نظرة
تقويمية لمدينة الموصل القديمة
أ.د. صلاح
الجنابي
ذاكرة المدينة - 15 - 3 - 2014 م
تمثل
مدينة الموصل القديمة أنموذجا فريدا للمدن العراقية القديمة – الحية، حيث
تمتد جذورها الأصلية إلى فترة الحضارات العراقية القديمة.
وتشير
الدراسات المتخصصة إلى أن المدينة واكبت في نشأتها الأولى فترة ازدهار مدينة نينوى
التاريخي، وتقاسمتا
في تلك الفترة ضفتي نهر دجلة حتى صارتا أنموذجا لمدن التواءم.
وعلى
الرغم من إن نشأتها الأولى كانت بدوافع عسكرية حيث استخدم الأشوريون موضعها ليكون
مكاناً لقلاع استحكامية ومحطة للإنذار المبكر لمدينة نينوى من غارات القبائل
العربية التي كانت تستوطن منطقة الجزيرة.
وليس
أدل على ذلك ما تشير إليه النصوص الأثارية التي دونها الأشوريون على جدران مدينة
النمرود (العاصمة الثانية للأشوريين بعد مدينة أشور) أنه في زمن شلمنصر الثالث
بحدود 850 ق.م.
أغار
الملك الأشوري على جنديبا ملك العرب في منطقة الجزيرة لفرض الجزية عليه والحاقه بالإمبراطورية الأشورية،إذ كان الأشوريون
ينظرون بريبة إلى العرب في منطقة الجزيرة،الأمر الذي دفعهم إلى إنشاء قلعة
استحكامية على الضفة اليمنى لنهر دجلة وفي الفترة التي أعقبت نشأت مدينة نينوى، وبقيت هذه القلعة نقطة
عسكرية ومحطة للإنذار المبكر للمدينة.
وعند سقوط مدينة نينوى في
عام 613 ق.م وتشتت
سكانها، لجأ قسما منهم إلى موضع
مدينة الموصل للاحتماء به، وبذلك
فإن مدينة الموصل – البذرة- استفادت من الأهمية الموقعة لها في استثمار الخاصية
المركزية لمدينة نينوى، فضلاً عما يمثله هذا الموضع من فرادة في تعدد الأنماط الموقعية للمدينة والتي يكفي نمطاً واحداً منها لإنشاء مدينة، فهي
تعد أنموذجا لمدن مقدمات الجبال من
خلال كونها تقع في منطقة شبه سهلية وعلى
مسافة من المنطقة الجبلية، وتسيطر من خلال ذلك على الطرق الواردة أو الخارجة من
المنطقة الجبلية العراقي ، كما
أن نهر دجلة خلق منها أنماطاً موقعة فريدة.
فهي تعد مدينة التواء
نهري وقد
يكون سبب تسميتها بالحدباء ناتجا من احتداب مجرى نهر دجلة في شمال المدينة، كما أنها مدينة التقاء
نهري حيث يلتقي نهر الخوصر بنهر دجلة في الجانب الأيسر لمجرى النهر مقابل مدينة
الموصل القديمة.
كما
يعد موقع المدينة أنموذجا لمدن بدايات الملاحة لنهر دجلة فمنها كانت تنقل البضائع
بمجرى النهر إلى وسط العراق وجنوبه.
كما
أن التباين الموسمي لجريان مياه نهر دجلة لارتباط الوارد المائي بنظام أمطار مناخ البحر المتوسط الذي يغطي
جميع مناطق تغذية النهر والذي يتركز سقوطه في فصلي الربيع والشتاء.
وإن انحسار مياه النهر في
فصل الصيف الجاف جعل مجرى النهر ضحلا في مواسم الصيهود الأمر الذي سهل اجتياز مجرى النهر وبذلك أسبغ هذا الوضع على المدينة بطابع مدن المعابر.
وقد
استفاد الأشوريون من هذه الظاهرة بإنشاء مجموعة من المعابر الغاطسة التي تعترض
مجراه من مدينة الموصل إلى جنوب مدينة حمام العليل، ويطلق على هذه المعيار محليا تسمية (السجر).
لقد
انشأ الأشوريون هذه السدود الغاطسة لسببين هما: حجز المياه ورفع مستواها لسقي
المناطق المحيطة بمجرى النهر والتي تسمى محليا (بالشاروك)، والسبب الثاني هو في
استخدامها كمعابر ثابتة بين ضفتي النهر.
وقد أشارت نتائج المسح
الميداني إلى أن الأشوريون وضعوا غرف سيطرة على بدايات العبور من جانبي النهر.
إضافة
لما تقدم فإن المدينة تمتاز بموقعها البؤري أو المركزي لإقليم زراعي كبير، وهو نمط من المواقع التي
يطلق عليها بالمواقع العقدية البشرية ، حيث ساهمت الطرق الشعاعية التي تربط المدينة بظاهرها الإقليمي في رسم
هذا الموقع، والذي
يبدو كبيت العنكبوت الذي تلتقي عنده كل الطرق.
فضلاً عما تقدم فإن
مدينة الموصل ورثت أهميتها الموقعية من جملة من المؤثرات التاريخية والجغرافية.
فالحضارة
الأشورية حكمت المنطقة من مدن مسيطرة ابتدأت بآشور قرب الشرقاط إلى النمرود ثم إلى
دور شوركين ثم إلى مدينة نينوى وأخيرا مدينة الموصل.
أن
جميع هذه المدن ذات موقع عقدي طبيعي في جبهة التحام الجبل بالهضبة بالسهل الرسوبي
، وبالتالي
فإن مدينة الموصل تعد أنموذجا آخر للمدن المتوالدة ، حيث ورثت أهميتها الموقعية من مجموعة المدن التي تعاقبت على مكان
موقعي عقدي .
ومما
أسهم في بناء المدينة واستمراريتها فضلاً عن ما ورد أعلاه هو نمطها المناخي الذي
يصنف ضمن مناخ الحشائش القصيرة (الأستبس) الحار وهو مناخ انتقالي محصور بين مناخين
احدهما رطب نسبيا يقع إلى الشرق والشمال من المدينة ممثلا بالمنطقة الجبلية يطلق
عليها مناخ البحر المتوسط للمناطق المرتفعة والمناخ الصحراوي الحار والجاف Csb ممثلا في الجهات الواقعة
غرب وجنوب المدينة ممثلا بالمناخ الجاف المداري (Bwhw).
أن
هذه الصفة البينية بين مناخين مختلفين جعل المدينة تتناوب عليها خصائص المناخ
الرطب والجاف تبعا لسيادة أي نمط منهما في سنة معينة وبالتالي جعل المدينة متميزة
بخصائص فصلية واضحة المعالم ، فصلا
رطبا وهو فصل الشتاء وفصلا جافا وهو فصل الصيف، ويبرز بينهما فصلين انتقاليين هما فصلي الربيع والخريف الأمر الذي
انطبع هذا الواقع المناخي على تميزها بمسمى أم الربيعين.
وعلى
الرغم من ذلك فإن المدينة انطبعت بفصلين واضحين هما الصيف والشتاء الأمر الذي جعل
مناخ المدينة العام يتسم بالمناخ القاري نظرا لبعدها عن المسطحات البحرية من جهة
والتباين الكبير في معدلات حرارة الصيف والشتاء، والليل والنهار.
وقد
خططت المدينة منذ الوهلة الأولى إلى خطة عضوية طبيعية، امتازت بتباين أشكال البلوكات الوظيفية واتجاهاتها وأطرها المساحية ، وقد قطعت شوارعها بما
يتواؤم والخطة العامة فالشوارع على العموم قليلة الاتساع وغير واضحة الاتجاه تتفرع
منها أزقة ضيقة وأخرى عمياء، وهذا
لم يمنع بوجود فضاءات واسعة نسبيا عند تقاطع الشوارع الرئيسة تستثمر لأغراض تجارية
أو مناطق ملائمة لتجميع أكثر عدد من السكان ، كما أن بعض الأزقة استغلت فضاءاتها بالقناطر لسد متطلبات سكنية.
أن
هذه الخطة هي من أكثر الخطط التي سادت في مدن الحضارات القديمة من خلال استثمار
كثيف لوحدة المساحة فضلا عن مواءمتها لخصائص المناخ المتطرف الذي تمتاز به المدينة
من خلال توفيرها للضلال في فصل الصيف الحار والطويل، والحماية من الأمطار والرياح الباردة في فصلي الشتاء والربي، يضاف إلى كل ذلك الدافع
التعبوي للخطة لأن هذه المتاهات في الشوارع وضيقها يجعل من الصعب دخول أعداد كبيرة
من القوات الغازية، وسهولة
السيطرة على المتسللين.
وكان الهاجس العسكري
بارزا في خطة مدينة الموصل القديمة من خلال احتمائها بمجرى نهر دجلة من الشرق، وإنشاء قلاع استحكامية
عند شمال المدينة للدفاع عنها وإحاطتها بسور يؤطر الحيز الحضري يحوي على ثلاثة عشر
باباً تتحكم بمداخل المدينة.
ومن الجدير بالملاحظة أن
المدينة على الرغم من عمرها الطويل إلا أنها استمرت في موضعها الأصلي عند الضفة
اليمنى لنهر دجلة، ولم تعبر نهر دجلة إلا في
منتصف القرن العشرين وخاصة بعد السيطرة على فيضان نهر الخوصر الذي كان كثيرا ما
تغمر مياه فيضانه هذا الجانب.
وإن جميع المناطق الواقعة
في الجانب الأيسر، وجميع المناطق التي تقع
بعد شارع ابن الأثير في الجانب الأيمن هي مناطق حديثة نسبيا ولم تدخل ضمن مفهوم
مدينة الموصل القديمة التي تتكون من 36 محلة سكنية وتغطي مساحة لا تتجاوز 3.8 كم2؛ وهي لا تشكل إلا 2% من مساحة مدينة الموصل المعاصرة.
وعلى الرغم من سيطرة
مدينة الموصل القديمة على قلب مدينة الموصل الكبرى وعلى معظم أساسها الاقتصادي
ولكنها وقعت تحت تأثير جملة متغيرات أثرت عليها سلباً لعل أهمها ما يأتي:
1. الخلل
في بنية المدينة الجيولوجية: تتأثر جيولوجية مدينة الموصل القديمة إلى التدهور للأسباب
التالية:
أ. نظرا لوقوعها عند هوامش
المنطقة الالتوائية التي شكلت جبال العراق فان أرضية المدينة تعرضت إلى عمليات
الشد السطحي مما أدى إلى تكسرها وانتشار الفوالق غير المستقرة تحت أرضيتها.
ولعل
فالق الموصل حمام العليل يأتي في طليعتها والذي يمتد بمحاذاة الضفة اليمنى لنهر
دجلة من حاوي الكنيسة إلى أطلال باشطابيا ومنطقة قليعات جنوبا حتى حمام العليل.
وقد
أثبتت الدراسات الجيولوجية أن مدينة الموصل تستقر فوق شبكة من الفواصل الناتجة عن
عمليات الشد السطحي.
ب. سيادة الصخور الكلسية
والجبسية في أرضية مدينة الموصل وهذه الصخور تمتاز بصلابتها النسبية في الأقاليم
الجافة إلا أنها تتأثر بالانتفاخ والذوبان في البيئات الرطبة، الأمر الذي يؤدي إلى إذابة
صخور القاعدة مكونة فجوات تزداد كلما ارتفعت مستويات المياه الأرضية مكونة ما يطلق
عليه بظاهرة الكارست التي تجعل أرضية المدينة أسفنجية القوام وضعيفة ويسهل من
خلالها حركة المياه الجوفية مما يزيد سرعة ذوبان صخور الأساس، وتركت هذه الظاهرة أثرها
على الكثير من منشآت الميدنة حيث سرعت في عمليات تدهورها ومن ثم اندراسها.
ج. تلف بنية ارض المدينة من
خلال عمليات البناء التراكمي أي الجديد فوق البناء القديم المتهالك مما يسرع
عمليات التهرؤ في منشآتها الحضرية والأمثلة في مدينة الموصل القديمة عديدة.
د. الارتفاع المستمر في
مستويات المياه الجوفية نتيجة لارتفاع وتيرة الاستهلاك وخلو المدينة من المجاري
فضلا عن أن البناء أغلق الوديان التي كانت تصرف مياه الأمطار، مما يؤدي إلى تجمعها ومن
ثم ترشيحها إلى باطن الأرض ورفع مستوى المياه الجوفية.
2. تأثير
مواد البناء المستخدمة: كان أحد أسباب التدهور في الموروث العمراني في مدينة
الموصل القديمة هو مواد البناء التي يغلب عليها الكلس والجبس.
كما
أن الجدران الخارجية كانت تغطي بملاط من الكلس والجص الذي سرعان ما يذاب في مياه الأمطار
– خاصة الحامضية – التي ازدادت بعد زيادة مسببات التلوث الهوائي في المدينة
المعاصرة.
كما
أن ثقل مواد البناء المستخدمة في الجدران العريضة ساعد على زيادة الضغط المسلط على
أرضية المدينة الأسفنجية مما يؤدي إلى تخسف أرضية المباني وسرعة تدهورها.
3. الوضع
الطبوغرافي: تمتاز أرضية مدينة الموصل القديمة بأنها أشبه بهضبة مصطبية تنحدر بشكل
عام نحو واجهة النهر ونحو الأجزاء الجنوبية للمدينة.
فالمدينة القديمة عند باشطابية والشهوان بارتفاعها إلى 360 متراً فوق
مستوى سطح البحر في حين تصل في الدندان وقصر المطران إلى 320 متراً فوق مستوى سطح
البحر.
كما
أن حافات المدينة الغربية أكثر ارتفاعاً من واجهة المدينة النهرية وهذا يجعل
الوديان ومياه الأمطار تتحرك من الغرب إلى الشرق، أن هذه الخاصية العامة تحوي على مناطق شاذة في ارتفاعها مثل باب
البيض الفوقاني والتحتاني بالمقارنة مع منطقة باب جديد المنخفضة كل هذه الظاهرات
تسرع في عمليات زحف التربة وزيادة وتيرة التدهور في المدينة.
4. تأثير
المناخ: تظهر تأثيرات المناخ الفيزياوية والكيمياوية على مدينة الموصل، فالتطرف الحراري بين
الصيف والشتاء، والليل
والنهار يسهل عملية التمدد والتقلص لمواد البناء ويسرع في تدهورها.
كما
أن الأمطار الساقطة تسرع في عملية إذابة مواد البناء خاصة في السنوات الأخيرة بعد
ارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكاربون في جو المدينة القديمة بتأثير عوادم السيارات
وزيادة النشاط البشري مما يكون حامض الكاربونيك المخفف الذي يتفاعل مع الكلس مكونا
بيكاربونات الكالسيوم المستحلبة من الكلس الذي يشكل القاسم الأعظم لمواد البناء في
المدينة.
يضاف
إلى ذلك ارتفاع وتيرة التلوث الهوائي في المدينة سواء بالكاربون أم في كبريتات
الرصاص وغيرها من المواد المسببة لزيادة وتيرة التلف في المدينة.
5. العامل
البشري: على الرغم من أن العامل البشري يظهر تأثيره في مسببات أكثر من متغير لكونه
العامل المحرك لديناميكية الحركة والنشاط في المدينة، ولكن قدر تعلق هذا الموضوع بتدهور المدينة فإن العامل البشري المباشر
الأثر الواضح على واقع المدينة.
فالسكان
وبحكم التقادم الزمني للوحدات الوظيفية للمدينة القديمة وتعرضها للغزو من
استعمالات جديدة واردة عليها، وسكان
غازين واردين من ظهير المدينة للعمل والسكن في أحيائها القريبة من الأسواق، تضطر سكانها التقهقر إلى أطراف
الحيز الحضري بخاصية تسمى بعملية التتابع، ومع الزمن ترتفع وتيرة الغزو إلى أن يتم لها السيطرة على البؤرة
القديمة.
ونظراً لغربة الوظائف والسكان الجدد على الحيز القديم فالجميع لا
يشعرون بالانتماء إلى المكان الذي يستغله وبالتالي تضمر عملية رعاية وإعادة تأهيل
تلك المناطق وتسرع من عملية تدهورها.
كما
أن أصحاب تلك المناطق والذين غادروها لمناطق جديدة يبقون المباني على حالها
المتهالك، لأنها
بصيغتها المتهالكة قابلة للاستثمار كمناطق لخزن البضائع للمؤسسات التجارية، أو استغلالها بمؤسسات
حرفية، فضلا
عن أن أصحابها ينتظرون تطاول الاستعمالات التجارية عليها وتغير استثمارها بمباني
تلائم الفعاليات المركزية وبالتالي ترتفع قيمتها وإيجاراتها.
وإن
جميع المناطق التي تحادد المناطق التجارية المركزية (أو هوامشها) تدخل ضمن مفهوم
المناطق الانتقالية التي تتصف بواقع متدهور للأسباب أعلاه سواء في المناطق المحيطة
بشارع نينوى والشوارع المحيطة بمناطق السرجخانة وخالد بن الوليد ومحلة السوق
الصغير، فضلاً عن المناطق المحيطة بالشوارع الرئيسية، التي تقطع الحيز القديم وبالذات حول شوارع الفاروق وسوق الشعارين
(شارع النبي جرجيس) وباب جديد وغيرها.
6. المتغير
التخطيطي: بدأ هذا المتغير تأثيره من العقود الأولى للقرن العشرين، وذلك عندما جرت محاولات
تخطيطية لفك حالة للانغلاق الذي سببه الخطة العضوية للمدينة القديمة، وذلك من خلال فتح مجموعة
من الشوارع الجديدة في الحيز الحضري، وتتمثل بشارع الصوافة، وشارع ابن الأثير وشارع القشلة (العدالة حاليا) التي تم افتتاحها
جميعها في مطلع القرن العشرين، وشارع
نينوى في 1914-1918، وشارع
النجفي في عام 1914 وشارع النبي جرجيس في 1914، وشارع غازي 1922-1927، وشارع الفاروق في نهاية الثلاثينات، وشارع خزرج 1932 وشارع الصديق نهاية الثلاثينات وشارع المكاوي 1948، وشارع الجامع الكبير 1953.
أن
جميع هذه الشوارع كانت على حساب استعمالات الأرض القديمة لمدينة الموصل التراثية، فانزاحت أعداد كبيرة من
عوائل المدينة من البؤرة القديمة إلى أطراف الجانب الأيمن للمدينة ومن ثم للجانب الأيسر
الحديث النشأة.
ومن
الجدير بالذكر أن الوحدات السكنية التقليدية كانت تبنى على خاصية الاتكاء وعندما
فتحت هذه الشوارع خفت هذه الخاصية وبدأت المباني القائمة والغير مشمولة بالإزلة
بعملية التمدد وبالتالي ضعف أهم متغير كان يحمي الوحدات الوظيفية من التشقق
والتدهور ومن ثم الاندراس.
وتمثل ذلك في الوحدات
التي تقع ما بعد واجهات تلك الشوارع الجديدة، حتى أصبحت فيما بعد مناطق لرمي النفايات مما سرع في عمليات التلوث بأشكاله
المختلفة بما فيها التلوث بالمنظور.
7. سوء
استخدام الأراضي المقتطعة من الحيز القديم: عندما فتحت الشوارع الجديدة الوارد
ذكرها وغيرها الذي فتح فيما بعد.
تعرضت واجهات الشوارع إلى
عمليات الغزو والتركز والتخصص من استخدامات الأرض الجديدة المستثمرة لواجهات تلك
الشوارع .
وهذه
المتغيرات يزداد تأثيرها مع زيادة نضج المدينة وتتعرض بشكل مستمر أن التغير
بمورفولوجتها تبعا لزيادة قيمة الأرض ودرجة النضج الحضري للمدينة، حتى أصبحت المدينة ثنائية
البنية بين الجديد والقديم المتهالك.
كما
أن زيادة شبكة الشوارع في الحيز القديم سهل مرور وسائط النقل باختلاف أحجامها مما
سبب زيادة في وتيرة الاهتزاز من ثقل تلك الوسائط وسرع من عمليات الخلخلة في البنية
الأساسية لاستعمالات الأرض الباقية في المدينة القديمة، فضلاً عن زيادة وتيرة
التلوث بأنواعه وتنامي الظاهرة الكارستية بتأثير زيادة المطروح من المياه الثقيلة
والتي يتم تصريفها بالترشيح إلى باطن الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق