حصاد مياه الأمطار والسيول وأهميته للموارد المائية في المملكة العربية السعودية
عبد الملك بن عبد الرحمن آل الشيخ
كلية علوم الأغذية والزراعة
جامعة الملك سعود
الرياض – السعودية
المؤتمر الدولي الثاني للموارد المائية والبيئة الجافة 2006م
الملخص
نظرًا للتدهور البيئي الذي صاحب دورات الجفاف المتعاقبة على الكرة الأرضية بالإضافة إلى تزايد عدد السكان واحتياجاتهم للماء والضغط الشديد على الموارد المائيـة المتاحـة مـع صـعوبة استغلالها في بعض الأحيان لارتفاع التكلفة وللحفاظ على منسوب المياه في المخازن الجوفية العميقة – فقد أخذت تقنيات حصد مياه الأمطار نصيباً وافراً من الاهتمام خاصة في المناطق الجافة وشـبه الجافة التي تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة منها. ولا يخفى على أحد التذبذب المناخي خاصـة في هطول الأمطار بالمملكة. وهذا يعتبر من محفزات التوسع في مجال الحصاد المائي حيـث تهطـل الأمطار بغزارة لفترات قصيرة تسيل على أثرها الأودية والشعاب يفقد جزء كبير منها بالتبخر فـلا يستفاد منه. فعلى الرغم من أن كمية هطول الأمطار تزيد علـى 130 مليـار م3 سـنوياً إلا أن الاستفادة الفعلية منها لا تتعدى 10%. لذا فهذا البحث يهدف إلى التأكيد على أهميـة التوسـع في حصاد مياه الأمطار والسيول بالمملكة التي تعاني من عجز شديد في الميزان المائي يتم تعويض جـزء منه بعملية إعذاب (تحلية) للمياه المالحة ذات التكلفة العالية. وقد أولت المنظمة العربيـة للتنميـة الزراعية اهتماماً بالغاً بتشجيع استخدام تقنيات حصاد المياه واعتبرته ضمن خطتها لعام 2002م.
وتختلف أساليب حصد مياه الأمطار والسيول بدرجة كبيرة باختلاف المناخ السائد حيـث يجب اختيار الأسلوب الأمثل اقتصاديا ومناخيًا لمنطقة الدراسة فلا تستخدم الأساليب المكلفة في المناطق ذات الأمطار القليلة ليكون العائد ذا جدوى للبيئة المحيطة.
لذا ينصب الجهد الأساسي في هذا البحث على حصاد مياه الأمطار والـسيول بأسـاليب اقتصادية في مواقع معينة يمكن من خلالها الاستفادة من المياه في أولى فترات هطولها وبعـد ذلـك بفترات قصيرة لشرب الحيوانات والماشية بجانب الاستزراع الرعوي وإنتـاج المحاصـيل الحقليـة والأعلاف إضافة إلى المحافظة على الغطاء النباتي والتنوع الحيوي وحفظ الأصول الوراثية للنباتـات في مواقعها الطبيعية وإعادة إعمار البيئات المتدهورة بإعطائها دفعة أولية تعزز من مقاومتها للتقلبات الطبيعية والاستخدام المرشد للموارد الأرضية وتغذية مخزون المياه الجوفية.
الخلاصــة
أظهرت التجربة السعودية في حصد وخزن مياه الأمطار والـسيول إمكانيـة الاسـتفادة القصوى من الهطول المطري المتقطع والغزير في أغراض متعددة منها سقيا الماشـية وقيـام بعـض الزراعات التي تساهم في منع انجراف التربة وتحسين البيئة بالإضافة تخفيف العبء الاقتصادي عـن كاهل المواطن والدولة بإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة تعتمد على تربية المواشي والزراعة. وتوصي الدراسة بأهمية نشر تقنية حصاد المياه بالمملكة لما لها من فوائد اقتصادية واجتماعية لا يمكن إغفالها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق