محتوى جغرافية الخدمات .. المحاضرة التاسعة ...

المحاضرة التاسعــة

الخدمات الاجتماعية

      

تهدف الخدمات الاجتماعية لكافة المؤسسات الداخلة ضمن هذا النطاق , إلى :

ü الإشراف على تنظيم الأنشطة الاجتماعية للأفراد والجماعات , وكافة الشرائح الاجتماعية، بغرض الوصول إلى أقصى العوائد الاجتماعية للجهود المبذولة والاستثمارات المرصودة في هذا المجال.

ü وقد شهدت الفترات الأخيرة تطوراً كبيراً في مجال الجهود المبذولة في المجال الاجتماعي، بحيث أصبحت لا تستأثر المؤسسات الحكومية وحدها بالإشراف على الإنتاج الاجتماعي في المدن والريف، بل ظهرت بعض المؤسسات التطوعية من الأهالي ،نتيجة تشكيل جمعيات ذات أغراض مختلفة لخدمة شرائح المجتمع المختلفة , مثل الأطفال والشيوخ وذوي الاحتياجات الخاصة، أو أغراض ترتبط بتنمية البيئة والمجتمع.

ü وينبغي الإشارة إلى الدور التي تلعبه دور العبادة كالمساجد والكنائس في تنظيم الجهود المبذولة في تنمية الفرد والمجتمع، فقد تحولت الكثير من هذه الدور ، إلى جمعيات كبيرة تقدم الخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية للمترددين عليها.

إستراتيجية الانتشار المكاني للخدمات الاجتماعية :

  يتميز العمل الاجتماعي بتعدد آلياته إذ توجد آليتان  لحركة الجهود الاجتماعية في المجتمع

أولهما : حركة العمل   الاجتماعي المنبثقة من قاعدة المجتمع العريضة، والتي تتميز بإنتاجيتها المرتفعة ،وتعدد مجالات هذا الإنتاج، مما افرز عدداً  كبيراً من المؤسسات العاملة في المجال الاجتماعي , ويتوقف توطنها على مجموعة من العوامل الحاكمة للمجتمع.

الآلية الثانية : فتتحرك من الأعلى إلى الأسفل بتوجيه من الحكومة والسلطات الإشرافية نحو مناطق معينة أو شرائح اجتماعية محددة .
  
   وبالرغم من الآليات السابقة فإن إستراتيجية انتشار أو توطن الخدمات العاملة الاجتماعية ، يتم تحديدها مسبقاً من قبل الدولة، من خلال مجموعة من الخطط التي تعمل على توطين مؤسسات خدمات اجتماعية في نفس الحجم تتعامل مع مناطق خدمة مناسبة.

  فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن المملكة العربية السعودية في بداية خططها الاجتماعية قد تبنت إستراتيجية أوصت بها دور الخبرة العالمية مثل: كنز وتانج وأورتاك، التي اقترحت أن المركز الاجتماعي الثقافي، هو: عبارة عن مبنى أو مجمع مباني ، يقتصر عملها على الأغراض الاجتماعية والثقافية، وقد اقترح ثلاثة أنواع من المراكز:

1- مراكز المجمعات  السكنية: ويخدم 4000 نسمة تقريباً :

    ويقترح أن تكون مساحة مسطح الدور في هذا النوع من المراكز ضمن هذا المبنى 120م²  , ويقوم هذا المبنى بتوفير خدمات الأنشطة الاجتماعية والثقافية للشباب وكبار السن القاطنين في المجمعات السكنية.

  إن توفير خدمات كهذه , ينطوي على قيمة اجتماعية عالية، إذ ستقوم هذه المراكز باستقطاب الشباب وكبار السن معاً، بحيث يتسنى لهم مناقشة القضايا المشتركة ، والحصول على المعلومات التي تهم السكان القاطنين في المنطقة السكنية ، وهذا بدوره يعزز من الشعور بالانتماء الاجتماعي، ومثل هذا الوضع يعزز أيضا من الشعور بالمسؤولية لدى سكان المنطقة السكنية فيما يتعلق بتنمية الخدمات العامة ، والحدائق والشوارع والمحافظة عليها نظيفة وسليمة، بما يفضي بالتالي إلى تحسين بيئة المنطقة السكنية ، وإضفاء نوع من الشعور بالطمأنينة والارتياح في نفوس المواطنين.

2- مراكز المنطقة السكنية التي تخدم 30,000 نسمة :

    اقترح أن يكون المعدل التخطيطي لمساحة مسطح الدور في هذا النوع من المراكز 200-400م²، ويلحق في مثل هذا النوع من المراكز الاجتماعية مسطح إضافي، علاوة على الخدمات العامة الأخرى، والحاجة إلى مثل هذا المسطح تعتمد على نوع الخدمات التي يعمل على توفيرها للأغراض المختلفة. وفي المخططات الرئيسية الإرشادية العامة، سيعمل على بحث البرامج لكافة الخدمات العامة شاملة خدمات اجتماعية وثقافية.

3- المراكز على مستوى المدينة في حجم 60,000 نسمة :

    اقترح أن تكون مثل هذه المراكز على مستوى المدن , بحيث تكون شاملة على صالات عرض للآثار الفنية وصالات عرض أخرى ، كالمساجد والمتاحف والمدرجات ، وقد أشار التقرير إلى ضرورة تصميم هذه الخدمات، بحيث تكون مع منطقة وسط المدينة كلاً متكاملاً، وهذا ينطوي على أهمية بالغة , نظراً لأنه يقوم بتحسين بيئة منطقة وسط المدينة .

  وتوجد برامج مشابهة في دول أخرى ، منها جمهورية مصر العربية تهدف إلى توطين التسهيلات الاجتماعية في مراكز المجمعات السكنية والأحياء ومدن المجتمعات العمرانية الجديدة والحديثة التخطيط ، شأنها شأن المناطق المخططة في المملكة العربية السعودية، لكن تظل المجتمعات القديمة. 

تخضع عمليات توطين التسهيلات الاجتماعية إلى مجموعة من الاعتبارات أهمها :

· اتساع المنطقة وكثافة السكان بها، وخصائص المجتمع.

· التوزيع الجغرافي للميادين وساحات المساجد ومناطق كثافة الحركة .

· التركيبة الاجتماعية التي يتألف منها السكان، وخاصة المهاجرين من الريف وآثر ذلك على توجيه العمل الاجتماعي.

· دور النقابات والأندية والاتحادات العمالية في تدعيم العمل الاجتماعي وآثره في توطين مؤسسات الخدمات.

التركيب النوعي لمؤسسات الخدمات الاجتماعية : تقدم الخدمة الاجتماعية من مؤسسات مختلفة أهمها :

 -       الوحدات الاجتماعية .

 -       الجمعيات الأهلية.

-        دور العبادة كالمساجد.

   وتختلف نسبة كل منها في تقديم الخدمة الاجتماعية من دولة إلى أخرى , ففي مصر مثلا  ، بلغ تعداد هذه المؤسسات الثلاث 79649 مؤسسة في بداية 1999، وتختلف نسبة كل منها على النحو التالي :

1- الوحدات الاجتماعية : بلغ تعدادها 2072 وحدة تشكل 2,6% من إجمالي المؤسسات الثلاث السابقة.

2- الجمعيات الأهلية : يبلغ تعدادها 14946 وحدة تشكل 18,8% من إجمالي المؤسسات الثلاث السابقة.

3- المساجد : يبلغ تعدادها 62631 وحدة تشكل 78,6% من إجمالي المؤسسات الثلاث السابقة.

كما يختلف تعداد هذه المؤسسات الاجتماعية الثلاث من محافظة إلى أخرى.

الطاقة القصوى للخدمة في المؤسسات الاجتماعية :

   يعبر عن الطاقة القصوى للخدمة  للمؤسسات الاجتماعية بعدد السكان الذي يقابل كل مؤسسة خدمية ، وتتفاوت معدلات الطاقة القصوى للخدمة لمؤسسات الخدمة الاجتماعية ما بين :

1.  الوحدات الاجتماعية.

2.  والجمعيات الأهلية

3. والمساجد .

   وتتفاوت معدلات الطاقة القصوى للخدمة الاجتماعية لكل مؤسسة خدمية ،على مستوى المحافظات في الدولة الواحدة ، كما تتباين بين دول وأخرى .

التوزيع الجغرافي لمؤسسات الخدمات الاجتماعية :

   تعد هذه الخدمة الاجتماعية أحد أنماط الخدمات الموجهة إلى شرائح المجتمع المختلفة، وتستهدف التوعية الاجتماعية والحفاظ على تماسك الفرد والأسرة والجماعة، وتقدم خدماتها إما على شكل استشارة وخدمة توعية مباشرة, أو بشكل غير مباشر .

   وتقع وزارة الشؤون الاجتماعية على رأس التنظيم الإداري للشؤون الاجتماعية ، وفي حاضرة(عاصمة) كل محافظة تقوم دواوين الوزارة بإدارة هذا القطاع التي تنتشر مكانتها في مدن المراكز والوحدات المحلية الريفية، وتوجد مؤسسات تقوم على تحقيق الخطة الإنمائية للدولة في المجال الاجتماعي، مثل الوحدات الاجتماعية والجمعيات الأهلية ، ودور الحضانة والأسر المنتجة وغيرها .

الوحدات الاجتماعية :

   وهي الخلية الأولى في البناء التنظيمي الاجتماعي الحكومي، حيث تقوم بتقديم الخدمات وتنفيذ الأنشطة الاجتماعية لأفراد المجتمع المحلي الذي تخدمه الوحدة ،فضلاً عن أنها إحدى عمليات التنمية في هذا المجتمع.

وتهدف الدراسة الجغرافية للمؤسسات الخدمية إلى :

  - معرفة علاقة الأبعاد المكانية لتوزيع الوحدات الاجتماعية ، وعلاقتها بالخريطة التوزيعية للسكان 

  -  تحديد مناطق الكفاية والوفرة في توزيع الخدمات الاجتماعية . 

  -  وفي المقابل معاينة المناطق التي تتأزم بها حالة خدمات المؤسسات الاجتماعية في أبعادها المكانية للسكان .  

 خريطة الخدمات الاجتماعية للجمعيات الأهلية: 

  سبق الإشارة إلى أن الوحدات الاجتماعية هي مؤسسات خدمية حكومية تقدم الخدمات الاجتماعية للمجتمع، ولكن الجمعيات الأهلية مؤسسات اجتماعية غير حكومية ينظم تشكيلها القانون، وتهدف إلى تعبئة الجهود التطوعية للعمل في ميادين الرعاية والتنمية الاجتماعية في المجتمعات المحلية.

ما الفرق بين الوحدات الاجتماعية والجمعيات الأهلية ؟

 

الرحلة إلى الخدمة الاجتماعية :

   يختلف طول الرحلة إلى المؤسسات الاجتماعية (الوحدات الاجتماعية والجمعيات الأهلية ودور العبادة ) من نمط إلى آخر، ومن محافظة إلى أخرى , وهي تتراوح ما بين :

·  رحلات طويلة تزيد عن عشرة كيلومترات.

·  رحلات متوسطة لعدة كيلومترات.

·  رحلات قصيرة نسبيا تتراوح مسافتها بين اثنين إلى ثلاثة  كيلومترات.

· رحلات قصيرة وتتراوح بين عدة مئات من الأمتار .

 منتديات التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني > جامعة الملك فيصل التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني > جامعة الملك فيصل [ تعليم عن بعد ] > ابو الوليد الحربي