التسميات

الجمعة، 28 يونيو 2013

دراسـة المناشـط البشـرية بمنطقـة دفنـة (3-3) ..



دراسـة المناشـط البشـرية بمنطقـة دفنـة (3-3)

د. يعقـوب محمـد البر عصي 
مع تقديم رؤية عن مجالات التنمية المستدامة بهذه المنطقة (الساحل الشمالي الشرقي – طبرق)
د. يعقـوب محمـد البرعصـي
أ . منعـم وافـي البرانـي

الاسـتنتـاج
Conclusion

1. أن الموقع الفلكي لمنطقة الدراسة له دور كبير في تحديد النظام البيئي بها ، حيث إن وقوع المنطقة في ظل المطر بالنسبة للجبل الأخضر يجعلها لا تحصل على كميات كبيرة من الأمطار ، كما أن وجود الصحراء على أطرافها الجنوبية يجعلها تقع في نطاق المؤثرات المتطرفة لمناخ هذه الصحراء ، كما يفرض المناخ بعناصره المختلفة على منطقة الدراسة نظاماً بيئياً هشاً سهل الهدم ، وتظهر آثار المناخ واضحة في عدم تطور التربة بالمنطقة وفي فقر وهشاشة الغطاء النباتي بها ، وبالتالي فإن هذه المنطقة تعتبر حساسة جداً تجاه المناشط البشرية والتي تؤثر بشكل كبير في التوازن البيئي فيها الهش أصلاً .
2. بالإضافة إلى قلة معدلات الأمطار وسؤ توزيعها وعدم انتظامها ، تشكو المنطقة من ندرة المياه العذبة وقلة مصادرها ، حيث إن خزان المياه الجوفي ترتفع به نسبة الملوحة إلى درجات لا يمكن استخدامها بدون معالجة ، كما لا يوجد بالمنطقة أي مصدر للمياه العذبة سوى الكميات التي يتم تجميعها بالصهاريج والآبار الرومانية في موسم سقوط الأمطار ،  وهذا ما يفسر عدم انتشار الزراعات المروية بالمنطقة على نطاق واسع رغم توفر مساحات شاسعة من الأراضي القابلة للزراعة .
3. بينت النتائج أن تربة المنطقة لا تشكو من ارتفاع درجة الملوحة بقدر ما تعاني من ارتفاع درجة القلوية ، والذي يرجع  إلى طبيعة التركيب الكيميائي للتربة وكذلك إلى عامل الجفاف ، كما تبين أن عينات التربة تعاني من انخفاض درجة الخصوبة المتمثلة في انخفاض النسبة المئوية للمادة العضوية ، وعند تفحص النتائج المتحصل عليها من دراسة خزان البذور بعينات التربة تبين أنها ذات كثافة معقولة ، وهي تزداد في مناطق السقايف وفي الترب المتجمعة خلف السدود ، كما نرى وجود فرصة في إعادة نثر البذور ذات المردود الرعوي الجيد مثل بذور البقوليات ، وتعتبر هذه النباتات ذات قيمة رعوية عالية كما تزيد هذه النباتات من خصوبة التربة عن طريق تثبيت نيتروجين الهواء الجوي بالتربة .
4. كما لوحظ أن هناك علاقة بين عمر السدود وكثافة البذور في عينات التربة المأخوذة من خلفها ، مما يدل على أن أهمية هذه السدود تزداد بزيادة عمرها في ترسيب التربة  خلفها وهذا يوضح دور السدود الهام في تحسين الوضع البيئي بالمنطقة عن طريق زيادة الحمل البذري بالتربة ، كما لوحظ أن كثافة خزان البذور تكون أكبر في المنخفضات الرسوبية المتمثلة في السقايف وهذا مؤشر هام على إمكانية استغلال مناطق السقايف في الزراعة إذا توفرت المياه لأن حملها البذري كبير .
5. تشكل الأراضي الزراعية ما نسبته 28 %  من مساحة امنطقة الدراسة ، ويعتبر نظام الزراعة السائد في المنطقة هو نظام الزراعة البعلية ، أما الزراعة المروية فلا تلاحظ إلاَّ بنسبة بسيطة في مناطق الوديان الساحلية والتي تستغل مياه الآبار الضحلة ) السواني ( كمصدر لمياه الري ، ورغم توفر مساحات شاسعة من الأراضي القابلة للزراعة إلاَّ أن حجم الإستفادة منها المتمثل في وجود مردود اقتصادي يتوقف على مدى توفر كميات كافية من الأمطار ، ولذلك فإن مساحات كبيرة من هذه الأراضي يتم حرثها سنوياً ولكن نظراً لعدم توفر كميات كافية من الأمطار تفشل عمليات زراعتها ، ويعتبر الحرث من أخطر الأسباب المؤدية إلى القضاء على الغطاء النباتي الطبيعي بهذه المنطقة نظراً لما تسببه آلات شق التربة من إقتلاع لجذور النباتات وانجراف للتربة ، وفي العقود الأخيرة إزدادت فعالية آلات الحرث الحديثة نظراً لما تسببه من ضرر أكبر بالمقارنة مع آلات الحرث البدائية والتقليدية .
6. تشكل الأراضي الرعوية بالمنطقة ما نسبته 72 %  ،  غير أن الأراضي البعلية المزروعة بالحبوب تستغل أيضاً في الرعي عند فشل المحاصيل في السنوات الغير جيدة ، كما أن المناطق الواقعة جنوب منطقة الدراسة والتي تتحصل على كميات أمطار تتجاوز 50 ملم/السنة يستغلها سكان منطقة الدراسة في عمليات الرعي خاصة في السنوات المطيرة ، ولكن عملية تقدير مساحات الأراضي الرعوية تعتمد بالدرجة الأولى على معدلات سقوط الأمطار والتي تتسم بالتذبذب من عام إلى عام ومن مكان إلى مكـان .
7. كما أن هناك مناشط بشرية أخرى بالمنطقة والتي تلعب دوراً كبيراً في زيادة التدهور البيئي بالمنطقة ، تتمثل أهم هذه المناشط في عمليات الإحتطاب الجائر في السابق ، والزحف العمراني المستمر على الأراضي الطبيعية والزراعية ، وانتشار الكسارات والمحاجر خاصة في ضواحي مدينة طبرق ، وشق الطرق ، ورمي المخلفات البلدية ، وحفر مزيد من الآبار الجوفية وانتشارها بجميع منطقة الدراسة ، وكذلك الزيادة المستمرة في حفر الآبار الآبار الضحلة " السواني " بمناطق الوديان الشمالية بشكل يهدد طبقة المياه العذبة المحدودة في تلك المناطق .
8. أيضاً يلاحظ انتشار لمناشط بشرية ذات تأثير بيئي إيجابي ، تتمثل في حفر الآبار الرومانية /العربية والصهاريج بغرض تخزين أكبر قدر ممكن من مياه الجريان السطحي عقب سقوط الأمطار ، وإقامة السدود الترابية والحجرية بالوديان ومجاري السيول والأراضي المنحدرة بغية حفظ التربة من الإنجراف وحجز مياه الجريان خلف هذه السدود للإستفادة منها في عمليات الزراعة البعلية .

إمكانيات تحقيق مشاريع أو برامج تنمية مستدامة بالمنطقة
(رؤية لمجالات التنمية المستدامة بالمنطقة)

من خلال الدراسة يتضح توفر عدة مجالات لتطبيق مشاريع تنموية ناجحة ومستدامة في منطقة دفنة وذلك إذا أحسن تخطيطها وتنفيذها ومتابعتها وهذه المجلات هـي :
1. الـمجـال الـرعـــوي .
2. الـمجـال الـزراعـــي .
3. مـجـال إنشاء الصهاريج والسدود .
4. مـجـال إنشـاء المحميـات .
5. الـمجـال الـسـيـاحـي .
وتعتبر المشاركة الأهلية في تنفيذ برامج التنمية المستدامة في هذه المنطقة هي حجر الزاوية ، فهم الذين يتواجدون في المنطقة وهم من يمارسون مختلف النشاطات بها وهم من يجب أن يقصدوا بمشاريع التنمية وأن يعتمد عليهم في تنفيذ خططها ، ولكن يجب أن تكون جميع المناشط الأهلية مدروسة وموجهة بعناية لكي يتم تحقيق الاستفادة الاقتصادية دون إلحاق الضرر بالموارد الطبيعية ، ولذلك فإن الركيزة الأولى للاستثمار في هذه المجالات تكمن في مساهمة مؤسسات الدولة المتمثلة في سن وإصدار التشريعات ومتابعة تطبيقها وفي وضع الخطط والبرامج ورسم سياسات تحقيق التنمية بما يتناسب مع إمكانيات وموارد المنطقة ، وتقديم الدعم المادي والدعم الفني والخبرات اللازمة ، كما أننا لا نغفل أيضاً دور مؤسسات المجتمع المدني والتي من واجبها نشر الثقافة البيئية بين المواطنين بما يضمن الاستغلال الأمثل وحماية موارد المنطقة الطبيعية من عمليات التلف والتدمير .

1.الـمجـال الـرعـوي :

نظراً لأن معدلات الأمطار السنوية في المنطقة لاتتجاوز 200 ملم/السنة فهي تعتبر من المناطق المناطق الرعوية  الهامشية الحساسة والتي لا يجب استغلالها إلاَّ كمناطق رعوية ، ولذلك يمكن أن يكون الرعي هو النشاط الاقتصادي الأول بهذه المنطقة ، ولكن يجب أن تكون عمليات الرعي مقننة ومدروسة حتى لا تؤدي إلى القضاء على الإمكانيات الرعوية بالمنطقة عن طريق الرعي الجائر والمستمر ، ويمكن عن طريق النقاط التالية تحقيق عوائد مادية جيدة من النشاط الرعوي وفي نفس الوقت الحفاظ على موارد المنطقة الرعوية :
• عدم تجاوز الحمولة الرعوية لمراعي المنطقة ، والتي تم تقديرها في هذه الدراسة بحوالي 30,000 وحدة عنمية مكافئة .
• الإتجاه نحو تطبيق فكرة المراعي المغلقة عن طريق تربية المواشي داخل حظائر مغلقة ، وذلك من أجل تنمية المراعي الطبيعية وعدم الضغط عليها .
• الإهتمام بنوعية الحيوانات الرعوية وليس فقط بالأعداد ، وذلك عن طريق استيراد أنواع من الأغنام ذات إنتاجية     عالية ، حيث إنه من المعروف أن الأنواع المحلية صغيرة الحجم وضعيفة الإنتاجية .
• إعادة نثر لبذور النباتات الرعوية المحلية المستساغة وذات الإنتاجية العلفية الجيدة والتي تفيد التربة والحيوان مثل بذور البقوليات سواء كانت أنواع محلية أو مستوردة .
• وضع خطط وبرامج لعمليات الرعي الدوري .
• يمكن زراعة بعض مناطق الوديان أو السقايف بالنبات ذات القيمة العلفية العالية مثل الشوفان أو البرسيم وتخزينها       ) خزان الأعلاف ( باستخدام تقنيات علمية خاصة واستخدامها لاحقاً في الشهور أو السنوات التي لا تتوفر بها الأعلاف .

2.  الـمجـال الـزراعـي :

نظراً لأن معدلات الأمطار لا تسمح بقيام زراعة مستقرة ولآن المياه الجوفية ذات نوعية رديئة لا يمكن استغلالها في أي مجال من مجالات الاستخدام دون عمليات معالجة فقد فرض شح المياه هذا أن يكون نظام الزراعة السائد هو النظام البعلي ) 96 % ( والذي هو في الحقيقة من أكبر عوامل التدهور البيئي بالمنطقة لأن عمليات الحرث تتم على حساب الأراضي الرعوية على أمل أن تجود السماء في كل سنة بكميات استثنائية من الأمطار ليكون العام جيداً .
ومن خلال دراسة الظروف المناخية وحالة التربة والوضع الطبوغرافي والهيدرولوجي لهذه المنطقة بالإضافة إلى الوضع الزراعي القائم حالياً بها فقد تم إقتراح عدة نقاط لتقنين وتوجيه النشاط الزراعي بالمنطقة وهي :
•  تقنين العمليات الزراعية لتكون في أضيق نطاق خاصة عمليات الحرث من أجل الزراعات البعلية والتي لا تعطي مردود اقتصادي جيد بالإضافة إلى أنها تفشل في كثير من السنوات لارتباطها بالأمطار المتذبذة والمتدنية .
• الاهتمام بزراعة الوديان الساحلية والتي حققت نجاحات ملحوظة ، حيث يغطي هذا النوع من الزراعة الآن جزء كبير من احتياجات المنطقة من الخضروات والفواكه .
• الاهتمام بزراعة الأشجار المثمرة الملائمة لبيئة المنطقة والتي يلاحظ نجاح زراعتها بالمنطقة مثل أشجار الكروم والتين والنخيل وبعض أنواع اللوزيات .
• إدخال تقنيات متقدمة في عمليات الزراعة تضمن تحقيق أكبر إنتاج وبأقل استخدام للمياه ، مثل استخدام الأسمدة والري بالتنقيط .
• استخدام بذور المحاصيل المحسنة والأنواع المقاومة للجفاف ، مثل بعض أنواع الحبوب المقاومة للجفاف .
• زراعة حزام من الأشجار ومصدات الرياح على الخطوط الجنوبية للمنطقة لوقف زحف الصحراء ، ويمكن استخدام مياه الصرف الصحي بعد معالجتها لري هذه الأحزمة الخضراء .
• نظراً لتوفر مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة ) مثل مناطق السقايف والغيطان والتي تتميز بوجود تربة رسوبية عميقة (  فإن جلب مياه النهر الصناعي في مرحلته الخاصة بمنطقة طبرق سوف يكون له مردود كبير جداً على تطور الزراعة بهذه المنطقة وخاصة زراعة أشجار الزيتون والفاكهة والخضروات والحبوب . 

3. مـجـال إنشاء الصهاريج وبناء السدود :

ينتشر بالمنطقة عدد كبير من الآبار الرومانية/العربية والصهاريج الخرسانية والتي تعتبر إلى الآن هي المصدر الوحيد للمياه العذبة بكامل الريف بمنطقة الدراسة ، كما ينتشر بالمنطقة أيضاً عدد كبير جداً من السدود الترابية والحجرية التي يبنيها السكان بمجهوداتهم الذاتية ، ويعتبر إنشاء الصهاريج وبناء السدود من النشاطات البشرية ذات التأثيرات البيئية الإيجابية حيث يلاحظ النجاحات التي حققتها الصهايج والآبار الرومانية في الاستفادة الكبيرة من مياه الجريان السطحي عقب سقوط الأمطار وكذلك ما حققته السدود المختلفة في أماكن إنشائها من الحفاظ على التربة من الانجراف وفي استغلال التربة المتجمعة خلفها في زراعة المحاصيل البعلية والأشجار المثمرة رغم بساطة الإمكانيات المادية والفنية التي يستخدمها الأهالي في بنائها ، ومن خلال دراسة الوضع الحالي لهذا النشاط فقد تم اقتراح النقاط التالية من أجل جعل الاستفادة إلى أقصى حد ممكن من النشاط الأهلي في هذا المجال :
• الاهتمام بإنشاء السدود الترابية والسدود الحجرية على مجاري السيول ومناطق الأودية .
• إنشاء المصاطب في الأراضي المنحدرة وعلى جوانب الأودية خاصة في مناطق الوديان الساحلية .
• إنشاء سدود خرسانية أو ركامية في بعض الوديان الكبيرة وذات الجريان الكبير خلال فترة سقوط الأمطار مثل            ) وادي السهل الشرقي ، وادي العين ، وادي الحتوة ، وادي كيب ، وادي الراهب ووادي الجرفان ( .
• استكمال خطة تنفيذ 120 صهريج خرساني موزعة على كامل منطقة طبرق .
• استكمال حفر القنوات الكبيرة بمناطق البلط سعة كل منها أكثر من 750,000 متر مكعب .
• الأهتمام بترميم وصيانة الآبار الرومانية القديمة .

4. مـجـال إنشـاء المـحميـات :

تتمتع مناطق المحميات بحماية قانونية تمنع ممارسة بعض الأنشطة وتنظم بعضها الآخر ، ويهدف إنشاء المحميات لحماية بعض أنواع الموارد الطبيعية من التلف والضرر وإتاحة الفرصة لبعض الأنواع الأخرى للتكاثر وزيادة أعدادها وأنواعها ( زيادة التنوع الحيوي ) كما أن هذه المحميات إذا أحسن تخطيطها وإدارتها ستكون مقصد للباحثين والمهتمين والسياح بقصد الدراسة والإطلاع والتعرف على ما في هذه المناطق مما يجعلها من المصادر الاقتصادية الهامة ، ومن خلال هذه الدراسة فقد تم اقتراح عدة أنواع من المحميات الممكن تطبيقها في هذه المنطقة وهـي :
• محميات الحياة البرية : وذلك عن طريق تحديد مناطق محددة يتم حمايتها بسياج مغلق من أجل حماية الأنواع النباتية وأنواع الحيوانات الطبيعية بهذه المناطق لإعطاء فرصه لتنمو وتتكاثر بعيداً عن التأثيرات السلبية للمناشط البشرية .
• محميات الحياة البحرية : نظراً لما تتمتع به المنطقة من مناخ معتدل طول السنة وشواطئ رملية نظيفة بعيدة عن آثار التلوث فهي تعتبر ملاذ للعديد من أنواع النباتات البحرية والأسماك وخاصة السلاحف البحرية الخاصة بمنطقة البحر المتوسط المهددة بالإنقراض ، حيث تعتبر الشواطئ الرملية بالمنطقة من مناطق التعشيش لهذا النوع من السلاحف ، ولذلك فإن إنشاء مناطق بحرية محمية يحافظ على هذه الأنواع من الانقراض كما يحمي هذه السواحل من عمليات الصيد البحري الجائر ، مما سيكون له مردود كبير في زيادة التنوع الحيوي من ناحية وفي توفير مردود اقتصادي من ناحية أخرى عن طريق إعطاء تراخيص لمزاولة الصيد البحري في بعض الأوقات المحددة وكذلك تراخيص من أجل الغطس أو لإجراء الدراسات والبحوث العلمية .
• محميات ثقافية : تحتوي المنطقة على مناطق كبيرة من الآثار التاريخية لمخلفات الحرب العالمية الثانية يجب حمايتها والحفاظ عليها من السرقة والضياع والتلف ، والتي تتمثل في مقابر وخنادق وغرف العمليات الحربية ورسومات في بعض المناطق ، كما توجد بمنطقة الجغبوب آثار لحضارة قديمة ومقابر وكثير من الممياوات البشرية المحنطة والتي تحتاج إلى الدراسة ، وعن طريق إنشاء محمية بهذ المنطقة يمكن الاستفادة منها في التعريف بتاريخ المنطقة كما يمكن أن تكون من الموارد السياحية الهامة .

5. الـمجـال الـسـيـاحـي :

تتواجد بمنطقة طبرق إمكانيات سياحية هائلة تتمثل في مناخها المعتدل طوال العام وفي توفر شواطئ رملية جميلة بعيدة عن التلوث ، كما يتوافر بالمنطقة كم هائل أيضاً من الآثار التاريخية يرجع بعضها إلى فترات ما قبل التاريخ مثل الرسومات بجبل الملفا جنوب شرق الجغبوب كما توجد بتلك المنطقة آثار لحيونات بحرية متحجرة وغابات نخيل متحجرة ترجع إلى تاريخ موغل في القدم ، كما توجد بمنطقة الجغبوب قبور قديمة تحتوي على مومياوات بشرية محنطة .
 أيضاً يوجد بالمنطقة آثار أغريقية وهي عبارة عن آثار قديمة تحتاج للتنقيب والدراسة منها معبد تولموس المحاذي لميناء طبرق البحري وبقايا مدينة غارقة بمنطقة عين الغزالة والتي يعتقد أنها آثار لمدينة إزيريس الإغريقية التي أسسها الإغريق أثناء نزوحهم قبل إنشاء قورينا بعدة سنوات وآثار مدينة أنتي بيرغوس والتي عرفت باسم الناظورة بجوار مصفاة طبرق   حالياً .
أما الآثار الرومانية فتتمثل في الآثار المائية من سدود قديمة وآبار رومانية وقنوات ، بالإضافة لوجود بقايا قصور قديمة أهمها بقايا مدينة رومانية بوادي الكويفية شمال منطقة القعرة وآثار مدينة قديمة تعرف باسم القصيرات شمال منطقة كمبوت على شاطئ البحر وآثار بمنطقة البردي تعرف باسم القصير وآثار مدينة مرسيس والتي عرفت باسم بترامينز والتي توجد بمنطقة المرصص الحالية بوادي بالحمام وهي مدينة أثرية تبلغ مساحتها أربعة كيلومترات مربعة بها أكبر أرضية فسيفساء عرفت بالمنطقة الشرقية من ليبيا ، هذا بالإضافة إلى الآثار البيزنطية والمتمثلة بوجود السور الذي بناه الإمبراطور جستنيان لتحصين مدينة طبرق والذي يحاذي الميناء ، كما تنتشر بالمنطقة آثار رومانية عديدة في الكثير من الأودية والكهوف .
أيضاً توجد بالمنطقة كذلك العديد من الآثار الإسلامية مثل مرسى مدينة لك الإسلامية وآثار مدينة المعيزلة جنوب منطقة القرضبة ومدينة الزيتون الأثرية الإسلامية جنوب غرب منطقة عين الغزالة بالإضافة إلى آثار الزوايا الإسلامية بالعديد من القرى في المنطقة .
كما يوجد بمنطقة طبرق كم هائل من مخلفات الحرب العالمية الثانية حيث جرت على أرضها أكثر من ثلاثون معركة شهيرة دارت بين دول الحلفاء والمحور والتي خلفت وراءها شواهد ومخلفات تعتبر ثروة سياحية منها أربع مقابر كبيرة ) المقبرة الإنجليزية ، المقبرة الأسترالية ، المقبرة الألمانية والمقبرة الفرنسية ( وكذلك غرفة عمليات الحرب العالمية الثانية بمدينة طبرق مع وجود عدة غرف عمليات مهمة أخرى بمختلف المحلات بالوديان والكهوف ، وكذلك العديد من الأنفاق بمدينة طبرق والذي يصل بعضها إلى حوالي 700 متر طول تحت الأرض وبعمق 20 متراً ، كما يوجد المستشفى الإيطالي الألماني تحت الأرض بحوالي 20 متراً وهو مكون من 48 غرفة ، والسجن الرئيسي بوسط المدينة الذي يحوي 8 غرف .

ومن أجل إستثمار إمكانيات المنطقة السياحية المتعددة تتوفر في المنطقة ثلاث اتجاهات لتنفيذ برامج سياحية هي :

• السيـاحـة الشـاطئيـة .
• السيـاحـة الـحربيـة .
• السيـاحـة الصحـراوية .
ولكي تكون المجالات السياحة في المنطقة برامج تنموية تتوافق مع فكرة التنمية المستدامة يجب أن تتوافر بها الشروط التالية :
• ضبط جميع أنواع المخلفات الناتجة عن هذا النشاط سواء كانت من الأفراد أو من المنشآت السياحية حتى لا تتسبب في تلويث المناطق السياحية .
• ضبط المناشط السياحية المختلفة حتى لاتتسبب في تدهور الأراضي سواء بفعل النشاطات السياحية أو النشاطات المرافقة لها حتى لا تتسبب في تلويث المياه أو التربة أو التأثير على النياتات الطبيعية
• دمج المجتمع المحلي في أغلب البرامج المقترحة ضمن إطار التنمية المستدامة.

_________

 Abstract
This investigation was carried out to study Plant deterioration factors due to unsustainable activities  in Daphna Zone.   Daphna is a semi desert coastal area of Marmarica plateau located in northern eastern Libya . It occupies an area about 2866.19 km2 , populated with approx. 143662 inhabitants , 69 % of them live in the city of Tobruk  while  31 % of the population live in the villages and the countryside in the studied area.
This area is considered a Marginal Land affected by natural factors ( Location , Morphology , Climate , Soil and Vegetation ) and by accumulative human activities from long period ( Gathering firewood & Grazing & Dry farming . . . etc )   these factors overlapped  to influence  the characteristics of environmental components .
Hydrological survey of the area clarified that it is critical , because groundwater storage suffers from the increment of salinity, The study showed also that salinity of water in the wells samples ranged between  5033 - 10854 ppm .  Due to the absence of fresh water sources , the native people depended on shallow wells" Elswani"  and the presence of  many Roman and Arabian wells and Cisterns in the area for collecting run-off water.
The chemical analysis of soil showed poor Soil fertility and high CaCO3 content which ranged between 16.86% - 43.41 %. The soil had very low content of organic matter, and in most examined samples not exceeded 1. % the pH is high and ranged between 8.19 and 9.45,     the soil can be classified as alkaline soil.
The pastural land is estimated of about 500,000 hectares , producing about 12 millions  feed units every year ,  but it suffers  over grazing due to great number of grazing animals which reach up 139.456 head ( equal to 172.000  Ovine equivalent ) which represent about 573 % of the grazing potential of the study area .
Agriculture is very poor due to decreased water sources. The main system of agriculture is dry farming ( rain-dependent farming ) which represents 96 % while irrigated agriculture represents only 4 % concentrated in the coastal wadis (valleys).
Conclusions and foundations of the study showed that in addition to the effects of climatic factors , increased aridity resulted in a fragile ecosystem, human activities were the most hazardous in this sensitive ecosystem. other aspects of ecosystem deterioration were increasing in erosion`s factors, decrease the vegetation coverage, decrease and/or disappearance of many species, degradation of the vegetation and retrogressing succession, decrease in the numbers of palatable species and increase the unpalatable species.
Concerning managing the natural resources in the area it's proposed a program of integrated coastal management in order to maintain balance equilibrium between economical profit and improving ecosystem.
الـمــراجــع العربيــة
1. أحـويريش , باسط امبارك سعيد ) 2004 ( دراسة خزان البذور " رصيد البذور " في منطقة جنوب الجبل  الأخضر ، قسم علوم وهندسة البيئة ، أكاديمية الدراسات العليا ، بنغازي .
2. الأثرم ، رجب عبدالحميد ) 1988 ( تاريخ برقة السياسي والاقتصادي من القرن السابع قبل الميلادي وحتى بداية العصر الروماني ، بنغازي ، منشورات جامعة قاريونس .
3. البراني ، منعم وافي ) 2008 ( دراسة عوامل تدهور الغطاء النباتي بمنطقة دفنة شبه الصحراوية ، رسالة ماجستير ، قسم علوم وهندسة البيئة ،  أكاديمية الدراسات العليا بنغازي .
4. الجطلاوي ، أحمد عمر مختار ) 2004 ( دراسة الغطاء النباتي وبيئة خزان البذور لمنطقة مراعي صحراء مسوس " العجرمية " رسالة ماجستير ، قسم النبات ، كلية العلوم ، جامعة قاريونس بنغازي .
5. الشاعري ، مدينة سالم ) 2002 ( الغطاء النباتي الطبيعي في الساحل الشمالي الشرقي ) هضبة البطنان ( ، الطبعة الأولى ، بنغازي ، اللجنة الشعبية لشعبية البطنان .
6. اللجنة الشعبية للزراعة والثروة الحيوانية البطنان ) 2004  ( خطة تنفيذ 120 صهريج بشعبية البطنان ، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ، تقرير غير منشور .
7. إدارة المناخ والأرصاد الزراعية ) 2006 ( متوسطات درجات الحرارة والرطوبة والرياح والأمطار لمحطة طبرق للفترة ) 1984 ـ 2000 (  ، مصلحة الأرصاد الجوية ، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ، طرابلس .
8. إدارة المناخ والأرصاد الزراعية ) 2006 ( متوسطات درجات الحرارة والرطوبة والرياح والأمطار لمحطة جمال عبدالناصر للفترة ) 1951 ـ 1983 ( مصلحة الأرصاد الجوية ، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ، طرابلس .
9. إدارة المناخ والأرصاد الزراعية ) 2006 ( متوسطات سقوط الأمطار لمحطة كمبوت للفترة  ) 1959 ـ 1990  ( ، مصلحة الأرصاد الجوية ، طرابلس ، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ، طرابلس .
10. إدارة المناخ والأرصاد الزراعية ) 2006 ( متوسطات سقوط الأمطار لمحطة البردية للفترة ) 1959 ـ 1990 ( ،  مصلحة الأرصاد الجوية ، طرابلس ، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ، طرابلس .
11. اللجنة الشعبية للصناعات طبرق ) 2006 ( المحاجر والكسارات بشعبية البطنان ، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ، تقرير غير منشور .
12. اللجنة الشعبية للمواصلات طبرق ) 2006 ( الطرق بشعبية البطنان ، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ، تقرير غير منشور.
13. السنوسي ، محمد يحي ) 1976 ( تقرير استطلاعي حول مصادر المياه بناحية بوفرجاني التابعة لمنطقة قصر الجدي) الساحل الشمالي الشرقي ( لصالح الهيئة العامة للمياه ، بنغازي .
14. الصالحي ، سعدية عاكول وعبدالعباس فضيخ الغريري ) 2004 ( البيئة الصحراوية وشبه الصحراوية ، الطبعة الأولى ، دار الصفاء للنشر والتوزيع ، عمان  .
15. الهيئة العامة للمياه ـ فرع بنغازي ) 1976 (  تقرير مبدئي حول المصادر المائية بالمنطقة الشمالية الشرقية من الجمهورية العربية الليبية , رئاسة مجلس الوزراء , الجمهورية العربية الليبية ، تقرير غير منشور .
16. الهيئة الوطنية للمعلومات والتوثيق ) 1995 (نتائج عملية حصر الحائزين الزراعيين وحيازاتهم الزراعية ، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ، طرابلس ، تقرير غير منشور .
17. الهيئة العامة للمياه ، فرع درنة ) 1984 ( الوضع الجيولوجي والهيدرولوجي بمنطقة طبرق ، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية ،  تقرير غير منشور .
18. بن محمود ، خالد رمضان ) 1995 (  الترب الليبية تكوينها ـ تصنيفها ـ خواصها ـ امكانياتها الزراعية ، الطبعة الأولى ، الهيئة القومية للبحث العلمي ، الجماهيرية .
19. شرف , عبدالعزيز طريح ) 1996 ( جغرافية ليبيا ، الطبعة التالثة , مركز الإسكندرية للكتاب , الإسكندرية .
20. قطاع الإحصاء والتعداد ) 2006 ( النتائج الأولية للتعداد العام للسكان لعام  2006  ، الهيئة العامة للمعلومات والاتصالات ، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ، طرابلس  .
21. مركز البحوث والإستشارات بجامعة قاريونس ) 1990 ( المسح الإقتصادي الشامل لبلدية البطنان ، بنغازي .
22. مصلحة الإحصاء والتعداد ) 1987 ( نتائج التعداد الزراعي العام 1987 ببلدية البطنان ، أمانة اللجنة الشعبية العامة للتخطيط ، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ،  تقرير منشور .
23. مكتب التوثيق والمعلومات ) 2006 ( تقارير تعدادات الحيوانات بالشعبية خلال الأعوام ( 2001 , 2002 , 2003 و 2004 ) ، أمانة اللجنة الشعبية للزراعة والثروة الحيوانية بشعبية طبرق ،  الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ، تقارير غير منشورة .
24. مكتب خدمات التربة والمياه بأمانة الزراعة طبرق ) 2005 ( تقرير عن تقدير المساحات القابلة للزراعة ، أمانة الزراعة والثروة الحيوانة ، الجنة الشعبية لشعبية البطنان ، تقري غير منشور .
25. مصلحة المساحة  ) 1978  (الأطلس الوطني للجماهيرية ، أمانة التخطيط ،  الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية ، الطبعة الأولى .
26. ناردوتشي ، غوليام ) 1996 (  استيطان برقة قديماً وحديثاً ، الطبعة الأولى ، ترجمة وتقديم ابراهيم أحمد المهدوي ، منشورات الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان ، سرت .
27. نقابة المربين والفلاحين بشعبية البطنان ) 1999 ( كتيب الحصر الشامل للثروة الحيوانية بشعبية البطنان  1999 ، الأمانة العامة للنقابة العامة للفلاحين والمربين ، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ، تقرير غير منشور.

المـراجـع الأجنبيـة
1. AL-Habony , Mohammed  E. E. ( 1999 ) Vegetation and flora of a sector along Mediterranean Coast of Libya from Tobruk to Egyptian Border . M Sc. Thesis , Department of Botany , Faculty of science , University of Garyounis , Benghazi , Libya.
2. Black , C. A. et al ( 1965 ) Methods of Soil analysis – Chemical and Microbiological properties , Agronomy No. 9 , part 1 & 2 , American Society of agronomy  .
3. BS ( 1990 ) British Standard Methods of test for Soils  for civil engineering purposes , 1377 , part 3. , Chemical and Electro-Chemical tests  .
4. Cerni , Jaroslav ( 1974 ) Investigations and Studies of 25 Wadis in Tobruk area , Beograd , Yugoslavia  .
5. Cominiere s.a. ( 1980 )  EL-Batnan Project , S.P.L.A.J , Brussels-Belgium  .
6. Darwin ( 1859 ) On the Origin of Species by means of Natural Selection . London , Watts ( reprint of first ed. 1950 ) .
7. Industrial research center ( 1977 ) Geological map of Libya , AL-Bardia sheet ,  NH 35-1 ( 1 : 250000 ) + Explanatory Booklet   .
8. Kohnke , Helmut and Anson R. Bertrand ( 1959 )  Soil Conservation , Mc Graw-Hill Book company , New York  .
9. Le Houerou  H. N. ( 1965 ) Natural Pastures and Fodder resources of Libya and problems of their improvement , report to the Government of Libya , F.A.O. , Rome .
10. Major , and Pyott W. T. ( 1966 ) Baried viable seeds in two California bunchgrass celes and their bearing on the definition of flora vegetation .
11. Johnston , S. K.  Crawley R. H. and Murry D. S. ( 1978 ) Separating seed by species with CaCL2 Solution .

12. SWECO ( 1986 ) Land survey , Mapping and Pasture survey for 550,000  hectares of south Jabal AL-Akhdar area , final report, Stockholm .


دراسـة المناشـط البشـرية بمنطقـة دفنـة (1-3)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا