التسميات

الأحد، 29 مايو 2016

جغرافية العمران - المحاضرة الثالثة ...


المحاضرة الثالثة
توزيع المحلات الريفية

ü  تميل المحلات العمرانية إلى التوزيع المتساوي والكثرة العددية حين تكون الظروف الطبيعية مثل السطح والمناخ والتربة مناسبة.
ü  أما المناطق التي تقل فيها المياه ويتسم سطح الأرض بتباين جغرافي . فالمحلات العمرانية هنا تميل إلى التباعد مثل قرى أقطار البحر المتوسط حيث تتكاثر القرى فوق قمم التلال لأسباب دفاعية بجانب مناسبتها للزراعة عكس الأراضي المنخفضة.


الأنماط الرئيسية للقرى :

1.    قرى مندمجة nucleat  .
2.    قرى مبعثرة dispersed وهى عبارة عن مساكن زراعية متباعدة عن بعضها.

 عوامل التركز والاندماج العمراني:

ü  الإنسان اجتماعي ولكي يعيش في إطار اجتماعي قريب : فهو يفضل أن يعيش في محلات مشتركة في مختلف البيئات الجغرافية سواء كانت نامية أو متقدمة ويبدو ذلك بوضوح في المناطق المخلخلة كما في المناطق شبه الصحراوية والصحراوية ففي أودية حضرموت بالجنوب العربي يتكون المسكن الواحد من ستة إلى ثمانية طوابق فوق سطح الأرض الزراعية كذلك تسود في الصين القرى التي تبدو مساكنها مزدوجة الطوابق وفى إيران وأفغانستان تحاط قرى عديدة بأسوار تجعل القرية عالية الكثافة السكانية والعيش في قرى مندمجة عرفها الإنسان مبكرا مثل القرى القديمة في العصر الحجري في مصر والصين وكذلك في بريطانيا الرومانية في العهد الانجلوسكسوني وكان ذلك ضرورة للتعامل مع البيئة الطبيعية الصعبة التي تكثر فيها الغابات أو المستنقعات واستجابة لنظام زراعي دائم وفى مناطق التربة الخصبة يكون السكان في القرية على مقربة من حقولهم ويمارسون حياة اجتماعية سهلة كما أن العيش في قرى مندمجة له مميزات أخرى مثل سهولة الحصول على خدمات القرية المركزية كالتعليم والصحة وغيرها والتي يمكن أن تتم في القرى المندمجة أكثر منها في القرى المبعثرة .

ü  وكانت نظم الزراعة وتنظيم العمل الريفي من العوامل التي أدت إلى اندماج القرية مبكرا سواء في المجتمعات الزراعية القديمة أو حتى في المجتمعات الحديثة التي تسير وفق سياسة مخططة كما هو الحال في روسيا والصين وفلسطين.ففي الاتحاد السوفيتي حرصت الحكومات الشيوعية على تقوية قبضتها السياسية على الفلاحين وتامين الحصص الزراعية للدولة وذلك من خلال النظام التعاوني لتحقيق هذه الغايات اعتمادا على الأساليب المتطورة والآلات وقد أدى ذلك إلى التركيز على القرى المندمجة والتي كانت سائدة في روسيا قبل عام 1917 إلا أن بعض القرى السوفيتية لها توابع صغيرة حولها تتخصص في الزراعة الرعوية وفى فلسطين أنشئت قرى تعاونية مخططة ينظمها السكان وقرى جماعية الملكية فيها مشتركة ولا يملك الأفراد فيها ممتلكات خاصة بل يعيشون من العمل الجماعي ويشتركون في العائد النهائي للإنتاج

ü  قامت القرى على أسس دفاعية لحمايتها ولتركيز القيمة الدفاعية ويبدو في المجتمعات الأفريقية حيث القرى المسورة عند جماعات الهوسا في شمال نيجيريا والتي تتصف بضخامة الحجم السكاني إذا قورنت بغيرها من المحلات الريفية عند القبائل الأخرى كذلك تجلى عامل الحماية في نشأة القرى في العالم الجديد عندما انشأ المستوطنون في نيوزلندا مبكرا قرى مندمجة كبيرة للحماية ضد الهنود الحمر وكذلك فعل  المورمون في ولاية يوتاه في القرن التاسع عشر.

ü  نمط العمران المندمج أو النووي يعد أيضا استجابة لبعض مظاهر البيئة الطبيعية فحيثما تندر موارد المياه كما في الأراضي الجافة فان القرى المندمجة تقوم غالبا عند مورد المياه الذي يعد مصدر لحياتها وزراعتها وان كان التطور التقني الحديث قد أدى إلى استخدام الآلات في حفر آبار للمياه في مناطق صعبة وكان دافعا لنشأة العمران المبعثر.
ü  والاتجاه من التبعثر نحو التركز والاندماج أصبح واضحا قرب المدن والمجتمعات الحضرية وعلى امتداد الطرق السريعة التي تزداد عليها حركة النقل وحيث تلتهم المدن الأرض الزراعية حولها من خلال التوسع الحضري وتؤدى محاور الطرق إلى ظهور العمران الشريطي كما قد يؤدى هذا التوسع إلى ضم القرى المجاورة لتصبح ضمن أحياء المدينة بعد ذلك .          

المندمج الخطي ( على طول الطرق )
المنتظم ( القرى الزراعية )
العشوائي ( الصحراء )
المندمج ( لم أفهم كلماته من الشرح )    
                                             
                 المندمج الخطي                   المنتظم                         العشوائي                   المندمج 

التبعثر العمراني :

   المحلات العمرانية المبعثرة أمر شائع في كثير من البيئات الصعبة كالمناطق الجبلية والغانية والصحراوية للأسباب الآتية:

‌أ.     صعوبة العمل الزراعي      
‌ب.    قسوة المناخ     
‌ج.  انتشار التربات غير الخصبة : فالمرتفعات التي لا تسمح إمكانيتها سوى ببعض الحشائش تقوم عليها حرفة الرعي،حيث يبعد الرعاة عن مساكن القرية ويمارسون أسلوب الانتقال الفصلي ويبدو ذلك واضحا في مرتفعات البنين في إنجلترا ومرتفعات ويلز وأجزاء من النرويج وبعض مرتفعات جنوب أوروبا المطلة على البحر المتوسط .

   وتسود المراكز المبعثرة كمظهر عمراني سائد حتى في الأقاليم وفيرة المياه والخصبة زراعيا قد تساعد على التبعثر لعل من أهمها نمط الملكية الزراعية السائد والذي يساعد على انتشار مساكن الملاك كنويات صغيرة مبعثرة على صفحة الإقليم.
  وفى العالم الجديد نجد أن المحلات العمرانية المبعثرة تمثل نمطا سائدا في بعض السهول الخصبة التي تتخصص في الزراعة الواسعة وفى هذه الأقاليم سادت فكرة العزلة والخصوصية وأحاط الرواد والمزارعون أراضيهم الواسعة بأسلاك شائكة وكانت مبادرتهم الفردية حافزا قويا على نمط التبعثر العمراني.

‌د.   عدم التوافق العرقي أو الديني أو بسبب الفوارق الاجتماعية .
‌ه.   التخصص المبكر في الإنتاج الزراعي بإتباع طرق حديثه .

    لاشك أن الاستقرار في بيئة زراعية على امتداد فترة زمنية طويلة يسمح للسكان بالانتشار في مساحة أوسع في الريف خاصة إذا توفرت وسائل المواصلات وأمكن تسويق المحاصيل الفائضة بسهولة وهناك اتجاه متزايد في مناطق كثيرة من العالم نحو الانتشار في أقاليم ريفية واسعة في الوقت الذي يتجه فيه تيار كبير من سكان الريف نحو المدن .

المسكن الريفي:
ü  الوظيفة الأولى للقرية هي السكن والمأوى بعد توفير الغذاء ثم جاءت الحماية الأمنية سببا في تغيير المظهر الأرضي وتأثرت طريقة إنشاء المباني بالأمن والاقتصاد القروي.

ü  تختلف مادة البناء حسب البيئة الجغرافية وتتباين من الحوائط الثلجية إلى استخدام الخشب أو القش أو الطين في المناطق الريفية الحارة والرطبة ثم الخيام عند بدو الصحراء.

ü  الإنسان استخدم منذ البداية أشكال البيئة المحيطة به القريبة لإقامة  مسكن فمنذ العصر الحجري نجد مساكن مبنية من الأخشاب والطوب والطين المقوى بالبوص .

ü  تطورت مساكن الرعاة من خيام الشعر إلى خيام المغول(اليورت)وهى من أعظم المساكن المتنقلة من حيث المساحة والارتفاع وتشبه خيام الهنود الحمر (التيبيتى)

أحجام المحلات العمرانية الريفية :  

   في ضوء التباين في أحجام المحلات العمرانية الريفية فانه يمكن تقسيمها إلى أقسام لا حدود بينها ربما سوى الشكل و الوظيفة والحجم بطبيعة الحال وهذه الأقسام هي:

1.  المسكن المزرعى المستقل: وهو مسكن مفرد يقوم في مزرعة بعيدة عن المحلات العمرانية الأخرى وغالبا ما يبنى لتلبية كل الاحتياجات للمزارع.

2.  النواة الريفية الصغيرة : وهى تضم عدة مساكن للمزارعين وقد تكون تابعة لمزرعة ومنفصلة عن المسكن المز رعى.

3.  العزبة أو الضيعة : وهى تضم المسكن المز رعى وبيوت العمال الزراعيين بالإضافة إلى عدد قليل من المباني لتلبية احتياجات المزرعة كالمخازن وغيرها.

4.  القرية الصغيرة : وهى تجمع سكاني صغير الحجم تتعدد فيها ملكيات الأفراد وغالبا ما تكون تابعة لقرى اكبر أو متصلة بها بطريق.

5.  القرية الكبيرة : وهى تجمع سكنى سكاني كبير الحجم نسبيا يضم مساكن المزارعين وغيرهم من أصحاب الحرف الريفية وتتصف بالكثافة السكانية العالية وبوقوعها على طرق رئيسية تربطها بالمراكز المجاورة.

 شكل القرية :

   يتأثر شكل القرية بعدد من العوامل بعضها جغرافي مثل الموقع وبعضها تاريخي مثل الحاجة المبكرة للدفاع وبعضها اقتصادي مثل نظم الزراعة وبالإضافة إلى ذلك فانه في الوقت الذي نمت فيه القرى نموا طبيعيا عشوائيا فان بعضها قد نشأ على أساس تخطيطي منذ البداية .

أشكال القرى ويمكن تقسيم القرى إلى عدة أشكال رئيسية:

 أ- الشكل المندمج:
   يرتبط هذا الشكل بإنشاء المساكن الريفية في بقعة واحدة مختارة داخل الأراضي الزراعية وبالتالي تكون الأراضي المخصصة للسكن مختلفة ومميزة تماما عن الأرض الزراعية ويبدو هذا النمط على الخرائط في تجمعات واضحة وفى مواضع محددة تفصلها عن بعضها أراض وحقول زراعية ممتدة دون أية مساكن بها وقد ارتبطت القرى المندمجة الشكل بالظروف البيئية الأصلية فالإنسان البدائي بمفرده غير قادر على أخطار الطبيعة وتكون الأسرة أو القبيلة أولى نويات المجتمع وتقطن في مساكن متقاربة أو ربما متلاصقة طلبا للأمن وما أن تتزايد أعداد القبيلة حتى تنتشر مساكنها في مساحة اكبر حول النواة الأصلية للمحلة العمرانية .

ب- الشكل المبعثر:
   قد تكون المساكن في بعض الأحيان مبعثرة دون نظام يربطها وغالبا ما تكون مساكن مفردة أو مجموعة صغيرة من المساكن والتي تظهر في النهاية على شكل نسيج معقد من القرى الصغيرة ( العزب )والمزارع وغالبا ما يدل هذا التبعثر على علاقة قوية للغاية بين مكان المسكن ومكان العمل حيث يوجد كل مسكن وسط الحقول أو المزرعة الخاصة بصاحبه .

   ويؤدى التطور الاقتصادي إلى تحديد أشكال القرى واتجاهها نحو التبعثر وليس الاندماج لعل أول عامل مؤثر في ذلك هو نظام الملكية الزراعية حيث توجد القرى الصغيرة مرتبطة بالمزارع الكبيرة والتي غالبا ما تكون مقرا لسكنى صاحب الأرض الزراعية وبعض العمال معه في مساكن مجاورة ومعنى ذلك أن القرى المندمجة إذا كانت نتاجا لتاريخ طويل في استقلال الأرض وترجع إلى عهد قديم فان العمران المبعثر نتاج للعصر الحديث وللتغير في نمط الزراعة والملكية واستغلال الأرض حول القرية حيث تقل مساحة الملكيات الزراعية قرب مساكنها وتميل إلى الكبر والاتساع بالبعد عنها وتلك سمة هامة تتميز بها القرى خاصة تلك الواقعة على طرق هامة وفى بيئة زراعية خصبة .

ج- الشكل الشريطي (الطولي ):
   يوجد هذا الشكل مرتبطا بظروف الموضع ذاته وفيه تنشأ المباني جنبا إلى جنب على امتداد طريق رئيسي واحد ويسود هذا النوع في الريف الإنجليزي وفى فرنسا خاصة في منطقة اللورين وجافات حوض باريس ونورماندي حتى أن مساكن القرى تتصل مع بعضها على امتداد الطريق ولمسافة تصل إلى نحو 16 كيلو متر دون انقطاع والقرية الإنجليزية من هذا النوع تمتد شريطيا على جانبي طريق رئيسي والمساكن على كلا جانبيه وكثير من هذه القرى الشريطية قديم وبعضها حديث وقد يكون نموها مرتبطا بطرق النقل الأخرى مثل الأنهار التي تكون أساسا هاما في نشأة القرى وامتدادها وفى تلك الحالة تنشأ القرية الطويلة على امتداد خط الينابيع وبالإضافة إلى ذلك قد تمتد مساكن القرية الشريطية على طريق يتقاطع مع الطرق الرئيسية وتبدو كشريطين متقاطعين وتحوى مركزا حديثا للخدمات الريفية ورغم هذه الأشكال الثلاثة للقرى فان كثيرا منها لا يخضع لشكل محدد من الأشكال السابقة حيث لا تتميز بشكل محدد في الواقع وتخضع في نموها وشكلها لظروف الموضع الحالي وقد لا تقوم عند طريق هام وقد لا يوجد بها مظهر طبيعي مميز وتتبعثر بها الخدمات كالمسجد أو الكنيسة أو ورش الحدادة وتمتد في اتجاهات مختلفة يصعب معها وصفها بشكل معين

د- القرى المخططة:
    تنشأ بعض القرى نتيجة تخطيط مسبق ووفق شكل عمراني معين فقد تنشأ حسب النمط الكلاسيكي القديم كالتي تقيمها الشركات للعاملين بها كما قد تنشئ الحكومة قرى مخططة تلبية لاحتياجات الزراعة ووفق نظام معين مثل الكولخوز في روسيا أو القرى التعاونية (الكيبوتز ) في فلسطين أو القرى التي أنشئت في مناطق الاستصلاح في مصر وبالإضافة إلى ذلك فان ابرز أمثلة القرى المخططة تلك القرى السياحية التي تنشأ وفق خطة محددة لتلبية احتياجات السياحة والترويح وتخضع تماما لذا الغرض في مبانيها وتخطيطها ومنشاتها سواء على ساحل البحر أو في المناطق الجبلية أو غيرها .


أسئلة:
ضع علامة (√) أو(Х)مع ذكر السبب:

1- يرتبط الشكل المندمج بإنشاء المساكن الريفية في بقع مختارة( )
2- يدل التبعثر على علاقة ضعيفة بين سكان المسكن والعمل    ( )
3- تمتد مساكن القرية الشريطية على طريق مفرد                ( )
4- القرى المخططة تنشأ نتيجة التخطيط وشكل عمراني مبعثر   ( )

قارن بين (بإيجاز) :
1- الشكل المندمج – الشكل المبعثر.
2-عوامل التركز – عوامل التبعثر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا