لغة المكان و جغرافية الجريمة
د. ممدوح عبد الحميد عبد المطلب
كيف يمكن أن يكون المكان هاما لرجل الشرطة؟
• المسرح الجنائى.
• الاستراتجيات الامنية.
• البؤر الاجرامية.
• الأماكن المستهدفة جنائيا.
• التوزيع المكانى والشرطة المجتمعية.
• تمركز جغرافية الجريمة، كفرع للجغرافيا الاجتماعية، على دراسة ظاهرة الجريمة من خلال الاعتماد على البيانات والمعلومات عن الأنماط الإقليمية للجريمة.
• بهدف التعرف على توزيع هذه البيانات، والعلاقات المتبادلة بين مناطق الجريمة والانحراف، والبيئات التي تساهم في انتشار الجريمة، خصائص المجرمين، والسياسات المتبعة في هذا الصدد.
أهمية جغرافية الجريمة :
• إن الجريمة تشكل للجغرافي حقول دراسية موضوعية جديرة بالبحث والاهتمام فيما يخص العدالة والشرطة والانحراف والمجرمين وضحاياهم وغير ذلك . لأنها تطرح لنا أراء أكاديمية في سياق الدراسات التطبيقية للمشكلات الاجتماعية، التي نهدف من تطبيق نتائجها إبرازها للسكان في المدن التي تمثل الجريمة فيها مصدر خوف على حياتهم اليومية.
المداخل الحديثة في جغرافية الجريمة
• المدخل الحديث لجغرافية الجريمة لا يلغي المدخل الإيكولوجي ولكن يطوره، بمعني أنه على الجغرافي أن يتعرف على المناطق المتشابهه في خصائصها السكانية والبيئية، ولكنها مختلفة في مستويات الإجرام بها.
مدخل الجغرافيا السلوكية :
• والتي تعد مدخلاً من مداخل الجغرافيا البشرية وعلى وجه الخصوص للعمليات المسئولة عن السلوك البشري المكاني، وعلى ذلك يمكن القول أن التطور الذي حدث هو استحداث المدخل السلوكي في مجال البحث في جغرافية الجريمة، واعتماد هذا المدخل أساساً .
• على أن على الجغرافي ألا يعتمد فقط على ما هو واضح للجميع من مفردات البيئة كصوره موضوعية، إنما يهتم أيضاً بالصورة الذاتية للأفراد.
تطبيق المداخل السلوكية والحديثة في جغرافية الجريمة:
• دراسة أجراها هربرت 1976 :
• وفي هذه الدراسة لاحظ أن بعض مناطق مدينة كاردف في ويلز تسهم في نسبة المجرمين وصغار السن يشكل غير متناسب، لذا درست كافة الجوانب البيئية وأيضاً ما يتفق مع المنهج الجغرافي الحديث من حيث التركيز على القيم والاتجاهات في هذه المناطق، والتي تعكس اتجاهات الجناح والتركيز على التباينات في التصورات الذهنية عن البيئة وهكذا لايمكن الوصول إلى تعليل مقنع لتباينات الجريمة مبني على أسس سليمة بدون دراسة مناطق المشكلات.
المعلومات الخاصة بمستويات تعرض الأماكن للهجوم:
• وفي دراسة أخرى قام بها هربرت وهايد، فحصا المعلومات الخاصة بمستويات تعرض الأماكن للهجوم، بحيث أن بعض الأماكن تجذب المجرمين أكثر من غيرها، وهل هذا راجع للأماكن نفسها، أم السلوك ساكنيها.
• وأوضحا أن الجريمة تتضمن أربعة أبعاد هي: القانون، المجرم، الهدف، المكان. ويجب أن تدرس الجريمة من خلال هذه الأبعاد، وعدم إهمال أحدها. وكل بعد من هذه الأبعاد يمكنه أن يوجه الدراسة توجيهاً يتفق وتخصصه إلا أن هذه الأبعاد لابد أن تتكامل في فهم علم الجريمة.
• ويقول المؤلفان أن علم الجريمة البيئي هو الذي يدرس المكان، حيث تتقاطع عنده الأبعاد الثلاثة الأخرى في زمن محدد وتحدث الجريمة. والتركيز المحوري في علم الجريمة البيئي هو على الجريمة وخصائص المكان جوهرية في معرفة الطريقة التي بها حدث الفعل الإجرامي الخاص بجريمة معينة وموضوع معين.
• والإجرام البيئي يمثل إطاراً فكرياً جيداً لجغرافي الجريمة، ويربطهم مع مدى واسع من العلماء من ذوي الاهتمام بالجريمة.
تباين العنف في جزء من مدينة :
• دراسة لا مبيرت بشأن تباين العنف في جزء من مدينة برمنجهام حيث وجد أن العنف بمعناه الشائع نادر، ولكن كل الحالات كانت نزاعات منزلية، أو في الشوارع أو في المساكن العامة.
• وأن الحالات عادة ما ترتبط بالسكر وتعاطي الكحول كما وجد أن الحالات الأكثر عنفاً توجد في المنازل المؤجرة لساكنيها، والنزاع بين المالك والمستأجر وبين السكان بعضهم والبعض الآخر، ووجود حالات أكثر حدة في حالة وجود أعراق متنافرة.
استجلاء الأسباب الحقيقية للتباين في العنف بين المناطق :
• وفي هذه الدراسة ظهر كيف يتولد العنف نتيجة فوضى الشارع والذي له علاقة بتوزيع المساكن العامة وساكنيها، وتأثير طريقة الحياة المفروضة على سكان بعض المناطق كالزحام والتزاحم والتفكك الاجتماعي، والجدل والنزاع بين الأفراد نتيجة هذه الظروف، مما يؤثر في العلاقات بينهم وعلى استقرار العلاقات الشخصية.
دور الهجرة والعمليات الاجتماعية والاقتصادية
• أشار إلى دور الهجرة والعمليات الاجتماعية والاقتصادية التي تولد مثل هذه المساواة وخاصة بين المهاجرين القادمين للمنطقة. ومثل هذه الظروف يمكن أن تقلل من قدرة السكان على الصمود، فتنهار مقاومتهم وينخرطوا في الجرائم.
• وقد اعتمد لامبرت على المنظور الجغرافي في أن طبيعة الجريمة وتوزيعها غير المتساوي يتطلب حذراً في معالجتها. وأن نشأة مناطق الجريمة لا تتم بصورة عشوائية، ويجب ملاحظة أن الجريمة إذا ما أصبحت سمة لمنطقة ما فإن هذه الصورة سوف تنعكس في البيانات والإحصائيات، وسكان هذه المناطق لم يقطنوها عشوائياً أيضاً وعمليات الإجرام تعكسها الاختلافات في الثروة وأصول الجماعات المختلفة، ومقارنة معدلات الجريمة بين الطبقات المختلفة وبين الجماعات العرقية يمكن ان يكون لها معني فقط إذا ما تم ربطها بهذه التباينات أي أن الجريمة تكون إنعكاساً لهذه التباينات.
النموذج الثلاثي لسياسات مكافحة الجريمة:
• النموذج الثلاثي لسياسات مكافحة الجريمة بالمناطق يأخذ في اعتباره ثلاثة عناصر هي: تحركات قوات الشرطة والمقاييس المادية والإدراك الاجتماعي .
• ويتضمن الإدراك الاجتماعي استجابة السكان لما يعرف بنظام حراسة منطقة الجيرة والذي لم يكن معروفاً في بريطانيا منذ سنوات قليلة، وفي عام 1992، فإن حوالي 2.5 مليون أسرة في بريطانيا يعيشون في ظل هذا النظام.
تعريف جغرافية الجريمة:
• وعلى ذلك يمكن تعريف جغرافية الجريمة بأنها ذلك النوع من الجغرافية الذي يدرس التنظيم المكاني لظاهرة الجريمة من حيث أنماطها المكانية ومنظوماتها والاختلافات الاقليمية لأنواع الجرائم مع دراسة العوامل التي تؤدي إلى تلك التنظيمات
جغرافية البوليس:
• جغرافية البوليس ويقصد به معرفة الجناة المحترفين للمناطق ذات الانتشار الأمني الجيد، وبالتالي يبتعدوا عنها، فتقل ارتكاب الجرائم فيها، وفي المقابل يعرفون المناطق التي يقل، أو يضعف فيها التواجد الشرطي، فيركزون فيها نشاطهم الإجرامي
يمكن تعريف جغرافية الجريمة :
• من العرض السابق يمكن تعريف جغرافية الجريمة بأنها الفرع الذي يدرس الأنماط المكانية للجريمة، مع محاولة إيجاد الأسباب التي أدت هذه الأنماط المكانية.
• ويدرس في نفس الوقت الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للجناة، مثل التركيب النوعي والعمري، والحالة الزواجية (الاجتماعية) والدخل، وغير ذلك من العوامل التي قد تؤثر على الجريمة، ويدرس في نفس المسار العلاقة بين أحجام السكان ودرجة التزاحم، والكثافة، وعلاقتهم بالجريمة.
علاقة جغرافية الجريمة بنماذج الجغرافيا البشرية
• نظرية الحتمية:
• حيث وضع تأثير الأفكار الحتمية في جغرافيا الجريمة من حيث تأثير المناخ والطقس في الجريمة.
• نظرية الفصلية:
• وفيها استفادت جغرافية الجريمة من فكرة الفصلية في تحليل الجريمة، والبحث عن تركز نشاط إجرامي في شهر أو جزء من السنة بشكل متكرر وثابت وقد ورد الحديث أكثر تفصيلاً في التحليل الزماني للجريمة.
الجغرافيا ومكافحة الجريمة:
• لقد دأب البشر على الاعتقاد بأن مكافحة الجريمة ومنعها هو عمل الشرطة أساساً، والنظرة الحالية لمكافحة الجريمة، تدمج الأفراد والسكان في سياق هذا الموضوع.
• أما عن الجغرافيين، فقد تطور مفهوم مكافحة الجريمة بالنسبة لهم، جنباً إلى جنب مع تطور مفهوم جغرافية الجريمة عبر العقود الأخيرة، وبعد أن كان الجغرافي يرصد صورة الجريمة في البيئة كما هي، أصبح يطلب إليه أن يفسر الأحداث الاجرامية بربطها بكل من أبعاد البيئة الطبيعية أو المادية، والاجتماعية، والبحث ليس فقط عن التباينات بمستوياتها النطاقية، بل أيضاً عن سبب وجود تباينات بين الأماكن بمستوياتهم.
• وواكب ذلك الفهم الاتجاه إلى المداخل السلوكية، وأصبح الآن مفهوم مكافحة الجريمة يتضمن أبعاداً مكانية مادية، وأيضاً أبعاداً اجتماعية وحضارية وسيكولوجية.
أثر العوامل الجغرافية على معدلات ارتكاب الجريمة:
• أن الضغوط تؤدي للجريمة من خلال ازدياد الادرينالين، وما يتبع من ذلك استجابة نفسية، كذلك التفاعل بين الضغوط والضبط الاجتماعي يؤدي إلى المرض الذي يؤثر في السلوك الإنساني وينتج عنه الانتحار أو الاكتئاب،
• والبحوث الحديثة التي تربط الطقس والجريمة استفادت من بحوث أخرى عن تأثيرات الطقس في النواحي الصحية.
جرائم مدن الخليج العربي:
• وفي دراسة عن جرائم مدن الخليج العربي أظهرت أن معظم الجرائم الاقتصادية، أو ما يطلق عليها اسم الجرائم الواقعة على المال، تحدث بالقرب من حي الأعمال المركزي (منطقة التجارة الوسطى).
الرحلة إلى الجريمة:
• أشتق تعبير الرحلة إلى الجريمة من مفهوم الرحلة إلى العمل في جغرافية العمران، وعادة ما يعبر عنه بالمسافة بين سكان المجرم والهدف الذي عنده يرتكب الجريمة، وهنا تعنى في رحلة الجريمة تناقض الجرائم بالبعد عن سكن الجاني.
نوعين من الإجرام:
• وعلى هذا الأساس قال أن هناك نوعين من الإجرام، تكون في النوع الأول الجرائم قريبة من سكن الجاني، وفي النوع الثاني على عكس النمط السابق الذي إذ يتحرك فيه المجرم خارج منطقة الجيرة.
السلوك المكاني الإجرامي:
• السلوك المكاني الإجرامي وأشار إلى أن عدد المساكن المهجورة أو التي تخلو من سكانها في كل منطقة يمكن اتخاذه معيار للفرص المتاحة لجرائم التخريب والحريق العمد في المنطقة.
• وفي دراسة في هذا المجال خاصة عن الجريمة الحضرية في مصر وخاصة في القاهرة والإسكندرية، وكانت نتائجها متفقة مع الدراسات العالمية في هذا الموضوع أي قلة النشاط الإجرامي بطول المسافة .
الجريمة في مدن الخليج العربي:
• وفي دراسة أخرى أجراها الباحثين عن الجريمة في مدن الخليج العربي خاصة في إماراتي (دبي و عجمان) في دولة الإمارات العربية المتحدة يتضح أن الجرائم ضد النفس تكون أقصر مسافة .
تناقص الجرائم بزيادة المسافة :
• وهذه النظرية تعتمد على فكرة نموذج خاص بالحركة وقد لوحظ تناقص معظم الجرائم في حدوثها بعداً عن سكن المجرم، وهو ما سبق مناقشته في دراسة الرحلة إلى الجريمة وترتبط هذه النظرية بفكرتي القرب ومبدأ الجهد الأقل في الجغرافيا البشرية.
ارتفاع معدل الحضرية وارتفاع معدلات الجريمة
• يتضح من هذه الدراسة العلاقة الوثيقة بين ارتفاع معدل الحضرية وارتفاع معدلات الجريمة، كذلك بين كبر حجم المركز الحضري، وارتفاع معدلات الجريمة، رغم التحفظات على هذه القاعدة إلا أنه لا تخلو أية دراسة للجريمة الحضرية دون إشارة إلى علاقة حجم المدنية بمعدل الجريمة.
التحليل الزمني للجريمة:
• يهتم الجغرافيون ودارسو الجريمة بالتحليل الزمني لبيانات الجريمة، وذلك لاكتشاف العوامل التي تؤثر في أنماط الجريمة، ويمكن أن يؤدي رسم بياني إلى اكتشاف الكثير من التذبذب الزمني.
• وعند استخدام الأساليب الإحصائية جنباً إلى جنب مع بيانات السلاسل الزمنية يجب أن تراعى الحيطة، وذلك في فحص البيانات وتسويتها وتعديلها حتى تكون صالحة للتحليل والربط مع بيانات الجريمة حتى لا ينتج عن التحليل أنماطاً مغلوطة.
• وتعطي تحليلات السلاسل الزمنية للمهتمين بالجريمة فرصة لمعرفة تأثير التغيرات في البناء الاجتماعي على الجريمة، كذا التغيرات في الأنظمة الديموجرافية والسياسية.
التحول الفجائي في الحياة الاجتماعية:
• وهنا لابد من ربط الاتجاه الإجرامي الزمني، باتجاه آخر شارح ومفسر له في التركيب السياسي والاجتماعي والديموجرافي أو الاقتصادي،
• وعلى ذلك فإن التغير الفجائي في مستوى الجريمة، يمكن ربطه بالتحول الفجائي في الحياة الاجتماعية، مثل الإصلاحات الداخلية أو الحروب والكساد الاقتصادي.
العوامل الديموجرافية
• والعوامل الديموجرافية الهامة في دراسة الجريمة وتباينها، أهمها العمر والنوع والعرق ومكان الميلاد ومعدل المواليد والوفيات والعمر الوسيط والمهنة والحالة الزواجية والمهنية والبطالة ومستوى التعليم والدخل، والكثافة والتزاحم الخ..
• ولقد توسعت بعض الدراسات فتدرس حالات الإسكان ونوعية وحجم الاسرة، وقد استخدم التركيب العمري من حيث علاقته بتزايد تسجيل الجرائم، بمعنى أن المجتمعات تختلف في معدلات الإجرام بتأثير التركيب العمري.
السلالة والعرق، وتأثير الثقافة الفرعية:
• وفي الدراسات الأمريكية والأوروبية عن الجريمة يجري التركيز على السلالة والعرق، وتأثير الثقافة الفرعية وهي موضوعات بلا فائدة في دراسة الجريمة في المجتمعات التي تتصف بوحدة النسيج السكاني .
• غير أن بعض المجتمعات الشرقية والعربية يبدو فيها تأثير العرقية ووجود الثقافة الفرعية بشدة وذلك لوجود عشرات الجنسيات في دول الخليج العربية تحمل كلا منها ثقافتها الخاصة، مكونة في مجموعها مجتمعاً كوزمويوليتيا أثر في نمط الجريمة تأثيراً ملموساً.
الجنس البشرى:
• والجريمة في كل بلاد العالم من نتاج الذكور أكثر وفي دراسة عن الجريمة في دول الخليج العربية، وجد أن الاعمار الشابة هي الغالبة على النشاط الاجرامي ولاسيما وهذه المنطقة تستقطب الألاف من الوافدين وهم في سن العمل (شباب)
الجوانب السياسية:
• وتؤثر الجوانب السياسية اليوم تأثيراً واضحاً في الجريمة، فالنزاعات السياسية ومشاكل الحدود، وانتشار العصابات وحرب المخدرات والنزاعات الطائفية والعرقية واللجوء السياسي، وما إلى ذلك أدى إلى مزيد من الجرائم التي قد تفوق الجرائم بمئات المرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق