التسميات

آخر المواضيع

الاثنين، 9 يونيو 2014

ما المقصود بالفكر الجغرافي وما محوره العام وعلاقته بتطور الجغرافية ؟ ...

 ما المقصود بالفكر الجغرافي وما محوره العام وعلاقته بتطور الجغرافية؟.
جاسم شعلان كريم الغزالي - جامعة بابل كلية التربية الأساسية -   قسم الجغرافية - المرحلة 4 -  : 17/10/2013 

المقدمــــــة : 
 ما المقصود بالفكر الجغرافي وما محوره العام وعلاقته بتطور الجغرافية؟.

     يعتبر موضوع الفكر الجغرافي من المواضيع الأساسية والمهمة بالنسبة للجغرافيين لأنه موضوع يحدد ماهية علم الجغرافية وحدود أبحاثها وعلاقتها بالعلوم الأخرى وقد يتطلب الإلمام بهذا الموضوع الجديد معرفة التغيرات والتطورات التي حصلت للمعرفة الجغرافية وكذلك النظريات والأفكار التي سيطرت وما زال بعضها يسيطر على كتابات الجغرافيين في مختلف أنحاء الأرض وفي مجرى الزمن السابق والحاضر .


     لاشك أن كتابات الأستاذ هارتشون الواردة في كتابيه طبيعية المعرفة الجغرافية  The nature of geography أو كتابه الآخر الذي صدر في سنة 1950  تأمل في طبيعة المعرفة الجغرافية  Prospective on the nature of   تغني طلبة الجغرافية في معرفة التطورات التي أصابت الفكر الجغرافي في خلال العصور الحديثة فالفهم لحقل الجغرافية كما يظهر من كتابات الجغرافيين لها وجهات نظر عديدة ولم تتوصل إلى اتفاق عام حول طبيعة هذه المعرفة وحدودها مما سيجعلنا نهتم بوجهات النظر هذه مع التأكيد على النظريات والأفكار التي دارت حول هذا الموضوع .

    وعلى الرغم من أن للجغرافية جذورا قديمة ترجع إلى وجود الإنسان على الأرض إلا أن تطورها كفرع علمي متخصص حديث  قد جاء من علماء في أوربا وخاصة من ألمانيا فقد كتب كانت عن سلوك الإنسان ومدى تأثره بظروف البيئة الطبيعية ولاسيما المناخ ، أما تحديد موضوع الجغرافية الحديثة فتبدأ بالعالم الألماني كارل ريتر الذي حاول دراسة البيئة وإظهار علاقتها بالإنسان ثم جاء الكسندر هبمولت وهو عالم جغرافي ألماني آخر كان على شاكلة زميله ريتر يؤمن بسلطان البيئة ويمكن أن نستنتج من أراء المتقدمين في القرن التاسع عشر من العلماء عن مفاهيم الجغرافية : -
1- إن الجغرافية كانت تدرس التباين المكاني على سطح الأرض.
2 - وقد اعتمد منهج الجغرافية على منحيين هما الدراسات الأصولية والدراسات الإقليمية وكلاهما يركز على الاختلافات المكانية.
3 وقد نجم عن لك أن وصفت الجغرافية بأنها عالم ثنائي أي أنها تعترف بالتميز مابين الجغرافية الطبيعية والجغرافية البشرية وبرزت بذلك مشكلة في منتصف القرن التاسع عشر لم يتم التغلب عليها  إلا في نهاية القرن الحالي.
    إن التأكيد على دراسة أشكال سطح الأرض في الأبحاث العملية التي قام بها الجغرافيون قد رسخت علم الجيمورفولوجيا  كفرع من فروع الدراسة الجغرافية في ألمانيا وأمريكا وأقطار أخرى وقد ظهرت دراسات تخص الإقليم الطبيعي وعلى هذا الأساس لجأ البعض من الجغرافيين إلى حذف بعض الظواهر الطبيعية باعتبارها غير مناسبة للدراسة العلمية.
   وقد عرفوا الجغرافية بأنها علم كوكب الأرض بدلا من علم سطح الأرض بينما اتجه البعض الآخر إلى تعريف الجغرافية بأنها دراسة للعلاقات  بين البيئة الطبيعية والإنسان وبينما يؤكد بعض الكتاب في الجغرافية على أن الجغرافية هي دراسة التوزيعات على سطح الأرض ثم خرج هارتشون بتعريف آخر وهو أن الجغرافية دراسة للتباين المكاني لسطح الأرض.

     وعليه فإن هنالك تعاريف كثيرة للجغرافية ناقشها بريستون جيمس في مقالة قدمها إلى المؤتمر الجغرافي الأمريكي وطبعت في كتاب حيث ان الجغرافية تهتم بترتيب الأشياء على وجه الأرض American geography وبالارتباطات للأشياء التي تعطى الخاصية للاماكن المحددة .

       لقد تداول الجغرافيون أو مجموعات منهم في عهود مختلفة في الماضي أفكارا في حقل الجغرافية تختلف كليا عن أفكار أولئك الجغرافيين الذين كانوا يمثلون الخطوط الرئيسية لتطور الحقل الجغرافي فإذا اعتبرت الجغرافية دراسة التباين المكاني في العالم فلابد من وضع معايير من شأنها أن تشير إلى التباين المكاني حيث اتجه هتنر إلى وضع أسس لهذه المعايير منها السمات  المختلفة من مكان لآخر والتنوع المتضمن نظاما وأنظمة تشتمل على تجمع مكاني للظواهر على ضوء موقعها وعلاقاتها ببعضها البعض.

   وبناء على ذلك فقد تنطبق المعايير على حالات معينة عن طريق التفسير المكاني لها وقد تمثل البيانات التي تجمع من خلال المعايير بخارطة تقوم بالكشف عن مقارنات واضحة مابين العناصر التي تحتويها وقد ظهرت خلافات بين الجغرافيين عند دراسة الأقاليم وسببها تقسيمهم للعالم الى وحدات مكانية فالمظهر العام للأرض أو كما يطلق عليها الألمان تمثل أشياء فردية ورغم إن هذه الطريقة قد انتشرت حتى في الولايات المتحدة والتي ادخلها الأستاذ فإنها قد رفضت كاملة وبكل مظاهرها أن التأكيد على كون الإقليم أشياء متميزة كما لو أنها كاملة بحد ذاتها قد أدى إلى إهمال أهمية احد العوامل الجغرافية الأساسية وهو موقع الظواهر على سطح الأرض بالنسبة لبعضها البعض الآخر أن تحديد الإقليم لا يشير إلى أكثر من تقسيم لسطح الأرض قد صنعها الباحث ولا يخفى منذ البداية بوجود مشكلة تخص الطريقة التي اتخذ بها تقسيم العالم إلى أقاليم فمن المهم أن نجد المهارة والأساليب العلمية الكافية لأن تتخذ من العالم أقاليم جغرافية .

      فالأقاليم الطبيعية مثلا تعتمد في تحديدها على النماذج المناخية أو النباتية فكانت الطريقة هذه غير مقنعة لأكثر الجغرافيين وهكذا فإن نظرية (الاندشافت ) أو ما يسمى بالاند سكيب أثارت جدلا طويلا لاسيما في الجامعات التي تتكلم الانكليزية وقد ناقشها هارتشون في كتابه وأعطى محاسنها وعيوبها ونهى أخيراً عن استعمالها.
                                                          
    وبالرغم من أن الأستاذ  الأمريكي ساور قد اقتبس نظرية الاند سكيب إلا أنه عالج موضوعه من خلال العلاقة بين الحتمية والإمكانية اللتين عالجتا موضوع العلاقة بين الظاهرات الطبيعية والظاهرات البشرية بدليل أن الأستاذ ساور قال بوجود نوعين من المظاهر العامة لسطح الأرض وهما مظهر سطح الأرض الطبيعي وهو ذلك المظهر الموجود سواء وجد فيه الإنسان أم لم يوجد أما المظهر الحضاري فإنه المظهر الذي أصاب التغيير والتطوير والتشكيل بعضه أو جميعه من جراء عمل الإنسان ونشاطه وفعاليته وفي ضوء هذا المنظور أمكن تحديد المدلول العام لنظرية ساور حول المظهر العام لسطح الأرض باعتباره الميدان الجغرافي الذي يتناوله بالطريقة التحليلية والتفسير والربط والتحليل أخذا بنظر الاعتبار الدعامتين الكبيرتين اللتين تفاعلتا في حيز المكان والزمان .

     أما نظرية ديورنت وتيلسي وتحديده لموضوع الجغرافية بالتعبير الآتي : إن أكثر ما تعنى به الجغرافية هو دراسة الإعمار المتتالي وقد جاء بهذه النظرية في عام 1929 وقد جاء بعده الأستاذ (جونز) في عام 1955 ونشر كتابا حول الإعمار البشري المتتالي للإقليم وقد اتخذ نفس المنحي الذي اتخذه w.Johnes الأستاذ وتيلسي وهكذا قد جرى تطور في الفكر الجغرافي الحديث من النظرية الأولى – نظرية المظهر العام لسطح الأرض – إلى النظرية الثانية ونظرية الإعمار المتتالي ، وهما أساسا يستندان على الظاهرتين اللتين تعتبران الدعامتين الكبير تين للجغرافية وهما الظاهرة الطبيعية والظاهرة البشرية وفي طيهما عنصرا الزمن والمكان .

    وهناك نظرية ثالثة وهي نظرية الموقع التي ترجع إلى مؤسسها الأستاذ دنكل إلا أن راي هارتشون يؤكد على أن الأستاذ فردريك مارثا هو الذي وضع أسس هذه النظرية (سنة 1877) عندما وصف الجغرافية بأنها علم التوزيع الذي يعني بدراسة مواقع الأشياء .

   وقد تطورت فكرة مارثا تطورا كبيرا خصوصا في النصف الثاني من هذا القرن وتركز الدراسات أولا في الجغرافية الصناعية والجغرافية الزراعية وفي جغرافية المدن وقد تم تطبيق فرضيات هذه النظرية باستعمال طرق الإحصاء والرياضيات والتحليل الكمي.

   ويلخص محتوي هذه النظرية – نظرية الموقع بما يأتي : إن للظاهرات الجغرافية مواضع وإن لكل من هذه الظاهرات موقعا يميزها عن سواها وأن كانت ترتبط هي وبقية الظاهرات بعضها بالبعض الآخر . وبهذا يمكن تحديد درجة الارتباط بينها . بين ظاهرتين أو بين مجموعة من الظاهرات إذا ما كان قياس كل ظاهرة أمرا ممكنا للقيام به على انفراد .

يمكن تلخيص ذلك بما يأتي :

1- اتجاه الجغرافية خلال القرن الماضي (القرن التاسع عشر) إلى الفلسفة البيؤية حيث قامت مدرسة تؤمن بالبيئة وبتحكمها في الإنسان ولذلك سميت بالمدرسة التحكمية.
2 - ظهرت مدرسة ثانية معاكسة لأراء ما جاءت به المدرسة الأولى وهي المدرسة السلوكية أو المدرسة الإمكانية .
3 - ظهور المدرسة المعتدلة والتي نادى بها كريفش تايلر ويمكن مراجعة تفاصيلها في كتابه : الجغرافية في القرن العشرين وتتلخص في عبارته المشهورة أي قف وسر .
4 - ظهور نظرية المظهر العام لسطح الأرض .
5 - ظهور نظرية الإعمار المتتالي .
6 - وأخيراً نظرية الموقع.
7 - أما المناهج الدراسية للأبحاث الجغرافية فقد اتجهت إلى طريقه الإقليمية وإلى الطريقة الأصولية وأخيرا الرياضية والكمية.

طبيعة المعرفة الجغرافية :

   من جملة الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن الطالب بإلحاح السؤال عن ماهية الجغرافية ؟ السؤال الذي طالما تطرق إليه البحث منذ القدم وخاصة على أيدي العراقيين والمصريين الأوائل ثم على عهد بطليموس وقد حظي بأجوبة عدة القليل منها الذي يفي بالموضوع أما البقية الأخرى فيبدو أنها تزيد الموضوع غموضا على غموض بدلا من توضيحه وإزالة اللبس عنه . والحقيقة إن مثل هذا الموضوع يتبادر دائما إلى الإنسان الاعتيادي كما يتوقد ذهن الجغرافي المتخصص بهذا السؤال أيضا ... وهذه بادرة جيدة مادام الإنسان الاعتيادي قلما يتسأل عن ماهية الفيزياء والكيمياء والهندسة والرياضيات فهو يعتقد أنه يعرف هذه المواضيع أو يلم بها لكنه يجد صعوبة في تحديد مفهوم الجغرافية . إن لم تقل تخصصاتها المختلفة . وعلى العموم يحمل عامة الناس فكرة بسيطة عن الجغرافية ما هي إلا خلاصة وافية لمعلومات عن العالم مطروحة بشكل حقائق علمية سهلة الفهم عن المكان والمساحة والحدود والاقتصاد ... الخ ... للأقطار المختلفة.

   وعلى هذا الأساس فإن المعرفة الجغرافية ليست بأكثر من محتويات لمعجم جغرافية بسيط . وغالبا ما يدخل هذا السؤال في نقاشات من هم في مستوى مرموق من المعرفة فيما إذا كانت الجغرافية علما أو فنا وهل هي تندرج تحت لواء العلوم الإنسانية أو العلوم أو كليهما معا .

    ويلاحظ من هذا إن هناك اختلافا في طبيعة المعرفة الجغرافية فبعض الجغرافيين يرون أنه من الأفضل المثابرة على كتابة البحوث الجغرافية والتوغل فيها بدلا من تبديد ساعات في نقاش  لا طائل تحته عن طبيعتها .ومع ذلك فإنه يبدو من دواعي الشك أن يقوم الجغرافيون بإنتاج عمل جديد وهم في نفس الوقت يدركون (أو لا يدركون )السبيل أو الكيفية التي يتشابه بها عملهم (أو يختلف) مع الآخرين العاملين في مجالات أخرى وعليه فيبدو لزاما علينا توضيح ما طرحناه  سابقا.

    هناك العديد من الكتب التي تنقب في تاريخ الجغرافية فيما لو أرادت معالجة طبيعة (الجغرافية) فمنها من يرجع عصورا إلى الوراء .. إلى الإغريق وإلى إحياء التراث الجغرافي العربي المتألق في العصور الوسطى ومنها ما يكتفي بكتاب برنارد فارينوس المعنون (الجغرافية العامة ) الذي ظهر في بداية عصر النهضة (1650 سنة) باعتبارها بداية جدية وحديثة للمفهوم العام لطبيعة المعرفة الجغرافية .

     وقد تهتم الجغرافية وما كتب فيها في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر حيث عاش الجغرافيان الكسندر فون همبولت وكارل ريتر اللذان يعتبران مؤسسي الجغرافي الحديثة .

     ومن المعروف حقا أنه من أجل إدراك وتفهم هذه المعرفة وبوجهتها الصحيحة الأجدر دراسة تطور علم الجغرافية وكيفية تغير محتواه وطرق عرضه مر الزمن وهذا ما سنهتم به ضمن هذا الكتاب المنهجي.

     وعليه ينظر للجغرافية على أنها تطورت من قائمة حقائق عن سطح الأرض الى وصف معقول لتأثير العوامل الطبيعية في مختلف الأنشطة البشرية إلى علم للعلاقات والارتباطات المكانية أي دراسة العلاقات بين التوزيعات المتاينة على سطح الكرة الأرضية .

   إن مثل هذا الحديث لن يخدمنا في تفهم طبيعية الجغرافية على النحو الذي يتطلبه موضوع البحث وهو ما نوع المعرفة الجغرافية ..؟فإذا لم تعد الجغرافية قائمة من الحقائق (الجغرافية؟)ولم تعد دراسة العوامل الطبيعية المؤثرة في الأنشطة البشرية .فان معرفة هذه الأمور لن تساعدنا لاكتشاف مفهوم الجغرافية أو ماهيتها كموضوع للدراسة وهذا هو البوابة الأولى التي تأخذها بعين الاعتبار لسبر غور ماهية الجغرافية .

    وعلى المرء أن يركز النظر محللا نوع معرفة التي يتضمنها الموضوع في الوقت الحاضر .فالموضوع يحتم أن ينظر إليه من وجهة معرفية (أي من ناحية المعرفة كعلم) وهذا هو المهم .

        أما الجانب الثاني فيقدمه لنا الكتاب الذين يعالجون غرض الجغرافية فإن هؤلاء المؤلفين والكتاب لا يهمهم ما يعمله الجغرافيون الآن بقدر ما تنصب كتاباتهم فيما ينبغي للجغرافي أن يفعله وكأنهم يسبرون طبيعة الموضوع لأول مرة وكأنه لم يطرق من قبل غيرهم.. فهم يضعون أمامنا نموذجا معينا ينبغي للموضوع في رأيهم طبعا، أن يسير باتجاهه ويتطابق معه لأنهم يعتقدون أن للجغرافية دورا خالصا أول وظيفة مميزة في إطار المعرفة وختطها ويشعرون أن أي موضوع لا يتطابق مع ذلك الدور أو ينطوي تحت تلك الوظيفة فالموضوع برمته ليس من الجغرافية قط لذلك يسأل الجغرافي لابورد ماهي وظيفة الجغرافي الحقيقة أو ما هو عمله الحقيقي ؟ وعلى سبيل المثال كتب المؤلفان ولدرج وزميله ايست في كتابهما (روح الجغرافية وهدفها)طبعه .
"إن الجغرافية تكشف دورها المتميز فقط في إقامة العلائق بين الظواهر الطبيعية والبشرية وتسد الثغرات فيما بينها" .
   ويستمران في قولهما إن أي فصل أو انقسام بين الجغرافية الطبيعية والجغرافية البشرية إنما هو موجة ضد هدف الجغرافية المركزي إنه شيء جيد في وقت الحاضر أن يؤمن جغرافيون عديدون بأن الجغرافية أجدر أن تكون موضوعا يلغي الثغرات بين الظواهر الطبيعية والبشرية ؟. لكن زعمهم ما ينبغي أن تكون عليه الجغرافية وما ينبغي لها أن تفعله هو في الحقيقة ليس مشابها أو مساويا لوصفها ما هو كائن فعلا.هذا إذا كان المفروض عمله يختلف عما تفعله الآن الجغرافية .

    حقيقة إنه شيء صحيح وصائب ما يتم تقريره اليوم يتم تطبيقه غدا كما أن صحيح أيضا ما يقرر اليوم قد لا يرى النور أبداً وفيه مثال على ذلك هو المثال الذي ورد في كتاب ولدرج وايست عن تقرير الجغرافية كما إن هناك  أمثلة أخرى في كتابات جغرافيين سابقين أمثال فيدال لابلاش وماكندر فإنه من الصعب محاججة أغلب الجغرافيين (الذين يشتغلون أطروحاتهم)إنهم منكبون على إقامة الجسور بين الظواهر الطبيعية منها والبشرية ونظرة واحدة لمحتويات ما جاء في كلا جانبي الجغرافية الطبيعية منها والبشرية. ونظرة واحدة لمحتويات ما جاء في "محاضر جلسات معهد الجغرافيين البريطانيين أو ما جاء في سجلات رابطة الجغرافيين الأمريكيين"كافية لان تبدو مثل هذه الفكرة وبشكل عام فإن الاستغراق في ما ينبغي للجغرافية عمله أنما هو مساهمة جادة في طريقة تطوير الموضوع.

الإطار النظري للجغرافية :

     لم تتفق الآراء على وجود نظرية معروفة واحدة مقبولة عالميا رغم كافة أعمال الفلاسفة في سبيل ذلك.لكن هذا لا يمنع من اعتبار القضايا المتعلقة بوجود علم الفيزياء والرياضيات وعلم الجمال تلك القضايا التي كشفت عن مكنونها بما يكفي لتوضيح قضايا أخرى مشابهة خاصة عندما يتعلق الموضوع بالجغرافية، والأجدر بنا الآن تفسير بعض المصطلحات الواردة في موضوعات منهجنا.
     فالموضوع subject  يعني عموما كل بناء أو هيكل من المعرفة والمواقف والمهارات التي بالإمكان تعلمها إلا أن هذا المصطلح لا يعني ضمن (طبيعة المعرفة)في (الموضوع)المشار إليه.
    ومن هذا نستنتج عندما نقول أن الجغرافية (موضوع ) أن كلا منها إذا لا يتضمن طبيعة هذا الموضوع أو محتواها ولاكتنا عندما نستعمل مصطلح( النظام) ((discipline )) فإننا نعني شيء آخر ضمن رغم أن البعض يستخدمه كمرادف (للموضوع) وعند ذلك لا تكون له أي أهمية خاصة . لكن عندما يكتب احدهم (نظام الجغرافي)(الجغرافية كنظام) .geography is discipline  (نظام الرياضيات) مثلا فإنه     لا يشير إلى مجموعة الحقائق المناسبة والنظريات والمهارات فحسب بل يقرر أن مضمون الموضوع مبني بناءا منطقيا بطريقا أو بأخرى - أي أنه متشكل في مبادئ ومفاهيم متداخلة مع بعضها البعض (كلا)whole  (أي كل) معقدا يتميز بترتيب معين أيضا وعلى سبيل المثال انه يشار دائما إلى (الاقتصاد والفيزياء)على إنها أنظمة لكن لا يعني أنها تشابه المعرفة الجغرافية من حيث التعقيد.
      ومع ذلك فالمرء غير المتخصص يستطيع إدراك بعض الفوارق في محتوى الموضوعات المتباينة بل وفي محتوى العلوم الطبيعية ذاتها فالكيمياء تختلف عن الفيزياء وهذه تختلف عن علم الحياة (البايلوجي) وإذا أردنا مثلا آخر خارج نطاق العلوم الطبيعية نرى التاريخ لا يماثل الجغرافية كما إلا يماثل الاقتصاد.فالمشكلة تكمن في تخصيص (أي إعطاء صفات خاصة) في طبيعة تلك الفوارق . ومع ونعود ثانياً إلى الكيمياء على أنها علم دراسة التغيرات التي تحدث عندما تتفاعل العناصر أو المركبات مع بعضها البعض إما الفيزياء فتعرف على أنها مهتمة بالصفات الطبيعية في الأجسام المادية عندما تشحن بطاقة بشكل أو بآخر وعلم الأحياء هو دراسة الكائنات الحية (العضويات) .

     إما التاريخ فيختص بدراسة الأحداث السالفة والجغرافية توضح وتوصف الأمكنة.أما الاقتصاد فيهتم بتكوين العلاقات المتبادلة بين الإنتاج والتجارة إننا عندما نقرأ (أي نعترف ) أن هذه التعاريف أو الأوصاف التي أعطيناها لتلك العلوم صحيحة فإننا لا نعترف بأنها قد مكنتنا من معرفة ما تتضمنه تلك الموضوعات وما يكمن في داخلها فعلى سبيل المثال نتسأل لماذا تندرج الكيمياء والفيزياء (علم الطبيعيات) رغم وجود اختلافات وفوارق حقيقية بينهما ؟ .
   وثانيا نتسأل : أن حوادث التاريخ تحدث في حيز أو مجال لكن المناطق الجغرافية موجودة من خلال  الزمن فقط فهل عند ذلك يصبح الفرق بين الاثنين هو مجرد فرق توكيدي: أي أن الأول يؤكد على حادثة المكان بينما الثاني يؤكد على المكان على مر الزمان والعصور بغض النظر عن تلك الحادثة ؟ ونريد من الأسئلة : أليس صحيحا أن كلا العلمين :الفيزياء والكيمياء يدرسان أحداثا في مكان ما في زمن ما ؟ وهل بالإمكان إيجاد الفارق الجوهري بين نوع الأحداث المدروسة تلك؟مثلا لمن توكل مهمة دراسة الهبوط الاقتصادي أبان الثلاثينات وتأثيراته الضخمة على التوزيع الصناعي و الاستخدامي هل توكل للتاريخ أو الجغرافيا و أم للاقتصاد أم للاجتماع ؟ . يبدو أن المثال الأخير يوضح أن الفارق الوحيد بين الموضوعات لا يكمن فيما يتم دراسته من مواد ما دام إن الهبوط الاقتصادي في الثلاثينات من الممكن دراسته من قبل كافة الموضوعات الأنفة الذكر فالتاريخ يدرسه وكذلك الجغرافية والاقتصاد وعلم الاجتماع .

    أما بالنسبة للفرد فإنه يكمن في شي آخر ولا يكمن في طبيعة الموضوع المدروس وبالطبع فإننا نطرح بالتحليل النهائي أنه لا توجد فواصل بين المواضيع المختلفة فالمعرفة واحدة لا يمكن تقسيمها وهي غير قابلة للتجزئة وأن كل المحاولات التي تقسم المعرفة إلى أنواع متباينة الأسس مصيرها الفشل والإخفاق . وإذا سلمنا بهذا فإننا نحتم كلامنا على النحو الأتي :

     أن مجموعة الحقائق والنظريات والمهارات التي تتضمن الجغرافية إنما جمعت على هذا النحو فقط ملائمته هذا الموضوع ، ونفس الشئ يقال على أي موضوع آخر ، وعلى هذا كله فلا يزال هناك من يرتاب على نحو مقيت مزعج أن الرياضيات تختلف عن التاريخ والجغرافية والفيزياء اختلافاً جوهرياً.

الجغرافية وعلاقتها بحقول المعرفة :

    إن الأبحاث التي أجريت بخصوص طبيعة المعرفة التي تتضمنها الموضوعات المختلفة طرحت أفكارا جديدة ساعدت العاملين الجغرافيين خاصة المدرسين منهم على إدراك مكانه موضوعهم  في مجال المعرفة ككل فأن ما فعله (رسل) و (وايت هيد ) لعلم الرياضيات الآن يفعله كل من (اوكشت) و (كولن ود) بالتاريخ قد حصل في الماضي كان الجغرافي يعتنق موقفاً فلسفياً وينظر إلى الجغرافيا ذات النظرة التي يحددها الفلاسفة ويقبلونها إما الآن فإن آراء الفلاسفة بشان الموضوع ذاته جديرة بالاطلاع عليها فقط (لا الأخذ بها) كما أنه منذ أمد قصير عندما صار الفلاسفة التربوييون يهتمون بنظرية المعرفة لعلاقتها بموضوعات المنهج التقليدي ولقد أسندت آرائهم الفكرة القائلة أن المعرفة      لا تقبل التجزئة  أو أن الفوارق بين الموضوعات هي فوارق غير منطقية بل عشوائية وهذا ما نادى به ( هيرست) ودعا إليه وآرائه رغم أنها بسطت القضايا هذه دون شك إلا أنها من ناحية أخرى  فسرتها بكل وضوح ولا يمكن بأي حال تجاهلها لقد قال بأن المعرفة هي الطريق والسبيل الذي تنتظم بواسطته خبراتنا الواقعية من أجل  الاتصال والأخذ ولعطاء لهذه المعرفة فإننا نستخدم نظاماً من الرموز ( عموما اللغة ) الذي يتصف بجماهيريته وشعبيته بمعنى أن للرموز المستخدمة معاني مشاعة تمتلك أو تحضى بتداول كبير يبعدها عن التجربة الفردية الخاصة كالكلمات الشمال الجنوب الشرق الغرب هي رموز مفهومة تشير إلى الاتجاهات المختلفة والتي يفهمها ويقبلها من هو في المنطقة الجنوبية من الأرض عندما تتجه الشمس مثلا وقت الظهيرة ناحية الشمال وعليه فإن هذه المعرفة ليست متميزة أو خاصة فالعقل البشري بنا أنماطا مختلفة من الخبرات بأساليب مختلفة أساسا لقد تمخضت طبيعة الخبرات الواقعية عن صيانة متميز لتلك الخبرات بأشكال رمزيه تختلف عن الصياغة الرمزية للخبرات الأخرى وعلى هذا الأساس فإن ( حقل المعرفة ) يكون بمثابة بناء أو هيكل مرن يتضمن عناصر مستمدة من أشكال مختلفة عديدة فمثلا أنظمة علم النفس والاجتماع والتاريخ كلها تسهم مساهمة كبيرة في دراسة الحقل المعرفي الذي يتضمن كل العلوم كوحدة واحدة ومن المحتمل أن يكون كل منا تحفظاته بشان تحليل بناء المعرفة تحليلا كهذا الذي أوردناه وقد يعترض احدهم بان نطاق العلاقة الممتدة بين الرياضيات والفيزياء يجعل فهم الثاني عسيرا دون الأول فإن مفهوم القوة (الفيزياوية) يعرف على انه حاصل الكتلة والتعجيل وذالك رغم أن شخصا ما لا يحمل أدنى فكرة تجريبية أو رياضية عن القوة أن صياغتها حسب مفاهيم توضح علاقة رياضية وزيادة على ذلك فإن الفكرة بأن كل شكل من أشكال المعرفة له وسائله في اختيار الاستنتاجات قد تبدو غير مرضية بل ومريبة عندما يتأمل المرء مدى اختلاف وسائل التحقق من الاستنتاجات للعلوم الاجتماعية عنه بالعلوم الطبيعية رغم أن اختبار الفرضيات هو الأسلوب الشائع والمعروف في كلا العلمين إلا أن الفارق الوحيد هو أن النظريات (الاحتمالية )شائعة كما يبدو في العلوم الاجتماعية أكثر منها في العلوم الطبيعية ( ما عدى الجانب الذري في هذا الأخير) وقد يتسأل أي واحد منا فيما إذا كانت للتاريخ سلسلة من المفاهيم المترابطة ترابطا منطقيا متميزا أو فيما إذا كانت وسائل التحقق من صحة الاستنتاجات التاريخية تختلف أساسا عن الوسائل المستخدمة في العلم .ورغم هذه التحفظات إن يري هيرست في (أشكال حقول المعرفة) لها فائدته في التطبيق على الجغرافية ولو نظرنا إلى الجغرافية على ضوء آراء هيرست المتعلقة بأشكال المعرفة ينبغي لنا أن نتذكر دوما بان شكل المعرفة معينة هو الذي يمتلك مفاهيم قائمة مميزة واختبارات مميزة للتحقق من صحة الاستنتاج ولكن مع ذلك فإنه من دواعي الشك أن يقال أن الجغرافية تمتلك مفاهيم قائمة بذاتها (المفاهيم) لا تخضع للمفاهيم أبحاث أخرى فالمفاهيم الجغرافية النوعية مثلا التعرج والركام الجليدي والمنجرف .ولكن هناك بعض الظن الذي يوحي أن مفاهيم التحقق وصولا إلى الحقيقة وصيغه التي يستخدمه هذا العلم مستمدة من العلوم الطبيعية بغض النظر على أن هذا العلم ينتمي إلى الجغرافية أم إلى الجيولوجيا من التطبيق والممارسة أن المتخصص في الجيمورفولوجيا يهتم بوصف إشكال الأرض الطبيعية وبصياغة نظريات ذات طابع علمي عن الطريقة التي بها تطورت وتتطور الأشكال الأرضية وعليه فإنه ينبغي أن يكون هذا المتخصص ضليعاً وخبيراً في الجيولوجيا وفي سبيل البحث التجريبية .ومثال آخر عن طبيعة الجغرافية المعاصرة يأتي بمجموعة مقالات معنونة باسم الجغرافية البشرية التحليلية امبراوس 1969 ويبدو واضحا أن المؤلفين اهتموا بتوضيح بناء المعرفة النظري بالموضوع الذي يهمهم وعلى سبيل المثال أن مقالة إدوارد اولمان نظرية موقع المدن تعيد ذات الأطر النظرية التي نادى بها فونتونن وكريس وتؤكد صحته في أجزاء مختلفة من العالم وفي مقالة كتبها بيري وكارلسون بعنوان الأسس الوظيفية للسلطة المكان المركزية يبين المؤلفان شروعهما باختيار صحة مفهوم سلطة الأمكنة المركزية في مقاطعة شوهوم بولاية واشنطن الأمريكية إذ يظهر أن شكل المعرفة التي وصفت هذه الدراسة أحسن وصف وضع الشكل للعلم الاجتماعي باستخدام الطريقة العلمية على بيانات اجتماعية وقد ظهرت دراسات أخرى من الهجرات البشرية وتكتلها ضمن أحياء سكنية من المدن محافظة على تقليدها وكانت مثل تلك التخفيضات الاجتماعية قد جرت في أوقات سابقة ومن الأمثلة على ذلك تسمية بعض الأحياء من بغداد قديما بأسماء المناطق التي جاء الناس منها مثل الدوريين والتكارتة والعاميين في الكرخ أن مثل هذه الدراسة تنطوي تحت الشكل العام الاجتماعي للمعرفة مادام أنها استخدمت مفاهيم واضحة ومحددة بطبيعة الاستيطان البشري وباختبار النماذج والفرضيات وفق أسلوب علمي .

     وأخيرا لدينا بحث باللغة الفرنسي لأستاذ الجغرافية للجامعة لافال بمدينة فيوبك الكندية أن هذا البحث المعنون كان ذاك 1969 يمكن اعتباره من الناحية التقليدية بحثاً في الجغرافية الإقليمية رغم أنه لا يعرف كندا بكل عصر من عصورها وهو مكون من خمسة فصول يتناول الأول تأثير موقع كندا الكائن في الشمال على مناخها وأراضيها الزراعية وسطوح مياهها ، والثاني البناء الطبيعي لهذه البلاد والاستيطان المتدرج وأنواع المستوطنات وأقسامه الدراية والتناقضات الإقليمية ثقافة واقتصاداً على الخصوص .

    إن الفصل الثالث فيعرف ليدي موغرافية البلاد نمو سكان كندا وأصلوهم العرقية وتوزيعيهم ثم توزيع الأفراد العاملين حسب الأهمية  الاقتصادية فهناك ثلاث أصناف الأولي والثانوي والضعيف ، أما الفصل الرابع يركز على الاستثمارات والتجارة والإنتاج ، والخامس يتناول خصائص المناطق الحضرية الكندية والحقيقة .

    إن هذا البحث غني بمادته وحسن تقديمه فهو يستعرض كندا من وجهات نظر متباينة عدا فهو عرض بتاريخ الاستيطان كما هو عرض للظواهر الجوية والجيولوجية الطبيعية عرضة للتطور الاقتصادي للمشاكل الثقافية وأسس الانقسامات السياسية أي أنه يقدم بأسلوب بالغ الأهمية الاكتشافات في علوم التاريخ والفيزياء والانثربولوجيا الاجتماعية والسياسية أيضا والكتاب لعدد كبير من الجغرافيين يلخص بما ينبغي أن تكون عليه الجغرافية أي تطبيق اكتشافات الأنظمة المختلفة بذاتها وهو من الناحية الفلسفية يؤكد دون شك وحسب تحليل هيرست لأشكال المعرفة كون الجغرافية من حقول المعرفة وليست شكلا وأهمية موضوع الكتاب تكمن في تناوله ظواهر عدة معززة بالبيانات والخرائط .

    لو ارتضينا الفكرة القائلة أن المعرفة يمكن تقسيمها إلى إشكال متميزة بكل شكل اختباراته ومميزاته إذ ينبغي لنا الموافقة على أن نسال تحت أي حقل من المعرفة تصنع الجغرافية وقد يكون الجواب أن الجغرافية لا تدخل ضمن أي شكل من تلك الأشياء ويبدو إن بعض الحقول في الجغرافية تصنف ضمن العلوم الطبيعية مثل علم المناخ وعلم أشكال الأرض وبعضها يتدرج تحت التاريخ كل بحث جغرافي يعتمد على تقصي حقائق تاريخية مثل جغرافية العراق الموقع الجغرافي للعراق وآثاره في تاريخه العام حتى الفتح الإسلامي للدكتور إبراهيم شريف وبعضها الآخر ينطوي تحت العلوم الاجتماعية تلك التي تتعلق بتحليل نماذج الاستيطان ووسائل الاتصال .

      وبكلمة أخرى أن الجواب على السؤال الذي تضمنته هذه المقالة أن الجغرافية لا تتضمن نوع واحدا من المعرفة بل ثلاث ويمكن وصف الجغرافية حسب تحليل هيرست بأنها حقل من حقول المعرفة تتضافر عدة أشكال معرفية لمعالجة مشكلات معينة لا يتوصل إلى حلها بشكل واحد فقط وعلى سبيل المثال تخطيط المدن هو من هذا النوع مادام ينبغي على المخطط أن يعرف شيئا عن الخصائص الطبيعية المراد بل شيئا عن العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين المدينة وما يحاط بها أو يجاورها من ارض أو مدن أخرى بل العلاقات التي تتحكم بالمدينة نفسها ولسوء الحض لا يمكن اعتبار كافة الكتب الجغرافية على أنها متعددة الأنظمة والأشكال لحل المشاكل بل هناك من الكتب مالا يسير على هذا النحو فبعض الكتب في الجغرافية التحليلية وضمن المواضيع التي عالجتها يمكن اعتباره علما اجتماعيا فحسب .فإن الجغرافية التقليدية هي الأخرى للتشعب والتفرع والانفجار فقد ترجع الجغرافية إلى المجرى الرئيسي للعلم الطبيعة في حين تواصل الجغرافية البشرية تطورها ضمن المجرى العام للعلم الاجتماعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا