ﻗﻴﺎﺱ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻡ.ﺩ. ﺃﻴﻤﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺼﻁﻔﻲ ﻴﻭﺴﻑ
ﻤﺩﻴﺭ ﻋﺎﻡ إﺩﺍﺭﺓ ﺘﺨﻁﻴﻁ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻟﻠﺘﻨﺴﻴﻕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ
aymanmm٦٨@yahoo.com
ﻤﻠﺨﺹ ﺍﻟﺒﺤﺙ :
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺤﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺍﺠﻪ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ، ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﻓـﻲ ﺘﻔﺎﻋـل ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻤـﻥ ﺨـﻼل ﺍﻟﺘﺨﻁـﻴﻁ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻭﺍلإﺩﺍﺭﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺤﻘﻕ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺎﺕ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﺎﺼﺭﺓ ﻭﻋﺎﺠﺯﺓ ﻋﻥ ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻹﺴﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺇﻫﺩﺍﺭ ﻟﻠﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺒﻠﺩ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤـل ﻤﻊ ﻤﻭﺍﺭﺩﻩ ﺒﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ، ﺤتى ﻴﺘﻡ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻗصى ﻋﺎﺌﺩ ﻤﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺨل ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ .
ﻭﻗﺩ ﺇﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺘﺤﻠﻴل ﻭﻓﻬﻡ ﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﻭﺭﺼـﺩ ﻤـﺩى ﺘﻘـﺩﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻨﺤﻭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇلى ﻤﺴﻁﺭﺓ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺅﺸـﺭﺍﺕ ﺠـﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ﻭﺍﻗﺘﺭﺍﺡ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ أﺩﻭﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ .
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻟﺔ : ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ – إﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ - ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ - ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ :
ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺩﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﺍﻟﺘﺒﺩل ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ، ﻭﺘﻨﻌﻜﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴـﺭﺓ ﻋلىﻲ ﻤﻌﺩﻻﺕ النمو ﺒﻬﺎ ، ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺜﺭ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ﻋﻠﻲ ﻓﺭﺹ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺸل ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩﺓ ﻤﻥ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ، ﻭﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺘﻅﻬﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﻜﻔﺎﺀﺓ ﺘﻨﻤﻴﺔ المجتمعات ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴـﺔ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺨﻼل ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﻨﻤﻭ ﻋﻠﻲ ﻓﺘﺭﺍﺕ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻟﻠﺨﺭﻭﺝ ﺒﻨﺘﺎﺌﺞ ﺘﻘﻴﺱ ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ، ﻭﻤﺩى ﻗﺩﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ، ﺤﻴﺙ ﺘﻨﻌﻜﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﻋلى ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺘﻌﻤل ﻋلى ﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ .
- اﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺒﺤﺙ :
ﻴﺭﻜﺯ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭل ﻋﻠﻲ ﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﻋﺠﻠﺔ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ، ﻭ ﻴﺭﻜﺯ ﺃﻴﻀﺎ ﻋلى ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺩﻭﺭ ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺒﻤﻌنى ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻭل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻥ ﻤﺠـﺭﺩ ﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ﻟﻴﺤﺼل ﻋلى ﻤﻨﺘﺞ ﺇلى ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻌﺎل ﻭﻤﺘﺨﺫ ﻗﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﻜـل ﻤﺭﺍﺤـل ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺍﻻﻗﺘـﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ البيئية .
- أﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ :
- ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ : ﻭﻀﻊ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
- ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ : ﺤﺠﻡ ﺍﻹﺴﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ، ﻭﻀﺭﻭﺭﺓ ﻭﺠـﻭﺩ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻋﻠﻤﻲ ﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻗﺼﻰ ﺇﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻤﻜﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻹﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺎﺕ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭﺘﻼﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺒﻤـﺎ ﻴﻨﻌﻜﺱ ﻋلى ﺍﻹﺴﺘﻐﻼل ﺍﻷﻤﺜل ﻟﻠﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻗﺼﻰ ﻋﺎﺌﺩ ﻤﻤﻜﻥ للاﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ .
- ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ :
ﺒﻌﺩ ﻤﺭﻭﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ 30 ﻋﺎﻤﺎ ﻋلى ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻻ ﺘﺴﻴﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺩل ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻭﻟﻡ ﺘﺤﻘﻕ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺤﻘـﻕ ﺠـﻭﺩﺓ ﺤﻴـﺎﺓ ﺒﻤﻔﻬﻭﻤﻬـﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ، ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌـﺭﻑ ﻋلى ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺒﻬﺎ ﻭ ﻤﺩى ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻷﻫﺩﺍﻓﻬﺎ .
ﻭﻴﺼﻌﺏ ﻫـﺫﺍ ﺒـﺩﻭﻥ ﺘﻨﻅـﻴﻡ ﻫﻴﻜـل ﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ، ﻓﻬﻭ ﻴﻌﻁﻲ ﺩﻻﻻﺕ ﻜﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﻤﺩى ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﻭﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋلى ﺍﻟﺭﺩ ﻋلى ثلاثة ﺃﺴﺌﻠﺔ ﻫﻲ : ﺃﻴﻥ ﻜﻨﺎ ؟ ، ﺃﻴﻥ ﻨﺤﻥ ﺍﻵﻥ ؟ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻴﻥ ﻨﺭﻴﺩ ﺍﻟﻭﺼﻭل ؟ .
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﺘﻌﻁﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺩﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺔ ﻭﺩﻗﻴﻘﺔ ﻋﻥ ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﻤﺩى ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻷﻫﺩﺍﻓﻬﺎ، ﻭﺘﻌﻤل ﻋلى ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ . ﻭﻤﻥ ﻫﺩﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ ﻴﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺒﺤﺙ إلى ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋلى ﻋﺩﺓ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ﺘﺘﺩﺭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭى ﺍﻷﺸﻤل إلى ﺍﻟﻤﺴﺘﻭى ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻲ ﺤﻴﺙ ﺘﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋلى ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﺒﺤﺜﻲ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ : -
ﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ لإﺩﺍﺭﺓ ﺘﻨﻤية ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ؟
- ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ
• 95 % ﻤﻥ ﺴﻜﺎﻥ ﻤﺼﺭ ﻴﻘﻁﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ 5 % ﻤﻥ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ.
• ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴل ﻤﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ.
• ﺍﻟﺯﺤﻑ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ﻋلى ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ .
ﻭﻗﺩ ﺭﻜﺯﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
• ﺇﻴﻘﺎﻑ ﺯﺤﻑ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ .
• ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﺤﻀﺭﻱ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ.
• ﺘﺤﺴﻴﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟتي ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺨﺩﻤﺎﺕ .
ﻭﺴﻨﺘﻨﺎﻭل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﺍﻟﻬﺩﻑ الأﻭل ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ :
- ﺇﻴﻘﺎﻑ ﺯﺤﻑ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ :
• ﻤﻌﺩﻻﺕ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ 1.99 % ﻤﻥ ﺃﻋلى ﺍﻟﻤﻌﺩﻻﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ .
• ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﻗﻊ أﻥ ﻴﺼل ﻋﺩﺩ ﺴﻜﺎﻥ ﻤﺼﺭ 96 ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻋﺎﻡ 2020 ﺸﻜل 1( ) ، ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﻟﺘﻔﺎﻗﻡ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻹﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ .
• ﻨﺴﺒﺔ ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺎﺕ إلى إﺠﻤﺎﻟﻲ ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﺘﺘﺭﺍﻭﺡ ﺒﻴﻥ 25 % ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺃﺴﻴﻭﻁ ﻭ 62 % ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻟﺠﻴﺯﺓ .
النتائج : والتوصيات
قياس وإدارة تنمية المجتمعات العمرانية الجديدة من خلال مؤشرات جودة الحياة :
o المؤشر يوفر معلومة كمية أو نوعية تساعد في تحديد أولويات التنمية الحضرية، وهو أساس لوضع السياسات وإعداد خطط تحقق أهداف تحسين جودة الحياة.
o مؤشرات المجتمع يجب أن تنبع من داخله وترسم الصورة الحقيقية له، لا أن تفرض عليه من الخارج .
o أهداف تنمية المدينة يجب أن تتفق وتتكامل مع الأهداف الإقليمية والقومية .
o أهداف تنمية المدينة تنقسم إلى أهداف عامة تشترك فيها معظم المدن وأهداف خاصة تمثل الطبيعة الخاصة لكل مدينة وطبيعة المجتمع فيها.
o لا يمكن أن تتبني جهة واحدة عملية بناء المؤشرات ولكن يجب اندماج كافة شركاء التنمية عملية بناء المؤشرات وتطويرها.
o زيادة الوعي والثقافة بقضايا المجتمع يزيد من تبني عملية بناء المؤشرات لقياس التنمية ومشاركة كافة الأطراف للمساهمة في دفع عجلة التنمية.
o يجب تمثيل كافة شركاء التنمية في تحديد الأهداف الخاصة للمجتمع وكذلك في تحليل القضايا الخاصة بهم وترتيب الأولويات بناء على الأهمية النسبية للقضايا.
o إن فكرة وجود استراتيجية حضرية عامة قابلة للتطبيق في جميع المدن غير واردة إطلاقا .
فالاختلاف والتباين بين المدن هو حقيقة واقعة، وهذا الاختلاف يحتم وجود فرق في تصميم الاستراتيجيات الحضرية لكي تعمل بكفاءة وفاعلية. وينبع هذا الاختلاف من كون إستراتيجية أي مدينة إنما هي وسيلة من وسائل تحقيق الأهداف الإقليمية التي تصاغ من منطلق خاص بالهوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكل مدينة حسب ظروفها، وبالتالي فإن هذه الأهداف تختلف من مكان إلى آخر كما يختلف ترتيب أهميتها تبعا لخطورة المشكلات التي تواجه كل مدينة على حدة، وحتى في حال تطابق الأهداف والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية لأكثر من مدينة ، فإن الهيكل العمراني لهذه المدن سوف يختلف عن بعضها البعض نظرا لارتباطه بالعديد من الخصائص الطبوغرافية والجيولوجية والجغرافية والمساحة والسكان ...إلخ ، لكل من هذه المدن مما يتطلب معالجة خاصة من خلال استراتيجية مستقلة لكل مدينة بذاتها. ومؤشرات جودة الحياة هي التي ترسم الصورة المتكاملة لهذه المدينة وتحدد مدي التقدم المحرز في المجال الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والبيئي.
المراجع :
1. وزارة الدولة لشئون البيئة، (2007 )، "تقرير الحالة البيئية في مصر2006"، القاهرة.
2. نجوى ابراهيم، (2007) ، "إدارة المدن الجديدة- " رؤى مستقبلية ، مركز دراسات واستشارات الإدارة العامة، جامعة القاهرة.
3. صلاح فضل، محسن يوسف (2006) ، التجارب الناجحة للإصـلاح العربـي ، المـؤتمر الثـاني للإصلاح العربي ،مكتبة الإسكندرية .
4. أيمن مصطفى، ( 2008)، "توجيه التنمية العمرانية من خلال مؤشرات جودة الحيـاة- دراسـة حالـة المجتمعات العمرانية الجديدة"، رسالة دكتوراة، كلية الهندسة ، جامعة عين شمس.
5. صندوق النقد العربي، التقرير الاقتصادي العربي الموحد لسنة 2002 ، أبو ظبي 2002 .
6. ،الأمم المتحدة ( 2006 )، المجلس الاقتصادي والاجتماعي ، الإبتكار في مجالي الحكم والإدارة العامة لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا.
7. الأمم المتحدة، (2005 )، "تقرير مشروع الألفية- الاستثمار في التنمية: خطة عملية لتحقيق الاهداف (. E/٢٠٠٥/٤٤) " الانمائية
8. Davison, Fobes and Nientied, Peter,(١٩٩١)," to Urban Management Cities", Vol ٨, , may ١٩٩١.
9 . نيلز جوران، جان روي، ماجنز ووتر(2002)، الأداء البشري الفعال بقياس الأداء المتـوازن، أفكـار عالمية معاصرة، ترجمة علا أحمد، مركز الخبرات المهنية للإدارة، القاهرة.
10. Jones, A. (2002) A Guide to Doing Quality of Life Studies, University of Birmingham.
11. Anderson, B.(2004) Information Society Technologies and Quality of Life –A Literature Review and a Tool for Thought , Chimera, University of Essex .
12. Riseborough, M. (1997), Quality of Life: Devising Holistic Indicators – Literature Review, University of Birmingham.
13. Department of the Environment, Transport and the Regions (1999). A better quality of life – A strategy for sustainable development for the UK, London: HMSO.
14. Hancock, T.(2000)QUALITY OF LIFE INDICATORS AND THE DHC, Health Promotion Consultant, Ontario.p 4.
15. Herbert, D. and Smith, D. (1979), Social Problems and the City – Geographical Perspectives, Oxford University Press, Oxford .
16. Department of the Environment, Transport and the Regions (2000). Local Quality of Life Counts, London, HMSO p-5.
17. Audit Commission, (2005) Local quality of life indicators –supporting local communities to become sustainable , UK.p 2-13.
18. Audit Commission, (2005) Local quality of life indicators –supporting local communities to become sustainable , UK.p 2-13.
19. Swain, D. DPA, (2002), Measuring Progress: Community Indicator and the Quality of Life, Jacksonville Community Council Inc, Florida .
20. Chamber,M. (١٩٩٤), Quality Indicators for Progress a Guide to Community Quality-of-life Assessments, Jacksonville, Florida p 9.
21. Hancock,T. (2000), QUALITY OF LIFE INDICATORS AND THE DHC, Health Promotion Consultant, Ontario.
22. Auckland, Christchurch, Manukau, North Shore, Waitakere and Wellington City Councils (2001). Quality of Life in New Zealand’s Six Largest Cities: findings from monitoring social, economic and environmental conditions in Auckland, Christchurch, Manukau, North Shore, Waitakere and Wellington.
23. National Indicators Project Team (2000). City Communities: Indicators to Measure Social Wellbeing in New Zealand’s Six Largest Cities – Consultation Report .
24. Cheyne, C. (2004) Improving quality of life in New Zealand’s ‘big cities, Massey University, NEW ZEALAND.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق