذه العناصر كلا ً على حده لمعرفة أهم أثارها ودورها في تطوير السياحة في المنطقة ،وهذه العناصر هي : 

أ-الإشعاع الشمسي: تتباين ساعات السطوع النظرية بين شهر وآخر ويتفق ذلك مع معدل زوايا الإشعاع ،إذ يتناقص معدل ذلك مع صغر زاوية الأشعة الشمسية ، فيما تزداد عدد الساعات مع كبر هذه الزوايا،وتزداد ساعات السطوع في فصل الصيف بسبب عوامل عدة منها قلة الغيوم وعدد الأيام التي تحدث فيها العواصف الترابية والغبار، فقد وصلت إلى(14ساعة ) في شهر حزيران ،و إلى(3 ,11 ساعة) في شهر كانون الثاني ويصل الفرق بين شهري كانون الثاني وحزيران إلى(7, 2ساعة) (7) 

ب ـ درجات الحرارة : تتصف درجات الحرارة في منطقة الدراسة بالارتفاع في فصل الصيف ،إذ يتضح من الجدول رقم (1) إن معدل درجة الحرارة العظمى التي سجلت في شهر تموز بلغت ( 9 , 43 5م )، في حين تنخفض في فصل الشتاء ليصل معدل درجة الحرارة الصغرى في شهر كانون الثاني إلى(6, 5 5م) وقد انعكس هذا التباين الكبير في درجات الحرارة على كبر المدى الحراري السنوي والذي يصل الى (3, 538م).مما يدل على وجود تباين فصلي يزيد من تنوع الظواهر الطبيعية صيفاً وشتاءا ويخلق جواً سياحياً متنوعاً. 

ج ـ الأمطار: يبدأ سقوط الأمطار في منطقة الدراسة في شهر ايلول إذ سجل في محطة الديوانية (7, 0ملم) ، جدول رقم (1) ، بعدها تزداد كمية الأمطار مع زيادة المنخفضات الجوية وخاصة في أشهر (كانون الأول والثاني وشباط) حيث بلغت (4 , 25 ملم) في شهر كانون الثاني، بعد ذلك تبدأ كمية الأمطار بالتناقص التدريجي حتى تصل إلى اقل مستوياتها في شهر مايس بواقع (9, 4 ملم) ثم تنقطع في أشهر (حزيران ،تموز ،آب)0 لذا فأن الاعتماد على مياه الأمطار محدود ، وتشكل المياه السطحية ممثلة بالأنهار المصدر الأساس لسد حاجة الإنتاج الزراعي من المياه في المحافظة .


د ـ الرياح: تمثل الرياح الشمالية الغربية الرياح السائدة في منطقة الدراسة،وتتميز بسرعتها الخفيفة ولكنها تزداد بصورة نسبية في فصل الصيف بسبب امتداد الضغط الواطئ الهندي المتمركز على شبه القارة الهندية وامتداده فوق منطقة الخليج العربي(8)،إضافة للرياح الغربية والجنوبية الغربية التي تتميز بدفئها ورطوبتها النسبية والتي تسمى محليا بـ(الشرجي) والقادمة من منطقة الخليج العربي (9). 

جدول رقم (1)

معدلات درجات الحرارة الصغرى والعظمى ومعدل كمية الامطار لمحطة أنواء الديوانية للمــدة (( 1973-2003 ))

الشهر
معدل درجة الحرارة الصغرى
معدل درجة الحرارة العظمى
معدل
كمية الأمطار
ك2
5.6
16.6
25.4
شباط
7.2
19.3
18.1
اذار
11.2
23.9
16.8
نيسان
17.1
31
12.1
مايس
22.2
37.3
4.9
حزيران
25
41.7
0
تموز
26.8
43.9
0
اب
26.1
43.5
0
ايلول
23.5
40.9
0.7
تشرين 1
18.1
34.5
3.6
تشرين 2
18.6
24.9
14.12
ك1
7.1
18.2
20.1
المعدل السنوي
17.4
31.3
9.6

المصدر: جمهورية العراق ، وزارة النقل والمواصلات ،الهيأة العامة للأنواء الجوية، قسم المناخ ، (بيانات غير منشورة). 


4- الموارد المائية : تعد منطقة صدر الدغارة من المناطق الغنية بمواردها المائية ، ومن أهم الأنهار التي تجري فيها شط الدغارة المتفرع من شط الحلة عند دخوله منطقة الصدر،خريطة رقم (1) 0ويبلغ طوله من نقطة دخوله الحدود الإدارية لمحافظة الديوانية وحتى تلاشيه في الأراضي الزراعية في ناحية البدير بشكل ذنائب(70 كم)،في حين يبلغ طوله من منطقة الصدر حتى مركز ناحية الدغارة (17 كم) تقريبا ً، ويقدر عرض النهر بحوالي (45 م) عند بداية ناظم صدر الدغارة ،وعمقه فيتراوح بين (3 ـ 4 م ) (10) .

أما طاقته التصريفية فهي (75 م3 / ثا ) والمساحة التي يرويها (947910 دونما) (11) وتتفرع منه عدة فروع أهمها جدول أبو صبخة وام صخيلة،جدول رقم (2) . إن وجود هذا العدد من الأنهار والجداول تشكل عامل جذب سياحي مهم ، فهي إلى جانب اعتبارها مصدرا ً رئيسا ً لمياه الشرب وسد الاحتياجات الضرورية الأخرى التي يحتاجها السائح ،يمكن ان تمثل مكانا طبيعيا للاستراحة على ضفافها ، وإقامة عدد من المنشآت السياحية ، فضلاً عن ممارسة بعض الهوايات والتي اهمها الصيد وركوب الزوارق وتنظيم المسابقات الخاصة بالرياضات المائية المختلفة . 

جدول رقم (2)


جداول الري المتفرعة من شط الدغارة


ت
اسم الجدول

موقع التفرع
الطول
التصريف (م3 /ثا)
المساحة المروية    بالدونم
1
أبو صبخة
10.63
23.7
5.957
41805
2
أم صخيلة
13.5
4.6
0.355
2662
3
أبو حنين
14.7
6
0.466
3090
4
ورشانة
16.5
3.5
0.443
31

المصدر: جميل عبد الحمزة العمّري، الموازنة المائية ـ المناخية في محافظات الفرات الأوسط، أطروحة دكتوراه غير منشورة ،مقدمة إلى كلية الآداب ، جامعة القادسية ،2007 ، ص 70 . 

5-الغطاء النباتي :

  يعد الغطاء النباتي في منطقة الدراسة انعكاساً لعدة عوامل طبيعية كالمناخ السائد ، وكمية المياه المتوفرة ونوع التربة ، وعلى هذا الأساس يمكن تمييز عدة أنواع من النباتات الموجودة في المنطقة هي :

أ ـ نباتات ضفاف الأنهار : وتنتشر بصورة رئيسة وكثيفة على ضفاف شط الدغارة وتفرعاته ،ومنها أشجار الصفصاف والقوغ والأثل،وتظهر إلى جانبها بعض المحاصيل الزراعية مثل الحنطة والذرة الصفراء،ويرجع سبب ذلك إلى وجود تربة كتوف الأنهار التي تعد من أجود أنواع الترب في المحافظة ،فهي تتميز بارتفاعها بمعدل (1ـ 2 م) عما يجاورها ،كما إن محتواها من الغرين بلغ (20 ـ 60 %) والطيــــن (3 , 21 %) والرمـــــل(5 ,16 % ) ،لذا تعد تربة مزيجيه غرينية ذات تصريف سطحي جيد فضلا ًعن قلة نسبة الأملاح فيها إذ لا تزيد عن (7 مليموز/ سم) ( 12) .

ب ـ النباتات الصحراوية : وتظهر في مناطق متفرقة وتشمل نباتات الشوك والعاقول والحلبة والنباتات التي تستخدم كأعلاف والتي تظهر بشكل موسمي وخاصة في فصل الربيع مثل الشوفان والشعير البري ،كما تظهر نباتات القصب والبردي في بعض المستنقعات والمبازل المجاورة للأراضي الزراعية .

ج ـ بساتين النخيل: وهي تنتشر بشكل واسع في منطقة الدراسة،وتكون أشجارها موزعة بصورة عشوائية ، وتضم أنواع مختلفة من النخيل يأتي في مقدمتها (الزهدي و الخستاوي و الشكّر)،وهي تمثل مصدرا ًرئيسا ًلدخل عدد كبير من السكان ،فهي تشكل غداءا للإنسان والحيوان وتعود بمردود مالي لأصحاب هذه البساتين،كما يستفاد من بقية أجزائها في صناعة بعض المنتجات الشعبية مثل الحصران ،السلال ،المراوح اليدوية وغيرها التي تتميز بطابعها الفلكلوري القديم مما يزيد مميزات منطقة الدراسة السياحية .

د ـ المحاصيل الزراعية: وهي التي يقوم السكان بزراعتها وخاصة محاصيل الحبوب مثل الحنطة والشعير والذرة الصفراء والشلب،فضلا ً عن الخضروات الصيفية والشتوية والتي يعد وجودها ضروريا في حياة السكان فهم يعتمدون عليها في توفير الغذاء لهم ولحيواناتهم،أما الفائض فيسوق إلى مركز ناحية الدغارة والمدن المجاورة لها .

6-الثروة الحيوانية : إن دفئ المنطقة في فصل الشتاء وكثرة ما ينموا فيها من نباتات ووفرة مواردها المائية ،وسعة أراضيها الزراعية وحقولها ، جعلها من المناطق الجاذبة لأنواع مختلفة من الطيور التي تعيش في بيئات مماثلة في العروض العليا ودفعها إلى الاستقرار والتكاثر فيها ومن تلك الطيور ((دجاج الماء ، الإوز ، الدراج ، الخضيري (13) ))، كما توجد أنواع أخرى من الحيوانات اهمها الماشية ممثلة بالأبقار و الأغنام والماعز. فضلا ًعن ذلك تكثر الثروة السمكية في أنهار المنطقة وجداولها وهي تعد من مصادر الغذاء الثانوية بالنسبة للسكان وإحدى مصادر الدخل الأخرى ،كما يوجد عدد من البحيرات الخاصة بتربية الأسماك يتراوح عددها بين (20 ـ 30 )بحيرة منتشرة في أنحاء متفرقة من المنطقة،ويقوم أصحابها بتربية أنواع معينة من الأسماك وخاصة (البنيّ ، الشبوط ) ويسوق إنتاجها إلى مركز ناحية الدغارة والمحافظة ،كما توجد هناك حقول دواجن ومفاقس بلغ عددها (20 ) حقلا ً، وثلاثة حقول لتسمين العجول .

  إن وجود هذا التنوع والعدد من الحيوانات هو قادر بلا شك على دعم الاقتصاد المحلي وتوفير الغذاء اللازم لهم وبالتالي توفير ما يحتاجه السياح من مواد غذائية متنوعة ،فضلا ًعن ممارسة هواية الصيد باستخدام وسائل الصيد التقليدية أو الحديثة .

المبحث الثاني :الخصائص الجغرافية البشرية لمنطقة صدر الدغارة

  تؤدي هذه الخصائص إلى جانب الخصائص الطبيعية دورا ًرئيساً في خلق مناطق جذب سياحية مهمة ،وتتمثل هذه الخصائص بالمزارات الدينية والمواقع الأثرية والحرف اليدوية والفلكلور الشعبي إلى جانب خصائص تعد ثانوية وتكميلية وهي الفنادق والمطاعم ودور السينما والملاعب الرياضية والمكتبات ،وتضم منطقة الدراسة عددا من هذه الخصائص وهي :

1-المزارات الدينية :

  هناك عدة مزارات دينية في منطقة الدراسة وهي تقع على ضفتي شط الحلة والدغارة ومنها مرقد (سيد عمران )الذي يقع في الضفة اليسرى لشط الحلة في منطقة ريفية تسمى (الابيخر)،صورة رقم ( 1 )،ويتصل نسبه بالإمام علي الهادي (عليه السلام) 0يعود تاريخ بنائه إلى منتصف الخمسينيات من القرن الماضي ،و تبلغ مساحته حوالي (300م2 )،وهو يتكون من بناء مربع الشكل تعلوه قبة مبنية بالطابوق والجص ومغلفة بالكاشي الكربلائي، ويؤم المرقد حوالي (150 ) شخصا أسبوعيا ً اغلبهم من القرى والمدن المجاورة ويرتفع هذا العدد ليصل إلى أكثر من (1500) شخصا أيام المناسبات الدينية والأعياد(14). 

صورة رقم (1)

مرقد سيد عمران 

المصدر: الباحثان بتاريخ 1/11/2007 0

   ومن المزارات الأخرى ( مقام الخضر) و ( بنات الحسن ) ومرقد يعرف باسم (أبو شهاب) ،يتولى سدنة هذه المزارات أشخاصا من سكنة المنطقة نفسها يعرفون باسم (الكوام) وتنحصر مهمتهم في استيفاء النذور من الزوار والقيام بأعمال التنظيف وحراسة المزار إلى جانب قيامهم بجمع التبرعات والمساعدات من الأهالي واستخدامها في أعمال الصيانة والترميم.

  وعموما ًتعاني هذه المزارات من الإهمال الشديد وخصوصا في خدمات البنى التحتية والمجموعات الصحية لا بل البعض منها غير مسجل في مديرية ديوان الوقف الشيعي بشكل رسمي،ولم تجر عليها أي أعمال صيانة او ترميم سوى تلك التي يقوم بها السدنة وهي بسيطة ولا ترقى إلى المستوى المطلوب،فضلا ًعن عدم ارتباطها بمركز الناحية بطرق معبدة واقتصارها على الطرق الترابية الضيقة التي تعد غير صالحة للتنقل خاصة عند تساقط الأمطار،إذ تظل هذه الطرق مغطاة بالوحل والطين لمدة تصل إلى أكثر من سبعة أيام،في حين يصل سمك طبقة الطين إلى حوالي(50سم) في بعض منها .

   إن المباشرة بإنشاء طرق معبدة تربط هذه المزارات مع بعضها من جهة ،ومع القرى والمدن المجاورة لها من جهة أخرى ،من شأنه إن يعمل على تطوير تلك المنطقة ويرفع من جودة الخدمات فيها .

2-المواقع الأثرية : تضم منطقة صدر الدغارة مجموعة من المواقع الأثرية المهمة ، تعود أهميتها إلى كونها عاصرت ادوار تاريخية مختلفة تبين تأريخ تلك المنطقة وابرز الأقوام التي سكنتها،فهي تمثل العصر البابلي القديم والحديث والعصر السومري(فجر السلالات)إضافة إلى العصر الساساني والإسلامي وحتى العصر الحديث.

    إن من ابرز هذه المواقع هي مدينة (كوزخان ) الأثرية التي ترجع إلى العصر السومري ،وتشغل مساحة تقدر بحوالي (37500 م2 )،وهي تقع جنوبي منطقة الدراسة ،وقد عثر فيها على مجموعة من اللقى الأثرية وقطع فخارية مختلفة بعضها محفوظ في متحف مديرية الآثار في مدينة الديوانية ،وقد تعرضت هذه المدينة فيما مضى إلى عمليات سرقة لبعض آثارها من قبل سراق الآثار،مما حدى بالسلطات المحلية إلى اقامة نقاط حراسة في هذا الموقع للحوؤل دون نهبها وسرقة موجوداتها المكتشفة وغير المكتشفة،كما توجد مواقع أخرى هي موقع (أبو طاروف ) وتل (الصبا)الأثري وتل (بنت الأمير) وتلال (صلمبة) و(سعيد وجمدة النواصر) (15). واغلبها خام وبكر لم يكشف عن تأريخها وكنوزها إلا النزر اليسير ،ولم تجر ِأية عمليات تنقيب فيها منذ بداية القرن الحالي، ويرجع سبب ذلك إلى قلة التخصيصات المالية المعتمدة للمباشرة بتلك الأعمال من قبل وزارة السياحة والآثار،ويوجد ضمن نطاق منطقة الدراسة أيضا ً معّلم اثري بارز هو قصر( الملك غازي) الذي يرجع تاريخ بنائه إلى عام (1925م) ،وهي فترة حكم الملك فيصل الأول 0 تبلغ مساحة القصر حوالي (350م2) ،بينما تبلغ مساحته مع الأرض الزراعية التابعة له (12500م2)،يقع القصر على الضفة اليسرى لشط الدغارة ، صورة رقم ( 2 ) وهو يبعد عنه مسافة (100 م) تقريبا ً (16) ،وهو عبارة عن بناء مربع الشكل يتكون من جزأين ،الجزء الأول خاص بالملك وأفراد عائلته ويحتوي على أربع غرف مربعة الشكل ومتداخلة فيما بينها ، بينما يتكون الجزء الثاني من ثلاث غرف كان يشغلها الحرس الملكي،وفي نهايته يوجد إسطبل الخيول وموقف خاص بالسيارات(17) .

   إن من أهم الأسباب التي دعت العائلة المالكة آنذاك إلى اختيار هذا الموقع لبناء القصر يعود إلى عدة أسباب منها صلة القرابة التي تربط الملك مع احدى العشائر التي تقطن تلك المنطقة ورغبة الملك في تقوية أواصر الصداقة مع عشائر منطقة صدر الدغارة ،فضلا ًعن جمالية المنطقة وكثرة المجاري المائية فيها وخصوبة تربتها وجودتها 0 وقد استخدمت كدار استراحة لهم في أيام العطل والمناسبات ، ويعاني القصر حاليا ًمن الإهمال والتصدع إذ لم تمتد إليه يد الأعمار منذ سبعينيات القرن الماضي،ويسكنه حاليا ًاحد سكان المنطقة (18). 

    إن وجود هذا العدد من الآثار في منطقة صدر الدغارة هي ثروة سياحية كبيرة ،إذا ما استغلت بالشكل الصحيح واستؤنفت عمليات التنقيب المتوقفة والقيام بتشجيرها بأنواع مختلفة من الأشجار المعمرة وإنشاء عدد من المنشآت السياحية فيها مثل فندق سياحي ومحلات بيع التحف والهدايا التذكارية وتوفير وسائل النقل المريحة والمتنوعة وتوجيه السفرات والرحلات المدرسية والكشفية نحو هذه المواقع لتعريف الناس بالتأريخ الطويل لها والأدوار التأريخية التي مرت بها. 

صورة رقم (2) قصر الملك غازي

المصدر: الباحثان بتاريخ 1/11/2007

3- سدة الدغارة: وتعرف أيضا ًباسم ناظم الدغارة ،صورة رقم ( 3 ) وقد انتهى العمل بها سنة (1925 م)،إلى جانب إنشاء جسر الدغارة الذي يعد من أوائل الجسور التي أنشأت في العراق خلال العهد الملكي،ينظم السدة جريان مياه شط الدغارة وهو يتكون من ثلاثة بوابات حديدية يتم التحكم بها آليا ً،وبسبب قدمه وعدم قدرته على الإيفاء بحاجة الأراضي الزراعية من المياه ،فقد عمدت الحكومة إلى إنشاء سدة حديثة قريبة من السدة القديمة وتتكون من خمسة بوابات حديدية وتقوم بتزويد الجداول المجاورة بالمياه،وهو فضلا ًعن ذلك يعد عامل جذب سياحي مهم للمنطقة(19) .

صورة رقم (3) سدة الدغارة 

المصدر:الباحثان بتاريخ 1/11/2007 .

4-ا لسكان ونشاطهم الاقتصادي : بلغ عدد سكان قرية صدر الدغارة حوالي ( 300 نسمة )(**) عام 2007 ،وهم موزعون بشكل يتوافق والطبيعة الجغرافية فيها، فمثلا ًهم يتركزون بشكل خطي مع امتداد الأنهار والجداول المتفرعة منها،حتى يمكن القول بأنها قد حددت الإطار العام في رسم خريطة التوزيع فيها ،حيث تتوزع المراكز الاستيطانية ضمن هذا الإطار0 وقد كان لتربة ضفاف الأنهار التي تمتاز بخصوبتها وتصريفها الجيد الأثر الواضح في تركز السكان حول هذه الأنهار ، فضلا ًعن ذلك فان الاقتران الحاصل بين طرق النقل ومجاري الأنهار قد أسهم في رسم النمط الخطي للسكان ،إذ كثيرا ًما تكون مسارات طرق النقل الترابية في وضع يوازي هذه المجاري ويتوافق معها (20) .

   كما انتشرت عددا من المستوطنات الريفية الصغيرة بشكل عشوائي وبصورة غير منتظمة على مساحة واسعة من الأرض بعيدا ًعن مجاري الأنهار،دفعها لذلك طبيعة الحيازة الزراعية الصغيرة المنتشرة في الريف ، وقوة الارتباط الروحي بين الفلاح وأرضه من جهة وبينه وبين أفراد عائلته او عشيرته من جهة أخرى ،إذ يقوم بعض الفلاحين بالعيش داخل أراضيهم الزراعية وبناء منازلهم فيها ،وقد ساعدهم في ذلك (طبوغرافية) المنطقة من حيث انبساط سطحها وقلة انحدارها واتساع سهلها الفيضي وبالتالي أتاحت لهم إمكانية التوسع والانتشار (21) .

  ولما كان السكان غالبا ًما يحرصون على تأكيد انتماءاتهم العشائرية ، فقد انعكس ذلك في إن تكون تجمعاتهم السكنية ضمن الوحدات الآدارية التي تكثر فيها تلك العشيرة،ومن هنا فقد ارتبطت بعض العشائر بمنطقة صدر الدغارة ،ومن أبرزها (آل عميش ،آل داوود ،البو نايل ،الزلازلة ،الزحيم ، السادة الزوامل )(22) .

   ويمثل تركيب هذه العشائر وبنيتها وحدة اجتماعية واقتصادية واحدة، ونظراً للطبيعة الريفية والزراعية لمنطقة الدراسة فقد انعكس ذلك على ظروف السكن ، فأغلب الوحدات السكنية المبنية فيها هي من المواد المحلية المتوفرة مثل الطين وجذوع النخيل والأشجار مثل (الأكواخ والصرائف وبيوت الطين) ،باستثناء بعض الوحدات التي بنيت من الطابوق او باستخدام الخرسانة الكونكريتية المسلحة والتي يكون بعضها قريبا ًمن مركز الناحية،علما إن اغلب تلك الوحدات لا تتوفر فيها لحد الآن المياه الصالحة للشرب (الإسالة ) على الرغم من وجود محطة لتصفية المياه ، ويكون اعتماد السكان على استخدام مياه النهر مباشرة دون تعقيمها وتصفيتها(23). 

   ويمثل النشاط الزراعي (النباتي والحيواني) نشاطا ً اقتصاديا ً أساسياً، وتمثل الحرفة الرئيسة لحوالي (60 %)(24) من سكان منطقة الدراسة،وقد اتسعت آفاق الإنتاج الزراعي فيها ولم يعد مقتصرا ًعلى الاكتفاء الذاتي بل تجاوزه لإغراض التسويق خارج النطاق المحلي لها باتجاه مناطق المحافظة الأخرى ،وقد تنوعت المحاصيل المنتجة ولكن هناك تركيز واضح في زراعة محاصيل الحبوب وخاصة (القمح والشعير والذرة الصفراء والشلب) فقد اتسعت المساحات المزروعة بهذه المحاصيل إذ بلغت حوالي ( 5000 ) دونما في عام2007 م(25)،إلى جانب ذلك فقد اتسعت المساحات المزروعة بالمحاصيل الزيتية وخاصة (السمسم وزهرة الشمس)، وظهرت رغبة كبيرة بزراعتها بسبب ارتفاع أسعارها في السوق المحلية وجودة نوعيتها ،وهو بالتالي يعود على المزارعين بأرباح جيدة مقارنة بباقي المحاصيل .كما تزرع أيضا ً الخضراوات الصيفية والشتوية والتمور،فهي تؤمن الغذاء الرئيس للسكان فضلا ًعن دورها في تغطية جزء من حاجة السوق المحلي ، والجزء الباقي يجلب من مركز المحافظة. كما تشكل الثروة الحيوانية موردا ً آخرا ًمن موارد الدخل للسكان من خلال تربيتها والاستفادة من منتجاتها المختلفة (الألبان واللحوم والبيض )،في سد الحاجة منها وبيع هذه المنتجات لمحلات خاصة منتشرة في مركز ناحية الدغارة او تسويقها إلى مركز المحافظة. وكذلك المتاجرة بهذه الحيوانات والقيام ببيعها وخاصة للأشخاص الذين يعملون في مجال بيع اللحوم. 

   كما يمتلك عدد من السكان سيارات النقل الخاصة التي تعمل في مناطق متفرقة ولا تقتصر فقط على نقل الأشخاص من والى المنطقة وإنما يتعدى ذلك حتى خارج الحدود الإدارية للمحافظة .

    مما تقدم يمكن القول بأن منطقة صدر الدغارة تعد من المناطق المهمة والمؤهلة لكي تكون قطب سياحي مهم ،ونواة لنشاط سياحي رائد في المحافظة ، فهي ومن خلال ما تملكه من عناصر سياحية متنوعة سواء الطبيعية منها أم البشرية ،تتطلب وبشكل جدي وضعها ضمن الخطط التنموية والسياسات السياحية التي من المتوقع وضعها لتنشيط السياحة في العراق،ولكونها لا تمتلك أية مورد طبيعي آخر مثل النفط او الغاز الطبيعي وليس فيها أي نشاط صناعي او تجاري ،واقتصارها فقط على النشاط الزراعي المحدود ، لذلك فأن الحل الأمثل لتطويرها وتنميتها هو النشاط السياحي المبني على الأسس الصحيحة وما يمكن إن يتركه من آثار مباشرة وغير مباشرة على اقتصاد المنطقة خاصة والمحافظة بصورة عامة .

الاستنتاجات :

لقد توصل الدراسة إلى مجموعة من الاستنتاجات التي تعكس واقع منطقة الدراسة وهي : 

1-الدور الكبير الذي من الممكن إن تضطلع به السياحة في تنمية وتطوير منطقة الدراسة ،فهي إلى جانب تطويرها للبنى الارتكازية من طرق نقل وتوفير خدمات الماء الصالح للشرب والطاقة الكهربائية ،تعمل على تشغيل الأيدي العاملة وتقليص حجم البطالة التي وصلت إلى معدلات مرتفعة وذلك من خلال خلق فرص عمل تتعدى قطاع السياحة الى القطاعات الأخرى والمرتبطة بها ، كما تعمل على خلق سوق جديدة لتصريف وتسويق المنتجات المختلفة (الزراعية ، الصناعية ، التجارية ).

2- تمتلك منطقة صدر الدغارة مجموعة من العناصر والمقومات السياحية إلا انها غير مستغلة لحد الآن في المجال السياحي،ويرجع ذلك إلى عدم وجود خطط تنموية سياحية خاصة بمنطقة الدراسة ،وقلة التخصيصات المالية .

3- تعاني المنطقة من إهمال شديد من حيث نوعية الخدمات المقدمة،فهي تفتقر إلى طرق النقل الحديثة وشبكات الماء الصافي وإمدادات الطاقة الكهربائية ،فضلا ًعن عدم وجود أسواق او محلات تجارية تقدم خدماتها للسياح او فنادق سياحية او كازينوهات وغيرها من الخدمات التي يحتاجها السائح 0 كما تعاني المزارات الدينية والمواقع الاثرية من التصدع في بنائها وفقدانها لمعالمها الأصلية .

4- يشكل مركز ناحية الدغارة ظهيرا ً اقتصاديا ً جيدا ً لمنطقة الدراسة،لما يضمه من أسواق ومحلات تجارية وباقي الخدمات كافة التي يرغب بها السائح في حله وترحاله .

5- هناك مسارات عدة وطرق تؤدي إلى منطقة الدراسة وهو ما يعد عاملا ً مساعدا ً وداعما ً للعملية التنموية،فهي ترتبط مع ناحية الدغارة بطريق معبد طوله (17)كم ومع ناحية القاسم التابعة أداريا لمحافظة بابل بطريق ترابي طوله (16)كم ،فضلا ً عن طرق أخرى فرعية يتخلل بعضها الأراضي الزراعية .

التوصيات :

1- أعداد مجموعة من الدراسات والبحوث الخاصة بمنطقة الدراسة، تشمل الجوانب الخدمية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية كافة ،والعمل على رفع الوعي البيئي والصحي والسياحي لدى السكان .

2- أقامة مجموعة من المشاريع الخدمية فيها كإيصال الماء الصالح للشرب والطاقة الكهربائية إليها ، فضلا عن مشاريع البنى التحتية الأخرى.

3- العمل على اقامة برنامج سياحي الهدف منه إحياء تلك المنطقة وجعلها جاذبة للسياح مثل تنظيم السفرات والرحلات المدرسية إليها،وتنظيم مهرجانا سنويا او أمسيات فنية ،وإنشاء مخيمات سياحية وكشفية ومسابقات لصيد الطيور والأسماك والزوارق التقليدية والحديثة وتخصيص جوائز مالية للفائزين .

4- صيانة وترميم المزارات الدينية بما يتلاءم وقدسيتها ومكانتها الدينية وتوفير بنايات الصحيات الحديثة وأماكن الراحة للزوار والسواح،أما بالنسبة للمواقع الاثرية فهي بحاجة إلى إكمال عمليات التنقيب المتوقفة والكشف عن التاريخ الطويل لها وتسوير هذه المواقع بهدف حمايتها من العبث بها وسرقتها ،فضلا ًعن أقامة متحف يضم أهم المكتشفات الاثرية وإنشاء فندق سياحي بالقرب من تلك المواقع،إلى جانب بناء عدد من المحلات والأكشاك التي تبيع التحف والهدايا التذكارية والمنتجات الشعبية للسياح والزوار .

5- إعادة تأهيل ( قصر الملك غازي) لكونه يمثل أهم معلمّ اثري في المنطقة وتشجير الأرض المحيطة به وعمل عدد من المصاطب للجلوس داخل حديقة القصر،وتحويل جزء من القصر إلى مطعم سياحي يقوم بتقديم الآكلات الشعبية العراقية المشهورة مثل ( السمك المسكوف والكباب العراقي ) ، على غرار ما فعلته دائرة الآثار( بخان مرجان ) في بغداد وحولته إلى مطعم سياحي من الدرجة الأولى .

6- كري شط الدغارة من الطمي عند نقطة دخوله صدر الدغارة وتغليف جوانبه بالحجر لإضافة الجانب الجمالي له ،وإنشاء جزيرة سياحية عند نقطة تفرع شط الحلة ،وبناء عدة أماكن لوقوف الزوارق ومجموعة من الكازينوهات النهرية مستفيدين من المناظر الطبيعية على كلا الجانبين . 

إحدى جوانب نهر الدغارة 

منظر لقصر الملك غازي من الضفة اليمنى 

مرقد سيد عمران من الضفة الاخرى

المصدر : الباحثان بتاريخ 1/11/2007 .

المصادر والهوامش :

1- صباح محمود محمد ، الجغرافية السياحية مفهومها وجوانبها ،مجلة الجمعية الجغرافية العراقية ،المجلد العاشر ، مطبعة العاني ، بغداد ، 1978 ،ص 211 – ص 212 .

2- جمهورية العراق، وزارة الحكم المحلي ، الدليل الإداري لجمهورية العراق ،ج 2 ، محافظة القادسية ،دار العربية ،بغداد ،1989 – 1990 ،ص 198 .

3- قيس رؤوف عبد الله ، مثنى طه الحوري، دور المصادر الطبيعية في نشوء وتطور السياحة ،مجلة الادارة والاقتصاد ،العدد 7 ،السنة السادسة ،الجامعة المستنصرية ،بغداد ،1982 ،ص 101 .

4- حمادي عباس حمادي ، شبكة طرق النقل المعبدة ودورها في نمو المستوطنات في محافظة القادسية ،رسالة ماجستير غير منشورة , كلية التربية – ابن رشد ،جامعة بغداد ، 1996 ، ص 35 .

5- رضا عبد الجبار الشمري،البنية الجغرافية الطبيعية لمحافظة القادسية، مجلة القادسية ، العدد 2،المجلد 2 ،1997 ، ص 220 .

6- حمادي عباس حمادي ، مصدر سابق ،ص125 .

(*) نظراً لعدم وجود محطة مناخية في ناحية الدغارة من جهة وقرب منطقة الدراسة من محطة الديوانية المناخية من جهةاخرى اعتمدت بيانات هذه المحطة في الدراسة، كما لم يتسن للباحثان الحصول على بيانات احدث.

7- جميل عبد الحمزة العمّري ، الموازنة المائية – المناخية في محافظات الفرات الاوسط ، اطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية الآداب ،جامعة القادسية ، 2007 ،ص31 .

8 - علي حسين الشلش ،مناخ العراق، ترجمة ماجد السيد ولي وعبدالإله رزوقي كربل، مطبعة الجامعة البصرة ، البصرة ، 1988 ، ص23 .

9 - المصدر نفسه. 

10– جميل عبد الحمزة العمري ،التوزيع الجغرافي لشبكة المبازل في محافظة القادسية – مشكلات وحلول – رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة الى كلية الاداب جامعة القادسية 2000 ، ص 127. 

11 - حمادي عباس حمادي ، العوامل المؤثرة في انتاج الرز في محافظة القادسية ،مجلة القادسية ،العدد 2 ، المجلد 2 ،مطبعة الطيف،2002 ،ص251 . 

12 – سلام سالم عبد الجبوري ، التحليل المكاني لمشاكل الإنتاج الزراعي في محافظة القادسية ، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة الى كلية الآداب ، جامعة القادسية 2003 ، ص 47 .

13 - شفيق مهدي ، الطيور المائية في العراق والوطن العربي ،مطبعة دار الرشيد ،بغداد ، 1982 ، ص148 0

14 - الدراسة الميدانية .

15 - مقابلة شخصية مع السيد محمد الياسري مدير مفتشية آثار محافظة الديوانية في يوم الاربعاء 23 / 8 /2007 .

16 - الدراسة الميدانية .

17 - الدراسة الميدانية .

18 - الدراسة الميدانية .

19 - مقابلة شخصية مع المهندسة نهاية فرحان ساجت ، مديرية ري ناحية الدغارة ، يوم الاربعاء 5 /8 /2007 .

(**) وذلك بحسب احصائات البطاقة التموينية في قرية صدر الدغارة (عن طريق وكيل المواد الغذائية هناك)

20 - حمادي عباس حمادي ، التغيرات السكانية في محافظة القادسية 1977 - 1997 ، اطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية - ابن رشد ، جامعة بغداد ، 2005 ، ص 69 . 


21 - المصدر نفسه ، ص70 .

22 - الدراسة الميدانية .

23 -حمادي عباس حمادي، التغيرات السكانية في محافظة القادسية 1977–1997،مصدر سابق،ص140– ص141.

24 - الدراسة الميدانية .

25 - مديرية زراعة محافظة القادسية ،شعبة زراعة ناحية الدغارة ، بيانات غير مشورة .

Summary

  Tourism represents an essential element of modern international economics. In addition to providing more employment and decreasing unemployment , it supplies foreign finance to our country . Also , it rehabitates the tourist placesand it achieves a balanced development in different undeveloped areas of Iraq . One cannot deny its role to improve the citizens cultural consciousness As such , developing this field is important to the economic life and progress of Iraq .

  Sadr Al-Dagarah is an important tourist place in Iraq . That is why this research comes as an answer to the following question which represent the problem of the study :


- What are the tourist entities of the place of the study ? and , can it be successful tourist place in the national levels ?

  The hypothesis of this research is that this particular place has all the elements that make it a successful and important place of tourism . The most important element provided is the royal place which is one of the archeological places found there , in addition to Sadr Al-Dagarah itself and a number of religious holy shrines . The beautiful nature of this area is a unique element that we cannot forget . The aim of the study is to show these important elements and to put future plans to develop this place so that economic progress in this place and our governorate in general might result





أو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا