البحث العلمي تقنياته
- المحتويات :
-البحث العلمي
- تعريف البحث العلمي
- تقنيات البحث العلمي
- خصائص البحث العلمي
- أنواع البحث العلمي
- أدوات البحث العلمي
- منهجية البحث العلمي
- البحث العلمي صعوباته وأهدافه
- عينات البحث
. الملاحظات
. المقابلة
. الاستبيان
مقدمة :
لا يختلف اثنان في أهمية البحث العلمي والدور الذي يلعبه في تقدم الشعوب في مختلف الميادين المتنوعة الاقتصادية والثقافية وخاصة الاجتماعية ولقد تفطنت الدول المتقدمة في هذه الأهمية للبحث العلمي ، فدأبت على تشجيعه وتطويره ، ولكي تنهض الدول المتخلفة من سباتها العميق وتواكب التطور التكنولوجي الحاصل في لدول المتقدمة عليها أو على قادتها السياسيين أن يعيروا اهتماما أكبر للبحث العلمي ، لأنه هو المعيار الأساسي للحكم على تقدم أي بلد أو تخلفه ، وذلك من خلال اعتباره المحرك الأساسي لعجلة التنمية في أي بلد .
المبحث الأول : البحث العلمي
المطلب الأول : تعريفه :
البحث العلمي هو مصطلح مركب من كلمتين هما : البحث والعلمي ـ فالبحث هو مصدر الفعل الماضي بحث وتعني فتش وتقصى الحقيقة ، أما - العلمي فهو نسبة إلى العلم ، وهو كما عرفه إبراهيم اليازجي 1800/1871 ( هو مجوعة مسائل وأصول كلية متعلقة بموضوع ما ، لو هو معرفة منظمة ) .....(1)
رغم أننا حددنا تعريفه اللغوي ، إلى أن تعريفه اصطلاحا يتميز بالتنوع والتعدد في التعاريف وسنكتفي بذكر تعريفين هــــــما :
ـ التعريف الأول : البحث العلمي هو وسيلة للاستعلام والاستقصاء المنظم و الدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة .....................الخ
على أن يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق خطوات المنهج البحث العلمي واختيار الطريقة للبحث وجمع البيانات .
ـ التعريف الثاني : هو الدراسة الموضوعية التي يقوم بها الباحث في إحدى الاختصاصات الطبيعية أو الإنسانية التي تهدف إلى معرفة واقعية أو معلومات تفصيلية عن المشكلة التي يعاني منها الإنسان أو المجتمع بصفة عامة ، سواء كانت هذه المشكلة تتعلق بالجانب المادي أو الجانب الحضري للمجتمع وقد تكون دراسة ومخبرية تجريبية كالذي يقوم به الصيدلي أو دراسة مكتبية تعتمد على المصادر والكتب والمجلات العلمية يعتمد عليها الباحث في جمع الحقائق عن المجتمع أو الموضوع المزمع دراسته كباحثنا هذا.
إن الشيء الذي يمكن استنتاجه من هذين التعريفين هو أن كلاهما اجمع على ارتباط وطيد الصلة بين المنهج والبحث العلمي من اجل الوصول إلى الهدف المنشود وهو من اجل التجديد أو التعديل أو بغية الوصول إلى المعرفة اليقينية بذات الشيء المدروس في شكل حقائق او نظريات ، إلا أن التعريف الثاني هو الأرجح في تقديرنا لكونه تعريفا شاملا ودقيقا ، بحيث يشمل البحث العلمي النظري المتعلق بالعلوم الإنسانية والبحث العلمي التطبيقي والمتعلق بالعلوم الطبيعية.
-المطلب الثاني : خصــائصـه
ـ البحث العلمي بحث عقلي منظم ومضبـوط .
ـ البحث العلمي بحث تجريبي لأنه يعتمد على التجربة والاختبارات والفرضيات .
ـ البحث العلمي بحث تجديدي لأنه يهتم بتجديد المعارف القديمة المحصل عليها .
ـ البحث العلمي بحث تفسيري لانه يستعمل المعرفة العلمية لتفسير الظواهر بواسطة مجموعة متسلسلة ومترابطة من المفاهيم تدعى النظريات .
كما يتميز البحث العلمي بالعمومية في الدراسة و التحليل للظواهر معتمدا في ذلك على العينات.
- المطلب الثالث : أنواع البحث العلـمي
رغم أن تصنيف علماء المنهجية البحث العلمي غالى نوعين هما :
1- البحث العلمي النظري : كما هو الحال بالنسبة للعلوم الإنسانية.
2- البحث العلمي التطبيقي : كما هو الحال بالنسبة للعلوم الطبيعية والتكنولوجية .
فإن هذين النوعين الأساسيين يحملان في طياتهما أنواع فرعية متعددة يمكن حصرها في مايلي :
1- البحث العلمي التقني ولاكتشافي للحقائق : يهتم هذا النوع من البحوث العلمية للكشف عن الحقائق بواسطة إجراء بعض الاختبارات العلمية التقنية ، ومن الأمثلة على ذلك بحثنا هذا : أي البحث الذي يقوم به الطالب في المكتبات للحصول على مجموعة من المراجع والمصادر المتعلقة بموضوع البحث.
2- البحث العلمي التفسيري النقدي : يختص هذا النوع من البحوث العلمية بالكشف عن الأسباب والمسببات التي أدت إلى تشكيل فكرة معينة ، أو موضوع معين والنظر إلى هذا الموضوع نظرة نقدية للوصول إلى الحقيقة العلمية عن ذات الشيء ، ومن الأمثلة على ذلك : مناقشة رأي مفكر معين حول قضية معينة مع الإتيان بالحجج والبراهين حول مدى صحة أو خطا رأيه .
3- البحث العلمي الاستطلاعي : يعتمد هذا النوع من البحوث العلمية على قياس الرأي العام في المجتمع معين بالاعتماد على وسيلة صبر الآراء والتي قالبا ما تستعمل في الظواهر الكمية ومن الأمثلة على ذلك : الانتخابات ، مشكلة العزوف عن الزواج عند الشباب ، بغرض تشخيص المشكلة ويلجا إليه الباحث أو الدارس عندما يكون موضوع البحث جديدا ، أو عندما تكون هناك ضالة في المعلومات والمعارف العلمية المتحصل عليها حول موضوع محل الدراسة والتحليل .
4- البحث العلمي الوصفي التشخيصي : وهو بحث علمي يهدف إلى تحديد السمات والصفات وخصائص المقومات لظاهرة معينة تحديدا كميا ونوعيا .
5- البحث العلمي التجريبي : يعتمد هذا النوع من البحوث على المنهج التجريبي ، وهو يستعمل عادة في العلوم التطبيقية الطبيعية التي يركز عليها الباحث على استخدام أدوات بحث تجريبية ومخبرية .
6- البحث العلمي الكامل : من خلال تسميته يرمي هذا النوع من البحوث العلمية إلى حل المشاكل أو المواضيع حلا علميا شاملا يمس كل الجوانب وحيثيات الموضوع المراد دراسته وتحليله .
استخلاص
ما يمكن استنتاجه من خلال ما استعرضناه لمختلف أنواع البحث العلمي أما طبيعة الظاهرة محل الدراسة والتحليل تتحدد بنوع البحث العلمي الذي نحن بصدد الاعتماد عليه فمثلا ً : إذا كان نوع البحث التفسيري نقدي أو استطلاعي فإننا نكون بصدد دراسة ظاهرة اجتماعية معينة وإذا كان البحث التجريبي فإننا نكون بطبيعة الحال بصدد دراسة ظاهرة طبيعية معينة .
- المبحث الثاني : أدوات البحث العلمي
المطلب الأول : مفهومه أدوات البحث العلمي
هي مجموعة الوسائل والطرق والأساليب والإجراءات المختلفة التي يعتمد عليها في جمع المعلومات الخاصة بالبحث وتحليلها وهي متنوعة ، ويحدد استخدامها على حسب احتياجات الموضوع المراد بحثه .ومن أهم هذه الوسائل العينات الملاحظة ، المقابلة ، الروائز ، الاستبيان ، تحليل المحتوى ، الوثائق العلمية ، الإحصائيات .
المطلب الثاني : العينات
العينة هي جزء من الظاهرة تستخدم كأساس لتقدير الكل الذي يصعب أو يستحيل دراسته بصورة كلية وذلك لأسباب تتعلق بواقع الظاهرة نفسها .
مراحل اختيار العينات : وتمر بعدة مراحل نجملها في مايلي :
ـ تحديد هدف البحث بدقة حيث يتمكن الباحث من تحديد نوعية العينة وحجمها.
ـ تحديد مصدر العينة حيث يجب أن يكون مصدر العينة هو ذاته الجهة المدروسة .
ـ إعداد قائمة بالمصادر الأصلية للعينة : حيث لابد من إعداد قائمة كاملة وصحيحة لوحدات المجتمع إذا كان هو المصدر الأصلي للعينة ويجب على الباحث أن يتأكد من سلامة وطرق ووسائل العينة في إعداد هذه القائمة.
ـ انتقاء عينة ممثلة للمجتمع وهي بذلك القائمة لجميع الوحدات
ـ الحصول على عينة مناسبة حجما : يجب أن يتناسب عدد العينات مع طبيعة وحجم المصدر الأصلي للعينة ، حيث كلما إزداد التابين في مصدر العينة للخاصية المبحوثة كل ما وجب اختيار عينة أكبر(1).
-أنواع العينات : هناك أنواع عديدة للعينات منها
ـ عينات المعاينة الاحتمالية : وتحتوي على العينات العشوائية البسيطة والعينات العشوائية الطبقية والعينات العشوائية ذات المراحل المتعددة والعينات المنتظمة .
ـ العينة العشوائية البسيطة : وتهدف أساسا إلى تحقيق المساواة بين احتمالات لكل فرد من أفراد المجتمع الأصلي ، أي منع الباحث من التميز في اختيار الوحدات
ـ العينة العشوائية الطبقية : وهي تعتمد على خطوتان في اختياره :
• تحليل المجتمع الأصلي
• الاحتيار العشوائي على أساس صفة المجتمع الأصلي
ـ العينة العشوائية متعددة المراحل : يلجا الباحث إلى استعمال هذه العينة عندما يكون بصدد دراسة ظاهرة واسعة ، وذلك قصد تقليل الجهد والكلفة وتنفذ بعد إجراء دراسة مسحية بإعداد قائمة مصنفة حسب حجم المنطقة ، ثم تختار من كل منطقة عينة عشوائية بسيطة أو طبقية ،لكن احتمال الخطأ يكون أكبر فيها مما يحدث في عينة الطبقة العشوائية.
ـ العينة المنتظمة : وهي تتعلق بانتظام الفترات فيما بين الوحدات المختارة.
- المطلب الثالث : الملاحظــــات
ـ الملاحظة هي مشاهدة الوقائع على ماهي عليه في الواقع ، وذلك بهدف إنشاء الواقعة العلمية وتكون الملاحظة علمية حين تكون إشكالية (2).
أنواع الملاحظة : وعلى أساس أداءها يمكن تقسيمها إلى نوعين:
1 - ملاحظة بسيطة وتعتمد على الحواس فقط وباتت قليلة بسبب التقدم العلمي .
2 - ملاحظة بالآلة وهي امتداد للحواس ومكملة لها حيث تكبر الصغير وتقرب البعيد وتتجاوز الحاجز وتقلل من سرعة السريع ....الخ
وإذا نظرنا في الملاحظة من حيث دورها ونجحاها في المجالات الاجتماعية ، أمكننا أن نصنفها إلى نوعين :
• الملاحظة بالمشاركة ونقصد بها مشاركة الباحث للمبحوثين في الأنشطة التي يقومون بها ، وهذا النوع من الملاحظة يكثر الانثربيولوجيون من الاعتماد ، و تستخدم في دراسة أساليب التفاعل الاجتماعي بهدف جمع اكبر عدد من المعلومات من مصدره الأصلي ، وهناك يقوم الباحث بدورين هما ، دور الباحث ودور المبحوث والملاحظة بالمشاركة تنقسم بدورها إلى قسمين:
ـ الملاحظة بالمشاركة الصريحة : وهي أن يعلن فيها الباحث للمبحوثين على أهداف من مشاركته لهم
ـ الملاحظة بالمشاركة غير صريحة : وهي عدم تعريف الباحث بنفسه وأهدافه ونواياه للمبحوثين وتكون هذه الملاحظة عادة عندما لا تحقق الملاحظة المعلنة مطالب الباحث آو يكون عدم التعريف لأسباب تهم امن الباحث ، ولإنجاح هذه الملاحظة " بالمشاركة ".
يجب التقيد بجملة من القواعد الأساسية نوجزها فيما يلي :
ـ جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات المتاحة.
ـ الاعتماد على شخصية رئيسية مناسبة في المجتمع المبحوث
ـ وجوب مشاركة الباحث اهتمامات المبحوثين.
ـ على الباحث أن يعرف اختيار الأوقات المناسبة لطرح الأسئلة
ـ على الباحث إن يكون متمكن من لغة المجتمع المبحوث.
ـ على الباحث أن يجيد الحصول على الإجابة دون طرح الأسئلة.
ملاحظة دون مشاركة : وهي ملاحظة بسيطة يراقب من خلالها الباحث ا لجماعة دون مشاركته في أنشطتهم ، مع تجنبه قدر الإمكان الظهور في الموقف ، لكي لا يؤثر على سلوك المبحوثين العادي .
والملاحظة دون مشاركة كباقي الملاحظات يجب أن تكون إشكالية ، أي أنها مبنية على التعارض بين الحادثة المكتشفة للملاحظة وبين المفاهيم النظرية السابقة . لأن نقطة الانطلاق في البحث العلمي ليست الملاحظة وإنما هي المشكلة التي تطرحها الحادثة الملاحظة ، ويتميز هذا النوع من الملاحظة بالدقة العالية.
وكما للملاحظة بالمشاركة جملة من القواعد الإجراءات في أن للملاحظة دون مشاركة كذلك لها إجراءاتها ونجملها في ثلاث نقاط :
ـ تحديد الأهداف المتوخى بلوغها بالملاحظة دون مشاركة,
ـ تحديد العينات التي ستلاحظ من حيث الزمان والمكان.
ـ إتقان الباحث الملاحظة العلمية.
- المطلب الرابع : المقـابلة
مفهومها : هي عبارة عن حوار الباحث للمبحوثين أو شخص معين من يطرح خلاله الباحث أسئلة معينة ومحددة للحصول عــــــــلى وتتميز المقابلة بكونها أحسن وسيلة لتقيم الصفات الشخصية بطريقة مباشرة ......(1)
أنواع المقابلة :
ـ مقابلات مسحية : تهدف إلى إجراء ومسح اجتماعي من حيث هو عملية نظامية لجمع المعلومات والحقائق عن الأفراد الذين يعيشون في منطقة جغرافية وحضارية وإدراية معينة ، وتتميز بكونها وصفية توضيحية وقد تكون معلومات إحصائية أيضا.
ـ مقابلة تشخيصية : وتهدف إلى فهم مشكلة معينة وتحديد أسبابها وخطورتها .
ـ مقابلة علاجية : وتهدف إلى مساعدة العميل إلى معرفة علته وعلاجها.
ـ مقابلة توجيهية إرشادية : تهدف إلى تمكين العميل من فهم مشكلاته وحلولها على نحو أفضل ولكي تكون المقابلة في الأخير ناجحة لابد أن تكون موضوعها ، هدفها ، وتكون الأسئلة
واضحة مع عدم مقاطعة المبحوثين وتسجيل إجاباتهم بدون إحساسه .
المطلب الخامس : الروائــز
مفهومها : ويعد الأمريكي كاتل هو الذي اخترع طريقتها عام 1890 وهي مجموعة الاختبارات المضبوطة لمعرفة الكيان النفساني باجمعه ، أو لإحدى الوظائف النفسية فقط ولقد تطورت الروائز تطورا رهيبا ، على نحو يصب حصره حيث لكل رائز وقعه الخاص فمثلا : هناك مقياس الصحة النفسية لقياس الخوف والعصبية والقلق والدورة الدمويـــــة نما انه هناك مقياس الاستبيان النفسي ، استفتاء مشكلات الشباب واختبار مفهوم الذات واختبار الشخصية السوية ، والكشف عن مكنون اللاشعور .
المطلب السادس : الاستبيـان
مفهومه : هو عبارة عن مجموعة من الأسئلة ترسل بواسطة البريد أو يدوية ، يقوم الباحث بتوزيعها بنفسه على مجموعة من الأشخاص لتسجيل إجاباتهم على استمارة الأسئلة ، ويستخدم الاستبيان على وجه الخصوص في الدراسات السياسية وفي مواضيع شتى كالانتخابات ، مشاركة سياسية ، السلوك ألتصويتي ، ومعرفة توجهات الرأي العام إزاء القضايا المحلية والدولية ، ومن أهم مزايا الاستبيان انه يمكننا من الحصول على كم هائل من المعلومات في فترة زمنية قصيرة ، كما أنه اقل وسائل جمع المعلومات تكلفة.
وبالرغم من كل هذه المزايا إلى أن عيوب الاستبيان تكمن في أن الاستبيان موجه لفئة معينة من المجتمع وهي الفئة المثقفة، ويقصي فئة التي تعاني الأمية ، وهي غالبية المجتمع غالبا.
المطلب السابع : تحليل المحتوى
مفهومه : تحليل المحتوى أو المضمون على غاية من الأهمية ليرقى إلى مصاف منهج مستقل بذاته ، بالإضافة إلى كونه أداة من أدوات البحث العلمي ، ويقصد بالتحليل رد الشيء إلى عناصر المكونة له ماديا ومعنويا ، وهو على نوعين :
ـ نظري ويجــري في الـذهن ـ واقـعي يتم في التــجربة .
وتحليل المحتوى متعدد الإشكال فعلى مستوى المادة ليس تحليل الماء كتحليل حمض الكبريت ، وتحليل نص فلسفي غير تجليل نص نقدي أدبي... وهكذا.
وعلى العموم فإن المحتوى يكون على أمرين في الغالب :
1 - محتوى مجهول : ويكون الهدف الكشف عن هذا المجهول
2 - محتوى معروف التركيب بصورة عامة كتركيب الدم مثلا وعندها يكون هدف تحليل المضمون أو المحتوى لعينة محددة ، للكشف عن مدى مطابقتها أو عدم مطابقتها لذك التركيب.
المطلب الثامن : الوثائق العلمية
مفهومها : هي جميع المصادر والمراجع التي تتضمن المواد والمعلومات والتي تشكل في مجموعها الإنتاج الفكري اللازم للبحث العلمي .(1) وبالتالي فان الوثيقة العلمية متعددة الأشكال والأنواع بحيث يصعب حصرها سنذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر :
ـ الوثيقة الأولية أو المصدر وتعرف كذلك بالمباشرة وتعرف لدى الغربيين بالشهادة ، أي أنها تستخدم مباشرة من مصدرها الأصلي ودون وسائط.
ـ الوثيقة الثانوية أو المرجع : وهي وثائق غير أصلية أي مستندات تعتمد في نقل وجمع المعلومات على وسائط .
وقد تصنف الوثيقة على حسيب مادتها ، وهنا المجال واسع لأنواع الوثائق ، لأنها تتعدد بتعدد الموضوعات ، منها السمعية ، المرئية ، ومنها ما هو مخطوط على الجلد ...الخ .
وأما عن مكان وجود الوثيقة العلمية فيختلف بين المؤسسات الرسـمية أو غير الرسـمية والمكتبات ، الأرشيف الوطني ، دور النشر والتوزيع .
المطلب التاسع : الإحصائيات
مفهومها : ونقصد بالإحصائيات البيانات العددية الحقيقية التي تعكس المشكلات وظواهر معينة . (2) ، كالظواهر الاجتماعية مثلا وقد تكون وصف تحليلي لبيانات عددية ومعظم البحوث والدراسات تعتمد على طريقة العينات الإحصائية التي تتطلب تصميم وتحديد العينات بطرق علمية خاصة ، وإذا أردنا أن قسم الإحصاء فإننا نقسمه إلى نوعين :
1- إحصاء وصفي : ويعتمد على عدة أساليب ومفاهيم لتلخيص البيانات ووصفه وتحليلها حتى يسهل تفسيرها ، واهم هذه المفاهيم والأساليب التي يكثر استخدامها في العلوم الاجتماعية.
تنظيم البيانات عن طريق إعداد توزيع تكراري يعرض في جدول أو رسم بياني .
2 - إحصاء استنتاجي : وفيه يتم تعميم ما نستنتجه من العينة موضوع الدراسة لما هو أبعـد وأشمل من العينة وهذا هو هدف البحث العلمي .
المبحث الثالث : البحث العلمي صعوباته وأهدافه
المطلب الأول : صعوباتـه
تتلخص صعوبات البحث العلمي في جملة من العوائق والمشاكل نذكر من أهمها :
1 ـ عدم دقة المصطلحات والمفاهيم في العلوم الاجتماعية بحيث نلاحظ الفرق في استخدام المفاهيم في العلوم الاجتماعية والمفاهيم في العلوم الطبيعية ، حيث تتميز المفاهيم الاجتماعية
بالمرونة و عدم الوضوح وتعدد استعمالها ، في حين أن المفاهيم في العلوم الطبيعية تكون أكثر دقة وثبات .
2ـ تعقد الظواهر الاجتماعية وتشابهها يلعب دور كبير في صعوبة التحديد الموقف من هذه الظواهر ، والحكم عليها ، مما يؤدي في الكثير من الأحيان إلى نتائج نسبية جدا لا يمكن الاعتماد عليها في تصنيف الظواهر وضبطها.
3ـ صعوبة الوصول إلى قوانين واضحة وثابتة نظرا غالى تغير الظاهرة الاجتماعية باستمرار .
4ـ صعوبة إجراء تجارب على الظاهرة الاجتماعية ولذلك لصعوبة الفصل بين ظاهرة اجتماعية وأخرى نظرا لتشابكها في بعضها البعض .
هذا ما أمكن استخلاصه من صعوبات ولقد ذكر القليل ليبقى الكثير ، كما أن هذه المشاكل والصعوبات لا تنقص من ضرورة وهمية البحث العلمي الذي كما ذكرنا سلفا في المقدمة أنه هو المعيار الأساسي لتقدم أو تخلف أي بلد.
المطلب الثاني : أهـدافــه
نعتقد أن وظيفة وهدف البحث العلمي تتلخص أساسا في اكتشاف النظام السائد في هذا الكون وفهم قوانين الطبيعة والحصول على الطرق الأزمة للسيطرة عليها والتحكم فيها وذلك
عن طريق زيادة قدرة الإنسان على تفسير الأحداث والظواهر و التنبؤ بها وضبطها .(1)
ومنه يمكن أن نستنتج أن للبحث العلمي ثلاثة أهداف :
أولا: الاكتشاف والتفسير ونقصد به ملاحظة ورصد الأحداث والظواهر وتصنيفها وتحليلها بواسطة وضع الفرضيات العلمية المختلفة ، وإجراء التجريب العلمي عليها للوصول إلى قوانين علمية موضوعية عامة .
ثانيا : التنبؤ، ونقصد به توقع الحوادث قبل وقوعها ، وفقا لشروط معينة أي (( التنبؤ بما سيكون اعتمادا على ما كان، استنادا إلى مبدأ الحتمية.. )) (1)
مثال : التنبؤ بحالة الطقس أو التنبؤ بأمور سياسية ..
ثالثا : الضبط والتحكم ونقصد به الضبط والتحكم في الظواهر والإحداث والوقائع قصد السيطرة عليها وتوجيهها إلى صالح الإنسانية ، وقد يكون هذا الضبط والتحكم نظريا بالبيان والتفسير أو يكون هذا الضبط والتحكم عمليا وذلك بالحد من انتشار الأمراض المتنقلة مثلا .
قائمة المراجع
د ، صلاح الدين شروخ ، منهجية البحث العلمي ، دار العلوم للنشر والتوزيع ، عنابة ، الجزائر .
عبد الناصر جندلي ، تقنيات ومناهج البحث العلمي في العلوم السياسية والاجتماعية ديوان الوطني للمطبوعات الجامعية ، بن عكنون ، الجزائر.
د ، عمار عوابدي ، مناهج البحث العلمي وتطبقانها في ميدان العلوم القانونية والإدارية ، الطبعة الثانية ، ديوان المطبوعات الجامعية.
منتدى وادي العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق