أهمية أخلاقيات البحث العلمي
صحيفة رسالة الجامعة - دراسة - البحث العلمي - د. محمد حسانين محمود -أستاذ مساعد – عمادة البحث العلمي :
أصبح الاهتمام بالبحث العلمي أحد سمات العصر الحديث لكل الدول سواء كانت متقدمة أم نامية، وأصبح القاطرة التي تقود التنمية في المجتمعات المختلفة، بل هو السبيل الوحيد لتحقيق الرفاهية للشعوب عن طريق التطور العلمي والتكنولوجي الذي يعتبر أساس أي تطور اقتصادي واجتماعي.
وإذا كان نجاح البحث العلمي يتوقف على كثير من العوامل والإمكانات البشرية والمادية، فإن أهم هذه العوامل والإمكانات هم الباحثون العلميون على اختلاف تخصصاتهم وفئاتهم ومستويات إعدادهم وتدريبهم، فالباحث العلمي هو المخطط والمنفذ والموجه والمقوم والمنشط لجهود وعمليات البحث العلمي، والمسخر لنتائجه ومعطياته في خدمة المجتمع وتحقيق تطوره وتقدمه علمياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً.
وبقدر ما يتوفر للباحث العلمي من خصائص وصفات وقدرات عقلية وانفعالية ومزاجية واجتماعية وخلقية يتطلبها العمل في مجال البحث العلمي، بقدر ما يمتلكه من مهارات وقيم وأخلاق علمية وبحثية، وما يتمتع به من وعي وإلمام وحرص على حل مشكلات مجتمعه، ويكون أميناً على بحثه صادقًا في نتائجه حريصًا على خدمة مجتمعه العربي ملتزمًا بأخلاقيات البحث العلمي ومتمشيًا مع قيم وعادات وأخلاق المجتمع.
ومن المسلم به أن البحث العلمي لا يستقيم إلا باستقامة الباحث العلمي وبكونه أهلًا لهذه المسؤولية العلمية وأن يتمتع بالأخلاق العلمية ومؤهلًا لأن يتحمل تلك المسؤولية، وأن يتحلى بالأخلاق الفاضلة ويراعيها في علاقته مع خالقه وفي علاقته مع بني الإنسان وبكل ما في الوجود من مخلوقات.
إن الباحث العلمي في وطننا تقع عليه مسؤوليات أخلاقية عليه أن يتحملها ويلتزم بها تجاه مجتمعه وأمته وتجاه زملائه في العمل والعاملين معه في مجال البحث العلمي وتجاه مهنة البحث العلمي، ومن هذه المسؤوليات الأخلاقية والاجتماعية:
- أن يستهدف من نشاطه البحثي خير مجتمعه ونفعه وخدمة مصالحه وزيادة رصيده المعرفي والتقني، وزيادة إنتاجيته وتحقيق تطوره وتقدمه وقوته الذاتية، وتحقيق العدالة والمساواة والرفاهية والإسهام في تشخيص ومواجهة وحل مشكلاته الثقافية والاجتماعية والسياسية.
- أن يختار من الطرق والأساليب والوسائل ما يحقق الأهداف المشروعة والمقبولة خلقيًا للعلم والبحث العلمي، وما يتمشى مع القيم الأخلاقية والإنسانية المرغوبة.
- أن يراعي القيم السائدة في مجتمعه التي يقرها الدين والعقل والعرف، وأن يتعامل مع أبناء مجتمعه بعامة ومع زملائه في العمل والعاملين معه بخاصة على أساس من الصدق والأمانة.
- أن يلتزم بأخلاقيات مهنة البحث العلمي وبالمبادئ والقواعد الخلقية التي تتضمنها القوانين الأساسية والدساتير الأخلاقية للمؤسسات والمنظمات والجمعيات العلمية والبحثية والقومية والدولية التي ينتمي إليها، وأن يراعي هذه الأخلاقيات والمبادئ والقواعد الأخلاقية في جميع نشاطه المهني والبحثي ويتجنب الانزلاق والانحراف عنها.
- أن يلتزم الباحث العلمي بأخلاقيات البحث العلمي ويتحلى بالصفات الخلقية والأخلاق العلمية التي يتوقف عليها نجاح البحث العلمي وقبول نتائجه والثقة فيه، ومن هذه الأخلاقيات: الموضوعية في جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها واستخلاص النتائج منها، الحياد الفكري والتجرد عن الأهواء والدقة في التعبير وفي استعمال المصطلحات والمفاهيم وفي اختيار العينات وتصميم التجارب العلمية وفي ملاحظة الظواهر وفي تصوير ودراسة الواقع، وبصورة إجمالية تحري الحقيقة وتصوير الواقع على ما هو عليه وتقديم فهم للظاهرة موضوع البحث يطابق ما هي عليه في الواقع.
إن مبادئ أخلاقيات البحث العلمي ترتكز على قيمتين هامتين هما «العمل الإيجابي» و»تجنب الضرر»، وهاتان القيمتان يجب أن تكونا ركيزتي الاعتبارات الأخلاقية خلال عملية البحث، وهناك العديد من الاعتبارات بالنسبة للسلوك الأخلاقي منها المصداقية والخبرة والسلامة والثقة وسرية المعلومات وحقوق الحيوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق