نموذج مقترح للتخطيط الاستراتيجي المكاني
للمملكة العربية السعودية
أ.د أحمد جارالله الجار الله - م . حسين علي الربح
قسم التخطيط الحضري والإقليمي
كلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام
الدمام ص . ب .2397 الدمام 31451
بريد الكتروني:
كلمات الفهرسة:
التخطيط الاستراتيجي ، التخطيط المكاني ، أسلوب دلفي ، الإحصاء الوصفي ، المملكة العربية السعودية .
مستخلص:
تكاتفت العديد من التخصصات العلمية في إبراز التخطيط الاستراتيجي المكاني، فكان نتاج مشترك لمفكرين في علوم الادارة والتنظيم والتخطيط والإستراتيجية والجغرافيا والاقتصاد والبيئة. وساهم هذا الاهتمام بانعكاس واضح في مجال التخطيط الحضري والإقليمي تمثل في تغير اهتمامه التقليدي بالتركيز على تخطيط استخدامات الارض إلى التركيز على التخطيط الاستراتيجي المكاني.
هدف هذه الدراسة هو اقتراح نموذج للتخطيط الاستراتيجي المكاني للمملكة العربية السعودية. وبمراجعة العديد من الدراسات السابقة اتضح أن هناك قلة في الدراسات المحلية والعربية التي تناولت موضوع التخطيط الاستراتيجي المكاني. مكنت المراجعة التفصيلية للأدبيات من تمييز عدد من جوانب التي تلعب دوراً هاماَ في التخطيط الاستراتيجي المكاني ، أهمها الجوانب البيئية و الاقتصادية والاجتماعية التي اُستشف منها تعريف شامل للتخطيط الاستراتيجي المكاني.
وظفت الدراسة الأسلوب الوصفي المسحي باستخدام منهج دلفي لاستطلاع آراء خبراء التخطيط الاستراتيجي المكاني. وبتوظيف مقاييس الاحصاء الوصفي أتضح بأن هناك تجانساً كبيراً بين اراء خبراء التخطيط المكاني حول الجوانب المستشفة المتعلقة بالتخطيط الاستراتيجي المكاني. على ضوء ذلك تم تصنيف الاعتبارات التخطيطية المستشفه منها إلى ثلاثة مستويات حسب اهميتها للتخطيط الاستراتيجي المكاني.
استنادا على كل ما سبق توصلت الدراسة الى عشرة جوانب تشمل إثنان وثلاثون اعتباراً تم توظيفها في صياغة نموذجاَ للتخطيط الاستراتيجي المكاني في المملكة العربية السعودية .
Abstract
Strategic Spatial Planning is come out through the cooperation of many scientific disciplines. In addition, those disciplines include but not limited to management, administration, strategies, planning, geography, economic, and environment. As a result of this interest, strategic spatial planning have an obvious reflection on urban and regional planning and innovate to shift from traditional planning method – land use planning to focus on long term and strategic method.
The main goal of this study is propose an operational strategic spatial planning model for the kingdom of Saudi Arabia. Based on literatures review the study shows that there is a shortage in local and Arabic studies which addressed to the subject of strategic spatial planning. Also, Reviewing previous literatures help to identify the significant aspects which play an important role in Spatial Strategic Planning. It's including environmental aspects, Economical aspects, and social aspects. Moreover, the obtained aspects help to set a clear and comprehensive definition of Strategic Spatial Planning.
The study employed the descriptive survey methodology through Delphi technique to collect experts' opinions about the spatial strategic planning. In addition, by using the statistical descriptive techniques, the study shows that, there is a large level of homogeneity between the experts' opinions about the obtained aspects. As a result of this, the study classify the planning considerations to three class based on its importance to strategic spatial planning.
Based on the findings the study identifies ten aspects which include thirty two considerations that shape the overall structure of an operational strategic spatial planning.
استخدم لفظ الإستراتيجية منذ عدة قرون في العمليات الحربية وهي كلمة يونانية مشتقه من كلمة "استراتيجوس" وتعني فن القيادة ومن ثم انتقل مفهوم الإستراتيجية إلى مجال الأعمال في الثلاثين سنة الأخيرة من القرن العشرين، عندما دعا الرئيس الأمريكي الأسبق ليندون جونسون في عام 1965م إلى تطبيق نظام التخطيط الاستراتيجي في جميع الأجهزة الفيدرالية للحكومة الأمريكية، قبل نهاية الستينات من القرن الماضي عبر التخطيط الاستراتيجي حدود الولايات المتحدة إلى أوروبا ثم إلى بعض الدول النامية وأهم تلك الدول ماليزيا. حيث تركز اهتمام المفكرين و الباحثين على التخطيط الاستراتيجي المكاني فكان محل اهتمام الجهات العامة والخاصة على المستوى العالمي والقاري والإقليمي والمحلي.
وتكاتفت العديد من التخصصات العلمية في إبراز التخطيط الاستراتيجي المكاني، فكان نتاج مشترك لمفكرين في علوم الادارة والتنظيم والتخطيط والإستراتيجية والجغرافيا والاقتصاد والبيئة. وكان لهذا الاهتمام انعكاس واضح في مجال التخطيط الحضري والإقليمي تمثل في تغير اهتمامه التقليدي بالتركيز على تخطيط استخدامات الارض إلى التركيز على التخطيط الاستراتيجي المكاني حيث ظهر هذا الاهتمام في ادبياته وتطبيقاته بشكل مكثف منذ بداية الالفية الثالثة.
هدف الدراسة
اقتراح نموذج للتخطيط الاستراتيجي المكاني للمملكة العربية السعودية، وسيتحقق هذا الهدف عن طريق تحقيق المهام التالية :ـ
- صياغة إطار نظري للتخطيط الاستراتيجي المكاني من خلال مراجعة تفصيلية للاطار النظرية و الدراسات السابقة بعقد مقارنة بين التخطيط الاستراتيجي المكاني و تخطيط استخدامات الاراضي.
- تحديد اراء خبراء التخطيط في الجوانب التي يتميز بها التخطيط الاستراتيجي المكاني المستشفة من المقارنة السابقة.
- صياغة نموذج للتخطيط الاستراتيجي المكاني للمملكة العربية السعودية.
المفاهيم النظرية
يطلق لفظ الإستراتيجية على الأهداف المحددة ووضع البدائل ومقارنة التكاليف والفوائد المرتبطة بها وتقييمها ثم اختيار البديل الإستراتيجي الأفضل ووصفة في برنامج زمني قابل للتنفيذ. (عبيدات ، 2005).
كما يمكن للاستراتيجية ان تتخذ كثر من صورة حيث أنها كموقف تكون وسيلة لوضع مؤسسة في بيئة معينة بالتالي تصبح الاستراتيجية قوى موازنة او عملية وفاق بين المؤسسة والبيئة أي بيم المضمون الداخلي و الخارجي. بينما نجد أن تعريف الاستراتيجية كمنظور يوحي بأن محتواها لا يتضمن مجرد اختيار موقف ولكنها أسلوب متأصل للنظرة الى العالم، ومن هذا المنطلق فإن الاستراتيجية بالنسبة لمؤسسة هي بمثابة الشخصية بالنسبة لفرد من الناس و الأهم أن الاستراتيجية ما هي الا منظور يشارك فيه كل أعضاء المؤسسة من خلال نواياهم وأفعالهم مما يعني أن الاستراتيجية في هذا المضمون تعنى الولوج في عالم العقل الجماعي حيث يتوحد الأفراد من خلال التفكير أو السلوك المتجانس (جامعة الملك عبدالعزيز، 2007).
بينما عُرف التخطيط الاستراتيجي بأنه خطط و أنشطة المنظمة التي تم وضعها بطريقة تضمن خلق درجة من التطابق بين رسالة المنظمة و أهدافها، وبين الرسالة و البيئة التي تعمل فيها بصورة فعالة وذات كفائة عالية فالاستراتيجية تصف طرق تحقيق المنظمة لأهدافها مع الأخذ في الاعتبار التهديدات و الفرص و الموارد و الامكانات الحالية لهذه المنظمة وهذا المفهوم يشمل على ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر بدرجة كبيرة على الاستراتيجية وهي:
- البيئة الخارجية و متغيراتها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و التكنولوجية.
- الموارد و الامكانات الداخلية خاصة فيما يتعلق بالهيكل التنظيمي والقيادة و القوة و القيم.
- الاهداف التي تحددها المنظمة وتسعى لإنجازها ضمن إطار زمني محدد. ( حبتور، 2004).
و يُعرف التخطيط الاستراتيجي إيضاً على انه عبارة عن وضع استراتيجية للتخطيط المكاني تتطلب الاحاطة بالأحوال القائمة و المتطلبات الحاضرة و المتوقعه للمشروع و التعرف على المؤثرات الداخلية و الخارجية مع تحديد الرؤية المستقبلية بوضوح ووضع اهداف مرحلية و تطلعات طويلة المدى بناءً على تلك الرؤية بالاضافة لمشاركة اصحاب المصالح في المشاريع التطويرية من مختلف الشرائح الاجتماعية. ( القحطاني ، 2010).
بينما يصف مارك جونز و ريتشارد وليم (2001) Jones & Richard Williams Mark التخطيط المكاني بأنه يهتم بمجموعة من المنظمات العامة و يتعلق بالاليات والسياسات و العمليات المؤسسية في مستويات مختلفة وابعاد مختلفة تؤثر في مستقبل الموارد واستخدامات الاراضي.
وفي دراسة شاملة لمنظمة الامم المتحدة (2008) وضحت أن التخطيط الاستراتيجي المكاني يتميز بعدة فوائد اقتصادية و اجتماعية و بيئية مما تحقق طابع الاستدامة بالمنظور العام حيث أن فوائد التخطيط الاستراتيجي الاقتصادية أنه يسعى الى :
- توفير المزيد من الاستقرار والثقة للاستثمار.
- تحديد المواقع المناسبة من الأراضي للتنمية الاقتصادية.
- تعزيز جودة البيئة في كل من المناطق الحضرية والريفية، والتي يمكن أن تخلق فرص أكثر ملاءمة للاستثمار والتنمية.
- اتخاذ القرارات بطريقة أكثر كفاءة واتساقا.
بينما ذكرت منظمة الامم المتحدة ان فوائد التخطيط الاستراتيجي المكاني الاجتماعية هي:
- وضع السياسات بناءً على احتياجات المجتمع المحلية.
- التوزيع العادل للخدمات والمرافق مما يؤدي الى سهولة الوصول لجميع السكان.
- التشجيع على إعادة استخدام الأراضي الشاغرة والمهجورة، ولا سيما إذا كان له تأثير سلبي على نوعية الحياة والتنمية الاقتصادية المحتملة.
في حين ان فوائد التخطيط الاستراتيجي المكاني البيئية تركزت في :
- أهمية المحافظة على البيئة والأصول التاريخية والثقافية.
- معالجة المخاطر البيئية المحتملة مثل جودة الهواء الفيضانات.
- حماية وتعزيز مجالات للاستجمام والتراث الطبيعي.
- تشجيع كفاءة استخدام الطاقة المتجددة غير الضارة في التخطيط وعملية التنمية.
الدراسات التطبيقية
نظرا لأهمية دراسة التخطيط الاستراتيجي المكاني فان الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع هي محور اهتمام كثير من الباحثين، والهدف من مراجعة الدراسات السابقة هو تسليط الضوء على الجوانب الهامة والمدروسة في التخطيط الاستراتيجي المكاني وتوضيح ما يتميزه به عن التخطيط التقليدي تخطيط استخدامات الاراضي ، من أجل صياغة نموذج عملي للتخطيط الاستراتيجي المكاني يمكن تطبيقه بالمملكة العربية السعودية.
ومن خلال مراجعة الدراسات السابقة تم تقسيمها إلى ثلاثة مجموعات:
- المجموعة الاولى : الدراسات العالمية
هناك العديد من الدراسات العالمية التي ركزت على التخطيط الاستراتيجي المكاني وبينت اوجه الاختلاف بينه وبين تخطيط استخدامات الاراضي في كثيرٍ من المتغيرات التي تشمل العديد من الجوانب منها : الاهداف والغايات، الاطار التنظيمي ، الشكل، المنهجية، الحدود، طرق القياس، المراحل، المخراجات النهائية و التنفيذ. ومن تلك الدراسات العالمية :
دراسة البريشتس (, Albrechts 2004) فتناولت وظائف التخطيط الاستراتيجي المكاني الذي يقوم بتوجية العديد من الانشطة و التسيق بين مختلف القطاعات و الجهات التي تشترك في تلك الانشطة. كما أن وضحت الدراسة أن التخطيط الاستراتيجي هو مجموعة من المفاهيم والإجراءات والأدوات المتصلة بالقضايا الاستراتيجية المحددة، بينما تخطيط استخدامات الاراضي أداة مفردة تركز على المناطق الحضرية بناءً على الناحية الوظيفية، وغالباً ما يعنى بالمستوى المحلي.
دراسة آدمز وآخرون (,Adams & others 2007) فتناولت سمات فتناولت التخطيط الاستراتيجي المكاني حيث وضحت الدراسة أنه منظور طويل المدى يتصف بالتركيز على الرؤية الاستراتيجية وإشراك أصحاب المصلحة ، بالإضافة الى التركيز على الأبعاد المكانية لمجموعة واسعة من سياسات القطاعات المختلفة من التنمية الاقتصادية والنقل وحماية البيئة.
كما تناولت الدراسة تخطيط استخدامات الاراضي وبينت أن اهم سماته هي أنه منظور قصير المدى ، كما انه ذا بعد تنظيمي اكثر ويفتقر الى البعد الاستراتيجي غرضه الاساسي هو إزالة النزاع او التضارب بين استخدام ألأراضي لخلق حالة متجانسة بين الاستخدامات.
دراسة وزارة البيئة نيوزلندا ( , Ministry of Environment 2007) فتناولت التخطيط الاستراتيجي المكاني من عدة جوانب ، فوضحت الغرض منه هو تشكيل التنمية المكانية من خلال تنسيق المخرجات المكانية لسياسات القطاعات المختلقة ، وفي جانب الشكل فهو كإستراتيجية تهتم بتحديد القضايا الحرجة المكانية وتحديد النتائج المرجوة من التنمية المكانية ضمن منهج واضح و ذو تصور مكاني لأهداف القطاعات المشاركة مما يحقق ابعاد هامة في عملية التنمية. أما في جانب المراحل و الخطوات فإن التخطيط الاستراتيجي المكاني يمثل عملية مستمرة من استعراض السياسات والخطط و توظيفها بالشكل المناسب مما يساهم في نشر التنمية ، إضافة الى أن مراحله تتسم بالتعلم المتبادل وتقاسم المعلومات بين مختلف الجهات المشاركة في عملية التنمية مما يساعد في تحقيق أهدافهم الخاصة والمشتركة. أما في جانب المنهجية فإن التخطيط الاستراتيجي المكاني يساعد على فهم القضايا الحرجة في اتجاهات التنمية وفقاً للمتغيرات و الاحتياجات الاقتصادية و الاجتماعية وأثر عملية التنمية على الوضع البيئي. كما أنه يقوم بتحليل بدائل التنمية بالاعتماد على البعد الاستراتيجي كمدخل للتحليل ، إضافة الى أنه يساعد على إيجاد بدائل تنموية مستدامة من الناحية البيئية و الاستراتيجية. أما في جانب المخرجات فإن التخطيط الاستراتيجي المكاني يسعى للتأثير على القرارات في القطاعات المشاركة من خلال بناء صورة مشتركة للإستراتيجية ومجموعة من الحوافز والآليات ناتجة عن التعاون و المشاركة ، بما في ذلك استخدام الأراضي وتنظيم الخطط و السياسات.
كما تناولت الدراسة تخطيط استخدامات الاراضي في نفس الجوانب فوضحت الغرض منه هو تنظيم استخدام الأراضي والتنمية من خلال تعيين مجالات التنمية وتطبيق معايير الأداء ، أما بالنسبة للشكل فهو عبارة عن جدولة السياسات والقواعد لتنظيم استخدام الأراضي لمنطقة إدارية. أما في جانب المراحل و الخطوات فإن تخطيط استخدامات الاراضي كعملية منفصلة غير متصلة تساعد السلطة المحلية من تعزيز الاهتمامات محلياً. أما في جانب المنهجية فإن تخطيط استخدامات الاراضي لا يتغير بتغير الظروف الطارئة او وفق الاحتياجات الاقتصادية و الاجتماعية و إنما ينفذ كما رسم دون أي تغيير. أما في جانب المخرجات فإن تخطيط استخدامات الاراضي يسعى التحكم في نشاط استخدام الأراضي من خلال تنظيمات إلزامية تتوافق مع المخطط الهيكلي لتحقيق التجانس في الاستخدام.
دراسة غالنت وآخرون (, Gallent & others 2008) فتناولت التخطيط الاستراتيجي المكاني من عدة جوانب ، ففي جانب الاطار التخطيطي فهو ذو نطاق واسع ويظم مجموعة مختلفة من الشركاء ، وله دور بارز وفعال في ما يتعلق باستراتيجيات المجتمع. أما بالنسبة للحدود فإن التخطيط الاستراتيجي المكاني يغطي مساحات كبيرة يصعب تعريفها و لا تتضح إلا فيما بعد ، أما من ناحية الترتيبات المؤسسية فإنه نهج تعاوني مع مجموعة من الجهات و الادارات المعنية في إعداد استراتيجيات المكانية يتسم بطابع الشراكة و المشاركة كما انه ذو تخطيط مركزي يقوم فيه المخططين بصورة مشتركة من حيث الاستراتيجيات و ووضع السياسات ، بينما غاياته تكون متنوعة وتساهم في تحقيق التنمية الشاملة و المستدامة ، بينما في جانب التسلسل فإن التخطيط الاستراتيجي المكاني في الشكل العام يتفق مع الاستراتيجيات الإقليمية المكانية ، أما في جانب المخرجات فإن التخطيط الاستراتيجي المكاني يركز على نتائج واسعة تحددها الشراكة الاستراتيجية المحلية التي تشمل التنمية المستدامة بدلا من مخرجات التخطيط التقليدية.
كما تناولت الدراسة تخطيط استخدامات الاراضي في نفس الجوانب ، ففي جانب الاطار التخطيطي فإن تخطيط استخدامات الاراضي ذو نطاق ضيق يسعى الى التحكم على استخدام الأراضي ، أما بالنسبة للحدود فإنه ذو حدود بسيطة ومألوفة ، أما من ناحية الترتيبات المؤسسية فإن تخطيط استخدامات الاراضي يقوم على منهج فردي يرتكز على السلطة المحلية ويكون محدود التأثير في سياسات معينة ، بينما غاياته دائما تركز على الربط و التجانس في الاستخدام. بينما في جانب التسلسل فإن تخطيط استخدامات الاراضي مرتبط بالمخطط الهيكلي الذي يمثل اطاره العام. أما في جانب المخرجات فإن تخطيط استخدامات الاراضي يركز على تخصيص الاراضي ما يتم تنفيذه.
دراسة دابنيت (, Dabinett 2009) التي تناولت اهداف التخطيط الاستراتيجي المكاني الذي يسعى لتعزيز التنمية المتوازنة إضافة الى تعزيز نهج شمولي قائم على المكان يغطي مختلف القطاعات والجهات كما يساعد على إظهار الهوية المكانية للأقاليم، و يوفر فرصة لتحسين التنسيق بين مختلف قطاعات و الاجهزه الحكومية رئسياً و افقياً.
بينما ذكر دابنيت أن ابرز سمات تخطيط استخدامات الاراضي هي أنها ليست طويلة المدى كالتخطيط الاستراتيجي المكاني وأنما قصيرة المدى إضافةً الى ضعفها في الجوانب المتعلقة بالتحليل و المناقشة. كما أن تخطيط استخدامات الاراضي يعتمد على توزيع الاراضي بناءً على الاستخدام وذلك لتحقيق حالة من التوازن في الاستخدامات وفقاً للانظمة والقوانين الموجودة.
دراسة المندنجر و هوتون ( , Allmendinger & Haughton 2010) فتناولت سمات التخطيط الاستراتيجي المكاني حيث ذكرت انه يتم ضمن عملية متقنة و ذو خطوات تكتيكية و قانونية أوسع لتحقيق مستويات عالية من النمو الاقتصادي ، كما أن التخطيط المكاني هو وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة مع مساهمة المجموعات وأصحاب المصلحة ، بالإضافة الى ذلك فإن التخطيط المكاني يعطي التعبير الجغرافي للسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية للمجتمع.
بينما وضحت الدراسة أن تخطيط استخدامات الاراضي اقل توسعاً في العملية التخطيطية من التخطيط الاستراتيجي المكاني ويقتصر دوره الاساسي على تنظيم استخدامات الاراضي ، كما ان تخطيط استخدامات الأراضي يقدم رؤية مستقبلية محدودة لاحتمالات التنمية في الأحياء، وذكرت الدراسة ايضاً أن تخطيط استخدامات الأراضي يأتي في إطار التسلسل الهرمي للتخطيط المكاني كأداة لخلق توازن في التوزيع.
دراسة أولسن (,Olesen 2011) فتناولت خصائص التخطيط الاستراتيجي المكاني حيث وضحت الدراسة أنه عبارة عن رؤى ملهمة تم إعدادها من خلال عمليات تعاونية بين مختلف الجهات و القطاعات. كما انها تتفق مع الاستراتيجيات الإقليمية المكانية بوجه عام ، تسعى لتحقيق التنمية المستدامة مع مساهمة المجموعات وأصحاب المصلحة.
بينما وضحت الدراسة أن خصائص تخطيط استخدامات الاراضي هي أنه يعد على المستوى المحلي ومن خلال الأجهزة الرقابية ، يمتثل دائماً لمستوى أعلى عادة المخطط الهيكلي ، تقتصر رؤيته المستقبلية للتنمية في الأحياء فقط.
دراسة بوسدوري (, Bussadori 2011) فتناولت سمات التخطيط الاستراتيجي المكاني حيث اشارة الدراسة الى ان التخطيط الاستراتيجي المكاني يأتي بشكل تنمية مستدامة ذات طابع استراتيجي شامل اكثر من التخطيط لاستخدامات الأراضي، كما انه يغطي مساحات كبيرة تتسم بالشمولية بين مختلف المناطق، مما يؤدي إلى تعزيز التعاون وإستمرارية المشاركة المحلية و الإقليمية، بالاضافة الى ذلك فإن التخطيط الاستراتيجي المكاني يؤكد على حماية المواقع الطبيعية و الاهتمام بالبيئة.
بينما تخطيط استخدامات الاراضي فقد وضحت الدراسة أنه أقل في الرؤية الاستراتيجية ويمتثل لما ورد في المخطط الهيكلي بالاضافة الى أنه يفتقر الى صفة التعاون بين مختلف الجهات و الادرات ذات العلاقة.
- المجموعة الثانية : الدراسات العربية
هناك قلة في الدراسات العربية التي ركزت على التخطيط الاستراتيجي المكاني مقارنة بالدراسات و التجارب العالمية، حيث تناولت الدراسات العربية التخطيط الاستراتيجي المكاني و تخطيط استخدامات الاراضي في جوانب تقتصر على الاهداف و الغايات او السمات العامة. ومن تلك الدراسات :
دراسة (ادريخ، 2005) فتناولت اهداف وغايات التخطيط الاستراتيجي المكاني فقد وضحت الدراسة ان اهداف التخطيط الاستراتيجي المكاني تسعى لتحقيق عدة جوانب منها: التوازن مع الطبيعة بحيث تدعم نشاطات التنمية واستعمالات الأراضي و النظم البيئية وتحترم وتحمي التنوع الحيوي البيئي، إضافة الى تحقيق اقتصاد معتمد على المكان فلا يتسبب باستهلاك المصادر الطبيعية. كما ان التخطيط الاستراتيجي المكاني يسعى الى تحقيق المساواة وخلق حالة من التساوي في الوصول إلى المصادر الاقتصادية والاجتماعية.
بينما وضحت الدراسة أن تخطيط استخدامات الاراضي يسعى الى تنظيم استخدامات الاراضي بهدف خلق حالة من التوازن بين الاستخدامات و إزالة التعارض. بالاضافة الى الارتباط و التوافق مع المخطط الهيكيلي والذي يمثل الاطار العام للاستخدامات الاراضي. كما ان تخطيط استخدمات الاراضي يمثل تصور قصير المدى للمدن و اتجاه التنمية.
أما دراسة (جامعة الملك عبدالعزيز، 2007) فتناولت غايات التخطيط الاستراتيجي المكاني و اوضحت الدارسة انه يسعى الى تحقيق اهداف عدة، حيث أنها ترمي بوجه عام إلى: إنعاش التنمية الاقتصادية المكانية للحد من الفقر و للافساح للمزيد نم فرص العمل و توليد الدخل، و البحث عن انماط نمو جغرافي مستدام تكون أقل استهلاكاً للطاقة. إضافة الى التوزيع المتوازن للسكان و الخدمات على مستوى المناطق والاقاليم و دمج الاعتبارات البيئية و الاقتصادية في عمليات اتخاذ القرار.
- المجموعة الثالثة : الدراسات المحلية
هناك عدد من الدراسات المحلية التي تناولت جانب التنمية المتوازنة و الذي يمثل احد اهداف التخطيط الاستراتيجي المكاني. بينما تفتقر هذه الدراسات الى العديد من جوانب التخطيط الاستراتيجي المكاني ومن تلك الدراسات :
دراسة الهذلول و السيد (2001) وتناولت حركة المدن الجديدة في المملكة العربية السعودية ووضحت دوافعها المتعددة التي ارتبطت بالسياسة العامة للدولة. كما وضحت الدراسة أن طبيعة هذه المدن تغيرت وفقا للمتغيرات التي طرأت على أولويات مراحل التنمية. إلا أن الهدف الضمني ظل واضحا مع اختلاف مراحل التنمية، وهو الانتشار المركز للسكان والأنشطة الاقتصادية على الحيز المكاني الوطني. وبالتالي استخدمت المدن الجديدة في إعمار المساحات الشاسعة وتوطين السكان وتشجيع النمو الاقتصادي في مختلف الأقاليم بهدف تحقيق التنمية المتوازنة. كما تناولت الدراسة دور المدن الصغيرة والمتوسطة الحجم في تحقيق نمط متوازن للتنمية العمرانية على الحيز المكاني.
دراسة الغامدي (2012) فقد تناولت عدة جوانب مرتبطة بالتنمية الاقليمية المتوازنة حيث اوضحت الدراسة أن التوزيع الإقليمي للمدن في المملكة تخضع لمجموعة من العوامل الطبيعية والبشرية كما ذكرت الدراسة ان هناك تباين في التوزيع الإقليمي للمدن وسكانها.
أما دراسة اليوسف و النفاعي (2003) فتناولت جوانب عديدة متعلقة بالتنمية المتوازنة حيث ركزت الدراسة على جانبين لهما أثر واضح في الحد من التباين الاقليمي هما الكفاءة الاقتصادية و عدالة التوزيع المكاني للتنمية لتحقيق حالة التوازن. كما دعت الدراسة الى تبني نهج او نموذج تخطيطي غير تقليدي يساعد على تحقيق معدلات تنموية متقدمة وفقاً للمقومات الاقتصادية و الاجتماعية و المكانية.
بينما دراسة العقيلي (2009) تناولت التنمية الاقليمية في المملكة و أهمية محاور التنمية في العملية التنموية، حيث اشارت الدرسه الى أن محاور التنمية تلعب دوراً هاماً لنشر التنمية على الحيز المكاني للمملكة، حيث أن محاور التنمية تكون أكثر شمولية من المراكز في نشر التنمية و تحقيقها في وقت اقل و تمثل محاور التنمية التجمعات السكانية على الحيز المكاني و ربطها بطرق مواصلات تتوفر بها المرافق والخدمات و الانشطة الاقتصادية يمكن أن تتفاعل مع بعضها البعض وتتحقق بذلك التنمية المستدامة.
في حين أن دراسة (الجارالله و الربح ، 2012) تميزت بإهتمامها بالبعد المكاني في الخطط الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية، حيث تناولت الدراسة اهداف التخطيط الاسترارتيجي المكاني ووضحت أن تلك الاهداف تتمثل في : تحقيق التوازن بين الأقاليم بشكل يوفر تقارباً في مستوى المعيشة والتقليل من الاتجاهات التلقائية في مجال الهجرة وتوطن الصناعة وتوزيع الخدمات، وتخفيض حدة البطالة، وتحسين مستوى الأنشطة البيئية و الاجتماعية والاقتصادية لرفع معدل النمو، كما أنه يسعى لتحقيق التوازن الأقليمي بحيث لا يكون هناك تأثيرات سلبية على نمو وتطور الأقاليم أو المناطق المجأورة كاستنزاف الامكانات التنموية أو هدر الموارد. بالاضافة الى الارتقاء بمستويات التنمية في الاقاليم، وذلك من خلال رفع معدلات النمو في الجوانب الهامة المرتبطة للارتقاء بمستويات المعيشة، وتحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية مما يؤدي الى التنمية المستدامة، و رفع مستوى الاستخدام النوعي والكمي في الاقاليم والتقليل من حركة الهجرة الداخلية للسكان ما بين الأقاليم، ولا سِيمَّا الهجرة من الريف إلى المدينة، وبذلك تقلل ظاهرة ترييف المدينة من الانتشار.
خلاصة مراجعة الدراسات السابقة
تنوعت الدراسات السابقة في تناولها للجوانب الهامة المرتبطة بكلاً من التخطيط الاستراتيجي المكاني و تخطيط استخدامات الاراضي، فقد ركزت في الاونة الاخيرة الاطر النظرية و الدراسات على ضرورة تحويل التركيز من تخطيط استخدامات الاراضي الىالتخطيط الاستراتيجي المكاني. و الجدول التالي يحتوي مقارنة تفصيلية ما توصلت اليه الدراسات السابقة من مميزات للتخطيط الاستراتيجي:
جدول رقم (1)
مقارنة تفصيلية بين التخطيط الاستراتيجي المكاني و تخطيط استخدامات الاراضي مستشفة من الدراسات السابقة
الدراسات
|
الجوانب التي تطرقت لها
| ||
السمات
|
التخطيط الاستراتيجي المكاني
|
تخطيط استخدامات الاراضي
| |
البريشتس
(, Albrechts 2004)
|
الوظائف
|
|
|
آدمز وآخرون (,Adams & others2007)
|
النطاق الزماني و المكاني
|
|
|
وزارة البيئة نيوزلندا
( , Ministry of Environment 2007)
|
الهدف الرئيسي
|
|
|
الشكل و الطابع العام
|
|
| |
المراحل و الخطوات
|
|
| |
المنهجية
|
|
| |
المخرجات
|
|
| |
غالنت وآخرون
(, Gallant & others2008)
|
الاطار التخطيطي
|
|
|
الحدود
|
|
| |
الترتيبات المؤسسية
|
|
| |
الغايات
|
|
| |
التسلسل
|
|
| |
المخرجات
|
|
| |
دابنيت
(, Dabinett 2009)
|
الغايات
|
|
|
المندنجر و هوتون
( , Allmendinger & Haughton 2010)
|
الخصائص
|
|
|
أولسن (,Olesen2011)
|
الخصائص
|
|
|
بوسدوري
(, Bussadori 2011)
|
الخصائص
|
|
|
(ادريخ، 2005)
|
الاهداف و الغايات
|
تسعى لتحقيق عدة جوانب منها:
|
|
(جامعة الملك عبدالعزيز، 2007)
|
الغايات
|
| |
(الجارالله و الربح ، 2012)
|
الاهداف
|
|
يتضح من الجدول السابق أن التخطيط الاستراتيجي المكاني يتميز على تخطيط استخدامات الاراضي بعدة نقاط اهمها مايلي:
- طويل المدى يتصف بالتركيز على الرؤية الاستراتيجية وإشراك أصحاب المصلحة.
- يركز على الأبعاد المكانية لمجموعة واسعة من سياسات القطاعات المختلفة من التنمية الاقتصادية والنقل وحماية البيئة.
- يهتم بتحديد القضايا الحرجة المكانية وتحديد النتائج المرجوة من التنمية المكانية ضمن منهج واضح و ذو تصور مكاني لأهداف القطاعات المشاركة مما يحقق ابعاد هامة في عملية التنمية.
- يساعد على تحليل بدائل التنمية بالاعتماد على البعد الاستراتيجي كمدخل للتحليل إضافة الى انه يساعد على إيجاد بدائل تنموية مستدامة من الناحية البيئية و الاستراتيجية.
- يؤثر على القرارات في القطاعات المشاركة من خلال بناء صورة مشتركة للإستراتيجية ومجموعة من الحوافز والآليات ناتجة عن التعاون و المشاركة ، بما في ذلك استخدام الأراضي وتنظيم الخطط و السياسات.
- يساعد على إظهار الهوية المكانية للأقاليم، و يوفر فرصة لتحسين التنسيق بين مختلف قطاعات و الاجهزه الحكومية رئسياً و افقياً.
- نهج تعاوني مع مجموعة من الجهات و الادارات المعنية في إعداد استراتيجيات المكانية يتسم بطابع الشراكة و المشاركة.
- يركز على التنمية المستدامة الشاملة فيؤكد على حماية المواقع الطبيعية و الاهتمام بالبيئة.
- يسعى لتحقيق التوازن الأقليمي بحيث لا يكون هناك تأثيرات سلبية على نمو وتطور الأقاليم أو المناطق المجأورة كاستنزاف الامكانات التنموية أو هدر الموارد.
- يحقق الارتقاء بمستويات التنمية في الاقاليم، وذلك من خلال رفع معدلات النمو في الجوانب الهامة المرتبطة للارتقاء بمستويات المعيشة، وتحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية مما يؤدي الى التنمية المستدامة.
هذه الجوانب باعتباراتها ستشكل إطاراً نظرياً لسمات التخطيط الاستراتيجي المكاني الذي سوف يوظف في الدراسة الحالية و كذلك في بناء أداتها (استبانة خبراء التخطيط) . من الملخص السابق لجوانب واعتبارات التخطيط الاستراتيجي المكاني (الاطار النظري المستشف) ، يمكن تعريف التخطيط الاستراتيجي المكاني على النحو الآتي:ـ
منظور بعيد المدى يٌركز على الحيز المكاني بجميع مستوياته المحلية والإقليمية والوطنية برؤية استراتيجية شاملة للقضايا الهامة والحرجة من جميع جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بمنهجية واضحة يشترك في وضعها أصحاب المصلحة بهدف الوصول الى تنمية مكانية مستدامة.
أخيراً توضح مراجعة الدراسات السابقة ان المكتبة العربية تفتقر بوضوح الى الدراسات المتعلقة بالتخطيط الاستراتيجي المكاني وهذا ايضا ما أشارت له دراسة الباحثان الجارالله و الربح (2012)، وهو يستدعي القيام بدراسة علمية تفصيلية تعنى بالتخطيط الاستراتيجي المكاني بالدرجة الاولى وهذا ما ترمي إلية الدراسة الحالية.
منهجية الدراسة
لتحقيق اهداف الدراسة سيُتبع المنهج الوصفي المسحي بإستخدام أسلوب دلفي. و يعرف المنهج الوصفي المسحي بأنه ذلك النوع من البحوث الذي يتم بواسطة إستجواب جميع افراد المجتمع أو عينة منهم ، وذلك بهدف وصف الظاهرة المدروسة من حيث طبيعتها ودرجة وجودها فقط، دون أن يتجاوز ذلك إلى دراسة العلاقة أو إستنتاج الأسباب ولهذا يختلف البحث الوصفي المسحي عن بقية البحوث . (العساف، 2010).
ويذكر العساف ايضاً أن البحث الوصفي المسحي يطبق لتحقيق واحداً او أكثر من الأغراض التالية:
- معرفة بعض الحقائق التفصيلية عن واقع الظاهرة المدروسة، مما يُمكن الباحث من تقيديم وصف شامل وتشخيص دقيق لذلك الواقع.
- تحديد المشكلات او تقديم أدلة لتبرهن على سلوكيات واقعية و اوضاع راهنة.
- إجراء مقارنات بين واقعين او اكثر.
- إصدرا احكام تقويمية على واقع معين.
- تحليل تجارب معينة بهدف الاستفادة منها عند إتخاذ قرار بشأن أمور مشابهه لها.
وحيث ان أسلوب دلفي Delphi يعتبر حجر الزاوية لبحوث المستقبليات Cornerstone of Futures Research، وبأنه الأسلوب الأكثر استخداماً في التوقع للمستقبل (Ono and Wedemeyer, 1994; p. 289) فهو الانسب لتحقيق هدف الدراسة الحالية.
استخدم أسلوب دلفي أولاً في الخمسينيات من القرن الماضي، لأغراض عسكرية من قبل القوات الأمريكية (Godet, 1991)، ولكن تطبيقاته انتشرت في مجالات أخرى عديدة، منها الصحة والتعليم والاقتصاد والتطور التقني والتسويق والسياحة والتخطيط الاسترتيجي المكاني. ويعتمد أسلوب دلفي في توقعه للمستقبل على مايتنبأ به مجموعة من الأشخاص المنشغلين بالمجال محل البحث، أو مايطلق عليهم مصطلح "الخبراء Experts"، وذلك بأن توجه لهم مجموعة من الأسئلة بصيغة مسحية متكررة Iterative Survey، غالباً من خلال استبانات، حتى يتم التوصل إلى التقاء في الآراء Convergence of Opinions. ويُلجأ إلى استخدام أسلوب دلفي غالباً في الحالات التي يتحتم فيها تحصيل المعلومات من خلال الآراء (Okoli and Pawlowski, 2004)، وهو يفترض أن من يتم استشارتهم هم خبراء فعلاً، أي قادرون على اجابة الأسئلة، وأن الرأي الجماعي أفضل من محصلة الأراء الفردية (Godet, 1991)، كما أنه يقوم على استرتيجية استقلالية آراء الخبراء وإخفاء هوياتهم عن بعضهم البعض حرصاً على رفع درجة الحيادية (Armstrong and Brodie, 1999).
وبصفته أسلوباً بحثياً مسحياً ذو طبيعة خاصة، فقد قارن أوكولو وزميله بولوسكي (Okoli and Pawlowski, 2004 ) بين أسلوب دلفي والأسلوب المسحي التقليدي ،وكشفا عن أن بحوث دلفي تتطلب تعايش الباحث مع البحث ومع المجموعة المبحوثة لفترة أطوال، كما أن على الباحث أن يقوم بأدوار تنسيقية أكبر من الأدوار التي يقوم بها باحث المسح التقليدي، إضافة إلى أن بحوث دلفي لاتخضع لمعايير العينة الإحصائية التي تخضع لها المسوح التقليدية، إذ يتراوح حجم مجموعة الخبراء غالباً بين 10 و 18 خبيراً. وبالرغم من صعوبة تطبيق مقاييس ثبات المسوح التقليدية عليها، إلا أن دراسات دلفي تتميز بدرجة صدق بنائي أعلى نظراً لمعرفة الباحث بالمبحوثين ولإمكانية مراجعة الاستجابات معهم. وعلاوة على ذلك، تتميز دراسات دلفي بتلاشي مشكلة عدم الاستجابة أو الانسحاب بين أفراد البحث وبثراء بياناتها. (المحيسن و بيومي و الجابري ، 2005).
ولتحقيق هدف الدراسة قام الباحثان بالرجوع إلى أراء خبراء التخطيط حول الجوانب المستشفة من الدراسات السابقة (استبانة خبراء التخطيط) وذلك بتوظيف مقياس رتبي (موافق جداً، موافق ، غير موافق) وتم ارسال الاستبانه بواسطة موقعwww.questionpro.com على الرابط http://questionpro.com/t/AJ1kaZPPUS الى مجموعة من خبراء التخطيط المكاني من خلال موقع .Arab Urban وهو موقع متخصص بالمخططين و المهتمين بالتخطيط.
والجدير بالذكر ان عدد الاشخاص الذين قاموا بتصفح الاستبانة أكثر من 100 مخطط متخصص من المهتمين بالتخطيط الاستراتيجي المكاني ، بينما بلغ عدد المجيبين على الاستبانة 45 وتم استبعاد 5 استبانات لانها لم تكمل جميع الاسئلة فقد كانت الاجابة فقط على الثلاثة الاسئلة الاولى اي اقتصر عدد الاستبانات على 40 فقط ، وهذا العدد (40) مناسباً جدا عند مقارنته بما أوصت به الادبيات حيث أن اسلوب دلفي في الغالب يستخدم حجم عينة ما بين 10- 18 خبير.
تحليل البيانات
اولا : عرض البيانات
بعد عرض الجوانب المستشفة التي تميز بها التخطيط الاستراتيجي المكاني على خبراء التخطيط، تم رصد أرائهم كما هو موضح بالجدول رقم (2) و لإجراء العمليات الاحصائية ( الاحصاء الوصفي) تم تحويل المقياس الرتبي الى مقياس رقمي وأخذت الرُتب القيم التالية : موافق جداً = 2 ، موافق = 1 ، غير موافق = - 2.
جدول رقم (2)
تكرارات إجابات الخبراء و وزن الاجابات للجوانب المستشفة المرتبطة بالتخطيط الاستراتيجي المكاني
الجوانب المستشفة
|
#
|
اعتبارات التخطيط الاستراتيجي المكاني
|
اجمالي عدد المجيبين على المقياس الرتبي من 40
|
الوزن
| |||
موافق جداً
|
موافق
|
غير موافق
| |||||
الاهداف و الغايات
|
1
|
|
24
|
15
|
-2
|
61
| |
2
|
|
18
|
22
|
0
|
58
| ||
3
|
|
15
|
25
|
0
|
55
| ||
4
|
|
15
|
25
|
0
|
55
| ||
5
|
|
13
|
27
|
0
|
53
| ||
6
|
|
14
|
25
|
-2
|
51
| ||
الخصائص
|
7
|
|
18
|
21
|
-2
|
55
| |
8
|
|
16
|
24
|
0
|
56
| ||
9
|
|
15
|
23
|
-4
|
49
| ||
10
|
|
14
|
24
|
-4
|
48
| ||
المخرجات
|
11
|
|
19
|
20
|
1
|
57
| |
12
|
|
17
|
23
|
0
|
57
| ||
الشكل و الطابع العام
|
13
|
|
17
|
21
|
-2
|
53
| |
الحدود
|
14
|
|
14
|
26
|
0
|
54
| |
الاطار التخطيطي
|
15
|
|
14
|
25
|
-2
|
51
| |
الأطر المؤسسية و التنظيم
|
16
|
المكانية يتسم بطابع الشراكة و المشاركة.
|
13
|
25
|
-4
|
47
| |
المنهجية
|
17
|
|
13
|
24
|
1
|
49
| |
18
|
|
10
|
28
|
2
|
46
| ||
19
|
|
8
|
21
|
-2
|
35
| ||
النطاق الزماني
|
20
|
|
8
|
31
|
-2
|
45
| |
النطاق المكاني
|
21
|
|
8
|
31
|
-2
|
45
|
ثانياً: وصف و تحليل البيانات إحصائياً
جدول رقم (4)
مقاييس الاحصاء الوصفي للقيم الموزونة لتكرارات اعتبارات التخطيط الاستراتيجي المكاني وفقا لإجابات الخبراء
عدد الحالات
|
اصغر قيمة
|
اعلى قيمة
|
الوسيط
|
الوسط الحسابي
|
الانحراف المعياري
|
معامل الالتواء
|
40
|
35
|
61
|
53
|
51.4
|
5.4
| |
- , 953
|
تبين بيانات مقاييس الاحصاء الوصفي للقيم الموزونة لأراء الخبراء بالجدول السابق ان هناك تجانساً كبيراً بين اراء الخبراء في الجوانب المستشفة من الدراسات السابقة. فعند مراجعة قيمة المتوسط الحسابي mean)) و الوسيط (Median) ، يتضح ان هناك تشابها كبيراً بينهما ، بالإضافة الى ان قيمة الانحراف المعياري اقل بكثير من قيم المتوسط و الوسيط ، ويؤيد ذلك قيمة معامل الالتواء (Skewness) التي اظهرت ان هناك قيم منخفضة جداً ولم تقترب من (±3) أي ان التجانس كبير.
من اجل تصنيف الاعتبارات حسب أهميتها تم توظيف توزيعها البياني الطبيعي كما هو مبين في الشكل التالي:
شكل رقم (1)
التوزيع الطبيعي لتكرارات اعتبارات التخطيط الاستراتيجي المكاني وفقا لإجابات الخبراء
يلاحظ من الشكل رقم (1) أنه يمكن تصنيف اعتبارات التخطيط الاستراتيجي المكاني وفقا للقيم الموزونة لإجابات الخبراء الى ثلاث مجموعات على النحو التالي:
جدول رقم (4)
تصنيف اعتبارات التخطيط الاستراتيجي المكاني بناء على القيم الموزونة لإجابات الخبراء
التنصيف
|
عدد اعتبارات التخطيطي الاستراتيجي المكاني
|
إعتبارات هامه جداً (القيمة الموزونة اكبر او تساوي 57)
|
4
|
اعتبارات مهمة ( القيمة الموزونة مابين 56 – 52)
|
10
|
اعتبارات اقل أهمية (القيمة الموزونة اصغر من 52)
|
7
|
المجموع
|
21
|
يبي
ن الجدول السابق أن هناك ثلاثة فئات عند تصنيف إعتبارات التخطيط الاستراتيجي المكاني بناء على القيم الموزونة لإجابات الخبراء، الفئة الاولى إعتبارات هامة جداً انحصرت ما بين 61-57 وهي اربعة اعتبارات تتركز في عدد من الجوانب هي:
الاهداف و الغايات وتشمل على الاعتبارات التالية:
التخطيط الاستراتيجي المكاني يسعى لتحقيق التوازن بين الأقاليم بشكل يوفر تقارباً في مستوى المعيشة والتقليل من الاتجاهات التلقائية في مجال الهجرة وتوطن الصناعة وتوزيع الخدمات.
يساعد التخطيط الاستراتيجي المكاني في تحسين مستوى الأنشطة البيئية و الاجتماعية والاقتصادية لرفع معدل النمو.
يهتم التخطيط الاستراتيجي المكاني بالارتقاء بمستويات التنمية في الاقاليم، وذلك من خلال رفع معدلات النمو في الجوانب الهامة المرتبطة للارتقاء بمستويات المعيشة، وتحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية مما يؤدي الى التنمية المستدامة.
يساعد التخطيط الاستراتيجي المكاني في تشكيل التنمية المكانية من خلال تنسيق المخرجات المكانية لسياسات القطاعات المختلقة.
الخصائص و تتضمن اعتبارين:
أن يتم التخطيط الاستراتيجي المكاني ضمن عملية متقنة و ذو خطوات تكتيكية و قانونية أوسع لتحقيق مستويات عالية من النمو الاقتصادي.
التخطيط الاستراتيجي المكاني وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة مع مساهمة المجموعات وأصحاب المصلحة، إضافة الى كونه يعبر جغرافياً عن السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية للمجتمع.
المخرجات وتشمل على الاعتبارات التالية:
يركز التخطيط الاستراتيجي المكاني على نتائج واسعة تحددها الشراكة الاستراتيجية المحلية التي تشمل التنمية المستدامة بدلا من المخرجات التقليدية.
تؤثر مخرجات التخطيط الاستراتيجي المكاني على القرارات في القطاعات المشاركة من خلال بناء صورة مشتركة للإستراتيجية ومجموعة من الحوافز والآليات ناتجة عن التعاون و المشاركة ، بما في ذلك استخدام الأراضي وتنظيم الخطط و السياسات.
بينما تأتي في الفئة الثانية من حيث الاهمية اعتبارات تراوحت قيمها الموزونة ما بين 56 – 52 وهي عشرة اعتبارات في عدد من الجوانب هي:
الاهداف و الغايات تتضمن عدد من الاعتبارات تتلخص في التالي:
أن التخطيط الاستراتيجي المكاني ذو غايات متنوعة تساهم في تحقيق التنمية الشاملة و المستدامة.
يسعى التخطيط الاستراتيجي المكاني لتعزيز التنمية المتوازنة.
تعزيز نهج شمولي قائم على المكان يغطي مختلف القطاعات والجهات.
يساعد التخطيط الاستراتيجي المكاني على إظهار الهوية المكانية للأقاليم، و يوفر فرصة لتحسين التنسيق بين مختلف قطاعات و الاجهزه الحكومية رئسياً و افقياً.
يحقيق التخطيط الاستراتيجي المكاني التوازن مع الطبيعة بحيث تدعم نشاطات التنمية واستعمالات الأراضي و النظم البيئية وتحترم وتحمي التنوع الحيوي البيئي.
يساعد التخطيط الاستراتيجي المكاني في تحقيق اقتصاد معتمد على المكان فلا يتسبب باستهلاك المصادر الطبيعية. إضافة الى تحقيق المساواة وخلق حالة من التساوي في الوصول إلى المصادر الاقتصادية والاجتماعية.
يساهم التخطيط الاستراتيجي المكاني في إنعاش التنمية الاقتصادية المكانية للحد من الفقر و للافساح للمزيد من فرص العمل و توليد الدخل.
البحث عن انماط نمو جغرافي مستدام تكون أقل استهلاكاً للطاقة ويساعد على خلق حالة من التوازن من خلال التوزيع المتوازن للسكان و الخدمات على مستوى المناطق والاقاليم و دمج الاعتبارات البيئية و الاقتصادية في عمليات اتخاذ القرار.
الخصائص و وتشمل على الاعتبارات التالية:
التخيطيط الاستراتيجي المكاني عبارة عن رؤى ملهمة تم إعدادها من خلال عمليات تعاونية بين مختلف الجهات و القطاعات.
يتفق التخطيط الاستراتيجي المكاني مع الاستراتيجيات الإقليمية المكانية بوجه عام و التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة مع مساهمة المجموعات وأصحاب المصلحة.
يأتي التخطيط الاستراتيجي المكاني بشكل تنمية مستدامة ذات طابع استراتيجي شامل اكثر من التخطيط لاستخدام الأراضي
يغطي هذا النوع من التخطيط مساحات كبيرة تتسم بالشمولية بين مختلف المناطق، مما يؤدي إلى تعزيز التعاون وإستمرارية المشاركة المحلية و الإقليمية ويؤكد على حماية المواقع الطبيعية و الاهتمام بالبيئة.
يوجه التخطيط الاستراتيجي المكاني العديد من الانشطة ويتطلب مشاركة القطاعات و الجهات التي تشترك في تلك الانشطة.
الشكل و الطابع العام وتضمن عدد من الاعتبارات التي تتركز في الاتي:
إستراتيجية تهتم بتحديد القضايا الحرجة المكانية وتحديد النتائج المرجوة من التنمية المكانية ضمن منهج واضح و ذو تصور مكاني لأهداف القطاعات المشاركة مما يحقق ابعاد هامة في عملية التنمية.
الحدود وتضمنت الاتي:
يغطي التخطيط الاستراتيجي المكاني مساحات كبيرة يصعب تعريفها و لا تتضح إلا فيما بعد، أي بعد الانتهاء من وضع الاستراتيجيات.
الاطار التخطيطي وتضمن التالي:
إن التخطيط الاستراتيجي المكاني ذو نطاق واسع ويظم مجموعة مختلفة من الشركاء ، وله دور بارز وفعال في ما يتعلق باستراتيجيات المجتمع.
بينما كانت بقية اعتبارات التخطيط الاستراتيجي المكاني في الفئة الثالثة اقل من حيث الاهمية و كانت سبعة اعتبارات شملت على:
الأطر المؤسسية و التنظيم و تضمنت عدداً من الاعتبارات التالية:
إن التخطيط الاستراتيجي المكاني عبارة عن نهج تعاوني مع مجموعة من الجهات و الادارات المعنية في إعداد الاستراتيجيات.
المكانية يتسم بطابع الشراكة و المشاركة.
يتصف التخطيط الاستراتيجي المكاني بأنه ذو تخطيط مركزي يقوم فيه المخططين بصورة مشتركة من حيث الاستراتيجيات ووضع السياسات.
المنهجية وشملت على عدد من الاعتبارات هي:
يساعد التخطيط الاستراتيجي المكاني على فهم القضايا الحرجة في اتجاهات التنمية وفقاً للمتغيرات و الاحتياجات الاقتصادية و الاجتماعية وأثر عملية التنمية على الوضع البيئي.
يساعد ايضاً على تحليل بدائل التنمية بالاعتماد على البعد الاستراتيجي كمدخل للتحليل. إضافة الى إيجاد بدائل تنموية مستدامة من الناحية البيئية و الاستراتيجية.
أن التخطيط الاستراتيجي المكاني يتبع نهج الاستمرارية اي عملية مستمرة من استعراض السياسات والخطط و توظيفها بالشكل المناسب مما يساهم في نشر التنمية.
تتسم مراحله بالتعلم المتبادل وتقاسم المعلومات بين مختلف الجهات المشاركة في عملية التنمية مما يساعد في تحقيق أهدافهم الخاصة والمشتركة.
يتفق في الشكل العام مع الاستراتيجيات الإقليمية المكانية.
النطاق الزماني وتضمن الاتي:
أن التخطيط الاستراتيجي المكاني عبارة منظور طويل المدى يتصف بالتركيز على الرؤية الاستراتيجية وإشراك أصحاب المصلحة.
النطاق المكاني وتضمن الاتي:
يركزالتخطيط الاستراتيجي المكاني على الأبعاد المكانية لمجموعة واسعة من سياسات القطاعات المختلفة من التنمية الاقتصادية والنقل وحماية البيئة.
النتائج :ـ
- توصلت الدراسة من خلال مراجعة تفصيلية للدراسات سابقة إلى أن الجوانب التي تكون عملية التخطيط الاستراتيجي المكاني هي عشرة:ـ
الاهداف و الغايات، الخصائص، المخرجات، الشكل والطابع العام، الحدود ، الاطار التخطيطي ، الاطر المؤسسية و التنظيم، المنهجية،.
- بينت الدراسة أن هناك قلة في الدرسات المحلية والعربية التي تناولت التخطيط الاستراتيجي المكاني كما أن المكتبة العربية لازالت تفتقر الى الدراسات المتعلقة بالتخطيط الاستراتيجي المكاني، مما استدعى ان تكون هذه الدراسة العلمية تفصيلية تعنى بالتخطيط الاستراتيجي المكاني بالدرجة الاولى.
- وضحت الدراسة من خلال مراجعة الدرسات السابقة أن هناك جوانب عديدة تميز بها التخطيط الاستراتيجي المكاني عن تخطيط استخدامات الاراضي وهذه الجوانب تتلخص في النقاط التالية:
1- كمنظور فهو طويل المدى يتصف بالتركيز على الرؤية الاستراتيجية وإشراك أصحاب المصلحة.
2- اما من حيث التركيز فيركز التخطيط الاستراتيجي المكاني على الأبعاد المكانية لمجموعة واسعة من سياسات القطاعات المختلفة من التنمية الاقتصادية والنقل وحماية البيئة.
3- بينما كإستراتيجية فتهتم بتحديد القضايا الحرجة المكانية وتحديد النتائج المرجوة من التنمية المكانية ضمن منهج واضح و ذو تصور مكاني لأهداف القطاعات المشاركة مما يحقق ابعاد هامة في عملية التنمية.
4- لكن من حيث البدائل التنموية فالتخطيط الاستراتيجي المكاني يساعد على تحليل بدائل التنمية بالاعتماد على البعد الاستراتيجي كمدخل للتحليل إضافة الى انه يساعد على إيجاد بدائل تنموية مستدامة من الناحية البيئية و الاستراتيجية.
5- كما أنه يؤثر على القرارات في القطاعات المشاركة من خلال بناء صورة مشتركة للإستراتيجية ومجموعة من الحوافز والآليات ناتجة عن التعاون و المشاركة ، بما في ذلك استخدام الأراضي وتنظيم الخطط و السياسات.
6- يساعد التخطيط الاستراتيجي المكاني على إظهار الهوية المكانية للأقاليم، و يوفر فرصة لتحسين التنسيق بين مختلف قطاعات و الاجهزه الحكومية رئسياً و افقياً.
7- كمنهج فإنه نهج تعاوني مع مجموعة من الجهات و الادارات المعنية في إعداد استراتيجيات المكانية يتسم بطابع الشراكة و المشاركة.
8- يأتي التخطيط الاستراتيجي المكاني بشكل تنمية مستدامة ذات طابع استراتيجي شامل اكثر من التخطيط لاستخدام الأراضي ويؤكد على حماية المواقع الطبيعية و الاهتمام بالبيئة.
9- يسعى التخطيط الاستراتيجي المكاني لتحقيق التوازن الأقليمي بحيث لا يكون هناك تأثيرات سلبية على نمو وتطور الأقاليم أو المناطق المجأورة كاستنزاف الامكانات التنموية أو هدر الموارد.
10- كما يحقق التخطيط الاسترايتجي المكاني الارتقاء بمستويات التنمية في الاقاليم، وذلك من خلال رفع معدلات النمو في الجوانب الهامة المرتبطة للارتقاء بمستويات المعيشة، وتحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية مما يؤدي الى التنمية المستدامة.
- أظهرت مراجعة الدراسات السابقة أن العينة المستخدمة عند استخدام أسلوب دلفي تتراوح ما بين 10 – 20 خبيراً ولكن الدراسة أُجريت على عينة مقدراها 40 خبيراً مما يُعطي مصداقية وقيمة كبرى للنتائج.
أمكن التوصل الى تعريف للتخطيط الاستراتيجي المكاني يعكس الابعاد المكانية التي افتقرت لها كثير من الدراسات السابقة، حيث يعرف التخطيط الاستراتيجي المكاني بأنه منظور بعيد المدى يٌركز على الحيز المكاني بجميع مستوياته المحلية والإقليمية والوطنية برؤية استراتيجية شاملة للقضايا الهامة والحرجة من جميع جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بمنهجية واضحة يشترك في وضعها أصحاب المصلحة بهدف الوصول الى تنمية مكانية مستدامة.
- بينت الدراسة ان هناك تجانساً كبيراً بين آراء الخبراء في الجوانب المستشفة من الدراسات السابقة بناءً على مقايسس الاحصاء الوصفي مما يدل على اهمية هذه الجوانب التي تمثل الخطوط العريضة للتخطيط الاستراتيجي المكاني.
- توصلت الدراسة الى تصنيف الإعتبارات الهامة بالتخطيط الاستراتيجي المكاني الى ثلاثة فئات، حيث تمثل الفئة الاولى الإعتبارات الهامة جداً ، بينما تمثل الفئة الثانية الإعتبارات الهامة ، في حين أن الفئة الثالثة تمثل الإعتبارات الأقل أهمية، بناءً على كل ما سبق تقترح الدراسة تطبيق النموذج التالي للتخطيط الاستراتيجي المكاني في اللمملكة العربية السعودية كما هو موضح في جدول رقم (5)
جدول رقم (5)
نموذج مقترح للتخطيط الاستراتيجي المكاني في اللمملكة العربية السعودية
مستوى الاهمية
|
الجانب
|
الاعتبارات
|
هامة جداً
|
الاهداف و الغايات
|
|
الخصائص
|
| |
المخرجات
|
| |
هامة
|
الاهداف و الغايات
|
|
الخصائص
|
| |
الشكل و الطابع العام
|
| |
الحدود
|
| |
الاطار التخطيطي
|
| |
مهمة
|
الأطر المؤسسية و التنظيم
|
|
المنهجية
|
| |
النطاق الزماني
|
| |
النطاق المكاني
|
|
عليه توصي الدراسة بالآتي:
ضرورة تبني النموذج السابق للتخطيط الاستراتيجي المكاني في اللمملكة العربية السعودية من قبل الجهات والمؤسسات المهتمة بالتخطيط الاستراتيجي بصورة عامة في اللمملكة و التخطيط المكاني بصورة خاصة.
لتطبيق النموذج المقترح بصورة عملية يوصى بانشاء هيئة عليا للتخطيط الاستراتيجي المكاني على المستوى الوطني مرتبطة مباشرة بمجلس الوزراء تتولى مهام التخطيط الاستراتيجي المكاني لتتضافر فيها الجهود المبعثرة حالياً، بحيث تكون ممثلة من القطاعات العامة والخاصة المهتمة بالتخطيط التنموي الاستراتيجي ، على أن تكون خططها الاستراتيجية المكانية ملزمة ونافذة على القطاعات.
ان تجرى دراسة تقارن محتوى الخطط الاستراتيجية الوطنية السعودية مع النموذج الذي تمت صياغته للتخطيط الاستراتيجي المكاني في هذه الدراسة.
إجراء دراسات تتناول موضوع التخطيط الاستراتيجي المكاني في اللمملكة العربية السعودية لإثراء هذا الموضوع الذي اصبح أحد ابرز اساليب التخطيط في الدول المتقدمة.
قائمة المراجع
المراجع العربية
- ادريخ، مجد عمر، (2005)، استراتيجيات و سياسات التخطيط المستدام و المتكامل لاستخدامات الاراضي و المواصلات في مدينة نابلس، جامعة النجاح الوطنية، فلسطين.
- الجارالله، أحمد جارالله والربح ،حسين، (2012)، مفردات البعد المكاني في الخطط الإستراتيجية بالمملكة العربية السعودية : منهج تحليل محتوى، بحث مقدم للنشر في مجلة رؤى استراتيجية ، أبو ظبي، الامارات العربية المتحدة.
- العقيلي، محمود، (2009)، مراكز النمو و دورها في التنمية الريفية في المملكة العربية السعودية، جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، الرياض، المملكة العربية السعودية.
- العساف، صالح،(2010)، "المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية"،مكتبة العبيكان، ص179، الرياض، المملكة العربية السعودية.
- الغامدي ، عبدالله ، (2012) ، التوزيع الإقليمي للمدن في المملكة العربية السعودية، مجلة الدارة، العدد الثاني ، الرياض المملكة العربية السعودية.
- القحطاني ، هند حسن، (2010)، رؤية استراتيجية لتخطيط المنطقة المركزية لمدينة مكة المكرمة دراسة مسحية، جامعة الدمام ، المملكة العربية السعودية.
- الهذلول، صالح و السيد ، عبدالرحمن، (2001)، المدن الجديدة بالمملكة العربية السعودية تركيز أم انتشار للتنمية العمرانية، مجلة جامعة الملك سعود، م13، العمارة والتخطيط، ص ص 1-37، الرياض.
- المحيسن ، ابراهيم، وآخرون ، (2005) ، استشراف مستقبل التعليم بمنطقة المدينة المنورة:
تطبيق السلاسل الزمنية، جامعة طيبة ، المدينة المنورة. - اليوسف، محمد و النفاعي، خالد (2003)، مراكز النمو بين الكفاءة الاقتصادية وعدالة التوزيع المكاني قضايا نظرية و تطبيقية، للقاء الثالث للجغرافيين العرب، جامعة الملك سعود ، الرياض.
- جامعة الملك عبدالعزيز، (2007)، التخطيط الاستراتيجي والأدارة الاستراتيجية للمدن، سلسلة إصدارات نحو مجتمع المعرفة، الاصدار الخامس عشر.
- حبتور، عبدالعزيز صالح،(2004)، الادارة الاستراتيجية ادارة جديدة في عالم متغير، دار المسير للنشر و التوزيع ، الاردن.
- عبيدات، تركي، (2005)، التخطيط الإستراتيجي : مفهومه وإطاره الإرشادي ومراحله المختلفة ، جامعة العلوم والتكنولوجيا، الاردن.
المراجع الأجنبية
- Adams, Neil, and others, (2005), Regional Development and Spatial Planning in an Enlarged European Union, Ulster University, London, United Kingdom.
- Albrechts, Louis, (2004), Strategic (spatial) planning reexamined, Catholic University of Leuven, Belgium.
- Allmendinger, Phil, and Haughton, Graham, (2010), Spatial planning, devolution, and new planning spaces, England.
- Armstrong, J. S. and Brodie, R. J. (1999). Forecasting for marketing. In: Hooley, G. J. and Hussey, M. K. (eds.) Quantitative Methods in Marketing, (2nd ed.), London: International Thompson Business Press, pp: 92-119.
- Bussadori, Virna, (2011), Territorial Cohesion and Spatial Planning Considerations and implications on the local level, Autonomous Province of Bolzano.
- Dabinett, Gordon, (2009), Strategic Spatial Planning and the Promotion of Territorial Cohesion, University of Sheffield, UK.
- Gallen, Nick, and others, (2008), Introduction to Rural Planning, United State of America.
- Godet, M. (1991). From Anticipation to Action. Paris: UNESCO.
- Jones Mark & Williams , Richard, (2001), The European Dimension of British Planning, Newcastle University, Newcastle upon Tyne, United Kingdom.
- Ministry of Environment,(2007), Building Competitive Cities, New Zealand.
- Okoli, C. and Pawlowski, S. D. (2004). The Delphi method as a research tool: an example, design considerations and application. Information and Management, PP: 42, 15-29.
- Olesen, Kristian, (2011), Strategic Spatial Planning in Transition A Case Study of Denmark, Aalborg University Denmark.
- Ono, R. and Wedemeyer, D. J. (1994). Assessing the validity of the Delphi technique. Futures, PP: 289-304.
- UNITED NATIONS, (2008), Spatial Planning - Key Instrument for Development and Effective Governance with Special Reference to Countries in Transition, New York and Geneva. PP: 2-6.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق