إقليم الإحساء دراسة في أوضاعه الداخلية
1871 ـ 1913م
م.م.حسين مخيف عبد الحسين الشريفي
مجلة مركز بابل للدراسات الانسانية - جامعة بابل - المجلد 1 - العدد 1 - حزيران 2011 - ص ص 123 - 138 :
Journal Of Babylon Center for Humanities Studies ISSN: 2272895 23130059 Year: 2011 Volume: 1 Issue: 1 Pages: 123-138 Publisher: Babylon University
2011
المقدمة :
الإحساء هي المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وهي جمع حسي وهو الأرض المغطاة بطبقة رملية تختزن مياه الأمطار بحيث يمكن الحصول عليها نقية عذبة ولكثرة الأحسية في هذا الموقع عرفت المنطقة بالإحساء , يمتد تاريخها إلى عصور موغلة بالقدم لتشكل جزءا هاما من أرض الجزيرة العربية ومركزا تجاريا وسوقا نشطا للقوافل التجارية الواردة من الشام والحجاز والعراق والهند إليها , تعاقبت على هذه المنطقة ومنذ القدم دول وأقوام شتى إذ شكلّ الفينيقيون الدفعات الأولى من تلك الهجرات وجاء بعدهم الجرهائيون (فرع من الكلدانيين) وانضّمت بعد ذلك إلى الدولة العربية الإسلامية أبان الفتح الإسلامي ثم تتابع على حكمها العيونيون وال مغامس وخضعت المنطقة لاحقا للاحتلال البرتغالي الذي تم طرده على يد العثمانيين سنة 1551م.
جاء اختيارنا لهذه الدراسة على ضوء ماتمتعت به الإحساء من أهمية جغرافية وتاريخية وصراعات داخلية ألقت بضلالها على مجمل الأوضاع في المنطقة التي تبوأت فيها موقعا هاما بعد إن أصبحت قاعدة للانطلاق صوب مناطق ساحل الخليج العربي وكان للتقاتل بين الأخوين عبد الله وسعود أبناء فيصل بن تركي آل سعود على الزعامة والنفوذ اثر كبير في ضياع الإحساء ردحا من الزمن بيد العثمانيين الذي استمر احتلالهم لها حتى سنة 1913م وهو العام الذي تمكن فيه عبد العزيز آل سعود من إنهاء الوجود العثماني ليصبح واليا على نجد والإحساء سنة 1914م .
اقتضت طبيعة البحث تقسيمه إلى عدة فقرات كانت بدايتها التعرض إلى خلفية الإحساء الجغرافية والتاريخية ومن ثم عرجنا إلى دراسة أوضاعه الداخلية حتى عام 1871م وتطورات الأوضاع الداخلية حتى العام 1913م .
Abstract
Ahsa is the eastern region of Saudi Arabia, a collection of sensory an earth-coated sand store rainwater so that it can be obtained pure fresh and frequent Alahsah this site known region Ahsa, extending back to the times of some degree foot to form an important part of the land of the Arabian Peninsula and commercial center and market active trading caravans from Syria, Hijaz, Iraq and India to, successive this region since ancient states and folks various as the form of the Phoenicians first installments of these migrations was followed Jerhaúaon (a branch of the Chaldeans) and has since joined the Arab Islamic state after Islamic conquest and then relay the verdict Alaaonion and the franchiser and subsequently underwent the region of the occupation of the Portuguese, who was expelled by the Ottomans Year 1551. The choice for this study of Ahsa based on the importance of geographical, historical and internal conflicts dropped بضلالها on the overall situation in the region, which has assumed the important position after that it became a base for launching towards areas Arabian Gulf Coast and had been fighting between the brothers Abdullah and Saud sons Faisal bin Turki Al Saud leadership and influence a significant impact in the loss of Ahsa a certain length of time, however, the Ottomans, who continued their occupation until 1913, a year in which enables Abdul Aziz Al Saud of ending the Ottoman presence to become the ruler of Najd and Ahsa 1914.
الخلفية الجغرافية والتاريخية للإحساء:
تعتبر الاحساء من المناطق المهمة من ألمملكة العربية السعودية تقع في الركن الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة العربية بين دائرتي عرض 17ـ26 وخطي طول 48ـ55 بمساحة تقدر ب(530) ألف كم2 يحدها من الشمال الكويت ومن الجنوب قطر وصحراء جافورة ومن الشرق الخليج العربي ومن جهة الغرب صحراء السمان و كانت تشكل الجزء الأكبر من اقليم ممتد على الشاطيء الغربي للخليج العربي من ألبصره في الشمال إلى عمان في الجنوب وكان يطلق عليها اسم ( البحرين ) لمده طويلة من الزمن في بداية الفتح الإسلامي(1) وأطلق على أجزاء مختلفة منها أسماء عدة هي (العدان , هجر , الخط ,البحرين, حجان, احساء بني سعد, الحسا)وحوالي سنة 929م أطلق اسم (الحسا)على اكبر مدينة فيها ثم عمت لتشمل الإقليم بأسره(2) ومنطقة الإحساء مشهورة بمياهها الوفيرة وينابيعها العديدة التي تقدر بأكثر من ستين ينبوعا (3) ولقد كان هذا الإقليم منذ فترات موغلة في القدم يشكل جزءا هاما من ارض الجزيرة العربية وذلك لخصب أراضيه وكونه ملتقى للطرق التجارية التي كانت تربط الجزيرة العربية ببلاد فارس والهند وبلدان شرق أفريقيا وكانت موانؤها كالقطيف والعقير من أهم موانئ شرق الجز يرة العربية.
تمتاز ارض الإقليم بأن القسم الأكبر منها سهل صحراوي ويوجد الكثير من التلال غير المتصلة بعضها البعض كانت تستخدم كحدود للمناطق و فيها العديد من الوديان أهمها وادي (فروق) في الجنوب الغربي وفيها جبل ألطف ممتدة إلى الجنوب والأقسام ألصحراوية فيها آهلة بالبدو أما أغنى بقاع المنطقة هي واحتا الإحساء والقطيف إذ تكثر فيها المياه من آبار وعيون ونهيرات صغيرة(4) .
يمتاز مناخ الإحساء بزيادة الحرارة فيه في فصل الصيف فتصل إلى 40 درجة مئوية وتهبط درجات الحرارة في فصل الشتاء ويزداد البرد خاصة في شهري شباط وآذار, تتصف بتعدد ثرواتها ألنباتية والحيوانية ويعد التمر من المحاصيل ألرئيسة وتزرع أيضا الحنطة والشعير وأنواع كثيرة من الفواكه أما ثرواتها الحيوانية فتتكون من الخيول العربية وفيها أنواع من الحمير والبقر وفيها الإبل والأغنام ومن اشهر ثرواتها الطبيعية اللؤلؤ الذي حقق تجارة رابحة خاصة إن تجار الإقليم يقومون بتبادله مع البضائع الأجنبية الأخر (5) فكانت عائداته تقدر بأربعة ملايين وستمائة ألف روبية (6)وفي الفترات اللاحقة أصبح النفط هو الثروة القومية الأولى فيه فأ صبحت من أغنى بقاع العالم بالبترول مماّ دعى بعض الباحثين إلى تسميتها( بساحل الذهب الأسود )(7)
يمتاز سكان الإحساء القدامى بأنهم خليط من قبائل عربية متعددة ترجع أصولها إلى ( بني عبد القيس ,بكر بن وائل , وتميم ) وقد دخلوا في الإسلام على يد العلاء بن عبد الله الحضرمي الذي أرسله الرسول (ص)إلى الإحساء فأسلم على يديه بعض سكانها وصالحه الباقون على دفع الجزية (8) أما اليوم فتسكنها قبائل عربية عديدة منها ( ألعجمان, آل مرهّ, ألعوازم,ألرشايده , بنو هاجر , وبنو خالد ) (9) .
تعد مدينة الهفوف (الإحساء) من اشهر مدن الإقليم تأسست على عهد القرامطة ومنها بدأت انطلاقتهم نحو العراق والحجاز وبلاد الشام ومصر ومن مدن الإقليم المشهورة( القطيف) التي تقع شمالي شرق الإحساء ومن مدنها الأخر ( العقير ,الجبيل,سيهان,الحبش,الفضول) اماّمدنها الحديثة هي ( الدمام, الظهران,الخبر,رأس تنوره,)(10) .
استقرت قديما في الإحساء الأقوام الفينيقية (احد فروع الكنعانيين) وانتقلوا منها إلى ساحل البحر المتوسط واستقروا في لبنان وفلسطين (11) وعلى أثر هجرتهم استقر مكانهم (الجرهائيون)وهم فرع من الأقوام الكلدانيه (12) , وعندما ظهرت الدعوة الإسلامية أرسل الرسول (ص) العلاء بن عبد الله الحضرمي لفتح الإقليم وظلت تتبع لمقر الخلافة الإسلامية في الحجاز أو في الشام أو في بغداد ,وفي زمن الخليفة العباسي المعتضد خضعت الإحساء إلى رجل يدعى أبو سعيد الجنابي الذي هدد الدولة العباسية آنذاك فزحف على البصرة سنة 923م واحتلها ونهبها ثم عاد للإقليم ,وفي سنة 929م بنيت مدينة بجانب مدينة الهجر سميت الإحساء خربها فيما بعد القرامطة وبنوا مدينة جديدة على أنقاضها وصارت قاعدة لهم (13) ثم تتابع على حكم الإحساء العديد من الأقوام والأسر منهم( العيونيون, آل زامل الجبري , آل مغامس ) ثمّ خضعت للاستعمار البرتغالي فاحتلوها حوالي سنة 1551م وتعرضت بعد ذلك للاحتلال العثماني إذ ارتبطت الإحساء منذ ذلك الوقت مع القطيف بتاريخ سياسي واحد وانفصلت عنهما جزيرة(أوال)التي استقلت باسم البحرين (14) , ولم يدم حكم العثمانيين في الإحساء طويلا إذ ثارت عليهم قبيلة بني خالد بقيادة زعيمها براك بن غرير الذي استطاع من طرد العثمانيين من بلاده ونصب نفسه ملكا على الإحساء والقطيف سنة 1670م وتمكن أبناؤه وأحفاده من بعده أن يؤسسوا دولة قوية في هذا البقاع إلى أن ظهرت الدعوة السلفية الوهابية على يد محمد بن عبد الوهاب في نجد فثار نزاع بين آل سعود حماة تلك الدعوة وزعماء بني خالد وانتهى ذلك النزاع بتغلب آل سعود فاخضعوا الإحساء لحكمهم حوالي سنة 1793م(15) ,وبعد ذلك استطاع آل سعود من أعادت البحرين إلى الإحساء وكونوا من هذا الإقليم وحدة سياسية تابعه لهم فجعلوها ولاية شبه مستقلة ووضعوا عليها عاملا من قبلهم هو عبد الله بن عفيصان واتخذ هذا من البحرين مقرا لإدارته ومن قاعدتهم في الإحساء بدأوا التطلع للتوسع في بلدان الخليج العربي شمالا وجنوبا(16).
فبات الخطر الوهابي يهدد أقاليم الدولة العثمانية المجاورة كالعراق والحجاز والشام لذلك جاءت الأوامر من استنبول إلى والي مصر محمد علي باشا بتسيير حملة للقضاء على عرش آل سعود فتمكن ابنه إبراهيم باشا من احتلال الدرعية عاصمة الوهابيين سنة 1818م ثم توجه إلى الإحساء فاحتلها ولم يدم ذلك طويلا إذ انسحبت تلك القوات سنة 1819م بفعل الضغوطات البريطانية(17).
بعد ذلك تلت فترة حكم الإحساء استقرارا محليا على يد بني خالد ولكنهم ما لبثوا أن هزموا مرة أخرى على يد الوهابيين,وشهدت سنة 1871م عودة القوات العثمانية واحتلالها الإقليم وبقيت تحت حكمهم حتى سنة 1913م(18) .
الأوضاع الداخلية بالإحساء وتطوراتها حتى عام1871م :
خلف انسحاب القوات العثمانية من نجد والإحساء سنة 1840م ورائها خالد بن سعود أميرا للبلاد الذي زحف نحو الإحساء سنة 1841م وأصبحت تحت نفوذه بالرغم من المعارضة البريطانية آنذاك (19) ولكن أطيح به في نفس العام من قبل عبد الله بن ثنيان الذي اتهمه بالتبعية لوالي مصر محمد علي باشا وهرب إلى الإحساء محاولا اتخاذها مقرا لمقاومته(20) وأسرع الثنيان لاحتلال سواحل الإحساء وعين واليا من قبله عليها وتطلع للتوسع في بلدان الخليج العربي ولكن حكمه واجه صعوبات لأن السكان بدأوا يتذمرون من الأعمال التي يرتكبها ضدهم (21) وأسدل الستار عن سياسته التوسعية بعودة فيصل بن تركي آل سعود من منفاه في مصر وتسلم الحكم أوائل سنة 1843م, فعمل فيصل لاستقطاب أتباعه في نجد وتمكن من السيطرة عليها وكان هدفه المرحلي احتلال الإحساء لأنها قاعدة للتوسع في بلدان ساحل الخليج العربية إضافة لمكانتها الاقتصادية وخيراتها العميمة ,ولكي يتمكن من أداء دوره بشكل أفضل في حكم نجد والإحساء أبقى على اتصاله الودي مع الدولة العثمانية مؤكدا تبعيته للسلطان العثماني (22) .
كان فيصل يدرك تماما إن استتباب الأمن في الإحساء هي من الاولويات لكي يبدأ محاولاته للتوسع في ساحل الخليج العربي ,ففي أوائل سنة 1844م بدأ بإعداد قواته لإخضاع عشائر الإقليم وإجبارهم للامتثال لسلطة القانون فاتجهت قواته لإخضاع مدينة القطيف والهفوف وحصن الدمام وقام بتعيين واليا قديرا على الإقليم (23) ,ونعمت الإحساء والمناطق المحيطة بها بالسلام تحت حكم فيصل حتى سنة 1865م إذ شهد هذا العام وفاته بعد عهد طويل كرسه لبناء الدولة السعودية فكانت الإحساء أهم أقاليم دولته فمنها قارع القبائل المتمردة ومن موانئها انطلق يوسع رقعة نفوذه في عمان والبحرين , لذا نرى تعرض موانئ الإحساء بعد وفاته إلى قصف مدفعي بريطاني احتجاجا على سياسة فيصل التوسعية التي كان قد انتهجها في المنطقة (24).
خلف فيصل بعد وفاته أربعة أبناء هم (عبد الله ,سعود,محمد,عبد الرحمن) إذ كان عبد الله اكبر أبنائه وأقربهم إلى والده وكان يعتمد عليه في تصريف شؤون الدولة وقيادة جيوشها وتدعيم سلطتها وإقرار الأمن ولما أحس فيصل بضعفه في حزيران سنة 1865م قام بتعيين ابنه عبد الله وريثا للعرش بشكل رسمي (25)وأدرك عبد الله منذ الوهلة الأولى لاستلامه العرش أن عليه استرضاء بريطانيا فأعلن رغبته في صداقتها واحترام مصالحها في المنطقة(26) .
شهدت مدة حكم عبد الله حربا أهلية طويلة مع أخيه سعود الذي طلب في باديء الأمر من أخيه إقطاعه إحدى المقاطعات لأدارتها فجوبه بالرفض فحدثت بذلك جفوة بين الأخوين وراح سعود يتحين الفرص للظفر بأخيه وبدأ بإعداد قواته لإخضاع نجد ولما علم عبد الله بذلك سارع بتشكيل قوه بقيادة أخيه محمد لملاقاة سعود وجرت معركة جنوب نجد كانت الهزيمة فيها لجيش سعود الذي فر هاربا إلى بادية الإحساء لتجميع حلفائه(27) ,وفي سنة 1867م كانت قبيلة العجمان قد أعلنت تمردها ووقفت بجانب سعود في صراعه مع أخيه عبد الله الذي قام بأعداد حملة وقبض فيها على زعمائهم وألقى بهم في السجون وقام بتعيين والي جديد على الإحساء(28), وراح سعود يبحث عن شركاء جدد فحصل على مساعدة شيخ البحرين الذي شجعه للعمل ضد أخيه مما أعطاه زخما اضافيا فاتصل بقبائل الإحساء من العجمان وال مرّه وبني خالد وغيرهم وتابع استعداداته من البحرين لاحتلال الإحساء (29) وتم له ذلك فوصل لها برا بعد زحفه نحو مدينة الهفوف عاصمة الإقليم فاستولى عليها وأصبح بذلك سعود سيدا للجزء الشرقي من الجزيرة العربية (30) .
وبعد استقرار سعود وفي سنة 1871م زحف من الإحساء قاصدا احتلال الرياض فجوبه بقوات أخيه عبد الله محاولا منعه من احتلال الرياض أوالتقدم باتجاه نجد , لذاك سارع عبد الله بإرسال مبعوث إلى والي بغداد مدحت باشا عارضا عليه مساعدته ويعلن تبعيته للباب العالي وعلى الرغم من ذلك تمكنت قوات سعود من احتلال الرياض بعد هروب قوات أخيه منها (31) وبعد استقراره فيها راح يكاتب رؤساء البلاد في نجد وباقي المناطق لتقديم الولاء له فوفد منهم الكثير لمبايعته فأصبح بذلك سيد نجد والإحساء , وبنفس الوقت تحركت القوات العثمانية إلى نجد لإعادة عبد الله للحكم فاحتلت القطيف والإحساء والهفوف دون مقاومة تذكر(32) وبذلك كانت النتيجة الأولى للحرب الأهلية بين الأخوين هي ضياع الإحساء من آل سعود فبقيت تحت سيطرة العثمانيين حتى سنة 1913م (33).
الاحتلال العثماني للإحساء وتطورات أوضاعه الداخلية حتى عام 1913م :
ترجع علاقة العثمانيين بالإحساء إلى عهد السلطان سليمان القانوني الذي كان قد أرسل إلى الخليج العربي حملة بحرية بقيادة محمد باشا فروخ الذي استطاع انتزاع الخليج العربي من أيدي البرتغاليين فاحتلت قواته القطيف سنة 1550م ثم زحفت بعد ذلك إلى منطقة الهفوف عاصمة الإحساء فاحتلتها وعين حاكما عليها (34), وتوالى على حكم الإحساء عدد من الحكام الأتراك كان اخرهم عمر باشا الذي أطاحت به ثورة محلية قادها براك بن غرير زعيم بني خالد سنة 1670م فأسس أسرة حكمت البلاد حتى سنة1795م (35) بعد ذلك تمكن الوهابيون وعلى اثر النجاح في تثبيت أنفسهم بقوة في نجد وإخضاع قبائلها لسلطانهم حوالي سنة 1780م وجهوا أنظارهم نحو الشرق إلى منطقة الإحساء الغنية وتمكنوا بعد سلسلة من الغارات استغرقت المدة مابين 1780ـ 1795من القضاء على سلطان بني خالد وتوطيد سلطتهم فيها ضمن دولتهم الأولى(36) .
وكرر العثمانيين محاولاتهم لاسترجاعها مرات عديدة حتى تهيأت لهم ألفرصه سنة 1818م بواسطة عاملهم والي مصر محمد علي باشا الذي احتل عاصمة آل سعود ألدرعيه وتمكن ابنه إبراهيم باشا من احتلال الإحساء الذي لم يدم طويلا إذ انسحبت قواته منها سنة 1819م(37),وشهد الإقليم بعد ذلك صرا عات محليه حتى سنة 1838م الذي شهد توجه قوات مصريه لاحتلال الإحساء بقيادة خورشيد باشا ونتيجة لضغوطات الوالي العثماني وبريطانيا أثرت قواته إلى الانسحاب سنة 1840م (38) .
وعاشت المنطقة بعد ذلك تجاذبات دولية كبيرة تولدّت من أطماع دول عديدة لاحتلالها وخاصة بريطانيا , فشهدت صراعات داخلية للظفر بها فنشب صراع على السلطة بين عبد الله بن فيصل وأخيه سعود في نجد فشكل ذلك فرصة سانحة لوالي بغداد مدحت باشا لتحقيق أهدافه باحتلال المنطقة وخاصة بعد احتلالها من قبل سعود بن فيصل الذي أقصى أخيه عبد الله عن العرش فراح الأخير يستنجد بوالي بغداد مدحت باشا( 1869ـ 1872) وأرسل رسالة بهذا الخصوص إلى إسماعيل باشا خديوي مصر يدعوه فيها بالتوسط لدى الباب العالي لكي يساعده في إعادته للحكم(39), و كان مدحت باشا يولي اهتماما خاصا لتعزيز وجود الدولة العثمانية في شرق شبه الجزيرة العربية وسواحلها المطلة على الخليج العربي(40)وأعلن بصراحة أن السيادة العثمانية أصبحت ممتدة لتشمل نجد , وأن حملة ستزحف لتثبيت عبد الله بن فيصل كقائمقام عثماني , وأكد أن الهدف من الحملة ليس الاستيلاء على نجد بل لتوثيق الروابط القائمة بينهما وبين الدولة العثمانية وكبح جماح سعود بن فيصل وإنهاء أعماله العدوانية (41) لذلك استجاب على الفور لطلب عبد الله وبدأ بإرسال حملة عسكرية إلى الإحساء ونجد كان هدفها الظاهري إعادت عبد الله إلى الحكم بوصفه حاكما شرعيا معينا من قبلها كقائمقام لنجد وتوابعها فتحركت قوات عسكرية عثمانية قوامها خمسة أفواج من الفيلق السادس العثماني بقيادة نافذ باشا الذي زحف معززا بقوات شيخ عشائر المنتفق ونقيب أشراف البصرة كما التحق بالحملة شيخ الكويت عبد الله الصباح الذي رافق الحملة بحرا وقاد أخوه الشيخ مبارك قوات كويتية برية (42) وشارك في الحملة أيضا أعداد من مجندي القبائل العراقية, وهكذا نرى أن العثمانيين اصطحبوا معهم عددا من فرسان وجنود العرب الذين خبروا المنطقة جيدا وعلموا مجاهلها(43)فبدأت القوات تزحف نحو القطيف لكي تلتقي مع الجيش الزاحف برا ووصلت إلى القطيف منتصف سنة 1871م ,وبعد معارك عنيفة تمكنت القوات العثمانية من احتلال المدينة وأعلن قائد الحملة إن نجد وملحقاتها جزءا من الإمبراطورية العثمانية وان سبب هذه الحملة هو تمرد سعود على أخيه عبد الله المعيّن قائمقاما عثمانيا للبلاد وأن هدف ألحمله إعادته للسلطة (44)وتقدمت الحملة بعد ذلك باتجاه مدينة الدمام فاحتلتها ووضعت فيها حامية عثمانية ,وبدأت القوات تزحف نحو عاصمة الإقليم وبعد الوصول لمشارفها راح القائد العثماني يوجه لأهالي ألمدينه اعلانا طالبا منهم الاستسلام وعدم المقاومة وقطع على نفسه عهد الله ألا يمس احد منهم بأذى فأعلن القسم الأكبر من سكان ألمدينة وهم من بني خالد انضمامهم للسلطات العثمانية يحدوهم الأمل لعودة إدارة الإقليم إليهم فدخلت القوات العثمانية الهفوف عاصمة اقليم الاحساءبدون مقاومة تذكر(45) .
وبعد احتلال العثمانيين الإحساء بدأوا يراوغون في تسليمها إلى عبدا لله بن فيصل مما اضطره إلى الهروب خوفا على حياته لأنه أدرك أن العثمانيين كانوا يريدون الاحتفاظ بالإحساء تحت سلطتهم المباشرة ,وهكذا كانت النتيجة الأولى للحرب الأهلية السعودية بين الأخوين هي ضياع الإحساء من آل سعود فبقيت تحت سيطرة العثمانيين حتى سنة 1913م (46).
بعد إكمال احتلال الإحساء راح مدحت باشا بعدئذ يضع تشكيلا إداريا للإقليم أصبحت بموجبه الإحساء متصرفيه يطلق عليها اسم لواء نجد وجعلها تابعه لولاية بغداد وعين قائد حملته الفريق محمد نافذ باشا متصرفا للإقليم وقسمّ ذلك اللواء إلى ثلاثة اقضيه هي :الهفوف وهي مركز اللواء ومقر إقامة المتصرف وقضاء القطيف وقضاء قطر وعين على قضاء قطر الشيخ جاسم بن ثاني كقائمقام ويساعده قائد عثماني يشرف على الحامية العثمانية هناك(47).
اتصف الحكم العثماني للإحساء منذ بدايته بالطابع العسكري فبعد مرور عامين منه وجد العثمانيون صعوبة بالغة في السيطرة عليه وبدأ السكان يتذمرون من سوء المعاملة التركية وأثقالهم بالضرائب الباهضه وتعسف الموظفين العثمانيين الواضح للسكان فأدى هذا الوضع إلى حدوث انتفاضات متعددة قامت بها قبائل الإقليم (48) كان أولها الانتفاضة التي تزعمها عبد الرحمن بن فيصل اخو عبد الله بن فيصل الذي مر ذكره سابقا اذ عقد حلفا مع زعماء منطقة القصيم لمقاومة آل الرشيد(49) إلا انه انهزم أمامهم في معركة (المليداء) غرب القصيم سنة 1891م مما اضطره إلى التنقل في بادية الإحساء وحاولت السلطات العثمانية استمالته لجانبها فرفض ذلك وغادر الإحساء متوجها إلى قطر ونتيجة للضغوط العثمانية على حاكم قطر تم طرده منها وغادرها متوجها إلى الكويت وظل فيها إلى أن تمكن ابنه عبد العزيز من استعادة الرياض سنة 1902م (50) .
واستمرت هذه الانتفاضات بوتيرة لم تهدأ أبدا أوجبت على السلطات العثمانية انتهاج سياسة جديدة لحكم الإحساء أقرب ما تكون إلى تطبيق نظام الحكم المحلي بدلا من الحكم المباشر الذي لم يجد نفعا ,فأسندت إلى ناصر السعدون متصرف البصرة وزعيم قبائل المنتفق مهمة تطبيق نظام الاداره في الإحساء فوقع اختياره على صهره زعيم قبيلة بني خالد ألموالية للعثمانيين المدعو بركه بن عر يعر لتسلم منصب متصرف الإقليم وعقد السعدون لهذا الغرض مؤتمرا كبيرا في مدينة الهفوف أعلن فيه عن سياسة ألدولة العثمانية التي تعتزم تطبيقها في البلاد وأعلن تنصيب صهره متصرفا للإقليم وترك له قوة من الشرطة للمساعدة في إقرار الأمن مع بعض رجال الحاميات وقام بسحب معظم جنود الدولة وعاد بهم إلى البصرة (51) ,إلا إن هذه الإجراءات لم يكتب لها النجاح فسرعان ما عاد ناصر السعدون إلى المنطقة بفعل ألانتفاضة التي اندلعت فيها بزعامة عبد الرحمن بن فيصل أواخر سنة 1874م وتمكن السعدون من قمعها وعين ابنه مزيد متصرفا للإقليم وبعد إقرار النظام عاد إلى البصرة في شباط 1875م فكافأته ألدولة العثمانية وعينته واليا على ألبصره بعد أن رفعت درجتها إلى ولاية في ذلك العام (52) .
وعمت الإقليم بعد ذلك انتفاضة في العام 1878 /1879م قادها عبد الله بن فيصل مع فئات من السكان تدين بالولاء لآل سعود فحاصر مدينة القطيف وكادت أن تقع بيده لولا الإمدادات ألعسكريه التي وصلت من العراق, ولمصالح مشتركة وقف البريطانيون إلى جانب العثمانيين لقمعها (53), وظل الوضع الداخلي في الإحساء يزداد سوء" يوما بعد يوم بالرغم من تشجيع العثمانيين (لآل رشيد) وإغرائهم بالسيطرة على نجد وإنهاء حكم آل سعود لها فقامت السلطات العثمانية بسحب اغلب قطعاتها من الإحساء و شجع ذلك العمل قبائل الإحساء على التمرد على سلطة الدولة فانتهجت أسلوب النهب والسلب والإغارة على القوافل التجارية وتعدت اعتداءاتها إلى البحر فقامت بالاستيلاء على القوارب والسفن التجارية في عرض الخليج وبلغت تلك الأعمال ذروتها في المدة مابين (1878ـ1900م) إذ تعرضت الكثير من السفن إلى السطو وتجريدها من الأموال والبضائع وكانت تلك الجماعات لا تتورع عن سفك الدماء في سبيل تحقيق غاياتها فأدت تلك الأعمال إلى تأزم الوضع في الخليج بين الدولة العثمانية وبريطانيا لكونهما شريكين في احتلالهما للخليج (54) وكان البريطانيون قد طلبوا في أكثر من مناسبة وضع حد لتلك الأعمال عارضين على السلطات العثمانية تزويدهم بقوات نظامية للمساعدة في مطاردة العصاة وقطاع الطرق والقراصنة وجوبهت تلك الطلبات بالرفض (55).
وفي سنة 1880م حاولت قبيلة العجمان مهاجمة العثمانيين والإغارة على مراكزهم والسيطرة عليها ولكن العثمانيين قد تنبهوا مسبقا لهذا المخطط عندها بدأت العمليات تكبد العجمان فيها خسائر فادحة وأسرت القوات الحكومية اثنين من شيوخ القبيلة(56),بعدها نشطت أعمال القرصنة بشكل ملحوظ ففي سنة 1887م قامت الدولة بإنشاء قاعدة عسكرية صغيرة في مدينة (رأس تنوره) لمنع المناهضين للسلطات من القيام بنشاطاتهم المخلة بالأمن فكانت نتائج ذلك ايجابية بتوقف تلك الأعمال إلى حين (57),ثمّ تجددت تلك الأعمال في سنة 1891م واتخذت اشكالا عنيفة إذ قامت قبائل ( بنو هاجر,آل مرهّ,المناصير) بتمرد على السلطات وهاجموا قافلة عثمانية يحرسها خمس وعشرون جنديا فقتلوا منهم خمسة عشر وجرح الآخرون واستولى رجال القبائل على خمسين ألف روبية وعلى ما قيمته عشرين ألف روبية من البضائع (58),وفي سنة 1899م قامت قبيلة بنو هاجر بعدة أعمال نهب أتسمت بالعنف فاستولوا على عدة قوارب تابعه للبحرين واستولوا أيضا على بعض أموال تجار الإحساء فكان رد فعل المتصرف سعيد باشا هو إرسال قواته لمهاجمة أماكن تواجد قبيلة بنو هاجر فاستولى على إبلهم وأسر عددكن شيوخهم وقام بتعويض تجار الإحساء المتضررين ولكنه لم يعوض ما أصاب تجار البحرين من تلك الأعمال التي قوبلت بالاحتجاجات البريطانية وقوبلت بالرفض من الوالي العثماني (59).
وبعد حين أتبّعت السلطات العثمانية سياسة جديدة آنذاك ترمي إلى دفع رواتب لشيوخ القبائل لتأمن شرهم وكانت تدفع مبالغ قليلة ففي سنة 1902م طالب زعماء قبائل بنو هاجر وال مرهّ بزيادة رواتبهم ولكنها رفضت فقاموا بالاستيلاء على قافلة تابعة للدولة واستولوا على ما قيمته مليون روبية وقتل عدد من حراس القافلة فأثار ذلك سخط الوالي العثماني فعزل متصرف الإحساء آنذاك موسى كاظم باشا وعين بدلا عنه طالب النقيب (60) الذي عمل بحزم لإقرار الأمن في الإقليم فهاجم معسكرا لقبيلة آل مرهّ المسؤولين عن مهاجمة تلك القافلة وأخذ أموالهم ومواشيهم وعرضها في مدينة الهفوف ليكونوا عبرة لغيرهم وأصدر أوامره بعدم التعامل مع قبيلة آل مرهّ وعزز حاميات الدولة لمراقبة الشواطىءوبالرغم من ذلك عزل عن منصبه لسوء معاملته لأحد تجار الإحساء(61),واستمرت أعمال القرصنة آنذاك إذ قادها رجل يدعى احمد بن سلمان من قبيلة بنو هاجر الذي تزعم جماعات منهم وسطى بهم على السفن في مياه الخليج العربي فألقت السلطات العثمانية القبض عليه ولكنه تمكن من الهروب وعاود نشاطه من جديد سنة 1904م والسنوات اللاحقة التي شهدت ملاحقته من قبل القوات البريطانية التي فشلت في إلقاء القبض عليه(62)
لقد افلت زمام الأمن من أيدي السلطات العثمانية فلم تتمكن من إقرار الأمن في المدن ومراكز حامياتها فتعرضت مدينة الهفوف والقرى المجاورة لها سنة 1906م لغاره من قبيلة العجمان الذين استطاعوا أن يفتكوا بعدد كبير من سكان المدينة والجنود العثمانيين الموجودين فيها وفي النهاية تم عقد صلح بين أهل المدينة وقبيلة العجمان إذ يسمح لهم ارتياد ألمدينة لشراء الحاجيات والمواد الغذائية(63), وفي سنة 1907م اعترض سكان مدينة المبرز قافلة تموين عثمانية فنشبت بين الطرفين معركة خسر فيها الطرفان عددا من القتلى مما أدى إلى فرض غرامة على سكان المدينة من قبل المتصرف تأديبا لهم كانت نتائجها بعد عامين إذ تعرض المتصرف إلى طلق ناري في سوق المدينة وأردي قتيلا (64),واجتاحت الإقليم بعد ذلك أعمال عنف قام بها رجال القبائل فاعتدوا على المدن ونهبوا وسلبوا مدينة القطيف التي تعرضت لسلسلة متصلة من أعمال العنف والفوضى وانتهت تلك الأوضاع سنة 1913م باستيلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (65)على الإقليم وطرد الحاميات العثمانية نهائيا منها(66).
ومماّ لاشك فيه أن تلك الأعمال التي قام بها رجال القبائل أدت إلى تبرير ملاحقة السلطات العثمانية للخارجين عن القانون وإشاعة الخوف وعدم الاستقرار مماّ ادىّ إلى تأخر شامل في جميع مرافق الحياة فتأخرت التجارة وأهملت الزراعة وأهمل التعليم إذ لم يوجد حتى سنة 1900م سوى ثلاث مدارس وهذا يعطي انطباعا على قلة عدد المتعلمين لمجموع السكان البالغ حوالي ربع مليون نسمة , أما ألحالة الصحية فلم تكن هناك عناية تذكرما ادىّ إلى تعرض البلاد لمختلف الأمراض والأوبئة وتفشيها بين السكان(67) , وبقيت الأوضاع الاقتصادية متردية لأن أغلب ميزانية الإقليم تذهب لنفقات الحاميات العسكرية لأن الطابع العثماني في الإحساء ظل طابعا عسكريا فمثال على ذلك : في سنة 1910م بلغت عوائد الإقليم حوالي (60) ألف ليرة كانت منها حوالي (54) ألف ليره تذهب لنفقات الجيش ومابقي منها لا يكفي للخدمات المدنيّة فأدىّ ذلك لفرض المزيد من الضرائب على السكان (68).
فأدىّ اضطراب الحالة الداخلية هذه إلى تشجيع عبد العزيز آل سعود على إنهاء الوجود العثماني في الإحساء وقد تمكن من ذلك فعلا سنة 1913م (69), فكان عبد العزيز يرقب الأحداث بتمعن ففي سنة 1911م اندلعت الحرب الايطالية العثمانية ثم تبعتها الحرب العثمانية البلقانية سنة 1912م فانتهز الفرصة وراح يعد العدّة للزحف نحو الإحساء (70) بجيش قوامه (600) جندي فسقطت بيده اولاّ مدينة القطيف بعدها استسلم متصرف الإحساء وجنود الحامية وقام بترحيلهم إلى البحرين وسيطر بذلك على جميع مدن الإقليم وعين نائبا له عليها لإدارة شؤونها هو أبن عمه عبد الله بن جلوي (71) ,ولماّ أدرك العثمانيون انه لافا ئده من محاولاتهم باستعادة الإحساء بعثوا إلى عبد العزيز وفدا برئاسة طالب النقيب فاجتمع به في مدينة الصبيحيه جنوب الكويت في الأول من نيسان 1914م وانتهى الأمر بأن وافقت الدولة العثمانية على تعيينه واليا على نجد والإحساء وأصدر السلطان العثماني فرمانا سلطانيا في 15 مايس 1914م ومنحه الوسام ألمجيدي الأول (72).
الخاتمة :
توصل الباحث من خلال دراسته لموضوع ( إقليم الإحساء السعودي دراسة في أوضاعه الداخلية 1871ـ 1913م ) إلى جملة استنتاجات يمكن إجمالها على النحو التالي :
1ـ يتمتع الإقليم بمركز تجاري هام وسوق رئيسية للمناطق المجاورة ومستودع لتجارة نجد الخارجية وملتقى الطرق التجارية التي تربط شبه الجزيرة العربية ببلاد فارس والهند .
2ـ يعتبر الإحساء جزءا من كيان تاريخي موغل في القدم توالى على حكمه العديد من القوى الداخلية والخارجية أحدثت تنافسا محليا وإقليميا ودوليا واتخاذه قاعدة للتوسع والسيطرة على المنطقة برمتها.
3ـ تمتع بموارد اقتصادية عدة النباتية منها والحيوانية وتوفر المصادر المائية والواحات الصالحة للزراعة إضافة لاكتشاف النفط باعتباره ثروة قومية مهمة وكذلك تجارة اللؤلؤ فبلغ عدد السفن لهذه التجارة آنذاك (167) سفينة يعمل عليها حوالي (3500) فرد .
4ـ كنتيجة لأهمية موقعه وكثرة موارده أصبح مسرحا لصراعات واضطرابات داخلية وتهديد خارجي ألقت مجمل هذه الاوظاع ظلالها على الحياة الداخلية مما شجع بعض الدول الاستعمارية للوثوب نحو الإقليم والتحكم بمقدراته.
5ـ كانت نتيجة الاضطرابات الداخلية وتدخل القوى الإقليمية وضعف الدولة العثمانية آنذاك السبب في تشجيع عبد العزيز بن سعود للسيطرة عليه وتنصيبه واليا على نجد والإحساء في 15مايس 1914م
هوامش البحث
(1) ياقوت الحموي ,معجم البلدان,مجلد2 ,(ألقاهره:مطبعة السعادة,1906),ص 72؛ محمد حسن العيدروس, الحياة الإدارية في سنجق الإحساء العثماني (1871ـ 1913م), (أبو ظبي: دار المتنبي للطباعة والنشر , د.ت) , ص2.
(2) المصدر نفسه,مجلد1,ص137, شبكة الانترنت: www. Al saher. net
(3) مصطفى مراد الدباغ,الجزيرة العربية موطن العرب ومهد الإسلام,(بيروت:دار الطليعة,1963م),ج1,ص177.
(4) حافظ وهبه,جزيرة العرب في القرن العشرين,ط5,(ألقاهره:د.مط, ,1967م) ,ص62ـ63.
(5) المصدر نفسه ,ص63.
(6) محمد سعيد المسلم,ساحل الذهب الأسود,ط3,(بيروت:دار مكتبة الحياة,1962م),ص181.
(7) المصدر نفسه,ص ص182ـ183.
(8) ياقوت الحموي,المصدر السابق,ألمجموعه ألثانيه,ص446.
(9) مصطفى مراد الدباغ,المصدر السابق,ص182.
(10) المصدر نفسه,ص193.
(11) محمد سعيد المسلم,المصدر السابق,ص ص61ـ74.
(12) محمد عبد الله آل عبد القادر الأنصاري,تحفة المستفيد بتاريخ الاحساءفي القديم والجديد,(الرياض:مطابع الرياض,1960م),ج1,ص55.
(13) إبراهيم بن فصيح بن السيد صبغة الله الحيدري,عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد,(بغداد:دار البصري,د.ت),ص191.
(14) محمد سعيد المسلم, المصدر السابق,ص174.
(15) احمد مصطفى أبو حاكمه,تأريخ شرقي الجزيرة العربية,ترجمة محمد أمين عبد الله,(بيروت. :مكتبة الحياة,1965م),ص ص175ـ178
(16) ج.ج.لوريمر,دليل الخليج,(قطر:المكتب الثقافي لحاكم قطر,د.ت),ج3,ص1426؛ شبكة الانترنت:http; ar. Wikipedia. Org
(17) أمين الريحاني , نجد وملحقاته, ط4,(بيروت:مؤسسة دار الريحاني,1972م),ج1,ص89,
(18) المصدر نفسه, ص ص89ـ90.
(19) ج.ج.لوريمر,المصدر السابق ,ص 1442.
(20) محمد عبد الله آل عبد القادر الأنصاري,تحفة المستفيد ,المصدر السابق,ص 515.
(21) جمال زكريا قاسم,الخليج العربي دراسة لتاريخ الإمارات العربية(1840ـ1914م), (ألقاهره:مطبعة عين شمس,1966م), ص ص 75ـ76.
(22) المصدر نفسه ,ص (74).
(23) محمد عبد الله آل عبد القادر الأنصاري,تحفة المستفيد,ص 157.
(24) عمان والساحل الجنوبي الفارسي ,(ألقاهره:مطبعة مصر,1951م),ص 34.
(25) سنت جون فلبي ,المصدر السابق ,ص 250.
(26) صلاح العقاد,التيارات السياسية في الخليج العربي,(ألقاهره:مكتبة الانجلو, د.ت),ص151.
(27) أمين الريحاني , المصدر السابق ,ص 98.
(28) محمد عبد الله آل عبد القادر الأنصاري,تحفة المستفيد,المصدر السابق,ص 167.
(29) عبد العزيز سليمان نوار,تاريخ العراق الحديث,(ألقاهره:منشورات دار الكتاب,1968م) ,ص ص 408ـ409.
(30) محمد عبد الله آل عبد القادر الأنصاري,تحفة المستفيد,المصدر السابق,ص 169.
(31) سيد رجب حراز ,ألدوله العثمانية وشبه الجزيرة العربية ,(ألقاهره:معهد البحوث والدراسات العربية ,1970م), ص ص 140ـ141.
(32) عباس العزاوي ,العراق بين احتلا لين ,(بغداد:شركة التجارة والطباعة المحدودة,1956م ) ,ج7,ص 256.
(33) محمد عبد الله آل عبد القادر الأنصاري,تحفة المستفيد,المصدر السابق,ص 173
(34) محمد عبد الله عبد القادر الأنصاري,تأريخ الإحساء,(الرياض:مطابع الرياض,1960م),ج1,ص ص121ـ122.
(35) صالح محمد العابد , دور القواسم في الخليج العربي 1847ـ 1820م, رسالة ماجستير, كلية الآداب , جامعة بغداد, 1947م, ص 126.
(36) احمد مصطفى أبو حاكمه,لمع الشهاب سيرة محمد بن عبد الوهاب,تحقيق أبو حاكمه,(بيروت:دار الثقافة,1967م),ص ص60ـ61.
(37) عبد العزيز سليمان نوار , المصدر السابق ,ص189.
(38) أبن بشر,عنوان المجد في تاريخ نجد,(الرياض:مكتبة الرياض ألحديثه,د.ت),ص89.
(39) عبد العزيز سليمان نوار ,المصدر السابق,ص ص413ـ417.
(40) نقلا عن: عبد العال وحيد عبود العيساوي ,الغزوات الوهابية على العراق في سنوات الانتداب البريطاني( 1920ـ 1932م) دراسة تاريخية , أطروحة دكتوراه ,جامعة الكوفة,2008م , ص16.
(41) جمال زكريا قاسم,المصدر السابق, ص181.
(42) كانت سفن الكويت ألمشتركه بهذه ألحمله حوالي ثمانين قاربا وسفينة. ينظر: سيف مرزوق الشملان , من تاريخ الكويت, (ألقاهره:د.مط,1959م),ص ص135ـ138.
(43) جمال زكريا قاسم, المصدر السابق,ص182.
(44) المصدر نفسه,ص184.
(45) سنت جون فلبي ,تاريخ نجد والدعوة السلفية,ترجمة عمر الديراوي, (بيروت:منشورات ألمكتبه الاهليه,د.ت),ص256؛ محمد عبدا لله آل عبد القادر الأنصاري,المصدر السابق,ص171.
(46) محمد عبد الله آل عبد القادر الأنصاري,المصدر السابق , ص173.
(47) مصطفى عبد القادر النجار,التاريخ السياسي لعلاقات العراق الدولية في الخليج العربي,(بغداد: د.مط,, 1973),ص ص312ـ313.
(48) جمال زكريا قاسم, المصدر السابق, ص200.
(49) أسست اسرة آل رشيد على يد الاميرعبد الله بن علي بن رشيد في (حائل) ونافست آل سعود في نجد وقضت عليهم أيام أميرهم عبد الرحمن بن فيصل.
(50) أمين الريحاني, المصدر السابق, ص ص105ـ106.
(51) ج.ج.لوريمر,المصدر السابق,ص ص1461ـ1462.
(52) مصطفى عبد القادر النجار, المصدر السابق,ص317.
(53) جمال زكريا قاسم,المصدر السابق,ص ص198ـ199.
(54) ج.ج.لوريمر,المصدر السابق ,ص ص1466ـ1468.
(55) جمال زكريا قاسم,المصدر السابق,ص205.
(56) ج.ج.لوريمر,المصدر السابق,ص1479.
(57) المصدر نفسه,ص ص1485ـ1486.
(58) ج.ج.لوريمر, المصدر السابق,ص1480.
(59) المصدر نفسه, ص1489.
(60) طالب النقيب هو طالب باشا بن السيد محمد سعيد الرفاعي ,تولت أسرته نقابة أشراف ألبصره ,ولد سنة 1871م ,أسس جمعية الإصلاح البصرية سنة 1913م وتولى منصب وزير ألداخليه في أول حكومة عراقية ,توفي سنة1929م في ألمانيا .للمزيد ينظر:مير بصري ,أعلام اليقضه الفكرية في العراق الحديث ,(بغداد: دار الحرية ,د.ت),ص19.
(61) محمد عبد الله آل عبد القادر الأنصاري,المصدر السابق,ص ص186ـ188.
(62) ج.ج.لوريمر,المصدر السابق,ص ص1489ـ1494.
(63) محمد عبد الله آل عبد القادر الأنصاري,المصدر السابق,ص189.
(64) المصدر نفسه ,ص190.
(65) كان عبد العزيز بن فيصل قد التجأ إلى الكويت بصحبة اصغر إخوانه عبد الرحمن وظل فيها حتى سنة 1902 حيث تمكن من استعادة الرياض والتغلب على آل رشيد الموالين للدولة العثمانية في معركة ( روضة ألمها) عام 1906 واخذ يستعيد نفوذه بالتدريج حتى وصل إلى الإحساء عام 1913 وطرد الوالي العثماني منها معلنا استقلاله عن الدولة العثمانية وتلقب بلقب سلطان نجد والإحساء وتوابعها ووسع رقعة حكمه لتشمل أشراف مكة وال عائض في عسير والاديسي في تهامة مكونا المملكة العربية السعودية الحالية. ينظر : محمد عرابي نخله , تاريخ العرب الحديث, ط1, ( القاهرة: الشركة العربية المتحده , 2010) ,ص 85.
(66) محمد سعيد المسلم,المصدر السابق, ص ص193ـ194.
(67) جمال زكريا قاسم,المصدر السابق, ص ص201ـ202.
(68) ج.ج.لوريمر,المصدر السابق,ص1477.
(69) محمد عبد الله ماضي , النهضات ألحديثه في جزيرة العرب في ألمملكه العربية السعودية,( ألقاهره: دار إحياء الكتاب العربي ,1952),ص125.
(70) جلال يحيى, العالم العربي الحديث ,(ألقاهره:دار المعارف, 1966م),ص29.
(71) جمال زكريا قاسم,المصدر السابق,ص312.
(72) محمد أنيس ,ألدوله العثمانية والمشرق العربي(1514ـ1914م),(ألقاهره: مكتبة الانجلو,د.ت),ص239.
قائمة المصادر والمراجع
(1) أبن بشر,عنوان المجد في تاريخ نجد,(الرياض:مكتبة الرياض ألحديثه,د.ت).
(2) إبراهيم بن فصيح بن السيد صبغة الله الحيدري,عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد,(بغداد:دار البصري,د.ت).
(3) احمد مصطفى أبو حاكمه,تأريخ شرقي الجزيرة العربية,ترجمة محمد أمين عبد الله,(بيروت. :مكتبة الحياة,1965م).
(4) احمد مصطفى أبو حاكمه,لمع الشهاب سيرة محمد بن عبد الوهاب,تحقيق أبو حاكمه,(بيروت:دار الثقافة,1967م).
(5) أمين الريحاني ,نجد وملحقاته,ط4,(بيروت:مؤسسة دار الريحاني,1972م).
(6) ج.ج.لوريمر,دليل الخليج,(قطر:المكتب الثقافي لحاكم قطر,د.ت).
(7) جلال يحيى, العالم العربي الحديث ,(ألقاهره:دار المعارف, 1966م).
(8) جمال زكريا قاسم,الخليج العربي دراسة لتاريخ الإمارات العربية, (1840ـ1914م), (ألقاهره:مطبعة عين شمس,1966م).
(9) حافظ وهبه,جزيرة العرب في القرن العشرين,ط5,(ألقاهره:د.مط, ,1967م).
(10) سيد رجب حراز ,ألدوله العثمانية وشبه الجزيرة العربية ,(ألقاهره:معهد البحوث والدراسات العربية ,1970م).
(11) سنت جون فلبي ,تاريخ نجد والدعوة السلفية,ترجمة عمر الديراوي, (بيروت:منشورات ألمكتبه الاهليه,د.ت).
(12) سيف مرزوق الشملان , من تاريخ الكويت, (ألقاهره:د.مط,1959م).
(13) صلاح العقاد,التيارات السياسية في الخليج العربي,(ألقاهره:مكتبة الانجلو,د.ت).
(14) عباس العزاوي ,العراق بين احتلا لين ,(بغداد:شركة التجارة والطباعة المحدودة,1956م).
(15) عبد العزيز سليمان نوار,تاريخ العراق الحديث,(ألقاهره:منشورات دار الكتاب,1968م).
(16) عمان والساحل الجنوبي الفارسي ,(ألقاهره:مطبعة مصر,1951م).
(17) محمد أنيس ,ألدوله العثمانية والمشرق العربي(1514ـ1914) , (ألقاهره: مكتبة الانجلو,د.ت).
(18) محمد حسن العيدروس, الحياة الإدارية في سنجق الإحساء العثماني (1871ـ 1913م), (أبو ظبي: دار المتنبي للطباعة والنشر , د.ت).
(19) محمد سعيد المسلم,ساحل الذهب الأسود,ط3,(بيروت:دار مكتبة الحياة,1962م).
(20) محمد عبد الله آل عبد القادر الأنصاري,تحفة المستفيد بتاريخ الاحساءفي القديم والجديد,(الرياض:مطابع الرياض,1960م).
(21) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ,تأريخ الإحساء,(الرياض:مطابع الرياض,1960م).
(22) محمد عبد الله ماضي , النهضات ألحديثه في جزيرة العرب في ألمملكه العربية السعودية,( ألقاهره: دار إحياء الكتاب العربي ,1952).
(23) محمد عرابي نخله , تاريخ العرب الحديث, ط1, ( القاهرة: الشركة العربية المتحدة , 2010).
(24) مصطفى عبد القادر النجار,التاريخ السياسي لعلاقات العراق الدولية في الخليج العربي,(بغداد: د.مط,, 1973).
(25) مصطفى مراد الدباغ,الجزيرة العربية موطن العرب ومهد الإسلام,(بيروت:دار الطليعة,1963م).
(26) مير بصري ,أعلام اليقضه الفكرية في العراق الحديث ,(بغداد: دار الحرية ,د.ت).
(27) ياقوت الحموي ,معجم البلدان,مجلد2 ,(القاهرة : مطبعة السعادة,1906).
ثانيا: الرسائل والاطاريح الجامعية:
(1) صالح محمد العابد , دور القواسم في الخليج العربي 1847ـ 1820م, رسالة ماجستير, كلية الآداب , جامعة بغداد, 1947م.
(2) عبد العال وحيد عبود العيساوي ,الغزوات الوهابية على العراق في سنوات الانتداب البريطاني( 1920ـ 1932م) دراسة تاريخية , أطروحة دكتوراه ,جامعة الكوفة,2008م.
ثالثا:شبكة الانترنت:
(1) http; ar. Wikipedia. Org
(2) www. Al saher. Net.
أو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق