التسميات

السبت، 30 أغسطس 2014

محتوى جغرافية الخدمات .. المحاضرة السابعة...

 المحاضرة السابعة
                   
الخدمات الصحية
      
تعتبر الخدمات الصحية من الخدمات الضرورية التي تعنى بصحة الفرد والمجتمع ، وتنقسم بدورها إلى مجموعتين :
1. خدمات صحية تشخيصية ، أي تقديم خدمة صحية جزئية وليست متكاملة ، مثل الخدمة الصحية التي تقدمها العيادات الخاصة والصيدليات، فهذه يقدم كل منها خدمة صحية جزئية ،لكن تكمل كل منها الأخرى في تقديم الخدمة العلاجية .

2. الخدمات العلاجية الصحية المتكاملة فتتفاوت تفاوتا شديدا في مسمياتها وأحجامها في الريف والحضر، ولكنها تقدم خدمة علاجية، تختلف في حجمها وطبيعتها ومدى الرضا عنها من المترددين أو المستفيدين منها .

ومن الخدمات العلاجية الصحية المتكاملة :
   المستشفيات العامة والمركزية والجامعية ومستشفيات ولادة الأطفال ، ومستشفيات الصدرية والمتوطنة والجلدية ، ومستشفيات الرمد والحُميات والجذام والأورام ورعاية الأطفال والتكامل الصحي، هذا فضلاً عن المجموعات العلاجية الصحية، بالإضافة إلى المستشفيات والمعاهد التعليمية والمؤسسات العلاجية والتأمين الصحي، والمستشفيات الجامعية ومستشفيات الهيئات الأخرى ومستشفيات القطاع الخاص.

شبكة الخدمات والمرافق الصحية :
   تختلف استراتيجيات الدول لتأمين الخدمة الصحية لمواطنيها، وتتمثل أهم عناصر هذه الإستراتيجية في نشر الخدمات الصحية في ربوع أراضيها، وعلى مراكزها العمرانية رغم اختلاف أحجامها.

ففي المملكة العربية السعودية على سبيل المثال ، تتضمن إستراتيجية انتشار الخدمات الصحية على الاتجاهات التالية :


1 - إنشاء مستشفيات تخصصية في المدن الرئيسية.
2 - إنشاء مستشفيات عامة في المدن المتوسطة الحجم بالمملكة.
3 - إنشاء مستوصفات صحية وتزويدها بالأطباء لتوفير الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية، مستوصف فئة "أ" في المجموعات السكنية التي يتراوح عدد سكانها ما بين 10000-15000 نسمة، مستوصف فئة "ب" في المجاورات السكنية التي يتراوح عدد سكانها فيها من 5000-10000 نسمة.
4 - إقامة نقاط صحية للتخديم على الوحدات السكنية.
5 - إقامة مستوصفات للمناطق السكنية في المدن الرئيسية للتخديم على 40000 نسمة سكانية.
6 - إقامة مرافق صحية متخصصة لتقديم خدمات صحية كمحطات مكافحة البلهارسيا والملاريا.
    وتهدف هذه الإستراتيجية إلى نشر الخدمات الصحية والوصول إلى عدد أسرّة أكبر في المستشفيات.


أسباب توطن الخدمات الصحية في المناطق الحضرية  :

   استحوذ الحضر على اهتمام الدول في توطين الخدمات الصحية ، في المراحل الأولى لخطط انتشار الخدمات الصحية على المستوى القومي ، وكان ذلك لعدة أسباب:

1- : تزايد أحجام السكان في المدن عن الريف


2- ارتفاع الكثافة السكانية، بما يكفل تغطية تكلفة الإنشاء والتشغيل للخدمات الصحية الباهظة التكاليف .

3- : توطن الجامعات في المدن الكبرى بما تحويه من كليات للطب ومؤسسات بحثية تتعلق بالصحة والدواء، مما أدى إلى تركز الكوادر البشرية في قطاع الصحة في المناطق الحضرية بنسبة كبيرة ، زادت من كفاءة وفاعلية الخدمات الصحية في الحضر.
       
وتنقسم  الخدمات  الصحية  في  المناطق  الحضرية  إلى  نوعين  وفقاً  لنطاق خدماتها ونفوذها:

1- الخدمات الصحية في المناطق الحضرية الكبرى:

      وتضم خليطاً مختلفاً ومتدرجاً من الخدمات الصحية في أحجامها وتخصصاتها، ويكفل السوق الحضري تكاليف الإنشاء والتشغيل، وتنتشر في تنظيم مكاني متكامل يضمن الصورة الاكتفائية لهذه الشبكة في المجتمع، فيلجأ السكان إلى أقرب وحدات الخدمة الصحية لكفاية أغراضهم وحاجاتهم للتشخيص العلاجي .

   وفي حالة الحاجة إلى مستوى راق من الخدمة العلاجية ، يقطع المترددون (المستفيدون) رحلات أطول إلى مراكز تجمعات الخدمات الصحية ، التي يتوفر بها مجموعات ومستويات للتسهيلات الصحية، والتي تستخدم التجهيزات التقنية الطبية بمعدلات كبيرة.


2- الخدمات الصحية في الحواضر الإقليمية : 
      ففي المدن التي تعد قواعد إدارية لنطاقات ريفية ، تتراوح ما بين المركز والمحافظات الإدارية، حيث يقل فيها حجم سكان المدن إلى مستويات تكلفة تشغيل الخدمات الصحية .


ويعتمد سوق الخدمات الصحية هناعلى نطاقين واضحين :


   أ- النطاق الأول ويتركز في المدينة – قاعدة المركز أو المحافظة


 ب- النطاق الثاني ويتمثل في سكان النطاق الريفي المحيط بالمدينة.


  وهذان النطاقان يكمل بعضهما الآخر في كفالة نفقات الإنشاء والتشغيل للخدمات الصحية، ويتوقف نفوذ هذه الخدمات الصحية في الحواضر والمدن الإقليمية ,على كفاءة مرافق النقل الداخلي بين الريف والحضر.

   وتعتبر المستشفيات المركزية والتعليمية والعامة , أهم مؤسسات الخدمات الصحية الشائعة في المناطق الحضرية الأخرى، وغالبا لا تخلو أي مدينة في أي دولة ، من هذا النوع من المؤسسات الصحية، إذ يربو تعدادها في مصر مثلا عام 1998 م على237 مستشفى ، وكانت في عام 1951م 87 مستشفى ، زادت إلى (169 في عام  1981) ، وأن نسبة الزيادة بلغت 82% في ثلاثين سنة، بينما بلغت في الفترة الأخيرة (1981-1998) 67% بمعدل سنوي قدره 1,9%  .
     
  وتتوطن الخدمات الصحية في المستويات العليا منها (المتقدمة أو المتخصصة) ، في المناطق الحضرية الكبرى (التي تزيد عن مليون نسمة) ، في تجمعات متجاورة متصلة وشبه متصلة مثلما هو في منطقة القصر العيني ومصر القديمة، إذ تكون الخدمات الصحية في نطاق متصل، ويتجمع في هذه المنطقة عدد ضخم من المؤسسات والمنشآت الصحية، التي تحتوي على تجمع كبير من الأسرة والأطباء وهيئات التمريض والمتخصصين، إذ تشتمل على مستشفيات القصر العيني القديم والجديد ، وكلية الطب والصيدلة ومعهد التمريض، والمركز القومي للأورام، والمعهد القومي للسكر، ومستشفيات الأمراض المتوطنة، وطب المناطق الحارة، ومراكز بحوث مختلفة تعنى بالصحة والدواء والتأمين الصحي والغذاء .

ويرجع ظهور هذا التجمع من الاستخدامات الصحية في القصر العيني الكبير إلى العوامل التالية :


1- عوامل تاريخية: ترتبط بنشأة القصر العيني الكبير كأقدم مؤسسة طبية في مصر , يمتد تاريخها إلى خمسة قرون مضت.

2- عوامل ترتبط بالمركزية الجغرافية: إذ يرتبط هذا الموقع بالمراكز الجغرافية القديمة بالقاهرة الكبرى، وليس ببعيد عن منطقة العمالة المركزية التي تقع في بداية الطرف الشمال لشارع القصر العيني، هذا فضلاً عن موقعها في منطقة اتصال الضفة الغربية والشرقية للقاهرة الكبرى.

3- عوامل ترتبط بتوطن الخبرة: وتكمن في أقدم كلية للطب والصيدلة، وطب الأسنان، والتمريض في مصر تشملها أقدم الجامعات المصرية (جامعة القاهرة).

 4- عوامل ترتبط ببيئة الخدمة المناسبة: إذ أتاح الموقع النيلي والجزري داخل القطاع العرضي لنهر النيل ، ظروف بيئية مناسبة للوظيفة الصحية , مثل الهدوء والمناخ اللطيف والخضرة المرتبطة بالمياه، وليس من غريب أن يستقطب نهر النيل في ضفتيه الشرقية والغربية على قدر كبير من المستشفيات وخاصة تلك المستجدة والاستثمارية.

أسباب تأخر ظهور الخدمات الصحية في المناطق الريفية من العالم :
     
  ظهرت الخدمات في المناطق الريفية في فترات متأخرة من أطوار خطة التنمية على مستوى العالم، وذلك لعدة أسباب :


1- يتمثل في انخفاض كثافة السكان التي تكفل نشأة الخدمات الصحية , التي تتميز بارتفاع تكلفتها إذا قورنت بالخدمات الأخرى.


2- حرمان الريف لفترة طويلة من توطن الخدمات الصحية في مختلف قراها , مما جعل الجهود الواجب بذلها في التنمية الصحية في الريف تبدو كبيرة .


3- إن التنمية الريفية في مجال الصحة لا يتوفر لها الظروف البيئية المناسبة التي تساعد على ترسية البنيات التحتية للخدمات الصحية.


س: ما أسباب تأخر ظهور الخدمات الصحية في المناطق الريفية من العالم ؟.


الكادر البشري القائم على الخدمات الصحية:         

   يتعامل الدارس في جغرافية الخدمات الصحية مع عناصر هامة أخرى غير المستشفيات ، ومن أهمها الهيكل البشري القائم على الخدمة الصحية في الوحدات العلاجية ، وتتضمن : (عناصر الخدمات الصحية ) هي :


1- الأطباء: وهم الذين يقومون بعمليات التشخيص للأمراض والعلاج.
2- هيئة التمريض: وهم المشاركون للأطباء في العملية العلاجية وفي الإدارة الفنية.
3- الأسرة: وهي وحدة العد في الخدمات العلاجية، وترتبط بها ما يسمى بدورية السرير وحجم الإشغال.
4- دور الخدمات الصحية : بدرجاتها وأحجامها ومواقعها المختلفة في الريف والحضر.


  س : ما عناصر الخدمات الصحية ؟.


الأطباء:
تتوقف نوعية الخدمة الصحية على :


        - عدد الأطباء والكادر التمريضي المرافق.
        - مستوى التأهيل العلمي والتقني لكوادر الأطباء والممرضين.
        - التسهيلات المتاحة لديهم في الوحدات العلاجية التي يقومون بالإشراف عليها.


هيئة التمريض :

  تشمل هيئة التمريض فئات مختلفة الخبرة تشارك في الرعاية الصحية للمرضى ، وتتوقف نوعية الخدمة العلاجية المقدمة على مستوى هيئة التمريض المتاحة .

الصيدليات والصيادلة :

  تكمل هذه الهيئة وظائف التشخيص والعلاج التي يقوم بها الأطباء ,  وتتعامل هذه الهيئة مع قطاع الأدوية , وتقديمها إلى المرضى التي يتم تحديدها أو وصفها بمعرفة الأطباء في صيدليات مرخصة .

النطاق الخدمي للمستشفيات العامة :

   من الموضوعات التي تهتم بها جغرافية الخدمات ،التعرف على النفوذ أو المجال الخدمي للمؤسسات الخدمية ومنها المستشفيات، والتي يتوقف اتساعها على مجموعة من المتغيرات ، منها :

1. إمكانية الوصول والعوامل التاريخية
2. والتسهيلات وأثرها على المستوى الإقليمي والوطني

   فمستشفى القصر العيني في مصر مثلا كان له دوره في الخدمة الصحية على المستوى القومي في جميع المجالات، لدرجة أن السكان في المحافظات المصرية ، كثيراً ما يطلقون على المستشفى المركزي  في حواضر أقاليمهم ، مصطلح (القصر).    

   ويحدد بعض الباحثين دوائر تردد المرضى ، إلى مستشفيات المدينة المتوسطة بحجم (100 ألف نسمة)،  إلى الفئات التالية:

الفئة الأولى: مجموعة الأمراض المحلية :
   يكون نصف قطر دائرة تردد المرضى لا يتعدى حدود المركز، وبالتالي فإن المؤسسات الصحية بالمدينة هي أقرب لها، وهنا تتحكم التكلفة الفعلية في توقيع خريطة النفوذ الصحي للمرضى.

الفئة الثانية : أمراض إقليمية :
   تتعدى حدود المركز أو الإقليم أو المحافظة إلى المراكز الأخرى ،رغم وجود مؤسسات صحية منافسة في القواعد الحضرية المحيطة بمركز منوف (مثال) ، ولكن اتساع دائرة التردد على المؤسسات الخدمية الصحية بالمدينة ، يرجع إلى عدة عوامل منها : كفاءتها وتميزها عن غيرها من مستشفيات المحافظة في تخصصات معينة ، مثل إمكاناتها الخاصة في سهولة إمكانية الوصول على الوصلات النقلية إلى المدينة – قدم الخدمة الصحية في المدينة.

الفئة الثالثة : خارج نطاق المحافظة :
   حيث يفد المرضى من مراكز خارج نطاق المحافظة وريفها ، ويرجع ذلك إلى سمعة المستشفى في مجال معين ، أو سهولة الشبكة النقلية ، إذ يتردد عليها مرضى من خارج حدود المركز أو المحافظة .
    
   وبملاحظة تردد المرضى من مختلف الاتجاهات على المستشفيات بمدينة منوف المصرية , ودراسة العلاقة بين المسافة من مقر الخدمة الصحية , وإقليم التردد عليها في الأمراض المختلفة , فقد اتضحت الحقائق التالية :

1- سجل المترددون على الخدمات الصحية بالمدينة تناقصاً عاماً كلما ابتعدنا عن مقر تركز الخدمات (مدينة منوف).
2- يميل المترددون (المراجعون) من أقرب الدوائر المكانية المحيطة (أقل من خمسة كيلو مترات) ، نحو تسجيل أعلى معدلات التردد في بعض الأمراض ،مثل : الحروق والأنف والأذن والحنجرة والباطنية.


3- تشكل دائرة النطاق الخدمي الريفي بالمركز (من خمسة إلى عشرة كيلو مترات) , نحو تسجيل معدلات أكبر في أمراض النساء والعظام ، والجراحة والولادة والمسالك والأمراض الجلدية والصدرية ، وأشعة التحاليل والتسمم والالتهاب الرئوي والتهاب الكبد والحمى، أي أن هذا النطاق هو العميل الأول للمستشفيات العامة والخاصة بمدينة منوف، ويفوق هذا معدلات التردد من النطاق الأول في تلك الأمراض وذلك لوجود العيادات الخاصة بالمدينة التي يمكن أن تكون بديلاً نسبياً لسكان المدينة في بعض التخصصات، وتوطن الأمراض بدرجة أكبر في النطاق الريفي القريب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا