د. صيام: الجسيمات الغبارية تؤثر على الصحة وتؤدي للسكتة الدماغية!

د. صيام: الجسيمات الغبارية تؤثر

على الصحة وتؤدي للسكتة الدماغية!

مناخ المملكة وشبه الجزيرة العربية مداري صحراوي جاف في معظمه

حدوث ظواهر مناخية في أماكن لم تكن موجودة فيها يطلق عليه «تطرف مناخي»

انبعاثات الكربون تؤثر على الغلاف الجوي والاعتدال يحدث كل 15 ألف سنة

رسالة الجامعة - حوار: خالد الخضيري

   طرأت في السنوات الأخيرة بعض التغيرات المناخية في فصول السنة الأربعة من أمطار غزيرة أدت إلى فياضانات، وموجات غبارية كثيفة ودرجات حرارة عالية وغيرها من الظواهر الأخرى، ولكن عند الحديث عن الطقس والتغيرات المناخية تجد تحفظاً من بعض المختصين واعتذاراً من آخرين، ومن خلال هذا الحوار مع أ. د. نادر محمد صيام أستاذ علم المناخ بقسم الجغرافيا بكلية الآداب في الجامعة ناقشنا معه عددًا من المحاور المتعلقة بالمناخ والظواهر الطبيعية، ورجعنا بحصيلة وافرة من الحقائق والمعلومات..

- بداية ما المقصود بمصطلح علم المناخ وما المناخ السائد في المملكة وشبه الجزيرة؟

   المقصود بمصطلح علم المناخ هو دراسة الغلاف الجوي للأرض وما تجري فيه من عمليات وظواهر تؤثر في سطح الأرض، ويتألف علم المناخ من فروع كثيرة كما أنه يدخل في علوم كثيرة منها الجغرافيا والعلوم والرياضيات والطب وغيرها وتأثيراتها على الحياة البيئية للإنسان والنبات والحيوان.

  ومناخ المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية يقع ضمن المناخ المداري الصحراوي الجاف في معظمه، والأمطار تهطل في فصلي الشتاء والربيع عدا المناطق الساحلية والمرتفعات الجبلية حيث يقع فيها كمية أمطار أعلى من الأماكن الأخرى.

- شاهدنا في السنوات الأخيرة تغيرات مناخية من نسبة أمطار عالية وفياضانات في مناطق وموجات غبارية وغيرها في مناطق أخرى حول العالم إلام يعزى ذلك؟

   هنالك خطأ شائع يقع فيه حتى المختصين في المناخ ولعبت وسائل الإعلام دوراً كبيراً فيه وهو استعمال كلمة «التغير المناخي» فيما يسمى بالتقلب المناخي، فهناك فرق بينهما والصحيحة هنا هي الثانية «التقلب المناخي» ونحن نستخدم المقاييس الزمنية للمناخ وهي التباين المناخي وهو الذي يحدث بين سنة وأخرى، والمسمى الثاني هو فصلية المناخ وهو الفصول الأربعة الذي يكون في بعض المناطق من العالم فصلين فقط بارد وحار، وهنالك ما يسمى بالتقلب المناخي وهو المقصود بسؤالك حول التقلبات المناخية التي ظهرت في السنوات الأخيرة.

- ما تبرير حدوث بعض الظواهر المناخية في أماكن لم تكن موجوده فيها؟

   هذا يطلق عليه التطرف المناخي وهو أن تحدث أمطار غزيرة جداً في فصل الشتاء وتكون فوق العادية فتسمى متطرفة لأنها تؤدي إلى كوارث واضطرابات بيئية وبشرية، وهنالك ظاهرة الشذوذ المناخي وهو الذي يحدث بإرادة الله بغير وقته مثل أن تهطل الأمطار بغزارة صيفاً في المملكة لأنه ليس في وقته ويوجد الشذوذ المناخي الجغرافي كوجود جبال عالية الارتفاع في أماكن صحراوية جافة فارتفاع الجبال يؤدي لانخفاض الحرارة وغزارة الأمطار فيها كما هو موجود في جبال عسير وجبال كلمنجاروا التي يوجد فيها ثلوج رغم قربها من خط الاستواء.

- نسمع بظاهرة الاحتباس الحراري ودور الدول الصناعية فيها وكيف تؤثر على المناخ؟

   اختلف المختصون حول تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري من عدمه، ولكن من ناحية علمية فإن لها تأثيراً واضحاً وذلك أن انبعاث كميات هائلة وكبيرة جداً من غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان والنيتروجين والتجارب النووية تؤثر في كيميائية الغلاف الجوي وبالتالي تؤثر على مقدار الأشعة الشمسية الواردة للأرض والمنبعثة منها، وتأثيرها متفاوت بين منطقة وأخرى ولكن تأكيد أو نفي تسببها بتغيرات مناخية ففيه جدل كبير.

- ما هو التغير المناخي وكيف يحدث؟

   التغير المناخي يحدث مرة كل مائة ألف سنة وهو بسبب تغيرات تحدث في دوران الأرض حول الشمس ودورانها حول محورها وهي أوامر فلكية ربانية، وعلى سبيل المثال تغير الاعتدالين الربيعي والخريفي يحدث كل خمسة عشر ألف سنة أو الانقلاب الصيفي أو الشتوي.

- لدينا مصطلح شعبي هو «عجاجة الجن» هل لها واقع علمي مرتبط بالمسمى؟

   رد ضاحكاً، المصطلح موجود أيضاً لدى الغرب ويسمى «Dust Devil» وهو مسمى ربما يكونون قد استوحوه من الثقافة العربية قديماً، وعجاجة الجن لدينا تكون صغيرة وذات نطاق محدود ولكنها في بلد مثل الولايات المتحدة تكون كبيرة وتتحول لعواصف مدمرة وسبب نشأتها التباين الحراري بين تيارين.

- كيف ترى الدراسات المناخية لدينا في المملكة ؟

   كل دول العالم لديها مراكز استراتيجية علمية ومراكز للدراسات المناخية فالولايات المتحدة على سبيل المثال تحدث فيها عواصف كثيرة ولديهم مركز وطني متخصص لدراستها والتعامل معها، وأرى أن يتم إنشاء مركز وطني متخصص لدراسة المناخ يهتم بالعواصف الغبارية والموجات الحرارية التي تؤدي لحالات موت والأمطار وغيرها من الظواهر المناخية على مدار العام، وأقترح أن يشتمل المركز على فرق عمل ومتخصصين من علماء المناخ والمهتمين بالبيئة.

عواصف غبارية

   بالنسبة للغبار والعواصف الغبارية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة أكد الدكتور صيام أن هنالك خلطاً لدى البعض بين حالة الطقس الغبارية وهي من العواصف الغبارية وهي أيضاً عدة أقسام وممكن أن نقسمها إلى ظواهر الطقس الغبارية المرئية التي نشاهدها بالعين المجرّدة مثل العواصف والسديم وهو عبارة عن خليط من عوادم السيارات وتفاعلات كيميائية ضوئية في الجو وأعمال الهدم والبناء ومصانع الإسمنت وغيرها، وبالتالي يتكاثر وهو يتكون في محيط صغير كقلب المدن الصناعية أو مناطق معيّنة تتوفر فيها نفس العوامل وهي التي تؤثر، والظاهرة الأخرى غير المرئية نسميها الجسيمات والذريرات، ولقد ذكرت بعض الدراسات أنها تقل، والعواصف الكبيرة لها علاقة بعدة عوامل منها ظاهرة الاحتباس الحراري أو تحرك الكتل الهوائية أو الانفجارات النووية أو الملوثات الأخرى لكن تحتاج إلى دراسات دقيقة وعلمية لإثباتها. وأضاف: لدينا ما يسمى جسيمات «MP10» أو الخشنة وقطرها يكون أقل من 10 مايكرو متر وهذه تدخل إلى جسم الإنسان ورئتيه وتتفاعل مع الجسم وتحدث النزلات الصدرية والتهابات الجهاز التنفسي، وهي من جزيئات الغبار المعروف، وهنالك الجسيمات الناعمة وهي من 2،50 مايكرو متر وأقل، وهناك أقل منها الناعمة جداً وهي التي ربما تدخل للرئة وتتعدى إلى مسار الدم وربما تؤدي إلى ما يطلق عليه السكتة الدماغية وهي ما تنقل بعض الأمراض المعدية.