التسميات

الجمعة، 18 أغسطس 2017

مفهوم السياحة وأهميته وإمكان تطبيقه على المملكة العربية ‏السعودية ...


مفهوم السياحة وأهميته وإمكان تطبيقه على المملكة العربية ‏السعودية

أ.د. عبد الرزاق بن سليمان بن أحمد أبوداود

كلية الآداب والعلوم الإنسانية

جامعة الملك عبد العزيز ‏

مجلة ملف العقيق، المجلد (16) ، العدد (32-31) ، ص: 29-49.‏

المبحث الأول:

مقدمة:

  يتناول الباحث في هذا المبحث الأبعاد الأساسية للدراسة التي تتضمن: تمهيدا أوليا،ومشكلة البحث ‏وأهميته وأهدافه،بالإضافة إلى أسلوب الدراسة ومنهجيتها وتنظيمها.‏

‏1/1 تمهيد:‏

  خلال الثلاثين عاما الماضية شهدت المملكة العربية السعودية تطبيق ست خطط إنمائية ‏متعاقبة،والتي أثمرت بدورها في تحقيق نقلة حضارية وتنموية عالية،سواء في مداها أو محورها ‏أو مرتكزاتها.وقد تمخض عن ذلك عدد كبير من المشاريع والمنجزات المتعددة في البنية الأساسية ‏والمرافق العامة والخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية وغيرها في البلاد.وقد اعتمدت ‏الحكومة السعودية في تنفيذ هذه الخطط العملاقة على مصادر دخل متحصلة من عمليات بيع ‏البترول السعودي ومشتقاته،والذي حقق للبلاد مداخيل عالية من الموارد المالية.‏
  وقد كان من الطبيعي أن تواجه المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول المصدرة للبترول ‏انخفاضا في أسعاره ومن ثم مداخيلة نتيجة لمتغيرات اقتصادية وسياسية عالمية متباينة بين الحين ‏والآخر.وفي ظل هذه الأوضاع فقد كان من المنطقي بل والضروري أن تتجه المملكة العربية ‏السعودية إلى البحث عن مصادر بديلة للدخل الوطني في سبيل تحقيق تنمية وطنية متوازنة ‏ومستمرة،وبخاصة في ظل تزايد أعداد السكان بنسب عالية.‏
  وقد ظهر جليا في السنوات الأخيرة سعي الحكومة السعودية إلى تنشيط الحركة السياحية في البلاد ‏و تهيئة السبل والوسائل أمامها لكي تصبح مصدرا من مصادر الدخل الوطني،حيث إن المملكة ‏العربية السعودية تحظى بوفرة كثير من المقومات الأساسية اللازمة لقيام صناعة سياحية ناجحة ‏كالمواصلات والاتصالات والفنادق والشقق المفروشة والملاهي والآثار والمنتزهات والشواطئ ‏وغيرها من مقومات الجذب السياحي المهمة كالأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة ‏المنورة،بالإضافة إلى المواقع التاريخية.ويجب الإشارة إلى أن النظرة السعودية إلى قطاع السياحة ‏قد شهدت تغيرا وتطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة بحيث اعتبرت صناعة عصرية متطورة في ‏أساليبها وخططها وأهدافها وكيفية الاستفادة منها في عالم اليوم (بن ‏عبدالعزيز،1420،ص23).ويجسد هذا الاتجاه تغييرا مهما في الاقتصاد السعودي وسعيه الحثيث ‏نحو تنويع مصادر الدخل الوطني والانفكاك،ولو جزئيا ،من حلقة النفط وتذبذب أسعاره وتقلبات ‏أسواقه(الاقتصاد والأعمال،1999،ص26).‏
  إن التعرف على مفاهيم السياحة وأهميتها كمصدر للدخل الوطني في المملكة العربية السعودية ‏تتضاعف إذا عرفنا أن حوالي 80% من السياح السعوديين المحتملين يقضون إجازاتهم خارج ‏المملكة ( الاقتصادية : 3/1/1415)،في حين أن هناك مصادر تقدر حجم ما ينفقه السياح ‏السعوديون أثناء عطلاتهم الصيفية التي يقضونها خارج البلاد يقدر ما بين 18- 25 مليار دولار (‏كامل ، 1419،ص1) ؟!!.‏

‏1/2 مشكلة الدراسة:‏ 

  عادة ما تسعى حكومات الدول الناهضة إلى البحث عن مصادر جديدة للدخل الوطني لتضمن توفر ‏مصادر كافية لتنفيذ برامجها التنموية كما أن عدم الالتفات إلى البحث عن هذه المصادر البديلة ‏خلال فترات الطفرة الاقتصادية،قلل من فرص بعض الدول في تطوير مصادر بديلة في ظل ‏المنافسة الدولية في العديد من المجالات ومن ضمنها السياحة.وتنظر كثير من دول العالم إلى ‏السياحة كأحد المصادر الرئيسة للدخل بل والمصدر الأهم والأولى بالرعاية والتطوير لأن السياحة ‏صناعة لها مقوماتها واستراتيجياتها لكي تبدو متكاملة وتؤتي ثمارها (أبو داود،1420،ص5).إن ‏عدم توفر وعي وإدراك متكامل بمفاهيم السياحة وأهميتها كصناعة ومصدر للدخل الوطني ‏ومحرك للتنمية الوطنية،ومعرفة أبعادها الجغرافية سيؤدي إلى تفهم اكبر للدور الذي يمكن أن تقوم ‏به السياحة ودورها كقطاع اقتصادي وثقافي يمكن أن يساهم في تحقيق تنمية متوازنة ومستمرة ‏‏.وتجدر الإشارة إلى أن التنمية السياحية بمفردها لن تحقق تطورا وتنمية اقتصادية،و إنما لكي تقوم ‏بدورها المأمول ،يجب ربطها بأنشطة اقتصادية أخرى(حافظ،1407،ص55). ‏
  إن المشكلة التي تناولتها هذه الدراسة تكمن في محاولة التعرف على المفاهيم المتباينة والحديثة ‏للسياحة وأهميتها وخصائصها وسماتها وعلاقتها بالعلوم الجغرافية و إمكان تطبيق بعض المفاهيم ‏السياحية الملائمة على المملكة العربية السعودية والدور الذي يمكن أن تقوم به الدراسات ذات ‏الصبغة الجغرافية في هذا المجال .‏

‏1/3 أهمية الدراسة :‏
  تنبع أهمية هذه الدراسة من أنها تسعى إلى التعمق في إدراك مفهوم السياحة وتفهم أهميتها ‏وعلاقتها بعلوم الجغرافيا،و يمكن في ضوء ذلك اعتبارها مساهمة استرشادية في محاولة التعرف ‏على الإمكانيات ووضع الأسس العامة والتفصيلية لمزيج أو نسق سياحي سعودي يستند إلى خلفية ‏معرفية متكاملة بالدور الذي تمكن أن تلعبه صناعة السياحة بأنماطها المختلفة،كمصدر من مصادر ‏الدخل الوطني،وسوق لتوفير فرص عمل إضافية للأعداد المتزايدة من المواطنين السعوديين ‏الباحثين عن العمل .‏

‏1/4 أهداف الدراسة:‏
  تهدف هذه الدراسة إلى:‏
‏1- معالجة وتحليل مفاهيم وأنماط وتطور السياحة وأهميتها كمصدر للدخل الوطني .‏
‏2- تناول العلاقة بين السياحة و الجغرافيا ومساهمات الجغرافية في السعودية في هذا الإطار .‏
‏3- التعرف على آثار السياحة تنمويا وبيئيا.‏
‏4- التعرف على إمكان تطبيق بعض المفاهيم السياحة على المملكة العربية السعودية .‏

‏1/5 أسلوب الدراسة ومنهجيتها :‏
  في سبيل تحقيق أهداف هذه الدراسة أُستخدم المنهج الوصفي التحليلي والذي يستند في طرحه إلى ‏جانبين رئيسين من المصادر أ)الدراسات والأبحاث المتعلقة بمفاهيم السياحة وأهميتها وعلاقتها ‏بالعلوم الجغرافية؛(ب)الدراسات والأبحاث السياحية النظرية والتطبيقية عن السياحة في المملكة ‏العربية السعودية.‏

‏1/6 تنظيم الدراسة:‏
  تشتمل هذه الدراسة على ستة مباحث أساسية،حيث يستعرض المبحث الأول الإطار العام للدراسة ‏والذي يضم تمهيدا عاما ومشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها وأسلوبها ومنهجيتها وتنظيمها،ويغطي ‏المبحث الثاني مفهوم السياحة وتعريفاتها المختلفة وتطورها،ويتطرق المبحث الثالث إلى أهمية ‏السياحة الاقتصادية وعلاقتها بالتنمية والبيئة وأنماطها المختلفة،ويتناول المبحث الرابع العلاقة بين ‏الجغرافيا و بين السياحة والمناهج الجغرافية لدراسة السياحة،ويستعرض المبحث الخامس بعضا ‏من الدراسات الجغرافية السياحية السعودية والمجالات المستقبلية المتاحة في هذا المجال،وفي ‏الخاتمة يتم تناول ما خلصت إليه الدراسة.‏

المبحث الثاني: مفهوم السياحة:

‏1/2 تعريف السياحة:‏
  السياحة لغة هيالتجوال في البلاد للتنـزه أو الفرجة أو غير ذلك ‏‏(المنجد،1997،ص368).فالسياحةTourism‏ من الناحية اللغوية ضرب في الأرض ابتغاء ‏أغراض تتعلق بالتنـزه والاطلاع والاستجمام وقضاء وقت ممتع .‏
   والسياحة في مفهومها الواسع هي ممارسة إجازة عن العمل بعيدا عن مكان الإقامة المعتاد الذي ‏يسكنه الإنسان.كما أنها من ناحية أخرى عبارة عن زيارة مكان آخر غير مكان السكنى الذي اعتاد ‏الإنسان الإقامة به لفترة تزيد على أربع وعشرين ساعة. السياحة بهذه الصيغة تشمل أناسا ‏يسافرون لأسباب لا تتعلق بالعمل الذي اعتادوا القيام به.وفي الحقيقة فان معظم التعريفات التي ‏تحاول صياغة مفهوم محدد للسياحة عموما ركزت بصورة أساسية على الأبعاد المكانية ‏للسياحة،وذلك من خلال التركيز على أن السائح هو ذلك الشخص الذي يتحرك لمسافة ما بعيدا ‏عن منزله أو موطنهولمسافات معينة كما تري مفوضية السياحة الأمريكية مثلا.وفي واقع الأمر ‏فان الأبعاد المكانية للسياحة ليست كافية في حد ذاتها لتحديد مفهوم جامع مانع لها. ‏
  وقد حاول ماكلنتوشMclntosh‏ أن يُعرّف السياحة بأنها"مجموعة ظواهر وعلاقات تنتج من ‏التفاعل بينالسياح ومقدمي الخدمات السياحية والبلدان أو المناطق المضيفة والمجتمعات ‏المقصودة التي تعمل على اجتذابواستضافة السياح والزائرين"(‏Mclntosh & et al ,1995,P ‎‎6‎‏ ).‏
  ويرى فرويلرFreuler‏ أن السياحة ليست إلا"ظاهرة من ظواهر عصرنا تنبثق من حاجتنا ‏المتزايدة إلى الراحة وتغير الجو المحيط بنا،و مولد إحساس محبب بجمال الطبيعة والشعور ‏بالبهجة والمتعة من خلال الإقامة في مناطقلهاطبيعتها الخاصة"(كامل،1975،ص13).في حين ‏أن كفافي يعتقد أن السياحة بمفهومها المعاصر،كأحد الأنشطة الطبيعية الترفيه الهامة للإنسان، ‏هىمجموعة متكاملة"من العلاقات والظواهر الناشئة عن الرحلات والإقامة المؤقتة لاناس ‏يسافرون أساسا لاجل تزجية الوقت أو بغرض الترفيهأو الاستشفاء وليس بغرض الإقامة ‏الدائمة"(كفافي،1991،ص15).ولا يختلف بيرسPearce‏ كثيرا عن كفافي في تصوره مفهوم ‏السياحة،فيؤكد على أن السياحة تتبلور من خلال"العلاقات والظواهر الناتجة من الرحلات والإقامة ‏المؤقتة للناس المسافرين بهدف رئيس يتمثل فيالاستجماموالترفيه"(‏Pearce,1989,P1‎‏).إن ‏السياحة،طبقا لهذا الفهم،هي نشاط متعدد الوجوه،مركَّب جغرافيا،نظرا لطبيعة الخدمات المطلوبة ‏والمتوفرة على مستويات متباينة،سواء عند نقاط انطلاق أو انتهاء الرحلات السياحية.وتبعا لذلك ‏فإنه من الممكن اعتبار السياحة ظاهرة ونشاطا له أبعاده الجغرافية والاقتصادية ‏والاجتماعية،وتنبثق اعتمادا على ثلاثة محاور أساسية 
أ)حركة الناس بين مكانين أو ‏أكثر؛
(ب)الزمن الذي تستغرقه هذه الحركة؛
(ج) الغرض أو الهدف من الحركة المكانية.‏
  وتفهم ظاهرة السياحة من خلال المحاور السابقة يقود إلى إدراك محدد بان السياحة لا تتضمن ‏الأنشطة الاعتيادية التي يمارسها الناس من خلال العمل أو اللعب،كما أنها لا تشمل ممارسة أنشطة ‏استجمامية أو استطلاعية تقع في منطقة غير بعيدة عن مكان إقامة من يمارسها،أو أنها تقع ضمن ‏محيطه الحضري،بحيث يستطيع الوصول إلى هذه الأنشطة في نفس اليوم.وهناك من يؤكد على ‏أن المقصود بالسياحة أو النشاط السياحي هو التنقل من بلد إلى بلد آخر طلبا للتنـزه أو الاستطلاع ‏أو الكشف(الزوكة ،1997،ص13).كما أن الأنشطة السياحية بصفة عامة تنتج عن دوافع طبيعية ‏واقتصادية واجتماعية وبشرية ونفسية (كفافي،1991،ص16).‏

   ويعتقد جافري‎ Jafariأن السياحة هي دراسة الإنسان بعيدا عن البيئة التي يستوطنها،وهى ‏الصناعة التي تتجاوب مع حاجاته الترفيهية و الاستجمامية،ومن خلالها يمارس الإنسان عملية ‏تتراكم خلالها بصماته وتأثيراته على البيئة،وصناعة السياحة في النهاية هي مجمل مركب للبيئة ‏الاجتماعية والطبيعية والثقافية(‏Jafari,1978,P8‎‏).ويبدو أن هذا المفهوم لظاهرة السياحة يميل ‏كثيرا إلى الجوانب الأكاديميةللسياحةكعلم قائم بذاته.وعلى العكس من ذلك فإن جارتنر‎ Gartner ‎يشير إلى أن السياحة تفاعل نشط يحدث عندما يغير الإنسان مكان إقامته الطبيعي ويهدئ من ‏سرعته ونبض حياته،أي أن الإنسان ببساطة،عندما ينطلق سائحا في هذا العالم الفسيح،يغير مكان ‏تواجده وحالته المزاجية والنفسية(‏Gartener,1996,P7‎‏).وقد عرفها مؤتمر الأمم المتحدة ‏للسياحة بأنها"مجموع الأنشطة الصناعية والتجارية التي تنتج السلع والخدمات التي يستهلكها ‏الزوار الأجانبوالسياحالمحليون”،في حين أن الهيئة الكندية الوطنية للمعلومات السياحية تُعرّف ‏السياحة بأنها"مجموع السلعوالخدمات التي تلبي حاجات المسافرين خارج نطاق ‏إقامتهم"(‏Smith,1990,P33‎‏).وتحدد الجهات الأسترالية المسؤولة السياحة بأنها القيام بالسفر من ‏بلد إلى آخر لفترة لا تتجاوز ستة أشهر بدون أن تحدد هدفا معينا لهذا ‏السفر(‏‎(Smith,1983,P27‎‏.‏
   ويمكن تقسيم السياحة إلى نمطين أساسين:السياحة خارجيةحسب المفهوم الدولي وتتمثل في ‏الانتقال المؤقت للأفراد من دولة الإقامة الدائمة إلى دولة أخري ليوم واحد على الأقل وليس بهدف ‏العمل،وإنما بهدف الاستجمام أو ممارسة الرياضة والترويح وخلاف ذلك من الأنشطة الترفيهية. ‏السياحة الداخلية وهي عبارة عن انتقال مؤقت لأكثر من أربع وعشرين ساعة إلى مكان آخر ‏داخل الدولة خلاف مكان الإقامة الدائمة ولنفس الأسباب السابقة(يونس،1993،ص24).و ربما ‏يكون التعريف العملي الاشمل للسياحة ما أقترحه إيرك كوهنErik cohen‏ الذي وصف السياحة ‏بأنها"سفر طوعي مؤقت، للحصول على المتعة من خلال التجديد والتغيير الذي يشعر به السائح ‏في رحلة متكاملة وطويلة نسبيا بين المنشأ والمقصد السياحي"(‏‎(Lea , 1988,P4‎‏.‏
ويلاحظ تعدد وتباين تعريفات السياحة،بحيث أن بعض الدراسات خلصت إلى وجود ما يقارب ‏‏80من تعريفا مختلفا للسياحة(القحطاني،وأرباب،وإبراهيم،1997،ص7).وتبعا لذلك تبرز ‏مجموعة من المفاهيم الأساسية للسياحة أهمها:‏
‏1- مفاهيم تعالج الأبعاد الجغرافية للسياحة (محليا وخارجيا) .‏
‏2- مفاهيم تتناول الأبعاد الزمنية للسياحة .‏
‏3- مفاهيم تهتم بوسائل المواصلات التي يستخدمها السائح في تنقلاته .‏
‏4- مفاهيم تتعلق بالأهداف المختلفة للسياحة .‏
‏5- مفاهيم تركز على المسافات التي يقطعها السياح كعامل مهم .‏
‏6- مفاهيم متكاملة تعالج كافة العوامل السابقة .‏
  وفي المحصلة النهائية يمكن تعريف السياحة بأنها:عملية مركبة تتضمن انتقال الإنسان من مكان ‏إقامته الدائمة إلى مكان لآخر يبعد عن موطنه الأصلي لأكثر من يوم واحد لأغراض متعددة ‏خلاف العمل . ‏
   وقد تنبأ عالم الدراسات المستقبلية هيرمان كانHerman Kahn‏ في عام 1979 بان السياحة ‏ستصبح اكبر الصناعات الإنسانية مع حلول العام 2000م(‏Hudman & Jackson ‎‎,1999,P23‎‏).ومما لاشك فيه أن من أهم خصائص الفترة الزمنية المعاصرة سهولة سفر ‏الإنسان،والأعداد الهائلة للسياح والاهتمام المتنامي من معظم دول العالم بتطوير مرافقها السياحة ‏للاستفادة من مداخيلها المتصاعدة.‏

‏2/2 تطور السياحة:‏
  منذ ظهوره على سطح الأرض كان الإنسان جوالا يرتحل من مكان إلى آخر لاهداف متعددة.لقد ‏تعود الناس السفر إذا من مكان إلى آخر.وكان الفضول وحب الاستطلاع،كسمات إنسانية ‏مميزة،الدافع وراء تنقلهم وسفرهم.لقد كانت هذه السمات في مختلف الأزمنة والعصور هي ‏المحرك الذي دفع البشر إلى ارتياد بيئات جديدة مختلفة عما عهدوه،والبحث المستمر عن أماكن ‏غير معروفة لاستكشافها والتعرف على ما قد تخبّؤه.ولازال الإنسان،إلى يومنا هذا،يسعى إلى ‏مشاهدة الأماكن والأقاليم الغريبة عليه ، تلك الأماكن المميزة عما ألفه،للاستمتاع بتجربة ‏الاستكشاف والاطلاع من خلال هذا السفر والترحال.والمعنى المستخلص من هذا التوجه البشري ‏المستمر نحو السفر والسياحة يكمن في عامل الجذب الناجم عن التباين الإقليمي والمكاني، فلكل ‏مكان خصائصه،بحيث تصبح له جاذبية خاصة تميزه عن غيره من الأمكنة.إن هذا التميز هو في ‏الحقيقة ما يدفع الإنسان إلى السفر والسياحة للاستمتاع بهذه الخاصية التي تتباين من مكان إلى ‏آخر.‏
  إن الظاهرة السياحية في حد ذاتها ليست بالأمر الجديد،ولكنها تطورت مع تطور الإنسان ‏وتحركاته وتنقلاته من إقليم أو مكان إلى آخر.وهناك من يعتقد أن الصفوة والتجار هم أول من ‏مارس السياحة منذ أقدم العصور، وذلك لان هاتين الفئتين تملكان الثروة والفراغ الكافيين ‏للاستمتاع بالسفر والتنقل.ومن ناحية ثانية،فان تواريخ كثير من الأمم والشعوب المختلفة تدل على ‏إن الإنسان العادي مارس الترحال والتنقل والسياحة بطريقة أو أخرى،بصرف النظر عن الثراء ‏أو الفراغ،فقد كان الإنسان مندفعا بفضوله وحاجاته النفسية والمعنوية.‏
  وغني عن القول أن تطور ظاهرة السياحة قد ارتبط بشكل وثيق بمدى تقدم الإنسان و ازدهار ‏حضاراته، فقد عرفت الشعوب المتحضرة في كل من مصر القديمة وبلاد الرافدين وفينيقيا ‏والصين وبلاد الإغريق والرومان كثيرا من الرحلات الاستكشافية والاستطلاعية في سبيل ‏التعرف على الأقاليم المجاورة.كما عرفت البشرية منذ القدم الرحلات الدينية المختلفة إلى بعض ‏الأماكن المقدسة(الحج)خصوصا في بلاد الشام ومصر والعراق والجزيرة العربية.وعُرف ‏الفينيقيون والمصريون القدماء والإغريق والرومان والعرب برحلاتهم في اتجاهات ومناطق ‏مختلفة.كذلك شهدت العصور الإسلامية وعصر النهضة الأوربية رحلات استكشافية بعيدة المدى .‏
ومع تطور وسائل المواصلات والسفر حدثت تغيرات هائلة في مسيرة الحركة السياحية وأهدافها ‏ومداها . وتحولت من مجرد سفر لقضاء وقت ممتع أو استكشاف جغرافي،وإشباع للفضول،إلى ‏صناعة مزدهرة قائمة على أسس ومرتكزات علمية وتخطيطية،لها أهدافها الاقتصادية و ‏الاجتماعية والمعنوية والثقافية ، بحيث اصبح السائح يبحث عن الاستجمام والاسترخاء والتمتع ‏بمنائح الطبيعة التي يسرها الله سبحانه وتعالى ، والابتهاج مع الألعاب ووسائل التسلية وصنوف ‏المنتزهات والملاهي المباحة التي ابتدعها الإنسان نفسه.‏
   و تتميز حركة السياحة العالمية المعاصرة بعدد من الخصائص أهمها:أ)الرحلات السياحية ‏الجماعية؛(ب)تطور وسائل المواصلات والاتصالات؛(ج)انتشار المنتجعات والمخيمات والقرى ‏السياحية؛(د) ارتفاع أعداد السياح بصورة هائلة؛(هـ)ارتفاع مداخيل صناعة السياحة وعوائدها ‏غير المنظورة في كثير من الدول.‏
ومن الملاحظ أن تطور الحركة السياحية المعاصرة ساعد كثيرا على تقارب سكان العالم،وتبادل ‏المؤثرات الثقافية والحضارية.وبالرغم من كل الدوافع الأخرى للسياحة،فان تفرد كل مكان ‏بخصائصه الطبيعية والبشرية المميزة تظل هي الأساس الذي يدفع بالناس إلى السياحة والسفر ‏لزيارة هذه الأماكن المتفردة. أي أن جاذبية وخاصية المكان هي في نهاية المطاف الدافع الأول ‏للحركة السياحية بصفة عامة.‏
وفيما يتعلق بأعداد السياح على المستوى الدولي في الفترة المعاصرة،فان الإحصائيات    تشير إلى ‏ارتفاع أعداد السياح على مستوى العالم من حوالي 240 مليون سائح في عام 1977إلى 592 ‏مليون سائح في عام 1996، ثم الى 657مليون سائح في عام 1999.وفيما يتعلق بأعداد السياح ‏الوافدين على مستوى الدول،احتلت فرنسا المركز الأول عالميا حيث زارها حوالي 62 مليون ‏سائح في عام 1996، ارتفع إلى حوالي72مليون سائح في عام 1999،فالولايات المتحدة بحوالي ‏‏45 مليون سائح في عام 1996 ارتفع إلى 52 مليون سائح في عام 1999،ثم أسبانيا ،حيث ‏زارها حوالي 42 مليون سائح في عام 1996 ارتفع إلى 52مليون سائح في عام 1999.كما ‏بلغت المداخيل المتحققة للدول السياحية الثلاث الأولى في العالم في عام 1999حوالي 73 مليار ‏دولار للولايات المتحدة ،و 25,2 مليار دولار لأسبانيا ، و24,7 مليار دولار لفرنسا.وقد اعتبرت ‏منظمة السياحة الدولية هذه الزيادات إشارة قوية إلى عودة النمو السياحي العالمي إلى مستوياته ‏السابقة بعد سنتين من التراجع . وتجدر الإشارة إلى أن حساب الدخل المتحقق من السياحة ‏الداخلية هو ما يفسر احتلال الولايات المتحدة للمرتبة الأولى من حيث المداخيل المتحققة رغم أنها ‏لا تحتل نفس المرتبة من حيث أعداد السياح(الشرق الأوسط،13-2-‏‏2000،العدد7477)،(‏Hudman & Jackson , 1999 ,P 30-31‎‏).ويُعتقد أن هذه الزيادات ‏في أعداد السياح هي محصلة لعدد من العوامل كزيادة أعداد السكان ووقت الفراغ، وارتفاع ‏مستويات المعيشة،وتطور التعليم ووسائل النقل والاتصالات(روبنسون،،1985،ص5).‏

‏2/3 أنماط السياحة:‏
   السياحة عبارة عن ظاهرة مركبة،ومزيج من عناصر مختلفة يأتي في مقدمتها العرض ‏والطلب،والعوامل الطبيعية والبشرية والحضارية والعناصر الأخرى المتداخلة.كما أن هناك ‏معايير و أسس متباينة تحدد عملية تصنيف السياحة إلى أنماط محددة.وتتضمن هذه الأسس ‏والمعايير:مدة الإقامة،والغرض السياحي،ووسيلة النقل،وخصائص الموسم السياحي،ونقاط ‏الانطلاق والاستقبال،والعوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها من العوامل.ويمكن تصنيف ‏أنماط السياحة طبقا لما سبق على النحو التالي :‏

أ-السياحة الموسمية:‏
‏* السياحة الشتوية: بين شهري ديسمبر ومارس،وتشمل الاستمتاع بالثلوج والتزلج عليها في ‏المناطق الجبلية .‏
‏* السياحة الصيفية: وتتم في فصل الصيف.وتمارس هذا النمط من السياحة مجموعات الشباب ‏التي تستمتع بالإجازات الدراسية،وكذلك الموظفون بصفة عامة،ويعتبر هذا النمط ذروة المواسم ‏السياحة.‏
‏* سياحة المناسبات: كالاحتفال بالأعياد الدينية والوطنية و المناسبات الفنية والرياضية وهي محلية ‏الطابع عادة.‏

ب-السياحة المميزة:‏
‏* السياحة العلاجية: وقد ازدادت أهميتها مؤخرا،فكثير من الناس يسافرون إلى البلاد المتقدمة ‏للعلاج في المستشفيات والمنتجعات الاستشفائية أو المياه المعدنية وحمامات الطين والرمل أو ‏المناخ المميز أو مياه البحر .‏
‏* السياحة الدينية: وتشمل الحج والعمرة والزيارة الدينية أو المشاركة في بعض المناسبات الدينية.‏
‏* السياحةالاقتصادية:كزيارة المعارض الدولية التسويقية نظرا لما يصاحبها من أنشطة وتخفيضات ‏في الأسعار .‏
‏* السياحة الترويحية:و تضم مختلف الأنماط السياحية،وتهدف إلى توفير الراحة البدنية والنفسية.‏
‏* السياحة الرياضية:كالمشاركة في أو مشاهدة المسابقات الرياضية المختلفة،كالألعاب الأولمبية ‏وكرة القدم وغيرها،و الصيد 
البحري أو البري .‏
‏* السياحة السياسية:كالمشاركة في المؤتمرات الإقليمية والدولية والمهرجانات السياسية.‏
‏* السياحة الثقافية:وتتم بهدف الحصول على المعرفة والاطلاع الثقافي والتاريخي والاجتماعي ، ‏وتقوم بهذا النمط السياحي فئات محدودة من السياح من كبار السن والمتقاعدين غالبا.‏
‏* السياحة الاجتماعية:وهى سياحة داخلية في الغالب كزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء،وعادة ما ‏تجرى في موسم الإجازات و الأعياد أو للمشاركة في مظاهر اجتماعية مظهرية. ‏

ج- أنماط السياحة المتخصصة:‏
‏* السياحة الشاطئية:وهى من أهم أنواع السياحة في جميع أنحاء العالم ، حيث تتجه أعداد هائلة ‏من البشر إلى الشواطئ للاستمتاع بمياه البحر وأشعة الشمس والهواء العليل خلال موسم ‏الصيف،ويعتبر هذا النمط من أهم ما يميز كثيرا من الدول السياحية المتطورة في العالم.‏
‏* السياحة الريفية:وعادة ما تكون الظاهرات الطبيعية في الريف كالأنهار والبحيرات والغابات ‏والقرى البسيطة حيث يفد السائحون إلى هذه المناطق هربا من جو المدن ورغبة في الهدوء. ‏
‏* السياحة في المزارع:حيث يمتلك بعض سكان المدن الأغنياء مزارع على حواف المدن ، وعادة ‏ما يلجأ هؤلاء الناس إلى هذه المزارع في نهاية الأسبوع لقاء وقت هادئ في جو مختلف .‏
‏* السياحة البيئية:وهى نوع متخصص من السياحة،حيث يرغب بعض الناس في مشاهدة وتجربة ‏التواجد في بيئة طبيعية بكر وغير مطروقة نسبيا،وتشمل هذه البيئة محميات طبيعية ومحميات ‏للصيد أو مناطق الشعاب المرجانية أو الجبال الموحشة أو الغابات الكثيفة.ويشمل هذا النمط ‏السياحي مشاهدة حيوانات نادرة أو قبائل بدائية متوحشة في أدغال الامازون أو بابوا غينيا أو ‏أفريقيا.ويعتبر هذا النمط اقل تأثيرا على البيئة الطبيعية،وهي رحلات منظمة في موسم ‏العطلات،ولكنها مرتفعة التكاليف تُسَوّق تحت مسمى السياحة البيئية .‏
   وهناك عدد اخرمن تصنيفات أنماط السياحة، ولكنها لا تخرج عن الأطر التي تم تحديدها ‏آنفا(كامل،1975،ص42)،(الزوكة،1997،ص39)،(الصالح،141 4،ص40)،(يونس،1993،ص26)،(‏‎ Pearce,1989,P57‎‏) .‏

المبحث الثالث: أهمية وأثر السياحة:

  تعتبر السياحة صناعة هامة ذات نمو سريع ومصدراً مهماً للدخل في معظم الدول،ومجالا متناميا ‏لتوفير فرص العمل.وقد تزايدت أهمية السياحة بصفة ملحوظة خلال العقود القليلة الماضية،سواء ‏من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية.كما يلاحظ أن هناك تشعبا مطردا في الأنماط السياحية ‏المتوفرة.و أدى هذا التطور والنمو السياحي إلى إفراز عدد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية ‏والبيئية والتنموية المتباينة حجما وعمقا.ويعتقد، بصفة عامة،أن أهمية السياحة يمكن تلمسها من ‏كونها اكبر الصناعات الناشطة على مستوى العالم في والوقت الحاضر.‏
   و تمثل السياحة، أكثر من أي ظاهرة أخرى،نشاطا متداخلا وتمازجا بين عناصر اقتصادية وثقافية ‏واجتماعية وسياسية وبيئية،وهو ما يمكن ملاحظته عبر تزايد أهمية السياحة وحضورها الفعال في ‏حياة ومسيرة كثير من الدول والشعوب،والكم الهائل من الأبحاث والكتب والمقالات والتحقيقات ‏والنشرات والبرامج التي تتناول السياحة على صُعد ومستويات متعددة. ‏

‏3/1 السياحة والتنمية:‏
   للسياحة بصفة عامة أثارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية.وقد لوحظ في كثير من ‏الدول الدور المتزايد الذي تقوم به السياحة بصورة شاملة في مسائل التنمية الوطنية.كما أن كثيرا ‏من الدول تسعى إلى تفعيل الأنشطة السياحة بأساليب متباينة رغبة في تقوية دورها في قضايا ‏التنمية الوطنية.ويمكن ملاحظة المحاور الأساسية التي تؤثر فيها صناعة السياحة ضمن عمليات ‏التنمية وذلك على النحو التالي
أ)مساهمة السياحة في حصص متزايدة من رؤوس الأموال ‏الأجنبية الضرورية لبرامج التنمية الوطنية؛
(ب)قيام كثير من الشركات والمؤسسات السياحة بنقل ‏كثير من التطورات التكنولوجية من خلال العمليات السياحية المختلفة مباشرة من البلدان المتطورة ‏أو عن طريق التقليد مما يساهم في تعزيز عمليات التنمية الوطنية؛
(ج) تطوير القدرات والمهارات ‏الإدارية الوطنية؛
(د)توفير فرص عمل جديدة،وخفض حجم البطالة بين المواطنين؛
(هـ)إنشاء ‏علاقات متوازنة بين القطاعات الاقتصادية المختلفة وبين الخدمات السياحة في نفس البلد؛
(و)نتيجة ‏للاهتمام بتوزيع الخدمات السياحة بشكل متوازن على الأقاليم تتزايد الفرص التنموية الإقليمية ‏المتوازنة بين أقاليم البلد الواحد؛
(ز) تحسين ميزان المدفوعات عبر زيادة تدفق رؤوس الأموال ‏الأجنبية؛
(ح)زيادة القيمة المضافة والناتج القومي العام نتيجة للأنشطة السياحية؛
(ط) تحقيق تطور ‏اقتصادي واجتماعي يؤدي إلى استقرار سياسي أكبر، وهو ما يوفر ظروفا ملائمة لعمليات التنمية ‏الوطنية الشاملة(أبوقحف،1986،ص22-40)،(الزوكة،1997،ص258-270)،( ‏Pearce,1989,P191-210‎‏). فالسياحة انطلاقا من النقاط السابقة عبارة عن وسيلة تساعد على ‏تحقيق قدر اكبر من الانتعاش الاقتصادي،وسرعة تدوير رؤوس الأموال،وتفعيل المشاريع ‏الاقتصادية الداخلية،واجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية،وتوظيف العمالة الوطنية (تركستاني ‏،1992،ص257). ‏

‏3/2 السياحة والبيئة:‏
    لا يبدي كثير من الناس اهتماما يذكر بالعواقب السلبية على البيئة نتيجة لرغباتهم الجامحة في ‏الاستمتاع بالأنشطة السياحية.ومن الملاحظ أن هناك تباينا كبيرا في نظرة وتعامل وتفهم الأمم ‏والدول المختلفة لعملية المحافظة على البيئة بمختلف أشكالها.ففي بعض الدول المتقدمة يوجد ‏اهتمام ووعي كبيران بضرورة المحافظة على البيئة والحد من التأثير السلبي للأنشطة السياحية ‏عليها،على عكس ما هو سائد في الدول الأخرى.ورغم ذلك فان عدم الاكتراث وتدني الاهتمام ‏العام لدى الناس بتأثيرات السياحة والترويح بصورة عامة أدى إلى ضعف اهتمام المخططين ‏والمستثمرين السياحيين بالتأثيرات السلبية للسياحة (لافري،1987،265).‏
   وفي واقع الأمر فان كثيرا من هذه الآثار السلبية لصناعة السياحة ليست نابعة فقط من النشاط ‏السياحي و إنما من مصادر أخرى موازية،أهمها:الزيادة المتصاعدة في أعداد السكان على مستوى ‏العالم،وتطور وارتفاع مستويات التصنيع،وجهل شرائح كبيرة من البشر بمخاطر عمليات التغيير ‏البيئي المتصاعدة.هذه التغييرات البيئية الناجمة جزئيا من الأنشطة السياحية تقود إلى ظهور ‏ممارسات سياحية بحتة لا تخضع لاعتبارات المحافظة على البيئة،وهي نتيجة لعمليات تطوير ‏لصناعة السياحة بطرق لا تأخذ في الحسبان الآثار البيئية بعيدة المدى .‏
   ويمكن ملاحظة أربعة عناصر أساسية من حيث تأثيرها التدميري على البيئة كنتيجة للأنشطة ‏السياحية المختلفة .وتشمل هذه العناصر:أ)كثافة استخدام بعض المواقع السياحية،(ب)مدى قابلية ‏النظم البيئية المعرضة للاستخدام السياحي للتكيف ضمن ظروف تطوير صناعة السياحة،(ج)المدة ‏الزمنية التي تستغرقها عمليات التطوير السياحي وحجم آثارها على البيئة(د)طبيعة التحولات التي ‏تحدثها عمليات التطوير السياحي على البيئة .وتشير بعض الدراسات المتخصصة إلى ضرورة ‏الاهتمام بالقدرات الاستيعابية للمناطق والمواقع السياحية وأهمية أخذها في الحسبان بهدف حماية ‏وصيانة البيئة وتحديد درجة الاستخدام السياحي لهذه المناطق،خصوصا فيما يتعلق بالجانبين ‏الطبيعي والبشري للقدرات الاستيعابية للمناطق السياحية،التي تبدو في نظرنا محدودة ومحكومة ‏بحجم وخصائص مقوماتها الطبيعية والبشرية، على الرغم من الادعاء بأن السياحة تتصف ‏بإمكانات لا نهائية للاستيعاب القابل للتشبع بسبب الأنشطة الاقتصادية المتزايدة كما تؤكد بعض ‏المصادر (الخضيري،د.ت.،ص1).وإضافة إلى ذلك فان عمليات التطوير السياحي يتوجب عليها ‏الالتزام بالحدود المقبولة علميا وعمليا فيما يتصل بالمحافظة على البيئة،التي تمثل أهم المقومات ‏السياحة على مستويات متعددة.‏
  و تتلخص أهم المشاكل البيئية التي تفرزها الأنشطة السياحية في عدة نقاط أهمها:
أ)إعادة تشكيل ‏كثير من مظاهر البيئة كإنشاء الطرق،وإزالة الغابات،و إقامة أرصفة للشواطئ ‏وغيرها؛
(ب)النفايات والمخلفات التي تنتج من عمليات التطوير والأنشطة السياحية؛
(ج)الأنشطة ‏التي يقوم بها السياح والتي تمثل مخاطر متزايدة على البيئة الطبيعية البحرية والبرية؛
(د)التحركات ‏السكانية،وتتمثل في زيادة عدد السكان بشكل كبير في المواسم والمناطق والمقاصد ‏السياحية،وبشكل يفوق قدرتها على الاحتمال،وتزايد الأضرار البيئية الناجمة عن ‏ذلك(‏‎(Butler,1980,P7)(‎،(‏Cohen,1978,P228‎‏)،(‏S tround,1983,P307‎‏)،(‏Gartner,1996,P155‎‏)،(‏Lea,1 988,P55-6‎‏).‏

المبحث الرابع: السياحة والجغرافيا:

   الجغرافيا علم متعدد الجوانب والاهتمامات،كما أنها تركز في المرحلة المعاصرة على اتجاهات ‏محددة تشمل الجانبين الطبيعي والبشري،بالإضافة إلى الجغرافيا الإقليمية والمنهجية.كان التأكيد ‏جليا على الظواهر والعمليات والمواقع وعناصر البيئتين الطبيعية والبشرية.و أصبحت الجغرافيا ‏اليوم علماً جمعياً تركيبياً إلى درجة كبيرة،كما أصبحت الجغرافيا المنهجية بغية عدد متزايد من ‏الجغرافيين(‏Johnston,1983‎‏).الجغرافيا إذا حقل متحرك باستمرار سواء في اتجاهاته أو أدواته ‏في سعي المحموم للإجابة على التساؤلات والتخمينات العلمية المكانية.‏

‏4 /1 الجغرافيا السياحية:‏
   تهتم الجغرافيا بالدراسات السياحية من خلال تحليل أبعادها المكانية والإقليمية والبيئية،كما أنها ‏تدرس تطور مقوماتها وإمكاناتها المتاحة والمحتملة.فالجغرافيا تسعى إلى تناول مركب جمعي لعدد ‏كبير من العناصر السببية ضمن مفاهيم أو نماذج سلوكية تساعد على فهم أنشطة السياحة المعقدة ‏والمتباينة.ويعكس هذا الاتجاه الجغرافي العام في تناول ظاهرة السياحة تقديرا وتتبعا لكيفية استخدام ‏الإنسان للمصادر والموارد والأماكن المختلفة على سطح كوكب ‏الأرض(‏Mitchell&Murphy,1991,P65‎‏).وفي هذا الإطار فان الجغرافيا تهتم بالاعتبارات ‏التالية:‏
أ-الاعتبارات البيئية:يعتبر الجغرافيون البيئة،بشقيها،الوعاء الجمعي للأنشطة السياحة،وتبعا لذلك ‏يمكن تتبع العديد من الدراسات الجغرافية الخاصة بالمنتجعات الساحلية أو أنماط استخدامات ‏الأرض،أو تحديد المخصصات المالية لتطوير المنشئات السياحية،أو دراسة المشاكل الناجمة عن ‏الأنشطة السياحية في المناطق الحضرية والقدرات الاستيعابية بيئيا وبشريا لهذه الأنشطة.‏
ب-الاعتبارات الإقليمية:حيث يتجه بعض الجغرافيين إلى دراسة أهمية وشخصية وتميز المكان ‏،وما ينتج عن ذلك من تنوع مكاني سياحي يمثل في جوهره الدافع الأول للأنشطة السياحية،على ‏الرغم من محاولات جهات كثيرة إضفاء طابع نمطي محدد على السياحة.وتركز معظم الدراسات ‏الجغرافية في هذا الإطار على الدراسات التطبيقية لتطوير المناطق السياحة المميزة مكانيا .‏
ج- الاعتبارات المكانية:نظرا لان السياحة تعني السفر فان أبعادها المكانية غير خافية على ‏أحد.ومن هذا المنطلق ركزت بعض الدراسات الجغرافية للسياحة على الأبعاد المكانية بين المنبع ‏والمقصد الناجمة عن الأنشطة السياحية،وذلك من خلال تفحص وسبر غور عدد من المتغيرات ‏الجغرافية المتداخلة والتي تؤثر في حجم ومدى هذا التفاعل،كعدد السكان،ومستوي ‏الدخل،والمسافة،والموقع وغيرها.وتساعد مثل هذه الدراسات على التعرف على العوامل التي ‏تعوق عمليات التدفق السياحي بين مناطق معينة. ‏
د-اعتبارات تطورية:اتجهت بعض الدراسات الجغرافية في مجال السياحة إلى محاولة التعرف ‏على التحولات والاتجاهات السياحية عبر الزمن،وذلك من خلال تحليل عمليات التنمية الاجتماعية ‏وتنمية الإمكانات والمناطق السياحية،وفي هذا الصدد اعتبرت السياحة الجماهيرية تكيفا متنقلا ‏للبشر مع الضواغط والمتغيرات الحياتية(‏Mitchell&Murphy,1991,P59-63‎‏).‏

‏4 /2 مناهج الجغرافيا السياحية:‏
  نظرا للطبيعة التركيبية المعقدة للسياحة،وتعدد مناهجها وأنماطها وأهدافها،واهتمامها بأبعاد بيئية ‏وثقافية واجتماعية مختلفة،فقد تعددت المناهج الجغرافية لدراستها.وتتلخص أهم هذه المناهج فيما ‏يلي :‏
أ- المنهج الأصولي:ويركز على دراسة العناصر الطبيعية والبشرية التي تؤثر في صناعة وأنشطة ‏السياحة،كالموقع والسطح والمناخ والحياة الفطرية وأعداد السكان وتوزيعهم وعاداتهم وثقافتهم ‏ومنشئاتهم السياحية وغيرها.‏
ب- المنهج الإقليمي:ويهدف إلى تحليل الإطار الإقليمي للسياحة كالتوزيع المكاني للمرافق ‏السياحية، ومدى ارتباطها بعناصر البيئة الطبيعية والبشرية.‏
ج- المنهج الوظيفي:ويحلل التركيب الوظيفي للأنشطة السياحية،والعرض والطلب،والتباين ‏الإقليمي للسياحة وارتباطاتها بأنشطة إنتاجية أخرى.‏
د- المنهج الحرفي:ويدرس نشأة وتاريخ وتطور ومفاهيم وأنماط السياحة ومقوماتها الجغرافية ‏ودورها الاقتصادي. ‏

المبحث الخامس: الجغرافيا والسياحة السعودية:

   ساهمت الأبحاث الجغرافية في إثراء أدبيات الدراسات السياحية في المملكة العربية السعودية ‏خلال السنوات القليلة الماضية،وهناك العديد من المجالات البحثية المتاحة أمام الجغرافيين لتطوير ‏وزيادة مساهماتهم في الدراسات السياحية من خلال استخدام مفاهيمهم و أدواتهم ومناهجم ‏الجغرافية المتعددة.‏

‏5 /1 الدراسات الجغرافية السياحية السعودية:‏
  كثيرا ما ينظر الباحثون الجغرافيون إلى البيئة الطبيعية والبشرية كإطار تدور فيه الأنشطة ‏السياحية وما يمارسه الإنسان من تعديلات وتأثيرات على هذه البيئة .وقد تناول عدد محدود من ‏الجغرافيين هذه العلاقة الشمولية من جوانبه المختلفة.ويتمثل هذا التناول في ‏دراسة(الغامدي،1412)التي ركزت على تحديد مفهوم السياحة ومجالها والإمكانات السياحية ‏ومحدداتها في المملكة العربية السعودية؛واهتمت دراسة (الصالح،1414)بتحديد مقومات الجذب ‏السياحي بمدينة جدة وما هو مستغل منها و إمكانية الاستفادة والكشف عن مصادر أخري للجذب ‏السياحي بهذه المدينة.وحاول(إبراهيم،والريماوي،1412)إبراز الموارد الطبيعية والبشرية ‏للسياحة في إقليم عسير؛كما اتجه(الريماوي،1412)إلى وصف وتحليل وتفسير التوافق بين ‏المتغيرات الاجتماعية والثقافية والمكانية وعدد مرات الزيارة لمرتادي منتزه عسير الوطني ‏شتاءً.ومن المحاولات الجغرافية المهمة لدراسة السياحة السعودية ‏دراسة(القحطاني،وآخرون،1997)التي تناولت المفاهيم المختلفة للسياحة ومناهج دراستها ‏ودوافعها ومعوقاتها،كما اهتمت الدراسة بالجوانب التطبيقية للسياحة في منطقة عسير والتعرف ‏على خصائص السائحين بها واتجاهاتهم،وخلصت إلى ضرورة تبني صياغة استراتيجية وطنية ‏وإقليمية للسياحة بالمملكة العربية السعودية.وحاول(إبراهيم،1992)استعراض مقومات السياحة ‏وخصائصها في منطقة عسير و أشار إلى افتقار التنسيق التخطيطي بين القطاعات السياحية ‏بالمنطقة وضرورة معالجة هذا الخلل.وتناولت دراسة(أبو داود،1998) تصنيف وتوزيع عدد من ‏الخدمات الترويحية بمدينة جدة،و أشارت الدراسة إلى الطبيعة العشوائية لتوزيع هذه ‏الخدمات.وبين(جستنية،1408)مستوى الاستخدام الترويحي لكورنيش جدة ونوعية الخدمات ‏المتوفرة به وخلص إلى تحليل مستوى الاستخدام من قطاع إلى آخر.كما تناول(بكر،1408)تطور ‏الخدمات الترويحية بمدينة جدة من خلال تطورها العمراني على فترات زمنية متعاقبة.وبالإضافة ‏إلى ما تقدم فهناك عدد من الدراسات الجغرافية السياحية عن المملكة العربية السعودية ومن ‏ضمنها:دراسة(الجخيدب،1412)عن العلاقة بين المناخ وراحة الإنسان في منطقة ‏عسير؛ودراسة(إبراهيم،والقحطاني،1414)عن تنمية السياحة في مدينة ‏أبها؛ودراسة(القحطاني،1999)عن حجم وخصائص المصطافين في عسير؛ودراسة(القحطاني،و ‏ابراهيم،1419)عن أهمية الدراسات التطبيقية في مجال السياحة. ‏

‏5 /2 مجالات مساهمة الجغرافيا في الدراسات السياحة السعودية:‏
  نظرا لتعدد المناهج الجغرافية السياحية،فانه يمكن للمهتمين بهذا الجانب المساهمة في دفع ‏الدراسات الجغرافية في المملكة العربية السعودية إلى آفاق ومجالات جديدة وتطويرها مساهمة في ‏تطور هذا القطاع الحيوي وذلك ضمن المناحي التالية:
أ) الجوانب الاقتصادية:ويمكن من خلالها ‏دراسة الأقاليم والمواقع السياحية و إبراز مقوماتها البيئية وتحليل خصائصها ومنشئاتها وبيان اوجه ‏التشابه والاختلاف بينها؛
(ب) دراسة العناصر الطبيعية للسياحة:كأشكال السطح والموقع والمناخ ‏والتربة والنبات والحيوان وإمكانات استخدامها السياحي؛
(ج) دراسة العوامل البشرية:كعدد السكان ‏وتوزيعهم وكثافتهم وعاداتهم وتقاليدهم ونظمهم الاقتصادية بهدف تحديد مستويات وإمكانات السياحة ‏المتاحة والتعرف على المشاكل التي تواجهها؛
(د) دراسة وحدات الإنتاج السياحي: ممثلة في ‏المنشئات السياحية ونظم ملكيتها ومستويات الأيدي العاملة وأساليب التشغيل السياحي،والأسواق ‏السياحية كمصدر ومقصد،ودورها في التجارة الخارجية؛
(هـ) دراسات حالة تفصيلية:لمراكز ‏سياحية معينة،لابراز دورها ومعرفة مشكلاتها وكيفية حلها؛
(و) مقارنة عدد من المراكز ‏السياحية:لتبيان التماثل الجغرافي ومستويات استغلال البيئتين الطبيعية والبشرية؛
(ز) دراسة ‏التركيب الوظيفي:للمراكز السياحية،وتوزيعها الجغرافي والمسافات التي يقطعها مرتادوها،وأنماط ‏استخدامات الأرض،ورصد نتائج هذه الدراسات على السياحة في الريف وعلاقة ذلك بالمراكز ‏الحضرية؛
(ح) دراسة الموارد والمؤسسات والأفواج السياحية: وعلاقاتها بالوسط الجغرافي ‏بعامة،مع التركيز على الدراسات الإقليمية؛
(ط) دراسة الأماكن الأثريةوالحضارية:والاضطرابات ‏السياسية والأمنية،والرسوم والإجراءات الجمركية ومعرفة آثارها المحتملة على ‏السياحة؛
(ي) إثراء الدراساتالجغرافية:باستخدام:المفاهيم المتعددة للسياحة عن طريق جمع ‏وتصنيف وتخزين واستعادة وتحليل وعرض المعلومات والبيانات السياحية وذلك باستخدام نظم ‏المعلومات الجغرافية(‏G.I.S.‎‏)،والاستفادة من نظم الاستشعار عن بعد،واستخدام الحاسوب في ‏رسم الخرائط والأشكال،والاعتماد على الطرق والأساليب الإحصائية والرياضية،كلما كان ذلك ‏ضروريا،في مجالات التخطيط والإدارة والترويج ‏السياحي(القحطاني،‎,‎وآخرون،1417،ص78)؛(الزوكة،1997 ،ص75)؛(يونس،1993،ص22)‏؛(‏Pearce,1991,P5‎‏)؛(‏Smith ,1983,P14‎‏). ‏

خاتمة:

  السياحة صناعة وعلم متصاعد الحركة والاتساع نمطا وأسلوبا ووسيلة وغاية.في سعيها الدؤوب ‏ومحاولاتها المتعددة لبلورة صيغة مركبة تعكس المتغيرات والعوامل السببية،وصولا إلى بناء نماذج ‏تحلل وتفسر السلوك السياحي بكافة أبعاده وتبعاته ضمن أطر مكانية وزمنية.للسياحة مفاهيم وانماط ‏وأساليب و أهداف ودوافع متعددة كما أنها سلوك أنساني ضمن وعاء بيئي معقد المعالم والسمات، ‏سلوك يبدو أحيانا بطيئا وغير منتظم.‏
  ورغم قصر المدة التي انطلقت فيها الدراسات الجغرافية السياحية بالمملكة العربية ‏السعودية،وتركيزها على نحو محدود على علاقات الإنسان بالبيئة،فان تطورا ملحوظا يمكن ‏تلمسه،كما أن هناك الكثير الذي يمكن توقعه من الجغرافيين المتخصصين وبالتعاون مع الآخرين ‏في العلوم الاجتماعية الأخرى.‏
  إن الجغرافيين بالمملكة العربية السعودية مدعون إلى صياغة نموذج أو نماذج عامة لاستخدامات ‏الأرض في ما يتصل بالمنتجعات والمراكز السياحية،نماذج يمكن من خلالها تفهم العلاقة بين ‏الظواهر الطبيعية والبشرية والاستخدامات والأنماط السياحية المتنوعة.وتبدو البيئة السعودية من ‏خلال علاقتها بالتطور السياحي في البلاد بحاجة إلى جهود الجغرافيين لدراسة كيفية المحافظة ‏عليها من خلال تطبيق بعض المفاهيم والأنماط التي تناولتها هذه الدراسة.دراسة القدرات ‏الاستيعابية،طبيعيا وبشريا،للمناطق والأقاليم السياحية في المملكة العربية السعودية، تعتبر مهمة ‏أخرى تنظر جهود الجغرافيين نظرا لأهمية عملية التوازن في الاستخدام السياحي بما يتلاءم مع ‏القدرة الاستيعابية والحفاظ على البيئتين الطبيعية والبشرية.إن اهتمامات الجغرافيين البيئية تعتبر ‏جزءا مهما من الدراسات الجغرافية،وفي هذا المجال فان دراسة عمليات التطور السياحي ضمن ‏إطار مكاني زمني يساعد في عمليات اتخاذ القرارات التطورية للسياحة في الإقاليم المختلفة بحيث ‏لا تؤثر هذه القرارات على الخيارات البيئية المستقبلية .ويمكن للجغرافيين استخدام نموذج ‏الجاذبية،على سبيل المثال،للتعرف على الرحلات السياحية المحتملة بين إقليمين أو مركزين بحيث ‏يمكن التنبؤ بعدد السياح المسافرين من منشأ إلى مقصد معين. كذلك يمكن استخدام المنهج ‏الاقتصادي لدراسة كيفية استخدام السياحة في إقليم ما كقاعدة ومحرض للتنمية الاقتصادية ‏والاجتماعية وكيفية حماية مثل هذه المناطق السياحة والمحافظة على خصوصيتها وتفردها ‏الثقافي.وفي النهاية فان الجغرافيا كعلم تركيبي يمكن أن تلعب دورا محورا للقيام بأبحاث سياحية ‏متعددة الجوانب والأهداف.‏
  وختاما تخلص هذه الدراسة إلى أن السياحة سلوك إنساني مكاني ينشد التغير والمتعة البدنية ‏والنفسية في حدود القيم الإنسانية المتفاوتة من مجتمع إلى آخر.دافعها الرغبة والفضول ‏والمعرفة،و أنماطها متباينة ، ومناهج دراستها متعددة ، ومفاهيمها ذات أبعاد متفاوتة الأهمية ‏والاتساع.و تمارس السياحة أعداد متزايدة من البشر ، مداخيلها متصاعدة،ونتائجها التنموية متسعة ‏الجوانب والأثر،وان كانت سلوكا ترويحيا في جوهره،فبالإمكان استخدمها كوسيلة تنموية متعددة ‏الآفاق.ولتأثيراتها البيئية جوانب إيجابية وسلبية.وقد أصبحت السياحة كصناعة عصرية غاية كثير ‏من الناس على اختلاف طبقاتهم.و مما لا شك فيه أن الاحتمالات التطورية للسياحة في المملكة ‏العربية السعودية تبدو كبيرة ،ومساهمة الدراسات الجغرافية في هذا الاتجاه يمكن أن تكون رافدا ‏طيبا في دفع وتطوير السياحة كوسيلة للتنمية الوطنية والإقليمية بالبلاد.إن تطور السياحة بالمملكة ‏العربية السعودية وتزايد مشاريع الاستثمار بها واتساع أنماطها يتطلب أن تكون قائمة على ‏دراسات علمية تساهم في استقرار الموازين الاقتصادية(أمانة مدينة جدة،1409،ص20)،وتقليص ‏التدفق السياحي السعودي إلى الخارج،وإيجاد فرص عمل جديدة،وتحقيق درجات أعلى من تشغيل ‏الموارد الوطنية بالمملكة العربية السعودية.إن هذه الأهداف المتوخاة ليست مسؤولية جهات ‏بعينها،و إنما هي مسؤولية كل القطاعات الحكومية والأهلية بكافة مستوياتها.‏

مراجع الدراسة

المراجع العربية:‏

‏1-إبراهيم،أحمد حسن،(1992)،السياحة في إقليم عسير، مجلة البحوث والدراسات ‏العربية،العدد20،ص ص135-169.‏
‏2-إبراهيم،عبد المنعم،و حسين الريماوي،(1412)،تناول شمولي لتطوير السياحة بإقليم ‏عسير،الندوة الجغرافية الرابعة ،جامعة أم القرى.‏
‏3-إبراهيم،عبد المنعم،ومحمد القحطاني،(1414)تنمية السياحة في منطقة ابها،الندوة الجغرافية ‏الخامسة،جامعة الملك سعود.‏
‏4-أبو داود،إسماعيل،(1420)،صناعة السياحة ومرتكزات النجاح،مجلة التجارة،العدد 473،ص ‏ص5.‏
‏5-أبوداود،عبد الرزاق،(1998)،تصنيف وتوزيع الخدمات الترويحية بمدينة جدة،مجلة البحوث ‏والدراسات العربية،العدد29،ص ص241-284.‏
‏6-أبو قحف،عبد السلام،(1986)، صناعة السياحة في مصر ، المكتب العربي الحديث"، ‏الإسكندرية.‏
‏7-الاقتصاد والأعمال،(1999)، الاصطياف في الخليج ،مجلة الاقتصاد والأعمال،العدد 26،ص ‏ص 236 .‏
‏8-أمانة مدينة جدة،(1409)،مشروعات استثمارية مقترحة بمدينة جدة ،أمانة مدينة جدة ،جدة.‏
‏9-بكر،سيد،(1408)، الخدمات الترويحية في مدينة جدة ، بحث مدعم، مجلس البحث ‏العلمي،جامعة الملك عبد العزيز.‏
‏10-بن عبد العزيز،مشعل بن ماجد،(1420)،حديث حول جدة والسياحة،مجلة أهلا وسهلا،العدد ‏‏7،ص ص22-24.‏
‏11-تركستاني،حبيب الله،(1992)،اتجاهات سلوك السائح السعودي نحو السياحة ‏الداخلية،دراسات الخليج والجزيرة العربية،العدد91 257ص ص-88.‏
‏12-الجخيدب،مساعد،(1412)،المناخ وراحة الإنسان بمنطقة القصيم،الندوة الرابعة لأقسام ‏الجغرافيا،جامعة أم القرى.‏
‏13-جستنية،أسامة،(1408)، مستوى الاستخدام الترويحي بكورنيش جدة ،بحث مدعم،مجلس ‏البحث العلمي،جامعة الملك عبد العزيز.‏
‏14-حافظ،بسمه محمد،(1407)، المشاكل الإدارية بالمنشآت السياحية ،الغرفة التجارية ‏الصناعية بجدة.‏
‏15-الخضيري،محسن،(د.ت.)، التسويق السياحي ، مكتبة مدبولي، القاهرة.‏
‏16-دار المشرق ، (1997) ، المنجد في اللغة والأعلام ، دار المشرق، بيروت .‏
‏17-روبنسون،هـ.،(1985)،جغرافية السياحة، دار المعارف،القاهرة ، ترجمة محبات فؤاد.‏
‏18-الريماوي،حسين،(1412)،التنـزه والسياحة في منتزه عسير الوطني شتاءً،مجلة جامعة ‏الملك سعود،العدد 5 ، ص ص615-648.‏
‏19- الزوكة ،محمد خميس،(1997) ، صناعة السياحة من المنظور الجغرافي ، دار المعرفة ‏الجامعية، الإسكندرية.‏
‏20- الشرق الاوسط،13/2/2000،العدد 7477.‏
‏21-الصالح،سميرة ،(1414)،مقومات الجذب السياحي في مدينة جدة،رسالة ماجستير غير ‏منشورة،قسم الجغرافيا،جامعة الملك عبد العزيز.‏
‏22- صحيفة الاقتصادية ،(1/3/1415)، العدد 453.‏
‏23-الغامدي،عبدالعزيز صقر،(1412)،إمكانيات التنمية السياحية بالمملكة العربية ‏السعودية،الندوة الرابعة لأقسام الجغرافيا ،جامعة أم القرى.‏
‏24-القحطاني،محمد،(1999)، حجم التدفق السياحي وخصائص المصطافين بمنطقة ‏عسير،مركز النشر العلمي ، جامعة الملك سعود.‏
‏25- القحطاني ، محمد مفرح،و محمد أرباب،وعبد المنعم إبراهيم،(1997)،السياحة:الأسس ‏والمفاهيم، دار العلم، جدة.‏
‏26-القحطاني،محمد،وعبدالمنعم ابراهيم،(1419)،أهمية الدراسات التطبيقية في مجال ‏السياحة،الندوة الجغرافية السادسة،جامعة الملكعبد العزيز.‏
‏27-كامل،صالح،( 1419)،معوقات تنمية السياحة في المملكة العربية السعودية،ندوة تنمية ‏السياحة بمنطقة مكة المكرمة، إمارة مكة المكرمة.‏
‏28-كامل ، محمود ،(1975) ، السياحة علما وتطبيقا ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.‏
‏29-كفافي،حسين،(1991)، رؤية عصرية للتنمية السياحية في الدول النامية ،الهيئة العامة ‏المصرية للكتاب، القاهرة.‏
‏30-لافري،باتريك،(1987)، جغرافية الترويح ،دار الفكر العربي ، القاهرة ، ترجمة محبات ‏الشرابي.‏
‏31-يونس،فضل أحمد ، (1993)، الجغرافيا السياحية ،دار النهضة العربية ،بيروت.‏

المراجع غير العربية:‏

‎1-Butler,R., (1980), The Concept of Tourist Area Cycle Evolution : ‎Implication For Management of Resources, Canadian Geographer ,Vol. ‎‎24,No.(1),PP.5-12.‎
‎2-Cohen,E.,(1978), The Impact Of Tourism On The Physical ‎Environment, Annals of Tourism Research ,VOL. 5,No.(2),PP.215-237.‎
‎3-Gartner,William,C.,(1996), Tourism Development, VanNostrand ‎Reinhold , New York.‎
‎4-Jafari ,J.,(1977) , Editor Page , Annals of Tourism Research ,Vol.5 , PP. ‎‎6-11.‎
‎5-Johnston,R.J.,(1983), Geography And Geographers, Edward Arnold, ‎London.‎
‎6-‎Hudman,Lloy&RichardJackson,(1999),GeographyofTravel&Tourism,Del‎mar Publishers, Albany.‎
‎7-Lea,John,(1988), Tourism And Development In The Third ‎World,Routledge London.‎
‎8-‎Mclntosh,R.,C.Goeldner,andB.Ritchie,(1994),Touris m:Principles,PracticeAnd Philosophies, John Wiley& Sons,New York.‎
‎9-Mitchell,L.S.,&Murphy,P.E.,(1991), Geography And Tourism, Annals ‎of Tourism Research,Vol.18,pp.57-70.‎
‎10-Pearce,D.,(1989), Tourist Development,Longman Scientific & ‎Technical,London.‎
‎11-Pearce,D.,(1991), Tourism Today: A Geographical Analysis ‎‎,Wiley&Sons, N.Y.‎
‎12-Smith,S.L.J.,(1983), Recreation Geography, Longman, New York .‎
‎13-Smith,l.J.S,(1990), TourismAnalysis, Longman Scientific& Technical, ‎London.‎
‎14-Stround,H.,(1983),Environmental Problems Associated With Large ‎Recreational Subdivisions , Professional Geographers,Vol. 35 ,PP. 303-‎‎313.‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا