التسميات

السبت، 23 أغسطس 2014

مناخ ليبيا : دراسة تطبيقية لأنماط المناخ الفسيولوجي ( تحميل أطروحة الدكتوراه ) ...


مناخ ليبيا 

دراسة تطبيقية لأنماط المناخ الفسيولوجي


الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 

جامعة منتوري – قسنطينة 

كلية علوم الأرض - الجغرافيا و التهيئة العمرانية 

 قسم التهيئة العمرانية 

 مناخ ليبيا 

دراسة تطبيقية لأنماط المناخ الفسيولوجي

بحث مقدم لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم 

                 من إعداد: يوسف محمد زكري             

  تحت إشراف الأستاذ : أ. عنصر علاوة

دفعة 2005




خلاصــــة البحث :

    استهدفت هذا البحث الكشف عن مناخ ليبيا وتأثير الظروف المناخية السائدة على الإنسـان في جانبين هما
   الجانب الأول دراسة الخصائص الجغرافية العامة التي تشمل أشكال التضاريس المختلفـة الـتي تتميز بالانبساط الشاسع وبالارتفاع المتدرج من الشمال إلى الجنوب وانعدام الكتل الجبلية العالية في وسط ليبيا عدا جبال الهروج ، إضافة إلى وجود بعض المرتفعات العالية الواقعة في أقصى المنـاطق الجنوبية كمرتفعات تبستي والعوينات واكاكوس والتي لايبدو لها ذلك التأثير على المنـاخ .

    كمـا تسود المظاهر الصحراوية التي تغطي معظم مساحة ليبيا ، التي كان لها الأثر الكبير في المظاهر الحياتية وانتشارها ، حيث نلاحظ محدودية الغطاء النباتي وتركزه في بعض الأجزاء الشمالية ،حيث تسـود التربة الجيدة وتتوفر المياه . وكانت تلك الظروف القاسية لها بالغ الأثر في التوزيع السكاني الذي هو الأخر يتمركز في المناطق الشمالية حيت اعتدال المناخ ، والذي يمتد أكبر تجمع له في نظام كثيـف على شكل مثلث رأسه في مدينة مصراتة وقاعدته بين بئر الغنم وزوارة ، إضـافة إلى التجمعـات السكانية في منطقتي الجبل الغربي والجبل الأخضر وجميعها تمثل حوالي 85 % من مجموع السـكان يتركزون في مساحة لاتـزيد عن 10 % ،حيث الظروف المناخية الملائمة للاستقرار والتـوطن ، بينما 15 % من السكان يتوزعون في المساحة الباقية التي تمثل 90 % ، حيث تسود الظـروف الطبيعية القاسية

   أما الخصائص المناخية فيبدو واضحاَ أن ليبيا تخضع في جملتها للمناخ الصحراوي الحار الذي يسود معظم أراضيها ، ولا يستثنى من ذلك إلا بعض الأجزاء من الشريط الساحلي الضيق الممتـد على طول البحر المتوسط ، الخاضعة لتأثير المناخ شبه الجاف وشبه الرطب ، أدى ذلك إلى ارتفاع قيم الإشعاع الشمسي التي تفوق 500 سعرة / سم 2 / يوم ، و ارتفاع درجات الحـرارة الـتي تتراوح معدلاتها ما بين 23 – ْ18ْ مئوية ، و سيادة مظاهر الجفاف نتيجة قلة الأمطار المتساقطة التي تتراوح معدلاتها مابين 400 – 100 مم سنوياً .ومن أجل الكشف عن الخصائص المناخيـة فقد تم اللجؤ إلى استخدام بعض التصنيفات المناخية مثل (Alesof ) و(Emperger )   حيث يتضح أن الصفة المناخية السائدة هي المناخ الجاف الذي يسود معظم ليبيا ، بالإضـافة إلى سـيادة المناخ شبه الجاف ونصف الجاف وشبه الرطب في بعض الأجزاء الشمالية

    وتناول الجانب الثاني توضيح مفهوم المناخ الحيوي والفسيولوجي والراحة العامـة والعوامـل المؤثرة في تحديدها حيث تبين أنها تختلف من شخص لآخر ، كما توجود اختلافات فردية في حدود لراحة الفسيولوجية في الظروف المناخية المتشابهة ، إضافة إلى دراسـة الخصـائص الفسـيولوجية اللاإرادية للجسم البشري وأهميتها في مساعدة الجسم على مقاومة حـالات التطـرف المنـاخي ، واتضح أن عجز هذه العمليات عن مجاراة قسوة الظروف المناخية يؤدي إلى إصابة الجسم بـإمراض الحر والبرد
   قد تم قياس مستويات الراحة الفسيولوجية باستخدام بعض القرائن المناخية التي لقت نجاحـاً أثناء تطبيقها في كل من العراق والأردن وهما : قرينة الحــرارة والرطوبـة  THI   والحـرارة المكافئة لتبريد الرياح (KO ) ، ومن أجل هذا الغرض وقع الاختيار على عشرون محطة مناخيـة موزعة على معظم الأقاليم الجغرافية ، تتوفر فيها البيانات التي تتعلق بالمعدلات الشـهرية لدرجـة الحرارة ودرجة حرارة الميزان الجاف والرطوبة النسبية وسرعة الرياح ، وأظهرت النتـائج لتلـك القرينتين الأماكن المريحة وغير المريحة ( داخل المباني وخارجها )خلال اليوم والشهر والفصل والسنة ، ورسم الأشكال البيانية والخرائط التي توضح ذلك .حيث تبين أن أقاليم الراحة الفسـيولوجية في ليبيا تتغير من مكان لآخر ومن فصل لآخر ، ففي فصل الشتاء تظهر الفترة المريحة في منطقة غـات فقط وتختفي في بقية المناطق الأخرى فيما تتمتع معظم مناطق ليبيا خلال فصل الربيع بفترة مريحـة باستثناء المناطق الجبلية ( الجبل الغربي والجبل الأخضر ) وأجزاء من المنطقة الساحلية الممتدة مـن بنغازي إلى السلوم ومن زوارة إلى رأس جدير ، وتتغير الفترة المريحة في فصل الصيف حيث تصـبح المناطق الشمالية والداخلية مريحة ، والمناطق الجنوبية غير مريحة على الإطلاق . أما في فصل الخريف  فتتقلص الفترة المريحة لتشمل المناطق الساحلية وبعض أجزاء من الحمادة الحمراء والكفرة وتختفي في بقية المناطق الأخرى
   وكان من أهم نتائج دراسة هذا الجانب هو التوصل إلى تحديد الأقاليم الفسيولوجية للراحـة وهي كالتالي

1 / مناخ مريح في الصيف وشديد البرودة في الشتاء ( MV ). 

2 / مناخ مريح في الصيف وقارص البرودة في الشتاء ( MEC ) . 

4 / مناخ دافئ في الصيف وقارص البرودة في الشتاء ( WEC ). 

5 / مناخ حار في الصيف وقارص البرودة في الشتاء ( HEC ). 

6 / مناخ حار في الصيف وشديد البرودة في الشتاء ( HV ) ويغطي مساحات واسعة من ليبيـا تشمل الواحات الجنوبية ( سبها ، الكفرة  .( 

7 / مناخ حار في الصيف وبارد في الشتاء ( HC ) ويقتصر على أقصى المناطق الجنوبية الغربيـة ليضم منطقة جبال اكاكاوس 

 المقدمــــة :

   أصبحت دراسة المناخ والدراسات المتشعبة منه حقلاً علمياً هاماً وذلك لتـأثيره الكـبير في الكائنات الحية على سطح الأرض ومن أهمها الإنسان ، الذي يعيش في بيئة مناخية تؤثر في نشاطاته وحياته الاجتماعية والروحية ، كما تؤثر في أعضاء جسمه ووظائفه الفسيولوجية

   لقد حظيت دراسة تأثير المناخ على الإنسان منذ فجر التاريخ ، ففي القرن الخامس قبل الميلاد أشار الطبيب الإغريقي أبقراط خلال الفترة 377 – 460 ق .م في كتابه ( الهواء والماء والأمكنةإلى العلاقة ما بين الظروف المناخية وتنوع الأمراض التي يتعرض لها الإنسـان واضـعاً في ذلـك أساسيات علم المناخ الطبي ، تلاه ابن سينا الذي عاش خلال الفترة ( 980 ـ 1037م ) وأعطـى أهمية للأسباب الموجبة للمرض وحدد أمراض كل فصل من فصول السنة بما يتوافق مع الظـروف المناخية السائدة في كل فصل .( على حسن موسى ، 2002 ).

   ثم توالت الدراسات في هذا المجال مع تطور وسائل البحث العلمـي ، وتـوفر المعلومـات ووسائل معالجتها ، وتطور المنهج الكمي في البحث ، فجاء الاهتمام بدراسة المنظومات المناخية لأية منطقة جغرافية وسيلة فعالة وناجحة لإبراز تأثيرها في الإنسان ضمن تلك المنطقة ، ثم تبلورت هذه الدراسات واستقلت في ميدان عملي تطبيقي عرف بعلم ( المناخ الفسيولوجي ) ـ وهو أحد فروع علم المناخ الحيوي ـ الذي يأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المباشرة للمناخ علـى جسـم الإنسـان وراحته ونشاطه ، فتمت دراسة التغييرات اليومية والسنوية لعناصر المناخ ، كالإشـعاع الشمسـي ودرجة حرارة الهواء والرطوبة الجوية وغيرها ، وتأثيراتها المختلفة على راحة الإنسان ، فأدى ذلك إلى ظهور دراسات مناخية قائمة على أساس العلاقة بين الإنسان والمناخ ومن بينـها التصـنيفات المناخية Tarjung و Maunder التي تعتمد في علاقاتها على عدد من المتغيرات التي تؤثر في إحسـاس الإنسان بالجو وشعوره بالراحة أو الضيق منه ( جودة حسنين جودة ، أ ، 1989 ) ، إضافة إلى تطوير بعض الأساليب الحديثة ، كدرجة الحرارة المكافئة لتبريد الرياح وقرينة الحرارة ـ الرطوبة وغيرها

    إن طبيعة علاقة الإنسان بالبيئة في الظروف العادية قائمة على أساس المحافظة علـى درجـة حرارة الجسم في حدود 37° مئوية من خلال حدوث عملية الاتزان في معدلات تبادل الطاقة بـين الطرفين وبالتالي ينعم بظروف مناخية مريحة ، أما إذا ارتفعت فوق ذلك بأكثر من خمس درجـات فإن معظم أجهزة الجسم الحساسة تتعطل وربما تحدث الوفاة ، بينما يستطيع الجسم من ناحية أخرى أن يتحمل انخفاضاً في درجة الحرارة قد يصل إلى أكثر من عشر درجات مئوية ، بمعنى أن الإنسـان يمكنه أن يظل حياً حتى ولو انخفضت درجة حرارته إلى 27ْ مئوية ، ويحافظ الجسم السليم علـى معدل درجة حرارته 37 ْمئوية بوسائل عديدة لحفظ التوازن بين درجة حرارته ودرجة حرارة الجو المحيط به ، ففي الجو الحار يستطيع الجسم أن يتخلص من الحرارة الزائدة بواسطة العرق الذي يؤدي تبخره على الجلد إلى جعل درجة الحرارة التي يحسها الجسم أقل فعلاً من درجة الحرارة المحيطة به أما في الجو البارد فإن الجسم يحاول الاحتفاظ بحرارته عن طريق تقلص الأوردة الدموية والشـرايين الملاصقة للج لد مما يقلل من اندفاع الدم فيه ووصوله إلى السطح حيث تتعرض حرارتـه للضـياع بمجرد ملامسة الجلد للجو البارد ، وهذا الشكل تحتفظ أعضاء الجسم الداخلية بحرارتها . أما سطح الجلد والأطراف فقد تزداد برودتها بدرجة تؤدي لحدوث قشعريرة بها .( عبد العزيز شرف ، 1996 ) .

    تصطدم الدراسة التطبيقية للعلاقة ما بين المناخ والإنسان وتقييمها جغرافياً ، بالعديـد مـن المعوقات نشير إلى البعض منها بإيجاز : كثرة المتغيرات المتداخلة في هذا الموضوع وصـعوبة قيـاس بعضها أو التعبير عنها بأرقام ، أيضاً الأهمية البالغة لبعض العوامل الفسيولوجية والسـيكولوجية في هذا المجال ، إضافة إلى ما أشير إليه الاختلاف النسبي في مستويات الراحة بين الناس حسب الجنس والعمر ، نوع النشاط ، والحالة الاجتماعية للفرد ...الخ ( نعمان شحادة ، 1983 ) ، ومع ذلك بـذلت المحاولات العديدة من أجل تقييم هذه العلاقة بغرض التوصل لمستويات الراحة أو الانزعـاج عـن 10 طريق إيجاد صيغ للراحة والانزعاج مثل قرينة الحرارة الفعالة قرينة سرعة الريـاح ، وغيرهـا مـن القرائن الأخرى سنشير إليها لاحقاً

    تضمن هذا البحث الذي عالج مناخ ليبيا و تأثير الظروف المناخية على راحة الإنسان ، أربعة فصول بالإضافة إلى التمهيد والخاتمة ، حيث تناول التمهيد إشكالية البحث وفرضـياته ومـبررات دراسته ووسائل معالجة البيانات وتحديد مصطلحات البحث الأساسية ، أما الفصل الأول أستعرض فيه أهم الملامح الطبيعية ، كالموقع الجغرافي ومظاهر السطح والتربة والغطاء النباتي ، بالإضـافة إلى دراسة الخصائص البشرية والتصنيفات المناخية العامة .

    تعرض الفصل الثاني لأهم العناصر المناخية باستخدام الطرق الشائعة في الدراسـات المناخيـة لتوضيح تغيراتها اليومية والشهرية وتوزيعها الزماني والمكاني . أما الفصل الثالث خصص لدراسـة المناخ الحيوي والمناخ الفسيولوجي و أهم ما جاء فيه تحديد مفهوم الراحة والعوامل المحـددة لهـا والمعايير والنماذج المستخدمة لقياسها . فيما جاء الفصل الرابع توظيفاً لجهد الفصل الثاني في عملية التطبيق العملي لاستخراج قيم الراحة الفسيولوجية في المحطات المناخية المختارة ، وفق ثلاث مراحل كانت الأولى استخراج الراحة العامة باستخدام معدلات درجات الحرارة الشهرية ، بينما المرحلـة الثانية استخراج الراحة النهارية باستخدام درجات الحرارة العظمى ، والمرحلة الأخـيرة اسـتخراج الراحة الليلية باستخدام درجات الحرارة الصغرى ، كان الغرض من تلك المراحل التوصل إلى أنماط المناخ الفسيولوجي ومن ثم تحديد الأقاليم المناخية الفسيولوجية في ليبيا

    أختتم البحث بخاتمة تضمنت الاستنتاجات والنتائج التي تم التوصل إليها ، مع وضع العديد من المقترحات والتوصيات التي يعتقد الباحث أنها جديرة بالاهتمام والدراسة . وأخيراً أدرجت قائمة مرتبة ترتيباً أبجدياً بالمراجع وذيلت البحث بعدد من الملاحق لأهميتها وعلاقتها بموضوع الدراسة

   ومن أجل جمع المادة العلمية فقد تمت زيارة عدد من المكتبات الجامعية في بعض البلدان العربية  إضافة إلى أجراء عدد من اللقاءات مع أساتذة متخصصين في هذا المجال ، حتى تمكنت من تقديم هذا البحث المتواضع ليساهم في إثراء الدراسات المناخية . وأرجو أن أكون قد وفقت في تحقيق القصد والهدف من ذلك ، والأمل أن يتم تدارك ما به من قصور وهفوات في دراسات لاحقة فـالمرء لا يبلغ الكمال في أي عمل من الأعمال مهما بلغ من سعة المعرفة والعلم وبذل من جهد ، فالكمـال للـــــه وحده




أو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا