حوض صنعاء : دراسة في جغرافية الموارد المائية
يهدف هذا البحث إلى دراسة الموارد المائية في حوض صنعاء التي تبلغ مساحته(3138)كم2 ،وذلك من خلال منحى جغرافي ، لإلقاء الضوء على مدى العلاقة المكانية بين واقع تلك الموارد واستغلالها لأغراض مختلفة للمدة من عام 1994 إلى عام 1999، فضلاً عن توقعات مسار الطلب على المياه في الحوض مستقبلاً للمدة من عام إلى 2000 إلى عام 2005.
كما أوضحت الدراسة أثر المتغيرات الطبيعية ومدى ارتباطها بالدورة المائية في حوض صنعاء من حيث الإيراد المائي السنوي ونسبة الجريان السطحي موضحاً الفاقد من ذلك الإيراد عن طريق التبخر النتح. وقد اعتمدت الدراسة المنهج التحليلي بغية الوصول إلى نتائج مدعمة بالأساليب الإحصائية المناسبة.
تكمن أهمية الموضوع لما يحظى به حوض صنعاء من اهتمام الجهات الحكومية المعنية والمختصين بالعلوم المائية من منظمات ومؤسسات دولية.
وكما جاء في تقرير بعثة البنك الدولي في اليمن بنضوب مياه الحوض في غضون عام 2008م.
تأتى أهمية تناول هذا الموضوع لما سيقوم به هذا المورد الهام في توزيع السكان ونشاطاته المختلفة في هذا الحيز الجغرافي من اليمن ومن خلال الدورة المائية بشقيها الفائض والعجز والإيراد السنوي حيث معدل التساقط في الحوض (235.6)ملم ، أما الضياع المائي بفعل التبخر النتح فكان المعدل السنوي (237.1) ملم ، يضاف إليه التسرب للتكوينات الجوفية.
وقد توصلت الدراسة إلى عدداً من النتائج تلخصت في الأتي:
• يصل الإيراد المائي السنوي في حوض صنعاء إلى (739.312.800) مليون متر مكعب.
• تنخفض قيم ذلك الإيراد المائي عن معدله في (12) سنة من مدة (20) سنة 74-1993.
* تأتي قيم الجريان السطحي (15.3) ملم في محطة صنعاء ، أي بنسبة (5.6%) من مجموعها المطري السنوي (275) ملم ،وكذا الحال نفسه إلى (5.4%) في محطة مطار صنعاء (5.5%) في محطة سمنة .
أي بواقع (7.9%) في حوض للجريان السطحي من واقع تلك المحطات.
• كما أوضحت الدراسة أن احتمالية هطول أمطار سنوية (200) ملم تعد اكثر احتمالاً بنسبة (85%) ، في حين شكلت نسبة ضئيلة جداً وهي (0.1%) لاحتمالية هطول أمطار سنوية (300) ملم.
• ترتفع قيم التبخر في حوض صنعاء مؤدياً إلى ضياع مائي مقدراً في محطة صنعاء (344.8) ملم من مجموعها المطري السنوي ، وإلى (178.4) ملم ، (109.6) ملم في محطتي مطار صنعاء وسمنة.
• كشفت الدراسة أن اتجاه الأمطار في حوض صنعاء يأخذ منحنى سالب ، وذلك من خلال انحدار الخط المستقيم بين قيم الأمطار المحسوبة واتجاهات قيم تلك الأمطار.
• يظهر حوض صنعاء في بداية مرحلته الحتية ،وذلك يتجلى بعدم انتظام خطوط تقسيم المياه ،وهذا ما أشرته معاملات شكل الحوض (0.55) ونسبة تماسك المساحة (0.55).
• وجد أن حوض صنعاء قد أتم تعرية (20.5%) من الكتلة الصخرية الثابتة ،وهذا ما وصل إليه قيمة المعامل الهبسومتري (79.5%) التي لازلت هي الأخرى تنتظر دورها في المراحل الحتية المتعاقبة.
• شكلت أعداد المجاري المائية في المرتبة الأولى نسبة (76.4%) من المجموع الكلي لاعداد المجاري المائية في حوض صنعاء 1513 في حين جاءت أعداد المرتبة الثانية إلى (18.2%). أما المتوسط العام لاعداد المجاري في الحوض (252) مجرى.
• أظهر معيار النسيج الحوضي في حوض صنعاء ، أن سطحه من أنموذج الوعورة المرتفعة والتي وصل (0.334).
• أوضحت الدراسة أن معدل التبخر السطحي في مجرى كل من وادي السائلة ووادي الخادر بين (12.6) م3/ثا ،(705) م3/ثا.
• تشكل التغذية المائية للخزانات الجوفية في (5.4%) من المجموع المطري السنوي في حوض صنعاء.
• وصل الاستنزاف المائي للخزانات الجوفية في حوض صنعاء معدلات عالية بلغت (300) متر .وهذا من خلال عدد الآبار المنتشرة فيه ، والتي كان عددها (4818) بئر ؛ بواقع (105) بئر لكل كيلو متر مربع . وذلك من القيم العالية للسحب المائي التي وصلت إلى (227.429.089) مليون متر مكعب لعام 1996 ، وفي حين وصلت إلى (242.042.481) مليون متر مكعب عام 1998 مؤدية إلى توقع نضوب مياه حوض صنعاء بين عامي 2008-2011م.
شكلت الاستعمالات المائية للإغراض المنزلية في حوض صنعاء نسبة (12.4%) ،أي (29.978.956) مليون متر مكعب لعام 1998، في المقابل بلغت جملة الاستهلاك المائي للعام نفسه في الري (197.600.000) مليون متر مكعب بنسبة (81.6%). أما نسبة الاستهلاك المائي في الصناعة فوصلت هي الأخرى إلى (3%) لمجموع مائي (7.300.000) مليون متر مكعب . في حين شكلت نسبة الاستهلاك المائي للشرب والفاقد من الشبكة العامة (2.99%).
• أشرت الدراسة إلى التباين الكبير بين معدلات الاستهلاك المائي اليومي للأغراض المنزلية بين من يتزودون من المشروع الحكومي (72.7) لتر /يوم ،وبين من يتزودون بالمياه نفسها من مشاريع خاصة (42.4) لتر/ يوم . أي بفارق (30.3) لتر/ يوم ،وكذا هو الحال على مستوى الشهر والسنة.
ويعزي ذلك إلى الشبكة الحكومية لا تغطي إلا (34.2%) من سكان أمانة العاصمة ،فضلا عن فارق تعرفة البيع بين (7) ريال / م3 في المشروع الحكومي (97.2-138.9) ريال /م3 في المشروع الخاص.
• كما كانت من نتائج الدراسة هي الفجوة القائمة بين حصة الفرد من المياه للأغراض المنزلية بين حصة الفرد من المياه المزودة لعام 1996 ب(117) لتر /يوم ،وبين المياه المستهلكة المباعة (72.7) لتر /يوم .وكان مرد هذا الفارق إلى الفاقد الكبير من مياه الإسالة والتي تقدر ب(16395) م3 /يوم لمجموع سنوي يصل إلى (5.984.175) مليون متر مكعب.
• وأخيراً كان ضمن ما اشتملت عليه نتائج الدراسة هو تأثير استعمالات المياه في حوض صنعاء في مجال الصناعة على حصة الفرد من تلك المياه للأغراض المنزلية للمدة من 1996-1999 هو بين (4.3-4.4) م3/ سنة.
لما سبق فقد جابهت الباحث صعوبات متفرقة لازمته خلال فصول هذه الدراسة . هذه الصعوبات تمثلت في عدم اكتمال البيانات أحياناً ولاسيما فيما يتعلق بعناصر المناخ بمنطقة الدراسة ، نظراً لعدم وجودها كما أن الخرائط الكنتورية ذات مقياس واحد غير متوافرة ، إلا أن الباحث حصل على خرائط مختلفة المقاييس لمحافظة صنعاء ، ووحد مقاييسها لغرض رسم خارطة أساس .
كما وجاءت البيانات الهيدرولوجية لسنوات خمس فقط مما أدى الى تحديد توقعات فترات الرجوع لأقصى تصريف مائي (م3/ ثا) .
تضمنت الدراسة خمسة فصول جاء فصلها الأول بعنوان الإطار النظري والدراسات السابقة محتويا على مقدمة توضح منهجية جغرافية الموارد ، كما عالج الخصائص المكانية لحوض صنعاء بعد تحديده فلكيا ومكانيا .
بعد ذلك تم التعرض الى أهمية تناول الدراسات السابقة والاستفادة من منهجيتها في معالجة مواضيع بحثها ، مصنفا تلك الدراسات حسب ما تضمنه البحث .
أما الفصل الثاني فقد عالج الخصائص الطبيعية لحوض صنعاء والتي أحتوى على أنواع الترب فيه ومن ثم إظهار الخصائص المناخية فيه بدء بتصنيف مناخ حوض صنعاء ، ومن ثم استعراض مسار درجة الحرارة وتأثيرها على مقدار الضائعات المائية الفصلية والسنوية عن طريق التبخر النتح كما تم حساب المعدل السنوي لأمطار حوض صنعاء (ملم) من خلال محطاته الخمس الموزعة خارطة (1) وذلك لبيان الإيراد المائي السنوي كما تم حساب الإيراد المائي من حيث ارتباطه بمقدار الهطول الفصلي والسنوي ،وصولاً إلى موازنة مائية مناخية ،وموازنة مائية عامة للحوض .
أما الفصل الثالث فجاء مبيناً للخصائص المورفومترية الهيدرولوجية وتطبيق المعايير الشكلية والتضاريسية وصولاً إلى تحديد نمط شبكة الصرف المائي فيه.
ومن ثم الانتقال إلى تحليل التصاريف المائية المختلفة في حوض صنعاء مبتدئاً بتصريف الأساس ،انتقالاً إلى التصريف اليومي والفصلي منتهياً بذلك إلى تحديد ذروة تصريف الفيضان .
وتلا ذلك الإشارة إلى توقع أقصى تصريف ممكن حدوثه في حوض صنعاء.
أما الفصل الرابع فقد بين الاستنزاف المائي للخزانات الجوفية في حوض صنعاء ومن ثم معرفة التباين المكاني للسحب المائي من خلال الآبار المحفورة .
كما تم التطرق إلى الموازنة المائية الجوفية وتوقع نضوب تلك المياه في مستوى (250)متر بين عامي (2008-2011)م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق