التسميات

الثلاثاء، 4 يوليو 2017

تقييم مستوى خدمة النقل الجماعي من خلال الاهتمام بمتطلبات المرأة العربية أنموذج تطبيقي على نقل النساء في المملكة العربية السعودية


تقييم مستوى خدمة النقل الجماعي من خلال الاهتمام

بمتطلبات المرأة العربية أنموذج تطبيقي على نقل النساء

في المملكة العربية السعودية

إعداد 

الأستاذ الدكتور ليلى بنت صالح محمد زعزوع 

قسم الجغرافية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية 

جامعة الملك عبد العزيز بجدة 

دراسة مقدمة لندوة النقل الجماعي والحل المستقبلي لمشكلات 

المرور في المدن العربية المنعقدة 

في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية 

خلال الفترة من 

 ٢٢ - ٢٤ /١٤٢٩/٤ الموافق ٢٨ -٣٠/ ٢٠٠٨/٤م



المقدمة|: 

  تستمد هذه الدراسة مفاهيمها النظرية الأساسية من الجغرافية الاجتماعية أولا ثم من جغرافية النقل ثانيا وتعنى الأولى بالعلاقة بين المجال الجغرافي والنشاط الاجتماعي والثانية بحركة الناس والسلع والأفكار بين نقطة وأخرى داخل المجال الجغرافي .

  والمجال الجغرافي الاجتماعي قد يكون حضريا أو ريفيا أو بدويا، وتعبر تلك العلاقة عن نفسها في صورة أنماط مكانية سلوكية ( Behavior Spatial ( من خلال جملة من المتغيرات المتداخلة والمتشابكة. وأهم هذه المتغيرات هو توزيع السكان في الحيز المكاني، وطبيعة وأمكنة مؤسساتهم الاجتماعية، فضلا عن حركتهم وانتقالهم وما ينجم عن تفاعل هذه المتغيرات من عمليات مكانية مختلفة نطلق عليها تفاعل مكاني .Interaction Spatial .

   ولمــا كــانت هذه الدراسة نعالــج مشكلــة ذات أبعــاد اجتماعية واضحة إلا وهي انعدام وسائل النقل الجماعي في مجال، أو حيز جغرافي حضري مجاله المدن السعودية . رئي أن نوكد على الأنماط السلوكية المكانية الحضرية ، كما في دراسات علماء الجغرافيــة الاجتماعية مثــل هربرت ( Herbert , 1972) بنقل دفي ( pDuffy & Pingle , 1980 )  وجونز و إيل ( 1977 , Eyle & Johnes ) الذين أكدوا على أهمية فهم الأنماط المشار إليها آنفاً ، سوف يقودنا إلى التعرف على النشاط البشري الناتج عن تفاعل الإنسان والبيئة الحضرية ، التي تتميز بالدينامكية والتغير المستمر . ذلك أن المدينة ليست كياناً ساكناً بل هي جسم نابض بالحركة وخلية من النشاط ومهما يكن من أمر، فالمدينة مكان أو مجال اجتماعي يميزه ثــــلاث سمــــات رئيسة لدى Buttimer Ann وهي: 

١- السمات الشكلية ولا سيما ما يتعلق منها بالخصائص الاجتماعية والاقتصادية . 

٢- السمات الوظيفية أي دراسة النقاط التي تمثل بؤر رئيسة للنشاط الاجتماعي. 

٣- السمات المتحركة وهي الخطوط التي يمثلها انتقال السكان والأفكار والخدمات داخل المجال الجغرافي الاجتماعي أو بينه وبين المجالات الجغرافية الأخرى.( الصنيع ، ١٤٠٧). 

  في السبعينات (١٩٧٣) ركزت دراسة الباحث ويلر Wheeler على مفهوم جغرافية النقل الاجتماعي في محاولة منه لتحليل شبكات النقل والتدفقات النقلية وأثرها على الحيز الاقتصادي وعمليات النظم الاجتماعية Systems Social مؤيداً بذلك الدراسات الرائدة التي أجريت من قبل أبليارد s'Appleyard عام ١٩٧١م والتي أبرز فيها الأهداف الرئيسة لجغرافية النقل الاجتماعي والممثلة فيما يلي :- 

١- تقديم الخيارات الأفضل للانتقال داخل المجتمع . 

٢- تقديم الخدمات الأفضل من أجل تحسين التخطيط للنقل .

٣- التقليل من الآثار السلبية للنقل على البيئة البشرية والطبيعية . 

٤- رفع مستوى الخدمات النقلية لجميع أفراد المجتمع وقطاعاته المختلفة . 

  ما من شك في أن مثل هذه الدراسات تسهم في إلقاء الضوء على مشكلات النقل في المدن وبخاصة عندما تركز على بعض الفئات في المجتمع كالنساء والعاملات ، والمعاقون ، والمتقدمون في السن ، ، من خلال التركيز على دراسة الأبعاد المكانية ، والعمليات الاجتماعية لحركة السكان الانتقالية ، ولقد أشار ستتز Stutz عام ١٩٧١م إلى تحليل التفاعل المكاني بدراسة ديناميكية الانتقال المكاني في الحيز النشاطي Space Activity وهو ما تهدف إليه دراسات الجغرافية الاجتماعية بصفة عامة . 

   ولقد أوضح مولر Muller عام ١٩٧٦م إن شبكات النقل يتم دراستها كحيز آلي space Machine من خلال الأبعاد الهندسية والاقتصادية لها دون التركيز على دراسة المدينة كخلية بشرية Hives Human دينامية متحركة وليست ساكنة ضمن الأطر الهندسية وهو ما تهتم به الجغرافية الاجتماعية . ( 1976 , Muller ) نخلص إلى أن دراسة أية مشكلة من منظور الجغرافية الاجتماعية تتطلب ما يلي -:

 اولاً :- الوقوف على أبعاد تلك المشكلة . 

ثانياً :- تحليل التغير والحركة ( الدينمائية ) بها . 

ثالثاً :- ثم محاولة الوقوف على تأثر ذلك في الحيز المكاني بصفة عامة من جهة ، وصلة هذه المشكلة بالمشكلات والعمليات الاجتماعية الأخرى في ذات الحيز المكاني من جهة أخرى . 

رابعاً :- ويجب أن نضع في حسابنا أن مفهوم العملية الاجتماعية تتضمن معالجة دور السلوك البشري في البناء الجغرافي أو ما يعبر عنـه بالتفاعل المكاني ( Spatial Interaction ) .

  تشكل منظومة النقل الحضري أحد أهم أركان التنمية العمرانية المستدامة الحضرية وخاصة بالمدن الكبرى، فلا يمكن تصور أن ترسم خطط لتطوير المدينة دون خطة للنقل الحضري تستهدف المجال والوسائل والفئات السكانية المستهدفة بكل شرائحها ومنها النساء وهن نصف المجتمع.

   بل إن الدراسات تدعو إلى ضرورة وضع خطة النقل قبل المخطط العمراني، لأهمية النقل على حياة سكان المدن أنشطتهم. فهل تكبر المدن وتتضخم ، وتبقى البنية التحتية ووسائل النقل الحضري الجماعي دون تطوير وتحسين ورفع الأداء للاستجابة إلى الطلب المتزايد وملائمته للسكان ،وضعف وثقل وتيرة الانجاز للمشاريع المبرمجة.

   تشهد المدن حركة مرور وتعاني من ازدحام شديد، وكثافة حركة ، فكيف نتلافى مشكلات الانتقال في ظل انعدام أو عدم كفاية وسائل النقل الجماعي وضعف قدرتها على تلبية الطلب لشرائح المجتمع، ناهيكم عن مشكلة الفوضى والعشوائية في خطوط النقل الجماعي المتاحة حيث حافلات تسير دون محطات الوقوف، ترتيباً على هذا الفهم فلو كانت رحلة العمل اليومية ، ما هي إلا شكل من أشكال هذا التفاعل ، وأن دراسة (زعزوع، ٢٠٠٤ (أظهرت أن هناك مشكلة تواجه النساء في عمليات الانتقال فماذا عن مشكلات نقل طالبات المدارس من الإناث ومشكلاتهن هم وأسرهن. 

الدراسات السابقة: 

من خلال الإطلاع على أدبيات البحث في الجغرافية الاجتماعية والنقل الاجتماعي سنستعرض عدداً من الدراسات المتخصصة بنقل النساء والنقل بالحافلات مستبعدين النقل المدرسي ودراساته وهي: 

- زعزوع (٢٠٠٤) رحلة المرأة اليومية للعمل في جدة دراسة تطبيقية على النساء العاملات في قطاع التعليم في جدة . 

   تناولت هذه الدراسة رحلة العمل اليومية للنساء العاملات في قطاع التعليم في مدينة جدة ومشكلة الانتقال من موقع السكن إلى موقع العمل، بهدف التقليل من الأثر السلبي للمسافات الفاصلة بين (موقع السكن والعمل)، بغية الوصول إلى أهداف وتقديم أنموذج عملي قابل للتطبيق على رحلات العمل في جميع مدن المملكة العربية السعودية، لتستعين بها جهات الاختصاص في التخطيط المستقبلي لحركة النساء في القطاعات المختلفة، وفي تحليل تفاعل خصائص رحلة العمل اليومية. وقد خلصت الباحثة في دراستها إلى عدد من النتائج منها: بلغ متوسط رحلة العمل (١١,٥ كم) في مدينة جدة، واستغرقت العاملات زمناً بلغ (٥,١٦دقيقة ). وفي ذلك دلالة على أهمية الوقت، وأنه أقوى العوامل المؤثرة في رحلة العمل جراء ازدحام الحركة المرورية في مدينة جدة، وقد أنفقت العاملات في قطاع التعليم على تكلفة النقل ما متوسطه ١٤٩١و٨٩١ ريالاً سعودياً في الشهر. ثم أوصت الدراسة بالتخطيط المستقبلي لاختيار مواقع العمل، لتسهيل رحلة عمل المرأة ودراسة الاحتياج الفعلي لكفاءة شبكة النقل في جدة لارتباطها ببنية المجتمع وخصائصه الاجتماعية والاقتصادية.

 واستنتجت الدراسة مايلي :- 

• أشارت نتائج الدراسة إلي أن ٤٨ ،٨٣ % من العاملات في قطاع التعليم يستخدمن وسائل النقل الخاصة في رحلتهن للعمل. 

• أبرزت النتائج أن ٦١ ،٤٧ % من مجموع السائقين هم من غير السعوديين. 

• أظهرت نتائج تطبيق نموذج الاحتمال على المسافة المقطوعة للعاملات في القطاع التعليمي في مدينة جدة أن المسافة القصوى أو الحد الخارجي للرحلة إلي العمل داخل جدة بلغ ١٢ ،٩ كم وعليه فان كل من زادت رحلتها عن هذا الحد فسوف تكون عرضه لتأثيرات مسافية معوقة اقتصاديةً كانت أو اجتماعية أو بدنية أو نفسية. 

• بلغ متوسط تكلفة النقل الشهري ٠٣ ،٧٢٣ ريالا للعاملات في قطاع التعليم، وترتيباً على ذلك فان نسب العاملات تتراجع مع ارتفاع التكلفة فالعلاقة عكسية بينهما. ولقد بلغت تكلفة انتقال المرأة العاملة ١ ،٣٢ ريالا في اليوم باستخدام وسـيلة النقـل الخاصة، و ما يعادل ١٠ ،١٦ ريالا يوميا لمن يستخدمن وسيله النقل المؤجرة. 

- زعزوع (١٤١٩هـ) نقل المرأة بالحافلات الخاصة في جدة دراسة تطبيقية في جغرافية النقل الاجتماعي على طالبات جامعة الملك عبد العزيز. 

  ألقت هذه الدراسة الضوء على الخدمات المقدمة للنساء من قبل شركات ومؤسسات النقل الجامعي بالحافلات الخاصة، على طالبات جامعة الملك عبد العزيز، ودراسة المتغيرات ذات الصلة بهذه الوسيلة، من حيث الزمن المستغرق، والتكلفة، والتوزيع الجغرافي لأحياء مدينة جدة، والوقوف على سلبيات وايجابيات هذه الخدمة، ودرجة رضا المستخدمات عنها، وفعاليتها للنقل الجامعي بصفة خاصة، ولنقل المرأة بصفة عامة في مدن المملكة العربية السعودية. 

  وقد هدفت الدراسة إلى تلمس واقع نقل النساء في مدينة جدة، والكشف عن أهم المتغيرات النقلية ذات الصلة بنقل طالبات الجامعة بهذه الوسيلة، والتعرف على دوافع استخدام النقل الخاص بالحافلات. واستنتجت الدراسة أن نسبة المشتركات في حافلات النقل الخاص قدرت بحوالي ٥,١٢%من مجموع طالبات الجامعة، مما يعني ذلك أهمية الخدمة للنساء، والحاجة المتزايدة لها مع ازدياد أعداد الطالبات. بل درجة الرضا المتوسطة عن الخدمة بلغت نسبة ٥٤ .%مما يعني وجود مؤشر جيد على تحقيق أهداف الخدمة النقلية. وقد كان دافع عدم تفرغ ولى الأمر لنقل الطالبة إلى موقع الجامعة، السبب الأبرز من بين الدوافع الأخرى بنسبة١٤,٥٧،% واستأثرت أحياء شمال جدة التي تقطنها الطالبات (موقع السكن ) بالنسبة الكبرى ٥٠ .%كما كان للتكلفة الشهرية للنقل بين المؤسسات الناقلة، دور هام في جذب المشتركات للخدمة. 

- العنزي، مصبح (١٤١٩هـ) مرئيات حول النقل العام بالحافلات في مدينة الرياض. 

  أبرزت هذه الدراسة أسباب التي نجاح خدمة النقل بالحافلات في مدينة الرياض، و كيف يمكن أن يخدم النقل العام بالحافلات المرأة في المجتمع، معللا ذلك بزيادة أعداد السيارات في المدينة، وكثرة الاختناقات المرورية، وارتفاع تسعيرة سيارات الأجرة وكثرة حوادثها، والوضع الاقتصادي لبعض الأسر، التي لا تستطيع توفير سيارة خاصة لكل أفراد الأسرة من الشباب وغير ذلك.

  وقد أوضح الباحث أن مؤسسات نقل المعلمات والطالبات تأسست لقصور خدمة النقل العام بالحافلات في المدينة، وأوصى بإنشاء شبكة للنقل بالحافلات وتطويرها في مدينة الرياض. بحيث تشمل الشوارع الرئيسة والأماكن الحيوية. على أن يستفيد من خدمة النقل بالحافلات جميع أفراد المجتمع رجالاَ ونساء، وأوصت الدراسة بإنشاء لجنة دائمة تشرف على النقل بالحافلات في كل مدينة، وربطها بوزارة المواصلات. مشدداً على الوقت والتكلفة لأنهما العاملان اللذان يهتم بهما الراكب. 

-عبد الله، الرقيبة وأحمد، الأصم ( ١٤٢٣هـ) الحافلات الأهلية: الواقع والمشكلات، دراسة حالة مدينة الرياض. 

  تناولت الدراسة موضوع النقل بالحافلات الأهلية التي كانت تعمل قبل تأسيس الشركة السعودية للنقل الجماعي ، واستمرت أيضاً بعدها ، يمتلكها الأفراد الذين يقومون بقيادتها، وتشغيلها، ويعتمدون عليها في كسب لقمة العيش.. وقدرت الدارسة حصة هذه الحافلات بحوالي ٨٠ % من إجمالي الخدمة المحلية في داخل المدن. ومن الملاحظ أن ٩٠ % من عمر هذه الحافلات يرجع تاريخ صنعها إلى أكثر من (١٥ سنة). 

  تعمل هذه الحافلات بطريقة عشوائية، وتقليدية، وغير ملتزمة بخطوط معينة، وهي تبدأ وتنتهي بـ ( البطحاء ) في مدينة الرياض. ووضحت الدارسة إن هناك عدة مشكلات تواجه أصحاب هذه الحافلات من أهمها: ازدحام الطرقات في أوقات الذروة وانخفاض إشغال المقاعد في بعض الأوقات وتعاني من مشكلات الصيانة لها. 

منهجية الدراسة : 

الأهداف: 

  تتناول دراستنا تقييم منظومة النقل الجماعي بالنظر إلى التنمية العمرانية المستدامة مستهدفاً الإستراتجية المرسومة للنقل في المجتمع السعودي الآتي: 

• تسليط الضوء على الإستراتيجية الوطنية للنقل في المملكة العربية السعودية والآثار المترتبة عنها. 

• استعراض احد وسائل التغلب على مشكلة عدم وجود وسائل النقل الجماعي لدى طالبات الجامعات السعودية كأنموذج .

• تصوراتنا للحلول والخروج بالتوصيات الملائمة. 

التساؤلات : 

تنحصر أهم تساؤلات الدراسة فيما يلي:- 

• هل تتوفر وسائل نقل جماعي للنساء في المجتمع السعودي؟. 

• هل هناك تخطيط مستقبلي لنقل النساء في المجتمع السعودي. 

• هل تخدم استراتيجيات النقل الوطنية المرسومة المرسومة نقل النساء في المجتمع السعودي ،وكيف ستقلل الإستراتيجية الوطنية للنقل النساء من الآثار السلبية للنقل في المجتمع السعودي عندما لا تقود النساء السيارات في المجتمع السعودي.

 • هل وضع في الاعتبار عند وضع الخطة الإستراتيجية الوطنية للنقل، حاجات النساء في الانتقال وفق فئاتهن وظروفهن الاجتماعية والاقتصادية النساء من العاملات والأرامل والمطلقات والوافدات؟ عند رسم السياسات لرفع مستوى الخدمات النقلية المقدمة لجميع أفراد المجتمع وقطاعاته المختلفة ؟ .

• هل نحن في حاجة لهيئة عليا للنساء في المملكة العربية السعودية تقترح وتدرس وتنقل معاناة النساء بشكل عام ونقل النساء بشكل خاص ، ولكي تبرز لنا الخيارات الأفضل للانتقال داخل المجتمع وحاجة النساء للبرامج المخصصة لهن.

مفاهيم الدراسة: 

  ومن ذلك يتضح أن استخدام هذا النوع من التحليل الاستقرائي يسهم في وصف الظاهرة المدروسة ذات العلاقات المتبادلة وتفاعلها المكاني ، فإلقاء الضوء على علاقات إستراتيجية الوطنية للنقل والنظام المكاني وخصائصه الاجتماعية والمكانية والاقتصادية يمكن أن يستفاد به عند التخطيط المستقبلي ومن أهم المفاهيم التالي: 


التفاعل المكاني:Interaction Spatial 

  وهو محصـلة أو نتيجة للتـواصـل بين الأمـكنـة لدوافع اقتصادية ومكانيــة واجتماعية. وبمفهـوم التفـاعل المكـاني يمكن الوقوف على العــلاقات المتبـادلــة بين الإنسان وبيئتـه، فالتفـاعل المتبـادل هو صـــلة بين مجمـوعتين من أي نـوع، بحيث أن فـاعليـة كل منهما تحددها جزئيـاً الفاعلية الأخرى ( بدوي ، ١٩٧٨ ، ص ٢٢٢).
الموصولية أو سهولة الوصول Accessibility 

  يعرف الجغرافيون مفهوم سهولة الموصولية بأنه الفرص النسبية في التفاعل والترابط المكاني ، وقد أشار نيستين Nystuen ، عام ١٩٦٨ إلى الموقع النسبي كأحد أهم المفاهيم المكانية التي تلعب دوراً أساسياً في دراسة النظرية الموقعية من خلال الوصف البياني ومن ثم تحديد أنماط لسهولة الوصول وتحويلها إلى توبولوجي ( تنميطي ) Topology في وصف تركيب الشبكة بشكل مساحي وهندسي. (1981 , Johnson).

  وأن أحد أهم خصائص دراسة شبكة النقل يتم من خلال سهولة الوصول ، وهي مظهر من مظاهر دراسة الموقع خاصة ، وأن هناك العديد من التقنيات الإحصائية التي يتم من خلالها دراسة درجة التكامل Integration والترابط بين العقد النقلية في الشبكة الحضرية . وعلى كل فإن سهولة الوصول يمكن أن نصفها بأنها أي عقدة نقليه ترتبط ارتباطا جيداً مع غيرها من العقد في الشبكة ، ونصفها بسهولة الوصول ويتم قياس سهولة الوصول من خلال دراسة مجموعة من الوصلات الطرفية المطلوبة لربط محطة ما بالمحطات الأخرى في الشبكة عبر أقصر الطرق والممرات. ( 1978 , Bamford & Robinson).

التعويق المسافي  Friction Of Distance : 

ويقصد به تحديد حد مسافي معوق عن الانتقال ، بمعني أن العاملة من النساء على سبيل المثال إذا تجاوزت هذا الحد المسافي فإن هناك معوقات تحول دون ذلك ومنها :- 

١. بعد موقع العمل . 

٢. ارتفاع تكلفة النقل . 

٣. عدم كفاءة نظام النقل . 

٤. طول المدة الزمنية المستغرقة في رحلة العمل . 

(Getis , 1969) (Clark , 1985) .

تحليل الدراسة: 

  تقييم مستوى خدمة النقل الجماعي المقدم للنساء في المملكة العربية السعودية: 

  الإستراتيجية الوطنية للنقل في المملكة العربية السعودية : يعتبر قطاع النقل والمواصلات من القطاعات النهضة جدا للاقتصاد الوطني لما يوفره من تأمين حركة نقل الركاب والبضائع على النطاقين المحلي والدولي ، وما يلعبه من دور رائدا في دفع حركة الاقتصاد وتقديم الخدمات لقطاعات الإنتاجية والخدمية الأخرى ، كما يوفر هذا القطاع فرصا للاستثمار وإيجاد فرص للعمل . فقد صدر الأمر السامي البرقي الكريم رقم ٧/ب / ١٥٤٦٠ وتاريخ ٧/٨/١٤٢٢ هــ القاضي بتشكيل لجنة في وزارة المواصلات يشترك فيها ممثلون عن وزارات ( الدفاع والطيران ، والداخلية ، والمالية والاقتصاد الوطني ، والزراعة والمياه ، والصناعية والكهرباء ، والبترول والثروة المعدنية ، والشئون البلدية والقروية ، والتخطيط ) والمؤسسة العامة للموانئ لاستكمال إعداد الإستراتيجية الوطنية للنقل لتحقيق التكامل بين عناصر شبكة النقل وربط التجمعات السكانية والمناطق الزراعية والصناعية ومناطق الخدمات المعدنية ، ودراسة وسائل تمويل إنشاء هذه الشبكة . 

  لو أطلعنا على مؤشرات إحصائية لقطاع النقل في المملكة السعودية لوجدنا أنها خلال الثلاثين سنة الماضية عملت على تطوير البنية التحتية لقطاع النقل ، كما توضح الاستثمارات الضخمة والمؤشرات الإحصائية التالية ففي النقل البري : 

• بلغت أطوال شبكة الطرق المعبدة نحو ٥٠٠,٤٥ كلم وتربط هذه الشبكة ذات المواصفات العالية جميع المدن وغالبية القرى والهجر . 

• كما بلغ أطوال الطرق الترابية ٣٠٠,١٠٦ كيلومتر . 

• وبلغ عدد المركبات المسجلة عام ١٤١٩ هـ فقط مختلف أنواعها ٨٠٠,٥٠٧ مركبة ليصل العدد التراكمي للمركبات ١٢,٣ مليون راكب – كيلومترات أو ٨٠٤ ألف راكب. 

• وبلغ حجم كمية البضائع المنقولة ٩,١ مليون طن ( ١,٩٠٠ مليون طن – كيلومترات ) . (وزارة النقل). 

• وفي النقل الحضري بلغ عدد الشوارع الرئيسية داخل المدن والقرى ١٠٤٨٥ شارع وبلغ أطوالها ٧٦٢,٢٦ كيلومتر . كما بلغ عدد الشوارع الفرعية ٢٣٤,٢١٠ شارع مجموع أطوالها ٨٢١,٦٣ كيلومترا .

   إذا تشير إستراتيجية النقل المرسومة في المملكة السعودية إلى أن قطاع النقل والمواصلات يعتبر من القطاعات الهامة جدا للاقتصاد الوطني لما يوفره من تأمين حركة نقل الركاب ، ولاستكمال إعداد الإستراتيجية الوطنية للنقل كان الهدف تحقيق التالي: 

• التكامل بين عناصر شبكة النقل .

• وربط التجمعات السكانية والمناطق الزراعية والصناعية ومناطق الخدمات المعدنية. 

• ودراسة وسائل تمويل إنشاء هذه الشبكة .

  ولكننا نتساءل من خلال هذه الإستراتيجية الوطنية للنقل: 

• لماذا لم تركز الإستراتيجية على فئات المجتمع السعودي بشرائحه السكانية وإيفاءها باحتياجاتهم المختلفة؟ .

• أين المرأة وهي نصف المجتمع في ظل مجتمع لا يقود السيارة من هذه المنظومة الإستراتيجية الوطنية ؟ • أين الإستراتيجية الوطنية في مجتمع لا توجد به شبكات نقل جماعي للسكان عند انتقالهم بكافة إشكالهم ؟ .

• لمن رسمت هذه الإستراتيجية الوطنية للنقل إذا أبعدنا وهمشنا حاجات المرأة في مجتمع تنعدم فيه وسائل النقل الجامعي؟ .

  هذا عن الإستراتيجية الوطنية المرسومة ولكن ماذا عن مرتكزات الرؤية المستقبلية لقطاع النقل في المملكة العربية السعودية التي حددت بالتالي: 

• توفير قطاع نقل متكامل يشمل جميع الأنماط لمواكبة احتياجات المملكة المستقبلية .

• ويتميز بالسلامة والفعالية والكفاءة والتطور التقني. 

• ويعمل على تشجيع وتعزيز التنمية الاقتصادية والقدرة التنافسية للملكة على المستوى الدولي. 

• كما يضمن توفير بيئة صحية وآمنه لأفراد المجتمع" .

ولنقف هنا مرة أخرى مع الرؤية المستقبلية لقطاع النقل في المملكة العربية السعودية، لنلاحظ أن البند الأخير منها أخذ على عاتقه ضمان توفير بيئة صحية وآمنه لأفراد المجتمع" .

ولنتساءل أيضا من هم أفراد المجتمع السعودي وممن يتكون شرائحه حتى نوفر لهم بيئة صحية وآمنة للمجتمع. إنني لم أجد أي خصوصية للنقل النساء بفئاتهن من النساء العاملات ، الأرامل، المسنون، والمطلقات إضافة إلى الأطفال والمعوقين والوافدين في ظل انعدام النقل الجماعي؟؟؟ 

  أما منهجية العمل واللجان في إعداد الإستراتيجية الوطنية للنقل فسيتم انجازها و إعدادها بموجب المخطط الهيكل التالي : 

– اللجنة الإشرافية برئاسة معالي وزير النقل 

– لجنة فنية برئاسة وكيل الوزارة للطرق 

– تسع فرق عمل لتغطية جميع قطاعات النقل وهي:- 

الطرق - السكة الحديد - النقل البري للركاب والبضائع - النقل في الحج السلامة المرورية - النقل بالأنابيب النقل والبيئة - النقل البحري - النقل الجوي.

   ونطرح هنا تساؤلا أيضا من خلال منهجية العمل واللجان في إعداد هذه الإستراتيجية الوطنية للنقل هل وضعت في الاعتبار هذه الجهات التسع المذكورة وجود نساء يشكلن نصف المجتمع ووافدات يحتجن لنقل جماعي في مجتمع لا توفر بنيته التحتية النقل العام؟.

  أما إذا انتقلنا لمراحل إعداد الإستراتيجية الوطنية للنقل فنجد أنها تمر بعدد من المراحل هي التالي:

المرحلة الأولى : إعداد تقارير بتحليل الوضع الراهن لقطاع النقل في المملكة العربية السعودية. 

  إذا نحن هنا نتساءل أيضا هل وضع في الاعتبار في المرحلة الأولى عند التحليل للوضع الراهن للأزمة ، المأزق الذي تعيشه النساء في النقل في حياتهم اليومية في المدن في ظل عدم وجود نقل عام.

المرحلة الثانية : تحديد القضايا المهمة والتحديات المستقبلية التي تواجه قطاع النقل . 

  وفي المرحلة الثانية هل تم الكشف عن التحديات والمعوقات الراهنة قبل المستقبلية حتى تكتمل الخطة الوطنية للنقل من خلال تحقيق أهدافها وسياساتها ورسم استراتجياتها هل السيارة الخاصة هي السائدة دون البحث في البدائل والحلول .

المرحلة الثالثة : إعداد الأهداف والاستراتيجيات والسياسات . 

  أين هي السياسات النقلية المرسومة لفئات لا تجد وسيلة نقل سوى السيارة الخاصة أو الأجرة؟ 

  إن معرفتنا بالجهات المشاركة في إعداد الإستراتيجية الوطنية للنقل التي تشكلت من التالي : 

  وزارة النقل .وزارة الدفاع والطيران . وزارة الداخلية . وزارة الاقتصاد والتخطيط . وزارة المالية . وزارة المياه والكهرباء . وزارة الزراعة . وزارة التجارة والصناعة . وزارة البترول والثروة المعدنية . وزارة الشئون البلدية والقروية . المؤسسة العامة للموانئ . وتم إضافة مندوبين من جهات لها علاقة بقطاع النقل في المملكة وهي : 

  وزارة الحج .الهيئة العليا للسياحة . الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة .مصلحة الجمارك . الخطوط العربية السعودية . رئاسة الطيران المدني .شركة ارامكو السعودية . الشركة السعودية للنقل الجماعي . المؤسسة العامة للخطوط الحديدية .الغرف التجارية الصناعية .

  ثم نجد أن المراجع المتعلقة بالإستراتيجية الوطنية للنقل هي: • الإستراتيجية العمرانية الوطنية . 

• السياسة الوطنية للعلوم والتقنية . 

• الخطط التشغيلية لقطاعات المتعلقة بالنقل . 

• خطط الوزارة الخمسية والسنوية . 

• الدراسات الوطنية عن قطاع النقل . 

• دراسات وتقارير داخل الوزارة متعلقة بقطاع الطرق والنقل . 

• كتب عن خطط التنمية في المملكة العربية السعودية . 

• مجلات ونشرات إحصائية عن بعض القطاعات المتعلقة بالنقل . 

• العديد من وقائع ندوات عقدتها الوزارة متعلقة بقطاع النقل و العديد من استراتيجيات النقل من بعض الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا واليابان وغيرها . 


  ولنؤكد على فعاليات الدراسات المقدمة من الجهات ذات العلاقة نستقرئ هنا دراسات أجريت من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية، ١٣٩٩هـ قبل ثلاثين عاما لنجد أنها من خلال المخططات التنفيذية لمدينة جدة ، الجزء الثاني، مسح النقل والمواصلات ــ الأوضاع الراهنة للمنطقة العمرانية الكبرى، ودراسة من قبل وزارة المواصلات ، دراسة الجدوى لتحديد مدى الحاجة إلي استخدام وسائل النقل ذات السعة العالية ، جدة ، التقرير النهائي الرياض ، ١٤٠٧هـ نلاحظ ما ما ذكر وسيلة النقل المستخدمة في جدة: فحسبما ما هو واضح من الجدول ( ١) فقد ثبت أن السيارة الخاصة هي وسيلة النقل الأولي في جدة، وقد بلغت نسبة الرحلات المستخدمة فيها السيارة ٤٢ % في عام ١٣٩٢ و ٥٧ %في ١٣٩٨ أي بزيادة ١٥ % ونحن بعد مرور أكثر من ربع قرن لم نجد حلا للنقل العام وازدادت هيمنة السيارات الخاصة في مدينة جدة مقر الباحثة وزادت الرحلات وزاد عدد العاملات 

جدول( ١) وسيلة النقل المستخدمة في الرحلات لعام ١٣٩٢ ،١٣٩٨

 
المصدر وزارة الشؤون البلدية والقروية، ١٣٩٩هـ 

جدة المخططات التنفيذية ، الجزء الثاني، مسح النقل والمواصلات ــ الأوضاع الراهنة للمنطقة العمرانية الكبرى.

  أما دراسة الجدوى لتحديد مدى الحاجة إلي استخدام وسائل النقل ذات السعة العالية جدة - التقرير النهائي، إعداد: وزارة المواصلات. والتي أجرتها وزارة المواصلات عن الرحلات في مدينة جدة وذلك باستخدام نموذج رياضي للنقل مكوناً مما يلي: 

١- توليد الرحلات. 

٢-توزيع الرحلات.

٣- تقسيم الرحلات على محاور وسائل النقل.

٤- تخصيص الرحلات على محاور . 

   حاولت الدراسة التنبؤ بحجم واتجاهات الرحلات اليومية للنقل العام والخاص حتى الفترة المنتهية بعام ١٤٣٠ . 

جدول (٢) النمو المتوقع في الرحلات اليومية لكل وسيلة نقل ١٤٠٥- ١٤٣٠هـ في جدة 

* المصدر : وزارة المواصلات ، دراسة الجدوى لتحديد مدى الحاجة إلي استخدام وسائل النقل ذات السعة العالية ، جدة ، التقرير النهائي الرياض ، ١٤٠٧هـ .

  ولقد أظهرت الدراسة من الجدول (٢) أن عدد الرحلات الكلية اليومية في مدينة جدة ونموها بين عامي ١٤٠٥ هـ - ١٤٣٠هـ تراوح من ١٠٠,٢٢٤,٢ رحلة / يوم إلي ٣٠٠,١٩٧,٦ رحلة / يوم ونمو رحلات النقل العام من ٤٠٠,١٥٧ رحلة / يوم إلي١٠٠,٦٩٤ رحلة / يوم في نفس الفترة . و نلحظ منها الازدياد في معدل النقل العام من ١,٧ % إلي ٢,١١ % عام ١٤٣٠ .وتناقص معدل النقل الخاص من ٩,٩٢ %إلي ٨,٨٨ % عام ١٤٣٠هـ .

  وأبرزت الدراسة معدل الرحلات اليومي للشخص حيث بلغت عام ١٤٠٥هـ ٢,٠٢ وازدادت إلى ٢,٢٥ أي بمعدل نمو ١,١١ .   

   إذا التقديرات التي بنيت عليها هذه الدراسة أثبت واقع الحال العكس فنلحظ منها النقص رغم توقعهم للنمو في معدل النقل العام من ١,٧ % إلي ٢,١١ % عام ١٤٣٠ .وتناقص معدل النقل الخاص من ٩,٩٢ %إلي ٨,٨٨ % عام ١٤٣٠هـ .

  ولكن الذي حدث هو العكس ، وإذا أضفنا توقف خدمة النقل الجماعي في داخل المدن السعودية . فنجد أن الأرقام لم تطابق الوضع الراهن الذي نقترب منه فنحن في عام ١٤٢٩ ولا يفصلنا سوى عام واحد عن التقدير المتنبئ به. مما يعني أن استعمال السيارة الخاصة أرتفع وسوف يرتفع باطراد وأن القدرة على امتلاك السيارة الخاصة، يؤكد سيطرة السيارة الخاصة على النظام النقلي دون أي اعتبار لفئات أخرى في المجتمع وهن النساء موضوع الدراسة. 

  و على الرغم من أن المملكة العربية السعودية حققت طفرة تنموية كبرى على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والحضارية. ورسمت السياسات التنموية الناجحة ، ووفرت التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات التنموية، وبناء الأجهزة القادرة على اتخاذ القرارات وتحديد الأهداف وتنفيذها. وتوجيهها لما فيه خدمة الوطن والمواطن، وأكدت على أهمية تنمية القوى البشرية بوصفها أحد أهم مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وخططت وسعت إلى توفير فرص التوظيف للمرأة العاملة فيما يتفق والدين الإسلامي. وتأسيس وحدات لشؤون المــرأة في المجــــــالات التي توجد بها حاجة لتوظيفها حتى تصبح المرأة السعودية قوة فاعلة ومؤثرة. 

  لكن رغم هذا التوجه الواضح لتوظيف مزيد من النساء لا تزال مشاركة المرأة العاملة في القوى العاملة محدودة كما لا تزال احتياجاتهن وآمالهن في خطط النقل معدومة . 

  ونقف هنا لنتبين منها الحاجة لوضع نقل النساء في الاعتبار في المجتمع كفئات قادرة على المشاركة في الحياة الاقتصادية ، نلبي من خلالها احتياجاتهن كفئة مجتمعية وليس هامشية. فنسبة النساء العاملات بلغت نسبتهن عام ٢٠٠٢م ٤٦,٧ %أو ٣,٤٦٥ ألف عاملة من السعوديات للمواطنات وبنسبة ٩٨,٦ %للنساء الوافدات ٥,٤٣٥ ألف عاملة ، أي أن هناك ٩٠٠ ألف عاملة تحتاج نقل لهن كما في جدول(٣) وإن تحجج بعضهم ببدل الانتقال الممنوح فهو في وضع ظروف استقدام سائق وتكلفته في المنزل من سكن وإقامة و إجراءات رسمية مع ظروف التضخم الحالي التي نعيشها في المجتمع لأصبح نقل النساء في المجتمع السعودي في مآزق حقيقة. ولعلنا نطمح أن تكون لدينا هيئة عليا للنساء تشارك في رسم السياسات وتبرز الحاجة لمتطلباتهن طالما أنهن يشكلن نصف المجتمع. 

جدول(٣) عدد العاملات في المملكة العربية السعودية من المواطنات والوافدات عام ٢٠٠٢م 


الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي


  
  وتتفاقم مشكلة نقل النساء نتيجة في كل زيادة مستمرة في أعداد النساء العاملات ، ومع كل رحلة عمل يومية تزداد حدة المشكلات المتعلقة بالنقل وعلى رأسها مشكلة الانتقال من مكان السكن إلي مكان العمل ، ولا نغفل الرحلات الأخرى للعلاج والتسوق والاستجمام وغيرة. 

  وإذا نحن انتقلنا لدول الخليج العربي فإنا نجد النقل الجماعي في إمارة دبي وسيلة حيوية في التنقل اليومي للسكان، فالعبارات التي تجوب خور دبي نقلت في العام الماضي قرابة ٢٦ مليون و٧٤٨ ألفاً و٢٥٩ راكباً، تم نقلهم عبر مليون و٢٨٧ ألفاً و٤١٣ رحلة، مسجلاً نمواً بنسبة ٧,٢٢ ،%فيما بلغ عدد الركاب الذين تم نقلهم بواسطة الحافلات العامة ٨٧ مليوناً و٨٣٩ ألفاً و٥٨٤ راكباً تم نقلهم بواسطة ٥٠٤ حافلات، عبر مليونين رحلة، مشيرا إلى هيئة الطرق والمواصلات وضعت خطة طموحة لتطوير منظومة النقل الجماعي لرفع نسبة الرحلات التي تتم بوسائل النقل الجماعي إلى %30،وتشمل الخطة تنفيذ مشروع مترو دبي بتكلفة ١٥ مليار درهم، ويتضمن المشروع الذي يعد أطول قطار آلي في العالم يعمل بدون سائق، خطين الأول أحمر ويبلغ طوله ٥٢ كيلو متراً و يشتمل على ٢٩ محطة بينها أربع محطات تحت الأرض، والثاني هو الخط الأخضر ويبلغ طوله ٢٣ كيلو متراً ويضم ١٨ محطة منها ست محطات تحت الأرض، مشيرا إلى القطار يتألف من خمس عربات تسع لقرابة ٦٤٠ شخص، تم توزيعها إلى درجتين، الأولى الذهبية وتكون في مقدمة القطار، وتضم ١٩ مقعداً فاخراً، كما تضم مساحة مخصصة للنساء والأطفال تشمل على ١٥ مقعداً، ومساحات لعربات الأطفال والحقائب والأمتعة، وهذه هي المرة الأولي في العالم التي يتم فيها تخصيص درجة ذهبية في عربات المترو التي تتحرك داخل المدينة الواحدة، وتضم الدرجة الثانية التي أطلق عليها (الفضية) أربع عربات تشمل على ١٠٤ مقاعد، كما تم تخصيص مقاعد ومساحات لذوي الاحتياجات الخاصة في جميع درجات القطار، وذلك في إطار التزام هيئة الطرق والمواصلات بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع. 

  وقد حرصت هيئة الطرق والمواصلات في دبي على توفير منظومة متكاملة من وسائل النقل الجماعية تشمل الحافلات ووسائل النقل البحرية والمترو ،تتمتع بجودة عالية وتكاليف منخفضة وتغطية جغرافية شاملة، كما تقوم بوضع البرامج التوعوية لتغيير الثقافة والنظرة الاجتماعية حول استعمال وسائل النقل الجماعي، إضافة إلى زيادة التكامل في الخدمات التي توفرها وسائل النقل الجماعي المختلفة بما يساعد في تحقيق الأهداف الإجمالية لنظام النقل الجماعي  .


  وهناك خطة لتطوير منظومة النقل الجماعي في دبي تشمل أيضاً  تطوير حافلات المواصلات العامة من حيث زيادة عدد الحافلات والرحلات والخطوط والخدمة، من خلال اعتماد مؤخراً شراء ٦٢٠ حافلة بتكلفة تزيد عن مليار درهم، يتم توريدها في عامي ٢٠٠٧ و٢٠٠٨ ،ليرتفع عدد الحافلات إلى ١٢٠٠ حافلة بحلول عام 2008 ،كما تشمل الخطة تطوير وسائل النقل البحري بتكلفة تفوق المليار درهم، تشغيل عدد عشرة باصات مائية، تبلغ سعتها ٣٥ راكباً، هذا نموذج لدولة مجاورة في رسم سياساته واستراتجياتها النقلية نتشارك معها في الخصائص الاجتماعية والاقتصادية.

  إذا يتضح لنا أن مشكلة نقل النساء هو محور البحث ولكن نطرح سؤالنا هل حاولت استراتيجيات النقل الوطنية التقليل من الأثر السلبي للمعوقات التي يفرضها الوضع الراهن لنقل النساء في المملكة العربية السعودية الذي ينحصر فيما يلي:- 

• عدم وجود وسائل نقل جماعي عام بكل أشكاله من حافلات وقطارات ومترو أنفاق في المملكة العربية السعودية .

• لا يسمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة في المجتمع.

• الاعتماد على الاستقدام للسائقين الوافدين لان ظروف بعض مـــحارم لا تسمح بإيصال النساء. 

• التكلفة المرتفعــــــة نسبياً للانتقال بسيارات الأجـــرة وهذا يكلف مبالغ طائلة وخصوصا من النساء المعيلات لأسرهن .

• خوف النساء وأولياء أمورهن عند الانتقال بسيارات الأجـــرة العاملات إليها. 

• لا تساعد بنية المدن السعودية الداخلية على المشي بالأقدام. 

• الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمرأة فهناك نساء تضطرهن الظروف لإعالة أسرهن من خلال وفاة أو طلاق لرب الأسرة . 

• ازدياد أعداد النساء العاملات في المجتمع السعودي .

  وحتى خطط التنمية من خلال الاطلاع على مرجعية وزارة النقل نلاحظ أنها اعتمدت على خطط التنمية فماذا عن وضع النساء فيها طالما أنها مرجعية مشاركة؟ .

  إذا بناءاً على ما ورد في الرؤية المستقبلية لقطاع النقل في المملكة العربية السعودية فنحن أمام احتياجات نحقق من خلالها التالي: 

• توفير قطاع نقل متكامل يشمل جميع الأنماط لمواكبة احتياجات المملكة المستقبلية.

• توفير قطاع نقل متكامل ،يتميز بالسلامة والفعالية والكفاءة والتطور التقني .

• توفير قطاع نقل متكامل ويعمل على تشجيع وتعزيز التنمية الاقتصادية والقدرة التنافسية للمملكة على المستوى الدولي في ظل مجتمع يشهد حراك اقتصادي واجتماعي كبير وسريع. 

• توفير قطاع نقل متكامل يضمن توفير بيئة صحية وآمنه لأفراد المجتمع بكل شرائحه" .

  نخلص إذا من هذه الرؤية لنتبين أن النساء فئات مهمشة لا ذكر لهن في هذه الرؤية المرسومة في إستراتيجية . أني لا اكتب ذلك من رؤية شخصية كوني من النساء السعوديات لكنها تنبئ عن واقع الحال ، وهو أمر يستدعى أن نتوصل منه إلى منظومة نقل حضري شاملة . 

   وفي ضوء الوضع الراهن ، وعلى مستوى الإمكانيات المتوفرة وما يجب أن نوفره من وسائل النقل للاستجابة للطلب نطالب بما يلي: 

• إعادة تنظيم و تفعيل منظومة النقل الحضري. 

• زيادة وسائل النقل الجماعي بكل إشكاله، بما يتناسب مع زيادة الطلب أو فيما يتعلق بالمنشآت التحتية.وإنا لا نتجاهل مشكلة بطء الإنجاز والتنفيذ في كثير من الأحيان وخاصة تلك المتعلقة بالمترو على سبيل المثال أو مشاريع النقل بالحافلات، فالكثير من المشاريع التي اعتبرت ذات أولوية منذ أواخر الثمانينات، لا يزال بعضها إلى يومنا هذا في طريق الإنجاز لمنظومة النقل. 

• تنظيم منح رخص الاستثمار سيارات الأجرة فهذه الأخير من المفترض أن يكون دورها مكملاً لوسائل النقل الجماعي وليس بديلاً عنه وبخاصة للنساء في مجتمع له عاداته وتقاليده.ولما لا تكون هناك استثمارات لشركات أجرة تنقل النساء تكون أكثر أمنا وانضباطا ، وفق أجور تحقق الغاية منها لحل مشكلات المجتمع. .

• وهنا تأتي أهمية توزيع أنماط النقل بين عناصر المنظومة الحضرية، وليس تراكمها في نقل خاص بالسيارات، فالهدف يتطلب رفع طاقة استعمال وسائل النقل المتوفرة. 

• تتمثل التحديات الأساسية في تطوير النقل الجماعي والتحكم في النقل الفردي وسيارات الأجرة.

• تحقيق الارتباط وحل مشكلاته وتحدياته من خلال التنمية المستدامة من جهة والنقل من جهة أخرى. 





صورة تمثل حافلات النقل الجماعي الخاص في المدن السعودية فها للنساء مكان للنساء فيها؟

شكل حافلات الصين



  أما عن تجربة نقل النساء بالحافلات الخاصة في مدينة جدة : فقد أظهرت أحدث دراسة الغيداني (١٤٢٨) عن النقل الجماعي بالحافلات الخاصة دراسة تطبيقية في الجغرافية الاجتماعية على طالبات جامعة الملك عبد العزيز أن مؤسسات النقل الجماعي الخاص الأهلية في مدينة جدة اللواتي تنقل الطالبات إلى جامعة الملك عبد العزيز في جدة بلغ عددها (٢٦) ست و عشرين مؤسسة ، تقدم هذه الخدمة لطالبات جامعة الملك عبد العزيز وكليات البات التربوية من خلال دراسة الباحثة الميدانية على جامعة الملك عبد العزيز نلاحظ ٢٦ مؤسسة عاملة وتستثنى حافلات القاعدة الجوية والبحرية الخاص.

اسماء المؤسسات الخاصة الناقلة لطالبات جامعة الملك عبد العزيز بجدة من خلال الدراسة الميدانية 




المصدر : (الغيداني،١٤٢٨)

   هذا العدد من المؤسسات تزايد مع السنوات لأنه يغطى احتياج له في الحصول على التعليم الجامعي ففي حين كان عدد المؤسسات في عام ١٤١٩ العاملة اثنان وفقا لدراسة (زعزوع،١٤١٩ (ازدادت إلى ٢٦ مؤسسة تعمل عند نقل الطالبات إلى جامعة الملك عبد العزيز من منازلهن . وهو يوضح مدى الحاجة إليها من قبل شرائح الطالبات من النساء في المجتمع السعودي لرغبتهن في تحصيل العلم، وفي ظل تنامي عدد السكان،و حاجة الطالبة و المرأة إلى وسيلة نقل آمنة ومريحة تستخدمها في تنقلاتها لأن ليس هناك بديل عنها. ومن الملاحظ انه لولا العائد المادي المجزي إلى حد ما لتوقفت المؤسسات عن العمل مقابل تقديم هذه النوعية من نقل الركاب بواسطة الحافلات.

  كما أبرزت دراسة الغيداني (١٤٢٨) خصائص الحالة الاجتماعية للطالبات اللواتي يستخدمن الحافلات الخاصة فأظهرت أن الطالبات غير متزوجات بلغت نسبة استخدامهن للحافلات ٢،٨٨ % وعزت السبب إلى ارتفاع نسبة الآنسات في مرحلة الدراسة لأنهن الغالبية ، بالإضافة إلى أن ولي الأمر غالباً ما يكون لدية عدد من الأبناء الأصغر فلهم الأولوية لثبات مواعيدهم ، ومن ثم لا يكون ليس لديه الوقت الكافي الذي يسمح بتوصيل ابنته للجامعة بالسيارة . أما المتزوجة فنجد أن نسبتهن بلغت (١١%) و لربما ما يكون لهن مستوي اقتصادي و اجتماعي مختلف، فقد يكون لها سائق خاص، وقد يتكفل الزوج بتلك المهمة لذلك كانت نسبة استخدامهن للحافلات أقل.أما فئة المطلقات فاحتلت المرتبة الثالثة بنسبة بلغت ٨،٠ % من إجمالي الطالبات لقلة عدد المطلقات. 

  والذي يعضد من حاجة الطالبات كشريحة ممثلة للنساء هو عمل رب الأسرة فالموظف الحكومي بلغت نسبة نقل الطالبات للجامعة بالحافلات الخاصة ٧,٣٩ % وبنسبة ٤,٢٤ %للمتقاعدين ،وبنسبة ٨,١٧ %لمن يعمل في القطاع الخاص ثم تتوزع النسب الأخرى على فئات مختلفة .

  أما عن التكلفة الشهرية المدفوعة من قبل الطالبات للنقل بالحافلات الخاصة فقد كلفت الطالبات رحلتهن مع الحافلات الخاصة تكلفة شهرية للنقل تراوحت ما بين (٣٠٠-٤٠٠) ريال بنسبة ٧٧ % من إجمالي إجابات المستخدمات ،تليها في المرتبة الثانية التكلفة التي تتراوح ما بين (٤٠١-٥٠٠) ريال، حيث بلغت نسبتها ٥،٨ % ثم التكلفة التي هي أكثر من ٦٠٠ريال وهن مستخدمات للنقل بالحافلات من خارج مدينة جدة بنسبة ٤،٧ % أما أقل نسبة في التكلفة الشهرية فقد كانت ٣،٣ % والتي تتراوح ما بين (٥٠١-٦٠٠ ) ريال.

  وقد حددت رسوم الخدمة من قبل المؤسسات الناقلة حسب التوزيع الجغرافي لأحياء مدينة جدة ونجد أن كل مؤسسة لها رسومها الخاصة بها مما يعني وجود تفاوت في الرسوم حسب المؤسسات وحسب المنطقة التي تقدم المؤسسة خدماتها فيها و الأحياء التي حددتها من قبل ، أي انه ليس هناك تنظيم لأسعار النقل في هذه الخدمة (الغيداني،١٤٢٨)
   ومن الملاحظ من خلال برامج مراكز الأحياء في مدينة جدة قيام بعض المراكز بشراء حافلات خاصة لنقل بناتهن وزوجاتهن ، أو الاتفاق مع احد الموثوقين بهم في الحي لمعرفتهم به في استخدام حافلته لنقل النساء وهو حل قد يسهم في مشكلة الانتقال عندما لا تتوفر للنساء وسيلة نقل تنقلهن فليس كل النساء والأسر لديها سيارة خاصة. 

   وإن نحن أضفنا ارتفاع عدد الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية وما ينتج عنها من خسائر بشرية ومادية من أبرز المشكلات التي تعيق تطور مجتمعنا ولقد أشارت دراسة عامر بن ناصر الصالح أن الحوادث المرورية في البلدان النامية يتوقع لها أن ترتفع نسبة الوفيات بسبب الحوادث المرورية في بلدان العالم النامي إلى حوالي ٨٠ ٪مما هي عليه بحلول عام ٢٠٢٠م. وأن المملكة العربية السعودية من أكثر دول العالم معاناة من مشكلة الحوادث المرورية نظراً للاعتماد الكبير على السيارة الخاصة كوسيلة للنقل، وقلة الوعي المروري لدى الغالبية من مستخدمي الطريق. فخلال ٣٠ عاماً (من عام ١٣٩٤ه إلى عام ١٤٢٣ه) زادت أعداد الحوادث المرورية في المملكة إلى أكثر من ٢٠ ضعفاً، وارتفع عدد المصابين والمتوفين بسبب الحوادث المرورية إلى أكثر من ثلاثة أمثال، بل إن عدد الذين توفوا بسبب الحوادث المرورية خلال هذه الفترة يتجاوز ٩٣ ألف نسمة، معظمهم من فئة الشباب، وهو ما يعادل مجموع سكان مدينة متوسطة الحجم . 

  ولبيان خطورة الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية، باستخدام بعض المؤشرات المعروفة في مجال السلامة المرورية، فمؤشر عدد المتوفين إلى عدد المصابين في الحوادث المرورية في المملكة يفوق نظيره في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا بأكثر من ١٠ أضعاف .أما بالنسبة لمؤشر عدد المتوفين لكل ١٠٠ حادث جسيم فهو يعادل تقريباً ٢٠ ضعفاً عما هو عليه في كل من أمريكا وكندا. 

  وأشار عامر بن ناصر الصالح إلى أن أصبحت الحوادث المرورية وما ينتج عنها من خسائر بشرية ومادية من أبرز المشكلات التي تعيق تطور المجتمعات، وتتضح هذه المشكلة بشكل حاد وملموس في البلدان النامية. ويتوقع بحلول عام ٢٠٢٠م أن ترتفع نسبة الوفيات بسبب الحوادث المرورية في بلدان العالم النامي إلى حوالي ٨٠ ٪مما هي عليه الآن. وتعد المملكة العربية السعودية من أكثر دول العالم معاناة من مشكلة الحوادث المرورية نظراً للاعتماد الكبير على السيارة الخاصة كوسيلة للنقل، وقلة الوعي المروري لدى الغالبية من مستخدمي الطريق، حتى أصبحت الحوادث المرورية ظاهرة تثير اهتمام المسؤولين والكثير من أفراد المجتمع، وذلك لزيادة أعداد هذه الحوادث سنة بعد أخرى . 

  فخلال ٣٠ عاماً (من عام ١٣٩٤ه إلى عام ١٤٢٣ه) زادت أعداد الحوادث المرورية في المملكة إلى أكثر من ٢٠ ضعفاً، وارتفع عدد المصابين والمتوفين بسبب الحوادث المرورية إلى أكثر من ثلاثة أمثال، بل إن عدد الذين توفوا بسبب الحوادث المرورية خلال هذه الفترة يتجاوز ٩٣ ألف نسمة، معظمهم من فئة الشباب، وهو ما يعادل مجموع سكان مدينة متوسطة الحجم 
فإستراتيجية الدول المتقدمة صناعياً تهدف إلى خفض عدد السيارات الخاصة التي تدخل إلى مراكز المدن الرئيسة، خاصة في ساعات الذروة. حيث ثبت لديهم من الواقع العملي فائدة هذا الإجراء في خفض المشاكل المرورية ورفع مستوى السلامة على الطرق .

  ولننظر لحافلات النقل في الصين من الداخل فهل نركبها نحن النساء لو توفر مثيلها؟ أظن وجود حاسب آلي ينسينا عناء الازدحام والاكتظاظ المروري وانتظار الإشارات المرورية وما إلى ذلك .
صورة







تجهيزات الحافلات في الصين وأشكالها من الداخل والخارج فهل يصعب توفيرها؟ 


  وتسعى بعض الدول، مثل الولايات المتحدة الأمريكية إلى تقليل الاعتماد على استخدام السيارات الخاصة داخل المدن الرئيسة، عن طريق أساليب مختلفة، منها تشجيع استخدام وسائل النقل العام، واستحداث قوانين لذلك، مثل فرض رسوم مرتفعة على وقوف السيارات في وسط المدن. كما انفقت الولايات المتحدة الأمريكية مليارات الدولارات على تطوير مرفق النقل العام وزيادة كفاءته. فهناك نحو ٣٠٠ حافلة نقل عام لكل مائة ألف نسمة في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى وسائل النقل العام الأخرى مثل مترو الأنفاق، بينما في المملكة نجد أن هناك نحو ١٤ حافلة نقل عام لكل مائة ألف نسمة . 

  والدراسات التي أجريت في بريطانيا على استخدام حافلات النقل الجماعي داخل المدن تشير إلى أن نسبة استخدام النساء لهذه الوسيلة تفوق نسبة الرجال. ولا يقتصر هذا الاهتمام في أوروبا على بريطانيا فحسب، بل يتعداها إلى دول أوروبية أخرى، فعلى سبيل المثال قامت إحدى بلديات المدن الألمانية بتوفير سيارات أجرة بأسعار رمزية خلال الساعات الأخيرة من الليل لنقل النساء اللاتي يعملن حتى وقت متأخر من الليل في أماكن الخدمات، مثل المستشفيات والفنادق والمطاعم، بغرض تشجيعهن على عدم استخدام سياراتهن الخاصة حتى لا يتعرضن للمضايقات والجرائم أثناء عودتهن لمنازلهن ليلاً . إذا هناك مراعاة لحاجة النساء فما بالنا نحن في المجتمعات المحافظة هل تنقصنا الرؤية والهدف في مجتمع إسلامي له رسالة وقيم وعادات وتقاليد. 

 الخاتمة: 

  إذا هناك مشكلات نقل تواجه المرأة في المجتمع السعودي لها من آثار اجتماعية واقتصادية على قطاع العاملات وعلى المجتمع ككل فمن الدراسات عامة في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها نلمس سمات وأنماط لنقل النساء من أهمها: 

• قصر رحلة نقل النساء عن الرجال  .

• نسبة امتلاك النساء للسيارة يقل عن الرجل .

• تقل نسبة النساء اللواتي لديهن رخصة قيادة للسيارة عن الرجال  .

• تقل أعداد النساء العاملات عن الرجال في كل مكان  .

• يزداد انتقال النساء في استخدام النقل العام بأنواعه المختلفة عن الرجال  .

• يرتبط انتقال النساء عادة بمسؤوليات عائلية عن الرجال  .

• يتفاوت نقل النساء تبعا لخصائصهن الاجتماعية من حيث العمر والحالة الزواجية والدخل  .

• النساء الوافدات للعمل في أي مجتمع تختلف وسائط نقلهن عن المواطنين  .

  وبالطبع فإن طرح هذه المعوقات التي تواجه النساء تدفعنا استخلاص توصيات ومقترحات عملية قد تسهم إلى حد في الوقوف على العلاقة بين المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وتسهم في حل المشكلات حتى تتوفر وسائل نقل عامة خلال السنوات القادمة أهمها: 

• مع عدم السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة ، وتخوف بعضهن من أن يستقلوا سيارات أجرة بمفردهن خوفا من تعرضهن للتحرش، أو أي مضايقات ولغلاء تكلفة النقل فيها ، بدأت في الآونة الأخيرة تعلو أًصوات نسائية تطالب إما بالسماح للمرأة بالقيادة أو توفير مواصلات نقل جماعي عامة خاصة بالسيدات فقط. 

• توائم وسيلة النقل الجماعي المنظمة والنظيفة والمرتبة والمريحة المجتمع لخدمة بعض فئات من النساء ، فهن سيشعرن بأنهن سيكن أكثر أمانا من أن تركب بمفردها مع سائق سيارة أجرة أو في ظل ظروف اقتصادية لا تسمح بشراء سيارة واستقدام سائق وافد. 

مقترحات وتوصيات الدراسة: 

من واقع الوضع الراهن لنقل النساء نتبين أن علينا الوقوف وتلمس حاجة النساء للنقل العام الجماعي ، فهن مهشمات في الرؤية المرسومة في إستراتيجية النقل الوطنية. إني لا أتكلم كوني من النساء فهو ليس رأي بنظرة ذات رؤية شخصية لكنها تنبئ عن واقع الحال المعوق والمتأزم في مجتمعنا السعودي.

   إن من أساسيات النقل الجماعي أن تكون هناك منظومة نقل حضري شاملة تدرج فيها فئات النساء كونهن يمثلن نصف المجتمع ،وفي ضوء الإمكانيات الحالية التي نطوعها للاستجابة لطلب وحاجة النساء علينا عمل التالي استنادا على مقترحات دراسة (زعزوع،١٤١٧) من خلال استطلاع آراء العاملات في القطاع التعليمي في مدينة جدة والتي كانت كالآتي: 

• يرى ٤,٢٩ % من العاملات ان توفر سيارة خاصة وسائق خاص لدى أسرة العاملة هو أفضل الحلول لنقل العاملات في رحلتهن للعمل في ظل عدم وجود نقل جماعي ولارتفاع تكلفة أجور سيارات الأجرة. 

• تقترح نسبة ٩٥,٢٧ % منهن استخدام وسيلة النقل المشتركة سواء أكان هذا الاشتراك بحافلات النقل الصغيرة الخاصة بمواصفات حددت بالتالي: 

- أن تكون الحافلات ذات سعة محددة في العدد حتى لا يحصل جهد من جراء التوقفات المتعددة. 

- أن يكون لكل حي وسائل نقله المشتركة الخاصة به. 

- يمكن لوسيلة النقل المشتركة الخاصة بكل حي أن تمتد إلي الأحياء المجاورة فقط إذا كان لديها فائض سعة (طاقة إركاب زائدة). 

- تعمل العاملات في كل مدرسة على شراء وسيلة نقل خاصة وتأمين سائق لها وتحمل تكلفتها . 

- تقترح العاملات أن تقوم جهة العمل بتوفير وسيلة نقل خاصة بها وتتكفل بانتقال المنسوبات لها. 

• يقترحن العاملات أن يكون للعاملة حرية اختيار موقع عملها ، وان يتم تعينهن على مقربة من مواقع سكناهن ، أو قرب مواقع عمل أزواجهن وأقربائهن .

• أما عاملات القطاع الأهلي الخاص وقطاع محو الأمية فيقترحن صرف بدل نقل أسوة بعاملات القطاع الحكومي نظراً لانخفاض دخلهن الشهري للتخفيف من المعوقات في نقلهن .

• تسهيل إجراءات الحصول على سائق خاص لهن من قبل مكاتب الاستقدام الأهلية الخاصة في مدينة جدة ، في حالة تعذر حصولهن على تأشيرة عمل للسائق من مكاتب العمل. 

• وتأمل بعض العاملات في أن يكون بدء دوام المدارس قبل الدوام الرسمي للدولة حتى يتمكن أولياء الأمور من إيصال الأبناء إلي المدارس ، ومن ثم توصيل العاملة إلي موقع عملها. 

• وهنا تأتي أهمية توزيع أنماط النقل بين عناصر المنظومة الحضرية، وليس تراكمها في نقل خاص بالسيارات ، فالهدف يتطلب تنويع استعمال وسائل النقل على المسطح الحضري. •

 إعادة تنظيم و تفعيل منظومة النقل الحضري وفق شرائح المجتمع دون استثناء. 

• تنظيم عملية استخدام وسائل النقل الجماعي، بما يتناسب مع زيادة الطلب أو فيما يتعلق بالمنشآت التحتية، ويمكن استثمار مراكز الأحياء في تنظيم حافلات تفي بالغرض وفقا لكل حي حتى نتغلب على معوق المسافات والتوقفات بالتردد من خلال التركيز على أماكن سكن العاملات في الحي ذاته بإشراف سكان الحي. 

• لا يمكن تجاهل مشكلة بطء الشروع في التفكير في إنجاز مترو الأنفاق على سبيل المثال • الكثير من المشاريع التي اعتبرت ذات أولوية منذ أواخر الثمانينات، لا يزال بعضها إلى يومنا هذا في طريق الإنجاز لاستكمال منظومة النقل .

• تنظيم منح رخص الاستثمار سيارات الأجرة، فهذه الأخير من المفترض أن يكون دورها مكملاً لوسائل النقل الجماعي وليس بديلاً عنه. وان يتم تخصيص الشركات وفقا للأحياء السكنية بدلا من ركوب النساء مع سيارات تقطع شوارع المدينة دون معرفة أو طلب لها عند الحاجة .

• تتمثل التحديات الأساسية في تطوير النقل الجماعي والتحكم في النقل الفردي وسيارات الأجرة، وفي تنسيق وضبط الارتباط بين التنمية المستدامة من جهة والنقل من جهة أخرى وتحقيق الرفاة للسكان. 

  توصي الباحثة بالأخذ في الاعتبار مايلي : 

• علينا التعرف وتلمس مشكلات نقل النساء فهن نصف المجتمع في المجتمع السعودي بخصوصيته، وفقاً لعاداته وتقاليده، وما تمليه علينا شريعتنا الإسلامية السمحة، ولكن يؤخذ في الاعتبار أن لا تتضرر النساء من النقل في حياتهم المعيشية. 

• رسم إستراتيجية جديدة لشبكة النقل شاملة لكافة شرائح المجتمع وبخاصة النساء وهن نصف المجتمع بناءاً على ما ورد في الإستراتيجية الوطنية للنقل في المملكة العربية السعودية بالعمل على: 

o توفير قطاع نقل متكامل يشمل جميع الأنماط لمواكبة احتياجات المملكة المستقبلية .
o ويتميز بالسلامة والفعالية والكفاءة والتطور التقني .

o كما يضمن توفير بيئة صحية وآمنه لأفراد المجتمع" .

• بعد أن أصبحت بعض شوارع مدننا لا تفي بمتطلبات الحركة المرورية الحالية ، لذا لا بد من استيعاب زيادة عدد السكان وارتفاع عدد السيارات ، بالبدء في دراسة مشروع قطارات الأنفاق أيضاً في مدننا المليونية. 

• دراسة الاحتياج الفعلي والنمو السريع لكفاءة شبكة النقل الإنتاجية في المدن، من حيث نوع ومستوى الخدمة وحجمها وتكلفتها ومسافة المنقول ونوعه وطبيعته واتجاهاته ومدى انتظامه ، فالنقل يرتبط ارتباطا وثيقاً بكيفية بناء المجتمع وخصائصه الاجتماعية والاقتصادية ، خاصة مع تزايد السكان ونموها وارتفاع الطلب على النقل. 

• تنسيق وتخطيط الجهود عند رسم إستراتيجية النقل الوطنية بحيث يكون للنساء تمثيل لمعرفتهن بمشكلاتهن التي يعانين منها في حياتهن اليومية. 

• البدء في التفكير الجدي والعملي المستقطب لفكرة مشروع لنقل الطلبة والطالبات والعاملات والنساء عامة على أن تكون وسيلة النقل سريعة ورخيصة وآمنة وجيدة . 

• منظومة النقل كل ٌ لا يتجزأ من النظام الحضري على وزارة النقل العمل على تخفيف معاناة النساء . 

• تطوير البنية التحتية المتعلقة بالطرق، والجسور والمنافذ، ،ومحطات النقل بالحافلة وبالقطار، وزيادة وتحديث نظام إشارات المرور لتجنب حوادث السير، والإسراع في إنجاز المشاريع المبرمجة منذ سنوات عديدة كالمترو وتحديث خطوط السكة الحديدية وغيرها من المشاريع. 

• إيلاء أهمية أكبر للنقل الجماعي (مترو، قطار، حافلة) وتطويره ورفع طاقة المتوفر منه، للحد من استخدام النقل الفردي الذي يشغل مجالا أكبر وطاقة أقل، كما هو الحال في العديد من المدن الكبرى بالبلدان المتطورة. 

• تطور وسائل المواصلات والاتصالات وتوفير وسائط النقل الجماعي احد مؤشرات السلوك الحضاري . فأن العديد من دول العالم وضعت هذا المؤشر المهم في أولوياتها واتخذت العديد من الإجراءات العملية والعلمية في تحقيق هذا الهدف وشركات النقل العام المصنعة تطورت وظهرت العديد من الأشكال والمستلزمات والاختراعات والابتكارات التي تصب في خدمة الجذب والتطوير في بعض حافلات النقل الجماعي في الصين تتوفر حافلات مزودة بحاسب آلي لكل مقعد يستخدمها الراكب مجانا .

• وإذا ما ألقينا نظرة على ابسط وسائط النقل وهي حافلات النقل الجماعي المكيفة والمتوفرة فيها كل وسائل الراحة للركاب في عدد من الدول الصين وبالتحديد في بداية الخمسينيات من القرن الماضي نراها تقدم خدماتها للمواطنين في تلك الدول للتنقل بين المدن الرئيسة والمناطق النائية وقد الصبح هذا التنقل بمثابة سفرات سياحية يومية. 

قائمة المراجع العربية 

• بدوي أحمد زكي, (١٩٧٨) معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية ، دار المنشورات ، بيروت. 

• الرقيبة، عبداالله وآخرون، (١٤٢٣هـ)، " الحافلات الأهلية: الواقع والمشكلات، دراسة حالة مدينة الرياض " ، الندوة السابعة لأقسام الجغرافيا بجامعات المملكة العربية السعودية، ١٢-١٤ محرم عام ١٤٢٣هـ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض. 

• زعزوع، ليلى بنت صالح (١٤١٩هـ) بحث منشور في سجل ندوة وزارة المواصلات الأولى بالرياض عن: النقل العام بالحافلات وخدمة المجتمع المنعقد ة في ٢٥-٢٧/٧/١٤١٩ عن ( نقل النساء بالحافلات الخاصة في جدة ،دراسة تطبيقية في جغرافية النقل الاجتماعي على طالبات جامعة الملك عبد العزيز ). 

• زعزوع، ليلى بنت صالح (٢٠٠٤م) رحلة المرأة اليومية للعمل في جدة دراسة تطبيقية على النساء العاملات في قطاع التعليم في جدة ، دار العربية للعلوم ، بيروت. 

• العنزي، مصبح، (١٩٩٨م)" مرئيات حول النقل العام بالحافلات في مدينة الرياض " سجل أوراق ندوة النقل العام بالحـافلات و خدمـة المجتمـع، الرياض: مطابع وزارة المواصلات. 

• الغيداني، شيخة مانع (١٤٢٨) خصائص النقل الجماعي بالحافلات الخاصة في مدينة جدة: دراسة تطبيقية في الجغرافيا الاجتماعية على طالبات جامعة الملك عبد العزيز"رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى قسم الجغرافيـة بكلية الآداب جامعة الملك عبد العزيز بجدة .

• وزارة التخطيط، خطـة التنميـة الرابعـة: ١٤٠٥ – ١٤١٠ ،١٩٨٥– ١٩٩٠ ،الرياض. 

• وزارة الشؤون البلدية والقروية، (١٣٩٩هـ) جدة المخططات التنفيذية ، الجزء الثاني، مسح النقل والمواصلات ــ الأوضاع الراهنـة للمنطقـة العمرانية الكبرى. 

• وزارة النقل، ( ١٤٢٥هـ )، الإدارة العامة للطرق والنقل بمنطقـة مكـة المكرمة، تقرير غير منشور، عن عدد المؤسسات المرخص لها بمزاولة نشاط النقل المدرسي بمدينة جدة وعدد الحافلات المسجلة. 

• وزارة المواصلات (١٤٠٧ ،(دراسة الجدوى لتحديد مـدى الحاجـة إلـي استخدام وسائل النقل ذات السعة العالية ، جدة ، التقرير النهائي الرياض 

مواقع على الشبكة العنكبوتية: 








المراجع غير العربية : 

- Clark, A.N., (1985) Longman Dictionary Of Geography Human & Physical, Longman. 

- Getis, A., (1969) Residential Location & The Journey To Work Proceedings of The Assoc. of Amer. Geographers: 55-59. 

- Herbert, D., (1972) Urban Geography, A Social Perspective Problems In Modern Geography, David & Charles. 

- Jones, E. & Eyles, J., (1977) An Introduction To Social Geography, Oxford University Press. 

- Johnston, R.J., (1981) edited, The Dictionary Of Human Geography, Blackwell, Oxford. 

- Muller, P.O., (1976) Social Transportation Geography, Progress In Geography, Vol. 8: 208-231. 

- Pduffy, F. & Pringle, D., (1980) Social & Economic Geography, Folens. 

- Robinson, H. & Bamford, C.G., (1978) Geography Of Transport, Macdonald & Evans. 

- Wheeler, J., (1973) Occupational Status & Work Trip: A Minimum Distance Approach, Social Forces, Vol. 45: 508- 515. 


النص الكامل : 

حمله من      هنا




للقراءة والتحميل اضغط 



هنا أو هنا أو هنا أو هنا


 









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا