وضعية المرأة القروية المغربية
منافع محمد: تقرير حول وضعية المرأة القروية بمنطقة أولاد بوعزيز
الحوار المتمدن -العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20
تقديم
أولاد بوعزيز منطقة تقع بسيدي اسماعيل إقليم الجديدة . تمتاز هذه المنطقة بتنوع المناخ وتضاريس مما يظفي عليها صورة من حيث تنوع الأنشطة المتنوعة الموجودة بها.
المرأة القروية بالمنطقة أولاد بوعزيز: وضعية و إكراهات
لا يمكن تحقيق أهداف التنمية القروية المستدامة، دون الاعتراف بأهمية المرأة القروية بالمنطقة أولاد بوعزيزو مساهمتها الفعالة، هذه حقيقة لا يستطيع أحدا أن ينكرها خاصة و أن المرأة تشغل بالمنطقة مكانة هامة في المسار الإنتاجي بصفتها امرأة و بصفتها مزارعة أو حرفية أو تاجرة أو عاملة أو مستعملة للمواد الطبيعية. ففي عالم يعاني من تفشي الفق، و انعدام الأمن الغذائي، و تزايد الهجرة القروية، و تدهور الأحوال البيئية، ما زالت المرأة القروية توفر الغذاء لأسرتها على الرغم من إمكانيتها المحدودة في الحصول على الأرض، و الائتمان، و التموين، و التقنيات، و التأهيل و التواصل.
إلا أن المرأة المغربية القروية بالمنطقة أولاد بوعزيز تعاني من تفاقم الهوة بين ما تقوم به من دور الإنتاج و التأمين الغذائي و بين المكانة التي تتبوؤها في المجتمع والنسيج الاقتصادي، و هذه الوضعية راجعة إلى:
• تراكم و تفاعل التصورات التي قزمت أدوار المرأة في الوظيفة المنزلية و الإنجابية و تجاهل المهام و المسؤوليات التي تقوم بها بالمنطقة .
• اتسام البرامج الموجهة للمرأة بالارتجالية و القطاعية بالمنطقة.
• اختزال مساهمات المرأة من طرف المفاهيم، أدوات العمل و مناهج التحليل و بصفة عامة الإستراتيجية الموجهة للمرأة بالمنطقة.
و أمام تفاقم هذه الوضعية فإن هناك محاولات بالمنطقة أولاد بوعزيز للنهوض بالمرأة كشريك أساسي في التنمية فهي كل شيء بالمنطقة و ذلك عن طريق:
• إبراز المساهمة الحقيقية للمرأة القروية بالمنطقة في الوسط القروي و إعادة قراءة الواقع بالقيام بالدراسات الميدانية الموجهة للمرأة بالمنطقة.
• إعادة النظر في التصورات و المفاهيم و الإستراتيجية.
دور المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة أولاد بوعزيز :
تشكل المرأة بمنطقة أولاد بوعزيز قوة فاعلة هامة على مستوى الشغل و الإنتاج و تساهم بشكل كبير في المدخول العائلي من خلال الأنشطة الفلاحية و شبه الفلاحية التي تقوم بها. ان جرد لهذه الأدوار يبن مدى أهمية دور المرأة في تحقيق الأمن الغذائي لأسرتها ولمحيطها المحلي وكذا للأجيال المقبلة. و يمكن تلخيص هذه الأدوار في ما يلي :
• التربية و الأشغال المنزلية.
• إدارة المياه : فالمرأة غالبا ما تتحمل أعباء جمع المياه و استخدامها و إدارتها لتلبية احتياجات الأسرة.
• الغابة / الموارد الطبيعية: المرأة هي العنصر الأكثر ولوجا للغابة و المستغلة الرئيسية لها فهي تتحمل القدر الأكبر من الأنشطة يمكن تلخيصها في:
• جلب حطب الوقود بحيث تعد من المهام الشاقة المكلفة من ناحية الوقت و العبئ.
• جمع العلف و رعي الحيوانات.
• استخدام الأعشاب الطبية.
• الأعمال الفلاحية : هناك زراعات تعتمد أكثر على عمل النساء كيد عاملة أسرية أو مأجورة تتجلى في الميادين التالية :
o الحبوب ، البقوليات ، المزروعات الكلئية : القلع اليدوي للطفيليات ، الحصاد ، النقل و التخزين .
o الأشجار المثمرة : فهي تساهم بجانب الرجل في جمع الثمار ) الزيتون ، اللوز ، التين ......( جني ، نقل ، تخزين ، تحويل و تجهيز الثمار إلى مواد صالحة للتسويق و الاستهلاك .
• تربية الحيوانات : فهي تقوم بالجزء الأكبر من :
أنشطة تربية الحيوانات كالرعي ، الرعاية ، التنظيف ، التغذية و جلب الكلأ.
تحويل المنتجات الحيوانية لاستهلاك الأسرة أو التسويق.
المحافظة على الموارد الوراثية : تكتسب المرأة القروية بالمنطقة خبرة و معرفة بالمحافظة على الموارد الوراثية و ذلك بحكم :
مسؤوليتها في الإنتاجين الحيواني و النباتي .
تحويل المنتجات الزراعية إلى مواد صالحة للاستهلاك الأسري .
العناية بالبذور و خزنها ) تنقية البذور تعد من اختصاص النساء و يتم نقل الخبرات من جيل إلى آخر( . - المحافظة على العادات الغذائية للمنطقة و كذلك المعالجة المحلية بالأعشاب الطبية الموجودة.
المشاكل و الإكراهات التي تعاني منها المرأة القروية بمنطقة أولاد بوعزيز:
رغم هذه الأدوار التي تقوم بها المرأة في مسلسل التنمية بالمنطقة فإنها لا زالت رهينة لعدة إكراهات هيكلية ، اقتصادية ، اجتماعية ، و مؤسساتية ، و تتجلى هذه المشاكل في :
• ضعف التمدرس و تفشي الأمية بالمنطقة:
الفتيات اللواتي يتراوح عمرهن ما بين 8 و 13 سنة لا يذهبن للمدرسة و ذلك راجع لعدة عوامل :
سوسيو ثقافية : العقلية الذكورية .
سوسيو اقتصادية : يد عاملة مجانية .
ضعف البنيات التحتية : انعدام أو بعد المؤسسات التربوية .
• ضعف التأطير الصحي بالمنطقة :
انعدام أو بعد المراكز الصحية عن المنطقة .
النقص في المعرفة الصحية و اللجوء إلى المعالجة بالطرق التقليدية مما يترتب عنه :
كثرة الولادات .
الوفيات عند الأمهات أثناء الولادة و الأطفال عند الولادة .
حاجز التغيير.
• ضعف حقوق الملكية بالمنطقة:
قلة النساء اللواتي يملكن الأراضي المنتجة بالمنطقة.
المرأة غالبا ما تكون مستغلة منها مالكة بالمنطقة.
التخلي عن حقها في الملكية وحق القرار لفائدة الرجل ودلك راجع ل: التقاليد العائلية السائدة بالمنطقة.
القيم الاجتماعية السائدة بالمنطقة.
صعوبة الحصول على القروض و الولوج إلى مصادر التمويل :
انعدام الضمانات و الشروط التي تفرضها مؤسسات القروض الراجع إلى الضعف في حقوق الملكية .
عبئ العادات و التقاليد ، فالقيام ببعض العمليات المالية رهين بموافقة الولي.
تعقيد الإجراءات الإدارية و صعوبة نظام الضمانات .
ضعف التأطيربالمنطقة للإبراز و تشجيع النساء الحاملات للمشاريع.
ضعف أنظمة للقروض الصغرى الملائمة للأوضاع الصعبة للمرأة القروية بالمنطقة.
• ظاهرة الفقـــربالمنطقة:
ان شريحة مهمة من النساء بالمنطقة تعيش ظاهرة الفقر يزيد من تفاقمها مايلي :
الافتقار إلى الموارد و الخدمات الإنتاجية بالمنطقة و عدم التحكم فيها. • الأمية المتفشية .
الهجرة القروية عند الرجال تزيد من عبئ الأعمال و المسؤوليات الملقاة على المرأة بشكل يتجاوز طاقتها و قدرتها الطبيعية. مما يترتب عنه نساء و فتيات يعشن غالبا تحت عتبة الفقر ، مما يأثر سلبا على وضعية المرأة بالمنطقة . وتتسم هذه الوضعية بأشكال التهميش ولإقصاء تتجلى في :
إبعادها عن كل ما هو تأطير أو تفكير في المشاريع .
سهولة الانهيار الأسري ) ميزانية الضيعة ( و التعرض إلى الهجرة .
الابتعاد مما هو رسمي أو إداري .
سهولة التخلي عن ممتلكاتها .
سيطرة العقلية الذكورية .
سهولة تعرضها للاستغلال.
• ضعف الاستفادة من التكوين و الإرشاد بالمنطقة :
إن المرأة القروية بالمنطقة تعاني من ضعف التأطير وذلك راجع إلى :
ثقل عبئ الأعمال التي تقوم بها المرأة يحد من مشاركتها في برامج التحسيس و التأطير و التكوين.
عدم تزامن و تلاءم برامج الإرشاد مع جدول أعمال النساء .
تقوقع المرأة داخل المنظومة الاجتماعية و عدم إقبالها على الإرشاد.
توجه برامج الإرشاد في غالبيتها للرجال و نادرا ما تهتم بالمرأة و احتياجاتها.
العادات و التقاليد التي تحد من حركية النساء للاستفادة من الدورات التكوينية خارج مجالها القروي .
النسبة المرتفعة من الأمية تزيد من إقصاء النساء من دائرة الحصول على المعلومات .
• صعوبة تسويق المنتجات النسائية بالمنطقة:
من العوائق التي تحد من اندماج المرأة في النسيج الاقتصادي صعوبة الولوج الى الاسواق وذلك راجع الى :
الافتقار إلى المعاريف و المهارات في مجال التسويق .
العادات و التقاليد التي تحد من حركية النساء .
هشاشة البنيات التحتية التي تزيد من صعوبة الحصول على عوامل الإنتاج و التسويق.
• ضعف تنظيم المرأة القروية و إقصائها من دوائر القرار بالمنطقة:
في المجال المؤسساتي والتنظيمي تعاني المرأة من عدة مظاهر منها :
قلة تمثيلها في التنظيمات المهنية و الجمعوية و في مراكز القرار.
عدم مسايرة تطور العمل الجمعوي النسوي في المجال الحضري بالمقارنة مع المجال القروي .
انخراط المجتمع المدني في إشكالية المرأة الحضرية على حساب المرأة القروية. و هذا راجع إلى عدة عوامل منها :
افتقار المرأة للوقت اللازم للمشاركة كعضو نشيط ) أعباء العمل -*لمنزلي و رعاية الأطفال .
• عدم الإحساس بأهمية التنظيم .
• الذاكرة الجماعية تكرس ارتباط أي تنظيم بمشروع مدر للدخل . عدم مسايرة الإجراءات الإدارية و القانونية لخلق جمعيات أو تعاونيات لتفشي الأمية في أوساط .
• النساء.
• صعوبة التنقل و قلة التجربة في التعامل مع الجهات الرسمية .
رغم معرفة المرأة القروية بمنطقة ولاد بوعزيزبالتكنولوجيا التقليدية فإن التنمية التكنولوجية قد أغفلت احتياجاتها و أولوياتها مما تسبب في الحد من إمكانية حصولها على الموارد و الأنشطة المدرة للدخل . و بالتالي إفادتها في أنشطتها الإنتاجية و الإنجابية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق