مشاريع النيل الأبيض الزراعية
عوامل وآثار التدهور
حالة دراسة محافظة كوستى ولاية النيل الأبيض
رسالة مقدمه لنيل درجه ماجستير الآداب فى الجغرافيا
قسم الجغرافيا - كلية الآداب
كلية الدراسات العليا - جـامعة الخـرطوم
إعداد
عرفة الحاج محمد على
إشراف
د . حسن عبد الله المنقورى
ديسمبر
2004
الخـــلاصـة
تعتبر مشكلة تدهور مشاريع النيل الأبيض الزراعية واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه السودان ومن التحديات الرئيسية في مجال تنمية الزراعة المستدامة.
تناولت هذه الدراسة بالبحث و التحليل مشكلة تدهور مشاريع النيل الأبيض الزراعية و كحالة دراسية من تلك المشاريع اتخذت المشاريع الزراعية بمحافظة كوستى ولاية النيل الأبيض.
الهدف الرئيسي من الدراسة التعرف على مشكلة تدهور المشاريع الزراعية من حيث العوامل والآثار الناتجة عن التدهور. اعتمدت الدراسة على المعلومات الأولية التي تم تجميعها من خلال المسح الميداني بمنطقة الدراسة بواسطة الاستبيان – المقابلات – و الملاحظة هذا إلى جانب المعلومات الثانوية من الكتب و البحوث والتقارير و أوراق العمل.
قامت الدراسة بتناول مشاريع النيل الأبيض من منظور تاريخي من خلال المراحل التاريخية التي مرت بها المشاريع الزراعية بجانب دراسة أهم المرتكزات الطبيعية و البشرية التي ساعدت على قيام المشاريع الزراعية.
خلصت الدراسة إلى أن هنالك عوامل متداخلة أسهمت بدرجات متفاوتة في تدهور المشاريع الزراعية متمثلة في العوامل الطبيعية و البشرية و الاقتصادية و السياسية وظهرت آثار هذا التدهور في تدهور التربة و زحف الرمال و تدهور الإنتاج الزراعي وتناقص المساحات المزروعة مما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي و الاجتماعي للسكان مما قاد إلى الهجرة و النزوح من منطقة الدراسة.
وختمت الدراسة بتقديم عدد من التوصيات و المقترحات التي من شأنها معالجة هذه التدهور وما نتج عنه من أوضاع اقتصادية و اجتماعية متدهورة.
Abstract
The Problem of White Nile agricultural schemes deterioration is considered as one of the major issues and challenges in the field of the agricultural sustainable development that face Sudan.
The study tackled through research and analysis this issue and assumed the agricultural schemes .In kosti province as case study.
Study aims at knowing facts and influences resealed from deterioration.
The study depended on the basic collected data which carried.
Out by field survey in the study area via questionnaire, interviews.
And observation as well as data from books researches reports and Work papers.
The study tackled White Nile schemes from a historical Prospective through the historical phases of the schemes besides studying the main natural and human pivots which assisted in the establishment of the agricultural schemes .
The results of the study showed that interrelated factors contributed to the deterioration of the natural human economical and political factors .
The effects of the deterioration emerged on the soil desert creep agricultural production and the reduction of the cultivated area consequently deteriorated the economical and social status of the population which led to migration and displacement out of the study area.
The study concluded to many recommendations and proposals which will annihilate this deterioration and negative situations.
ثانياً: نتــائج الدراسة
تبحث هذه الدراسة في مشكلة تدهور مشاريع النيل الأبيض متخذة من محافظة كوستى بولاية النيل الأبيض حالة الدراسة . وقد أوضحت الدراسة الميدانية أن التدهور بالمشاريع الزراعية بمنطقة الدارسة تمثل في تدهور النظم الطبيعية والبشرية بالمنطقة مما انعكس سلباً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان وسنتاول النتائج التي وصلت إليها الدراسة .
توصلت الدراسة إلى أن مشاريع النيل الأبيض بمحافظة كوستى كانت في الماضي قبل سبعينات القرن الماضي مشاريع ناجحة والإنتاجية الزراعية بها عالية والمساحات الزراعية بها كبيرة الشكل ( 8 ) ، ولكن تدهورت هذه المشاريع تدهوراً كبيراً واهم مؤشرات هذا التدهور تمثل في تدهور الإنتاج الزراعي وتناقص المساحات الزراعية ، حيث شهدت المشاريع الزراعية تدنى في إنتاجية القطن من 4.5 قنطار للفدان في بداية السبعينات إلى 2 قنطار للفدان في نهاية التسعينات .
وتوصلت الدراسة إلى أن التدهور بالمشاريع الزراعية بمنطقة الدراسة يرجع إلى تداخل عدة عوامل منها العوامل الطبيعية متمثلة في الجفاف الذي أصاب المنطقة خلال الأعوام " . " 1995 ، 1991 ، 1990 ، 1984 وما نتج عنه من تدهور في الغطاء النباتي وانخفاض خصوبة التربة وزحف الرمال ، وأيضا كان للعوامل السياسية والاقتصادية والإدارية دوراً هاماً في تدهور المشاريع الزراعية بمنطقة الدراسة ، حيث أدت النظم المتعاقبة على الحكم وعلى إدارة المشاريع الزراعية إلى ضعف الإدارات الحكومية وتدهور نظم الإنتاج الزراعي بمنطقة الدراسة ، فقد مرت المشاريع الزراعية منذ بداية قيامها في عشرينات القرن الماضي بثلاثة مراحل تاريخية المرحلة الأولى 1968-1929 م المرحلة الثانية 1995-1968 م المرحلة الثالثة 2000-1995م وخلال هذه المراحل التاريخية تعرضت المشاريع إلى عدم استقرار الإدارات الزراعية مما قاد إلى تدهور في بنياتها الأساسية والتي شكلت الطلمبات عامل أساسي في تدهور المشاريع ، حيث أن الطلمبات توجه مشكلة من حيث التصميم بوضعها على حافة مجرى النيل الأبيض وليس المجرى الرئيسي الأمر الذي أعاق عملية السحب ، كما أنها تحتاج إلى التجديد حيث أنها تعمل على مدى عمر تشغيلي ناهز السبعين عاماً مما قلل الكفاءة التشغيلية لها .
أيضا تعرضت المشاريع الزراعية إلى تحدد السياسات الزراعية بها مما قاد إلى اختلال علاقة الإنتاج ما بين المزارع وصاحب الرخصة أو إدارة المشروع ، وكذلك ضعف التمويل الموجه إلى العملية الزراعية وقلة المصادر الممؤلة ويرجع هذا إلى أن عدم استرداد التمويل قلل من رغبة المستثمرين "قطاع حكومي- خاص" في تمويل العمليات الزراعية ، وقد ترتب عليه آثار مالية على الإنتاج بتدنى الإنتاجية.
كما أن الدراسة توصلت إلى أن تدهور المشاريع الزراعية بمنطقة الدارسة أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة .
فالتدهور بالمشاريع الزراعية أدى إلى تدني الدخل وسط سكان منطقة الدراسة مما قاد إلى افقارهم نتيجة لتدنى الإنتاجية الزراعية وتوصلت الدارسة إلى أن المنطقة تواجه تدهوراً في مؤسساتها التعليمية والصحية حيث انهارت بنياتها الأساسية مع انعدام الصيانة فيها إضافة إلى النقص الحاد في الوسائل التعليمية والأدوات والمعدات الطبية والضرورية مع قلة إعداد المعلمين والكفاءات الصحية بالمنطقة ، مما زاد من خطورة الوضع التعليمي والصحي بالمنطقة حيث ارتفعت معدلات تسرب التلاميذ من المدراس وازدياد الفاقد التربوى ، إضافة إلى انتشار الأمراض المستوطنة التي قادت إلى الأضعاف الجسدي للسكان ونقص ساعات العمل وبالتالي تدنى الإنتاج . أيضا توصلت الدراسة إلى أن التدهور بالخدمات الاجتماعية بالمنطقة وخاصة خدمات التعليم تدنى العائد من الإنتاج الزراعى أدى إلى زيادة معدلات الهجرة بين سكان المنطقة وانحصرت أسبابها في التعليم والعمل وهذه الهجرة عملت على تناقص الأيدي العاملة بالزراعة مما قلل من الإنتاج الزراعي وزاد من حدة تدهور المشاريع الزراعية بالمنطقة .
وبتكامل حلقة عوامل تدهور المشاريع الزراعية بمنطقة الدراسة والاثار الناتجة عن ذلك التدهور ، تحققت بذلك الفرضيات التى وضعت للدراسة .
ثالثاً: توصيات الدراسة :-
على ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج يمكن تقديم بعض المقترحات التي من الممكن أن تسهم في تنمية المشاريع الزراعية بمنطقة الدراسة و التخفيف من حدة التدهور الاقتصادي و الاجتماعي للسكان بالمنطقة.
ثالثاً: توصيات الدراسة :-
على ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج يمكن تقديم بعض المقترحات التي من الممكن أن تسهم في تنمية المشاريع الزراعية بمنطقة الدراسة و التخفيف من حدة التدهور الاقتصادي و الاجتماعي للسكان بالمنطقة.
1/ المشاريع الزراعية :-
1/ إعادة تأهيل المشاريع الزراعية من حيث البنية التحتية وتوفير التمويل اللازم لها مع إعادة إدارتها للدولة.
2/ تجميع المشاريع في مشاريع كبرى وكهربتها.
3/ تأهيل طلمبات الري وتجديدها ووضعها في موقع مناسب على مجرى النيل الأبيض.
4/ تكثيف البحوث الزراعية و إنتاج المحاصيل ذات الإنتاجية العالية و التي تتكيف مع الظروف الطبيعية الراهنة.
5/ فتح الفرص لمجالات الاستثمار الزراعي "أجنبي – محلى".
2/ سكان المنطقة :-
1/ تحسين الأوضاع الاقتصادية للسكان من خلال مشروعات إدرار الدخل بتمليك وسائل الإنتاج.
2/ ترقية الخدمات الاجتماعية والصحية و التعليمية وذلك من خلال طريق وجود إدارات قومية ومستقرة بالمنطقة لمتابعة لعمل وفتح مجالات للجمعيات و المنظمات الطوعية لتعمل على ترقية تلك الخدمات.
3/ منطقة الدراسة :-
لابد من تضافر الجهود الرسمية و الشعبية لإيقاف مشكلة تدهور المشاريع الزراعية بمنطقة الدراسة وذلك عن طريق إعادة تأهيل الغطاء النباتي و الشجري وعمل مصدات الرياح لحماية التربة من عوامل التعرية و الزحف الصحراوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق