التسميات

الاثنين، 30 أكتوبر 2017

اﻟﻬﺠرة اﻟدوﻟﻴﺔ ﺒﺎﻟرﻴف اﻟﺸرﻗﻲ واﻨﻌﮐﺎﺴﺎﺘﻬﺎ - وظﻴﻟب اﻟﺤﺴﻴن ...


اﻟﻬﺠرة اﻟدوﻟﻴﺔ ﺒﺎﻟرﻴف اﻟﺸرﻗﻲ واﻨﻌﮐﺎﺴﺎﺘﻬﺎ

وظﻴﻟب اﻟﺤﺴﻴن 

اﻟﻤﻌﻬد اﻟﻤﻟﮐﻲ ﻟﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷﻤﺎزﻴﻐﻴﺔ




ﻤﺠﻟﺔ أﺴﻴﻨﺎگ t†| tz - ﻋدد ﻤزدوج (4 - 5) - 2010، ص ص 63 - 78 :

  L’émigration est un phénomène ancien dans le Rif oriental Elle s’est d’abord orientée vers le nord-ouest du Maroc puis vers l’Algérie pendant la période coloniale. A partir des années 1960, l’émigration vers l’étranger a amorcé une nouvelle phase de son évolution. Grâce aux transferts d’argent, l’émigration a permis d’améliorer les conditions de vie de plusieurs foyers. Ce qui s’est traduit par l’accès aux commodités de la vie moderne, notamment l’eau courante, l’électricité et les équipements électroménagers. Mais l’injection massive des revenus a conduit à la monétarisation rapide des rapports sociaux et à l’altération des valeurs de solidarité et d’entraide communautaires.

   ﺘﻌﺘﺒر اﻟﻬﺠرات اﻟﺒﺸرﻴﺔ ﻤن أﻫم اﻟظواﻫر اﻟﺘﻲ ارﺘﺒطت ﺒﺎﻹﻨﺴﺎن ﻤﻨذ ظﻬوره ﻋﻟﯽ وﺠﻪ اﻷرض . وﻗد ﻗدرت اﻷﻤم اﻟﻤﺘﺤدة ﺴﻨﺔ ﻋدد اﻷﺸﺨﺎص اﻟذﻴن ﻴﻌﻴﺸون ﺨﺎرج أوطﺎﻨﻬم ﺒـﻤﻟﻴون ﺸﺨص . ﻟذا ﺘﺸﮐل ظﺎﻫرة اﻟﻬﺠرة إﺤدى اﻟﻘﻀﺎﻴﺎ اﻟﮐﺒرى اﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘوﺠب اﻟدراﺴﺔ واﻟﺘﺘﺒﻊ، ﻨظرا ﻟﻤﺎ ﺘﻌرﻓﻪ ﻤن ﺘطورات، وﻟﻌﻼﻗﺘﻬﺎ اﻟوطﻴدة ﺒﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺸﺎﻤﻟﺔ ﺒﺎﻟﻤﻨﺎطق اﻟﺘﻲ ﺘﻔرزﻫﺎ، ﺒﻐض اﻟﻨظر ﻋﻤﺎ ﺘﺨﻟﻔﻪ ﻤن ﻤﺸﺎﮐل .

   ﻴﺼﻌب اﻹﻟﻤﺎم ﺒﻤوﻀوع اﻟﻬﺠرة اﻟدوﻟﻴﺔ وأﺴﺒﺎﺒﻬﺎ وﺘطورﻫﺎ وأﻨواﻋﻬﺎ واﻨﻌﮐﺎﺴﺎﺘﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻟﻔﺔ ﻓﻲ ﻫذا .اﻟﻤﻘﺎل ورﻏم ذﻟك ﺴﺄﺤﺎول اﻹﺠﺎﺒﺔ ﺒﺈﻴﺠﺎز ﻋﻟﯽ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻵﺘﻴﺔ : ﻤﺎﻫﻲ أﻫم اﻟﻤراﺤل اﻟﺘﻲ ﻤرت ﻤﻨﻬﺎ اﻟﻬﺠرة اﻟدوﻟﻴﺔ ﺒﺎﻟرﻴف اﻟﺸرﻗﻲ؟ وﻤﺎﻫ ﻲ اﻟﺘطورات اﻟﺘﻲ ﻋرﻓﺘﻬﺎ؟ ﺜم ﻤﺎﻫﻲ ﺘﺄﺜﻴراﺘﻬﺎ ﻋﻟﯽ اﻟﻤﺠﺎل واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺎﻟرﻴف اﻟﺸرﻗﻲ؟

I اﻟﺠذور اﻟﺘﺎرﻴﺨﻴﺔ ﻟﻟﻬﺠرة اﻟدوﻟﻴﺔ ﺒﺎﻟرﻴف اﻟﺸرﻗﻲ

  ﻟم ﻴﻨﺨرط اﻟرﻴف اﻟﺸرﻗﻲ، ﻋﮐس ﺒﻌض اﻟﻤﻨﺎطق اﻟﻤﻐرﺒﻴﺔ، ﻓﻲ ﻤﺴﻟﺴل اﻟﻬﺠرة ﻨﺤو أورﺒﺎ إﻻ ﺤدﻴﺜﺎ ، أي اﺒﺘداء ﻤن اﻟﻨﺼف اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤن اﻟﻘرن العشرين ﺒﻌد ﺘوﻗف اﻟﻬﺠرة ﻨﺤو اﻟﺠزاﺌر. و ﺒﺎﻟرﻏم ﻤن ﻫذا اﻟﺘﺄﺨر، ﻓﻘد أﺼﺒﺢ اﻟﻴوم اﻟﻘطب اﻟﻬﺠروي اﻷول ﻋﻟﯽ اﻟﺼﻌﻴد اﻟوطﻨﻲ .

  وﻗد ﻤرت اﻟﻬﺠرة اﻟدوﻟﻴﺔ ﻤﻨذ اﻨطﻼﻗﻬﺎ ﺒﻔﺘرات ﺘﺎرﻴﺨﻴﺔ ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﺘطور اﻟظرﻓﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻟﻟﺒﻟدان اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻟﺔ ،وﻫﮐذا . ﻓﺒﻌدﻤﺎ ﮐﺎﻨت اﻟﻬﺠرة ﻓردﻴﺔ ﺔوﻤؤﻗﺘ ﻓﻲ ﺒداﻴ ﺔ اﻷﻤر، اﻨﺘﻘﻟت إﻟﯽ ﻫﺠرة ﻋﺎﺌﻟﻴﺔ وﺸﺒﻪ داﺌﻤﺔ ، أو ﻤﺎ ﻴﻤﮐن أن ﻨﺴﻤﻴﻪ ﺒﻬﺠرة ﻤن أﺠل اﻻﺴﺘﻴطﺎن .

1 اﻟﺘﻨﻘل ﻨﺤو اﻟرﻴف اﻟﻐرﺒﻲ وﻤﻨطﻘﺔ ﺴﺎﻴس

  ﺘﻌود اﻟﺘﻨﻘﻼت اﻷوﻟﯽ ﻟﻟﺴﮐﺎن اﻟﻤﺤﻟﻴﻴن ﺨﺎرج ﻤﻨطﻘﺘﻬم إﻟﯽ ﺒداﻴﺔ اﻟﻘرن اﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸر، ﻓﻔﻲ ﻫذه اﻟﻤرﺤﻟﺔ ﺸﻬدت ﻋدة ﻤﻨﺎطق ﺠﺒﻟﻴﺔ ﺘﺤرﮐﺎت ﺴﮐﺎﻨﻴﺔ ﻨﺤو اﻟﻤﻨﺎطق اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ واﻟﻐﻨﻴﺔ . ﮐﻤﺎ" و ﺘطوع اﻟرﻴﻔﻴون ﻓﻲ اﻟﺠﻴش لتحرﻴر ﻤدن اﻟرﻴف اﻟﻐرﺒﻲ . وﻗدر ﻋدد اﻟﻤﻬﺎﺠرﻴن اﻟذﻴن اﺴﺘﻘروا ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌد ﺒﻔﺤص طﻨﺠﺔ ﻤﺎ ﺒﻴن 2000 و 300 رﺠل ، ﻴﻨﺘﻤﻲ أﻏﻟﺒﻬم ﻟﻘﺒﻴﻟﺔ ﺘﻤﺴﺎﻤﺎن و ﻗﻟﻌﻴﺔ وآﻴت ﺴﻌﻴد وآﻴت ﺘوزﻴن وﻤطﺎلسة ( Bossard, 1979 : 45 ). وإﻟﯽ ﺠﺎﻨب اﻻﻨﺨراط ﻓﻲ ﺠﻴش اﻟﮐﻴش، ﻓﺈن اﻟﻤوﻟﯽ إﺴﻤﺎﻋﻴل ﮐﺎن ﻴﺄﻤر ﺒﺘرﺤﻴل ﺴﮐﺎن اﻟرﻴف ﻟﺘﻌﻤﻴر اﻟﻤﻨﺎطق اﻟﻤﺤررة ، وﮐﺎﻨت اﻟﻬﺠرة ﺘدﺨل ﻓﻲ إطﺎر ﻤﺎ ﻴﺴﻤﯽ ﺒﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﻌﻤﻴر اﻟﻤﻨﺎطق ﺸﺒﻪ اﻟﻔﺎرﻏﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴق اﻟﺘوازن اﻟدﻴﻤوﻏراﻓﻲ ﺒﻴن ﻤﺨﺘﻟف ﺠﻬﺎت اﻟﻤﻐرب، أو ﺘدﺨل ﻓﻲ إطﺎر ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﻘﻟﻴص ﻨﻔوذ اﻟرﻴﻔﻴﻴن ﻤن طرف اﻟﺴﻟطﺎن .

  طﺒﻌت ﻫذه اﻟﺘﺤرﮐﺎت اﻟﺴﮐﺎﻨﻴﺔ ﻤدن اﻟﺸﻤﺎل اﻟ ﻐرﺒﻲ ﺒﺸﮐل ﻋﻤﻴق ، ﻓﻤﻌظم دواوﻴر اﻟﻔﺤص ﻓﻲ ﺒداﻴﺔ اﻟﻘرن ﮐﺎﻨت ﺘﺘوﻓر ﻋﻟﯽ ﺴﺎﮐﻨﺔ ﻤﻨﺤدرة ﻤن اﻟرﻴف اﻟﺸرﻗﻲ .

   ﺘﻌززت ﻫذه اﻟﺤرﮐﺎت اﻟﺒﺸرﻴﺔ أﮐﺜر ﻋﻘب اﻷزﻤﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺤﻟت ﺒﺎﻟرﻴف ﻓﻲ ﻫذه اﻟﻔﺘرة ، ﺤﻴث اﺘﺠﻪ اﻟﻨﺎس ﻓرادى وﺠﻤﺎﻋﺎت ﻨﺤو اﻟﻤﻨﺎطق اﻟﺘﻲ ﮐﺎﻨت أﻴﺴر ﻤن اﻟرﻴف ، ﺨﺎﺼﺔ ﻤدﻴﻨﺘﻲ طﻨﺠﺔ وﺘطوان ، ﻤﻤﺎ أدى إﻟﯽ ﻨﺸوء ﻋﻼﻗﺔ ﻗوﻴﺔ ﺒﻴن اﻟرﻴف اﻟﺸرﻗﻲ واﻟرﻴف اﻟﻐرﺒﻲ . ﻓﺤﺴب داﻓﻴد ﻫﺎرت ﻓﺈن " أﮐﺜر ﻤن 70% ﻤن ﺴﮐﺎن طﻨﺠﺔ ﻤن أﺼل رﻴﻔﻲ . وأن أﮐﺜر ﻤن 71% ﻤن ﻫؤﻻء اﺴﺘﻘروا ﻓﻲ طﻨﺠﺔ ﻤﻨذ زﻤن ﺒﻌﻴد" (Bossard, 1979 :45) . وﻟم ﺘﻘﺘﺼر اﻟﻬﺠرة ﺨﻼل ﻫذه اﻟﻔﺘرة ﻋﻟﯽ ﻤدن اﻟﺸﻤﺎل اﻟﻐرﺒﻲ، ﺒل اﺘﺠﻬت ﻨﺤو ﻤﻨﺎطق أﺨرى ، ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨطﻘﺘﻲ ﺴﺎﻴس وزرﻫون اللتان ﻻ زاﻟت ﺘﺤﺘﻀﻨﺎن ﺠﺎﻟﻴﺔ رﻴﻔﻴﺔ ﻤﻬﻤﺔ .

  إن اﻟﻬﺠرة ﻤن اﻟرﻴف ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ و ﻤن اﻟرﻴف اﻟﺸرﻗﻲ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ، ﮐﺎﻨت وراءﻫﺎ ﻋواﻤل متعددة ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫو اﻗﺘﺼﺎدي واﺠﺘﻤﺎﻋﻲ وﺴﻴﺎﺴﻲ. إن اﻟﺜﻘل اﻟدﻴﻤوﻏراﻓﻲ اﻟذي ﻤﻴز ﻫذه اﻟﻤﻨطﻘﺔ ﻤﻨذ زﻤن ﺒﻌﻴد، وﻤﺎ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻤن اﻨﺘﺸﺎر ﻟﻸوﺒﺌﺔ واﻟﻤﺠﺎﻋﺔ وﻗﻟﺔ اﻟﻤوارد اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ، إﻀﺎﻓﺔ إﻟﯽ اﻟﻘﻼﻗل اﻟﺘﻲ ﺸﻬدﺘﻬﺎ ﺨﻼل اﻟﻨﺼف اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤن اﻟﻘرن اﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸر وأواﺌل اﻟﻘرن اﻟﻌﺸرﻴن، أدى باﻟﮐﺜﻴر ﻤن اﻟﺴﮐﺎن إﻟﯽ اﻟﻬﺠرة ﻨﺤو ﻤﻨﺎطق أﺨرى ( محمد أوﻨﻴﺎ ،1996: 136 ). ﺒﻌد اﻟﺴﻴطرة اﻹﺴﺒﺎﻨﻴﺔ ﻋﻟﯽ اﻟﻤﻨطﻘﺔ ﺠرد اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻤن وﺴﺎﺌل اﻹﻨﺘﺎج وزﻋزﻋت اﻟﺒﻨﻴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻘﻟﻴدﻴﺔ، مما أدى إﻟﯽ ﺘﻬﺠﻴر اﻟﺴﮐﺎن ﻨﺤو اﻟﻤﻨﺎطق اﻷﺨرى، و ﻨﺤو اﻟﺠزاﺌر .

2 اﻟﻬﺠرة اﻟﻤوﺴﻤﻴﺔ ﻨﺤو اﻟﺠزاﺌر ﺘﻌود ﻫﺠرة اﻟرﻴﻔﻴﻴن ﻨﺤو اﻟﺠزاﺌر إﻟﯽ ﺒداﻴﺔ اﻟﻘرن اﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸر ، ﺤﻴث اﻨﺘﻘل اﻟﺴﮐﺎن ﻟﻼﺸﺘﻐﺎل ﻓﻲ ﻀﻴﻌﺎت اﻟﻤﻌﻤرﻴن اﻟﻔرﻨﺴﻴﻴن وأوﺠد اﻟذﻴن ﻓﻲ اﻟرﻴف اﻟﺸرﻗﻲ اﺤﺘﻴﺎطﺎ ﻫﺎﻤﺎ ﻟﻟﻴد اﻟﻌﺎﻤﻟﺔ ، وﺴﺎﻋد ﻋﻟﯽ ذﻟك ﻤﺎ ﻋرﻓﻪ اﻟرﻴف ﺨﻼل ﻫذه اﻟﻔﺘرة ﻤن ﺘواﻟﻲ اﻟﻤﺠﺎﻋﺎت.ففي 18 ﻨوﻓﻤﺒر ﻤن ﺴﻨﺔ 1852 اﺴﺘوﻟﯽ اﻹﺴﺒﺎن ﻋﻟﯽ ﻤرﮐب ﻟﻟﺴﻟﻊ ﻓﻲ ﻤﻟﮐﻴﺔ اﻟﻘﻟﻌﻴﻴن، ﮐﺎن ﻓﻲ اﺘﺠﺎه وﻫران، ﺤﻴث ﻴذﻫب ﻋﻤﺎل ﻫذه اﻟﻘﺒﻴﻟﺔ ﻟﮐراء ﺴواﻋدﻫم إﻟﯽ اﻟﻤﻌﻤرﻴن ﺨﻼل ﻓﺘرات اﻟﺤﺼﺎد " .(Duveyrier, 1887 : 142) . وﻴﻤﮐن اﻟﻘول إن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﮐﺎﻨت ﻤﺘﻴﻨﺔ ﻤﺎ ﺒﻴن وﻫران وﻤﻟﻴﻟﻴﺔ ، ﺒﺤﻴث طور اﻟرﻴﻔﻴون اﻟﻘﺎطﻨون ﻓﻲ ﻫذه المدﻴﻨﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤﻊ وﻫران ﺒﻌد ﺘزاﻴد اﻟﺼراع ﻤﻊ إﺴﺒﺎﻨﻴﺎ ، وﮐﺎﻨت اﻟﻤراﮐب اﻟﺘﻲ ﺘﻨﻘل اﻟﺴﻟﻊ ﺒﻴن اﻟﻤدﻴﻨﺘﻴن ﺘﺴﺘﻐل ﻓﻲ ﻨﻘل ﺒﻌض اﻟﻤﻬﺎﺠرﻴن ﻨﺤو اﻟﺠزاﺌر .

ﻴﺸﻴر Bossard ﻨﻘﻼ ﻋن Basset " : ﺒﺄﻨﻪ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ اﻟﻘرن اﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸر ﮐﺎﻨت ﺘوﺠد ﺒﺄرزﻴو ﺒﺎﻟﺠزاﺌر ﻗﺒﻴﻟﺔ ﺒطﻴوﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﮐﺎن ﺒﻬﺎ ﺴﺎﮐن ﻤن أﺼل رﻴﻔﻲ ، وﺒﺎﻟﻀﺒط ﻤن ﻗﺒﻴﻟﺔ آﻴت ﺴﻌﻴد اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻘﺒﻴﻟﺔ ﺘﻤﺴﺎﻤﺎن ، واﻟﺘﻲ ﻴﺤﺘﻤل أﻨﻬﺎ ﻫﺎﺠرت ﺨﻼل اﻟﻘرن اﻟﺜﺎﻤن ﻋﺸر" ( Bossard, ibid.52: .) وﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1895 أﺸﺎر ﻤوﻟﻴﻴراس ﻓﻲ ﮐﺘﺎﺒﻪ " اﻟﻤﻐرب اﻟﻤﺠﻬول " إﻟﯽ ﻤﺎ ﻴﻌزز ﻫذه اﻟﻔﮐرة ﺒﻘوﻟﻪ :" ﻴﻤﮐن أن ﺘراهم ( ﺴﮐﺎن اﻟرﻴف ) ﮐل ﺴﻨﺔ ﺒﻌﻤﺎﻟﺘﻨﺎ ﺨﻼل ﻤوﺴم اﻟﺤﺼﺎد أو ﺠﻨﻲ اﻟﮐروم ، وﮐﺎﻨت وﻫران ﺘﺴﺘﻘﺒل أﮐﺜر ﻤن 20000 ﻤﻬﺎﺠر ، ﻗﺎدﻤﻴن ﻟﻟﺒﺤث ﻋن اﻟﻌﻤل ﻟدى اﻟﻤﻌﻤرﻴن وﺒﺤﺜﺎ ﻋن ﻫذا اﻟﻤﻌدن اﻟﺜﻤﻴن اﻟﻨﺎدر ﻓﻲ اﻟرﻴف ... " (Moulièras, 1895 : 71) .

   اﺘﺴﻌت اﻟﻬﺠرة ﻨﺤو اﻟﺠزاﺌر ﺒﺸﮐل أﮐﺜر ﺨﻼل اﻟﻨﺼف اﻷول ﻤن اﻟﻘرن اﻟﻌﺸرﻴن ، ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨدﻤﺎ ﺘم إﻨﺸﺎء ﺨط ﺒﺤري ﻴرﺒط ﻤﻟﻴﻟﻴﺔ ﺒوﻫران، ﺤﻴث ﮐﺎﻨت ﻤﻟﻴﻟﻴﺔ ﺘﺘوﻓر ﻋﻟﯽ ﻤﻴﻨﺎء ﻀﺨم ﻤﻨذ 1892 ، و ﻟم ﺘﻘﺘﺼر اﻟﻬﺠرة ﻨﺤو اﻟﺠزاﺌر ﻋﻟﯽ ﻤﻨﺎطق اﻟرﻴف ﻓﻘط، ﺒل اﻤﺘدت إﻟﯽ ﺒﺎﻗﻲ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﻐرﺒﻴﺔ ، ووﺼل ﻋدد اﻟﻤﻐﺎرﺒﺔ اﻟذﻴن ﮐﺎﻨوا ﻴذﻫﺒون ﻟﻼﺸﺘﻐﺎل ﻓﻲ اﻟﺠزاﺌر إﻟﯽ ﺤواﻟﻲ 80000 ، وﺒﻟﻎ ﻋدد اﻟرﻴﻔﻴﻴن اﻟذﻴن ﻫﺎﺠرو ﻋﺒر ﻤﻴﻨﺎء ﻤﻟﻴﻟﻴﺔ ﺴﻨﺔ 1908 إﻟﯽ 70000 ﻤﻬﺎﺠر .

  وﺘزاﻴدت اﻟﻬﺠرة ﺒﺤدة ﺒﻌد ﺴﻴطرة إﺴﺒﺎﻨﻴﺎ على اﻟرﻴف ، ﺤﻴث ﮐﺎن ﻟﺘوﻗف ﻫﺠرة اﻹﺴﺒﺎن ﻨﺤو اﻟﺠزاﺌر وﻗﻊ ﮐﺒﻴر ﻋﻟﯽ ﺴﻴﺎﺴﺔ اﻟﻬﺠرة اﻹﺴﺒﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻨطﻘﺔ ﻨﻔوذﻫﺎ، وذﻟك ﺒﺘوﺠﻴﻪ ﻨداءات إﻟﯽ اﻟﻌﻤﺎل اﻹﺴﺒﺎن اﻟذﻴن ﮐﺎﻨوا ﻴﺸﺘﻐﻟون ﻓﻲ اﻟﺠزاﺌر ﻟﻼﻟﺘﺤﺎق ﺒﻤﻨطﻘﺔ اﻟرﻴف ﻤن أﺠل ﺨﻟق ﻤﺴﺘوطﻨﺎت إﺴﺒﺎﻨﻴﺔ . ﮐﻤﺎ زاد ﻤن ﺤدة اﻟﻬﺠرة ﻀﻌف اﻷﺠور اﻟﺘﻲ ﮐﺎﻨت  ﺘدﻓﻌﻬﺎ إﺴﺒﺎﻨﻴﺎ ﻟﻟﺴﮐﺎن اﻟﻤﺤﻟﻴﻴن، و التي " ﮐﺎﻨت ﺘﺘراوح ﻤﺎ ﺒﻴن 3 و 5 ﺒﺴﻴطﺎت ، ﻓﻲ ﺤﻴن ﮐﺎﻨت ﺘﺘراوح ﺒﺎﻟﺠزاﺌر ﻤﺎ ﺒﻴن 12 و 15 ﻓرﻨﮐﺎ" (Milliot, 1934 : 315) .

  ﻟم ﺘﺴﺎﻫم اﻟﻬﺠرة ﻨﺤو اﻟﺠزاﺌر ﻓﻲ إﺤداث ﺘﺤوﻻت ﮐﺒﻴرة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟرﻴﻔﻲ، وﻟﮐﻨﻬﺎ ﺴﺎﻫﻤت ﺒﺸﮐل أو ﺒﺂﺨر ﻓﻲ اﻟﺘﻘﻟﻴص ﻤن ﺤدة اﻷزﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﮐﺎﻨت ﺘﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟﻤﻨطﻘﺔ ، ﻨﺘﻴﺠﺔ تعاﻗب ﺴﻨوات اﻟﺠﻔﺎف ﮐﻤﺎ، وﻓرت ﻤوردا ﻤﺎﻟﻴﺎ إﻀﺎﻓﻴﺎ ﮐﺎن اﻟرﻴﻔﻴون ﻓﻲ أﻤس اﻟﺤﺎﺠﺔ إﻟﻴﻪ."وﮐﺎن ﻤﺒﻟﻎ اﻷﺠرة اﻟﻤﺤﺼل ﻋﻟﻴﻬﺎ ﻴﺘراوح ﻤﺎ ﺒﻴن 2 و 3.50 ﻓرﻨك، وﮐﺎن ﮐل ﻤﻬﺎﺠر ﻴﺤول إﻟﯽ اﻟرﻴف ﻤﺒﻟﻐﺎ ﻴﺘراوح ﻤﺎ ﺒﻴن 0.50 ﻓرﻨك ﻴوﻤﻴﺎ، وﻫذا ﻤﺎ ﻴﻌﺎدل ﺨﻼل ﻫذه اﻟﻔترة 14ﮐﻟﻎ ﻤن اﻟﺸﻌﻴر". (El Ouariachi, 1981 : 81 .) وﺒﻌد اﺴﺘﻘﻼل اﻟﺠزاﺌر ﺘوﻗﻔت اﻟﻬﺠرة ﻤن اﻟرﻴف ﻨﺤو ﻫذا اﻟﺒﻟد، ﻟﺘﺘﺠﻪ ﻨﺤو دول أورﺒﺎ اﻟﻐرﺒﻴﺔ اﺒﺘداء ﻤن اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ﻤن اﻟﻘرن اﻟﻌﺸرﻴن .

النص الكامل : للقراءة والتحميل اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا