مشكلات تلوث البيئة الحضرية
بالنفايات المنزلية بمدينة قسنطينة
رسالة الماجستير - قسم علم الاجتماع و الديمغرافيا
كلية العلوم الإنسانية و العلوم الاجتماعية
جامعة منتوري - قسنطينة - الجزائر
إعداد الطالب
رداف لقمان
إشراف
أ.د/ قيرة اسماعيل
العام الجامعي
2006 - 2007 م
أولاً: أهمية و مبررات اختيار الموضوع:
تكمن أهمية الموضوع فيما يخلفه التكدس العمراني و إقامة المناطق العشوائية و انتشار الصناعة من أثر على البيئة الحضرية، إلى جانب انعدام النظافة في المدن خاصة في دول العالم الثالث و الجزائر إحدى هذه الدول التي تعاني من هذه المشكلة، حيث أن ظاهرة النفايات المنزلية منتشرة في معظم الأحياء الحضرية للمدينة، و خاصة في المدن الجزائرية الكبرى، و هذا ما لاحظناه في مدينة قسنطينة، حيث تعاني تجمعاتها السكانية، سواء كانت عمارات خاصة أو أنماط عمرانية أخرى من تراكم الأوساخ و تلوث المحيط (انتشار القمامة و الأوساخ في الطرقات و الأحياء).
كما تلقي هذه الدراسة الضوء على أبرز مظاهر التلوث البيئي، بحيث تعد مشكلات التلوث من اهم المشكلات التي زاد الاهتمام بها في الوقت الحاضر، و أن الاهتمام بمعرفة المصادر و الاثار الناجمة عنها تعتبر خطوة أساسية للتقليص من حدة هذه الظاهرة. إضافة الى ذلك اتجاه الدولة في الوقت الحاضر نحو زيادة الاهتمام بمشكلات التلوث، و ذلك لما لها من عظيم الأثر على كافة عمليات التنمية المستدامة.
أما مبررات اختيار الموضوع فهي تتجسد فيما يلي:
- أن حماية البيئة و المحافظة عليها يعد مسؤولية اجتماعية تهم جميع المهن و التخصصات و الشرائح الاجتماعية بما فيها الدراسات العلمية، وأن علم الاجتماع من العلوم التي يمكنها أن تقدم اسهاماً واضحاً في هذا المجال.
- الوضعية المتردية التي آلت إليها مدينة قسنطينة بحكم أنها تحتوي على كثافة سكانية عالية، و على مختلف الأنشطة التي تسبب التلوث.
- قلت الدراسات التي تناولت مشكلات تلوث البيئة الحضرية و ما يترتب عنها من آثار على الصحة و المحيط الحضري.
- ترتبط هذه الدراسة بالدعوة إلى النزول إلى الميدان و رصد المشكلات التي يواجهها المجتمع من تدهور في البيئة الحضرية من جراء التلوث و انتشار الأوبئة.
ثانياً: أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف و التي في مقدمتها الإجابة على تساؤلات المشكلة البحثية، و يمكن ايجاز هذه الأهداف على النحو التالي:
- الوقوف على أهم مشكلات تلوث البيئة الحضرية بالنفايات المنزلية في منطقة البحث، حتى نتمكن من التشخيص لواقع التلوث و مشكلاته.
- محاولة التعرف على مصادر التلوث بالنفايات المنزلية و مسبباته.
- محاولة التعرف على الآثار المترتبة على التلوث بالنفايات المنزلية، و ذلك من أجل الإفادة في خلق وعي بيئي و التقليل من آثارها على الأقل.
- محاولة التعرف على أساليب مواجهة التلوث بالنفايات المنزلية.
ثالثاً: تحديد المشكلة البحثية:
تعتبر مشكلة تلوث البيئة مشكلة عالمية قبل أن تكون محلية، لما لها من آثار اجتماعية، اقتصادية و ايكولوجية، حيث أدت سرعة التحضر و نمو المدن و الكبرى و ارتفاع الكثافة السكانية إلى الاخلال بالنظم البيئية خاصة منها البيئة الحضرية و تشويه محيطها الحضاري، يضاف كذلك إلى هذه المسالة التصنيع المتزايد و انتشار المناطق الصناعية داخل المدن و في أماكن سكنية دون تخطيط مسبق و دون توفير وسائل الحماية الكافية لتفادي المخاطر الناجمة عن التلوث، هذا الوضع المزري الذي تعيشه أغلب المدن في العالم آثار اهتمام العلماء و المخططين و السياسيين و علماء الاجتماع و أصبحت مشكلة تلوث البيئة تقلق بال الباحثين و تستحوذ على اهتماماتهم و جهودهم العلمية و العملية، خاصة و أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت سلاح ذو حذين فجانب منها كان السبب في تلوث البيئة و انتشار الأمراض و الأوبئة نتيجة التقدم الهائل في التصنيع و وسائل النقل و الاتصالات و التي بدورها تندرج في مراحل تتصل بالتطور و التنمية العمرانية و الصناعية، مما أسفر ذلك عن تلوث الهواء و إنبعاث الدخان و الروائح الكريهة و تلويث المياه السطحية و الجوفية إلى جانب تشويه المناطق العمرانية و تدميرها و تدهور النظافة هذا كله بسبب النفايات التي يفرزها أفراد المجتمع من مختلف الصناعات و الأنشطة سواء كانت سائلة أو صلبة، و مما زاد المشكلة أكثر خطورة و حدة هو تصدير النفايات الخطرة من قبل البلدان الصناعية إلى البلدان النامية مقابل مبالغ مالية هامة، هذا في الوقت الذي لا يتوفر لتلك البلدان النامية التجهيزات الضرورية الكافية لمعالجة و تسيير النفايات أو تخزينها في ظروف أمنة.
أما الجانب الثاني للتكنولوجيا الحديثة فيتمثل في التنمية التكنولوجية التي يحاول المجتمع و الأنظمة الحكومية من خلالها توفير الأدوات و الوسائل ذات الكفاءة العالية للتخلص من هذه النفايات و المخلفات.
أن القلق الذي تثيرة آثار التلوث على العالم و ما يسببه من تدهور للبيئة و انعكاساتها الخطيرة على المجتمع الحضري قاد إلى بذل جهود دولية في مجال المحافظة على البيئة و حمايتها من التلوث من خلال عقد المؤتمرات و استصدار التشريعات من أجل توفير الوسائل و الإمكانيات المادية و البشرية المتاحة و بتغطية قانونية و تنظيمية للوصول إلى الأهداف المرجوة، إلى جانب الاهتمام بالعنصر البشري و هذا لخلق وعي بيئي الهدف منه التقليص من حجم الظاهرة و التقليل من آثارها.
و بما أن الجزائر جزء لا يتجزء من التنظيم العالمي الذي يواكب عصر العولمة و ما تفرضه من تحديات فهي بدورها تسعى إلى إتباع سياسات بيئية منسجمة تقوم على مبادئ و قواعد حديثة مستوحاة من انظمة قانونية محلية و عالمية، و ذلك بهدف التقليل من حدة التلوث البيئي الناتج عن التركيز الصناعي و النمو الديموغرافي بسبب تزايد عدد المواليد و الهجرة الداخلية الى جانب التحضر السريع و آثاره على المناطق الحضرية نتيجة التوسع العمراني و النمو العشوائي غير المخطط الذي أدى إلى فساد البيئة و سوء استعمالها و خلق أزمة حضرية نتجت عن الاختلالات و التناقضات التي ينطوي عليها البناء الاجتماعي الحضري الذي أدى بدوره إلى إحداث مشكلات بيئية أهمها و أخطرها تلوث البيئة الحضرية.
و بما أن مشكلات تلوث البيئة متعددة و متنوعة و لا يمكن حصرها في هذه الدراسة اقتصرنا إلى التطرق لمعالجة شكل من أشكال التلوث و هو تلوث البيئة الحضرية بالنفايات المنزلية و أهم المشكلات الناجمة عنها، و هذا بمدينة قسنطينة باعتبارها واحدة من أكبر المدن الجزائرية و تضم أكبر التجمعات الحضرية و تفرز بالمقابل كميات هائلة من النفايات المنزلية، و التي تعاني بدورها من الزيادة المفرطة للسكان بسبب الهجرة الريفية الحضرية الأمر الذي ترتب عنه تضخم في المدينة و ارتفاع كثافتها السكانية و هذه الكثافة يتبعها زيادة التجمعات العمرانية و الاستخدام غير الرشيد للبيئة الناتج عن سوء التخطيط للمناطق الحضرية، إلى جانب تدني الوعي الاجتماعي و غياب التربية البيئية مما أدى إلى تفاقم الأزمة بسبب تراكم النفايات المنزلية و انتشار القمامات الفوضوية، و سوء تسييرها في أغلب الأحيان يؤدي إلى تصاعد الروائح الكريهة و تكاثر الحشرات و القوارض و الحيوانات المتشردة في المنطقة و الواقع خير دليل على ذلك.
أن هذا الوضع المتردي لبيئتنا أدى إلى تلوث الهواء، الماء و التربة و هذا يتسبب في تفشي الأمراض و الأوبئة و تشويه المناظر و تدهور النظافة و الصحة العامة.
و تأسيساً على ما سبق تتحدد أسئلة مشكلة الدراسة من خلال طرح الأسئلة التالية و التي بدورها تحدد أبعاد المشكلة.
1- ما هي أبرز مشكلات تلوث البيئة الحضرية بالنفايات المنزلية؟ .
2- ما هي مصادرها؟.
3- ما هي الآثار المترتبة على هذه المشكلات؟ .
4- ما هي أساليب مواجهة التلوث بالنفايات المنزلية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق