التسميات

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

تحليل اتجاهات وأنماط الحركة السياحية في القدس ...

تحليل اتجاهات وأنماط الحركة السياحية في القدس
الدكتور ابراهيم بظاظو– جامعة الشرق الأوسط– رئيس قسم الإدارة السياحية



الملخص
     تعد السياحة الدينية في مدينة القدس الشريف صناعة مهمة في كونها تشبع الحاجات الروحية للأفراد، إضافة إلى كونها مصدراً مهماً لخلق القيم المضافة ،ومورداً للعملات الأجنبية ،والذي يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة،وينطلق البحث من مشكله مفادها( تتوفر في القدس إمكانات سياحية كبيرة تتمثل في الموارد السياحية الدينية والتي بالإمكان استثمارها من خلال عمليه التخطيط للسياحة الدينية لكن هذه السياحة الدينية في القدس غير مستغلة بشكلها الأمثل ، ويهدف البحث إلى تسليط الضوء على الموارد السياحية الدينية في مدينة القدس ،كونها تمتلك إمكانيات تنموية كبيره ،وكيفية استثمارها في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة وذلك انطلاقا من إدراك أهميه التخطيط السياحي لتنمية وتطوير هذا القطاع.

المقدمة :
    تخضع عملية تخطيط وتطوير الحركة السياحية في القدس ، على تحليل اتجاهات وأنماط الحركة السياحية ،من خلال عملية التحليل والربط المكاني ودراسة العلاقات والتفاعلات الحاكمة لهذه الحركة السياحية حيث يعد القطاع السياحي من أكثر القطاعات الاقتصادية حساسية للأزمات السياسية والاقتصادية ، وعلى النقيض من هذا فهو من أكثر القطاعات سرعة في النمو في أوقات الأمن والاستقرار ، فقد تذبذبت الحركة السياحية ما بين الارتفاع والانخفاض في القدس حسب الظروف الاقتصادية والسياسية ، مما انعكس على القطاع السياحي بصورة واضحة في المدينة المقدسة .
    يمكن تتبع التطور التاريخي للحركة السياحية في مدينة القدس اعتماداً على الظروف الاقتصادية والسياسية التي مرت بها المدينة خلال الفترات السابقة ،مما كان له الأثر الأكبر في اختلاف شكل التنظيم المكاني للحركة السياحية في المدينة المقدسة، واختلاف درجات تطور هذا التنظيم عبر المراحل المختلفة .

منطقة الدراسة :
   تقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريباً، إلى الشرق من البحر المتوسط على سلسلة جبالٍ ذات سفوحٍ تميل إلى الغرب وإلى الشرق، وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو 750م، وعن سطح البحر الميت نحو 1150 م، وتقع على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالاً. تبعد المدينة مسافة 52 كيلومتراً عن البحر المتوسط في خط مستقيم و22 كم عن البحر الميت و250 كم عن البحر الأحمر، وتبعد عن عمّان 88 كيلومتراً.
   يحيط بالمدينة من الجهة الشرقية وادي جهنم (قدرون)، ومن الجهة الجنوبية وادي الربانة (هنوم) ومن الجهة الغربية وادي (الزبل)، وتبتعد القدس مسافة 22 كم عن البحر الميت وعن البحر المتوسط 52 كم، قُدِّرت مساحة المدينة 123كم2، و يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً وعليه 34 برج ، ولهذا السور سبعة أبواب وهي: باب الخليل، باب الجديد، باب العامود، باب الساهرة، باب المغاربة، باب الأسباط، باب النبي داود عليه السلام.
     تميزت مدينة القدس بموقع جغرافي هام، بسبب موقعها على هضبة القدس وفوق القمم الجبلية التي تمثل السلسلة الوسطى للأراضي الفلسطينية، والتي بدورها تمثّل خط تقسيم للمياه بين وادي الأردن شرقاً والبحر المتوسط غرباً، جعلت من اليسير عليها أنْ تتصل بجميع الجهات، وهي حلقة في سلسلةٍ تمتدّ من الشمال إلى الجنوب فوق القمم الجبلية للمرتفعات الفلسطينية وترتبط بطرق رئيسية تخترق المرتفعات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. كما أنّ هناك طرقاً عرضية تقطع هذه الطرق الرئيسية لتربط وادي الأردن بالساحل الفلسطيني.
   ترجع أهمية الموقع الجغرافي إلى كونه نقطة مرور لكثير من الطرق التجارية، و مركزيته بالنسبة لفلسطين والعالم الخارجي معاً، إضافةً إلى كون القدس مركزاً إشعاعياً روحانياً باجتماع الديانات الثلاث، وهذا كلّه يؤكد الأهمية الدينية والعسكرية والتجارية والسياسية. فالقدس تنفرد عن دون سواها من مدن العالم، فهي المدينة المقدسة التي يقدسها أتباع الديانات السماوية الثلاث: المسلمون، النصارى، اليهود، فهي قبلة لهم ومصدر روحي ورمزاً لطموحاتهم.
مشكلة الدراسة:
يتناول الباحث الحركة السياحية في مدينة القدس بشقيها الغربي والشرقي، وتأتي هذه الدراسة بهدف الكشف عن أنماط واتجاهات الحركة السياحية في منطقة الدراسة ، إضافة إلى التعرف على الخدمات السياحية والمعوقات السياحية والوقوف على العوائق التي تحول دون نمو القطاع السياحي وتطوره في المدينة المقدسة، وتدور مشكلة الدراسة حول الإجابة على السؤال الآتي:-
ما الآثار الناجمة عن السياسات الإسرائيلية في التأثير على حجم الحركة السياحية والمواقع السياحية في القدس، وينبثق عن هذا السؤال التساؤلات الآتية :-
1-ما هو الوضع الراهن للقطاع السياحي في منطقة الدراسة؟
      ا-ما المقومات السياحية في منطقة الدراسة ؟
      ب-ما التسهيلات والمرافق والخدمات السياحية في المنطقة؟
2.  ما حجم الحركة السياحية في منطقة الدارسة؟
3- ما المعوقات التي تحول دون نمو وتطور السياحة في القدس ؟

أهداف الدراسة:
    في ظل العرض الموجز السابق لمشكلة الدراسة ، فيمكن القول إن هذه الدراسة تأتي لتحقيق جملة من الأهداف، ومن أبرزها:
1. إبراز الأهمية السياحية للمواقع السياحية في القدس.
2. التعرف على خصائص الحركة السياحية في منطقة الدراسة ودراسة تأثيراتها المختلفة.
3. توضيح معوقات تطور السياحة في منطقة الدراسة ووضع الحلول المناسبة لها.
منهجية الدراسة:
      لتحقيق أهداف الدراسة، اعتمد الباحث على المنهج الإقليمي لدراسة ظاهرة السياحة في منطقة الدراسة، لإبراز الملامح الجغرافية وطابعها السياحي وتم دراسة عوامل الجذب السياحي المتوفرة في منطقة الدراسة.كما تم استخدام المنهج الوصفي القائم على وصف منطقة الدراسة ، بهدف التعرف إلى خصائص المنطقة من أجل تحليل واقع الحركة السياحية، وتوزيع مقومات الجذب السياحي وعوامله.
    استخدم الباحث المنهج التحليلي المكاني الذي يرتبط مباشرة بالأهداف الجغرافية العامة لإبراز التباينات والاختلافات المكانية بين مناطق الدراسة، واستعان الباحث ببعض الوسائل التقنية لإبراز هذه الاختلافات مثل استخدام نظم المعلومات الجغرافية GIS. أما الشق الآخر من التحليل هو التحليل الإحصائي فاستخدم الباحث عدة نماذج للمعادلات والأساليب الإحصائية، منها:استخدام برنامج الرزم الإحصائية SPSS، وذلك باستخدام التكرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية، لإيجاد الفروقات بين المواقع السياحية في القدس الشرقية والغربية،وتقديرات حجم الحركة السياحية.

     اعتمدت الدراسة على المنهج التنظيمي في قياس ظاهرة الموسمية السياحية  Seasonality داخل المدينة المقدسة، بهدف معرفة طبيعة الموسمية السياحية داخلها وتحليلها ، ومدى تأثيرها الاقتصادي على الخدمات السياحية، والمعادلة التي تم تطَبيقها على النحو الآتي:(R = Vn/ V    ) 

·   مؤشر الموسمية: R
·   العدد الأكبر من السياح: Vn
·   متوسط عدد السياح: v
    كلما انخفضت قيمة R  ،كلما كان التذبذب في الحركة السياحية والموسمية قليل ،والعكس في حالة ارتفاع قيمة R ،فالنتيجة تتراوح ما بين واحد إلى اثني عشر ،فإذا كانت النتيجة واحد فإن الحركة السياحية تكون متوازنة وموزعة على كافة شهور السنة ،أما إذا كانت قيمة R اثنا عشر فإن الحركة السياحية تكون مركزة في شهر واحد ،وتكون الموسمية مرتفعة .
المقومات السياحية والحضارية والدينية في القدس    
    يعتبر وجود الآثار والمعالم المسيحية في القدس جنباً الى جنب مع المعالم والآثار الإسلامية ذا دلالة مهمة وكبيرة على مدى التسامح الإسلامي ونبذ الطائفية، الأمر الذي أدى الى تمكين الطائفة المسيحية في القدس من ممارسة طقوسها وشعائرها الدينية،وبقيت المواقع السياحية المسيحية في مدينة القدس ماثلة للعيان حتى وقتنا الراهن، ومن بين تلك المعالم الموجودة في القدس، كنيسة القيامة، كنيسة المخلص، كنيسة يوحنا المعمدان، كنيسة المسيح، كنيسة مرقص، كنيسة القديس يعقوب، بطريركيات وأديرة للروم الأرثوذكس والأقباط واللاتين والأرمن، وجميع تلك المعالم تقع في الجهة الغربية للقدس القديمة المسوّرة. كما تنتشر كنائس ومواقع مسيحية أخرى في الشمال والشمال الغربي من منطقة الحرم القدسي، حيث أصبح في مدينة القدس حوالى عشرين كنيسة وديراً وبطريركية مسيحية.
     تزخر مدينة القدس بالآثار والمعالم الإسلامية التي تعكس هويتها العربية الإسلامية،وتشير الدراسات الى أن في القدس القديمة أكثر من مئتي أثر ومعلم إسلامي في المقدمة منها الحرم القدسي الشريف،وكذلك سور القدس الشامخ ،وتمثل تلك الآثار والمعالم جزءاً من تاريخ الأمة وحضارتها الماثلة للعيان، كما تؤكد في الوقت نفسه أهمية القدس في حياة العرب والمسلمين حيث تربطهم بها روابط عقائدية وثقافية. ومن الآثار والمعالم الإسلامية البارزة في مدينة القدس أبواب الحرم والمسجد الأقصى ومسجد عمر ومسجد وقبة الصخرة المشرفة فضلاً عن المتحف الإسلامي، والحمامات والزوايا والقباب.لذلك يمكن القول إن المعالم والآثار الإسلامية والمسيحية المنتشرة في مدينة القدس لها دلالات واضحة على مدى التآخي والتعاضد الإسلامي – المسيحي في هذه البقعة الطاهرة من العالم.

تطور الحركة السياحية في القدس
    تعتبر القدس كمدينة سياحية من أكثر مدن العالم السياحية شهرة، لما لها من أهمية كبرى، ليس فحسب على المستوى العربي أو الإقليمي ولكن على المستوى الدولي أيضاً .فقد حظيت القدس بمنزلة خاصة؛ بسبب مكانتها الدينية، وإنْ كانت تلك الناحية أدّت في الوقت ذاته إلى تفجّر عددٍ من الأزمات، بسبب الصراعات التي نشأت بين الديانات الثلاث: اليهودية، المسيحية، والإسلامية،على أحقيّة كلّ منها في سيادة القدس الشريف .وبشكلٍ عام يمكن القول إنّ السياحة في القدس قد مرتّ بعدة مراحل، مرتبطة بشكل وثيق بوجود المستعمر على أراضيها، أيْ أنّ السياسة العامة قد أسهمت، بشكلٍ مباشر، في صياغة المنظومة الاقتصادية للقدس، وعليه فيمكن تقسيم تلك المراحل إلى:
 1. مرحلة ما قبل عام 1948:
       يمكن اعتبارها مرحلة تاريخية قائمة بذاتها، شهدت فيها القدس عدة أنشطة اقتصادية، فالركيزة الهامة لاقتصاد تلك المرحلة كانت السياحة والتجارة، حيث شهدت القدس حركة واسعة، فظهرت العديد من الأسواق وخاصة الأسواق المرتبطة بموسم الحج، مثل أسواق بيع التحف الدينية من خشب الزيتون، والمسابح والصلبان والمصنوعات الجلدية، والمطرزات اليدوية، والشموع، والزجاج، والأواني الفضية. فالزيارات الدينية، الإسلامية منها والمسيحية، أدخلت موارد كثيرة للمدينة، عن طريق الخدمات التي تقدّمها للحجاج والزائرين، مثل: التنقّلات، الإقامة، رسوم الدخول، ووسائل المواصلات التي كانت في الأغلب دواب يستأجرها الزوار من ميناء يافا، للوصول إلى المدينة. 
2  . مرحلة الاندماج بين الضفة الشرقية والغربية :
     انتعش الاقتصاد السياحي في القدس بصورة ملحوظة في هذه الفترة، فانتشرت العديد من الصناعات التقليدية والتراثية في المدينة، فكانت القدس تعتبر بمثابة العاصمة الدينية للأردن الى جانب كون عمان العاصمة السياحية فقد تركزت معظم الفنادق والمكاتب السياحية في القدس ،واتَسْمَ التوزيع الجغرافي للخدمات السياحية بهذه المرحلة بتركُزْ واضح لهذه الخدمات في الضفة الغربية وخاصة القدس، بما نسبته 82% من أماكن الإقامة الفندقية والمتاجر والمكاتب السياحية في مدن الضفة الغربية مقابل 18% من هذه الخدمات في الضفة الشرقية كما يتضح بالشكل ().
الشكل ()
 .3. - مرحلة الاحتلال "الإسرائيلي" بعد عام 1967:
     شهدت المواقع السياحية في القدس خلال هذه المرحلة تطورات سياسية واقتصادية هامة،أسهمت في تطور التنظيم المكاني للمواقع السياحية ودخولها في مرحلة جديدة، وأهم ما يميز هذه المرحلة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وقد ترتّب على الاحتلال الإسرائيلي كثيرٌ من الضرر باقتصاد القدس العربية، فعلى سبيل المثال، إغلاق العديد من الفنادق العربية، نتيجة لوقوع السياحة في قبضة الاحتلال، ومن ثَمّ زاد الإقبال على الفنادق الإسرائيلية، دون العربية، وازدادت الأحوال سوءاً، عندما صدر قانون التنظيمات الإدارية والقانونية، رقم 5728 لعام 1968 والذي استوجب إعادة تسجيل الهيئات والشركات العربية، كمؤسسات إسرائيلية خلال مدة ستة أشهر إذا كان مركزها القدس، أما الفروع فيمكنها أنْ تُسوّى وضعها، وتصبح مستقلة، خلال المدة المشار إليها أعلاه، وأدّى هذا القرار إلى تقليص عدد الشركات السياحية العربية العاملة.
المصدر: جمعية الدراسات العربية، القدس حقائق وأرقام، القدس، 1985، ص 103.
   يعد القطاع السياحي من أكثر القطاعات الاقتصادية حساسية للأزمات السياسية والاقتصادية، وعلى النقيض من هذا فهو من أكثر القطاعات سرعة في النمو في أوقات الأمن والاستقرار ، فقد تذبذبت الحركة السياحية ما بين الارتفاع والانخفاض في القدس حسب الظروف الاقتصادية والسياسية المحيطة بالمنطقة، مما ينعكس على القطاع السياحي بصورة واضحة، يتبين من خلال تتبع الحركة السياحية حسب مجموعات السياح في عام 2008،أن المجموعات السياحية القادمة من أوروبا تشكل 44.2% من مجمل نزلاء فنادق القدس مقارنة بالمناطق الفلسطينية الأخرى كما يتضح بالجدول () .
التوزيع النسبي لنزلاء الفنادق حسب الجنسية والمنطقة، 2008
المنطقة
جنسية الزائر
جنوب الضفة الغربية
القدس
وسط الضفة الغربية
شمال الضفة الغربية
الضفة الغربية
11.5
0.0
43.2
74.6
23.7
فلسطين
61.3
44.2
19.4
18.7
35.8
دول الاتحاد الأوروبي
27.2
55.8
37.4
6.7
40.5
دول أخرى
100.0
100.0
100.0
100.0
100.0
المجموع
تتميز الحركة السياحية في سنة 2008 والمتجهة إلى القدس، بأنها أفضل من عام 2007 فكان عدد نزلاء الفنادق في القدس في سنة 2008 1354300 نزيل، منهم 1077900 نزلاء سياح من خارج أراضي عام 1967 وأراضي عام 1948 ، بمعنى 80% من مجموع النزلاء، وكان توزيع الحركة السياحية حسب الجنسية في القدس يقدر بـ 40% من النزلاء السياح هم من أمريكا ( معظمهم من دول شمال ووسط أمريكا) و44% هم من أوروبا. بينما كان عدد ليالي المبيت في فنادق القدس في سنة 2008 ارتفع بنسبة 14% مقابل 2007، وبنسبة 17% مقابل سنة2000 ووقف عند 4031500 ، منهم 3527000 ليلة مبيت سياح من خارج البلاد ( 87% من مجموع ليالي المبيت).
      في سنة 2008 نزل في فنادق غربي القدس 1147100 نزيلاً  77% منهم سياح من خارج أراضي عام 1967 وأراضي عام 1948، مقابل 1059500 نزيلاً في سنة 2007 و1040800 نزيلاً في سنة 2000 ( 71% منهم سياح)، في فنادق شرقي القدس نزل 207200 نزيلاً (93% من خارج أراضي عام 1967 وأراضي عام 1948). مقابل 166300 نزيلاً في سنة 2007 و170800 نزيلاً في سنة 2000( 94% منهم سياح من خارج البلاد).كما يتضح بالشكل ().



 الأثر المضاعف للقطاع السياحي في القدس للسياحة:
     يتأثّر قطاع السياحة في القدس ويؤثّر في القطاعات الاقتصادية الأخرى، وتتناسب الحركة الاقتصادية في المدينة المقدسة طردياً مع حجم الحركة السياحية فيها، فكلما تطوّرت الحركة السياحية في القدس أدى هذا إلى ارتفاع الطلب على السلع والخدمات السياحية وزيادة الطلب عليها، ولكن يعتمد الأثر المضاعف للسياحة في القدس وأهميته النسبية في الاقتصاد المقدسي على مدى استغلاله للمصادر المحلية،بالمقارنة مع استغلاله للمدخلات الأجنبية الناجمة عن الوفورات السياحية .
     بشكل عام لا تستفيد المنشآت السياحية والفندقية في المدينة المقدسة سوى النزر البسيط من الدخل السياحي المتأتي من الحركة السياحية للمدينة ، فالمستفيد الأكبر من ذلك اسرائيل أثناء زيارته للأراضي المقدسة ، وهذا يوضّح بجلاء تأثير الممارسات الإسرائيلية المختلفة على القطاع السياحي في القدس . لذلك تعتبر السياحة هي المصدر الأساسي للوضع الاقتصادي لسكان القدس، فإذا تراجعت السياحة ترك ذلك أثره على وضع الذين يعتمدون عليها بشكل مباشر أو الذين يعتمدون عليها بشكل غير مباشر حيث تراجع القدرة الشرائية لهؤلاء المواطنين أمام تراجع الوضع السياحي وانخفاض السياحة في البلد.
   تتميز السياحة في مدينة القدس بأنها تعاني من الموسمية ، لأن برامج السياحة الدينية هي السائدة لذلك لا بد من تطوير برامج لجلب السياح على أساس السياحة الثقافية والتاريخية ، وهناك العديد من الموارد في مدينة القدس غير مستغل سياحيا أبرزها مبان صوفية ومملوكية وعثمانية وأخرى تعود للفترة الصليبية، إضافة إلى التنوع الثقافي في المدينة .
    أن القدرة التنافسية للفنادق في مدينة القدس تكمن في قربها من الأماكن السياحية وخاصة الدينية والتاريخية، فيما تضررت هذه الفنادق بعد بناء 1400 غرفة فندقية موزعة على ثلاثة فنادق في مناطق القدس المحتلة العام 1967.وهناك تحدٍ آخر للفنادق في القدس، وهي التنافس مع فنادق مدينة بيت لحم، وهو تنافس غير متكافئ بسبب حجم المصروف على الفنادق في القدس من ضرائب ورواتب ومصاريف مشتريات مرتفعة مقارنة مع بيت لحم، وبذلك تكون أسعار الإقامة في غرف فنادق بيت لحم اقل تكلفة وتستقطب السياح الذين يمتلكون فرصة زيارة بيت لحم والقدس معاً.
    أن سنوات الانتفاضة أدت إلى اختفاء سوق العمالة في الفنادق حيث أن العاملين اتجهوا للعمل في أسواق أخرى بسبب الركود السياحي، وهذا يتطلب من مسئولي السياحة إعادة تأهيل عمال جدد، ويضطر أصحاب الفنادق العربية في القدس لشراء احتياجات فنادقهم من التاجر الإسرائيلي، ولمواجهة ذلك يجب تشبيك القطاع السياحي مع كافة القطاعات للحد من تسريب الأموال إلى المناطق المنافسة الإسرائيلية.
  الصناعات السياحية في القدس:
    أخذت النشاطات الاستيطانية "الإسرائيلية" وما رافقها من ممارسات عدوانية تعسفية بظلالها على الصناعات السياحية في مدينة القدس، فقد تأثرت هذه الصناعات بالركود الاقتصادي، وبالظروف الأمنية والسياسية في المنطقة، بسبب تحكّم سلطات الاحتلال بالأسواق والمواد الخام، وما منْ شكّ في أنّ هذه الصناعة مستهدفة من قِبَل سياسات سلطات الاحتلال لما تكتسبه هذه الصناعة من أهمية ثقافية واقتصادية في الأراضي العربية المحتلة، نظراً لارتباطها بالأراضي المقدسة، وبالأديان السماوية فهي تعبّر عن الهوية الفلسطينية، وتمثّل الفلكلور الفلسطيني
    ونتيجة للظروف السياسية التي تمر بها المنطقة فقد انخفض على سبيل المثال عدد متاجر البيع بالتجزئة في القدس الشرقية من 510 متجراً في العام 1986 إلى أقلّ من 300 متجراً في العام 1990 دون أنْ يشهد نشاط المتاجر المتبقيّة ارتفاعاً تعويضياً . وشكّلت نسبة متاجر السلع السياحية في شرقي القدس حوالي 89% من مجموع متاجر السلع السياحية في فلسطين ،وتأثّرت هذه الصناعة بالمنافسة "الإسرائيلية" الشرسة وذلك من خلال منافسة الإنتاج الغربي في القدس في السعر، أو من حرمان الفلسطينيين من زيادة مصانعهم أو حتى توسيع المصانع القائمة في الوقت الذي تقوم فيه كل أشكال الدعم للصناعات اليهودية، ناهيك عن فرض الضرائب الباهظة وتدني مستوى الدخل، ما أدّى في النهاية إلى إغلاق المصنع أو المنشأة، وذلك في إطار السياسة "الإسرائيلية" والهادفة إلى تفريغ المدينة من سكانها وتجارها العرب، وإضفاء الطابع اليهودي على المدينة في المستقبل، ولتعزيز وجود أكثرية يهودية في المدينة، وفرْض واقع جديد عليها . وكل أشكال المعاناة هذه تنطبق على الخدمات السياحية الأخرى مثل: المطاعم السياحية، وشركات النقل السياحي، والأدلاء السياحيين، ومكاتب ووكالات السياحة والسفر، والهيئات السياحية الموجودة، الأمر الذي ينعكس بصورة سلبية على مجمل القطاع السياحي في مدينة القدس الشريف.
إن الغالبية الساحقة من المحلات في البلدة القديمة إضافة لعدد محدود خارجها، يعمل في مجال بيع التحف الشرقية للسياح. إضافة لعدد واسع من الباعة المتجولين الذين يعمل معظمهم بدون رخص للبيع، لأن بلدية القدس تشترط لمنح الرخصة، حصول الشخص على حسن سلوك من الشرطة ، والأخيرة لا تمنحها إلا لمن يحمل عاهات دائمة، أو كان لديه رخصة قبل عام 1967 أو للذين يتعاملون مع السلطة وغير ذلك فالسلطات ترفض ذلك رفضاً باتاً، والباعة المتجولون موجودون بشكل خاص في باب النبي داود، والسيدة مريم وكنيسة القيامة، باب الخليل.

المتاحف:
     يوجد في مدينة القدس العديد من المتاحف والمراكز الثقافية ومنها متحف روكفلر أو متحف فلسطين الأثري وهو المتحف الذي حولته إسرائيل بعد احتلال 1967م إلى متحف روكفلر الإسرائيلي ويقع هذا المتحف الجميل والهام مقابل باب الساهرة، وقد بني 1927م بتبرع من جون د.روكفلر الابن .ويحتوي المتحف على العديد من المكتشفات الأثرية والتي تدل على الحضارات القديمة التي كانت موجودة في فلسطين. المواد المعروضة فيه مرتبة تبعا للزمن.ومن ضمن المعروضات الأكثر إثارة في المتحف مجموعة من المجوهرات التي يعود تاريخها إلى العام 1700ق.م. وحتى 700م، ومجموعة من العملات التي تعود إلى العام 500ق.م حتى 1600م، ومجموعة من مصابيح الزيت من العصر البرونزي المبكر حتى الفترة الإسلامية، وألواح خشبية من القرن السابع والثامن تعود للمسجد الأقصى، وزخرفات منحوتة ورسوم جبصية من الفترة نفسها تعود لقصر هشام في أريحا(معالم التراث الثقافي والحضاري المُهدَّدة في محافظات الضفة الغربية، 1998). ويحتاج المرء إلى ساعتين على الأقل لمشاهدة كل هذه المعارض. ويحتوي المتحف أيضا على مكتبة خاصة في علم الآثار، وهي واحدة من أفضل المكتبات المتخصصة في القدس، وليس هناك رسوم دخول إلى المكتبة ولكن الدخول إلى المتحف يحتاج إلى دفع رسوم تعادل حوالي أربعة دولارات.
     وهناك أيضا المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى الذي يحتوي في غالبيته على المخلفات الحضارية والأثرية للحقب والفترات الإسلامية المختلفة، كذلك متحف دار الطفل العربي ومعهد الآثار الإسلامي وغيرها.

واقع مهنة الإرشاد السياحي في القدس   
   قبل حرب 1967 كان أدلاء السياحة العرب حوالي مائة وخمسين دليل سياحي في القدس، أما حالياً تراجع العدد ليقل عن خمسين دليلاً سياحياً يحملون رخصاً، وهذا لا يوازي تطور السياحة في الأراضي المقدسة وبالمقابل فإن أدلاء السياحة اليهود الذين كانوا يشكلون أقلية بسيطة يزيد عددهم اليوم عن خمسة آلاف دليل سياحي، فقد عملت السلطات الإسرائيلية على منح آلاف الرخص لأدلاء يهود، حرصت حرصاً شديداً على إعدادهم حسب توجهات السلطة الإسرائيلية.
    وبالمقابل فقد حرمت مئات بل آلاف الأدلاء العرب الذين تقدموا للحصول على رخصة دليل سياحي دون مبررات مقبولة مما دفع عشرات منهم إلى العمل بدون رخص كأدلاء سياحة متجولين، رغم ما لهذا العمل من صعوبات لأن الشركات الرسمية لا تتعامل معهم ولا يحق لهم قيادة مجموعات سياحية سوى بعض الأفراد الذين يفدون وحدهم.
يقوم أدلاء السياحة اليهود بما يلي:
·        نشر الأفكار المتطرفة والمتمثلة بأحقية إسرائيل في القدس .
·   يشجعون السياح بعدم الذهاب للتسوق من الأماكن العربية بسبب الأسعار المرتفعة ويشجعون السياح الذهاب للمناطق اليهودية مثل شارع الكاردو.
·   يثيرون الفزع عند السياح لعدم الذهاب إلى المناطق العربية ليلاً بسبب قطاع الطرق والسرقات والبقاء في القدس الغربية .
·   يحرص أدلاء السياحة اليهود على التركيز على ما نسب للحاكم بأمر الله في عهد الفاطميين عندما هدم الكنائس، حيث يقول أدلاء السياحة اليهود، بأن المسلمين والعرب هدموا الكنائس حقداً عليها، وأن اليهود هم الذين ساعدوا في بنائها فيما بعد!
   مارست وزارة السياحة في إسرائيل العديد من الإجراءات التعسفية ضد الأدلاء العرب بحجة أنهم يشرحون للسياح عن التاريخ العربي لمدينة القدس بعكس ما تنشره وزارة السياحة، لذا تقوم الوزارة باستدعائهم وتحذرهم بسحب الرخص، إذا أعادوا ذلك مرة ثانية، وقد حصل ذلك مراراً مع عدد من أدلاء السياحة العرب.
وأمام هذا الوضع المزري لأدلاء السياحة فإن نقابتهم "الشكلية" لم تحرك ساكناً ولم تحاول التعاون مع هيئات ومؤسسات أخرى كالغرفة التجارية لكي تطالب السلطات الإسرائيلية بحقوقهم المهضومة ومنحهم التراخيص الضرورية .
    تعرقل السلطات الإسرائيلية عمل الشركات السياحية العربية بمنع مندوبي هذه الشركات من استقبال السياح في المعابر والمطارات في الوقت الذي تسهل دخول مندوبين عن الشركات السياحية اليهودية لاستقبال المجموعات السياحية في المطار فور وصولها ،هذا إضافة للدعايات المنظمة التي تمارسها وزارة السياحة وشركات السياحة الإسرائيلية للمحلات اليهودية والدعوة لارتيادها والتسوق منها فيما يجري التعتيم على محلات العرب، فبدعم وزارة السياحة تصدر جهات رسمية، بعض الكتب السياحية عن القدس وعن إسرائيل التي تعطي السائح فكرة عن الأراضي المقدسة وعن التجار العرب وفق الرؤية الإسرائيلية فمثلاً في كتاب "هذه إسرائيل" وردت عدة عبارات تسيء للعرب منها:
"هناك بعض التجار العرب الذين يبيعون النحاس على أنه ذهب وخصوصاً في البلدة القديمة" أي العرب، وهذه دعوة مباشرة لعدم التسوق من العرب.
   تعاني العديد من الفنادق العربية في القدس من مشاكل مختلفة على رأسها عدم توفر مستوى لائق من الخدمة يمكن تقديمها للسائح فهي بحاجة إلى ترميم ، والسائح دوما يريد الأفضل ، ولهذا يجب الاستثمار في الفنادق العربية لتحسينها . حيث أن توزيع السياح القادمين من خلال مكاتب السياحة والسفر يوجه إلى الفنادق الإسرائيلية كما يتضح بالشكل ()بنسبة 90% بينما لا يتوجه إلا 10% إلى الفنادق العربية ؛بسبب الصعوبات التي تعانيها الفنادق العربية وحاجتها للإصلاح والتأهيل ، على عكس الفنادق الإسرائيلية فالتوجه السياحي عادة ما يكون إلى الفنادق الإسرائيلية ، فبعد بناء الفنادق الثلاثة في منطقة الشيخ جراح ، أصبح السياح يتجهون إليها لقربها من البلدة القديمة ، وبالعادة يفضل هؤلاء السير على الأقدام .
   أما بالنسبة للحافلات السياحية فإن التحسن السياحي في العامين الأخيرين جعل من الصعب التوفيق بين عدد السياح و الحافلات الموجودة في القدس ، فهناك حاجة ماسة للحافلات السياحية والتي تعجز الشركات السياحية العربية عن توفيرها؛ لعدم تمكنها من شرائها لتراكم الديون، حيث تتوجه العديد من المكاتب السياحية العربية لشركات نقل سياحية إسرائيلية ونأخذ منها بعض الحافلات.
    يعتمد الوضع الاقتصادي لسكان شرقي القدس على السياحة بشكل كبير حيث أصبحت السياحة في السنوات الأخيرة تشكل مورداً أساسياً وثابتاً لعدد واسع جداً من التجار العرب. فبعد حرب 1967 واحتلال إسرائيل للقدس، وأمام المنافسة الإسرائيلية في مجال الصناعة، فقد تراجعت العديد من الصناعات والحرف اليدوية التي كانت منتشرة في شرقي القدس، وبدأت تزيد في المقابل نسبة المعتمدين على قطاع السياحة. محلات بيع التحف الشرقية في البلدة القديمة تضاعفت عدة مرات وبعد ان كانت تعد على الأصابع ، فقد أصبحت الآن تعد بالمئات بل أن الغالبية الساحقة من محلات البلدة القديمة هي محلات سياحية لبيع مختلف أنواع التحف والمجوهرات. وهناك شوارع بأكملها تعتمد على السياحة مثل "سويقة علون" و"حارة النصارى" و "الدباغة" و "باب السلسلة" وأي تراجع في الوضع السياحي يؤثر على مجمل هذه المحلات وعلى علاقتها التجارية وقدرتها الشرائية من احتياجاتها المتنوعة.
أبرز الاعتداءات الإسرائيلية على مواقع السياحة الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس
ُتعد القدس نموذجاً واضحاً لنمط السياحة الدينية في العالم ، فهي من أفضل المدن السياحية  في العالم التي حافظت على طابعها التراثي والتاريخي المميز، ومن أبرز الممارسات الإسرائيلية في التأثير على مواقع السياحة الدينية ما يأتي :
1.  قامت إسرائيل منذ احتلالها للقدس في العام 1967 إلى محاولة تهويد المدينة المقدسة وإلغاء وطمس العديد من المعالم الإسلامية والمسيحية في المدينة .
2.     السماح بالصلاة والتجمعات الدينية اليهودية داخل الحرم الشريف، إضافة إلى وضع اليد على أحد أبواب الحرم.
3.     إحراق المسجد الأقصى في 21/8/1969.
4.  تتابع الحفريات الأثرية في مدينة القدس والتي أدت للقضاء على الكثير من مواقع السياحة الدينية الإسلامية والمسيحية ،واختراق أساسات المسجد الأقصى، مما تسبب في تصديع وهدم معظم الأبنية المحيطة بالحرم.
5.     تشجيع الفكر القائم على هدم المسجد الأقصى من أجل بناء الهيكل اليهودي.
أمّا أهمّ الاعتداءات "الإسرائيلية" على المواقع السياحية الدينية المسيحية ،كما عرفها الأب الأيكونومس قسطنطين مرمش كما يلي:
1. هدم كنيسة دير الروم الأرثوذكس على جبل الطور بتاريخ 23/7/1992.
2. عدم السماح بإقامة أي ترخيص لبناء كنيسة في داخل البلدة القديمة وشعفاط وبيت حنينا ومار إلياس.
3. تدنيس وتشويه معالم كنيسة القديس جيورجيوس في بركة السلطان بالقدس، وتحويلها إلى نادٍ ليليّ، ونقل جرس الكنيسة إلى ما يسمّى (حديقة الحرية) القائمة على أراضي وقف دير الروم المستولى عليها.
4.  الاستيلاء على دير مار يوحنا بالقدس بالقوة، ولا تزال الدعاوى قائمة بين البطريركية ووزارة الإسكان التي شجّعت وموّلت العملية.
5. الاستيلاء ومصادرة الأراضي الوقفية في حي الطالبية ودير أبي طور وأبي غوش وغيرها ودير الصليب (600 دونم)، وهي الأرض التي بنيت عليها الكنيسة والمتحف.
6. إقامة مستعمرة معاليه أدوميم على أراضي الوقف قرب العيزرية وأبو ديس.
7. الاستيلاء ومصادرة بيارة دير الروم والبنايات القائمة عليها في قرية البريج في منطقة القدس.
8. وضع إشارة منطقة خضراء على أراضي الوقف في جبل صهيون لمنع استغلالها، وكذلك عدة أراضي وقفية في أنحاء فلسطين.
-9 الاستيلاء على أوقاف وممتلكات الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في وسط القدس، والتي تشغّلها الآن عدة وزارات ودوائر حكومية كتسجيل الأراضي والمالية والزراعة والمستشفى، كما حول مأوى الحجاج إلى سجن المسكوبية الرهيب، ودير النساء إلى مركز للشرطة، ومأوى الرهبان إلى مستشفى.
10 مصادرة استملاك أراضي الوقف في باب العامود وتحويلها إلى منتزه وساحة للسيارات.
11 تحويل بنايات الوقف في شارع الأنبياء إلى متحف ومركز للأدوات الصحية.
12 تدمير بنايات دير شعار على طريق بيت لحم-الخليل والكنيسة الموجودة فيها، والتي كانت تتّسع لألف شخصٍ من الحجّاج، وتحويلها إلى نقطةٍ للجنود الإسرائيليين.


آثار الحصار على القطاع السياحي والفندقي في القدس

    إن حالة الحصار والإغلاق التي مارستها إسرائيل لها تأثيرات كبيرة على كافة القطاعات الاقتصادية في المدينة المقدسة، ذلك بسبب حالة الترابط والتشابك القائم بين الاقتصاد الفلسطيني من جهة والإسرائيلي من جهة أخرى، مما أدى إلى إضعاف قدرة المنتج السياحي العربي في القدس على المنافسة ، مما دفع بالعديد من أصحاب رؤوس الأموال إلى التخلي أو تجنب مجال السياحة من مخططاتهم الاستثمارية في القدس وبالتالي البحث عن الاستثمارات سريعة الربح  كالإنشاءات والخدمات والتجارة.

    إن الأضرار والخسائر التي لحقت القطاع السياحي والفندقي خلال فترة الحصار الإسرائيلي كانت كبيرة بلا شك، لذلك يجب العمل على تعزيز المنشآت السياحية وتقوية صمودها وإيجاد البدائل الدائمة والحقيقية للمواد المستوردة من السوق الإسرائيلي أو عبره، و على كافة الجهات الرسمية ومؤسسات القطاع الخاص أخذ زمام المبادرة من أجل العمل على توفير آليات لدعم صمود القطاع الخاص وتطوير فرص الاستمرار للمنشآت السياحية في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تعيشها الأراضي الفلسطينية حالياً.وأبرز التأثيرات السلبية للحصار ما يأتي :

·    وبالنسبة للأيدي العاملة فقد أدت حالة الحصار والإغلاق المفروضة على القدس إلى انخفاض واضح وكبير في نسبة تشغيل الأيدي العاملة حيث تراجعت بنسبة 71% مقارنة بما كانت عليه الحال قبل فرض سياسة الحصار ويرجع ذلك إلى الأوضاع الأمنية والسياسية .

·    أدت حالة الحصار إلى تراجع كبير في حجم المبيعات  حيث انخفضت نسبة المبيعات في منشآت القطاع السياحي بنسبة 49% مقارنة بما كان عليه الوضع  قبل الإغلاق؛ وترجع الأسباب وراء هذا التراجع إلى القيود المفروضة على حرية الحركة والتنقل.

وقد أظهرت نتائج المسح الذي قام به الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ان عدد الفنادق الإجمالي في فلسطين قد بلغ 116 فندقاً وعدد الفنادق العاملة 106 فندق يتوفر فيها 4708 غرفة متاحة وتضم 10063 سريراً  متاحاً . وقد بينت نتائج المسح مدى تأثر القطاع السياحي في فلسطين بآثار الحصار الإسرائيلي حيث تبين من خلال نتائج المسح التراجع الملموس للحركة السياحية في فلسطين

تأثير جدار الفصل العنصري على الحركة السياحية في القدس:
     مارست إسرائيل العديد من الوسائل التي ترمي إلى إبراز السياحة اليهودية وتعزيز مكانتها سوءاً من خلال إقامة المستوطنات اليهودية ،أو الورش التي تقوم على تصنيع الحرف اليدوية والتقليدية في الأحياء اليهودية فضلاُ عن إقامة جدار الفصل في شقه المتعلق بالقدس، الذي يهدف إلى السيطرة على المزيد من أراضي القدس العربية، وتسريع حركة المستوطنين، وتشجيعهم على السكن في المستوطنات .
     ساهم الجدار الفصل في محافظة القدس إلى عزل المواقع السياحية وحصرها في ثلاث مناطق معزولة عن بعضها البعض من جهة، وعن باقي المدن والمواقع السياحية في الضفة الغربية من جهة أخرى، بحيث عزلت المواقع الأثرية والسياحية في البلدة القديمة مع مجموعة من المواقع الأثرية والسياحية في الأحياء المحيطة عن أيّ امتداد وتواصل مع باقي الأراضي المحتلة، إضافة إلى فصل الجدار المواقع الأثرية والسياحية في الأحياء والضواحي الشرقية للمحافظة عن المدينة، وأحيط بحواجز ونقاط تفتيش من كل الاتجاهات، وانقطع التواصل مع القرى والبلدات في الشمال والشمال الغربي للمحافظة، وتمخض عن الجدار انحسار الحركة السياحية الداخلية والدولية ؛ بسبب منع دخول المواطنين الفلسطينيين إلى المدينة،وتوجيه الحركة السياحية الدولية إلى بعض المواقع البعيدة عن التجمعات والمواقع العربية مما زاد من معاناة المواطنين في المحافظة، حيث شكّلت مدينة القدس شريان الحياة الرئيسي للقرى والضواحي في كافة مجالات الحياة.
   وقد زادت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" في الآونة الأخيرة من مصادرتها للأراضي الفلسطينية في القدس وضواحيها بادّعاءات وذرائع غير مبررة، يتضمّن إقامة مجموعة من الأحزمة الأمنية والسكانية تفصل شرقي القدس بشكلٍ تام عن باقي الأراضي الفلسطينية، وهذا يتيح لسلطات الاحتلال التحكم بشكلٍ مباشر في الحركة السياحية الداخلية والدولية من وإلى القدس وباقي مناطق الضفة الغربية، بل والتحكم في غيرها.
 الأضرار الناجمة عن إقامة جدار الفصل العنصري على السياحة في القدس
1. صعوبة حصول السياح على الخدمات السياحية والفندقية ، والانتقال بحرية بين المواقع السياحية والأثرية في محافظة القدس ،مما يؤثر سلباً في حجم الحركة السياحية لبعض المواقع الأثرية والسياحية.
 2. أسهم جدار الفصل العنصري في مصادرة وابتلاع الكثير من المناطق والمواقع الأثرية التاريخية والأثرية الفلسطينية،مما يعمل على التقليل من أهمية المقاصد والمدن السياحية في باقي محافظات الضفة الغربية خاصة مدن: بيت لحم، القدس، الخليل.
 3.أدى إقامة جدار الفصل العنصري الى الحاق العديد من المواقع الأثرية والسياحية المهمة ضمن الأراضي الغربية في القدس فهناك عشرات المواقع الأثرية تقع في نطاق الجدار الملتف حول مدينة القدس، مما يسمح لفرق تابعة لسلطات الاحتلال بإجراء التنقيبات الأثرية  في هذه المواقع مثل :
أ‌.        تقنيات في موقع (صوانة صلاح) شرق بلدة أبو ديس.
ب‌.   محيط مسجد بلال بن رباح والمقبرة الإسلامية.
4. فصل المواقع السياحية في بيت لحم والقدس عن بعضها البعض، اللتيْن تشكّلان أحد أبرز المقاصد السياحية الرئيسة في فلسطين.
5.  أدى الجدار العنصري إلى إعاقة الحركة السياحية بين المواقع السياحية والأثرية الواقعة في الشمال والجنوب خاصة مدن الناصرة ورام الله ونابلس وجنين.
6. عزل المواقع الأثرية في أخفض مدينة عن سطح البحر أريحا عن كافة المقومات السياحية المقامة على الساحل الغربي للبحر الميت.
7.العبث والتدمير الذي لحق بالكثير من المواقع الأثرية المنتشرة على طول جدار الفصل العنصري مثل :.
أ. عيون الماء القديمة.
ب. الخرب الأثرية في منطقة حوسان غرب مدينة بيت لحم ومنها: خربة حمود وخربة قديس، وخربة الكنيسة، وخربة دير نعل.
8. يؤدي إغلاق إسرائيل للعديد من المواقع السياحية والأثرية في محافظة القدس  إلى تقيل الحركة السياحية في المدينة ، مما يؤدي إلى تقيل المردود الاقتصادي للسياحة وزيادة معدلات البطالة ، خاصةً وأنّ 25% من السكان في مدينة القدس يعتمدون على السياحة.

تأثير سياسات الاستيطان الإسرائيلي على القطاع السياحي في القدس
    تتنوع كافة المقومات السياحية البشرية والطبيعية والحضارية في القدس والتي تشكل كنزاًً سياحياً هاماً ، خاصة في ظل الاندماج والتعايش المشترك الذي أحاط بالمدينة المقدسة في العهود الماضية ، وبالرغم من أهمية توفر المعالم الأثرية والسياحية والأماكن المقدسة لمختلف الديانات السماوية والتي تشكل بؤرة جذب رئيسة للسياح والحجاج والزائرين من مختلف بلدان العالم، إلا أن السياسات الإسرائيلية المتمثلة بزيادة التوسع في السياسات الاستيطانية في المدينة المقدسة ؛ بهدف إعادة تغير التركيبة السكانية والمعمارية للمدينة المقدسة ،يشكّل تهديداً غير مسبوق لاتجاهات الحركة السياحية إلى المدينة المقدسة، وآثارها على مستقبل صناعة السياحة، ليس في القدس وحدها، بل في جميع الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
   أدت النشاطات الاستيطانية الممنهجة التي تقوم بها إسرائيل إلى التأثير على التراث الحضاري والعمراني للمدينة المقدسة ،على الرغم من إدراج المدينة المقدسة ضمن مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو عام 1981، مما أفقد المدينة الكثير من بريقها كمدينة عربية أصلية، بكل ما يحمله ذلك من معاني. فقيام إسرائيل بالعديد من الوسائل وعلى رأسها مصادرة الكثير من الأراضي العربية انعكس بشكلٍ واضح على النمط العمراني التراثي ، وبدأت تحل بدلاً منه أنماط جديدة لا تعكس الواقع التاريخي والأثري لهذه المدينة، كما أنّ إقامة سلسلة من المستعمرات المحيطة بالمدينة  شوّه إلى حدّ كبير هذا النمط العمراني الشرقي الفريد، وذلك من خلال انتشار مناطق سكنية حديثة للمستعمرين اليهود.ومن أبرز التأثيرات الاستيطانية على السياحة ما يأتي :
1.  التوسع في إنشاء البنية التحتية والفوقية للسياحة داخل المستعمرات اليهودية على حساب المناطق العربية ، من خلال مصادرة الأملاك العامة والوقفية والمناطق الخضراء .
2.  حرمت المنشآت السياحية في المناطق العربية من البناء لأكثر من ثلاث طوابق مقارنة بالمنشآت السياحية اليهودية والتي سمح لها بالبناء لأكثر من ثمانية طوابق ؛ ولهذه الأسباب فإنّ المستثمرين العرب يُجبَرون على ترحيل استثماراتهم السياحية والفندقية إلى خارج حدود المدينة المقدسة ، أو إلى الضفة الغربية، حيث تكون قوانين التخطيط والبناء أقلّ صرامة، وأسعار الأراضي رخيصة، مقارنة بما هو موجود ضمن حدود بلدية الاحتلال في القدس.
3.  تقديم العديد من الحوافز من خلال الحوافز الحكومية لجذب المستثمرين اليهود للتوسع وإقامة المنشآت السياحية وخلق طابع سياحي يهودي في المدينة المقدسة .
4.  شق الشوارع "الإسرائيلية" في المواقع السياحية اليهودية الجديدة لربطها ببعضها بعض،حيث تقسّم هذه الشوارع المناطق والقرى العربية وتفرقها عن بعضها البعض.
5.  التركيز على طراز عمراني سياحي مختلف عن المناطق العربية مما يؤثّر بصورة سلبية على النشاط السياحي في القدس من مختلف الجوانب.
     ساهمت الممارسات الاستعمارية السابقة بالتأثير على الحركة السياحية في المدينة المقدسة وتوجيها والتحكم في التوزيع المكاني لها مما ينعكس بصورة سلبية على النشاط السياحي في المناطق العربية الذي يحتاج إلى تطوير المؤسسات والأسواق الموجودة بصورة متوازنة مع التطورات السياحية،والأهداف المرجوة من هذا النشاط.
تأثير سياسات الاستيطان الإسرائيلي على القطاع الفندقي في القدس
      تعتبر القدس إحدى أهم مواقع الجذب السياحي التاريخي الديني في العالم، ولذلك أقيم العديد من الفنادق للسياح والزائرين، فقد أقيمت قبل نهاية القرن التاسع عشر مجموعة كبيرة من الفنادق الجديدة في القدس لاستقبال السياح، وكانت تابعة إمّا لشركات أجنبية أو محلية أو لشركات مشتركة. وتميزت مرحلة قبل عام 1967 بوجود خدمات فندقية متطورة وكان قطاع الفنادق الفلسطيني قبل الاحتلال "الإسرائيلي" العام 1967 أكثر القطاعات السياحية استفادةً من النشاط السياحي الذي كان فاعلاً آنذاك، حيث كان في الضفة الغربي وحدها في العام 1964 حوالي 59 فندقاً مصنفاً، حظيت القدس الشرقية في حينه على ثلثي هذا العدد وتفوقت في مواصفاتها على الفنادق الإسرائيلية.( عبد القادر حماد ، 2007) .
     ساهم الاحتلال الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية بعد عام 1967 في إحداث تغيرات كبيرة في صناعة الضيافة في المدينة المقدسة ، فانحسرت عدد الفنادق بمختلف تصنيفاتها في الوقت الذي تطورت به الفنادق الإسرائيلية على مختلف الصعد ،قد بلغ عدد الفنادق في القدس الشرقية، حسب الدرجة السياحية، 34 فندقاً مقابل 23 فندقاً في القدس الغربية كما يوضح الشكل ( ) .

أبز التأثيرات الناجمة عن السياسات الإسرائيلية تجاه القطاع الفندقي في القدس :   
1. انخفاض عدد المنشآت الفندقية في المدينة المقدسة إلى 34 منشأة فندقية في العام 1972، مقابل 40 منشأة فندقية في العام 1964، بسبب التغيرات في طبيعية وحجم الحركة السياحية الناجم عن التأثيرات السياسية والاقتصادية السائدة في المنطقة.
 2. عدد الغرف الفندقية في القدس الغربية أكبر من عدد الغرف الفندقية في القدس الشرقية؛ بسبب صغر حجم الفنادق الفلسطينية في القدس الشرقية، وعدم وجود سلطة سياحية تهتم بتنميتها وتطويرها، وزيادة حجم الاستثمارات بها، وارتفع عدد الفنادق إلى 38 فندق في العام 1981 مقابل 30 فندقاً في القدس الغربية . بينما بلغ عدد الغرف الفندقية خلال العام نفسه 2106 غرفة فندقية في القدس الشرقية مقابل 4701 غرفة فندقية في القدس الغربية.

3. في العام 1985/1986، بلغ عدد الفنادق في القدس الشرقية 39 فندقاً مقابل 30 فندقاً في القدس الغربية، بينما زاد عدد الغرف الفندقية إلى 2185 غرفة فندقية، أي بزيادة 79 غرفة فندقية خلال حوالي أربعة أعوام، بينما بلغ عدد الغرف الفندقية في القدس الغربية 4997 غرفة، أي بزيادة 296 غرفة فندقية خلال الفترة نفسها . وبلغ عدد الفنادق في العام 1995 حوالي 40 فندقاً بينما انخفضت عدد الغرف الفندقية إلى 2056 غرفة فندقية.
4. استمر انخفاض حجم الحركة السياحية مما كان له تأثيراً سلبياً على عدد الفنادق في القدس خاصة مع اندلاع انتفاضة1987، وانتفاضة الأقصى، حتى بلغ عدد الفنادق العاملة في جميع الأراضي الفلسطينية في نهاية الربع الثاني من العام الجاري 78 فندقاً بسعة 3608 غرفة فندقية متاحة، بينما بلغ عدد الفنادق في القدس 20 فندقاً بواقع 900 غرفة متاحة ، مقابل 23 فندق في القدس في نهاية العام 2004 يتوفّر فيها 985 غرفة متاحة ، و20 فندقاً في العام 2003 بواقع 907 غرفة فندقية متاحة.
    تشكل التحديات الأمنية والسياسية والاستقرار في المنطقة عنصر هام في نجاح السياحة فانعدام وجود الأمن  يشكّل عقبة رئيسية أمام النشاط السياحي والفندقي أمام الحركة السياحية ليس في القدس وحدها، بل في مختلف دول المنطقة، مما ينعكس سلباً على حجم الاستثمارات السياحية والفندقية، كما أنّ استمرار الاحتلال "الإسرائيلي" لمعظم الأراضي الفلسطينية، يؤدي إلى ضعف الحركة السياحية والحد من حركة السياح والزائرين من وإلى خارج المدينة المقدسة ، وضعف الاستثمارات السياحية والفندقية  وتخوّف القطاع الخاص من الاستثمار في البناء الفندقي، ونتيجة لذلك فإن الخدمات السياحية والفندقية تفتقر في المدينة المقدسة الى التطور والنمو على غرار العديد من المواقع السياحية في العالم .


مزايا التخطيط السياحي في القدس   
    إن التخطيط السياحي في مناطق القدس الشرقية وحوض البلدة القديمة اعتمد رؤية دينية تاريخية،اقتصرت على إبراز تاريخ الشعب اليهودي وتجاهلت الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين . وتم استحداث المناطق الخضراء والتي خصصت واستعملت من اجل الربط بين المواقع الدينية والتاريخية للشعب اليهودي،وتشمل أجزاء من الأحياء والمناطق مثل : حي البستان, منطقة  وادي حلوة، جبل المكبر وجبل المطلع ومنطقة الطور.
   أعطيت السياحة البيئية من السلطات الإسرائيلية أهمية خاصة لتطوير السياحة في القدس ، وهذا كان الهدف المعلن ، ولكن فعلياً كانت السياحة البيئية من خلال استغلال المناطق الخضراء في حوض البلدة القديمة بعدا سياسياً يتمثل بالسيطرة على الأراضي العربية وفصلها عن بعضها مثل : البستان الذي يدور حول البلدة القديمة ويشمل بلدة سلوان إضافة إلى البساتين العامة في منحدرات جبل المطلع لتحويل المنطقة الواقعة بين حي الطور والعيسوية إلى حديقة عامة.
     تقوم إسرائيل بالعمل على التقليل من أهمية الصناعات التقليدية والحرف اليدوية والتي تشكل مصدراً مهماً لكسب العيش للسكان العرب من خلال بيع المنتجات التراثية للسياح، والعمل على توجيه هذه الصناعات إلى المناطق التي يتواجد بها اليهود مثل: معلي ادوميم التي تقع على حدود القدس، ومنطقة عطروت.

توزبع مناطق التخطيط السياحي في القدس حسب المخططات الإسرائيلية
المنطقة
الأحياء التي تشملها
تخطيط المركز السياحي
تشمل الأحياء التي تقع في مركز مدينة القدس الغربية والأحياء المحيطة بها.
وتشمل أيضا الحي اليهودي في البلدة القديمة.
منطقة تخطيط الشمال
وتشمل بغالبيتها الأحياء اليهودية والتي بنيت على أراضي مدينة القدس الشرقية والتي ضمت إلى حدود المدينة وصودرت بعد عام 1967.
من ضمنها: نبي يعقوب، التلة الفرنسية وآخرين.
منطقة تخطيط الجنوب
وتشمل أيضا الأحياء اليهودية – المستوطنات التي تقع جنوبي المدينة والتي بنيت على الأراضي التي ضمت إلى مدينة القدس بعد عام 1967، مثل هار حوما، جيلو، تلبيوت شرق وآخرين.
منطقة تخطيط غرب
وتشمل بمعظمها المناطق الغربية من المدينة التي ضمت إلى حدود نفوذ مدينة القدس لتوسيع حدودها نحو الغرب وهي تعتبر مناطق ذات طابع قروي.
منطقة تخطيط شرق
وتشمل جميع الأحياء العربية في القدس الشرقية بما في ذلك البلدة القديمة والمقصود الأحياء العربية في البلدة القديمة نظرا لأن الحي اليهودي صنف في منطقة تخطيط المركز كما جاء.


النتائج والتوصيات:
حاولت هذه الدراسة التعرّف على تأثير النشاط الاستيطاني في القدس الشريف على صناعة السياحة فيها، وذلك من خلال التعرف على المحاور الاستيطانية الموجودة في المدينة المقدسة ومحاولة التعرف على تأثيرها على السياحة، من خلال استقراء الوضع السياحي في بعض الجوانب الرئيسية التي تعطي مؤشّرات حول مدى تطوّر ونمو شكل السياحة في المدينة المقدسة. ولقد توصل الباحث إلى العديد من النتائج كان من أبرزها:

1-  تتوفر في مدينة القدس جميع العناصر الإيجابية التي تشجّع على تطور الحركة السياحية فيها إذا توفرت الظروف السياسية والاقتصادية الملائمة وتمتعت بالاستقرار السياسي.
2-     أشارت الدراسة إلى الواقع الخطر المحيط بالقدس في ظل تسارع النشاطات الاستيطانية في القدس ومحيطها.
3-     أظهرت الدراسة مدى خطورة المستوطنات وجدار الفصل العنصري على المواقع السياحية في القدس، خاصةً تلك التي نُهبت أو دُمّرت أو طُمست وغُيّرت معالمها.
4- 
بيّنت الدراسة ضآلة مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني جراء الممارسات "الإسرائيلية".
4-   كشفت الدراسة عن التهديدات الحقيقية التي تواجه الصناعات السياحية في القدس جراء الأنشطة الاستيطانية والممارسات "الإسرائيلية" التعسفية.
5-     أوضحت الدراسة أنّ المنافسة "الإسرائيلية" غير الشريفة تشكّل تهديداً لصناعة السياحة في القدس.

التوصيات:
على ضوء ما سبق يمكن عرض أهم التوصيات التي توصل إليها الباحث على النحو التالي:

1-    توفير الدعم الحقيقي والمتواصل لجميع الهيئات والمؤسسات العاملة في المجال السياحي في القدس.
2-   توجيه وسائل الإعلام الدولية والعربية والمحلية لتسليط الضوء على واقع صناعة السياحة في القدس في ظل استمرار الأنشطة الاستيطانية، والمخاطر المترتبة على ذلك.
3-   تشجيع السياحة الداخلية إلى القدس، وذلك من خلال تنظيم رحلات منظمة لطلاب المدارس والجامعات والمواطنين عموماً إلى القدس، سواءً من الأراضي الفلسطينية وأراضي 48.
4-   إقامة مهرجانات رياضية وشعبية وفنية وفلكلورية في المدينة المقدسة على أنْ يتخلّلها توجيه دعواتٍ لفِرَق رياضية وفنية تعمل على إطالة الموسم السياحي.
5-   تشجيع الاستثمار في القطاع السياحي في القدس وتشجيع مستثمرين فلسطينيين وعرب وأجانب على توفير الدعم اللازم لتطوير صناعة السياحة والارتقاء بها.
6-   وضع استراتيجية شاملة لتسويق القدس سياحياً، في مختلف الدول مع التركيز على الجانب الإعلامي في هذا المضمار، بشكلٍ يبرز الأهمية الدينية والتاريخية والسياحية للمدينة المقدسة،والمخاطر التي تهدّدها في ظلّ استمرار الأنشطة الاستيطانية فيها.
العمل بشكل موحد لوقف عملية التحريض المنظمة التي تمارس ضد التجار العرب وشرقي القدس بشكل عام.
1.  إجبار وزارة السياحة على منح التسهيلات للتجار العرب كما تمنحها لليهود والسماح لوفد منهم باستقبال المجموعات السياحية في المطار.
2.     تطوير مهنة السياحة وتخفيف حدة المنافسات بين التجار.
3.  إلزام التجار العرب باتباع سياسة التسعيرة، لأنها تؤثر على اقتناع السائح بأن التجار العرب يطلبون أسعار مناسبة مقابل بضائعهم.
4.     إنهاء مظاهر السلب التي تتم في بعض المحلات ضد السياح الأمر الذي يعطي وزارة السياحة مبرراً في تحريضها الدائم.
5.  تكليف بعض الدارسين العرب بإعداد كتب سياحية من وجهة نظر عربية، يتم تسويقها لتضاهي الكتب الإسرائيلية، والعمل على تسويق كتاب السيد سامي عواد "الأراضي المقدسة" بشكل أكبر.
الفنادق العربية منافسة واسعة وتتسع باستمرار أصحاب الفنادق العربية لم يعملوا على تطوير فنادقهم


رغم ذلك يبقى هناك أمل كبير لتغيير جزء من هذا الوضع من خلال إنشاء شركة للفنادق العربية، يساهم بها أصحاب أموال تعمل على تطوير هذه الفنادق وتوسيعها، وتحسين تجهيزاتها الداخلية، كما يجب على جمعية الفنادق والغرفة التجارية ولجنة عن تجار التحف الشرقية وأدلاء السياحة، أن تجتمع باستمرار لمناقشة السبل الكفيلة بتطوير السياحة في الوسط العربي وحماية التجار العرب من المنافسة الإسرائيلية وتحريض الجهات الرسمية ضدهم.
إنه لمن المفيد جداً كخطوة على الطريق أن يستمر التعاون الدوري بين الجهات المذكورة أعلاه لتطوير الوضع السياحي بشكل دائم، فإذا كان التجار اليهود والفنادق الإسرائيلية منظمين بما يكفي لمواجهتنا، فماذا ينتظر التجار العرب؟!!

إلى (5) د. شوقي شعث "القدس الشريف"، شركة بابل للطباعة والنشر، 1988، ص 140-149.
(6)
عارف باشا العارف، "تاريخ القدس"، دار المعارف، الطبعة الثانية، ص 190-191.
(7)
المرجع السابق، ص 37.
(8)
نواف الزرو، "القدس بين مخططات التهويد الصهيونية ومسيرة النضال والتصدي الفلسطينية"، الطبعة الأولى، 1991، دار الخواجا للنشر والتوزيع، ص 14- 16.
(9) The Econcu of Modern Jsreal; "Malaise and promise". Assof Reyin and Eliaw Sabka, The University of Chigaco Press, Londan, 1993 p.p.74-75
(10)
أحمد القاضي، "القدس: بين واقع الاحتلال ومستقبل التنمية"، صامد الاقتصادي، دار الكرمل ، السنة 16، عدد 95- مارس 1994- ص 79-80.
(11)
د. خليل إبراهيم الطيار، "دراسة في اقتصاد الضفة الغربية" شؤون عربية.
(12)
د. يوسف عبد الحق "معالم السياسة الاقتصادية الإسرائيلية" صامد الاقتصادي، السنة 13، عدد 85، أغسطس 1991.
(13)
مرجع سابق ذكره ص 102.
(14) World Bank Publication, our View..
(15) World Bank Publication, our View. P 12-13.
(16) World Bank Placation, our View.
المراجع:
1- إحسان عطية وآخرين، القدس حقائق وأرقام، مركز الدراسات الإحصائية، جمعية الدراسات العربية القدس 1985.
2- 
أحمد الملا، القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية (الدولة الفلسطينية حدودها ومعطياتها) معهد البحوث والدراسات العربية-القدس 1985.
3- 
أحمد صدقي الدجاني، مواجهة المخططات الصهيونية "الإسرائيلية" لتهويد القدس، وطمس هويتها الحضارية العربية الإسلامية (بحوث الندوة العالمية) حول القدس وتراثها الثقافي في إطار الحوار الإسلامي- المسيحي، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو، الرباط 19-21 أكتوبر 1993.
4- 
الموسوعة الفلسطينية القسم العام المجلد الثالث هيئة الموسوعة الفلسطينية دمشق 1996.
5- 
جمال حمدان، المدينة العربية، معهد الدراسات العربية العالية القاهرة 1964. جمعية الدراسات العربية، القدس حقائق وأرقام-القدس 1985.
6- 
حمدي الخواجا، الوضع الراهن لقطاع السياحة في فلسطين ومدى استجابته لمتطلبات التعاون الإقليمي المرتقب (السياحة الفلسطينية في الإطار الإقليمي) المركز الفلسطيني للدراسات الإقليمية، الطبعة الأولى 1997.
7- 
خليل التفكجي، الاستيطان في مدينة القدس والأهداف والنتائج، (القدس التاريخ والمستقبل)، أبحاث الندوة الدولية (القدس التاريخ والمستقبل) التي عقدها مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط، أسيوط فبراير 1997.
8- 
دائرة الإحصاء المركزية الفلسطينية النشاط الفندقي في فلسطين،أيار/مايو 1996.
9- 
عايد أحمد عايد صلاح الدين، السياحة في مدينة القدس، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الأردنية-عمّان 1996.
10- 
عايد أحمد صلاح الدين، الصناعات السياحية في مدينة القدس، مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية، القدس 1998.
11- 
عبد القادر إبراهيم حماد، التطوّر التاريخي للسياحة في فلسطين، مجلة رؤية، السنة الثانية، العدد 22، الهيئة العامة للاستعلامات، غزة- آذار 2004.
12- 
عبد القادر إبراهيم حماد، السياحة في فلسطين، مجلة رؤية، السنة الثالثة، العدد 28، الهيئة العامة للاستعلامات-غزة.
13-
عبد القادر إبراهيم حماد، الضفة الغربية لنهر الأردن دراسة في جغرافية السياحة، رسالة دكتوراه غير منشورة، برنامج الدراسات العليا المشترك لجامعتي عين شمس في ج.م.ع والأقصى في فلسطين، القاهرة 2003.
14- 
عبد الوهاب صباح، الجدار في محافظة القدس يفصل بين العائلات الفلسطينية ويشتت شمل أفرادها، بيان صادر عن مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان، 13/3/2005.
15- 
فايز جابر، تهويد القدس وطمس الهوية الإسلامية عن المدينة المقدسة، (بحوث الندوة العالمية) حول القدس وتراثها الثقافي في إطار الحوار الإسلامي-المسيحي، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة-إيسيسكو، الرباط، 19-21 أكتوبر 1993.
16- 
ماهر عبد العزيز توفيق، صناعة السياحة، دار زهران للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن.
17- 
مجدولين أبو الرب، الاعتداءات "الإسرائيلية" على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، مجلة صامد الاقتصادي، السنة التاسعة عشر العدد 108 دار الكرمل للنشر والتوزيع، عمّان نيسان/أيار/حزيران 1997.
18- 
محمد خميس الزوكة، صناعة السياحة من المنظور الجغرافي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية 1996.
19- 
محمود هواري إمكانية الجذب السياحي لفلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) (السياحة في فلسطين)، مجلة شؤون تنموية، المجلد الثاني، العدد الثاني، الملتقى الفكري العربي، القدس- نيسان/أبريل 1992.
20- 
ناديا بدوي، المعالم التاريخية والحضارية في القدس، مجلة صامد الاقتصادي السنة 19 العدد 110، دار الكرمل للنشر والتوزيع-عمّان، تشرين الأول/تشرين الثاني/كانون الأول 1997.
21- 
نبيل السهلي،مخططات الاستيطان في القدس حتى العام 2010،مجلة صامد الاقتصادي،السنة 19 العدد 109، دار الكرمل للنشر والتوزيع، عمّان، تموز آب/أيلول 1997.
22- 
نجوى رزق اله وسامي خضر، البلدة القديمة في القدس الواقع الحالي وآفاق التنمية، الطبعة الأولى، مركز دراسات القدس التابع لجامعة القدس، البلدة القديمة 2001.
23- 
يحيى الفرحان، قصة مدينة القدس، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ودائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية، (بدون تاريخ).

مواقع على شبكة الإنترنت:
الاستيطان الصهيوني في القدس وتهويدها، انظر موقع www.bma-alqods.org/arabic/actionD3.htm 
ذيب عمارة، المستعمرات "الإسرائيلية" القائمة على الآثار الفلسطينية، مجلة رؤية الهيئة العامة للاستعلامات-غزة، انظر الموقع: www.sis.gov.ps/arabic/roya/html16/page7.اhttp://
عماد خضر، القدس بين براثن الاحتلال وبؤر الاستيطان، انظر موقع: www.islamonline.net/arabic/In-Deoth/palestine/arabic/2004-09/articall42.shtml.
مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، جدار الفصل العنصري، انظر موقع: http://www.pinc.gov.ps/Arabic/Palestine/pal-wall_4.html
وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) انظر: 66848http://www.wafa.ps/body.asp?id
وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا): 52695http://www.wafa.ps/body.asp?id
وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) 3827http://www.wafa.ps/body.asp?id 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا