التسميات

آخر المواضيع

الاثنين، 5 أغسطس 2013

الثقافة الجغرافية وكيفية تنميتها لدى معلمي الجغرافيا ...




الثقافة الجغرافية وكيفية تنميتها لدى معلمي الجغرافيا
  

الثقافة الجغرافية.doc


  
إدريس سلطان صالح يونس - مدرس مناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية -كلية التربية ـ جامعة المنيا

ـ مقدمة :

        تسعى التربية من خلال برامجها المختلفة إلى حل المشكلات التى تواجه المجتمع وأفراده . كذلك تسهم فى تنمية أفراد المجتمع فى نواح عديدة منها الإدراكية ، والاجتماعية ، والدينية ، والثقافية ، والصحية ، والعلمية ، والمهارية ، والوجدانية ، وغيرها من الجوانب الأخرى .
ويفرض التقدم العلمى والتكنولوجى الذى نعيشه فى عصرنا الحالى فى جميع مجالات الحياة على علماء التربية تطوير برامج ومناهج تواكب وتساير هذا التقدم العلمى سواء على مستوى التعليم العام أو التعليم الجامعى ، وهذا التطوير يجب أن يتصف بالشمولية حيث يشمل تطوير أهداف تدريس الجغرافيا على أن يكون فى هذه الأهداف الاهتمام بجوانب الثقافة الجغرافية التى تعمل على تحقيق التنمية الشاملة لأفراد المجتمع .
 حيث أن التعليم النظامى الحالى لا يعمل على إعداد الفرد المثقف من جميع النواحى ومن بينها الناحية الجغرافية ، وفى محاولة لتغيير هذه النظرة فقد طورت العديد من برامج التربية العلمية والتربية الجغرافية تحديداً بما فى ذلك تطوير وبناء مناهج الجغرافيا للعمل على تحقيق أهداف الثقافة الجغرافية، ومثال ذلك المشروع الأمريكى ( Goals 2000:Educate America Act ) الذى أصبح مشروعاً وطنياً سياسياً نال كل المتابعة من الجهات السياسية والتعليمية ، وتم تحديد الجغرافيا ضمن المواد الخمسة الأساسية التى ستواجه بها أمريكا القرن الحادى والعشرين ، ونظراً لانتشار الأمية الجغرافية بين قطاعات المجتمع المختلفة ، أكدت الهيئات المختلفة على أهمية الثقافة الجغرافية ، واشتراط حصول الطلاب على درجات عالية فى الجغرافيا للالتحاق بالجامعات .(National Geographic Society: 1994)

وفى إطار اهتمام المعنيون بالتربية الجغرافية والثقافة الجغرافية ما أقرته ندوة الجغرافيا فى التعليم العام بالمجلس الأعلى للثقافة من تأكيد على أهمية نشر الثقافة الجغرافية ، ليس فقط بين الطلاب والمعلمين ، وإنما بين قطاعات المجتمع المختلفة ، وضرورة العمل على الحد من مخاطر غياب الثقافة الجغرافية ، التى تعتبر أحد المكونات الهامة فى ثقافة المواطن الملتزم والمنتج والمتوجه دائماً لخدمة قضايا وطنه .( المجلس الأعلى للثقافة :2002) .
خاصة وأن علم الجغرافيا يعد من العلوم الأساسية التى يعتمد عليها فى تكوين فكر وشخصية الإنسان وسلوكياته وقيمه فى أى مستوى دراسى ، وذلك أنها تبحث فى العلاقة بين الإنسان والمكان بكل ما تحتويه من موارد طبيعية وما يترتب على هذه العلاقة من تحديد شخصية المكان ، وما يترتب على حسن هذه العلاقة من حسن أو سوء الاستخدام للموارد .(فارعة حسن محمد :2002،ص43).
ولما كان المعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية ، ولما كان الدور المحورى للمعلم هو إعداد الفرد القادر على مواجهة التغيرات والتفاعل معها بإيجابية . فإن مسئوليات جديدة تناط بالمعلم بمعلم اليوم كانت أقل بروزاً فيما مضى ، فعلى الرغم من كل مستحدثات التكنولوجيا فهو لا يزال أكثر العوامل فاعلية وتأثيراً وحسماً فى مواقف التعليم ، وهو أيضاً مصدر القرار والقادر على اتخاذه فى الوقت والمكان المناسبين .
ومن هنا فإن المعلم لابد أن يكون متمكناً من مادته العلمية التى أُعد لتدريسها ، وأن يكون على دراية كاملة بأطراف العلم بالقدر الذى يسمح له أن يكون معلماً ومربياً فى آن واحد . وهذا يعنى أن يكون لديه قدر من الثقافة العامة فى غير تخصصه .( الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس : 1990) .
وحيث أن الثقافة الجغرافية على هذا القدر من الأهمية ، وضرورة تمكن معلم الجغرافيا من هذه الثقافة ، فإن الورقة الحالية تتناول الثقافة الجغرافية من حيث مفهومها ، وأبعادها المختلفة ، وأهميتها ، ومعلم الجغرافيا والثقافة الجغرافية ، والجغرافيا وثقافة المواطن المصرى ، ومخاطر غياب الثقافة الجغرافية وأثره على التشكيل الانتمائى للشباب المصرى ، وكيفية تنمية الثقافة الجغرافية لدى معلم الجغرافيا . 

ـ  مفهوم الثقافة :      
        الثقافة هى المعيار التى تتحدد به هوية كل مجتمع بشرى ، ولا يمكننا تصور مجتمع بلا ثقافة . ولكل مرحلة من مراحل حياة المجتمع سمات ثقافية ، تتأثر وتؤثر فى عوامل نهوضه أو تفككه . وتتواجد داخل المجتمع نفسه مجموعة من الثقافات الفرعية لتغير فى السمات والمظاهر والمستويات المعيشية والعوامل الجغرافية والمناخ وطرائق الإنتاج ، وبهذا فإن الثقافة الفرعية هى ثقافة قطاع مميز من المجتمع ، لها جزء ومستوى مما للمجتمع من خصائص ، إضافة إلى انفرادها بخصائص ذاتية . ويكتسب الفرد الثقافة من مجتمعه ، ولكن بوصفه عضو فى قطاع اجتماعى معين ، فإنه لا يحمل كل ما فى ذلك المجتمع من عناصر الثقافة . ( محمد البطراوى :2003)

        للثقافة دور هام فى حياة الإنسان ، وهى التى تميز الجنس البشرى عن غيره من الأجناس ، لأن الثقافة هى التى تؤكد الصفة الإنسانية فى الجنس البشرى ، وإزاء هذه الأهمية الاجتماعية للثقافة حاول الكثير من العلماء منذ القرن الماضى وما زالوا يحاولون تحديد مفهوم الثقافة ، ولعل من أقدم التعريفات للثقافة وأكثرها ذيوعاً حتى الآن تعريف إدوارد تايلور Edward .Tylor الذى يعرف الثقافة بأنها " الكل المركب الذى يشتمل على المعارف والمعتقدات ، والفنون ، والقوانين ، والعادات وغير ذلك من القدرات ، والإمكانات التى يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً فى المجتمع .( إبراهيم محمد شعير ، إبراهيم محمد أحمد على :1999،ص 51)

        ويرى إبراهيم جواد أن الثقافة : "هى المخزون الحى فى الذاكرة ، كمركب كلى ونمو تراكمى .. مكون من محصلة العلوم ، والمعارف ، والأفكار ، والمعتقدات ، والفنون ، والآداب ، والأخلاق ، والقوانين ، والأعراف ، والتقاليد ، والمدركات الذهنية والحسية ، والموروثات التاريخية ، واللغوية والبيئية .. التى تصوغ فكر الإنسان وتمنحه الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التى تصوغ سلوكه العملى فى الحياة ."( عبد الحسين السيد :1999).
        ويعتبر منير المرسى سرحان أن الثقافة هى طريقة الحياة فى المجتمع بجوانبها المادية كالآلات والإنشاءات والأزياء وغيرها ، والمعنوية كاللغة والأدب والفن وغيره . وهى من وضع الإنسان فى سعيه للتكيف مع البيئة الطبيعية والاجتماعية لإشباع حاجاته العضوية والعقلية والنفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفنية ، كما أنها تتمثل فى قيم الحياة واتجاهاتها ومعاييرها الحاكمة ، وفى طرق التفكير وأنماط الفكر وفى المعتقدات والتوقعات والعلاقات التى تنظم تعامل الناس فى حياتهم وفى أنماط السلوك ومصطلحاته بين الناس فى المجتمع ونظمه وأجهزته ومؤسساته .( منير المرسى سرحان : 1978، ص 133) 
        وعلى ذلك فإن الإنسان المثقف كما حددته الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، هو الذى يمتلك الحد الأدنى من المعرفة المتكاملة ، وإتقان المهارات وتحصيل المعرفة من مختلف مصادرها واختيار المناسب منها ، واتخاذ مواقف ووجهات نظر شخصية تعبر عن ذاته مما يساعده على التفسير والتنبؤ واتخاذ القرار المناسب بشأن ما يواجهه من مشكلات . (الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس : 1990، ص 129).

ـ الثقافة الجغرافية :
عرف الكثير من العلماء الثقافة العلمية بأنها القدر من المعارف والمهارات والاتجاهات نحو المشكلات والقضايا العلمية ومهارات التفكير العلمى اللازمة لإعداد الفرد للحياة اليومية التى تواجهه فى بيئته ومجتمعه ."( محمد صابر سليم :1993، ص 9).
أو أنها " الوعى التام لطبيعة وأهداف العلم وتطبيقاته المختلفة وما يترتب على ذلك من إدراك للحقائق والمفاهيم والقوانين والنظريات العلمية والعلاقة بين العلم ونتاجه ( التكنولوجيا) والمجتمع وكيفية تأثير كل منهم فى الآخر ، ويتطلب ذلك وجود اتجاهات إيجابية نحو العلم ".
أو أنها :" القدر المناسب اللازم لإعداد الفرد للحياة المعاصرة من حيث المعارف والمهارات العلمية والفنية ، والاتجاهات الإيجابية نحو كل من العلم والتكنولوجيا وأثرهما على كل من المجتمع والبيئة " .( سلام سيد أحمد سلام :2003،ص 8)
        ومن خلال هذه التعريفات للثقافة العلمية  يمكن النظر إلى الثقافة الجغرافية من خلال مستويات ثلاثة هى :
1ـ المستوى الاسمي :
        وفيه يتكون لدى الأفراد مخزون معرفي إلا أنهم لا يستطيعون الاستفادة من هذا المخزون فى تفسير الظواهر الجغرافية .
2ـ المستوى الوظيفي :
        وفيه يستطيع الأفراد استخدام المخزون المعرفي فى فهم وتفسير الكثير من الظواهر الجغرافية المحيطة بهم والتنبؤ بها .
3ـ المستوى الإجرائي :
        وفيه يستطيع الأفراد فهم البنية المعرفية لعلم الجغرافيا ، واكتساب المهارات الجغرافية التى تمكنهم من اتخاذ القرارات اليومية ، وإدراك العلاقة بين الجغرافيا وتطبيقاتها والمجتمع .
        أما الشخص المثقف جغرافياً فيمكن وصفه بما يلى :
ـ لديه خلفية علمية قوية فى الحقائق والمفاهيم الجغرافية ، والقدرة على تطبيق مكونات هذه الخلفية الجغرافية .
ـ لديه فهم واضح لطبيعة الجغرافيا .
ـ الاتجاه الإيجابي نحو الجغرافيا وتطبيقاتها فى الحياة .
ـ إدراك قيمة الجغرافيا وتطبيقاتها فى المجتمع ، ومعرفة كيف تؤثر الجغرافيا وتطبيقاتها فى المجتمع .
ـ القدرة على استخدام المهارات الجغرافية لحل المشكلات واتخاذ القرارات اليومية المناسبة .
ـ القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة تجاه القضايا المتعلقة بالمجتمع .
ـ فهم البيئة نتيجة لتعلم الجغرافيا .  
        وخلاصة الأمر أنه يمكن تعريف الثقافة الجغرافية تعريفاً إجرائياً على أنها  : " ذلك القدر من المعارف ، والمهارات، الجغرافية ، والاتجاهات نحو المشكلات والقضايا الجغرافية ، ومهارات التفكير الجغرافى اللازمة لإعداد الفرد للحياة اليومية التى تواجهه فى بيئته ومجتمعه " .
        أو الوعى التام لطبيعة وأهداف الجغرافيا وتطبيقاتها المختلفة ، وما يترتب على ذلك من إدراك للحقائق والمفاهيم الجغرافية والقوانين والنظريات ، والعلاقة بين الجغرافيا وتطبيقاتها والمجتمع ، وكيفية تأثير كل منهم فى الآخر ، ويتطلب ذلك وجود اتجاهات إيجابية نحو الجغرافيا .
       
ـ أهمية الجغرافيا كمصدر للثقافة :       
        علم الجغرافيا مثل الماء والهواء فى الأهمية لكل إنسان ، والإنسان جغرافى بالفطرة منذ أن وجد أبونا آدم إلى الآن ، بحيث تطور من حياة الجمع والالتقاط والصيد والقنص ثم الاستقرار والزراعة ثم الصناعة ، وتطور سكنه من كوخ بسيط يتكون من جذوع الأشجار ثم كوخ من الخشب أو الجلد يقيه حر الصيف وبرد الشتاء ، ثم منزل من الطوب اللبن ثم منزل خرسانى وقرية صغيرة ثم بلدة ثم مدينة كبيرة ، وهذا التطور الذى حدث للإنسان نتيجة لتطور معرفته الجغرافية للبيئة التى يعيش فيها بحيث يؤثر فيها وتؤثر فيه جغرافياً ، ونتيجة لمعرفة الفصول وتغيير المناخ بها استطاع أن يغير ملبسه ومأكله ، وهذا ما يقال عليه فى الجغرافيا بالحتم البيئى وهذا باختصار يبين أن الجغرافيا فى دم الإنسان ، والإنسان جغرافى بالفطرة .
        وعلى ذلك تعتبر الجغرافيا على جانب كبير من الأهمية ، فالثقافة الجغرافية لم تعد ترفاً يمكن الاستغناء عنها ، بل هى أساسية فى إعداد المواطن ليشارك بفاعلية فى بيئته . ويمكن للثقافة الجغرافية أن تحقق ذلك من خلال ما تحققه للفرد من أهداف عدة ، حيث تقدم للفرد المعارف والمهارات اللازمة لاستغلال البيئة وحل مشكلاتها ،وكذلك ما تكسبه للفرد من عادات ذهنية تساعده على التفكير بطريقة علمية فى مواجهة ما يعترضه فى بيئته ومجتمعه ، مع عدم إغفال الجوانب الوجدانية فى إعداد الفرد المثقف جغرافياً ، لما لهذا الجانب من أهمية فى بناء الشخصية السوية .( عبد القادر عبد العزيز على :2002،ص 9،10)
وإذا كان العالم قد شهد عدة ثورات متلاحقة أثرت فى تدفق المعلومات ، وثقافة الشعوب والأفراد ، وبروز مفهوم العولمة بشكل واضح بحيث أصبحت قوة مؤثرة فى الحقائق والوقائع الحياتية المعاصرة  . فإن مادة الجغرافيا تعد من أنسب المواد الدراسية التى يمكن استغلالها فى إعداد الفرد فى عصر العولمة ـ من خلال أهدافها ومحتواها ، ومداخل تدريسها وأنشطتها ـ فيمكن من خلالها غرس مقومات الهوية التى تميز دولة أو جماعة عن غيرها من الدول والجماعات الأخرى ، وذلك لغرس وتنمية مشاعر وأحاسيس الولاء والانتماء للجماعة والإعلاء من شأنها ، وإعداد المواطن المستنير الواعى برسالته القومية والإنسانية .
إذ تؤكد أهداف الجغرافيا على أهمية الثقافة الجغرافية التى تؤدى إلى تكوين المواطن الصالح المؤمن بدور وطنه الحضارى ، ويحمل مشاعر الحب والولاء له ، وتنمى روح التعاون والتقدير والتعاطف . ويعتبر كثير من الأهداف التى تسعى الجغرافيا إلى تحقيقها أهدافاً تثقيفية .
ومن هذه الأهداف التثقيفية لعلم الجغرافيا :
1ـ تزويد الطالب بحقائق عن طبيعة بلاده وإمكاناتها وموارد الثروة فيها ، ووسائل استغلال هذه الموارد وما يرتبط بهذا الاستغلال من أنشطة اقتصادية ومشروعات عمرانية .
2ـ إدراك العلاقات التى تقوم على التفاعل المستمر بين الإنسان وبيئته الطبيعية وبينه وبين مجتمعه والمشكلات الناجمة عن هذا التفاعل وأساليبه فى مواجهة هذه المشكلات .
3ـ الوقوف على مجهودات الأجيال السابقة فى مناهضة الظروف البيئية والمشكلات الطبيعية والبشرية التى واجهتهم وكيف تصرفوا إزاءها بالنجاح أو الفشل .
4ـ إدراك الروابط المادية والمعنوية بين أجزاء الوطن العربى وأفراد الأمة العربية مع إبراز وحدة هذا الوطن ومركزه وأهميته على المستوى العالمى فى الوقت الحاضر .
5ـ إدراك التطور الذى شمل الحياة البشرية عامة والحياة العربية خاصة فى مختلف مجالات الحياة ودور الشعوب ودورنا فى نمو الحضارة الإنسانية .
6ـ تزويد الطالب المعارف الواضحة المترابطة عن طبيعة الأجزاء الأخرى من العالم وإمكاناتها ومشكلاتها وأساليب مناهضة سكانها لظروف بيئاتهم ونوع النجاح الذى أحرزوه فى أثناء السعى لتوفير حياة أفضل .
7ـ إيقاف الطالب على الحقائق الفلكية الأساسية الخاصة بالفضاء الكونى وما يحتويه من مجموعات وأقمار صناعية ومركز المجموعة الشمسية فى هذا الفضاء ومركز كوكبنا من هذه المجموعة .
8ـ الوقوف على أهم المشكلات العالمية بعامة والعربية بخاصة مع التعرف على أسباب وأحسن الحلول الممكنة لها والجهود التى تبذل لحلها .( خيرى على إبراهيم ، 1990:ص7).                    
كما يحقق النشاط المصاحب لمادة الجغرافيا دوراً مهماً فى بناء الجانب النفسى والاجتماعى والقيمى والجمالى والحركى عند إنسان المستقبل ؛ حيث أن النشاط المصاحب جزء مهم ومتمم للبرنامج الأكاديمى الذى يهدف إلى بناء الجانب المعرفى ويساعد على بناء شخصية المتعلم وصقلها .
وتعمل مداخل وطرق التدريس التى يستخدمها معلم الجغرافيا على تحقيق الأهداف التربوية المنشودة التى يتعلق بعضها بالجانب المعرفى ، وبعضها يتعلق بالجانب المهارى ، والبعض يتعلق بالجانب الوجدانى ، وهذه الأساليب التدريسية بعضها أساليب تقليدية ، يقع على عاتق المعلم الجانب الأكبر منها فى عملية التعلم ، والبعض الآخر من هذه الأساليب متطور ، حيث يعتمد على التفاعل بين المعلم والمتعلم أثناء عملية التعلم .( جمال الدين إبراهيم العمرجى :2002،ص 21،22).
وقد اكتسبت الجغرافيا هذه الأهمية من خلال مجموعة من الأسباب منها :
أولاً : الدراسات الجغرافية تتميز بالشمولية ، والتوزيع ، والتحليل ، والتفسير بحيث عندما نتناول ظاهرة جغرافية مثل : المطر أو الزلازل أو السيول فنذكر أسباب حدوث هذه الظاهرة ثم نقوم بتحديد موقعها على الخريطة وتحليل أسباب هذا التوزيع ثم ننتهى بالنتائج لهذا التوزيع ونربط هذه الظاهرة بالظاهرات الطبيعية الآخرى المرتبطة بها والمسببة لها ثم ندرس تأثير هذه الظاهرة على الإنسان أو الظاهرات البشرية بصورة عامة ، ثم نتناول إمكانية الحد أو التقليل من مخاطرها ، أما عالم المناخ أو الجيولوجيا يتناول هذه الظاهرات لذاتها سواء لها علاقة بسطح الأرض أو ليست لها علاقة ، حيث يركز على العوامل الديناميكية فقط التى تسبب حدوث هذه الظاهرة ولا يتعرض للتوزيع ولا الربط والتعليل والتفسير .
ثانياً : دور الجغرافيا فى الدول المتقدمة يعتبر أهم دور لأى مخطط أو صاحب قرار حيث أن طبيعة الدراسة الجغرافية تجعل من الجغرافيا المخطط الأول فى الدولة للمشاركة فى حل جميع مشاكل البيئة والتنمية ، والجغرافى هو أكثر متخصص فى هذا المجال لطبيعة دراسته المرتبطة بالأرض والعلوم الأرضية ، فعلى سبيل المثال : الذين يقومون بحل المشاكل البيئية ويضعون خطط التنمية فى الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم دول أوروبا هم الجغرافيون ، ففى القطر البريطانى مثلاً الذى قام بحل مشكلة نقص الغذاء فى عام 1930 هو دولى ستامب حيث قام بعمل مسح كامل لاستخدامات الأرض للقطر البريطانى ككل لوضع أفضل استغلال لكل شبر من القطر البريطانى لإمكانية إنتاج الغذاء واستخدم فى هذا العمل القومى أكثر من نصف مليون تلميذ ومدرس جغرافيا شارك فى هذا المسح الشامل . كما سبق الذكر فى معظم الدول الأوروبية ، الجغرافى هو المتخصص فى حل المشكلات البيئية ووضع خطط التنمية بل أكثر من هذا يوجد العديد من كليات الجغرافيا والمعاهد الجغرافية فى الدول الأوروبية وروسيا سابقاً عرفاناً منها بأهمية هذا الفرع الذى يعتبر من أهم ـ إن لم يكن أهم ـ فروع المعرفة .
        كما أن علم الجغرافيا من العلوم التى استفادت من التقدم التكنولوجى الرهيب فى مجالات التقنية الحديثة باستخدامات نظم المعلومات الجغرافية G I S لوضع النماذج المختلفة لحل أية مشكلة خاصة بالبيئة أو التخطيط العمرانى أو إنشاء مدن أو مشاريع جديدة ..إلخ. وكذلك استفاد من تطور الحاسبات الآلية فى رسم الخرائط باختلاف أنواعها والرسوم البيانية البسيط والمعقد منها وعمل جميع العمليات الحسابية سواء البسيطة أو المتقدمة .
ثالثاً: بعض الأمثلة التطبيقية لاستخدام علم الجغرافيا فى جمهورية مصر العربية نجد أن كثيراً من علماء الجغرافيا فى مصر هم الذين يشاركون فى وضع خطط التنمية وحل المشاكل البيئية والتخطيط العمرانى فى المدن الكبرى وعواصم المحافظات والمدن الجديدة ، وهم الذين يصنعون استراتيجية التعليم فى مصر ، وهم الذين يشاركون فى حل المشاكل القومية العليا مثل مشكلة طابا وحلايب ، وفى ترسيم الحدود الإدارية بين المحافظات والمراكز الإدارية والقرى ، وتحديد مناطق التنمية الجديدة والمشاريع العملاقة مثل توشكى وشمال سيناء ، بعد دراسة جميع الجوانب الطبيعية والبشرية لإنجاح هذه المشاريع . وتغطية أية أحداث بطريقة علمية سليمة فى وسائل الإعلام المختلة المسموعة والمرئية والمقروءة سواء عن الزلازل أو السيول أو التغيرات المناخية أو ثقب الأوزون ..إلخ . وغيرها من الظاهرات العلمية المختلفة وذلك لأن الجغرافيا هى الوحيدة التى لديها القدرة على الربط والتحليل والتفسير لجميع العناصر الطبيعية المسببة لهذه الظاهرة والعناصر البشرية التى تتأثر بحدوث هذه الظاهرة وطرق الوقاية والتقليل من المخاطر .
من ذلك يتضح دور الجغرافيا والثقافة الجغرافية فى بناء شخصية الفرد من جميع الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية ، الأمر الذى أدى إلى اهتمام العديد من الدراسات بكيفية تطوير الثقافة الجغرافية أو أحد أبعادها ، مثل دراسة جوردن 1990Gordon التى أكدت على ضرورة اشتمال مناهج الجغرافيا على أفكار جديدة أخرى مثل التوازن السكانى والغذائى والتنمية الاقتصادية . ودراسة ستولتمان 1990 Stoltman  التى أكدت على أهمية تنمية المعرفة الجغرافية ، والقدرة على تطبيق الجغرافيا ، أفكارها الأساسية ، مهاراتها ، والآراء تجاه عدد كبير من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية .

 




 

ـ أبعاد الثقافة الجغرافية :

        يمكن تحديد أبعاد الثقافة الجغرافية فى الأبعاد الآتية :
أولاً ـ طبيعة الجغرافيا .
ثانياً ـ المفاهيم الجغرافية الأساسية ( المعرفة الجغرافية ) .
ثالثاً ـ العلاقة بين الجغرافيا وتطبيقاتها والمجتمع والبيئة .
رابعاً ـ المهارات الجغرافية .
خامساً ـ الاتجاهات الجغرافية .
سادساً ـ القيم الجغرافية .
        ونتناول هذه الأبعاد بشئ من التفصيل ، وذلك على النحو الآتى :

أولاً ـ طبيعة الجغرافيا :
        تدخل الجغرافيا فى نطاق العلوم المكانية حيث أنها تحلل العلاقات المكانية Spatial Relationships . وفى هذا المجال يدرس الجغرافى ترابط الظاهرات المختلفة ، وفى هذا المعنى يقول ف.لوكرمان :" دراسة المكان أو المجال كظاهرة معقدة ووحدة متداخلة حكر للجغرافيا . وليس هناك فرع من فروع المعرفة غير الجغرافيا يقوم بدراسة الحقائق المرتبطة بالمكان من وجهة النظر المكانية فقط وليس من وجهة نظر الظاهرات نفسها ).
        ويؤكد هذا المفهوم ايريك براون السكرتير الفخرى للجمعية الملكية الجغرافية :" إذا كان بالإمكان اختصار فحوى علم الجغرافيا فى كلمة واحدة كما يفعل علماء النبات عندما يقولون علم النبات يهتم بالنباتات فإن علم الجغرافيا يهتم بالمكان . فالناس يصنعون المكان والمكان يصنع الناس ).
        ودراسة المكان فى الفكر الجغرافى المعاصر لم تعد دراسة ساكنة بل هى دراسة ديناميكية ـ دراسة المكان ذات الطبيعة المتجددة المتغيرة المتحركة .فدراسة الجغرافى للبيئة الطبيعية والإنسان هى دراسة متلازمة مترابطة ترابطاً أصولياً وموضوعياً . كما أن البحث الجغرافى ينطلق من منطلق تمليه العلاقات التكاملية بين البيئة والإنسان . والتخصص الدقيق فى فرع من فروع الجغرافيا الطبيعية ، أو من روع الجغرافيا البشرية لا يعفى الجغرافى من الإحاطة الكلية بالقواعد التى تقوم عليها العلاقة التكاملية بين البيئة والناس .
        الدراسة الجغرافية إذن تسهم فى توسيع المفهوم التكاملى للأنظمة الأيكولوجية حيث أنها تركز على الأنشطة البشرية . بحيث يغطى هذا المفهوم النواحى الاجتماعية والاقتصادية للإنسان ، ويدرس تفاعل الإنسان مع البيئة الطبيعية واستخدامه للموارد الطبيعية والتقنيات المستعملة فى هذه الموارد واستجاباته لتدهور البيئة ونقص الموارد .
        أما من حيث المضمون فيهتم علم الجغرافيا بفحص وربط وتنظيم وتقنين ظاهرات الأرض ، فهو يدرس شكل وحجم الكرة الأرضية ، وتحركات السطح ، وتوزيع اليابس والماء ، والتركيب الصخرى للقشرة الأرضية ، والعمليات التى تؤثر فى أشكال سطح الأرض والأحوال الجوية وما ينتج عنها من اختلاف فى أنماط المناخ . ويوجه اهتمامه كذلك لدراسة اختلاف الحياة النباتية والحيوانية وتوزيعاتها ، إلى جانب دراسة السلالات البشرية التى عمرت سطح الأرض وتوزيع السكان والأنشطة المختلفة لهم . ذلك بالإضافة إلى المحلات العمرانية التى يقطنها . وباختصار تنحصر الجغرافيا فى دراستها فى دراسة مكان وسبب كيفية الأشياء . وتنسب إلى ايزياه بومان Isiah Bowman الجغرافى الأمريكى المشهور تلك العبارة الموجزة :" الجغرافيا تعرفنا ماذا وأين وكيف وما شأنه ".
        ويختلف الباحثون فى عدد الموضوعات التى تنطوى تحت الجغرافيا ، فقد تزيد عند البعض عن خمسة عشر موضوعاً . لكن هناك اتفاق أن علم الجغرافيا ينقسم رئيسين : الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية . الجغرافيا الطبيعية تتناول دراسة سطح الأرض من حيث البنية والتركيب والمناخ والنبات والحيوان من حيث تأثيرها فى الحياة الإنسانية . والجغرافية البشرية تتناول دراسة النشاط الإنسانى فى البيئة والتفاعلات المتبادلة بين الإنسان والبيئة . ومن أقسام الجانب الطبيعى دراسة التضاريس ونظم التصريف النهرى ، ودراسة الموارد الأرضية والحياة النباتية والتربة . وينطوى تحت الجغرافيا البشرية عدة فروع مثل جغرافية السلالات البشرية وجغرافية السكان والمدن والجغرافيا الاقتصادية والسياسية . وكل نوع من أنواع الجغرافيا السابقة يتناول نشاطات الإنسان المتعددة فى بيئته .
        هذه المظاهر الطبيعية والبشرية يدرسها الجغرافى دراسة أصولية وإقليمية بمعنى أن الجغرافى يدرس الموضوع Topic أو الإقليم Region ( يدرس العلاقات الموجودة بين الظاهرات والتفاعل بينها داخل الإقليم الواحد ) . وفى علم الجغرافيا هناك ارتباط عضوى وحيوى بين الموضوعية والإقليمية فإذا بدأ بالموضوع انتهى إلى الإقليم وإذا كانت الإقليمية هدف الدراسة فإنه لا نجاح لهذا الهدف دون الاستعانة بالمنهج الموضوعى . بعبارة أخرى هناك تدرج بين الموضوعية والإقليمية بحيث يمثل كل منها إطاراً مكملاً للآخر .( أحمد عبد الله أحمد بابكر : 1987،ص 293-295).




ثانياً ـ المعرفة الجغرافية :
        تعتبر المعرفة الجغرافية بعداً أساسياً من أبعاد الثقافة الجغرافية ، فالجغرافيا تقدم معارف ومعلومات عن البيئة الطبيعية من خلال تناولها مظاهر السطح أو التضاريس من حيث دراسة الجبال والهضاب والسهول والحياة النباتية على سطح الأرض ، وهذه المعلومات والمعارف لازمة لفهم البيئة الطبيعية من خلال اختيار أماكن الإقامة وبناء المساكن واختيار الأراضى التى تصلح للزراعة وتحديد الفصول وأهم النباتات التى تجود زراعتها فى كل فصل منها .
        وتساهم الجغرافيا فى التعرف على مصادر المياه ( الأنهار ـ الأمطار ـ المياه الجوفية ) وكيفية المحافظة عليها وطرق استغلالها فى حياة الإنسان عن طريق مشروعات الرى والصرف والتخزين وإقامة السدود والقناطر .
        وتقدم الجغرافيا المعلومات عن مظاهر الكون من الرياح والسحاب والضباب والندى والمطر ، وهى بذلك تساهم فى فهم الإنسان لمظاهر البيئة الطبيعية التى يعيش فيها ، ومعرفة المناخ على مدار العام وتقسيماته إلى فصول ( صيف ـ شتاء ـ ربيع ـ خريف ) فيستطيع تحديد نوع ملابسه فى كل فصل منها .
        وتقدم الجغرافيا إلى دارسيها أهم المعلومات عن النشاط الاقتصادى ومصادر الثروة وكيفية استغلالها وأهميتها الطبيعية ، وطرق التبادل التجارى ، وهذه المعلومات تلقى الأضواء على النشاط البشرى للسكان فى البيئة بما يتناسب مع ثرواتها الطبيعية ، ويحدد درجة صعوبة هذا النشاط أو سهولته ، والعوامل التى تساعد على ذلك .
        وتساهم الجغرافيا فى إلقاء الضوء على العلاقات الإنسانية بين الأفراد فى داخل الدولة عن طريق التبادل التجارى ووسائل المواصلات ، وكذلك العلاقات بين الدولة والدول الأخرى ، والمشكلات والقضايا العالمية ، وتدرس الجغرافيا البشرية مظاهر الحياة الإنسانية وتوضح مدى تأثرها بالظواهر الطبيعية فى البيئة التى يعيش فيها الإنسان .وكذلك تلقى الضوء على بعض المفهومات الاجتماعية مثل مفهوم السكان وكثافة السكان والانفجار السكانى وتلوث البيئة .( أحمد حسين اللقانى وآخرون:1984،ص21) ، ( خيرى على إبراهيم :1990،ص57،58).

ثالثاً ـ العلاقة بين الجغرافيا وتطبيقاتها والمجتمع والبيئة :
        ترتبط الجغرافيا ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع والبيئة من خلال تطبيقاتها المختلفة وأهدافها التى تسعى إلى تحقيق الرفاهية والتقدم للإنسان فى بيئته . وذلك عن طريق البحث عن الحلول المناسبة لكل المشكلات التى تواجه المجتمع والبيئة من جميع النواحى سواء الناحية الاجتماعية المتعلقة بالسكان وتوزيعهم الأمثل ، وعاداتهم وتقاليدهم ، وأثر ذلك على استثمار موارد البيئة ، والمناطق التى يقطنها هؤلاء السكان ، والتخطيط السليم لهذه المناطق العمرانية. أو من الناحية الاقتصادية والاهتمام بالتوزيع الجغرافى للمصادر الطبيعية المتوفرة داخل البيئة ، وتحديد الجدوى الاقتصادية لها ولاستخدامها ، أو من الناحية السياسية والبحث فى علاقة المجتمع بغيره من المجتمعات الأخرى .
        وتدرس الجغرافيا العديد من المشكلات مثل مشكلة توفير المياه وبعض مشكلات التربة ، والغابات ، والموارد المعدنية ، ونمو المراكز العمرانية العشوائية ، وبعض مشكلات التلوث . ويتضح من دراسة هذه المشكلات البيئية من وجهة نظر الجغرافى أهمية هذه الدراسات فى نطاق الدراسات البيئية عامة وفى الدراسات الخاصة بتخطيط البيئة على وجه الخصوص .( عايده نسيم بشارة :1985،ص 93).
        أي أن الجغرافيا تدرس كل ما يخص المجتمع والبيئة ، والعمل على حل كافة المشكلات التى تواجهه بما يسهم فى تقدمه ورفاهيته .
        ولعل من أشهر التطبيقات الجغرافية اتصالاً بالمجتمع والبيئة ، الاستشعار عن بُعد Remote Sensing  ، الذى يقصد به الحصول على معلومات عن هدف ما أو ظاهرة طبيعية بواسطة جهاز استشعار تفصله عن الهدف مسافة معينة ومن ثم التعرف على الهدف بالاستعانة بأجهزة ووسائل المعالجة والتحليل للصور الفضائية أو الجوية .
        وترجع أهمية الاستشعار عن بعد إلى أنه يوفر معلومات حديثة وشاملة عن الظاهر الجغرافية مما يمكن دارس الجغرافيا من الحصول على خرائط دقيقة ، ومراقبة الأخطار البيئية ، والموارد الطبيعية ، ودراسة التغير فى استخدام الأرض Land Use وكذلك تحديد المناطق المصابة بالأمراض فى الحقول الزراعية ، ومعرفة الظواهر التضاريسية ونوع التربة والصخور السائدة ، والعديد من التطبيقات التى يستفيد بها المجتمع .( منصور أحمد عبد المنعم :1999،ص 75).
        ومن التطبيقات الجغرافية الأخرى ذات الصلة بالمجتمع والبيئة ، نظم المعلومات الجغرافية Geographical Information System ، التى هى طريقة لترتيب البيانات الجغرافية المختزنة فى الحاسب الآلي باستخدام معدات Hardware أو برامج Software مخصصة لإنجاز وحفظ واستخدام البيانات الجغرافية والخرائط . وهو سلسلة من العمليات تبدأ من تخطيط الملاحظات وجمع البيانات وخزنها وتحليلها واستخدامها للحصول على معلومات وخرائط عديدة تساعد المخططين والمسئولين فى صنع قراراتهم ، وهذا يعد طفرة هائلة وحديثة فى التقدم العلمي الجغرافي .
واستخدمت نظم المعلومات الجغرافية G.I.S بنجاح مقطع النظير فى كافة المجالات الجغرافية ، وفى رسم نماذج خرائطية Models ما بين بسيطة ومعقدة ، والأخيرة تعد بحق أحد ثمار استخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة المستخدمة فى نظم المعلومات الجغرافية ، وهذه النماذج المعقدة تقدم لنا خرائط موضوعية كمية Thematic Maps مشتقة من بيانات متنوعة ومعقدة ومختزنة فى الحاسب الآلي ، هذه الخرائط تظهر لنا روابط عديدة كامنة بين العديد من الظواهر الجغرافية،وتتفاوت دقة الخرائط وفقاً لمدى وفرة البيانات المتاحة فى الحاسب الآلي.
        ويعتبر التخطيط العمرانى من أول التطبيقات التى استفادت من تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية ، ويمكن إيجاز الجوانب التطبيقية لنظم المعلومات الجغرافية فى مجال التخطيط العمرانى كما يلى :
1- إعداد خرائط رقمية متباينة المقاييس " وخاصة المقياس الكبير " ، لتحديد إمكانية توزيع الخدمات المستحدثة وتطويرها وفقاً لخرائط التوزيع الحالية وتطور السكان .
2- إعداد قواعد معلومات جغرافية Geographical Data Base عن كل الجوانب الجغرافية لإقليم المدينة ، وتسهيل تصميم المرافق وإدارة المدن وتقدير الاحتياجات .
3- إظهار الملكيات والوحدات السكنية وأماكن الفضاء ، والتعريف بالملكيات لتسهيل التعامل بين الحكومة وملاك الأرض عند الضرورة ، وخاصة عند إنشاء مشروعات للخدمات العامة تستوجب نزع ملكية .
4- الاستفادة فى مجال التخطيط المروري ، ، وذلك بوضع المعلومات المتعلقة بالمرور فى شوارع التدفق فى أوقات معينة ، واتجاهات الكثافة ، والطرق البديلة ، مما يسهل وضع حلول سريعة لمشكلاتها .
5- إعداد نظم معلومات متكاملة عن إقليم المدينة وظهيرها ، لمراجعة وحصر النمو الأقصى للمدينة ، وانتشار العشوائيات فى بلدان العالم النامى .
6- إعداد نظم معلومات وخرائط دقيقة لشبكات الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وغاز وهاتف وغيرها .( فايز محمد العيسوى :1998،ص 323ـ363)
وبصفة عامة يمكن القول أن نظم المعلومات الجغرافية تلبى الاحتياجات البيئية كافة ، وذلك على النحو التالى :
1-   تحيد المواقع ووصفها بطرق مختلفة كالترميز أو الترقيم أو نسبتها إلى احداثيات طولية وعرضية أو بوضعها على خريطة .
2-   كيفية بلوغ المكان عن طريق معرفة موقعه السابق .
3-   التعرف على السلوك اللازم لتحديد المكان وطرق الوصول إليه وأنسب الطرق وأقربها للصواب أو الخطأ .
4-   ماذا طرأ على طبيعة المكان أو الموقع وتاريخ هذا التغير والعرف عليه .
5-  ما هى الأوصاف والأنماط المكانية والتحليل المكانى لها . ( فتحى محمد مصيلحى :1994،ص 311) .  

رابعاً ـ المهارات الجغرافية .
تسعى الجغرافيا إلى تنمية العديد من المهارات التى تساعد الفرد فى الحصول على المعارف والمعلومات التى يريدها ، وتكون لديه القدرة على استيعاب هذه المعارف والمعلومات ، وبخاصة أننا اليوم فى عصر المعلومات والثورة المعرفية ، الأمر الذى جعل القائمين على التربية فى حيرة من أمرهم ، فماذا يقدمون من معارف وماذا يتركون ؟ 
        ويمكن تصنيف المهارات التى تسعى الجغرافيا إلى إكسابها وتنميتها لدى الدارسين إلى:
ـ مهارات خاصة بالحقائق والمعارف :
        وتشمل كيفية الحصول على المعلومات والمعارف من مصادرها الأصلية مثل المراجع والكتب ، وتصنيف الحقائق وتسجيلها حتى يمكن معالجتها والحصول على المعلومات على نحو سليم مثل عمل الرسوم البيانية ورسم الخرائط الجغرافية ، وتفسير الحقائق والبيانات عن طريق الربط بين الأحداث بعضها البعض ، وكذلك الربط بين الخرائط المختلفة ، واستخلاص المعلومات عن طريق عقد المقارنات عن الحقائق التى تم جمعها ، واستخدام الحقائق والمعلومات وتطبيقها فى مواقف حياتية جديدة .
ـ مهارات خاصة بالتفكير الجغرافى :
        يعرف التفكير الجغرافى بأنه :" القدرة على تحديد المعلومات المتاحة فى الوقت الحالى، والمعلومات التى سوف تتاح لهم فى المستقبل ، والمعلومات لم تتح لهم ، واستخدام المعلومات الكمية ، وتوظيف ذلك فى اتخاذ أى قرار ، وبهذا يمكن التفكير بطريقة سليمة." (محمود على عامر :2000،ص 34) .
        ومن المهارات العقلية المرتبطة بالتفكير ، القدرة على المقارنة بين الأشياء والأفكار والأحداث والمواقف على أساس أوجه التشابه والاختلاف ، والتصنيف ، وطرح أسئلة مناسبة وفاحصة ، واشتقاق النتائج والاستنتاجات من الأدلة ، والوصول إلى الأفكار العامة ، والتنبؤ بحذر من التعميمات .
        وهناك أيضاً مهارات لاتخاذ القرار وهى : التفكير فى حلول بديلة ، التفكير فى نتائج كل حل ، اتخاذ قرارات وتبريرها ، والتصرف فى ضوء هذه القرارات .

ـ مهارات استخدام الخرائط والرسوم البيانية والأشكال التوضيحية والصور :
        تعتبر هذه المهارات أساسية لتعليم الجغرافيا ، إذ لابد أن يكون الفرد قادراً على القراءة  والتحليل والتفسير والاستنتاج لكل من الخريطة والرسم البيانى والشكل التوضيحى والصورة .
ـ المهارات الاجتماعية :
        وهى مهارات تتعلق بالعلاقات بين الأشخاص وتشمل : رؤية الأشياء من وجهة نظر الآخرين ، إدراك الاختلافات فى القيم عن الآخرين ، العمل بفاعلية مع الأفراد كعضو فى جماعة ، تقديم النقد البناء وتقبله ، تحمل المسئولية واحترام حقوق وملكية الآخرين .
( خيرى على إبراهيم :1990،ص ص41-50) ،( فاطمة إبراهيم حميدة :1996، ص10،11) ، ( محمود حافظ أحمد : 1997) .
        وعلى ذلك فإن الثقافة الجغرافية لا تقتصر على المعرفة الجغرافية فحسب بل وإتقان مهارات استخدام الأساليب والأدوات التى تساهم فى الحصول على المعرفة الجغرافية ، أى بالمادة والطريقة .

خامساً ـ الاتجاهات الجغرافية :
يعتبر مفهوم الاتجاهات وتنميته فى تعليم الدراسات الاجتماعية بصفة عامة ـ والجغرافيا بصفة خاصة ـ  من الأهداف الرئيسية التى تسعى التربية إلى تحقيقها فى مجتمعنا المصرى ، ونظراً لأن الدراسات الاجتماعية والجغرافيا إحدى فروعها تساعد على تنمية اتجاهات مثل التفاهم العالمى ، وحب الوطن ، السلام العالمى ، والوعى العالمى ، من خلال البعد البيئى لها ، ومن خلال المناهج بما تحتويه من اتجاهات ومعارف ومفاهيم ؛ فهى بلا شك رسالة لها من الأهمية ما جعل لها مركزاً بين المواد الدراسية الأخرى ، إلى جانب أن أصبح المعلم هو المخطط الأساسى والمحدد للاستراتيجيات الملائمة لتنمية الاتجاهات ، ومهما كانت أدواره فإن الشئ المؤكد فى هذا الشأن هو أن كافة التفاعلات اليومية بينه وبين تلاميذه يجب أن تكون بناء الاتجاهات والقيم والمفاهيم والمهارات والقدرة على التذوق ، وتقدير الجهود فى كافة المجالات ، وتعلم الطريقة العلمية فى التفكير ، واختيار المحتوى الثقافى الوسيلة لتحقيق مثل هذا الهدف . (محمود على عامر :1993،ص129).
وبالتالى يجب أن يكون لدى المعلم نفسه اتجاهات موجبة نحو الجغرافيا ، لأن هذه الاتجاهات تعكس نظرتهم إليها ، ومدى اقتناعهم بأهميتها وجدوى تدريسها للتلاميذ ، مما قد ينعكس بالتالى على مستوى أدائهم أو إنتاجيتهم بشأن تدريس الجغرافيا لتلاميذهم . ( شكرى سيد أحمد ، أمينة عباس كمال :1993،ص 16) . 

سادساً ـ القيم الجغرافية :
تسهم الجغرافيا فى تنمية القيم بجميع أنواعها ، ومنها القيم الاقتصادية التى تستطيع هذه المادة تنميتها عن طريق تعريف التلاميذ بالموارد الاقتصادية فى العالم من حيث توزيعها وتباينها وإنتاجها واستهلاكها وطرق نقلها وتجارتها الدولية ، كما تسهم فى تنمية القيم السياسية من خلال دراستها للوحدات السياسية على سطح الكرة الأرضية ، والمشكلات القائمة التى ترتبط بتوزيع المجتمعات الإنسانية ، وتأثرت هذه المجتمعات ببيئاتها الجغرافية ، وعلاقة توزيع الظاهرات الاجتماعية كالسكان والقرى والمدن بالظروف الجغرافية العامة للمكان .
        وهناك القيم الجمالية التى تتضح فى تدريس الجغرافية والتى تبدو من خلال دراسة جمال الطبيعة ، حيث تعمل هذه المادة على زرع الإحساس بالمسئولية لدى التلاميذ ، من أجل العناية بالطبيعة وصيانتها ، كما أن دراسة المظهر الطبيعى يساعد على الاستغلال المثمر لأوقات فراغهم ، كما أنها تساعد على ارتقاء الذوق وتنمية الهوايات .( منصور أحمد عبد المنعم :1999،ص 137،138)
        وبالتالى تعد الجغرافيا من المواد التى يمكن من خلالها دخول الفرد إلى الحياة الاجتماعية والتعرف على قيمتها ، فالفرد بعد أن يتمثل طراز حياة الجماعة التى ولد فيها ، يتمثل عن طريق هذه المواد تركيبات هذه الجماعة وتقاليدها وعاداتها وروحها ، ويرتبط بها كل ما ينمو لديه من عواطف ومشاعر . فالجغرافيا تتصل اتصالاً مباشراً بالحياة وما فيها من ظواهر مختلفة ، وتهيئ مجالات متنوعة تساعد على النمو الاجتماعى المنشود ، كما تعد من المواد التى تساعد التلاميذ على فهم أنفسهم والمجتمع الذي يعيشون فيه وقيمه ومثله العليا ، فهى تبحث فى الإنسان من حيث هو كائن اجتماعي ، وعلاقته بالبيئة التى يعيش فيها وكيف يحل الإنسان مشكلات هذه البيئة .
وتتضمن الجغرافيا دراسة للعلاقات الإنسانية التى تبدو مهمة لتعلم التلاميذ ، وتهدف بصورة أساسية إلى تنمية المواطنة المسئولة عندهم عن طريق تزويدهم بالمعارف وطرق التفكير والمهارات والاتجاهات الضرورية لذلك ، ويهتم التدريس فيها بالتفاعل بين التلاميذ والبيئة الطبيعية والبشرية من حولهم ، والتأكيد على التفاعل البشرى لتحديد العلاقات بين الإنسان والأرض ، والإنسان والقوانين ، والإنسان والقيم . وعلى ذلك فإن هدف المواد الاجتماعية بصفة عامة والجغرافيا بصفة خاصة هو إيجاد وتنشئة المواطن الصالح والفعال فى المجتمع ، كما تساعد فى تنمية المهارات والقدرات الحيوية لدى التلاميذ فى صنع القرارات المطلوبة للحياة ، وتتطلب مسئولية صنع القرارات الاجتماعية من الأفراد التعرف على القيم والحقائق ذات الصلة ، حيث يتم اختيار أو فحص القيم التى تتضمنها القرارات . ومن هنا يتضح الأهمية التى تلقيها الجغرافيا على اكتساب التلاميذ للقيم السليمة المتعلقة بالمشكلات التى تواجههم فى حياتهم اليومية .     
        ويعد معلم الجغرافيا بما لديه من معرفة لطبيعة الجغرافيا ومداخلها وأساليب تدريسها مسئولاً بدرجة كبيرة عن تعريف التلاميذ على هذه القيم وتعريفهم على حقوقهم ، والوصول بهم إلى المرحلة التى يقدرون فيها المبادئ الإنسانية العامة كاحترام الشخصية الإنسانية والعدالة والمساواة ، وتفسير قيم المجتمع وقواعده الأخلاقية والاجتماعية من خلال معايير ما يجب أن يفعلوه وما لا يجب أن يفعلوه ، مع التأكيد على المظاهر الإيجابية والسلبية لتفاعلات الإنسان مع البيئة ، وهو بهذا يقوم بدور أساسى فى توضيح وتنمية القيم .( أحمد جابر أحمد السيد  :1991،ص30،31)    

 

ـ الجغرافيا وثقافة المواطن المصرى :

        رغم اختلاف تعاريف علم الجغرافيا وتعددها من فترة زمنية إلى أخرى ، ومن باحث جغرافى إلى آخر إلا أن المكان أو الحيز Space يظل محور الاهتمام القابع فى خلفية أو التعريف أو الباحث ، الجغرافيا كعلم مهتم بالمكان أياً كان هذا المكان موجود فى ذهن غير المتخصص ، مثلما هى شاغله لعقل وتفكير الباحث الجغرافى ، ولكن درجة الاهتمام بها أو التفكير فيها أو التذكير بها تتفاوت من شخص إلى آخر ، فحيثما تكونوا تدرككم الجغرافيا لأنها كل ما ترى العين خارج البيت ، وكل إنسان جغرافى وغير جغرافى يرى الجغرافيا حيثما كان وأينما تحرك ، كما أن كل إنسان يعيش فوق سطح خبرة جغرافية ما ، سواء أدرك ذلك أم لم يدرك .
        والجغرافيا قد لا تكون علماً خالقاً على مستوى الحقائق والمعلومات ، ولكنها بوظيفتها الأساسية من الربط ورصد العلاقات تخلق جديداً على مستوى الأفكار والأنماط ، وهذه الأفكار والأنماط موجودة فى ذهن المواطن العادى ولكنه لا يهتدى إلى ماهيتها إلا بمساعدة الجغرافى المتخصص ، فالعلاقات بين الظاهرات الجغرافية فوق سطح الأرض علاقات قائمة والباحث الجغرافى هو الذى يمكنه إزالة غبار الرتابة الذى يغطيها ويحجبها عن الناظرين فيجلوها ويوضح انتظامها ، والارتباط بين الظاهرات ارتباط كامن ، يوقظه الجغرافى فى الذهن : ذهنه هو أولاً ، ثم أذهان غيره من البشر بعد ذلك ، كما أن منطقية توزيع هذه الظاهرات مستترة فى الواقع المعاش ، والجغرافى هو الذى يبلورها ويجسدها ويبرزها .
        والجغرافيا كعلم مهتم بدراسة المكان لا تستقطر أو تُستقطب إلا فى الإقليم ، ولا نعنى بالإقليم هنا ذلك      المفهوم الجغرافى كمنطقة متحدة الخواص الداخلية متفارقة عما يحيط بها من مناطق أخرى ، وإنما يقصد به المكان الذى يعيش فيه الإنسان ويتسع إطاره بقدر اتساع مدارك هذا الإنسان متراوحاً ما بين القرية والقارة وصولاً إلى العالم ككل ثم ما وراء هذا العالم .
        هذا الإقليم بشخصيته الجغرافية التى تتجاوز مجرد المحصلة الرياضية لخصائصه وتوزيعاته هو الذى يحدد ملامح شخصية ساكنه ليصبح هذا الساكن مرآة لخصائص المكان بسلوكه وأفكاره ومعتقداته وتلك الجغرافيا الشعبية التى تعيش فيه ويعيش فى ظلها .
        ولقد تحكمت فى جغرافية المواطن المصرى ويقصد به هنا ذلك الشخص الذى لم يتلق تعليماً جغرافياً كافياً أو الأمى غير المتعلم على الإطلاق موروثات مكانية اكتسبها عن طريق المشاهدة العفوية والتجربة الحياتية ، أو عن طريق موروثاته الثقافية الفلكلورية ، فلقد اعتقد قدماء المصريين أن أرض مصر طويلة الشكل بسبب امتداد نهر النيل امتداداً طولياً من الجنوب إلى الشمال ، ولا شك أن الجغرافيا السلوكية بمفهوم السلوك الجغرافى وليس بمفهومها المعاصر قد صبت عقلية المواطن المصرى بخصائص مستمدة من شخصية مصر الجغرافية.(أحمد محمد عبد العال :2002 ،ص 7،8)

ـ غياب الثقافة الجغرافية وأثره فى التشكيل الانتمائى لدى الشباب المصرى :
        فى الوقت الذى يحاول فيه الشعب المصرى أن يلملم نفسه للرد على الدعاوى المستوردة بوجود فتنة طائفية بين عنصرى الأمة ، فإن غياب الثقافة المكانية المرتبطة بالوطن المصرى لدى أجيال الشباب تضعف من عاطفة الانتماء وتفقر من ثقافة الولاء ، مما يجعلهم فريسة لعمليات التجنيد المضاد ضد أوطانهم ، ويحبط من عزمهم على النهوض بقدراته ، مقدمين الصالح الشخصى والنزعات الخاصة على الصالح العام لهذا الوطن الغالى . وقد يدرك المواطن العادى وصناع القرار فداحة انقطاع تدريس الجغرافيا فى التعليم العام ، إذ وقفوا على نتائج استبيان شريحة من الشباب الذين لم يدرسوا أى مقررات جغرافية فى التعليم العام ، فقد تبين أن أكثر من ثلثى تعداد الشباب فى العينة لا يعرفوا شيئاً عن بعض مشاكل مصر مع الدول المجاورة فيما يتعلق بالحدود مثل مثلث حلايب وشلاتين ومشكلة طابا ، كما ظهر أن أكثر من ثلاثة أرباع الشباب فى العينة يجهلون معالم خريطة وطنهم مثل منخفض القطارة والبحيرات المرة ومدينة القصير مثلاً ، كما أن نصف تعداد العينة من الشباب لم يتعرف على طبيعة مشروعات التنمية على المستوى القومى مثل توشكى وشرق التفريعة ورأس خليج السويس ، ولم يستطع ما بين 50 ، 60% من تعداد أفراد العينة تشخيص مشاكل مصر الكبرى كالمشكلة السكانية ومشاكل المياه وغيرها ، وتجاه هذا الخلل فى مدخلات ومخرجات التعليم فإن الأزمة تتصاعد بتراكم دفعات من شباب الخريجين تتزايد لديهم الأمية فى الثقافة المكانية عامة والثقافة القومية والانتمائية خاصة .وفى الوقت الذى يراقب فيه الجغرافيون بإعجاب خطة الدولة بتنمية وتطوير التعليم فى العقدين الأخيرين بنشر تسهيلات التعليم أفقياً على صفحات الأقاليم المحرومة والفقيرة وتنميته رأسياً بتحسين الخدمات التعليمية القائمة .
        ولما لهذا الاتجاه من أهمية ليس لحماية وصون الأمن القومى المصرى فحسب بل دعمه ى ظل الانفتاح على التكتلات الدولية والعالمية ، والتى لا يمكن التعامل معها فى ظل عدم معرفته حتى يتسنى تأسيس علاقات دولية سليمة معه أيضاً.. هذا من ناحية واكتمال البناء المعرفى للشباب بالجرعات الثقافية المتوازنة ومنها المعرفة المكانية ، بما يضمن سلامة برنامج التنمية البشرية والإعداد السليم للمواطن الشاب من ناحية ثانية ، هذا فضلاً عن ضمان سلامة تمهين خريجى الجغرافيا لكفاية سوق العمل من المتخصصين فى المجالات المختلفة فى ضوء التقدم الذى طرأ على علم الجغرافيا وتدريسها فى التعليم العام من ناحية ثالثة .( فتحى محمد مصيلحى :2002،ص 13)

ـ المعلم والثقافة الجغرافية :
        يعتبر دور المعلم فى العملية التعليمية دوراً أساسياً ، فهو الذى يعمل على تنفيذ المنهج وتحقيق أهدافه ويعمل على تجسيد فلسفته ، وهو المنفذ للخطط التربوية ، ويساعد طلابه على التعلم ورفع مستوى الثقافة الجغرافية لديهم ، ولكى يقوم بهذا الدور بصورة فاعلة فإن هناك بعض النقاط التى يجدر الإشارة إليها .
        فقد أجمع التربويون الجغرافيون على ضرورة تمكن معلم الجغرافيا من العديد الكفاءات والمهارات اللازمة لتدريس الجغرافيا ؛ لكى يساعد طلابه على التعلم ورفع مستوى الثقافة الجغرافية لديهم ، والمتمثلة فى : يوضح أن الظاهرات مبنية فى وجودها وانتشارها على عوامل طبيعية وبشرية ، يوضح مدى اعتماد دول العالم على بعضها البعض، يوجه التلاميذ نحو التسامح والتفاهم الدولى ، يفسر تأثير التباين الطبيعى والبشرى داخل الدولة على أنماط الحياة والأنشطة البشرية ، يوضح شكل وتوزيع الظاهرة فى المكان ، يساعد التلاميذ على استنتاج ما للموقع والمكان من أثر كبير على تكيف الإنسان مع البيئة ، يضع ويعين مواقع الظاهرات الطبيعية والبشرية الرئيسية على الخريطة ، يفسر المفهوم الجغرافي ، يشرح المبادئ الجغرافية ، يوضح التعميمات الجغرافية ، يفسر النظريات الجغرافية ، يوضح مفاهيم التوزيع المكانى والارتباط المكانى والتفاعل المكانى ، يكون قادراً على استخدام أدوات الاستقصاء الجغرافي، يكون قادراً على استخدام الخريطة والمصورات الجغرافية والرسوم البيانية والكتاب المدرسى والدراسة الميدانية والأطالس الجغرافية والنماذج والعينات والمجسمات الجغرافية ، يوضح أنماط الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية والجغرافيا الاقتصادية وخصائصها فى العالم ، يكون قادراً على تصنيف البيئات المتشابهة طبيعياً وبشرياً حسب أوجه التشابه والاختلاف فيما بينها ، يوضح للتلاميذ أنواع الهجرات البشرية وأسبابها ، يكون قادراً على تحليل الأنماط الرئيسية لجغرافية الأديان المنتشرة فى العالم ، يوضح مناطق المجاعات والعوامل المسببة لها وكيفية علاجها ، يفسر بعض العلاقات المكانية للظاهرات الجغرافية المختلفة ، يوضح المتغيرات المؤثرة على التوطن الصناعي ، يفسر المتغيرات التى توجه الإنسان لاختيار نشاط اقتصادي معين ، يوضح العلاقة بين النشاط التجارى وغيره من الأنشطة البشرية الأخرى ، يكون متمكناً من تقييم جوانب التعلم فى الجغرافيا ( المعرفية والمهارية والوجدانية ) . ( أحمد إبراهيم شلبى :1997،ص304-309).
بمعنى أكثر تحديداً ، فإن المعلم لابد أن يكون واعياً ومدركاً لطبيعة وعمليات وأهداف الجغرافيا ، ومسؤولاً عن تزويد طلابه بكل جديد فى مجال الجغرافيا ، وعن تنمية مهارات التفكير الجغرافي لديهم وتشجيعهم على توظيف هذه المعلومات والمهارات والخبرات فيما يتعلق بالجغرافيا ، وتنمية الاتجاهات الإيجابية عند طلابه نحو الجغرافيا وتعلمها ، ودراسة ومناقشة العلاقة والتفاعل بين كل من الجغرافيا والمجتمع ، وكذلك يساعدهم على فى صنع القرارات اليومية التى تسهم بدرجة كبيرة فى حل المشكلات التى تواجههم فى حياتهم اليومية.
        ونظراً لهذه الأهمية الكبيرة لمعلم الجغرافيا ، وضرورة تمتعه بمستوى عال من الثقافة الجغرافية ، فإن هناك العديد من الدراسات قد تناولت الأبعاد المختلفة للثقافة الجغرافية لدى هذا المعلم ، بهدف تحديد مستواه والعمل على تطوير وتنمية هذا المستوى .فى الجانب المعرفي على سبيل المثال تناولت العديد من الدراسات  مستوى معلم الجغرافيا فى المفاهيم الجغرافية مثل دراسة ( أحمد السيد جوهري :1985) التى أوضحت تدنى المستوى فيما يتعلق بتذكر أو فهم أو تطبيق المفاهيم الجغرافية . ودراسة ( رجاء محمد عبد الجليل :1986) التى أوضحت أن هناك تدنى فى مستوى التمكن من المفاهيم البيئية المتضمنة فى مناهج الجغرافيا .

        وأن هذا التدني فى مستوى التمكن من المفاهيم الجغرافية ينعكس بدوره على بقية أبعاد الثقافة الجغرافية ، ويؤكد ذلك دراسة ( محمد الطيطى :1983 ) التى توصلت إلى أن هناك علاقة ارتباطيه بين مستوى تمكن معلمى الجغرافيا من المفاهيم الجغرافية ومستوى تمكنهم من المهارات الجغرافية المختلفة .

        هذه المهارات التى أكدت العديد من الدراسات مثل ( فارعة حسن محمد :1980) ، (حماد سالم أبو حماد :1993) ، ( محمد عبد المجيد حزين :1994) ، ( غدنانة سعيد المقبل :1996) ، (إيناس عبد المجيد حسن :1999) ، على ضعف معلمى الجغرافيا فى كثير من المهارات الجغرافية ، كمهارات الخرائط ، و استخدام البنية المعرفية للجغرافيا فى التدريس .

        ولذلك قامت العديد من الدراسات بوضع برامج لتنمية هذه المهارات لدى معلمى الجغرافيا ، مثل دراسات كل من : (فاروق حمدي الفرا:1982) ، ( عبد المنعم الجزار :1984) ،( فهيمة سليمان :1987) ، ( صلاح الدين عرفة :1993) ، ( فاطمة إبراهيم حميدة :1998) ، ( نواف عبد الرحمن عبابنة :2002).

        وفيما يتعلق بالاتجاهات الجغرافية ، فقد أكدت العديد من الدراسات على أهمية اكتساب معلمى الجغرافيا للاتجاهات الإيجابية نحو الجغرافيا ، لما لذلك من تأثير على اتجاهات الطلاب نحو الجغرافيا وكذلك تحصيلهم فى الجغرافيا ( شكرى سيد أحمد ، أمينة عباس كمال:1993) ؛ نظراً لأن هذه الاتجاهات لدى المعلم ذات علاقة وثيقة بمستوى أدائه التدريسى ، وهذا ما أكدته دراسة ( أحمد السيد جابر :1991) .

        ورغم ذلك فقد بينت بعض الدراسات أن هذه الجوانب الوجدانية سواء كانت الاتجاهات أو القيم أو غيرها لا تلقى الاهتمام الكافى من معلمى الجغرافيا . ( أمينة سيد عثمان :1989) ،( عبد الحميد بن عويد الخطابى :1994).      


ـ تنمية الثقافة الجغرافية لدى معلم الجغرافيا :
            يمكن تنمية الثقافة الجغرافية لمعلمى الجغرافيا من خلال :
أولاً : وضع رؤية مستقبلية لسمات معلم جغرافية المستقبل :
        يجب أن يتسم معلم الجغرافيا ببعض السمات والصفات المستقبلية ، فنحن نريد معلم جغرافية المستقبل :
أ ـ ملماً بمعلومات مادته .
ب ـ راغباً فى تعلم الجغرافيا .
ج ـ مزوداً بثقافة عامة وثقافة جغرافية .
د ـ مستخدماً أسلوب التفكير العلمي والتفكير الجغرافي فى إيجاد حلول لبعض المشكلات .
هـ ـ مستخدماً التفكير الابتكارى للوصول إلى التجديد والإبداع .
و ـ مستخدماً عمليات العلم فى الوصول إلى الحقائق والمفاهيم والتعميمات . مثل الملاحظة ، التفسير ، وإيجاد علاقات ، إصدار الأحكام ، القدرة على اتخاذ القرار ...الخ .
ز ـ قادراً على ممارسة التعلم الذاتي .

ح ـ مستفيداً بالبيئة المحيطة .

ط ـ قادراً على أن يكون صانع القرار .
ى ـ قادراً على كتابة التقارير العلمية .
ك ـ متنامياً فى هويته العربية والقومية .
ل ـ مؤمناً بالأصالة ، ومتقبلاً المعاصرة التى لا تتعارض مع الإطار القيمى للمجتمع .
م ـ متفهماً لقضايا المجتمع ، ومسهماً فى إيجاد حلول لها .
ثانياً : وضع بعض المرتكزات المستقبلية لتكوين معلم الجغرافيا :
      تتمثل فى الآتي :
أ ـ تحديد فلسفة وأهداف تكوين معلم جغرافية المستقبل .
ب ـ إعادة النظر فى الإجراءات التنفيذية لإعداد المعلم .
ج ـ  الاهتمام بربط كليات ومعاهد إعداد المعلم بالمجتمع .
د ـ زيادة الاهتمام بقيام الطلاب المعلمين بممارسة الأنشطة التربوية الهادفة .
هـ ـ حث الطلاب المعلمين على التعامل والتفاعل مع تكنولوجيا الحاضر والمستقبل .
و ـ تطوير المقررات الدراسية .
ز ـ الاهتمام باستكمال تجهيزات المعامل والورش والمكتبات وإنشاء مكتبات شاملة .
ح ـ التأكيد على تحقيق التعاون والتنسيق بين كليات ومعاهد إعداد المعلم ووسائل الإعلام .
ط ـ توفير التمويل المالي المناسب لمقابلة متطلبات تحقيق الأهداف التربوية المرجوة فى مواجهة العولمة .
ثالثاً : تحديد الأهداف المستقبلية للتربية الجغرافية :
        قد أهتم خبراء التربية الجغرافية بتحديد أهدافها المستقبلية وتتمثل فى إكساب الطلاب المعلومات الوظيفية ، والميول ، والاهتمامات ، وأسلوب التفكير الجغرافي ، والمهارات الجغرافية بأنواعها ، والاتجاهات الجغرافية ، وصفة تقدير الجغرافيا والجغرافيين .
        ولكن بالنظر إلى التحديات التى تواجه التربية الجغرافية ، والثورات الهائلة التى تحدث فى مجالات المعرفة ، والتكنولوجيا ، والاتصال ، يرى أن الأهداف لن تكون كافية ، ولذا يجب إعادة النظر فيها وتطويرها ، من خلال الحذف والإضافة والاستبدال فى ضوء احتياجات المجتمعات وطبيعة المرحلة القادمة .
        وفيما يلى تصور لبعض أهداف التربية الجغرافية المقترحة تغطى الجوانب الثلاثة المعرفى ، والوجدانى ، والمهارى ، يتم تناولها فيما يلى :
1ـ تزود الطالب معلم الجغرافيا بقدر من الثقافة بوجه عام والثقافة الجغرافية بوجه خاص .
2ـ اكتساب وتنمية المراتب العليا للتفكير لدى الطالب المعلم .
3ـ اكتساب وتنمية التعلم الذاتى لدى الطالب المعلم بكليات ومعاهد إعداد المعلم .
4ـ تفهم الطلاب المعلمين طبيعة الجغرافيا التى تميزها عن طبيعة فروع المعرفة الأخرى .
5ـ زيادة الاهتمام بتنمية وتعميق فهم الحقائق والمفاهيم والتعميمات المرتبطة بالجغرافيا .
6ـ إدراك الطلاب المعلمين أهمية اكتساب السلوك العلمى والصحى السليم .
7ـ إدراك الطلاب المعلمين أهمية إجراء البحث التربوي فى مجال دراسة الجغرافيا .
8ـ إدراك الطالب المعلم أهمية التعرف على قضايا ومشكلات المجتمع والإسهام فى حلها .
9ـ الاهتمام بإتاحة الفرصة أمام الطالب المعلم للقيام بأدوار إيجابية أكثر فى العملية التعليمية.
10ـ الاهتمام بتنمية الأداء Performance  بزيادة الاهتمام بالجانب التطبيقى .
11ـ تنمية التزود بالقيم والأخلاقيات وآداب المهنة عملياً . ( محمد على نصر :2002)
        بالإضافة إلى ذلك ، هناك بعض التوصيات التى يجب أخذها فى الاعتبار ؛ حتى يمكن تنمية الثقافة الجغرافية بوجه عام ، أو تنميتها لدى معلم الجغرافيا بوجه خاص :
( 1 ) توجيه نظر الهيئات القومية المسئولة عن الثقافة والتعليم والسياسة والأمن القومى عن مخاطر غياب الثقافة الجغرافية لدى الشباب ، وخطورة اعتماد وزارة التربية والتعليم مثلها مثل وسائل الإعلام على استخدام خرائط مستوردة تضر بالأمن القومى المصرى وثقافة المواطن العادى ، وضرورة تشكيل لجنة لحصر النتائج المترتبة على ذلك واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحجيم آثارها السلبية وعدم تكرارها .
( 2 ) الاتفاق على التأكيد على أهمية دور الجغرافيا كعلم فى تنمية وترويج الثقافة الجغرافية التى تعتبر أحد المكونات الهامة فى ثقافة المواطن الملتزم والمنتج والمتوجه دائماً لخدمة قضايا وطنه ، وبالتالى تعتبر الجغرافيا أحد روافد تشكيل الهوية القومية للشعب .
( 3 ) تفعيل دور الإعلام المصرى فى تأمين ما يبث أو ينشر خطأ عن المعرفة الجغرافية التى تفسد بشكل مباشر ثقافة المواطن المصرى ، وضمان توصيل معلومات جغرافية صحيحة وأكثر وضوحاً للجمهور العادى ، وذلك بحيازة الخرائط والوسائط الجغرافية المعتمدة من الهيئات العلمية المعنية بالجغرافيا .
( 4 ) تفعيل دور الجمعية الجغرافية فى القيام بمسئوليتها العلمية والفنية فى ضوء التحديات المستجدة والناتجة عن الدخول السريع لأنشطة العولمة والتأثيرات السلبية للقرارات العشوائية فى حقل التعليم مثل استبعاد الجغرافيا كمقرر إجبارى فى الثانوية العامة ، وضرورة امتداد الرعاية العلمية لكافة الجغرافيين فى مرحلة التعليم الجامعى والتعليم العام ، إضافة إلى المواطن المصرى العادى .
( 5 ) إنشاء لجنة للتنسيق بين الجمعية الجغرافية ولجنة الجغرافيا بالمجلس الأعلى للثقافة ووزارة التربية والتعليم والإعلام من ناحية أخرى بهدف تأمين المعرفة الجغرافية التى تلقن أو تبث أو تنشر من المغالطات الجغرافية التى تضر بالصالح العام ، والبحث فى تزويدهم بالوسائط الجغرافية السليمة كالأطلس التعليمى والخرائط والمجسمات الجغرافية المستخدمة فى الإعلام .
( 6 ) التأكيد على التكامل التخطيطى للمعرفة الجغرافية فى التعليم قبل الجامعى جنباً إلى جنب التعليم الجامعى كوحدة واحدة ، وذلك إيماناً من أن مخرجات التعليم الجامعى بأقسام الجغرافيا هى أحد المخرجات المؤثرة فى تعليم الجغرافيا بالتعليم العام ، لذا فإن المسئولية تمتد لتشمل الجهات المعنية بالجغرافيا مثل الأقسام العلمية بالجامعات والجمعية الجغرافية والإدارات المعنية بوزارة التعليم .
( 7 ) الحاجة الملحة إلى مقاييس قومية للمعرفة الجغرافية بالتعليم العام بمعرفة الجمعية الجغرافية وضرورة مراجعتها كل خمس سنوات ، والاستفادة من التجارب الدولية وفى ضوء خصوصية الظروف المصرية .
( 8 ) عودة المقررات الجغرافية فى مراحل التعليم العام كمقررات إجبارية لضمان تكامل جرعات الثقافة المكانية لدى الطلاب بالمراحل التعليمية المختلفة .
( 9 ) ضرورة تكامل الثقافات المكانية المرتبطة بالخريطة المدركة للمواطن المصرى وفقاً لتدرج أهميتها من مصر وحوض النيل إلى الوطن العربى ، ثم حوض البحر المتوسط وأخيراً العالم .
(10) ضمان التدرج فى مفردات المقررات الدراسية من الوحدات الصغيرة للكبيرة ومن الأفكار المفردة إلى المركبة صعوداً مع مراحل التعليم الابتدائى إلى الإعدادى إلى الثانوى .
(11) تضمين المقررات الدراسية المنظور الجغرافى للقضايا القومية ومشاكل المجتمع ومشروعات التنمية الكبرى لتنمية ثقافة المواطن بروافد المعرفة القومية والإنتمائية والتنموية .
(12) ضرورة تكامل الأدوات المتعارف عليه بالمعرفة الجغرافية فى تقديم الحقائق الجغرافية بالمقررات التعليمية بدون تشويش أو تكرار ، وتتضمن الخريطة والشكل البيانى والصورة الفوتوغرافية والأسلوب الكلامى .
(13) تشكيل لجان ( تتضمن المؤلفين ) لمراجعة الكتب الحالية بالتعليم العام وتصويبها وتحديثها قبل تداولها إلى حين النظر فى البرامج الإنمائية الجديدة التى تتعلق بتطوير المقررات والكتب الدراسية المطورة .
(14) توسيع قوائم المشاركين فى تأليف كتب الجغرافيا بالتعليم العام من علماء الجغرافيا ذوى الإضافات وأهل الاختصاص من خلال التنسيق بين وزارة التربية والتعليم والهيئات المعنية بالجغرافيا مثل الجمعية الجغرافية ولجنة الجغرافيا بالمجلس الأعلى للثقافة ، وتبنى الاتجاه نحو مراجعة الكتب المؤلفة ومراجعتها من خلال متخصصين وتجريبها قبل اعتمادها وتطبيقها .
(15) الاهتمام بكتاب الجغرافيا بالتعليم العام بأن يتضمن مدخلات ومستويات المعرفة الجغرافية القومية وتحاشى تكرار المعلومات والتنسيق بين الأدوات المستخدمة ، وتنسيق التدرج المعرفى فى مراحل التعليم العام ، وتوظيف المخزون الذاتى للطلاب عن المعرفة المكانية المرتبطة بحياتهم ، إضافة إلى جودة الإخراج الفنى والتنسيق بين العرض اللغوى والصورة الجيدة الموثقة والخرائط المتقنة الصنع والغلاف الجذاب .
(16) التحفيز على إنتاج كتب جغرافية متميزة .
(17) التأكيد على ضرورة تواجد الأطلس المدرسى ككتاب مرجعى مكمل للكتب التعليمية وقيام لجنة راقية المستوى فى التخصص والإخراج الفنى بإعداده واستمرار تحديثه ، مع التوصية بتوسيع إصدار أطالس تعليمية متخصصة .
(18) تشجيع وتحفيز صناعة الخرائط التعليمية والمجسمات ووسائل الإيضاح التى تدعم برامج التعليم ، وتأمين تداولها واستخدامها .
(19) تبنى الكتاب الإلكتروني الذى يعتمد على المؤثرات الحسية فى إدراك المعرفة الجغرافية التى تستهدفها المقررات الدراسية .
(20) التأكيد على تطبيق برامج التنمية التقنية بأشكالها المختلفة ، وسرعة تداول أدواتها كالحواسب وأجهزة الفيديو وكافة مستلزمات تكنولوجيا التعليم ، وإعداد وتنفيذ برامج التدريب على استخدامها ، ووضع اللوائح والحوافز التى تضمن استخدامها بفعالية .
(21) الارتقاء ببرامج التدريب المستمر للمدرسين الجدد والقدامى على المستجدات من المقررات والأفكار الجغرافية ، وتنمية مهارات قراءة وتحليل الخرائط والصور من الوسائط المتعددة مع مراعاة وضع الحوافز المناسبة لاستمرارها وضمان تحقيق مستوى أفضل .
(22) الاهتمام بالمكتبات المدرسية وتفعيل دورها فى اكتساب الثقافة الجغرافية ، ودعمها المستمر بالعمالة المدربة والكتب المهمة ، وتحديثها بالوسائط المتعددة .
(23) التخطيط لمواجهة العولمة وتأثيراتها السلبية على تعليم الجغرافيا ، مثل نبذ البرامج الكومبيوترية التى تتعارض مع وجهة النظر القومية على الحدود مثل برنامج أطلس العالم وإعلانات شركة مايكروسوفت العالمية ، وإنشاء صفحات لوزارة التعليم على شبكة الإنترنت بالتنسيق مع الجمعية الجغرافية تتضمن الوثائق الجغرافية المعتمدة مثل خريطة مصر وأقاليمها الإدارية وخرائط مناطق مشروعات التنمية وغيرها ، ووصف أقاليم مصر بالمعلومات الجغرافية الحديثة .
(24) إعادة توجيه نظر المعنيين ببرامج إعداد معلم الجغرافيا على مواجهة نقص المعلومات الجغرافية وتنمية المهارات الجغرافية من وصف وتفسير وتحليل واستنتاج .
(25) تنظيم برامج تدريبية وتوجيهية دورية فى مجال التخصص بين الجمعية الجغرافية ووزارة التربية والتعليم تستهدف كافة المسئولين على توجيه التخصص بالإدارات التعليمية بالجمهورية .
(26) ضرورة التواصل العلمى والفكرى بين المعنيين بالجغرافيا والقائمين على تدريسها باستمرار وعقد مؤتمرات وندوات تستهدف قضايا المهن الجغرافية والمستويات القومية للمعرفة الجغرافية ، وتطوير لوائح أقسام الجغرافيا بالجامعات المصرية ، وبرامج التدريب وإعادة التأهيل للمتخصصين فى التعليم الجامعى وما دون الجامعى ، وإنشاء بنوك للوسائط العلمية المعتمدة وتنظيم تداولها ، والبحث عن جودة التعليم الجغرافى والاتفاق على المصطلحات والمفاهيم الجغرافية وتداولها .     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا