التسميات

الثلاثاء، 15 يونيو 2021

الـتقييم الجغرافي للمنافـذ الحدوديـة ما بين العراق وسوريا آالجيوبولتيكية المحتملـة (منفذ ربيعة نموذجاً) - صدام بدر عزيز كماش الخزرجي - رسالة ماجستير 2019م


الـتقييم الجغرافي للمنافـذ الحدوديـة ما بين العراق وسوريا 

وآثاره الجيوبولتيكية المحتملـة

(منفذ ربيعة نموذجاً)




رسالة تقدم بها

صدام بدر عزيز كماش الخزرجي



إلى مجلس كلية التربية للعلوم الإنسانية جامعة تكريت

وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير تربية

في الجغرافية البشرية



بإشراف

أ.م.د. نصيف جاسم أسود الأحبابي



1441هـ  -  2019م




            قائمة المحتويات

الصفحة

الآية

أ

الإهداء

ب

شكر وتقدير

ت

المستخلص

ث  

قائمة المحتويات

ج -خ

قائمة الجداول

د

قائمة الاشكال

ذ

قائمة الخرائط

ذ

 المقدمة

1-10

مشكلة الدراسة

2

فرضيات الدراسة

2

 أهمية الدراسة

3

أهداف الدراسة  

3

حدود منطقة الدراسة

3

منهجية الدراسة

 5

هيكلية الدراسة

5

الصعوبات التي واجهت الدراسة

6

الدراسات السابقة

6-8

تحديد  المصطلحات والمفاهيم المستخدمة

8-10

1- الخصائص الجغرافية العامة لمنطقة الدراسة

 11-29

1-1 الخصائص الطبيعية   

11

1-1-1- الموقع الجغرافي

11

1-1-2-الموقع للدول المجاورة

14

1-1-3- التضاريس

16

1-1-4- الموارد الطبيعية

18

1-1- 4-1- الموارد المائية

18

1-1-4-2- الثروة المعدنية

19

1-2-الخصائص البشرية

22

1-2-1- حجم السكان وتوزيعهم

23

1-2-2- موقف المسافرين عبر منطقة الدراسة

26

1-3- الخصائص الاقتصادية 

26

1-3-1- القطاع الزراعي

26

1-3- 2- القطاع الصناعي

28-29

2- الأبعاد الجيوستراتيجية واثارها على المنافذ الحدودية لمنطقة الدراسة  

30- 45

2-1- نبذة تاريخية

     30

2-2- العلاقات العراقية السورية بمنظور الجغرافية السياسية

31

2-2-1-العلاقات العراقية السورية 1990 -2000 م

31

2-2-2-العلاقات العراقية السورية 2001 – 2010 م

34

2-2-3-العلاقات العراقية السورية 2011-2018م

39

2-3-  الأهمية الجيوستراتيجية للمنافذ الحدودية ما بين العراق وسوريا 

40

2-3-1- أثر الأبعاد الجيوستراتيجية على المنافذ الحدودية

42

2-3-1-1- منفذ ربيعة

42

2-3-1-2- منفذ القائم

43

2-3-1-3- منفذ الوليد

43-45

3-  المتغيرات الاقتصادية وآثارها على المنافذ الحدودية لمنطقة الدراسة

46-71

3-1- العلاقة بين الاقتصاد والسياسة بمنظور جغرافي

46

3-2- الهيكل الاقتصادي للعراق وانعكاسه على منطقة الدراسة    

49

3-2-1-  الناتج المحلي الإجمالي وانعكاسه على قوة الدولة   

51

3-2-2-السمات العامة للمنافذ الحدودية  

54

3-2-2-1- منفذ ربيعة

55

3-2-2-1-1- حركة المسافرين عبر منطقة الدراسة

57

3-2-2-1-2- نوعية السلع المارة وكمياتها عبر منفذ ربيعة

58

3-2-2-1-3- الأهمية النسبية لمنفذ ربيعة الحدودي بمنظور جغرافي

62

3-2-2-1-4- الآثار الجيو اقتصادية وتداعياتها على منفذ ربيعة

64

3-2-2-2- منفذ القائم 

65

3-2-2-2-1- نوعية السلع المارة عبر منفذ القائم وكميتها

65

3-2-2-3- منفذ الوليد 

67

 3-2-2-3-1- نوعية السلع وكميتها المارة عبر منفذ الوليد

68

3-3- الأزمات الاقتصادية وأثرها في الأداء الوظيفي للمنافذ

69-71

4- رؤية استراتيجية للعلاقات الدولية وانعكاسها على منطقة الدراسة

72-92

4-1- أثر القوى العالمية والإقليمية في رسم ستراتيجية المنافذ

74

4-1-1-  العلاقات العراقية الأمريكية وأبعادها  

75

4-1-2-  العلاقات العراقية الروسية وأبعادها

78

4-1-3- العلاقات العراقية التركية وأبعادها

81

4-2- المتغيرات السياسية وانعكاسها على المنافذ الغربية لمنطقة الدراسة

82

4-2-1- منفذ ربيعة وتداعيات الأزمة السياسية  

84

4-3- الاتفاقيات الدولية واثارها الجيوبولتيكية على المنافذ الحدودية (منفذ ربيعة)

87-92

5-   التوقعات المستقبلية للمنافذ الحدودية ما بين العراق وسوريا  

 93-105

5 – 1- الواقع الحالي

93

5-1-1- منفذ ربيعة  

94

5-1-2-منفذ القائم  

95

5-1-3- منفذ الوليد

96

5-2-  الاشكاليات القائمة     

97

5-3- التحديات المستقبلية

98

5-3-1- التحديات السياسية   

99

5-3-2- التحديات الاقتصادية  

101

5-3-3- التحديات الاجتماعية

104-105

الاستنتاجات والمقترحات

106-108

المصادر

109-125


المستخلص

        يحظى العراق بأهمية جيوستراتيجية من حيث  موقعه الجغرافي وما يحتويه هذا الموقع من إمكانيات طبيعية وبشرية، جعلت منطقة الدراسة مهمة في نظر الدول الإقليمية وتحديداً عند المنافذ الحدودية ما بين العراق وسوريا، إذ نجد وفق سلسلة الأحداث والمتغيرات السياسية التي مرت بها عدة ظروف جعلت منها ذات أهمية جيوبولتيكيه ساعدت على أن تكون حلقة وصل بين الخليج العربي والبحر المتوسط عبر منطقة الدراسة ، وقد تأثرت هذه المنافذ الحدودية بالأحداث السياسية المتراكمة على العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي حتى دخول التنظيم الإرهابي التابع لجهات دولية عن طريق هذه المنافذ وتوقفها عن العمل ولم يتم فتحها حتى النصف الثاني من سنة 2019 إذ تتمحور مشكلة الدراسة بالانحدار الجيوبولتيكي لمستوى الصادرات والإستيرادات بفعل الأحداث والمتغيرات السياسية التي مرت بها على الرغم من أهمية المنطقة جيوستراتيجياً وجيواقتصادياً لكنها اتسمت بالتواضع الشديد، إذ تعمل القوى العالمية على سياسة الهيمنة والاستحواذ بشتى الطرق والوسائل من أجل رسم خريطة سياسية هادفة لتحقيق أبعاد استراتيجية واقتصادية تتحكم في هذه المنافذ وفق منظور الجغرافية السياسية .

        فجاءت الدراسة لتبين هذه الأهمية النسبية لتلك المنافذ الحدودية ولا سيما في منفذ ربيعة الحدودي، كما هو الحال بالنسبة للمنافذ الشرقية مع إيران، وإنما تأتي من خلال ربطها بالموانئ العالمية المطلة على البحر المتوسط وبالتالي ربطها بأوربا وأمريكا الشمالية والجنوبية، ومن هنا جاء وجود القوى الكبرى في المناطق المحيطة بمنطقة الدراسة، مما جعل المنافذ تأخذ أهمية خاصة بالنسبة للعراق وسوريا ولا سيما منفذ ربيعة القريب من تركيا والكيان الصهيوني المتواجد في الجولان السورية، إذ أن أهمية المنفذ تأتي من خلال التبادل التجاري بينهما ولا سيما أنهما يتمتعان بروابط وأواصر اجتماعية قوية ما بين العشائر الموجودة ضمن منطقة الدراسة، فهذه تزيد من أهميتها، ولكن العراق اصبح يعاني من نقاط ضعف في صناعة القرار السياسي بفعل تدهور القطاعات الصناعية والزراعية والتي تجسد عناصر القوة في جسم الدولة مما جعل الإستيراد الخارجي سمة أساسية في مميزات التجارة الخارجية العراقية في الأونة الأخيرة ، إذ بلغت كمية السلع المستوردة عبر المنافذ بين العراق وسوريا لسنة 2010 والبالغة 1,111 مليار دولار ثم انخفضت في سنة 2013 لتصل إلى 426,837 مليون دولار أما في سنة 2017 فكانت المنافذ مغلقة ولم تفتح ونتج عنها آثار سلبية أثرت على الاقتصاد العراقي سواء في مجال الإستيراد أم الصادرات، وتوصلت الدراسة إلى أن منفذ ربيعة ساهم بنسبة 28,5 % من إجمالي الإيرادات بالنسبة للمنافذ العراقية السورية للمدة 2005-2013، زد على ذلك فأن الأحداث التي مرت بها منطقة الدراسة منذ عام  2014 قد وصلت نسبة هذه المنافذ الحدودية البرية العراقية إلى نسبة منخفضة في عام 2017 حيث بلغت 0,0% ، كذلك توصلت الدراسة إلى أن  نسبة مساهمة المنافذ البرية العراقية مع سوريا مع المنافذ العراقية البرية الأخرى قد بلغت نحو 30,3% في سنة 2013 ولكن نسبة المنافذ البرية العراقية قد انخفضت نتيجة غلق المنافذ في منطقة الدراسة إلى 13,8% في سنة 2017، أما فيما يتعلق بالصادرات العراقية فبلغت قيمتها 95 مليون دولار كما تبين بأن العراق يعاني من انحدار في المنظومة الاقتصادية بفعل تدني القطاعات الحكومية الصناعية والزراعية، وهذا كله نتيجة للسياسات الاقتصادية غير المدروسة مما دفع العراق أن يكون أسيراً لسياسات النقد الدولي وغيرها، ونستنتج مما تقدم بأن العراق سيبقى يعاني من عدم استقرار حتى في المستقبل البعيد سياسياً واقتصادياً في ظل التحديات الراهنة، وجاءت الدراسة بمقترحات منها العمل على استثمار الإيرادات في تطوير القطاع الزراعي والصناعي وكذلك من إنشاء صندوق يدعم العاطلين عن العمل، وبناء مجمعات سكنية بالقرب من المنافذ لجعلها مناطق جذب للسكان وتوسع مستقبلي، مما تستدعي ضرورة الكشف عن نقاط الخلل التي تم تشخيصها في كل المنافذ الحدودية ولا سيما منفذ ربيعة الحدودي بمنظور الجغرافية السياسية.


Geographical assessment of border crossings between Iraq and Syria and their potential geopolitical implications
(Rabia port model)


A Thesis

Submitted to the council of the College of Education for Humanities -Tikrit University as a Partial Fulfillment of the Requirements for the Master's Degree of Education in Human Geography



By:

Saddam Badr Aziz Kamash Khazraji



Supervised by:

Dr . Naseef Jasem Aswad AL. Ahbabi



2019 A.D - 1441A.H



توطئة

          تعد العوامل الطبيعية أحد أهم العوامل التي تؤثر في قيمة الوحدات السياسية وذلك بما تحتويه الدولة على سطح أرضها وداخله، فهي تعد بمثابة ركائز لتكوين قوة الدولة أو ضعفها، لمعرفة مخزونها من مواد الثروة المعدنية التي تتحدد على أساس طبيعة التكوين الجيولوجي([1]). إذ تمثل دراستنا للجانب الطبيعي هو تحديد الواقع الاقتصادي والسكاني لمنطقة الدراسة، وانعكاسها على نوعية العلاقة مع الجانب السوري فيما يخص هذه المنافذ ([2]) ، وعليه فالسلوك السياسي لأي دولة يتأثر بالمعطيات الجغرافية من حيث الموقع والتكوين الجيولوجي والمظاهر التضاريسية وخصائص المناخ والموارد المائية وكذلك الخصائص الاقتصادية، إذ تتباين هذه العوامل من دولة إلى أخرى، لهذا التباين تأثير سلبي أو إيجابي ، وكل دولة أذن لها وزن فيما يخص العلاقات الدولية ويستطيع الإنسان أن يحوله إلى ثروة اقتصادية ثم إلى عنصر من عناصر قوة الدولة ([3])، إذ  يقوم الجغرافي السياسي بكشف النقاب والفهم الجيد للظروف الطبيعية الذي ينتمي إليه وإزاحة الستار على المعلومات الخاصة بظروف العوامل  الطبيعية والتي تؤثر في حياة الإنسان ([4]).

1 – 1 :  الخصائص الطبيعية

1 – 1 – 1: الموقع الجغرافي 

          يمثل المجال الجغرافي الذي يتم من خلاله تحديد علاقة الدولة بالأماكن والمظاهرات التي ترتبط بها خارج موضعها، كخطوط الطول ودوائر العرض وكتل اليابسة والماء والدول المجاورة، والموقع كغيره من العناصر الجغرافية للدولة له أهمية كبيرة في تحديد استراتيجيتها الوطنية، وعلى ضوئها تحدد قرارها السياسي على مختلف المستويات وفي جميع الأوقات ([5])، إذ تمثل منطقة الدراسة جزءاً من الموقع الجغرافي للعراق والذي يقع بين دائرتي عرض (29،5 – 23، 37°) شمالاً وخطي طول (38،45 – 45،48°) شرقاً، حيث حددت منطقة الدراسة والتي تشكل الحدود العراقية السورية والموقع الإحداثي لها تقع بين دائرتي عرض(22َ, 33ْ- 3 , 37°) شمالاً وخطي طول ( 47َّ , 38 °- 22 , 42°) شرقاً ([6]). ينظر خريطة رقم (2).

خريطة(2) المنافذ البرية الغربية للعراق مع سوريا

المصدر: من عمل الباحث بالاعتماد على خريطة هيئة المنافذ الحدودية العراقية لعام 2017, وباستعمال برنامج ArcGis10.3.


ويشير الموقع إلى دلاله مهمة كونه يعد حلقة وصل ما بين العمق الجغرافي للعراق والإطلالة البحرية السورية، زد على ذلك جاءت المنافذ متباينة من حيث الأهمية بدءاً من منفذ ربيعة والذي يشكل منفذاً جيوستراتيجي للعراق عموماً والأجزاء الشمالية خصوصاً، ويعد المنفذ ذا موقع جغرافي مهم وذا حاسة سياسية مهمة فأغلب القوى الإقليمية تنظر له نظرة خاصة بحكم قربه منها ، وتأثيره عليها سواء كانت إيران أو الأكراد في شمال العراق أو إسرائيل بالدرجة الأولى فكل هذه القوى تحاول الاستفادة منه بأي طريقة ممكنة .

          ومن خلال النظر الى خريطة رقم (3)، يتبين أن العراق يعاني من ضيق المنافذ البحرية، أما فيما يخص المنطقة الشمالية لمنطقة الدراسة المقصود منفذ ربيعة يكون موعد سقوط الأمطار من بداية الشتاء وحتى نهايته أي من شهر تشرين الأول وحتى شهر نيسان وتنعدم في الصيف فهي أمطار شتوية فقط([7])، ويعد الموقع الجغرافي من العوامل الطبيعية المؤثرة في قوة الدولة وفي تكيف علاقتها السياسية، كذلك يعد أحد العوامل المهمة التي يترتب عليها الكثير من النتائج العسكرية والاقتصادية والاجتماعية([8]). لذلك جاءت دراسة الموقع الجغرافي تمثل مكانة هامة في حقل الجغرافية السياسية لكونه يحدد مكان المنطقة أو الدولة.


خريطة رقم (3) موقع منطقة الدراسة بالنسبة للدول المجاورة والمسطحات المائية

المصدر: من عمل الباحث بالاعتماد على خريطة هيئة المنافذ الحدودية العراقية لعام 2017  باستخدام برنامج . Arc Gis 10.3

1 – 1 – 2: الموقع للدول المجاورة.

يقصد بموقع الجوار هو عدد الوحدات السياسية التي تجاور الدولة وتشاركها في الحدود السياسية التي تفصل فيما بينهما وما يتركه ذلك الموقع من أثر في العلاقات الدولية بين الدول المتجاورة. ومن المعروف أن للجوار الجغرافي آثاراً إيجابية وأخرى سلبية تؤثر على مجريات لهذه العلاقات، ففي وقت السلم يخدم مصالح الدول المتجاورة ويعد عاملاً مهماً في تقوية الصلات بينهما، أما التأثير السلبي الذي يتركه موقع الجوار على أي دوله بشكل واضح عندما تحاط تلك الدول بدول مختلفة منها من النواحي الفكرية والسياسية والأيدلوجية ، ويترتب على هذا الاختلاف إلى تأزم العلاقات، لذلك يتطلب من الدول المتجاورة ضبط النفس للحفاظ على أدنى حد من علاقات حسن الجوار([9]). ويبلغ أطوال الحدود البرية 3462 كم منها 1300 كم مع إيران، و812 كم مع السعودية، و600 كم مع سوريا، و377 كم مع تركيا، و195 كم مع الكويت، و 178 كم مع الأردن ([10]). ينظر جدول رقم (1) الذي يمثل حدود العراق مع الدول المجاورة، وتحيط بمنطقة الدراسة من الشمال تركيا ومن الجنوب المملكة الأردنية ويشكل الجزء الغربي والشمال الغربي ، كذلك يشكل الجزء الشرقي ومن الجنوب الشرقي السورية، وبدوره يمثل الحدود الغربية لمحافظتي الأنبار ونينوى من العراق ويقابلها في الجانب السوري المحافظات الثلاث حمص ودير الزور والحسكة ([11]).

جدول رقم (1) يمثل حدود العراق مع الدول المجاورة

الدول

الطول/(كم)

النسبة المئوية %

ايران

1300

37,55%

السعودية

812

23,45%

سوريا

600

17,33%

تركيا

377

10,88%

الكويت

195

5,6%

الاردن

178

5,1%

المجموع

3462

100%

  المصدر : من عمل الباحث بالاعتماد على المجموعة الاحصائية لجمهورية العراق، لسنة 2008، 2009.

1 – 1 – 3 : التضاريس

          تتحكم التضاريس بوجود الجبال والوديان والأنهار والسهول بحركة النقل والاتصال بين الدول ، فكلما كان الاتصال سهلاً زادت معه درجة التجانس والارتباط بين المواطنين، و أن انبساط الأرض هو الذي يساعد على الاتصال الطبيعي ويزيد من قدرة الدولة في الاستفادة منها في تحركاتها أو تجميع قواتها العسكرية حيثما تريد ([12])، وكذلك تؤثر التضاريس على القوة الشعبية وتماسكها وعلى النواحي السياسية، إذ تعمل على تحديد الإمكانيات الاقتصادية المتاحة التي يتوقف عليها الازدهار في سبيل رقيها وتقدمها ([13])، إن اختلاف اقسام السطح ما هو إلا اختلاف العوامل الجيولوجية التي أدَّت إلى تكوين الأشكال الأرضية الموجودة حالياً، وإن هذا الاختلاف في التضاريس ينعكس على الوحدات السياسية للدولة كما هو الحال بالنسبة للمنافذ الحدودية ما بين العراق وسوريا، وكيف عبرت المجاميع المسلحة الإرهابية في حزيران سنة 2014 واتخذت من الصحاري مقراً لها لبعدها عن الوحدات الإدارية في المحافظات التي تجاور منطقة الحدود المتمثلة بمحافظة نينوى ومحافظة الأنبار، وجعلت منها أماكن لإيواء العناصر الإرهابية وتنفيذ عمليات في المناطق القريبة من تلك الصحاري، ينظر خريطة (4).

وفيما يخص  لمنطقة الدراسة فأن المنافذ جميعها منفذ ربيعة ومنفذ القائم ومنفذ الوليد تقع في أرض منبسطة مما يسهل الحركة، ولا يشكل خطراً على حراس المنافذ ضمن المنطقة وتخلو الحدود العراقية السورية من الحواجز الطبيعية ، لهذا سهلت التنقل والترحال للبدو فيها، ويستمر الخط شمالاً قاطعاً اقيلم الوديان والجزيرة من دون أي مواجهة لمعالم تضاريسية معقدة بارزة على السطح لخلوها منها حيث قريتي (فيش-خابور وخانك السفلى) العراقية السورية على التوالي اللتين تمثلان نهاية امتداد الخط على الجانب الجنوبي لنهر دجلة والمحاذية للحدود التركية شمالاً.


خريطة(4)

أقسام سطح منطقة الدراسة

المصدر: من عمل الباحث بالإاعتماد مصطفى عبد الرسول احمد الخفاجي, اقليم كردستان في العراق دراسة في الجغرافية السياسية, رسالة ماجستير(غير منشورة), كلية التربية, جامعة المستنصرية, 2014, ص14, وباستخدام برنامج Arc gis10.3.

1 – 1 – 4 : الموارد الطبيعية

          تمثل الإمكانيات والموارد الطبيعية العنصر الآخر من مقومات الدولة ، وتشمل الأرض التي تستغل بالزراعة والموارد المائية وما يوجد في أعماق البحار والمحيطات والبحيرات والمياه الجوفية ، وما موجود في الغلاف الجوي والصخري وتختلف هذه المواد من بلد لآخر([14]).

1 – 1 – 4 – 1: الموارد المائية

          تؤدي الموارد المائية دوراً مهماً في حياة المجتمع والبيئة، إذ يحدد الانتاج الزراعي على ما متوفر من المياه، وكذلك أحد الدعامات الرئيسة لتحقيق أهداف الأمن الغذائي،  والماء يدخل في جوانب كثيرة سواء في توليد الطاقة الكهربائية وأحد العناصر المهمة في قيام الصناعة الحديثة التي هي ضمان توفير غذاء الإنسان النباتي والحيواني.

    وقد انعكست أهمية المياه للعراق في تسميته وسمي بأسماء مختلفة منها مرادفاته بلاد النهرين وأرض الجزيرة و بلاد الرافدين ([15])، ولكن من الملاحظ أن استثمار المياه لم يتم بشكل كافٍ في سد الاحتياجات المحلية من المواد الغذائية، نتيجة الضعف في التخطيط بالإضافة إلى الظروف السياسية الغير مستقرة التي يعيشها العراق وقيام الدول المجاورة بإنشاء السدود على هذه الأنهار دون النظر إلى مصلحة العراق، أما فيما يخص منطقة الدراسة المتمثلة بالجزء الشمالي منها فتوجد منطقة ربيعة فهي تعتمد على الأمطار بصورة رئيسية بالإضافة إلى المياه الجوفية المتوفرة في هذه المنطقة، فكميات الأمطار التي تستملها ربيعة 60 يوماً في السنة أكثر من 300 ملم من المطر سنوياً ، ويتصف شتاء هذه المنطقة بأنه أقصر من المنطقة الجبلية ، إذ لا يزيد عن ثلاثة أشهر وأمطاره أقل منها ومعدل الحرارة السنوي لا يقل عن 18 درجة مئوية  و رطوبة الهواء ما بين 20 – 30 % ([16]). وكذلك وجود نهر الفرات في الجزء الجنوبي من منطقة الدراسة ، إذ يبلغ طول نهر الفرات من منبعه حتى مصبه 2330كم منها 1200كم ضمن الحدود العراقية ويقع ثلثها في الهضبة الصحراوية وثلثها في السهل الفيضي.

          أما القسم الباقي فيقع خارج حدود العراق (455 كم في تركيا و 675 كم في سوريا) وتبلغ مساحة حوض الفرات 289300 كم ([17])، وهذا يتطلب دراسة موضوعية مع الجانب السوري والجانب التركي لوضع الحلول الممكنة قدر الأمكان لتجنب المخاطر التي تحيط بالمناطق القريبة من الحدود السورية ، وكذلك مناطق السهل الفيضي ، وهذا يؤدي بدورة بالأثر السلبي على الانتاج المحلي والاتجاه نحو الاستيراد من الخارج ، وقد أدَّت الزيادة السكانية للعراق إلى انفاق عوائد البترول على سد النقص الحاصل في الزراعة التي أصبحت لا تشكل أكثر من 10% من اجمالي الناتج المحلي واعتمد العراق بالكامل على عوائد النفط للحصول على العملة الصعبة ([18]). ولا ننسى الخراب الذي نتج من حربي الخليج الثانية والثالثة أدَّى إلى إبطاء خطة التنمية العراقية وتدمير العديد من المشروعات المائية، وأصبح مستقبل القطر المائي مرهوناً بالمتغيرات داخل سوريا وتركيا وإيران ، لأنَّ مياهه مستمدة من موارد دولية.

1 – 1 – 4 – 2: الثروة المعدنية

          إن التوزيع الجغرافي للثروة المعدنية يرتبط بالتكوين الجيولوجي، فالدولة التي تمتلك ثروات معدنية تجعلها تتمتع بمميزات القوة إذا تكاملت مع المقومات الجغرافية الأخرى، ليوصلها إلى مصاف الدول القوية، إذ إن ذلك يؤدي إلى تطوير اقتصادها ، وكذلك يمكنها من بناء جيش ضخم مسلح تحمي به نفسها ([19])، ويتميز العراق بأنه أحد البلدان الذي يحتوي احتياطات هائلة من الفوسفات تقدر 523 مليون طن ، حيث يحتل المرتبة الثانية عالمياً وحوالي 2177 مليون طن من حجر الكلس ، وكذلك 117 مليون طن من الكبريت، بالإضافة الى الحديد 61 مليون طن و1,2 مليون طن من الرصاص والخارصين، ويحتوي على الرمال للزجاج والملح والجبس والدولمايت وغيرها من أطيان السمنت والجبس ([20])،  ينظر خريطة رقم (5) 

خريطة(5) الثروة المعدنية لمنطقة الدراسة

المصدر: بالاعتماد على عمار شريف كاظم العظماوي, الحدود العراقية - السورية دراسـة في الجغرافية السياسـية, رسالة ماجستير(غير منشورة), كلية الآداب, جامعة بغداد, 2007, ص51, وباستعمال برنامج arc gis10.3

وقد بدأت وزارة النفط باطلاق جولة التراخيص الرابعة، والتي اطلق عليها اسم ((جولة الرقع الاستكشافية)) في سنة 2012 ، وتم طرح عدد من الرقع وبمساحات مختلفة لمجموعة من الشركات بلغ عددها 46 شركة أجنبية، حيث الهدف منها توسيع وزيادة حجم الاحتياطات المثبتة من النفط، وبالإضافة إلى إعطاء أهمية متزايدة للغاز الطبيعي، وبلغت نسبته 64,8% بمساحة إجمالية بلغت 5203 الف كم2 ضمت منطقة الدراسة 8 آلاف كيلومتر مربع في محافظة نينوى والأنبار و8 آلاف كيلومتر مربع في الرقعة الاستكشافية رقم(5) في محافظة الأنبار، وكذلك 703 آلاف كيلومتر مربع ضمن الرقعة الاستكشافية 1 في محافظة نينوى ، وجميعها تقع ضمن منطقة الدراسة ([21])، والملاحظ أن هناك تنوعاً في المعادن الموجودة في منطقة الدراسة إلا أن هذه المعادن لم تستغل على نحو كافٍ لسد الطلب المحلي ، وهذا يتطلب الاهتمام أكثر بهذا الجانب المهم، أما اهم البضائع والسلع المصنعة التي يتم استيرادها من الخارج عبر المنافذ الغربية وهي: الأعمدة الكهربائية، سيم الربط، خزانات الحديد، تنور غازي، وقضبان نحاس، وحديد بليت، وكاربونات كالسيوم، وحديد شخاط، ومقاطع المنيوم، وشيش تسليح، وبلغت قيمة المعادن ومصنوعاتها المستوردة سنة 2010 عبر المنافذ الغربية السورية (856964) مليون دولار تصدرها منفذ الوليد من إجمالي قيمة المعادن المستوردة وهذا  نتيجة لقربه من العاصمة بغداد، حل ثانياً منفذ ربيعة ومنفذ القائم في المرتبة الأخيرة ينظر جدول رقم (2).

أما فيما يخص سنة 2013 فقط بلغت قيمة المعادن المستوردة ومصنوعاتها عبر المنافذ الغربية بين العراق وسوريا (55978) مليون دولار تصدرها كذلك منفذ الوليد ثم جاء منفذ ربيعة بالمركز الثاني، وحل أخيراً منفذ القائم، بحكم الظهير الجغرافي لكل منفذ فمنفذ ربيعة فإن الظهير الجغرافي له تمثل محافظة نينوى على الأغلب إلا في حالات طارئة ، إذ ما تعرض منفذ الوليد لظروف استثنائية سواءً من الناحية الأمنية أو غيرها تخص الطريق المؤدي للمنفذ ، فأن جميع التجارة لهذا المنفذ تتحول إلى ربيعة مباشرةً أي نستطيع أن نقول إن منفذ ربيعة مكمل للوليد في الظروف الصعبة ، وكذلك منفذ الوليد مكمل لربيعة، ويؤدي العامل الآخر المتمثل بالقدرة الشرائية دوراً بارزاً بالتجارة من الناحية الاقتصادية إذا ما كانت الظروف السياسية مستقرة، وهذه السلع المستوردة تدل على الضعف الجيوبولتيكي للواقع الصناعي في العراق، إذ إن دراسة التركيب الجيولوجي يبين أمرين هما الأول إن الموارد المعدنية الموجودة في باطن الأرض ترتبط بالتراكيب الجيولوجية ارتباطاً مباشراً ، والثاني يبين المظاهر التضاريسية البارزة في سطح الأرض بالنسبة للوحدة السياسية، وما يطرأ عليها من تغير وتعديل وما يرتبط به من نشاط بشري، إذ إن دراسة الخريطة الجيولوجية تعد من صميم الجغرافية السياسية،  فهي التي تدل على أنواع المعادن الموجودة في الوحدة السياسية، ودرجة تركيز للرواسب المعدنية وتوزيعها الجغرافي وحجم الاحتياطي الموجود من الخامات في صخورها والتي يمكن استخراجها بصورة تجارية وجميعها تحدد القيمة الاقتصادية للثروة المعدنية التي تمتلكها الدولة وتأثيرها على سكان المنطقة بما توفره من فرص عمل وتعزيز قدرة المنطقة اقتصادياً ([22]).

     جدول رقم (2) كميات وقيم المعادن ومصنوعاتها المستوردة عبر منفذ ربيعة.

   السنة

 

المنفذ

2010

2013

الكمية و وحدة

  القياس/(طن)

      القيمة

  (مليون دولار)

الكمية و وحدة

  القياس/(طن)

      القيمة

  (مليون دولار)

ربيعة

186,243

180,120

1,564

1,145

الوليد

620,318

448,520

34,014

235,764

القائم

50,402

30,435 /الف دولار

20,400

61,125

المجموع

856,964

659,651

55,978

298,034

المصدر: جمهورية العراق، وزارة المالية، هيئة الكمارك العامة، قسم التخطيط، بيانات غير منشورة، لعامي (2010 – 2013).

1 – 2: الخصائص البشرية

          تعد العوامل البشرية من أهم العوامل المؤثرة على الدولة فأغلب المشاكل السياسية في العالم تعود إلى الجانب البشري، ومن المعروف أن سكان الدولة في تزايد مستمر وهذا يستوجب أهمية خاصه من قبلها ، حيث يحدد توجه الدولة والقرار السياسي بما يتلاءم مع احتياجات السكان ([23]). وباعتبار السكان عاملاً حيوياً مهماً، ومتحركاً داخل الوحدة السياسية بفعل الزيادة الطبيعية أو الهجرة، وتأثيره على التركيب العمري والاقتصادي والاثنوغرافي، ويؤدي هذا إلى اتخاذ القرارات الخاصة بسياسة الدولة وبيان قوتها ومكانتها، فالجغرافي السياسي له وجهة نظر بالنسبة للسكان والاقتصاد فتختلف عن علماء الديموغرافية أو علماء الاقتصاد أو جغرافي السكان، وذلك لأنَّ المتخصص في الجغرافية السياسية يعالج العناصر السكانية المؤثرة على القرارات والأحداث السياسية ([24])، أما فيما يخص منافذ منطقة الدراسة هو قياس قوة المنفذ للجذب السكاني في موقع المنفذ وتأثيره في المناطق القريبة منه والبعيدة وبيان حركة النقل عبر المنفذ بين الجوار.

1 – 2 – 1: حجم السكان وتوزيعهم

          يشكل حجم السكان عنصراً من عناصر قوة الدولة ، والتغيير في حجمة سواء في الزيادة أو النقصان يسمى نمواً، ونمو السكان الموجب أو السالب هو حصيلة ثلاثة عوامل هي المواليد والوفيات والهجرة، وإن بيان العلاقة بين الكم السكاني والكم المساحي لأي دولة أو منطقة على درجة عالية من الأهمية للتقرب من القوة الحقيقية للدولة ويتم حسابها من خلال الكثافة الحسابية والتوزيع السكاني على امتداد رقعة الدولة المساحية ومما له أثر على أمن واستقرار وتطور الدول([25])، وفيما يخص حجم السكان من الناحية المكانية فيعبر عنها فيما يعرف بتكتيك الانحدار الجيوبولتيكي الذي يقصد به الأحجام النسبية لكل دولة بالقياس إلى جارتها، فليس المهم حجم الدولة وحدتها ولكن حجمها بالنسبة إلى جيرانها ([26]). وبما إن الخاصية الجغرافية الرئيسية للعراق هي الشبكة النهرية لدجلة والفرات فلقد أصبح لهما دور في توزيع السكان ويتركزون مع الامتداد النهري، ينظر خريطة رقم (6) وإن الامتداد الواسع لصحرائه في الغرب أدى إلى قيام انماط مكثفة من الاستقرار السكاني إضافة إلى المراكز الحضرية والمجمعات السكنية التابعة لها، فأصبحت أكثر أراضي منطقة الدراسة مداخل خلفية، وتقل بها أي تقل كثافة السكان إلى الحد الأدنى([27])، وهو أمر في غاية الخطورة وعامل ضعف على الدولة وخطر عليها([28]).

بالنسبة لمنطقة الدراسة فيتبين من الجدول (3) أن أعداد السكان في زيادة مستمرة فقد تفوقت محافظة نينوى في أعداد السكان ، إذ بلغت سنة 1997 (2033887) مليون نسمة، واستمرت بالزيادة حتى وصلت الى (3729998) مليون نسمة، في سنة 2018 كان نصيب ناحية ربيعة حسب سنة 1997 (41935) نسمة، و وصل في سنة 2018 (100418) نسمة، أما محافظة الأنبار فقد بلغت سنة 1997 (1021468) مليون نسمة، ثم استمرت بالزيادة حتى وصلت إلى (1771656) بلغ عدد سكان ناحية الوليد في سنة 2007 (2193) نسمة، أما القائم فقد بلغ عدد سكانه (90400) نسمة حسب سنة 2007 ، وفيما يخص المنافذ الحدودية فإن الهدف من إنشائها هو تحقيق المكاسب الاقتصادية للدولة وتوفير فرص العمل للأشخاص العاطلين عن العمل كافة وفي مختلف المجالات ومن هذه الأعمال هي الشحن والتفريغ والأعمال الإدارية.

جدول رقم (3) اعداد سكان منطقة الدراسة لسنة 2018

ت

المحافظة

1997

2009

2018

1

نينوى

2033887

3106948

3729998

2

الانبار

1021468

1483359

1771656

 

ت

           الناحية

او القضاء

1997

 

2007

2018

1

ن ربيعة

41935

67245

100418

2

ن الوليد

1486

2193

5958

3

م. ق القائم

74866

90400

179192

المصدر: جمهورية العراق وزارة التخطيط والتعاون الانمائي، الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات، اسقاطات سكان العراق، لسنوات متعددة.

بالإضافة إلى الخدمات التي تقدم عبر طرق النقل في المناطق التي تمر بها وخصوصاً في مجال السلع التجارية بين العراق ودول الجوار([29]). ومن الملاحظ أن المنافذ الغربية بين العراق وسوريا لم يكن لها دور في الجذب السكاني وذلك ناتج من المتغيرات السياسية الداخلية والأقليمية الخاصة بهذه الجهة تحديداً ، وهذا سببه الظهير الاستراتيجي المتمثل بالكيان الصهيوني فكلما تحسنت العلاقة بين العراق وسوريا كلما كان هناك خطر قادم نحو منطقة الدراسة ، فطبيعة عمل المنافذ غير مستقرة ، وهذا الذي جعل المنافذ المذكورة تعاني من ضعف جيوبولتيكي فيما يخص السكان بالإضافة إلى البيئة الصحراوية الصعبة.

خريطة(6) سكان منطقة الدراسة

المصدر: من عمل الباحث بالإِعتماد على جمهورية, وزارة التخطيط والتعاون الانمائي, الجهاز المركز للاحصاء وتكنولوجيا المعلومات, اسقاطات سكان العراق لسنوات متعددة, وباستخدام برنامج ArcGis10.3.

1 – 3: الخصائص الاقتصادية

          إن موارد الثروة الاقتصادية المختلفة تعد من العوامل الأساسية التي لها تأثير في القوة السياسية للدولة ([30])، إذ إنها تزيد من أهمية موقعها الجيوبولتيكي، وعلى الرغم من اختلاف الموارد الموجودة في الدول من حيث الكمية ونوعيتها ولكن وجودها يعطي مؤشراً إيجابياً في قدرة الدولة على استثمار تلك الموارد بما يعزز مكانتها السياسية، وكذلك في اتخاذ القرارات الاستراتيجية بحرية تامة وبدون أي تدخلات خارجية ذات حسابات بعيدة ([31]).     

1 – 3 – 1: القطاع الزراعي

          تتميز الزراعة بدور مهم في بناء قوة الوحدة السياسية، إذ يقاس من خلالها الاستخدام الامثل لمواردها، وامكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي بالنسبة للغذاء وتقف الموارد الزراعية ذات العلاقة الصناعية في مقدمة تلك المقومات الاقتصادية في تحديد قوة الدولة طبقاً لمفاهيم الجغرافية السياسية ([32])، ومن وجه نظر الجغرافية السياسية فإن الغذاء يوثر في العلاقات الدولية، إذ إن الدولة التي تتمتع بفائض غذائي تحاول أن تساوم الدول الأخرى التي تعاني من عوز غذائي، وخصوصاً عندما تتطلب مصالح تلك الدول المصدرة للغذاء في استعمال هذا النوع من الضغط الدولي الذي اصبح واضح في الصراع الدولي الحالي في العالم ([33]). وتعرض العراق إلى تغيرات كبيرة وخصوصاً في الخريطة الزراعية وعلى شكل أنماط الإنتاج الزراعي وخصوصاً بعد حرب الخليج الثانية وفرض الحصار الاقتصادي على العراق سنة 1991 التي ولدت ظروفاً أجبرته في الاعتماد على نفسه، من خلال زراعة المحاصيل الاستراتيجية في هذا القطاع الأساسي ([34]).ثم جاء الاحتلال الأمريكي في حرب الخليج الثالثة ، وما تبعه من أحداث أَثرت على الواقع الزراعي عامة اضطر إلى الاستيراد من الخارج لسد النقص الحاصل ، وذلك بحكم تأثير الأحداث التي مر بها وكذلك الظروف الإقليمية والدولية التي انعكس تأثيرها على العراق، وفيما يخص المواد الغذائية والفواكه والخضراوات التي يتم استيرادها عبر الجهة الغربية من سوريا وكذلك المارة عبرها والتي تأتي من دول أخرى و تعد سوريا منطقة مرور لمختلف المواد المستوردة ، مما يضاف لها أهمية خاصة هي:

المواد الغذائية تشمل: طحين، معجون، عدس، فاصوليا، دجاج مجمد، طرشي، البان معلبة، فستق، رمان، حب شمس، وغيرها الخبز، أما الفواكه والخضراوات فتشمل طماطة ، بطاطا، بصل، رقي، خيار، فلفل، ثوم، فاصوليا خضراء وغيرها. ويتبين من الجدول رقم (4) اعلاه. أي بلغت قيمة المواد الغذائية والفواكه والخضراوات المستوردة عبر المنافذ الغربية من الجهة السورية لسنة 2010 قد بلغت (441,325) مليون دولار تصدرها منفذ الوليد ثم جاء منفذ ربيعة بالمرتبة الثانية واخيراً منفذ القائم بنسبة ضئيلة وهذا راجع  للخصائص الجغرافية لكل منفذ من المحاصيل الزراعية التي تسود فيه وقوة الظهير الاستهلاكي لمنفذ الوليد واعتماده على السلع المستوردة، أما في سنة 2013 فقد انخفضت قيم المواد الغذائية والفواكه والخضراوات المستوردة عبر منطقة الدراسة عما كانت علية سنة 2010 حيث بلغت (25868) مليون دولار.

       جدول رقم (4) كميات الفواكه والخضراوات والمواد الغذائية المستوردة عبر منطقة الدراسة

 

 

 ت

 

 المنفذ

2010

2013

2017

الكمية و وحدة القياس/ (طن)

القيمة

(مليون دولار)

الكمية و وحدة القياس/ (طن)

القيمة

(مليون دولار)

الكمية و وحدة القياس/ (طن)

القيمة

(مليون دولار)

1

ربيعة

620812

68224

521546

9410

-

-

2

الوليد

3780211

549820

2533122

188872

-

-

3

القائم

122231

32668

15332

5419

-

-

مجموع

4523254

650712

307000

203701

 

 

المصدر: جمهورية العراق، وزارة المالية، هيئة الكمارك العامة، قسم التخطيط، بيانات غير منشورة، لعامي (2010 – 2013 - 2017)

يتصدرها منفذ الوليد ثم منفذ ربيعة في المرتبة الثانية ومنفذ القائم في المرتبة الأخيرة، هذا الانخفاض راجع للأحداث التي تعرضت لها سوريا والقت بظلالها على العراق ثم بعد ذلك غلقها سنة 2014 ولحد هذه اللحظة نتيجة للأوضاع الأمنية غير المستقرة، وان زيادة الانتاج الزراعي وخاصة المحاصيل الصناعية سيؤدي الى تصدير الفائض منه الى الخارج ونشاط الحركة التجارية عبر المنافذ الحدودية ضمن منطقة الدراسة .

1 – 3 – 2: القطاع الصناعي

          تعدر الصناعة والقدرة على الإنتاج مواد صناعية متعددة وجيدة في الدولة من العوامل العامة والمؤثرة في قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية ، إذ إن ملكية المواد الخام أو سهولة الحصول عليها وتصنيعها وتوفيرها لاستهلاك المواطنين أو تصدير الفائض منها، هو قوة اقتصادية واجتماعية على حدٍ سواء ، لأنَّ الصناعة هي من أهم الركائز الأساسية لقوة أي مجتمع أو دولة في العالم ([35])، وقد عانى العراق من الغزو الأمريكي سنة (2003) وما تبعها من أحداث سياسية مخطط لها، فدمرت المصانع العراقية والبنى التحتية كالطرق والجسور واضعف العراق اقتصادياً واجتماعيا في سبيل استيراد البضائع المفروضة علية من الخارج، وكذلك تضاءل دور المنافذ الحدودية في التنمية الصناعية وأدَّى إلى استيراد مستلزمات المصانع من المكائن و الآلات والمعدات من دون الخضوع للقياس والسيطرة الصناعية بتوفير الدعم اللازم للمواطن ([36]).

          أما السلع المصنعة التي يتم استيرادها عبر المنافذ ما بين العراق وسوريا فهي أثاث ومفروشات وأغطية، وعطور، ومواد تجميل، وحقائب، وأدوات منزلية، والعاب مختلفة، وبلاستك، وخشب ومصنوعات، ودرجات نارية، ودراجات هوائية، وزجاج، ومرايا، وأدوات احتياطية، ومواد صحية، ومواد كيمياوية، ومنظفات.         

ومن خلال ملاحظة الجدول رقم (5)  أن قيم السلع المصنعة المستوردة عبر المنافذ الغربية ما بين العراق وسوريا بلغ مجملها لسنة 2010 (225000969) مليون دولار، حيث احتل منفذ الوليد المرتبة الأولى بينما منفذ ربيعة المرتبة الثانية وجاء منفذ القائم بالمرتبة الأخيرة وبنسبة ضعيفة جداً، وبلغ حجم قيم السلع المصنعة المستوردة عبر منطقة الدراسة لسنة 2013 (236970485) مليون دولار، احتل منفذ الوليد المرتبة الأولى ومنفذ ربيعة المرتبة الثانية ثم منفذ القائم بالمرتبة الأخيرة، وإن جميع السلع المستوردة عبر المنافذ الغربية من الجهة السورية هي سلع مصنعة لا تسهم في التنمية الصناعية بل تدل على الضعف الجيوبولتيكي بالنسبة للعراق بهذا الخصوص ، وقد أدَّى ذلك إلى ارتفاع درجة التبعية الصناعية نحو العالم الخارجي واقتصرت الصادرات العراقية على بعض التمور والصوف والمصارين وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003 رفعت الضريبة الكمركية وفرض رسم سمي برسم أعمار العراق بمقدار (5%) على الاستيرادات([37])، اذا من الضروري الاهتمام بالمشاريع الصناعية في المستقبل وخصوصا وجود الثروات المعدنية الخام التي تساعد على قيام المصانع في تلك المنطقة الخاصة بالدراسة وهذا يؤدي إلى أن يكون للمنفذ دور كبير في تصدير الفائض وزيادة حركة التجارة .

                                  جدول رقم (5) قيم السلع المصنعة المستوردة عبر منطقة الدراسة

 

ت

 

 المنفذ

2010

2013

2017

القيمة

(مليون دولار)

النسبة

المئوية %

القيمة

(مليون دولار)

النسبة

المئوية %

القيمة

(مليون دولار)

النسبة

المئوية %

1

ربيعة

180120334

29

1145110

0,5

-

-

2

الوليد

448520200

71

235764250

99,5

-

-

3

القائم

30435

0,0

61125

0,0

-

-

المجموع

225000969

100%

236970485

100%

 

 

                   




المصدر: جمهورية العراق، وزارة المالية، هيئة الكمارك العامة، قسم التخطيط، بيانات غير منشورة، لعامي (2010 - 2013)                     

نستنتج من هذا الفصل أن الزيادة السكانية أدت إلى انفاق عوائد البترول لسد النقص الحاصل في الإنتاج الزراعي من خلال المنافذ العراقية السورية ضمن منطقة الدراسة ، وأن البيئة الصحراوية ضمن المنطقة قد ساعدت في إيواء العناصر الخارجة عن القانون ومن الملاحظ أن التقارب في أعداد المسافرين من حيث الوافدين والمغادرين ناتج عن تشابه الخصائص الجغرافية ضمن المنطقة وأن أغلب السلع المستوردة هي عبارة عن سلع مصنعة لا تساعد في التنمية الصناعية وهذا ضعف آخر من الناحية الجيوبوليتكية .



([1]) عبد المنعم عبد الوهاب وصبري الهيتي، الجغرافية السياسيةـ، بيت الحكمة، بغداد، 1989، ص29.

([2]) محمد كشيش خشان الموسوي، اثر موقع العراق الجغرافي السياسي في مستقبل علاقته مع دول المجال الأسيوي الجديد، رسالة ماجستير (غير منشورة) كلية الآداب، جامعة الكوفة، 2011، ص13.

([3]) حسن تركي عمير الاوسي، إيران والقضايا العربية (1979-1991)، أطروحة دكتوراه (غير منشورة)، المعهد العالي للدراسات السياسية والدولية، الجامعة المستنصرية، العراق، 2008، ص49. 

([4]) محمد أزهر السماك، مصدر سابق، ص77.

([5])  محمد توفيق، مصدر سابق، ص107.

([6]) عمار شريف كاظم العظماوي، الحدود العراقية السورية (دراسة في الجغرافية السياسية)، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآداب، جامعة بغداد،  2007، ص. 

([7]) عمار شريف كاظم العظماوي، مصدر سابق، ص32. 

([8]) محمد كشيش خشان الموسوي، اثر موقع العراق الجغرافي السياسي في مستقبل علاقته مع دول المجال الاسيوي الجديد، مصدر سابق، ص13.

([9]) حسن علي مصلح الفراجي، حدود العراق البحرية وانعكاسها على قياس قوة الدولة بمنظور الجغرافية السياسية، رسالة ماجستير (غير منشورة)، جامعة تكريت، كلية التربية،  2004، ص21.

([10])جمهورية العراق ، وزارة التخطيط، الجهاز المركزي للإحصاء، المجموعة الاحصائية، السنوية لسنة (2008-2009).

([11]) مازن مغايري، اطلس العالم، دار الرضوان، حلب، سوريا، 2005، ص42.

([12]) رضا محمد السيد سليم، دراسة في المحددات المكانية لوظائف الدولة، رسالة ماجستير (غير منشورة)، جامعة الزقازيق، كلية الآداب، مصر،  2008، ص77.

([13]) موسى جعفر راضي الموسوي، تحليل جغرافي سياسي لعلاقات العراق مع دول الجوار الجغرافي، اطروحة دكتوراه(غير منشوره)، جامعة بغداد كلية الآداب،  2015، ص31.

([14]) عبد المنعم عبد الوهاب وصبري فارس الهيتي، مصدر سابق، ص62.

([15]) أ. د .عباس فاضل السعدي، جغرافية العراق اطارها الطبيعي – نشاطها الاقتصادي – جانبها البشري، جامعة بغداد، الدار الجامعية للطباعة والنشر، بغداد، العراق،  2008، ص103.

([16]) محمد ازهر السماك، مصدر سابق، ص35-37.

([17]) أ. د .عباس فاضل السعدي، مصدر سابق، ص114.

([18]) المصدر نفسة، ص109.

([19]) عبد المنعم عبد الوهاب وصبري فارس الهيتي، مصدر سابق، ص62.

([20]) عراك تركي حمادي الفهداوي، الموارد المعدنية في محافظة الانبار واثرها في قوة العراق، مجلة جامعة الانبار للعلوم الانسانية، العدد الثاني، العراق، 2010، ص47. 

([21]) جعفر رضا وامجد صباح عبد العاني، صناعة النفط والغاز في العراق، الاتجاهات الحالية والمستقبلية للفترة 2000 – 2020، ط1، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مطبعة ابو ظبي، العدد 198، الامارات، 2015، ص35.

([22]) رضا محمد السيد سليم، مصدر سابق ، ص 98-106.

([23]) فتحي ابو يمانه، الجغرافية السياسية، مطبعة دار الحكمة، الاسكندرية، 1989، ص86.

([24]) علي سالم احميدان الشواوره، الجغرافية السياسية وتحالفاتها الدولية سياسياً وعسكرياً واقتصاديا، ط1، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، الاردن، 2018، ص133.

([25]) ماجد صدام سالم، مصدر سابق، ص88.

([26]) صلاح محسن باسم، الوزن السياسي لسكان الولايات المتحدة الامريكية، اطروحة دكتوراه(غير منشورة)، كلية الاداب، جامعة بغداد، 2007، ص57.

([27]) فاضل حسن كطافه الياسري، العراق وموقعة المجاور لإيران، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية التربية، الجامعة المستنصرية، 2006، ص30.

([28]) محمد احمد السامرائي، مصدر سابق، ص75.

([29]) أسعد عباس هندي الأسدي وسهيلة صبيح ثامر، الأهمية الاقتصادية للمنافذ البرية في جنوب العراق للمدة (2007-2016)، مجلة ابحاث البصرة للعلوم الانسانية، المجلد 43، العدد 3، 2018، ص252.

([30]) محمد كشيش خشان الموسوي، مصدر سابق، ص96. 

([31]) محمد عقلة المؤمني، استراتيجيات سياسة القوة، دار الكتاب الثقافي،عمان، الاردن، 2008، ص205.

([32]) محمد ازهر السماك، مصدر سابق، ص202. 

([33]) عباس فاضل السعدي، التقييم الجغرافي ومشكلة الغذاء في العالم والوطن العربي، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1984، ص111

([34]) خالص عبد الجبار عبد الرحمن، السياسات الاقتصادية لمرحلة ما بعد الحصار، رسالة ماجستير (غير منشورة)، المعهد العالي للدراسات السياسية والدولية، جامعة المستنصرية، 2004، ص9.

([35]) عبد المنعم عبد الوهاب وصبري فارس الهيتي، مصدر سابق، ص121. 

([36]) اسعد عباس هندي الاسدي وسهيلة صبيح ناصر، مصدر سابق، ص238. 

([37]) اجنده اعمال البصرة، اعدت هذه الأجنده من قبل جمعيات الاعمال في محافظة البصرة بالتعاون مع مركز المزروعات الدولية الخاصة، 2012، ص79.  












تحميل الرسالة
👇



👇

↲            mega.nz

👇

↲            top4top 
 

👇

↲             4shared





 👇

↲           t.me/ThesisGeo




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا