التسميات

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

تعريف جغرافية العمران ...

تعريف جغرافية العمران

   من بين فروع الجغرافية البشرية نجد جغرافية العمران التي تهتم بالسكن الذي يقيم فيه الإنسان سواء كان في الريف أو المدينة ، مبعثرا أو مجمعا ، شديد الكثافة أو متوسطها، بدائيا أم متطورا،  قديما أو حديثا ، دائما أو مؤقتا.
 
  وعلى العموم فإنه يسعى من وراء بحث العمران في المجال الجغرافي إلى دراسته جغرافيا و ديموغرفيا وإحصائيا من اجل معرفة أسباب وعوامل ونتائج أنماط الانتشار.
 
  وبناء على هذا المنهج فإن موضوع العمران في المجال الجغرافي يعالج حسب مكان انتشاره  ولذلك قسم إلى عمران ريفي ، وعمران حضري، وذلك بالرغم من وجود أوجه الشبه بين الفرعين ، ووجوه الاختلاف عميقة، فالبيئة الريفية تقابلها البيئة الحضرية ، وكل منهما يضم الجانب الإنتاجي والجانب الاجتماعي، ففي البيئة الريفية نجد الأنشطة الزراعية والرعوية وغيرها من الأنشطة التي ترتبط بالريف, وفي البيئة الحضرية نجد أن الصناعة والخدمات و الإدارة غيرها من الوظائف غير الريفية تقوم في المنطقة الحضرية كما تظم كل من البيئة الريفية الحضرية محل سكن الإنسان وهو المكان الذي يمارس فيه حياته الاجتماعية ولكن في البيئات الحضرية لا يمكن أن تفصل المنطقة الإنتاجية داخل المدينة عن المنطقة الاجتماعية، فهما متداخلتان .
 
  أما البيئة الريفية فتنفصل فيها المنطقة الاجتماعية ( القرى)، عن المنطقة الإنتاجية (الأراضي الزراعية) ولذلك نجد أن العلاقات السكانية وعلاقات التفاعل بين الظاهرات في البيئة الحضرية اكثر تعقيدا ونشاطا من البيئة الريفية التي يمكن تجزئتها ودراستها بشيء من التجاوز من خلال جغرافية الزراعة أو جغرافية العمران الريفي .
 
إن تطور القطاعات الإنتاجية في كل من البيئة الريفية أو الحضرية يؤكد أن الأنشطة الحضرية تطورت تطورا مذهلا في هذا القرن وخاصة الصناعة التي أصبحت تشكل المصدر الأول للدخل الوطني في الدول المتقدمة بينما تناقصت أهمية القطاعات الإنتاجية.
 
  ويرجع الاهتمام بالسكن الريفي بعد انعقاد المؤتمر الجغرافي الدولي في عام 1925بالقاهرة والذي قدم فيه (ديمونجونdemangeon) ، إلى المؤتمر أول بحث في مفهوم ومنهج جغرافية السكن الريفي وظهر أول بحث جماعي من بعد ذلك لفريق من المختصين حول هذا الموضوع تحت عنوان:
 
 International  geographical union. Rapport of commission on the type of rural of settlement
   ومن ثمة بدا الاهتمام بجغرافية العمران الريفي بتزايد وخاصة في العقدين الأخيرين ، ونفس الاهتمام أو أكثر حظيت به البيئة الحضرية حتى تم إرساء قواعد جغرافية الحضر وأصبحت لها معاهد ومركز بحوث لها أقسامها وفروعها لتعدد جوانب البيئة الحضرية.
 
 
   لكي نحدد مجالات البحث في فروع جغرافية العمران الريفي يجب في البداية أن نحدد  قضيتين هامتين :
أولها : المظهر الخارجي العام للريف ، ثانيها العلاقة بين جغرافية الريف وجغرافية العمران الريفي.
  
       
   تتألف هيئة الأرض في الريف من نطاقين متميزين ، أولها النطاق الإنتاجي وثانيها النطاق الاجتماعي.
 
النطاق الإنتاجي : ويظم عدة مناطق هي :
 
 -الأراضي الزراعية التي تمارس فيها العمليات الزراعية
 -  أراضى الغابات و الاحراج ولها دور مزدوج : إنتاج الخشب ،والترفيه.
-   - أراضي المراعي وتنتج الألبان واللحوم.
-  - أراضي قابلة للاستزراع أو أراضي  البور وتزرع سنة وتستريح سنة أخرى لتستعيد خصوبتها فهي تحت الإنتاج في المستقبل .
 
النطاق الاجتماعي:
  ويتألف من المناطق التي تشغلها تجمعات الوحدات السكنية في الريف ، والتي يمارس فيها السكان حياتهم الاجتماعية، كما يضم المنطقة الانتقالية التي تختلط بها الاستخدامات الإنتاجية وتشمل المناطق التي تشغلها حظائر الماشية ،ومزارع الدواجن ،والأسماك ، ومناطق منافع الزراعة، والقرية،مثل مخازن المنتجات الزراعية المكشوفة والمخازن غير المكشوفة، مثل مخازن العلف الجاف، ومخازن المنتجات الزراعية ، والأدوات الزراعية، ومعامل منتجات الألبان .
 

  يختلط أحيانا علي بعض الدارسين المستصلحين: جغرافية الريف ، والعمران الريفي ، ويكون مفيدا الوقوف لإلقاء بعض الضوء علي أوجه الشبه بينهما ونحدده في النقاط التالية :
 
- إن جغرافية الريف تتعلق ببيئة متميزة هي البيئة الريفية عموما ،بينما تتعلق جغرافية العمران الريفي بجزء صغير من البيئة الريفية هي المناطق المبنية  وهي بالتالي أكثر تفصيلا و تتخذ من جغرافية الريف من خلالها.
 
إن جغرافية الريف تدرس في البيئة الريفية بقطاعيها الإنتاجي والقطاع الإجماعي والعلاقات المتداخلة بينهما ، أما جغرافية العمران الريفي فتهتم فقط بالقطاع الاجتماعي في البيئة الريفية تشغل البيئة الريفية منطقة مستمرة من الأراضي المنتجة التي تتخللها مساكن ريفية قليلة أو كثيرة ترتبط بشبكة من الطرق،بينما تدرس جغرافية العمران الريفي مساحات محدودة من المظهر الريفي المعمور الذيتفصله الأراضي الزراعية.
 
   وعلي العموم فإن جغرافية الريف هي إطار أوسع لجغرافية العمران الريفي وهي لا تعد أكثر من إقليم حضاري متميز، بينما جغرافية العمران الريفي تتعلق بظاهرة منفردة ومتميزة.

   المدينة ظاهرة قديمة ترجع نشأتها إلى عهود بعيدة، ارتبطت باستيطان الإنسان في مناطق السهول في الشرق الأوسط . ويعد النمو السكاني في المدن وتضخمها السمة الرئيسية، التي يتميز بها السكان في العصر الحديث، وقد تزايدت أحجام المدن نتيجة لزيادة معدلات التحضر  ، وبالتالي سيطرت المدن في معظم دول العالم على مظاهر النشاط البشري، وهو ما يعرف بالهيمنة الحضرية  .

   ظهرت منذ ما يقرب من 2000 سنة قبل الميلاد، المدن التجارية، ومن أبرزها مدينة فيلاكوبي  على جزيرة ميلوس  إحدى جزر بحر إيجه، ومدينة بيبلوس على ساحل الشام، واشتهرت بتجارة الأخشاب، وكذلك اشتهرت مدينة كريت في النصف الأول من الألف الثانية قبل الميلاد، وقامت شهرتها على التجارة البحرية خاصة مع مصر، وتبعتها في ذلك وفي القرن السادس عشر قبل الميلاد، عدة مدن يونانية وعلى ساحل الشام مثل صور وصيدا. وإلى جانب المدن الساحلية التي اشتغلت بالتجارة، قامت مدن داخلية تُعرف بمدن القوافل، تقوم حلقة وصل بين مدن ساحل الشام وبلدان الشرق الأوسط، ومنها مدينة حلب ، ودمشق ، وتدمر  .

   وقد ظهرت المدن المبكرة بين السنة 4000 إلى 3000 قبل الميلاد في منطقة الهلال الخصيب الذي كونه نهرا دجلة والفرات. وعُرفت بمنطقة ما بين النهرين ، وكانت هذه المدن مراكز دينية في الأصل. وبعدها بمئات السنين ظهرت مدن وادي النيل ومن أبرزها مدينتا طيبة ومنف، ثم ظهرت مدن وادي السند في باكستان سنة 2300 قبل الميلاد، ثم تبعها ظهور المدن في أمريكا الوسطى ونيجيريا.
   
   وفي سنة 450 قبل الميلاد، بدأ ظهور المدن الإغريقية المخططة، ومن أبرزها مدينة ميلتوس . التي أنشئت وفق خطة مكونة من شبكة الشوارع والبلوكات السكنية، تلتها المدن الرومانية، التي انتشرت في قارة أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط خلال القرنين الثاني والثالث الميلاديين.
   
 ومع ظهور الإسلام كون المسلمون إمبراطورية واسعة وازدهر العمران في ظل الدولة الإسلامية، وظهرت مدن أدّت دوراً مهماً في نشر الثقافة وتقدم التجارة، ومن أبرز هذه المدن، التي أنشأها المسلمون فاس، والرباط، وقرطبة، والنجف، وكربلاء، كما أُنشئت مدن عسكرية مثل البصرة، والكوفة، والفسطاط، والقيروان. وظهرت العسكر ثم القطائع ثم القاهرة. كما توضح .
   
   ونتيجة لتزايد أعداد السكان انتشرت المدن الكبرى بشكل كبير في القرن العشرين، فبعد أن كانت المدن المليونية ـ التي يزيد عدد سكانها عن المليون نسمة ـ لا يزيد عددها سنة 1870، على سبع مدن. زادت إلى عشرين مدينة سنة 1900، ثم قفزت إلى 275 مدينة سنة 1990، كما يوضح .

   ومن هذه المدن المليونية مدن نمت وتوسعت في بيئتها توسعاً كبيراً، وأصبحت تكون مجمعات ضخمة الميكالوبوليس وفي سنة 1970، كان هناك ثلاث مجمعات ضخمة، بكل منها 10 مليون نسمة فأكثر، وهي مجمعة نيويورك، وطوكيو، ولندن، زادت إلى 12 مجمعة حضرية سنة 1990، وهي مكسيكو سيتي، وساوباولو، ولوس أنجلوس، وبمباي، وكلكتا، وأوزاكا، وبيونس أيرس، وريودي جانيرو، ومنطقة الراين ـ الرهر في ألمانيا، والقاهرة، وباريس، وسيول

جغرافيا العمران الريفي :

   تنقسم جغرافية العمران إلى شقين، ـ كما سبقت الإشارة ـ يختص أحدهما بدراسة جغرافية المدن او التمدين ، ويهتم ثانيهما بدراسة جغرافية الريف او الزراعة ، ويعد الاهتمام بدراسة جغرافية المدن اكثر وضوحاً، ويرجع ذلك إلى اتجاه سكان العالم نحو سكنى المدن في مختلف الأقطار، يقابله تناقص في نسبة سكان الريف، مما 
  يوحي بأن سكان العالم في طريقهم ليتحولوا جميعاً إلى سكان مدن.

   ولا تظهر الفروق واضحة بين المدن والريف إلاّ في أقصى درجات كل منها، حيث يوجد في العادة استمرارية، ولا يوجد انتقال مفاجئ من أحدهما إلى الآخر، ولكنه انتقال تدريجي بين الريف والحضر ، كما أنه ليس هناك تمييز واضح بين المحلات العمرانية الريفية سواء بين العزبة  والقرية ، وبصفة عامة فإن القرية أكبر في الحجم من العزبة من حيث الكتلة السكنية والسكانية، إضافة إلى أنه توجد بها وظائف ومراكز خدمية لا تتوافر في العزبة مثل مكتب البريد والمدرسة الإعدادية (المتوسطة).

   تنقسم مراكز العمران الريفي حسب النشأة إلى نوعين، مراكز مؤقتة (غير مستقرة) وترتبط بالمجتمعات البدائية، مثل جماعات القنص والرعاة مثل جماعات الأسكيمو في النطاق القطبي، وجماعات الهنود الحمر في أمريكا الشمالية، وجماعات البدو، ويرجع العمران غير المستقر إلى ظاهرة الانتقال الفصلي ، ومراكز ثابتة وترتبط بمجموعة من العوامل الجغرافية، أهمها تزايد السكان في رقعة ما، تتسم بتوافر البيئة الصالحة لإنشاء هذا النوع من المراكز، وهي تنقسم إلى قرى منعزلة وتوجد عادة حيث الملكيات الزراعية الواسعة، أو في المناطق التي لا تسمح فيها موارد المياه بوجود مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية. أو في المناطق الجبلية، إذ تنتشر في الأقاليم الجبلية في حوض البحر المتوسط كما في المغرب، والجزائر، ولبنان. وقرى متكتلة، وهي تمتاز بكثرة عدد السكان وتنتشر في بيئات الحضارات الزراعية القديمة في السهول الفيضية، لذا فهي تنتشر في الريف المصري والعراقي والهندي، وغالباً ما تتركز المنطقة المبنية من القرية في كتلة واحدة، بينما تكون الأراضي الزراعية خالية من المساكن تقريباً.


   تشترك جغرافية الريف وجغرافية المدن في دراسة العلاقات المكانية المتنوعة التي تربط بين القرية والمدينة، تظهر جلية في الهجرة الريفية الواسعة إلى المدينة للعمل والدراسة، أو للتسوق والتسويق وغير ذلك، وكذلك في العلاقات الترويحية إذ تعدَّ الأرياف القريبة من المدن الكبرى مكاناً للسياحة القريبة لساكني هذه المدن، كما أن المناطق المحيطة بها تمدها باليد العاملة وبالمواد الأولية للصناعات وبالمنتجات الغذائية من مصدريها النباتي والحيواني، وتعدَّ كذلك مجالاً لتوسعها العمراني والصناعي والخدمي والاستثماري في الأنشطة الإنتاجية والخدمية على اختلافها
للإشارة في هذا الموقع دراسة مفصلة عن جغرافية الأرياف وجغرافية المدن ضمن تصنيف"جغرافيا" ويمكن الرجوع إليها.

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا