التسميات

السبت، 19 يوليو 2014

تطور الخريطة الصناعية فى منطقة المنوفية خلال الفترة العربية وحتى انتهاء القرن التاسع عشر ...

تطور الخريطة الصناعية فى منطقة المنوفية
خلال الفترة العربية وحتى انتهاء القرن التاسع عشر
( مجلة بحوث كلية الآداب جامعة المنوفية ، العدد السابع ، ديسمبر 1991م ) .

أ.د. فايز حسن حسن غراب

          المتتبع لخريطة الدلتا بصفة عامة وجنوبها بصفة خاصة خلال الفترة العريبة وحتى الآن تعترضه عدة تساؤلات عن الواقع الاقتصادي لها ، ونخص هنا الجانب الصناعي ،  فمنطقة جنوب الدلتا والمشتملة على محافظة المنوفية كانت دائماً ومازالت تفتقر إلى التركيز الصناعي([1]) إذا ما قورنت بالمناطق الشمالية من الدلتا ، بينما لاقت بعض جهات الصعيد شهرة صناعية كبرى ، وتتبلور هذه التساؤلات على النحو التالى :-

  هل يرجع ذلك إلى موقعها الجغرافي وسهولة اتصالها بالمراكز الصناعية الشمالية ومنطقة القاهرة في الجنوب وأدى ذلك إلى ازدهارها تجارياً على حساب الصناعة ؟
هل استفادت من الأزمات التي ألمت بالمراكز الشمالية ؟  وما ترتب عليها من حركة نزوح لهذه الصناعات تجاه المراكز العمرانية الداخلية ؟
  متى بلغت هذه الحركة المنوفية ؟ وهل توافر الكتان فيها كان عاملاً لجذب الصناعة إليها وذلك خلال القرن 18 والنصف الأول من القرن 19؟.
ما دور الخريطة الزراعية في التنمية الصناعية في المنوفية في القرن 19 ؟.
 هذه التساؤلات يطرحها هذا البحث في النقاط التالية :
  • أدوار الموقع الجغرافي في المنطقة ، والعقديات النهرية فيها .
  • التغيرات التي طرأت على المراكز الصناعية الشمالية .
  • الخريطة الصناعية في أواخر القرن 18 ، والخريطة الصناعية في القرن 19 .
      إن الموقع الجغرافي وتسهيلات النقل المرتبطة به قاما بدورين مختلفين ، فالدور الأول استمر حتى القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين ، وفيه تأكد الدور التجاري لمنطقة المنوفية مع عدم وضوح الجانب الصناعي في اقتصادها ، أما الدور الثاني فقد بدأ مع القرن الثامن عشر وساد القرن التاسع عشر، وفيه تقاطرت الصناعة إلى المحلات العمرانية الأكثر تمتعاً بالتسهيلات التقلية (مثل شبين الكوم ومنوف) وتأكد هذا الدور مع القرن التاسع عشر حتى أن الموقع وتسهيلاته النقلية كان العامل الرئيسي في نشر الصناعة في المحلات العمرانية دون النظر إلى العتبة السكانية التي يتحدد على أساسها الحجم الأدنى للمنطقة التسويقية بالقدر الذي يؤدى إلى نجاح الصناعة ، فكانت قرية بير شمس وهى أكثر توطناً للصناعة ذات حجم سكاني محدود 1730 نسمة ( في عام 1897 م)  بينما كان حجم مدينة الباجور 8847 نسمة ، ولم تشهد تركزاً صناعيا وكانت جريس وسمادون أكثر توسعاً في الصناعة من أشمون رغم أنها أقل سكاناً منها (5604 نسمة لجريس و 7907 نسمة لسمادون، و11991 نسمة لأشمون) وكانت الأخيرة قاعدة لمركز أشمون .
     كان أصغر حجم سكاني لقرية صناعية (إلى حد ما) 300 نسمة لقرية منشأة مسجد الخضر وكانت مشهورة بأنوال النسيج ولكن موقعها على فرع دمياط وعلى مخرج ترعتي الخضراوية والساحل وقربها من بنها العسل (4 كم) كان مشجعاً لهذه الصناعة.
     ولذلك لم تشكل المحلات العمرانية الصناعية سوى 12.6% من إجمالها بالمديرية واستأثرت بـ 28% من سكانها وانطلاقاً من هذه النقطة (الموقع) فقد تقاطرت الصناعة إلى المركز الحضرية طلباً لخصائص الموقع فكانت هذه المراكز الحضرية عقد لشبكات نقلية (طرق حديدية وبرية إضافة إلى الطرق المائية) فلم تشكل هذه المراكز الحضرية سوى 8% من سكان المديرية واستأثرت بـ30.55% من إجمالي العمالة الصناعية في المديرية وتوزع في المناطق الريفية 92% من السكان و69.45% من عمالتها الصناعية .
    لم يتفق نصيب المديرية من الصناعة مع نصيبها من سكان الوجه البحري فقد استأثرت بـ 9.8% من العمالة الصناعية و15.2% من جملة سكانه وكانت بمثابة دائرة افتقار صناعي بين نطاقين أكثر تصنيعاً ، فإلى جنوبها محافظة مصر (القاهرة) وكانت الأولى من حيث العمالة الصناعية (30.32 %) من العمالة الصناعية في الوجه البحري 10% من سكانه وإلى الشمال منها مديرية الغربية الثالثة في الكم الصناعي (14.53 %) من العمالة الصناعية بالوجه البحري ، 22% من سكانه .
     إن الخريطة الزراعية قد شكلت الأنماط الصناعية لخريطة المنوفية وليس انتشار محالج القطن ومعاصر الزيت إلا ترجمة لرئاسة القطن هذه الخريطة ( كما سبق) ويتفق هذا مع القوانين الاقتصادية الداعية إلى تقليل تكاليف إنتاج ونقل المنتجات الصناعية من خلال تقليل تكاليف النقل بين المادة الخام والمصنع وظهر ذلك في عهد محمد علي بوضوح وكما سبق ولذلك لم يكن القطن عماد الزراعة فقط فإنه كذلك كان عماد الصناعة .
    إن البناء الصناعي للمديرية خلال تلك الفترة رغم تأثره بالخصائص البيئية للمديرية ، إلا أنه أوجد نوعاً من الصناعات يمكن أن نسميها بالصناعات التاريخية والتي أصبحت أصولاً لعديد من التنوعات الصناعية في القرن العشرين وعلى رأسها الصناعات النسيجية والخشبية والغذائية .                                                 إن دور النقل والذي كانت تسهيلاته سبباً لافتقار المنطقة الصناعية في الفترة السابقة لهذا القرن (19) قد أصبح بعد التطورات الحديثة لكل من الطريق والوسيلة عامل جذب لهذه الصناعة، كما أصبحت المواقع المركبة للمحلات العمرانية الصناعية أهم عوامل الجذب الصناعي في القرن العشرين ، وبدرجة أقل المواقع المتوسطة .
وأخيراً: فإن هذه الخريطة الصناعية للمديرية في أواخر القرن 19 بمثابة مقدمات لنمو صناعي قد تحقق ولكن بمعدلات محدودة خلال النصف الأول من القرن العشرين ومعدلات كبيرة في العقود الثلاثة السادس والسابع والثامن من هذا القرن حيث ظهرت مناطق التنمية الصناعية في مدن المحافظة والقسم الشرقي من ريفها (منطقة الرمال الشرقية) .



1 -  لا يقصد الباحث بالمركز الصناعي بالمعنى المشتق من المعالجات الإحصائية، ولكن يقصد وجود الصناعة في المحلة العمرانية بدرجات متفاوتة  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا