التسميات

الجمعة، 8 ديسمبر 2017

دراسة جغرافية للاستثمار الزراعي في قضاء شط العرب للمدة 1979 ـ 2000 م



دراسة جغرافية للاستثمار 

الزراعي في قضاء شط العرب

للمدة 1979 ـ 2000 م 

الأستاذة بشرى رمضان ياسين 
   أولاً : المقدمة :

  يرتبط تحقيق الأمن الغذائي في أي دولة إلى حد كبير باستثمار قاعدة الموارد الطبيعية ( التربة والمياه ) بإتباع الإدارة الزراعية الرشيدة ، بهدف استدامة تلك الموارد والحفاظ على التوزان البيئي ، لقد تعرضت البيئة الزراعية في قضاء شط العرب إلى ضغوط بشرية ساهمت في تدهور الإنتاج الزرعي ، لذا يهدف هذا البحث إلى دراسة تغيير الاستثمار الزراعي في القضاء من خلال تحليل الأسباب والعوامل التي أدت إلى تغيير خصائص الموارد الزراعية وتغير الأهمية الزراعية عن طريق المقارنة بين المساحات المستثمرة في زراعة مختلف المحاصيل متخذين من عام 1979 م أساساً لذلك . 


  لقد اقتضت متطلبات البحث والظروف التي مرت بها المنطقة خلال المدة من ( 1979 ـ 2000م )  تقسيم فترة الدراسة إلى أربع فترات هي : 

 ـ الفترة الأولى قبل عام 1980 . 

ـ الفترة الثانية من عام ( 1980 ـ 1988 ) م وهي فترة الحرب العراقية الإيرانية . 

ـ الفترة الثالثة من ( 1989 ـ 1990 ) م . 

ـ الفترة الرابعة من ( 1991 ـ 2000 ) م وهي ضمن سنوات الحصار الاقتصادي على القطر العراقي . 

     اعتمد البحث على جمع البيانات من الدوائر الزراعية في محافظة البصرة ومن الدراسة الحقلية فضلاً عن تحليل بعض نماذج الترب والمياه مختبرياً . 

ثانياً : الخصائص الجغرافية المؤثرة في الإنتاج الزراعي :

1 ـ الموقع والمساحة

  يتضح من الخارطة ( 1 ) أن قضاء شط العرب يقع في الجزء الشرقي في محافظة البصرة ، وبذلك يعد جزء من الحدود الجنوبية الشرقية للعراق مع دولة إيران ، حيث يحده من الغرب قضاء البصرة ومن الشمال قضاء القرنة ، ومن الجنوب والجنوب الغربي قضاء أبي الخصيب ، يمتد القضاء فلكياً بين دائرتي عرض (ـ 30.25 ° ـ 31° ) شمالا وقوسي طول ( ـ 47.30 ـ 48.30° ) شرقاً ، تبلغ مساحة القضاء الكلية ( 2055 ) كم 2 ( وزارة التخطيط / 2001 / ص 17 ) وبما يعادل ( 822000 ) دونم وبنسبة ( 10.77 % ) من مساحة محافظة البصرة البالغة ( 7628000 ) دونم ، تبلغ المساحة الصالحة للزراعة في القضاء ( 142809 ) دونم وبنسبة ( 17.3 % ) من المساحة الكلية للقضاء و ( 21.18 % ) من مجموع المساحة الصالحة للأستثمار الزراعي في محافظة البصرة والبالغة ( 674107 ) دونم لسنة ( 2000 ) م ( مديرية زراعة البصرة / التخطيط / 2000 ) يتضح من الخارطة ( 2 ) أن منطقة الدراسة تتكون من الناحية الإدارية من مركز القضاء والذي يتكون من ( 33 ) مقاطعة زراعية ويبلغ مجموع مساحتها الصالحة للزراعة ( 85644 ) دونم ، وناحية النشوة ( 1 )التي تتكون من ( 20 ) مقاطعة زراعية ومساحتها الصالحة للزراعة ( 57165 ) دونم لسنة 2000 م . 
 2 ـ الوضع الجيولوجي والسطح : 
   تعد أراضي قضاء شط العرب امتداد لأراضي السهل الرسوبي الفيضي في العراق والذي هو عبارة عن حوض مقعر مملوء بالترسبات القديمة المغطاة برواسب نهرية حديثة على شكل طبقات تتكون من الطين والغرين والرمل ، تعود إلى عصور الهولوسين إذ يبلغ سمكها ( 7 ) متر ( الربيعي / 1988 / ص 2 ) جلبتها انهار دجلة والفرات وشط العرب والكارون فضلاً عن الرياح ومازالت هذه العوامل الجيومورفولوجية تقوم بنقل الرواسب إلى أراضي القضاء إذ تتم عملية ترسيب الحمولة النهرية من خلال مياه الري والفيضانات فضلاً عن ظاهرتي المد والجزر . 

  يتصف سطح القضاء بالانبساط النبسي في معظم أراضيه ، إلا أنه توجد تباينات محلية بين مستويات السطح في المنطقة نتيجة لتباين كميات الرواسب النهرية من منطقة إلى أخرى ، حيث تقل رواسب مجرى شط العرب بأتجاه الجنوب من جهة وكلما ابتعدنا عن مناطق الضفاف باتجاه الشرق ضمن أراضي القضاء من جهة أخرى ، إذ يتضح من خارطة ( 3 ) أن مستويات السطح في الأقسام الشمالية تصل إلى( 2.5 ) متر عن مستوى سطح البحر ، حتى الأراضي الزراعية في ناحية النشوة وتنخفض تدريجياً باتجاه الجنوب حتى تصل إلى ( 1 ) متر في مناطق عتبة والصالحية ، وترتفع هذه المستويات في المناطق الواقعة على جوانب مجاري الأنهار إلى أكثر من ( 3 ) متر وتنخفض إلى أقل من ( 1.5 ) متر كلما ابتعدنا عن مناطق الضفاف باتجاه ذنائب الأنهار حتى تصل إلى أقل من ( 1 ) متر في الأقسام الشرقية من أراضي القضاء الأمر الذي انعكس على انحدار سطح أراضي الأرض التدريجي من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب باتجاه الشرق . 


  المصدر : الهيئة العامة للمساحة، خارطة محافظة البصرة ، مقياس 500000:1، بغداد ، 1994 .


  المصدر: خارطة المقاطعات الزراعية في محافظة البصرة، مقياس 200000:1 ، 1992م
  يتضح من الخارطة ( 4 ) أن سطح القضاء يتكون من مناطق ضفاف الأنهار التي تحتل الأراضي الواقعة في الجهات الغربية من منطقة البحث وبموازاة مجرى نهر شط العرب من الشمال إلى الجنوب وتمتد باتجاه المناطق الوسطى والشرقية إلى عمق يتراوح بين ( 3 ـ 8 ) كم والتي تمتاز بارتفاعها النسبي عن أراضي المناطق المجاورة ، وقد انعكست هذه الخصائص الطبيعية بصورة ايجابية على خصائص الترب الزراعية وامتداد شبكة جداول الري والبزل وعملية الصرف المائي الجيد ، لذا تعد من انسب المناطق للإستثمار الزراعي في القضاء ، مما شجع السكان على التركز ضمن هذه المناطق واستثمارها زراعياً بمختلف أنواع المحاصيل وعملوا منذ القدم على شق جداول الري والبزل من مجرى شط العرب لتنظيم عملية الإرواء . 

  تحتل أراضي السباخ الأقسام الشرقية في مقاطتي ( 26 و 33 ) وبمساحة ( 377554 ) دونم ( مديرية زراعة البصرة / قسم الأراضي ) ويصل بنسبة ( 45.9 % ) من مجموع المساحة الكلية في القضاء وهي غير صالحة للاستثمار الزراعي كما تنخفض فيها الكثافة السكانية فضلاً عن تعرض سطح الأرض فيها إلى مظاهر التخريب الناجمة عن العمليات العسكرية طوال سنوات الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 ـ 1988 ) م وقد إمتدت أثار تلك العمليات إلى أراضي بعض القرى الزراعية الواقعة في مناطق ضفاف الأنهار مثل قرى اليوارين والعجراوية والطويلة والفياض والتي أثرت سلباً على الإنتاج الزراعي كما سيتضح لاحقاً . 

 3 ـ الخصائص المناخية : 

  تعد عناصر المناخ من العوامل البيئية المؤثرة في الإنتاج الزراعي كما أنها تساهم في تحديد أنواع المحاصيل المستثمرة في منطقة دون أخرى والتحكم في التوزيع المكاني لتلك المحاصيل في طول او قصر فصل النمو ، أن تباين كمية الاشعاع الشمسي المستلمة بين الفصل البارد والفصل الحار يؤدي إلى تباين وتنوع المحاصيل الزراعية الشتوية والصيفية حيث يختلف مقدار الاشعاع الشمسي الواصل إلى سطح المنطقة حيث يبلغ المعدل العام لكمية الاشعاع الشمسي ( 549.3 ) سعرة / سم 2 ويصل أعلى معدل لها في شهر حزيران إلى ( 782 ) سعره / سم 2 / يوم وأدنى معدل لها في شهر كانون الأول ( 300 سعرة / سم 2 / يوم ) ، ( الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية / قسم المناخ ) . 

  يصل معدل ساعات النهار النظري ( 14.04 ) ساعة في شهر حزيران ومعدل عدد ساعات النهار الفعلي ( 11.1 ساعة / يوم ) وتنخفض إلى أدنى قيمتها في شهر كانون الأول حيث تصل إلى ( 10.14 ) ساعة / يوم ومعدل عدد ساعات النهار الفعلي ( 6.8 ) ساعة / يوم . 

  يتضح من الجدول ( 1 ) تباين معدل درجات الحرارة في منطقة الدراسة من شهر لآخر حيث يبلغ المعدل السنوي العام ( 24.7 م° ) ترتفع في شهر تموز وآب إلى ( 35.2 ، 34.6 ) م° على التوالي وتنخفض إلى أدنى قيمتها في شهر كانون الثاني ( 12.2 م° ) ، في حين يبلغ المعدل العام لدرجة الحرارة العظمى ( 31.8 ) م° وتصل إلى أعلى معدلاتها في شهري تموز وآب ( 42.5 ، 42.6 م° ) على التوالي ، وبمقارنة معدلات درجات الحرارة الصغرى والعظمى في جدول ( 1 ) مع المتطلبات الحرارية لمحاصيل البستنة والحقلية في جدول ( 2 ) نجدها ملائمة جداً . 

  يصل المعدل السنوي لسرعة الرياح إلى ( 3.3 ) م / ثا وتزداد سرعتها في شهري حزيران وايلول إلى ( 4.5 ، 3.1 ) م / ثا على التوالي وتنخفض في شهري كانون الأول وكانون الثاني إلى ( 2.7 ، 2.9 ) م / ثا على التوالي ، إن ازدياد سرعة الرياح في حزيران وايلول يساهم في زيادة الضائعات المائية عن طريق التبخر وبالتالي زيادة الضائعات المائية عن طريق التبخر ومعدلات ترسيب الاملاح في قطاع التربة وعلى السطح من جهة وزيادة جفاف سطح التربة من جهة أخرى . 

  يصل المعدل السنوي للرطوبة النسبية إلى ( 50.8 % ) يرتفع في شهر كانون 


  المصدر:
   1 ـ الهيئة العامة للمساحة ، خارطة محافظة البصرة ، مقياس الرسم 500000:1 ، بغداد ، 1994 م .
   2 ـ بشرى رمضان ياسين ، العلاقات المكانية بين مستويات السطح والزراعة في محافظة البصرة ، أطروحة دكتوراه ، مقدمة الى قسم الجغرافية ، كلية الاداب ، جامعة البصرة ، 1998 م ، ص 24 ، ( غير منشورة ) .


  المصدر:
   1 ـ الهيئة العامة للمساحة ، خارطة محافظة البصرة ، مقياس الرسم 500000:1 ، بغداد ، 1994 م .
   2 ـ بشرى رمضان ياسين ، العلاقات المكانية بين مستويات السطح والزراعة في محافظة البصرة ، اطروحة دكتوراه ، مقدمة الى قسم الجغرافية ، كلية الاداب ، جامعة البصرة ، 1998 م ، ص 24 ، ( غير منشورة ) .
   الأول والثاني وشباط ( 71% ، 72% ، 65 % ) بينما تنخفض في شهري تموز وآب إلى ( 36 % ، 38 % ) على التوالي ، يؤدي ارتفاع الرطوبة النسبية إلى انتشار الامراض الفطرية التي تصيب اوراق بعض المحاصيل الزراعية في القضاء مثل الخضروات وبالتالي تؤدي إلى رداءة نوعيتها ، ويبلغ مجموع كمية الامطار السنوية في المنطقة ( 128.11 ) ملم ( الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية / قسم المناخ ) حيث يبدأ هطولها في شهر تشرين الاول وتصل اقصاها في كانون الثاني إلى ( 30.3 ) ملم وهي لا تفي لري المحاصيل المزروعة . 

المصدر : جمهورية العراق ، وزارة النقل والمواصلات الهيئة العامة للانواء الجوية العراقية ، قسم المناخ ، بيانات غير منشورة

جدول ( 2 )
درجات الحرارة الصغرى والعظمى والمثلى (م°) لأنبات بعض المحاصيل الزراعية

المحصولالصغرىالعظمىالمثلى
الرقي183521 ـ 30
الطماطة182425 ـ 30
الخيار1518 ـ 24
الباقلاء42415 ـ 18
القمح43625
الشعير53020
اشجارالنخيل155
  المصدر:
   1 ـ عباس فاضل السعدي ، التوزيع الجغرافي لزراعة الخضروات في العراق ، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية ،ع 54 ، الكويت ، مطبعة الوطن الكويتية ، 1988 ، ص 131 ـ 158 .
   2 ـ اوميد نوري محمد امين ، مبادىء المحاصيل الحقلية ، البصرة ، مطبعة جامعة البصرة ، 1988 ، ص 179 . 
 4 ـ خصائص التربة :

  أن تربة قضاء شط العرب هي ترب رسوبية منقولة تكونت خلال العصور الجيولوجية الحديثة بفعل ما جلبته مياه انهار دجلة والفرات وشط العرب من مفتتات صخرية ورواسب خاصة خلال مواسم الفيضانات المتكررة ، ونظراً لاختلاف عمليات الترسيب وتباين مواقعها فقد تباينت أنواع التربة وخصائصها نسبياً في منطقة البحث إذ يمكن تصنيفها كما في خارطة ( 5 ) إلى : 
    1 ـ ترب كتوف الأنهار الطبيعية ( ترب صدور الأنهار ) . 
    2 ـ ترب ذنائب الأنهار . 
    3 ـ ترب أراضي السباخ . 

  إذ تكون نطاق ترب كتوف الأنهار بفعل ترسيب المواد الخشنة من الطين والغرين والرمل التي جلبتها مياه الفيضانات المتكررة فضلاً عن الرواسب الناجمة عن مياه الري والمد والجزر ، تمتد ترب هذه الأراضي من الأجزاء الشمالية في ناحية النشوة وبمحاذاة الضفة الشرقية لمجرى نهر شط العرب كما تحتل مواقع صدور الأنهارالمتفرعة من شط العرب وحتى الاجزاء الجنوبية من الأراضي الزراعية في عتبة ، في حين تحتل ترب ذنائب الأنهار مواقع نهايات جداول الري والصرف المتفرعة من مجرى شط العرب الممتدة من منطقة السويب شمالاً وحتى منطقة عتبة جنوباً ، أما ترب أراضي السبخ فتحتل الأجزاء الشرقية من قضاء شط العرب وتتصف بالتغدق وارتفاع معدلات ملوحتها لذلك ليس لها أهمية من الناحية الزراعية . 

  يتضح من الجدول ( 3 ) أن المعدل العام لمفصولات الترب من الرمل والغرين والطين ( 5 %، 65 % ، 30 % ) على التوالي وتتباين هذه النسب بين مناطق ضفاف الأنهار وذنائبها كما هو الحال في ترب ضفاف واحواض مناطق النشوة والكباسي وعتبة . 


  المصدر :
   1 ـ الهيئة العامة للمساحة ، خارطة محافظة البصرة ، مقياس الرسم 500000:1 ، بغداد ، 1994 م .
   2 ـ بشرى رمضان ياسين ، العلاقات المكانية بين مستويات السطح والزراعة في محافظة البصرة ، اطروحة دكتوراه ، مقدمة الى قسم الجغرافية ، كلية الاداب ، جامعة البصرة ، 1998 م ، ص 24 ، ( غير منشورة ) .
    يبلغ المعدل العام لتفاعل التربة في قضاء شط العرب ( 7.3 ) أما المعـدل العام لملوحـة التربـة فيبلـغ ( 13.1 ) ديسمنز / م ووفقـاً لتصنيف U.S.A(2) ( FAO unesco ، 1973 ، P75 ) اعتبرت ترب منطقة الدراسة عالية الملوحة ، وتتباين قيم معدلات الملوحة من مكان إلى آخر إذ تنخفض في مناطق صدور الآنهار فتتراوح بين ( 6.6 ـ 8.2 ) ديسمنز / متر ووفقاً للتصنيف اعلاه فهي متوسطة إلى عالية الملوحة ، بينما ترتفع في مناطق ذنائب الأنهار فتتراوح بين ( 16 ـ 22 ) ديسمنز / متر وبذلك فهي عالية الملوحة جداً ، انعكس التباين الموقعي في خصائص التربة على تباين كثافة الاستثمار الزراعي بين مناطق صدور الأنهار وذنائبها وعلى نوعية الإنتاج الزراعي وتباين في معدلات الغلة ، حيث تبين من الدراسة الميدانية ارتفاع درجة التركز الزراعي في المقاطعات الزراعية الواقعة على ضفاف الأنهار إلى 95 % بينما تنخفض إلى اقل من 50 % كلما اتجهنا إلى المقاطعات الزراعية الواقعة في الأجزاء الشرقية من مناطق ذنائب الأنهار . 

جدول ( 3 )
بعض الخصائص الفيزياوية والكيمياوية لتربة قضاء شط العرب 

الموقعالنسب المئوية لمفصولات التربةPHSat Ext
dsm-1/m
رمل %غرين %طين %
ضفاف ( لنشوة )766277.56.6
ضفاف( الكباسي )761327.37.3
ضفاف ( عتبة )662327.209.2
ذنائب النشوة3.562.5347.316
ذنائب عتبة2.56313.17.322
ذنائب الكباسي376217.218
المعدل العام565307.313.1
  المصدر : من عمل الباحث بالاعتماد على تحليل نماذج الترب في مختبرات كلية الزراعة ، جامعة البصرة ، 2002 م .
 5 ـ الموارد المائية : 

    يعتمد النشاط الزراعي على المياه السطحية لمجرى شط العرب، حيث يخترق أراضي القضاء شبكة من جداول الري والصرف المتفرعة من الضفة اليسرى من نهر شط العرب كما يظهر في خارطة ( 6 ) إذ يبلغ عددها ( 115 ) قناة نهرية ( مديرية الموارة المائية / التخطيط والمتابعة / 2002 ) مثل جداول ( كتيبان ، باب جليع ، الكباسي ، كردلان ، الحوامد ، نهر جاسم ) وغيرها فضلاً عن مجرى شط العرب الصغير الذي يخترق الأقسام الجنوبية من القضاء والذي تتفرع منه شبكة من جداول الري والصرف مثل ( كوت الجوع ، كوت باشا ، كوت سوادي ، الدعيجي ) والتي كانت لها أهمية في إرواء الأراضي الزراعية المستثمرة في مناطق عتبة والدعيجي والصالحية قبل عام 1980 م ، إلا ان معظم جداول هذه الشبكة قد انخفضت كفاءتها الاروائية بسبب التراكم المستمر للرواسب نتيجة الاهمال ، والبعض الاخر منها قد إندثر بسبب العمليات العسكرية التي دمرت بساتين تلك الأراضي للمدة من ( 1980 ـ 1988 ) م ، علماً أنه توجد خطط مستقبلية لاستصلاحها أعدت من قبل الدوائر الزراعية ذات العلاقة في محافظة البصرة تهدف إلى إعادة تأهيل مثل هذه المناطق وتقديم السلف والمستلزمات الزراعية للمزارعين . 

  تباين تصريف مياه شط العرب والجداول المتفرعة منه من فصل إلى آخر ومن سنة إلى أخرى ، حيث تزداد كمية التصريف في فصل الربيع وتستمر بالزيادة حتى نهاية شهر تموز وتأخذ بالانخفاض التدريجي في فصل الخريف حتى نهاية شهر تشرين الأول ، كما يتأثر شط العرب بظاهرتي المد والجزر والتي لها أهمية واضحة في ري وبزل الأراضي الزراعية في منطقة الدراسة ، إن زيادة تصريف مياه هذه الانهار ينعكس ايجابياً على اتساع مساحة الأراضي المستثمرة زراعياً وزيادة معدلات الغلة الزراعية ، وقد بلغ المعدل العام لملوحة مياه شط العرب في محطة المعقل ( 1.9 ) ملموز / سم للمدة من ( 1994 ـ 1996 ) م ارتفعت إلى ( 3.6 ) ملموز / سم سنة 2000 ( مديرية الموارة المائية / قسم المدلولات المائية ) ، وقد أظهرت نتائج التحليلات المختبرية لعينات من مياه شط العرب(3) في مناطق جنوب النشوة أن قيم الملوحة تراوحت بين ( 2.1 ـ 2.9 ) ملموز / سم ومن نهر الكباسي الرئيس تراوحت بين ( 4.9 ـ 5.2 ) ملموز / سم ، أما مياه جداول الري الفرعية في نهـر الكباسي التي تروي البساتين الزراعية في تلك المناطق فقد تراوحت بين ( 6.5 ـ 6.9 ) ملموز / سم ، وعلى ضوء هذه النتائج فأن مياه الري في قضاء شط العرب تصنف بأنها مياه عالية الملوحة جداً وفقاً لمعيار U.S.D.A (4) ( علاوي وعزوز / 1984 / 128 ) ، وهي مياه صالحة لري المحاصيل التي تتحمل الملوحة بشرط الحفاظ على خصوبة الترب وصرفها الجيد .

 6 ـ الأيدي العاملة الزراعية : 

  تبرز أهمية الأيدي العاملة في القضاء لسيادة الزراعة الكثيفة والمتميزة بتعدد الحقول الزراعية وصغر مساحة حيازتها ، يتضح من جدول ( 4 ) أن نسبة سكان الريف بلغت ( 6.5 ، 6.4 ، 5.1 ) من مجموع سكان ريف محافظة البصرة للتعدادات السكانية ( 1977 ، 1987 ، 1997 ) م على التوالي ، ويوضح جدول ( 5 ) إن سكان الريف في مركز القضاء ارتفع من ( 1259 ) نسمة عام 1977 إلى ( 2939 ) نسمة عام 1997 م ومن أسباب ذلك ضم جميع المقاطعات الزراعية في ناحية عتبة الملغاة إلى مركز قضاء شط العرب مثل كوت الكوام وكوت الجوع والصالحية وبواقع ( 872 ، 1575 ، 76 ) نسمة على التوالي حسب تعداد سنة ( 1997 ) م ، إلا أن معظم المقاطعات الزراعية الاخرى في ناحية عتبة الملغاة لم يرجع سكانها إليها بعد نزوحهم منها منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية ، مثل مقاطعات الطويلة واليوارين والسلمانية ونهر جاسم وغيرها والتي يبلغ مجموع سكان الريف فيها ( 12427 ) نسمة حسب تعداد 1977 م كما يظهر جدول ( 6 ) علماً ان عدد الحائزين الزراعيين فيها كانوا ( 1415 ) مزارع ، مما يظهر حجم المشكلة الزراعية التي برزت في القضاء بسبب ارتحال السكان من هذه المقاطعات التي تبلغ مساحتها ( 21534 ) دونم وبنسبة ( 27.94 % ) من مجموع المساحة الصالحة للزراعة في القضاء ، حيث تعرضت بساتين هذه المقاطعات إلى الاهمال وتركها دون استثمار . 

  يبلغ عدد سكان الريف في ناحية النشوة ( 15286 ) نسمة حسب تعداد 1997 م حيث يظهر من الجدول ( 7 ) أنهم يتوزعون على ( 20 ) مقاطعة زراعية وهذه بدورها تتكون من عدد من القرى، حيث تبين من الدراسة الميدانية أن معظم أراضيها تستثمر في الزراعة الواسعة المتمثلة بمحصولي الحنطة والشعير ، وعند مقارنة عدد السكان في جدول ( 7 ) مع خارطة المقاطعات الزراعية ( 2 ) يتضح أن معظم السكان يتركزون في مناطق ضفاف الأنهار ، وقد بلغ عدد الأيدي العاملة التي تمارس الزراعة فعلاً في القضاء ( 3479 ) عامل زراعي لسنة 1997 م منهم ( 2792 ) عامل في مركز القضاء و( 686 ) عامل في ناحية النشوة ( مديرية زراعة البصرة / التخطيط والمتابعة ) ، وعلى فرض أن العامل الواحد ينتمي إلى أسرة ريفية عدد أفرادها يتراوح بين ( 3 ـ 5 شخص يشاركون في العمل الزراعي فأن الكثافة الإنتاجية تكون* ( 0.52 ـ 0.87 ) نسمة / كم2 لسنة 1997 ، ارتفعت إلى ( 0.70 ـ 1.17 ) نسمة / كم2 في سنة 2000 م .
* الكثافة الإنتاجية = عدد العاملين في الزراعة / مساحة الأراضي المزروعة


  المصدر :    الخارطة من عمل الباحث اعتمادا على مديرية الموارد المائية في محافظة البصرة ، قسم التخطيط والمتابعة ، خرائط غير منشورة ، مقياس 1 : 200000 ، 2001 .

 جدول ( 4 )
   عدد سكان قضاء شط العرب ( نسمة ) ونسبتهم من سكان محافظة البصرة للتعدادات 1987 ، 1977 ، 1997 م .

التعداد / السكانقضاء شط العربمحافظة البصرة% سكان ريف ريف
القضاء من ريف المحافظة
حضرريفالمجموعحضرريفالمجموع
197758974136963237080045320817310086266.5
1987916015615247756306732415038721766.4
1997644817822582706114676335685815036215.1

جدول ( 6 )
عدد سكان الريف والحائزين الزراعيين ( نسمة ) في ناحية عتبة الملفات حسب
المقاطعات الزراعية ومساحتها ( دونم ) لسنة 1977

رقم المقاطعة راسمهاالمساحةعدد السكانالحائزين الزراعيين
1 ـ الطويلة30691360150
2 ـ البوارين9542797360
3 ـ السلمانية48974990
4 ـ نهر جاسم49751485145
5 ـ كوت سوادي1672993114
6 ـ كوت الكوام327580969
7 ـ العجيراوية الشمالية2460970107
8 ـ الصالحية24652332253
9 ـ العجيراوية الجنوبية2170932100
المجموع21534124271415
  المصدر :
   1 ـ جمهورية العراق ، وزارة التخطيط ، الجهاز المركزي للإحصاء ، هيئة التعداد العام والدراسات السكانية ، نتائج ترقيم المباني ، وحصر السكان لسنة 1977 ، ص 2034 .
   2 ـ مديرية الزراعة في محافظة البصرة، قسم التخطيط والمتابعة، بيانات غير منشورة .

جدول ( 7 )
سكان الريف في ناحية النشوة حسب المقاطعات لتعداد 1997 م

رقم المقاطعة واسمهاعدد السكانرقم المقاطعة واسمهاعدد السكان
24 طلاع الدرجة والشبهات116234 مزارع الحوافظ148
25 طلاع ابو غريب95235 البوبصري474
26 المغاني112336 الراضية والخليلة2355
27 اليوشج19137 اراضي مزارع ابو بصري623
28 ابو غريب86638 كوت النزال191
29 اللاقية56139 السيد علي نور1148
30 الدرجة والشبهات110641الحوية81
31 النشوة33542 الشوملي71
32 البيجية26843 الشيبازية51
33 الحوافظ وابو دلفة326944 عبودة والذروة291
المصدر : مديرية الإحصاء في محافظة البصرة ، بيانات تعداد ، 1997 م ، في محافظة البصرة ، غير منشورة .
 ثالثاً : تغيير الأهمية الزراعية لقضاء شط العرب :
  لقد تغيرت الاهمية الزراعية لمنطقة البحث وذلك وفقاً للتحليل الآتي : 

 أ ـ الفترة الأولى (سنة 1979م) : 

  حيث تشمل جميع الأراضي المستثمرة زراعياً في مركز القضاء وفي ناحية عتبة الملغاة، إذا كانت المساحة المستثمرة فعلاً بمختلف أنواع المحاصيل ( 1992 ) دونم كما في جدول ( 8 ) وبنسبة ( 29.61 % ) من مجموع المساحة الصالحة للزراعة في قضاء شط العرب والبالغة ( 67252 ) دونم وبنسبة ( 18.9 ) من مجموع المساحة المنتجة في محافظة البصرة والبالغة ( 105142 ) دونم لسنة 1979 ( مديرية زراعة البصرة / التخطيط والمتابعة ) تتباين هذه المساحات بين الموسمين الشتوي والصيفي ومن محصول زراعي لآخر ، إذ احتلت المحاصيل الشتوية المستثمرة في القضاء مساحة ( 14894 ) دونم والمحاصيل الصيفية ( 5026 ) دونم حيث احتل محصول الشعير المرتبة الأولى وبمساحة ( 12400 ) دونم للسنة نفسها . 

 ب ـ الفترة الثانية ( 1980 ـ 1988 ) م :

  يتبين من الجدول ( 8 ) وشكل ( 1 ) تذبذب في المساحة المستثمرة زراعياً ، وهناك تقلص في المساحة المزروعة بمختلف المحاصيل طوال هذه الفترة مقارنة مع سنة الأساس وهذا ناجم عن المشكلات الزراعية التي واجهها القضاء بسبب استخدامات الأراضي الزراعية للأغراض العسكرية كما ذكرنا مما تقدم من البحث ، وفي مناطق الصالحية والعجيراوية ونهر جاسم والبوارين والطويلة ونزوح السكان عن معظم الأراضي إلى مركز قضاء شط العرب وإلى بقية الوحدات الإدارية في محافظة البصرة والمحافظات الاخرى من العراق ، فضلاً عن اهمال العديد من البساتين في المقاطعات الزراعية الأخرى في القضاء من جراء انخراط اصحابها في سلك الخدمة العسكرية ، أو الوظائف الحكومية الأخرى التي تساهم في رفع مستوى دخل الفرد ، وبذلك انخفضت المساحات المستثمرة إلى ( 5630 ، 2797 ، 6305 ) دونم للسنوات ( 1980، 1981 ، 1982 ) م عن سنة الأساس حيث بلغت نسبة التغير ( ـ 7 ، 71 ، ـ 9 ، 85 ، ـ 3 ، 68 ) على التوالي ولم تسجل سنة 1983 م بيانات عن المساحات المستثمرة وذلك بسبب اشتداد ذروة المعارك العسكرية في تلك السنة والتي ادت إلى نزوح معظم المزارعين من بساتينهم في نهاية الموسم الشتوي وعودتهم إليها بعد نهاية مواعيد الزراعة للموسم الصيفي من السنة نفسها ، كما توقف النشاط الزراعي في القضاء لسنتي ( 1987 ، 1988 ) وذلك للسبب نفسه . 
 جـ ـ الفترة الثالثة ( 1989 ـ 1990 ) م :

  لقد عاد النشاط الزراعي تدريجياً بعدعودة المزارعين إلى بساتينهم ضمن المقاطعات الزراعية الواقعة في مركز القضاء وناحية النشوة حين انتهاء الحرب العراقية الإيرانية ، وقد بلغ مجموع المساحات المستثمرة ( 1339 ، 11942 ) دونم في سنتي ( 1989 ، 1990 ) م على التوالي وبنسبة تغير ( -93.2 % ، -40 % ) عن سنة الأساس . 

 د ـ الفترة الرابعة ( 1991 ـ 2000 ) م :

  أن أداء القطاع الزراعي في هذه الفترة كان أفضل من السنوات السابقة ، حيث أخذت المساحة المستثمرة فعلا بالاتساع على الرغم من تذبذبها بين سنة واخرى ، وذلك اثر حملة الاستزراع التي قامت بها الدوائر الزراعية ذات العلاقة وبالتعاون مع مزارعي القضاء ، وإعداد الخطط التنموية الهادفة للنهوض بالقطاع الزراعي عن طريق دعم الدولة للخدمات الزراعية المتعلقة بتخليص شبكة الري والصرف من الرواسب وتزويد المزارعين ببعض انواع البذور المحسنة ذات الإنتاجية العالية وتشجيع الزراعة الواسعة وزراعة المحاصيل الاستراتيجية في ناحية النشوة، الأمر الذي ساعد على توسع المساحات المستثمرة نسبياً في القضاء لسنتي 1996 و 1997 وبنسة تغير ( 6.2 % ، 0.36 % ) على التوالي مقارنة بنسنة الاساس 1979 ، إلا أنها اخذت تنخفض ، تدريجياًَ إلى ( 12803 ) و ( 17388 ) دونم في عامي 1999 و 2000 وبنسنة تغير ( ـ 7 و 35 % ) و ـ 12.7 % عن سنة الاساس، وبنسبة 16.6% و 12.1% من المساحة الصالحة للزراعة في القضاء . 

جدول ( 8 )
المساحة المزروعة ( دونم ) بالمحاصيل الزراعية في قضاء شط العرب للمدة من ( 1979 ـ 2000 ) م

المساحة/السنواتالموسمالمجموعنسبة التغير%
الصيفيالشتوي
197914894502619920
1980311925115630-71.7
1981163611612797-85.9
198257805256305-68.3
1983----100
1984254518934438-77.7
1985150118303331-83.2
1986148415533037-84.4
1987----100
1988----100
19897366031339-93.2
199010843109911942-40.0
199112439543617875-10.2
19928273404712320-38.1
19938209217210381-47.8
19949290127010560-46.9
199514517445618973-4.7
199614890627921169+6.2
19971060510093199920.36
199861481041816566-16.8
19997839496412803-35.7
200010267712117388-12.7
المصدر : مديرية زراعة البصرة / قسم التخطيط والمتابعة / سجلات رسمية ( 79 ـ 2000 ) م ، غير منشورة .


رابعاً : التركيب المحصولي في قضاء شط العرب للمدة من ( 1979 ـ 2000 ) م : 

  يتضح من تحليل الجداول ( 9 ، 10 ، 11 ) تنوع المحاصيل الزراعية المنتجة في القضاء مما يدل على توفر الإمكانات الطبيعية الملائمة لاستثمارها وتنوعها خلال الموسمين الشتوي والصيفي على النحو التالي : 
 أ ـ نمط محاصيل البستنة :  وتقسم هذه المحاصيل إلى:
 1 ـ زراعة الخضراوت:
  تتنوع الخضروات الورقية المنتجة في القضاء للموسمين الشتوي والصيفي حيث احتلت زراعة الخضروات الورقية الشتوية والصيفية المرتبة الأولى من بين المحاصيل ، فعلى الرغم من تذبذب المساحات المزروعة من سنة إلى أخرى شكل ( 2 ) إلا انها اتسعت نسبياً من 2916 دونم عام 1979 إلى ( 13939 ) دونم سنة 2000 م وبنسبة 14.6 % ـ 80.1 % للفترة نفسها من مجموع المساحة المنتجة في القضاء ، ويرجع السبب في هذه الزيادة إلى ارتفاع مستويات الطلب نظراً لزيادة الكثافة السكانية في المراكز الحضرية وزيادة قدرتهم الشرائية ووعي السكان بالاهمية الغذائية للخضروات ، فضلاً عما تميز به محاصيل الخضروات بقصر فصل نموها مقارنة بأنواع المحاصيل الأخرى وإمكانية استثمارها في الحيازات الزراعية ذات المساحات الصغيرة . 

  تحتل زراعة الطماطة الشتوية المرتبة الثانية وبمساحة ( 576 ) دونم ( 2.3 % ) من مجموع المساحة المنتجة لسنة 2000 م ، وتحتل الباقلاء الخضراء والجزر المرتبتين الثالثة والرابعة من الخضروات الشتوية ، أما الخضروات الصيفية فيحتل خيار القثاء والباميا المرتبتين الثانية والثالثة في الموسم الصيفي لسنة 2000 م ، وتشير معطيات الجدولين ( 9 ، 10 ) إلى تقلص المساحة المنتجة لبعض المحاصيل والتغيير في التركيب المحصولي ، إذ اختلفت زراعة بعض المحاصيل مثل الطماطة الصيفية والتوسع في زراعة محاصيل أخرى مثل الرقي والبطيخ .





 2 ـ أشجار النخيل :

  تتركز زراعة أشجار النخيل فوق ضفاف شط العرب إذ تزداد كثافتها في مناطق صدور الأنهار مقارنة بالذئانب ابتداءاً من ناحية النشوة شمالاً وباتجاه مركز القضاء إلى جنوبه ضمت أراضي عتبة وجزيرة الفياضي وشلهة الاغوات، حيث كانت تشتهر هذه الأراضي بزراعة أصناف الزهدي والحلاوي . 

  انخفضت عدد أشجار النخيل في ناحية النشوة ومركز قضاء شط العرب من ( 819240 ) نخلة عام 1980 إلى ( 726 و 739 ) نخلة عام 1986 م ، وبذلك بلغ مجموع النخيل المتضرر في هذه المناطق ( 79514 ) نخلة للمدة من ( 1980 ـ 1986 ) ، كما انخفض عدد أشجار النخيل في منطقة عتبة من ( 738843 ) نخلة عام 1980 إلى ( 913 و 524 ) نخلة عام 1986 م ( ياسين / 2002 / 308 ) وبذلك يكون مجموع النخيل المتضرر في جنوب القضاء ( 213930 ) نخلة وذلك بسبب العمليات العسكرية جراء الحرب العراقية الإيرانية ، حتى بلغ عدد النخيل في القضاء ( 234991 ) نخلة عام 2001( وزارة التخطيط والتعاون الانمائي / التعداد الزراعي الشامل لسنة 2001 / 98 ) وقد قامت الدوائر الزراعية ذات العلاقة في محافظة البصرة بالتعاون مع المزارعين بالقضاء بحملة استزراع تهدف إعادة إعمار بساتين النخيل المتضررة حيث تم غرس ( 4850 ) فسيلة في البساتن الواقعة في قضاء شط العرب و( 2138 ) فسيلة في البساتين الواقعة ضمن ناحية النشوة في عامي ( 1996 و 1997 ) ( ياسين / 2002 / 319 ) واستمرت حملة الاستزراع هذه في السنوات اللاحقة . 

 ب ـ نمط المحاصيل الحقلية :

  يتضح من تحليل جدول ( 10 ) أن محاصيل الحبوب المتمثلة بالحنطة والشعير تحتل المرتبة الأولى مقارنة بالمساحة التي تحتلها محصيل العلف ، إلا أنها بصورة عامة اتسمت بالتذبذب حيث تقلصت المساحة المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير من ( 300 ، 12400 ) دونم في سنة 1979 إلى ( 121 ، 468 ) دونم في سنة 1980 واستمر هذا التقلص والتذبذب طوال الفترة الممتدة من ( 1980 ـ 1988 ) وأخذت بالاتساع تدريجياً خلال المدة من ( 1995 ـ 2000 ) إلا أنها ولا تزال منخفضة مقارنة بسنة الأساس 1979 . 

خامساً : التوزيع الجغرافي للمحاصيل المزروعة لسنة 2000 م :

  تبين مما تقدم من البحث تنوع المحاصيل المزروعة في قضاء شط العرب نتيجة لتنوع عوامل الإنتاج الزراعي وملائمتها لزراعة أنواع متعددة من المحاصيل الشتوية والصيفية تبعاً لتغير تلك العوامل، يتبين من الجدولين ( 12 ، 13 ) مجموع المساحة المستثمرة ( 17388 ) دونم في قضاء شط العرب لسنة ( 2000 ) منها ( 10267 ) دونم للموسم الشتوي و ( 7121 ) دونم في الموسم الصيفي، حيث احتلت زراعة الخضروات الورقية المرتبة الأولى وبمساحة ( 9939 ) دونم وهي تشكل ( 57.1 % ) من مجموع المساحة المستثمرة فعلاً في القضاء للسنة نفسها ، وبواقع ( 5292 ) دونم للموسم الشتوي و ( 4647 ) للموسم الصيفي حيث احتلت المقاطعات التابعة لجميعة الأندلس الفلاحية مثل ( الكباسي الكبير ، الكباسي الصغير ، نهر حسن ، المرتبة الأولى في زراعة الخضروات الورقية وبمساحة ( 6500 ) دونم بينما احتلت المقاطعات التابعة لجمعية شط العرب ( الحوطة ، باب جليع ، كتيبان ، 24 ، 25 ) المرتبة الثانية وبمساحة ( 2494 ) دونم . 

  احتلت المساحة المستثمرة بالمحاصيل الحقلية الشتوية ( الحنطة ، الشعير ، الجت ) المرتبة الثانية وبمساحة ( 3802 ) دونم لسنة ( 2000 ) م حيث بلغت المساحة المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير ( 1650 ، 665 ) دونم على التوالي تركز منها ( 950 ، 350 ) دونم في المقاطعات الزراعية التابعة لجمعية سعد الفلاحية في ناحية النشوة المتمثلة ( الحوافظ ، النشوة ، البوبصري ، كوت النزال ، المياح ، الشويلي ) بينما بلغ مجموع المساحة المستثمرة بمحصولي الحنطة والشعير في مركز القضاء ( 700 ، 315 ) دونم على التوالي تقع في مقاطعات ( الحوطة ، باب جليع ، كتيبان ، الزريجي ) . 

  أن الخصائص الجغرافية التي تتميز بها منطقة البحث تعد ملائمة لزراعة هذه المحاصيل الستراتيجية خاصة في أراضي ضفاف الأنهار في ناحية النشوة حيث اتصفت تربتها بأنخفاض في معدلات الملوحة فيها نسبياً كما بينا فيما تقدم من البحث والذي تراوحت بين( 6.6 ـ 18 ) ديسمتر / متر ( جدول 3 ) علماً ان اقصى حد على تحمل محصول الحنطة تراكيز الملوحة في التربة هو( 20 ديسمتر / متر ) ( امين / 88 / 304 ) كما تراوحت معدلات ملوحة مياه الري فيها بين ( 2.1 ـ 2.9 ) ملموز / سم وهي ملائمة لري مثل هذه المحاصيل بإتباع طرق الري المناسبة لزراعتها . 

  ويتضح من الجدول( 12 ) تباين المساحة التي تشغلها المحاصيل الشتوية الأخرى بين المقاطعات الزراعية / كما يتضح من الجدول( 13 ) بتباين المساحة المستثمرة بالمحاصيل الصيفية بين الوحدات الإدارية في منطقة البحث حيث احتلت زراعة الخضروات الورقية المرتبة الأولى( 4647 ) دونم وبنسبة( 65.25 % ) من مجموع المساحة المزروعة بالخضروات الصيفية فتتركز زراعة ( 64.5 % ) منها ضمن المقاطعات الزراعية التابعة لمنطقة عمل جمعية الاندلس والمتمثلة ( الكباسي الكبير ، الكباسي الصغير ، الجزيرة الاولى والثانية و قرى نهر حسن ) الواقعة في مناطق ضفاف الانهاروصدورها وتنخفض نسبتها الى ( 4.9 % ) في المقاطعات الزراعية الواقعة ضمن منطقة عمل جمعية التصدي في الدعيجي ، والصالحية بسبب عدم استثمار جميع الأراضي الزراعية في هذه المناطق التي تأثرت بالعمليات العسكرية ونزوح السكان عنها جراء الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 ـ 1988 م ) ، حيث بلغت المساحة المزروعة فعلاً( 710 ) دونم والتي تشكل ( 7.5 % ) من مجموع المساحة الصالحة للزراعة ضمن منطقة عمل جمعية التصدي والبالغة( 9386 ) دونم لسنة 2000 م . 

  وتنخفض نسبة المساحة المزروعة بالخضروات الورقية من مجموع المساحة المزروعة بالخضروات في القضاء إلى( 3.7 % ) في المقاطعات الزراعية الواقعة ضمن جمعية سعد في ناحية النشوة وذلك لاعتماد الزراعة الواسعة في هذه المناطق .
جدول ( 12 )
المساحة المستثمرة ( دونم ) بالمحاصيل الشتوية حسب الجمعيات الفلاحية في قضاء شط العرب لسنة 2000 م
المحصول / الجمعيةحنطةشعيرباقلاءبصل اخضرطماطمشلغمجتجزرج.
ورقية
المجموع
شط العرب70031572711621128016912543034
التحديــ9ـ14ـ52ـ238313
الاندلســ125ـ250ـ575ـ35004450
سعد9503508060150ـ580ـ3002470
المجموع1650665286131576111487169529210267

  المصدر : مديرية دائرة الاحصاء في محافظة البصرة / قسم الاحصاء الزراعي / جداول المساحة المزروعة حسب المقاطعات لسنة 2000 م / غير منشورة .

جدول ( 13 )
المساحة المستثمرة ( دونم ) بالمحاصيل الصيفية المستثمرة حسب الجمعيات الفلاحية في قضاء شط العرب لسنة ( 2000 ) م

المحصول / الجمعيةخ . ورقيةباميابطيخرقيباذنجانخيار قئاءفلفللوبياالمجموع
شط العرب124018573543032345ـ1950
التصدي232504020201025ـ397
الاندلس3000440ـــ450ــ3890
سعد17595230172ـ114ـ98884
المجموع46477703432465089770987121

  المصدر : مديرية الإحصاء في محافظة البصرة / قسم الإحصاء الزراعي ، جداول المساحة المزروعة حسب المقاطعات لسنة 2000 م ، غير منشورة .

سادساً : مشكلات الزراعة في قضاء شط العرب :

  يواجه الاستثمار الزراعي في القضاء بصورة عامة العديد من المشاكل التي تعيق التنمية الزراعية وتسبب انخفاض أداء القطاع الزراعي حيث تفاقمت أثارها في معظم المقاطعات الزراعية المهملة بسبب نزوح المزراعين عنها وعزوفهم عن العمل الزراعي كما هو الحال في معظم المقاطعات الزراعية الواقعة في ناحية عتبة الملغاة والواقع ضمن مناطق عمل جمعية التصدي فضلاً عن المشكلات التي تعاني منها المقاطعات الزراعية الواقعة ضمن مناطق عمل جمعيتي شط العرب والاندلس في مركز القضاء ومن أهم تلك المشاكل : 

 1 ـ مشاكل الترب الزراعية :

  تأتي مشكلة ملوحة التربة في مقدمة هذه المشاكل حيث تداخلت عدة عوامل ساهمت في رفع قيم التوصيل الكهربائي لهذه الترب ، إذ اتضح فيما تقدم من البحث أن مناخ منطقة الدراسة جاف متميز بارتفاع درجات الحرارة السنوية إلى( 24.7 ) °م ترتفع في شهري تموز وآب إلى( 35.2 ، 34.6 ) °م على التوالي ( جدول 1 ) ، والتي يرافقها زيادة في عدد ساعات السطوع الشمسي فتساهم في رفع كمية التبخر اليومي والسنوي مما يؤدي إلى ترسيب الأملاح في الترب المروية وزيادة فاعلية الخاصية الشعرية ورفع مناسيب المياه الجوفية إلى سطح التربة تاركة أملاحها بعد تعرضها للتبخر . 

  وأن لنوعية مياه الري أثراً في تغير قيم ملوحة الترب وزيادتها إذ تشير البيانات إلى زيادة معدلات ملوحة مياه الري حيث ارتفعت في محطتي القرنة والمعقل من( 0.9 ، 1.12 ) ملموز / سم في الستينات الى ( 4.3 ، 5.3 ) ملموز / سم للفترة من ( 1990 ـ 1992 ) م للمحطتين نفسها ( مديرية الموارد المائية في محافظة البصرة / قسم المدلولات المائية ) ، وترتفع هذه القيم في مياه جداول الري الفرعية كما ذكرنا فيما تقدم من البحث ، حيث تعد مياه شط العرب عالية الملوحة جداً وأن استخدامها في الري المفرط يسبب زيادة في تركيز الأملاح في محلول التربة وبالتالي زيادة الضغط الازموزي لهذا المحلول مما يسبب انخفاض كمية المياه الممتصة بواسطة جذور المحاصيل الزراعية من التربة ، وماينتج عنه من انخفاض نتح النبات والجفاف الفسيولوجي الذي يؤثر سلباً على وظائف النبات مثل التركيب الضوئي وإنتاج الهرمونات وفتح الثغور والتنفس ( جيمز / 1987 / ص 215 ) . 

  أن المعدل العام للتوصيل الكهربائي للترب في قضاء شط العرب( 13.1 ) ديسمتر / متر ( جدول 3 ) وبذلك تعد هذه الترب عالية الملوحة ، وتتباين هذه القيم تبعاً لتباين مواقع البساتين الزراعية بين مناطق صدور الأنهار وذنائبها كما ذكرنا سابقاً ، ومدى كفاءة شبكة الري والبزل ودرجة اهتمام المزارعين بالأرض وتقديم الخدمات الزراعية لصيانة التربة ووفقاً لذلك تبين من التحليل المختبري هناك ثلاثة أنطقة لقيم ملوحة الترب في القضاء هي : 

 أ ـ ملوحة الترب في أراضي ضفاف الأنهار :

  ويتمثل هذا النطاق بترب ضفاف الأنهار بمحاذاة مجرى شط العرب الممتدة من شمال ناحية النشوة وحتى جنوب ناحية عتبة الملغاة ، والتي ترتفع فيها مستويات السطح نسبياً عن الأراضي المجاورة لها في ذنائب الأنهار ، كما أنها تكون ذات نسجة خشنة الأمر الذي ساعد على جودتها للتصريف المائي ، لذا تنخفض معدلات ملوحتها نسبياً ، وكما يظهر في جدول( 3 ) أن معدل التوصيل الكهربائي لهذه الترب ( 7.7 ) ديسمتر / متر ، ينخفض إلى ( 6.6 ) ديسمتر / متر في المقاطعات الزراعية الواقعة في ناحية النشوة ويرتفع إلى( 7.3 ) ديسمتر / متر في مركز القضاء حتى يصل الى ( 9.2 ) ديسمتر في ناحية عتبة ، وبذلك تعد هذه الترب متوسطة الملوحة في ناحية النشوة ومركز القضاء وإلى عالية الملوحة في بساتين ناحية عتبة الملغاة بسبب اهمال الأراضي الزراعية وانخفاض كفاءة شبكة جداول الري والبزل . 

 ب ـ ملوحة الترب في مناطق ذنائب الأنهار :

  وتمتد هذه الترب بمحاذاة ترب صدور الأنهار طولياً من شمال القضاء حتى جنوبه ، وتتصف بنعومة نسجتها وتحتل مواقع تنخفض بمعدل ( 0.5 ، ـ 1 ) متر عن مستويات الأرض في صدور الأنهار مما ساعد على ارتفاع قيم معدلات الملوحة حيث تتراوح بين( 16 ) ديسمتر / متر في النشوة الى 22 ديسمتر / متر في ذنائب ناحية عتبة الملغاة كما يظهر في جدول ( 3 ) وتعد عالية الملوحة جداً وتعزى أسباب ارتفاع قيم معدلات الملوحة في البساتين الواقعة في جنوب قضاء شط العرب إلى إهمال الأراضي الزراعية مما أدى إلى اندثار معظم القنوات الإروائية وانخفاض كفاءة معظم جداول الري والصرف فيها بسبب تراكم الرواسب ونمو لنباتات القصب والبردي في قيعانها ، فضلاً عن انتشار الحيوانات البرية فيها وإزدياد القوارض والجرذان والأفاعي السامة (5) الامر الذي يساعد على زيادة التجوية الحيوية في هذه المناطق وجعل التربة هشة ورخوة . 

 ج ـ ملوحة الترب في أراضي السباخ :
  وتقع هذه الترب في الأقسام الشرقية من القضاء ، وهي مهملة زراعياً بسبب ارتفاع معدلات الملوحة وتغدقها . 

 2 ـ مشكلات منظومة الري والصرف في قضاء شط العرب :

  تعد مياه شط العرب والشبكة الإروائية المتفرعة من ضفته اليسرى المصدر الرئيس للإرواء في القضاء ، والتي تعاني من عدة مشكلات أثرت سلباً على توسع الاستثمار الزراعي وهي : 

 أ ـ تلوث المياه :

  بلغ التصريف المائي في محطة المعقل( 910 م3/ ثا ) سنة 1978 م انخفض إلى ( 405 م3 / ثا ) للمحطة نفسها في سنة 2000 م ( مديرية الموارد المائية في محافظة البصرة ) ، مما أدى إلى انخفاض مناسيب المياه خاصة في فصل الصيف وانخفاض كفاءتها الاروائية وزيادة تركيز معدلات الأملاح فيها وعدم كفاءتها للري خاصة في السنوات الجافة التي عانى منها المزراعون في القضاء في الموسم الزراعي الصيفي لسنة ( 1993 ) م . 

  وتساهم عملية تحويل مياه الصرف الثقيلة من الأحياء السكنية في القضاء إلى مجاري الإنهار الرئيسة والفرعية إلى رفـع معدلات الأملاح والمـواد الملوثة ، فقد تبين من نتائج التحليل لعينات المياه ارتفاع معدلات الملوحة في الأنهار التي تتركز على ضفاف القرى الزراعية في منطقة الكباسي ونهر حسن وكردلان كمـا أوضحنا سـابقاً ، كما تتأثر مياه شـط العرب بمختلف أنـواع التلوث الطبيعي والبشري مما أثر في زيادة تركيز الملوثات خلال عام 2001 م مقارنة بعقد الثمانينات والتسعينات نتيجة لتقدم الاسفين الملحي من الخليج العربي وتوجيه المبازل الزراعية الملوثة بالمبيدات وارتفاع أملاحها ، والبالغ عددها اكثر من 635 قناة ري بزل فضلاً عن تصريف مياه الصرف الصحي والمياه الثقيلة باتجاه شط العرب والتي تنعكس أثارها سلباً في مدى صلاحية مياه شط العرب للري الزراعي . 

 ب ـ تراكم الرواسب :

  إن اهمال شبكة جداول الري والصرف في المقاطعات الزراعية الواقعة في ناحية عتبة الملغاة وفي بعض المقاطعات الواقعة عند ذنائب الأنهار في ناحية النشوة ومركز القضاء ، أدى إلى تراكم الرواسب في القنوات الإروائية الفرعية مما سبب في رفع مستويات قيعانها بمرور الزمن وبالتالي انخفاض كمية المياه الواردة اليها واللازمة لري الأراضي والبساتين الزراعية في تلك المناطق . 

  وسبب إهمال تلك القنوات إلى زيادة كثافة النباتات المائية في مجاريها كما هو الحال في أنهار الصالحية والفداغية ، وقد اعدت مديرية الري في محافظة البصرة في النصف الثاني من عام 2000 م خطة لتطهير شبكات الري والبزل الرئيسة والفرعية في القضاء ، اقتصر تنفيذها على بعض الأنهار الرئيسة مثل الكباسي ونهر حسن وكتيبان . 

 3 ـ مشكلة انخفاض كفاءة استثمار الأراضي الصالحة للزراعة :

  تبين من الجداول ( 8 ، 9 ، 10 ، 11 ) تذبذب المساحة المستثمرة فعلاً في السنوات ( 1979 ، 2000 ) م وبنسبة ( 13.9 % ، 0.9 % ، 12.1 % ) في القضاء بصورة عامة ، مما يدل على ضياع وتبديد في المساحات الصالحة للزراعة وتركها بوراً الأمر الذي سيزيد من تفاقم مشكلة الملوحة وتدهور خصوبة التربة . 

 4 ـ انخفاض كفاءة مكافحة الأمراض والآفات الزراعية :

  تنتشر في قضاء شط العرب العديد من الأمراض والحشرات التي تصيب المحاصيل الزراعية ، منها الآفات والأمراض التي تصيب أشجار النخيل والتمور ومن أخطرها الدوباس وحفار النخيل والحميرة وعنكبوت الغبار ، كما تتعرض الخضروات والمحاصيل الحقلية الى الاصابة بالعديد من الامراض مثل مرض التفخم الذي يصيب الحنطة في ناحية النشوة ، وعلى الرغم من الآثار السيئة لهذه الآفات على الإنتاج الزراعي إلا أنه ما زالت المساحات المكافحة في القضاء قليلة ، إذ بلغت( 13145 ) دونم وتشكل 75 % من مجموع المساحة المقرر مكفاحتها والبالغة ( 17490 ) دونم التي تشكل( 97.8 % ) من مجموع المساحة المزروعة فعلاً ( 17875 ) دونم للسنة نفسها . 

  وقد ارتفعت المساحة المقرر مكافحتها في عام ( 2000 ) م الى ( 23690 ) دونم وقد نفذ منها( 3150 ) دونم وبنسبة ( 13 % ) من المساحة المقررة مما يدل على عجز الخدمات الزراعية وذلك بسبب نقص كمية المبيدات المتوفرة لدى الدوائر الزراعية في المنطقة ، والتي أثرت سلباً على الإنتاج الزراعي حيث لوحظ ارتفاع نسبة إصابة أشجار النخيل بالدوباس والحميرة في تلك السنة . 

 5 ـ انخفاض كفاءة الخدمات في المناطق الريفية :

  تبرز هذه المشكلة بصورة خاصة في معظم المقاطعات الزراعية الواقعة في ناحية عتبة الملغاة ، والتي تفتقر إلى خدمات البنى التحتية والمؤسسات الصحية والماء والكهرباء الأمر الذي لا يشجع السكان النازحين من بساتينهم في العودة اليها واستثمارها زراعياً مما أدى إلى انخفاض كفاءة استثمار الأراضي الصالحة للزراعة في هذه المقاطعات حيث أن المساحة المزروعة فعلاً ( 7.5 % ) من مجموع مساحة الأراضي الصاحة للزراعة ، ومن الجدير بالذكر أن نزوح سكان هذه المقاطعات وتركهم أراضيهم الزراعية منذ عام 1980 م أدى إلى نشوء جيل من الشباب متأثر بالحياة الحضرية ويفتقر إلى الخبرة الزراعية وانخراطهم بقطاعات اقتصادية أخرى وارتباط البعض منهم بوظائف حكومية . 

  وقد تبين من خلال الزيارات الميدانية للمنطقة معاناة المناطق الريفية من نقص في شبكات إسالة المياه الصالح للشرب وللشبكات الكهربائية فضلاً عن كثرة الطرق الترابية غير المبلطة والتي تعيق اتصال سكان القرى بالمراكز الحضرية خاصة في فصل الشتاء للحصول على الخدمات التعليمية والصحية أو لغرض تسويق المنتجات الزراعية كما هو الحال في قرى الكباسي الكبير والصغير ونهر حسن . 

الخلاصة والاستنتاجات :

  يتمتع قضاء شط العرب بخصائص جغرافية كان لها دوراً في تنوع المحاصيل الزراعية، فقد أظهرت الدراسة وجود نمطين زراعين . 

  أولاً :  نمط محاصيل البستنة المتمثلة بزراعة الخضروات واشجار النخيل ، فقد تبين من البحث أنه بالرغم من تقلص المساحة المزروعة خلال عقد التسعينيات مقارنة مع سنة الأساس 1979 م ، إلا أن مجموع المساحة المستثمرة بمحاصيل الخضروات الشتوية والصيفية كما يظهر في الجدوليين ( 9 ، 10 ) قد ارتفع من ( 6305 ) دونم عام 1979 م إلى ( 10797 ) دونم سنة 1996 م وإلى ( 68531 ) دونم سنة( 2000 ) م ، مما يدل على توجه المزارعيين نحو زراعة الخضروات لزيادة الطلب عليها وبالتالي ارتفاع أسعارها ومساهمتها في رفع دخل المزارع وتحقيق الربح السريع، بينما انخفضت أعداد أشجار النخيل من ( 1558083 ) نخلة عام 1980 إلى ( 199432 ) نخلة عام 2001 م . 

 ثانياً : نمط المحاصيل الحقلية المتمثل بمحاصيل القمح والشعير فضلاً عن محاصيل العلف ، يعاني قضاء شط العرب العديد من المشكلات الزراعية التي تواجه المزارعين وتعيق التنمية الزراعية وساهمت في تقلص المساحة المزروعة والتي من أهمها مشكلة تملح الأراضي الزراعية ومياه الري وإندثار العديد من الجداول الإروائية للأسباب التي ذكرناها في البحث مما أدت إلى انخفاض كفاءة استثمار الأراضي الصالحة للزراعة وظهور العديد من المشكلات التي تتعلق بالأيدي العاملة وارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي ، إلا أنه توجد إمكانات زراعية متنوعة في قضاء شط العرب لم تستثمر بالشكل الأمثل لخدمة العملية الزراعية وذلك من خلال التوسع الأفقي واستصلاح الأراضي خاصة في مقاطعات ناحية عتبة الملغاة وفي مقاطعات نهر حسن والكباسي وكردلان ، فضلاً عن امكانية رفع انتاجية الدونم الواحد واستثمار مياه الري وفقاً للمقننات المائية اللازمة لكل محصول زراعي ، والعمل على الاهتمام بتطوير البنى التحتية وإعمارها والتوسع في تنفيذ الخدمات الصحية والتعليمية والإرشادية لخدمة المناطق الريفية .

قائمة المصادر
  1 ـ اوميد ، نوري محمد أمين ، مبادىء المحاصيل الحقلية ، البصرة ، مطبعة جامعة البصرة ، 1988 . 

 2 ـ جمهورية العراق ، وزارة النقل والمواصلات ، الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية ، قسم المناخ . 

3 ـ جمهورية العراق ، وزارة التخطيط ، الجهاز المركزي للإحصاء ، مديرية الإحصاء السكاني ، نتاج التعداد العام للسكان لسنة 1987 لمحافظة البصرة ، 1988 . 

4 ـ نتاج التعداد العام للسكان لسنة 1977 لمحافظة البصرة ، 1978 .  

5 ـ الدراسة الميدانية .  

6 ـ دي ، دبليو جميز ، وآخرون، الجديد عن الترب المروية ، ترجمة مهدي ابراهيم عودة ، جامعة البصرة ، 1987 .  

7 ـ الربيعي ، داود جاسم ، الوضع الجيولوجي والسطح في محافظة البصرة ، موسوعة البصرة الحضارية ، المحور الجغرافي ، مطبعة جامعة البصرة ، 1988 .  

8 ـ السعدي ، عباس فاضل ، التوزيع الجغرافي لزراعة الخضروات في العراق ، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية ، العدد 54 ، الكويت ، مطبعة الوطن الكويتية ، 1988 . 

9 ـ علاوي ، بدر جاسم ، ورحمن حسن عزوز ، الري الزراعي ، الموصل ، جامعة الموصل ، 1984 . 

10 ـ مديرية الإحصاء في محافظة البصرة ، بيانات تعداد السكان عام 1997 .

11 ـ القسم الزراعي ، بيانات غير منشورة ، لسنة 2000 . 

12 ـ مديرية زراعة البصرة ، تقرير عن الواقع الزراعي في محافظة البصرة لسنة 2000 ، غير منشور . 
13 ـ أقسام ( التخطيط والمتابعة ، الأراضي ، الوقاية ) . 
14 ـ مديرية الموارد المائية في محافظة البصرة ، قسم التخطيط والمتابعة ، خرائط الأنهار، غير منشورة . 
15 ـ الهيئة العامة للمساحة ، خارطة محافظة البصرة ، مقياس 1: 500000 ، 1994 ، غير منشورة . 
16 ـ الهيئة العامة للمساحة ، خارطة المقاطعات الزراعية في محافظة البصرة ، مقياس 1: 200000 ، 1993 ، غيرمنشورة . 

17 ـ وزارة التخطيط والتعاون الانمائي ، مديرية الإحصاء الزراعي ، في محافظة البصرة ( تقرير التعداد الزراعي الشامل لسنة 2001 ) ، 2005 م . 
18 ـ ياسين ، بشرى رمضان ، واقع زراعة أشجار النخيل في محافظة البصرة للمدة من عام 1980 ـ 1997 ، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية ، العدد 52 ، 2002 م . 
19 ـ ياسين ، بشرى رمضان ، العلاقات المكانية بين السطح والزراعة في محافظة البصرة ، أطروحة دكتوراة، قسم الجغرافية ، كلية الآداب ، جامعة البصرة ، 1998 ، غيرمنشورة .  

20 ـ FAO ، Unesco ، Irrigation Drainage and Salinity ، London ، 1973 . 

الهوامش

1 ـ انضمت ناحية عتبة إلى مركز قضاء شط العرب في حين انضمت ناحية النشوة إدارياً إلى قضاء شط العرب بعد ان انفصلت عن ناحية الدير في عام 1983 . 

2 ـ تصنيف التربة وفقا للتوصيل الكهربائي ( Ec ) إلى :

( 0 ـ 4 ) دييسنمز / متر قليلة الملوحة .
( 4 ، 1 ـ 8 ) دييسنمز / متر متوسطة الملوحة .
( 8 ، 1 ـ 15) دييسنمز / متر عالية الملوحة .
أكثر من 15 دييسنمز / متر عالية الملوحة جدا .

3 ـ جمعت نماذج من مياه المجرى الرئيس لشط العرب ، ومن جدول الكباسي والقنوات الإروائية المتفرعة منه بتاريخ 21 / 7 / 2001 وقد تم تحليلها في مختبرات كلية الزراعة ، جامعة البصرة . 

4 ـ تصنف المياه على اساس الملوحة : 
أقل من 0.75 ملموز / سم منخفظة الملوحة 
0.75 ـ 1.5 ملموز / سم متوسطة الملوحة 
1.5 ـ 3 ملموز / سم عالية الملوحة 
أكثر من 3 ملموز / سم عالية الملوحة جداً 
5 ـ مقابلة مع بعض المزارعين في قضاء شط العرب بتأريخ 30 / 12 / 2004 م .

المصدر : البصرة نت - بحوث ودراسات  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا