مفهوم السياحة وأهميته وإمكان تطبيقه على المملكة العربية السعودية
أ.د. عبد الرزاق بن سليمان بن أحمد أبوداود
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
جامعة الملك عبد العزيز
مجلة ملف العقيق، المجلد (16) ، العدد (32-31) ، ص: 29-49.
المبحث الأول:
مقدمة:
يتناول الباحث في هذا المبحث الأبعاد الأساسية للدراسة التي تتضمن: تمهيدا أوليا،ومشكلة البحث وأهميته وأهدافه،بالإضافة إلى أسلوب الدراسة ومنهجيتها وتنظيمها.
1/1 تمهيد:
خلال الثلاثين عاما الماضية شهدت المملكة العربية السعودية تطبيق ست خطط إنمائية متعاقبة،والتي أثمرت بدورها في تحقيق نقلة حضارية وتنموية عالية،سواء في مداها أو محورها أو مرتكزاتها.وقد تمخض عن ذلك عدد كبير من المشاريع والمنجزات المتعددة في البنية الأساسية والمرافق العامة والخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية وغيرها في البلاد.وقد اعتمدت الحكومة السعودية في تنفيذ هذه الخطط العملاقة على مصادر دخل متحصلة من عمليات بيع البترول السعودي ومشتقاته،والذي حقق للبلاد مداخيل عالية من الموارد المالية.
وقد كان من الطبيعي أن تواجه المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول المصدرة للبترول انخفاضا في أسعاره ومن ثم مداخيلة نتيجة لمتغيرات اقتصادية وسياسية عالمية متباينة بين الحين والآخر.وفي ظل هذه الأوضاع فقد كان من المنطقي بل والضروري أن تتجه المملكة العربية السعودية إلى البحث عن مصادر بديلة للدخل الوطني في سبيل تحقيق تنمية وطنية متوازنة ومستمرة،وبخاصة في ظل تزايد أعداد السكان بنسب عالية.
وقد ظهر جليا في السنوات الأخيرة سعي الحكومة السعودية إلى تنشيط الحركة السياحية في البلاد و تهيئة السبل والوسائل أمامها لكي تصبح مصدرا من مصادر الدخل الوطني،حيث إن المملكة العربية السعودية تحظى بوفرة كثير من المقومات الأساسية اللازمة لقيام صناعة سياحية ناجحة كالمواصلات والاتصالات والفنادق والشقق المفروشة والملاهي والآثار والمنتزهات والشواطئ وغيرها من مقومات الجذب السياحي المهمة كالأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة،بالإضافة إلى المواقع التاريخية.ويجب الإشارة إلى أن النظرة السعودية إلى قطاع السياحة قد شهدت تغيرا وتطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة بحيث اعتبرت صناعة عصرية متطورة في أساليبها وخططها وأهدافها وكيفية الاستفادة منها في عالم اليوم (بن عبدالعزيز،1420،ص23).ويجسد هذا الاتجاه تغييرا مهما في الاقتصاد السعودي وسعيه الحثيث نحو تنويع مصادر الدخل الوطني والانفكاك،ولو جزئيا ،من حلقة النفط وتذبذب أسعاره وتقلبات أسواقه(الاقتصاد والأعمال،1999،ص26).
إن التعرف على مفاهيم السياحة وأهميتها كمصدر للدخل الوطني في المملكة العربية السعودية تتضاعف إذا عرفنا أن حوالي 80% من السياح السعوديين المحتملين يقضون إجازاتهم خارج المملكة ( الاقتصادية : 3/1/1415)،في حين أن هناك مصادر تقدر حجم ما ينفقه السياح السعوديون أثناء عطلاتهم الصيفية التي يقضونها خارج البلاد يقدر ما بين 18- 25 مليار دولار (كامل ، 1419،ص1) ؟!!.
1/2 مشكلة الدراسة:
عادة ما تسعى حكومات الدول الناهضة إلى البحث عن مصادر جديدة للدخل الوطني لتضمن توفر مصادر كافية لتنفيذ برامجها التنموية كما أن عدم الالتفات إلى البحث عن هذه المصادر البديلة خلال فترات الطفرة الاقتصادية،قلل من فرص بعض الدول في تطوير مصادر بديلة في ظل المنافسة الدولية في العديد من المجالات ومن ضمنها السياحة.وتنظر كثير من دول العالم إلى السياحة كأحد المصادر الرئيسة للدخل بل والمصدر الأهم والأولى بالرعاية والتطوير لأن السياحة صناعة لها مقوماتها واستراتيجياتها لكي تبدو متكاملة وتؤتي ثمارها (أبو داود،1420،ص5).إن عدم توفر وعي وإدراك متكامل بمفاهيم السياحة وأهميتها كصناعة ومصدر للدخل الوطني ومحرك للتنمية الوطنية،ومعرفة أبعادها الجغرافية سيؤدي إلى تفهم اكبر للدور الذي يمكن أن تقوم به السياحة ودورها كقطاع اقتصادي وثقافي يمكن أن يساهم في تحقيق تنمية متوازنة ومستمرة .وتجدر الإشارة إلى أن التنمية السياحية بمفردها لن تحقق تطورا وتنمية اقتصادية،و إنما لكي تقوم بدورها المأمول ،يجب ربطها بأنشطة اقتصادية أخرى(حافظ،1407،ص55).
إن المشكلة التي تناولتها هذه الدراسة تكمن في محاولة التعرف على المفاهيم المتباينة والحديثة للسياحة وأهميتها وخصائصها وسماتها وعلاقتها بالعلوم الجغرافية و إمكان تطبيق بعض المفاهيم السياحية الملائمة على المملكة العربية السعودية والدور الذي يمكن أن تقوم به الدراسات ذات الصبغة الجغرافية في هذا المجال .
1/3 أهمية الدراسة :
تنبع أهمية هذه الدراسة من أنها تسعى إلى التعمق في إدراك مفهوم السياحة وتفهم أهميتها وعلاقتها بعلوم الجغرافيا،و يمكن في ضوء ذلك اعتبارها مساهمة استرشادية في محاولة التعرف على الإمكانيات ووضع الأسس العامة والتفصيلية لمزيج أو نسق سياحي سعودي يستند إلى خلفية معرفية متكاملة بالدور الذي تمكن أن تلعبه صناعة السياحة بأنماطها المختلفة،كمصدر من مصادر الدخل الوطني،وسوق لتوفير فرص عمل إضافية للأعداد المتزايدة من المواطنين السعوديين الباحثين عن العمل .
1/4 أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى:
1- معالجة وتحليل مفاهيم وأنماط وتطور السياحة وأهميتها كمصدر للدخل الوطني .
2- تناول العلاقة بين السياحة و الجغرافيا ومساهمات الجغرافية في السعودية في هذا الإطار .
3- التعرف على آثار السياحة تنمويا وبيئيا.
4- التعرف على إمكان تطبيق بعض المفاهيم السياحة على المملكة العربية السعودية .
1/5 أسلوب الدراسة ومنهجيتها :
في سبيل تحقيق أهداف هذه الدراسة أُستخدم المنهج الوصفي التحليلي والذي يستند في طرحه إلى جانبين رئيسين من المصادر أ)الدراسات والأبحاث المتعلقة بمفاهيم السياحة وأهميتها وعلاقتها بالعلوم الجغرافية؛(ب)الدراسات والأبحاث السياحية النظرية والتطبيقية عن السياحة في المملكة العربية السعودية.
1/6 تنظيم الدراسة:
تشتمل هذه الدراسة على ستة مباحث أساسية،حيث يستعرض المبحث الأول الإطار العام للدراسة والذي يضم تمهيدا عاما ومشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها وأسلوبها ومنهجيتها وتنظيمها،ويغطي المبحث الثاني مفهوم السياحة وتعريفاتها المختلفة وتطورها،ويتطرق المبحث الثالث إلى أهمية السياحة الاقتصادية وعلاقتها بالتنمية والبيئة وأنماطها المختلفة،ويتناول المبحث الرابع العلاقة بين الجغرافيا و بين السياحة والمناهج الجغرافية لدراسة السياحة،ويستعرض المبحث الخامس بعضا من الدراسات الجغرافية السياحية السعودية والمجالات المستقبلية المتاحة في هذا المجال،وفي الخاتمة يتم تناول ما خلصت إليه الدراسة.
المبحث الثاني: مفهوم السياحة:
1/2 تعريف السياحة:
السياحة لغة هيالتجوال في البلاد للتنـزه أو الفرجة أو غير ذلك (المنجد،1997،ص368).فالسياحةTourism من الناحية اللغوية ضرب في الأرض ابتغاء أغراض تتعلق بالتنـزه والاطلاع والاستجمام وقضاء وقت ممتع .
والسياحة في مفهومها الواسع هي ممارسة إجازة عن العمل بعيدا عن مكان الإقامة المعتاد الذي يسكنه الإنسان.كما أنها من ناحية أخرى عبارة عن زيارة مكان آخر غير مكان السكنى الذي اعتاد الإنسان الإقامة به لفترة تزيد على أربع وعشرين ساعة. السياحة بهذه الصيغة تشمل أناسا يسافرون لأسباب لا تتعلق بالعمل الذي اعتادوا القيام به.وفي الحقيقة فان معظم التعريفات التي تحاول صياغة مفهوم محدد للسياحة عموما ركزت بصورة أساسية على الأبعاد المكانية للسياحة،وذلك من خلال التركيز على أن السائح هو ذلك الشخص الذي يتحرك لمسافة ما بعيدا عن منزله أو موطنهولمسافات معينة كما تري مفوضية السياحة الأمريكية مثلا.وفي واقع الأمر فان الأبعاد المكانية للسياحة ليست كافية في حد ذاتها لتحديد مفهوم جامع مانع لها.
وقد حاول ماكلنتوشMclntosh أن يُعرّف السياحة بأنها"مجموعة ظواهر وعلاقات تنتج من التفاعل بينالسياح ومقدمي الخدمات السياحية والبلدان أو المناطق المضيفة والمجتمعات المقصودة التي تعمل على اجتذابواستضافة السياح والزائرين"(Mclntosh & et al ,1995,P 6 ).
ويرى فرويلرFreuler أن السياحة ليست إلا"ظاهرة من ظواهر عصرنا تنبثق من حاجتنا المتزايدة إلى الراحة وتغير الجو المحيط بنا،و مولد إحساس محبب بجمال الطبيعة والشعور بالبهجة والمتعة من خلال الإقامة في مناطقلهاطبيعتها الخاصة"(كامل،1975،ص13).في حين أن كفافي يعتقد أن السياحة بمفهومها المعاصر،كأحد الأنشطة الطبيعية الترفيه الهامة للإنسان، هىمجموعة متكاملة"من العلاقات والظواهر الناشئة عن الرحلات والإقامة المؤقتة لاناس يسافرون أساسا لاجل تزجية الوقت أو بغرض الترفيهأو الاستشفاء وليس بغرض الإقامة الدائمة"(كفافي،1991،ص15).ولا يختلف بيرسPearce كثيرا عن كفافي في تصوره مفهوم السياحة،فيؤكد على أن السياحة تتبلور من خلال"العلاقات والظواهر الناتجة من الرحلات والإقامة المؤقتة للناس المسافرين بهدف رئيس يتمثل فيالاستجماموالترفيه"(Pearce,1989,P1).إن السياحة،طبقا لهذا الفهم،هي نشاط متعدد الوجوه،مركَّب جغرافيا،نظرا لطبيعة الخدمات المطلوبة والمتوفرة على مستويات متباينة،سواء عند نقاط انطلاق أو انتهاء الرحلات السياحية.وتبعا لذلك فإنه من الممكن اعتبار السياحة ظاهرة ونشاطا له أبعاده الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية،وتنبثق اعتمادا على ثلاثة محاور أساسية
أ)حركة الناس بين مكانين أو أكثر؛
(ب)الزمن الذي تستغرقه هذه الحركة؛
(ج) الغرض أو الهدف من الحركة المكانية.
وتفهم ظاهرة السياحة من خلال المحاور السابقة يقود إلى إدراك محدد بان السياحة لا تتضمن الأنشطة الاعتيادية التي يمارسها الناس من خلال العمل أو اللعب،كما أنها لا تشمل ممارسة أنشطة استجمامية أو استطلاعية تقع في منطقة غير بعيدة عن مكان إقامة من يمارسها،أو أنها تقع ضمن محيطه الحضري،بحيث يستطيع الوصول إلى هذه الأنشطة في نفس اليوم.وهناك من يؤكد على أن المقصود بالسياحة أو النشاط السياحي هو التنقل من بلد إلى بلد آخر طلبا للتنـزه أو الاستطلاع أو الكشف(الزوكة ،1997،ص13).كما أن الأنشطة السياحية بصفة عامة تنتج عن دوافع طبيعية واقتصادية واجتماعية وبشرية ونفسية (كفافي،1991،ص16).
ويعتقد جافري Jafariأن السياحة هي دراسة الإنسان بعيدا عن البيئة التي يستوطنها،وهى الصناعة التي تتجاوب مع حاجاته الترفيهية و الاستجمامية،ومن خلالها يمارس الإنسان عملية تتراكم خلالها بصماته وتأثيراته على البيئة،وصناعة السياحة في النهاية هي مجمل مركب للبيئة الاجتماعية والطبيعية والثقافية(Jafari,1978,P8).ويبدو أن هذا المفهوم لظاهرة السياحة يميل كثيرا إلى الجوانب الأكاديميةللسياحةكعلم قائم بذاته.وعلى العكس من ذلك فإن جارتنر Gartner يشير إلى أن السياحة تفاعل نشط يحدث عندما يغير الإنسان مكان إقامته الطبيعي ويهدئ من سرعته ونبض حياته،أي أن الإنسان ببساطة،عندما ينطلق سائحا في هذا العالم الفسيح،يغير مكان تواجده وحالته المزاجية والنفسية(Gartener,1996,P7).وقد عرفها مؤتمر الأمم المتحدة للسياحة بأنها"مجموع الأنشطة الصناعية والتجارية التي تنتج السلع والخدمات التي يستهلكها الزوار الأجانبوالسياحالمحليون”،في حين أن الهيئة الكندية الوطنية للمعلومات السياحية تُعرّف السياحة بأنها"مجموع السلعوالخدمات التي تلبي حاجات المسافرين خارج نطاق إقامتهم"(Smith,1990,P33).وتحدد الجهات الأسترالية المسؤولة السياحة بأنها القيام بالسفر من بلد إلى آخر لفترة لا تتجاوز ستة أشهر بدون أن تحدد هدفا معينا لهذا السفر((Smith,1983,P27.
ويمكن تقسيم السياحة إلى نمطين أساسين:السياحة خارجيةحسب المفهوم الدولي وتتمثل في الانتقال المؤقت للأفراد من دولة الإقامة الدائمة إلى دولة أخري ليوم واحد على الأقل وليس بهدف العمل،وإنما بهدف الاستجمام أو ممارسة الرياضة والترويح وخلاف ذلك من الأنشطة الترفيهية. السياحة الداخلية وهي عبارة عن انتقال مؤقت لأكثر من أربع وعشرين ساعة إلى مكان آخر داخل الدولة خلاف مكان الإقامة الدائمة ولنفس الأسباب السابقة(يونس،1993،ص24).و ربما يكون التعريف العملي الاشمل للسياحة ما أقترحه إيرك كوهنErik cohen الذي وصف السياحة بأنها"سفر طوعي مؤقت، للحصول على المتعة من خلال التجديد والتغيير الذي يشعر به السائح في رحلة متكاملة وطويلة نسبيا بين المنشأ والمقصد السياحي"((Lea , 1988,P4.
ويلاحظ تعدد وتباين تعريفات السياحة،بحيث أن بعض الدراسات خلصت إلى وجود ما يقارب 80من تعريفا مختلفا للسياحة(القحطاني،وأرباب،وإبراهيم،1997،ص7).وتبعا لذلك تبرز مجموعة من المفاهيم الأساسية للسياحة أهمها:
1- مفاهيم تعالج الأبعاد الجغرافية للسياحة (محليا وخارجيا) .
2- مفاهيم تتناول الأبعاد الزمنية للسياحة .
3- مفاهيم تهتم بوسائل المواصلات التي يستخدمها السائح في تنقلاته .
4- مفاهيم تتعلق بالأهداف المختلفة للسياحة .
5- مفاهيم تركز على المسافات التي يقطعها السياح كعامل مهم .
6- مفاهيم متكاملة تعالج كافة العوامل السابقة .
وفي المحصلة النهائية يمكن تعريف السياحة بأنها:عملية مركبة تتضمن انتقال الإنسان من مكان إقامته الدائمة إلى مكان لآخر يبعد عن موطنه الأصلي لأكثر من يوم واحد لأغراض متعددة خلاف العمل .
وقد تنبأ عالم الدراسات المستقبلية هيرمان كانHerman Kahn في عام 1979 بان السياحة ستصبح اكبر الصناعات الإنسانية مع حلول العام 2000م(Hudman & Jackson ,1999,P23).ومما لاشك فيه أن من أهم خصائص الفترة الزمنية المعاصرة سهولة سفر الإنسان،والأعداد الهائلة للسياح والاهتمام المتنامي من معظم دول العالم بتطوير مرافقها السياحة للاستفادة من مداخيلها المتصاعدة.
2/2 تطور السياحة:
منذ ظهوره على سطح الأرض كان الإنسان جوالا يرتحل من مكان إلى آخر لاهداف متعددة.لقد تعود الناس السفر إذا من مكان إلى آخر.وكان الفضول وحب الاستطلاع،كسمات إنسانية مميزة،الدافع وراء تنقلهم وسفرهم.لقد كانت هذه السمات في مختلف الأزمنة والعصور هي المحرك الذي دفع البشر إلى ارتياد بيئات جديدة مختلفة عما عهدوه،والبحث المستمر عن أماكن غير معروفة لاستكشافها والتعرف على ما قد تخبّؤه.ولازال الإنسان،إلى يومنا هذا،يسعى إلى مشاهدة الأماكن والأقاليم الغريبة عليه ، تلك الأماكن المميزة عما ألفه،للاستمتاع بتجربة الاستكشاف والاطلاع من خلال هذا السفر والترحال.والمعنى المستخلص من هذا التوجه البشري المستمر نحو السفر والسياحة يكمن في عامل الجذب الناجم عن التباين الإقليمي والمكاني، فلكل مكان خصائصه،بحيث تصبح له جاذبية خاصة تميزه عن غيره من الأمكنة.إن هذا التميز هو في الحقيقة ما يدفع الإنسان إلى السفر والسياحة للاستمتاع بهذه الخاصية التي تتباين من مكان إلى آخر.
إن الظاهرة السياحية في حد ذاتها ليست بالأمر الجديد،ولكنها تطورت مع تطور الإنسان وتحركاته وتنقلاته من إقليم أو مكان إلى آخر.وهناك من يعتقد أن الصفوة والتجار هم أول من مارس السياحة منذ أقدم العصور، وذلك لان هاتين الفئتين تملكان الثروة والفراغ الكافيين للاستمتاع بالسفر والتنقل.ومن ناحية ثانية،فان تواريخ كثير من الأمم والشعوب المختلفة تدل على إن الإنسان العادي مارس الترحال والتنقل والسياحة بطريقة أو أخرى،بصرف النظر عن الثراء أو الفراغ،فقد كان الإنسان مندفعا بفضوله وحاجاته النفسية والمعنوية.
وغني عن القول أن تطور ظاهرة السياحة قد ارتبط بشكل وثيق بمدى تقدم الإنسان و ازدهار حضاراته، فقد عرفت الشعوب المتحضرة في كل من مصر القديمة وبلاد الرافدين وفينيقيا والصين وبلاد الإغريق والرومان كثيرا من الرحلات الاستكشافية والاستطلاعية في سبيل التعرف على الأقاليم المجاورة.كما عرفت البشرية منذ القدم الرحلات الدينية المختلفة إلى بعض الأماكن المقدسة(الحج)خصوصا في بلاد الشام ومصر والعراق والجزيرة العربية.وعُرف الفينيقيون والمصريون القدماء والإغريق والرومان والعرب برحلاتهم في اتجاهات ومناطق مختلفة.كذلك شهدت العصور الإسلامية وعصر النهضة الأوربية رحلات استكشافية بعيدة المدى .
ومع تطور وسائل المواصلات والسفر حدثت تغيرات هائلة في مسيرة الحركة السياحية وأهدافها ومداها . وتحولت من مجرد سفر لقضاء وقت ممتع أو استكشاف جغرافي،وإشباع للفضول،إلى صناعة مزدهرة قائمة على أسس ومرتكزات علمية وتخطيطية،لها أهدافها الاقتصادية و الاجتماعية والمعنوية والثقافية ، بحيث اصبح السائح يبحث عن الاستجمام والاسترخاء والتمتع بمنائح الطبيعة التي يسرها الله سبحانه وتعالى ، والابتهاج مع الألعاب ووسائل التسلية وصنوف المنتزهات والملاهي المباحة التي ابتدعها الإنسان نفسه.
و تتميز حركة السياحة العالمية المعاصرة بعدد من الخصائص أهمها:أ)الرحلات السياحية الجماعية؛(ب)تطور وسائل المواصلات والاتصالات؛(ج)انتشار المنتجعات والمخيمات والقرى السياحية؛(د) ارتفاع أعداد السياح بصورة هائلة؛(هـ)ارتفاع مداخيل صناعة السياحة وعوائدها غير المنظورة في كثير من الدول.
ومن الملاحظ أن تطور الحركة السياحية المعاصرة ساعد كثيرا على تقارب سكان العالم،وتبادل المؤثرات الثقافية والحضارية.وبالرغم من كل الدوافع الأخرى للسياحة،فان تفرد كل مكان بخصائصه الطبيعية والبشرية المميزة تظل هي الأساس الذي يدفع بالناس إلى السياحة والسفر لزيارة هذه الأماكن المتفردة. أي أن جاذبية وخاصية المكان هي في نهاية المطاف الدافع الأول للحركة السياحية بصفة عامة.
وفيما يتعلق بأعداد السياح على المستوى الدولي في الفترة المعاصرة،فان الإحصائيات تشير إلى ارتفاع أعداد السياح على مستوى العالم من حوالي 240 مليون سائح في عام 1977إلى 592 مليون سائح في عام 1996، ثم الى 657مليون سائح في عام 1999.وفيما يتعلق بأعداد السياح الوافدين على مستوى الدول،احتلت فرنسا المركز الأول عالميا حيث زارها حوالي 62 مليون سائح في عام 1996، ارتفع إلى حوالي72مليون سائح في عام 1999،فالولايات المتحدة بحوالي 45 مليون سائح في عام 1996 ارتفع إلى 52 مليون سائح في عام 1999،ثم أسبانيا ،حيث زارها حوالي 42 مليون سائح في عام 1996 ارتفع إلى 52مليون سائح في عام 1999.كما بلغت المداخيل المتحققة للدول السياحية الثلاث الأولى في العالم في عام 1999حوالي 73 مليار دولار للولايات المتحدة ،و 25,2 مليار دولار لأسبانيا ، و24,7 مليار دولار لفرنسا.وقد اعتبرت منظمة السياحة الدولية هذه الزيادات إشارة قوية إلى عودة النمو السياحي العالمي إلى مستوياته السابقة بعد سنتين من التراجع . وتجدر الإشارة إلى أن حساب الدخل المتحقق من السياحة الداخلية هو ما يفسر احتلال الولايات المتحدة للمرتبة الأولى من حيث المداخيل المتحققة رغم أنها لا تحتل نفس المرتبة من حيث أعداد السياح(الشرق الأوسط،13-2-2000،العدد7477)،(Hudman & Jackson , 1999 ,P 30-31).ويُعتقد أن هذه الزيادات في أعداد السياح هي محصلة لعدد من العوامل كزيادة أعداد السكان ووقت الفراغ، وارتفاع مستويات المعيشة،وتطور التعليم ووسائل النقل والاتصالات(روبنسون،،1985،ص5).
2/3 أنماط السياحة:
السياحة عبارة عن ظاهرة مركبة،ومزيج من عناصر مختلفة يأتي في مقدمتها العرض والطلب،والعوامل الطبيعية والبشرية والحضارية والعناصر الأخرى المتداخلة.كما أن هناك معايير و أسس متباينة تحدد عملية تصنيف السياحة إلى أنماط محددة.وتتضمن هذه الأسس والمعايير:مدة الإقامة،والغرض السياحي،ووسيلة النقل،وخصائص الموسم السياحي،ونقاط الانطلاق والاستقبال،والعوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها من العوامل.ويمكن تصنيف أنماط السياحة طبقا لما سبق على النحو التالي :
أ-السياحة الموسمية:
* السياحة الشتوية: بين شهري ديسمبر ومارس،وتشمل الاستمتاع بالثلوج والتزلج عليها في المناطق الجبلية .
* السياحة الصيفية: وتتم في فصل الصيف.وتمارس هذا النمط من السياحة مجموعات الشباب التي تستمتع بالإجازات الدراسية،وكذلك الموظفون بصفة عامة،ويعتبر هذا النمط ذروة المواسم السياحة.
* سياحة المناسبات: كالاحتفال بالأعياد الدينية والوطنية و المناسبات الفنية والرياضية وهي محلية الطابع عادة.
ب-السياحة المميزة:
* السياحة العلاجية: وقد ازدادت أهميتها مؤخرا،فكثير من الناس يسافرون إلى البلاد المتقدمة للعلاج في المستشفيات والمنتجعات الاستشفائية أو المياه المعدنية وحمامات الطين والرمل أو المناخ المميز أو مياه البحر .
* السياحة الدينية: وتشمل الحج والعمرة والزيارة الدينية أو المشاركة في بعض المناسبات الدينية.
* السياحةالاقتصادية:كزيارة المعارض الدولية التسويقية نظرا لما يصاحبها من أنشطة وتخفيضات في الأسعار .
* السياحة الترويحية:و تضم مختلف الأنماط السياحية،وتهدف إلى توفير الراحة البدنية والنفسية.
* السياحة الرياضية:كالمشاركة في أو مشاهدة المسابقات الرياضية المختلفة،كالألعاب الأولمبية وكرة القدم وغيرها،و الصيد
البحري أو البري .
* السياحة السياسية:كالمشاركة في المؤتمرات الإقليمية والدولية والمهرجانات السياسية.
* السياحة الثقافية:وتتم بهدف الحصول على المعرفة والاطلاع الثقافي والتاريخي والاجتماعي ، وتقوم بهذا النمط السياحي فئات محدودة من السياح من كبار السن والمتقاعدين غالبا.
* السياحة الاجتماعية:وهى سياحة داخلية في الغالب كزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء،وعادة ما تجرى في موسم الإجازات و الأعياد أو للمشاركة في مظاهر اجتماعية مظهرية.
ج- أنماط السياحة المتخصصة:
* السياحة الشاطئية:وهى من أهم أنواع السياحة في جميع أنحاء العالم ، حيث تتجه أعداد هائلة من البشر إلى الشواطئ للاستمتاع بمياه البحر وأشعة الشمس والهواء العليل خلال موسم الصيف،ويعتبر هذا النمط من أهم ما يميز كثيرا من الدول السياحية المتطورة في العالم.
* السياحة الريفية:وعادة ما تكون الظاهرات الطبيعية في الريف كالأنهار والبحيرات والغابات والقرى البسيطة حيث يفد السائحون إلى هذه المناطق هربا من جو المدن ورغبة في الهدوء.
* السياحة في المزارع:حيث يمتلك بعض سكان المدن الأغنياء مزارع على حواف المدن ، وعادة ما يلجأ هؤلاء الناس إلى هذه المزارع في نهاية الأسبوع لقاء وقت هادئ في جو مختلف .
* السياحة البيئية:وهى نوع متخصص من السياحة،حيث يرغب بعض الناس في مشاهدة وتجربة التواجد في بيئة طبيعية بكر وغير مطروقة نسبيا،وتشمل هذه البيئة محميات طبيعية ومحميات للصيد أو مناطق الشعاب المرجانية أو الجبال الموحشة أو الغابات الكثيفة.ويشمل هذا النمط السياحي مشاهدة حيوانات نادرة أو قبائل بدائية متوحشة في أدغال الامازون أو بابوا غينيا أو أفريقيا.ويعتبر هذا النمط اقل تأثيرا على البيئة الطبيعية،وهي رحلات منظمة في موسم العطلات،ولكنها مرتفعة التكاليف تُسَوّق تحت مسمى السياحة البيئية .
وهناك عدد اخرمن تصنيفات أنماط السياحة، ولكنها لا تخرج عن الأطر التي تم تحديدها آنفا(كامل،1975،ص42)،(الزوكة،1997،ص39)،(الصالح،141 4،ص40)،(يونس،1993،ص26)،( Pearce,1989,P57) .
المبحث الثالث: أهمية وأثر السياحة:
تعتبر السياحة صناعة هامة ذات نمو سريع ومصدراً مهماً للدخل في معظم الدول،ومجالا متناميا لتوفير فرص العمل.وقد تزايدت أهمية السياحة بصفة ملحوظة خلال العقود القليلة الماضية،سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية.كما يلاحظ أن هناك تشعبا مطردا في الأنماط السياحية المتوفرة.و أدى هذا التطور والنمو السياحي إلى إفراز عدد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتنموية المتباينة حجما وعمقا.ويعتقد، بصفة عامة،أن أهمية السياحة يمكن تلمسها من كونها اكبر الصناعات الناشطة على مستوى العالم في والوقت الحاضر.
و تمثل السياحة، أكثر من أي ظاهرة أخرى،نشاطا متداخلا وتمازجا بين عناصر اقتصادية وثقافية واجتماعية وسياسية وبيئية،وهو ما يمكن ملاحظته عبر تزايد أهمية السياحة وحضورها الفعال في حياة ومسيرة كثير من الدول والشعوب،والكم الهائل من الأبحاث والكتب والمقالات والتحقيقات والنشرات والبرامج التي تتناول السياحة على صُعد ومستويات متعددة.
3/1 السياحة والتنمية:
للسياحة بصفة عامة أثارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية.وقد لوحظ في كثير من الدول الدور المتزايد الذي تقوم به السياحة بصورة شاملة في مسائل التنمية الوطنية.كما أن كثيرا من الدول تسعى إلى تفعيل الأنشطة السياحة بأساليب متباينة رغبة في تقوية دورها في قضايا التنمية الوطنية.ويمكن ملاحظة المحاور الأساسية التي تؤثر فيها صناعة السياحة ضمن عمليات التنمية وذلك على النحو التالي
أ)مساهمة السياحة في حصص متزايدة من رؤوس الأموال الأجنبية الضرورية لبرامج التنمية الوطنية؛
(ب)قيام كثير من الشركات والمؤسسات السياحة بنقل كثير من التطورات التكنولوجية من خلال العمليات السياحية المختلفة مباشرة من البلدان المتطورة أو عن طريق التقليد مما يساهم في تعزيز عمليات التنمية الوطنية؛
(ج) تطوير القدرات والمهارات الإدارية الوطنية؛
(د)توفير فرص عمل جديدة،وخفض حجم البطالة بين المواطنين؛
(هـ)إنشاء علاقات متوازنة بين القطاعات الاقتصادية المختلفة وبين الخدمات السياحة في نفس البلد؛
(و)نتيجة للاهتمام بتوزيع الخدمات السياحة بشكل متوازن على الأقاليم تتزايد الفرص التنموية الإقليمية المتوازنة بين أقاليم البلد الواحد؛
(ز) تحسين ميزان المدفوعات عبر زيادة تدفق رؤوس الأموال الأجنبية؛
(ح)زيادة القيمة المضافة والناتج القومي العام نتيجة للأنشطة السياحية؛
(ط) تحقيق تطور اقتصادي واجتماعي يؤدي إلى استقرار سياسي أكبر، وهو ما يوفر ظروفا ملائمة لعمليات التنمية الوطنية الشاملة(أبوقحف،1986،ص22-40)،(الزوكة،1997،ص258-270)،( Pearce,1989,P191-210). فالسياحة انطلاقا من النقاط السابقة عبارة عن وسيلة تساعد على تحقيق قدر اكبر من الانتعاش الاقتصادي،وسرعة تدوير رؤوس الأموال،وتفعيل المشاريع الاقتصادية الداخلية،واجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية،وتوظيف العمالة الوطنية (تركستاني ،1992،ص257).
3/2 السياحة والبيئة:
لا يبدي كثير من الناس اهتماما يذكر بالعواقب السلبية على البيئة نتيجة لرغباتهم الجامحة في الاستمتاع بالأنشطة السياحية.ومن الملاحظ أن هناك تباينا كبيرا في نظرة وتعامل وتفهم الأمم والدول المختلفة لعملية المحافظة على البيئة بمختلف أشكالها.ففي بعض الدول المتقدمة يوجد اهتمام ووعي كبيران بضرورة المحافظة على البيئة والحد من التأثير السلبي للأنشطة السياحية عليها،على عكس ما هو سائد في الدول الأخرى.ورغم ذلك فان عدم الاكتراث وتدني الاهتمام العام لدى الناس بتأثيرات السياحة والترويح بصورة عامة أدى إلى ضعف اهتمام المخططين والمستثمرين السياحيين بالتأثيرات السلبية للسياحة (لافري،1987،265).
وفي واقع الأمر فان كثيرا من هذه الآثار السلبية لصناعة السياحة ليست نابعة فقط من النشاط السياحي و إنما من مصادر أخرى موازية،أهمها:الزيادة المتصاعدة في أعداد السكان على مستوى العالم،وتطور وارتفاع مستويات التصنيع،وجهل شرائح كبيرة من البشر بمخاطر عمليات التغيير البيئي المتصاعدة.هذه التغييرات البيئية الناجمة جزئيا من الأنشطة السياحية تقود إلى ظهور ممارسات سياحية بحتة لا تخضع لاعتبارات المحافظة على البيئة،وهي نتيجة لعمليات تطوير لصناعة السياحة بطرق لا تأخذ في الحسبان الآثار البيئية بعيدة المدى .
ويمكن ملاحظة أربعة عناصر أساسية من حيث تأثيرها التدميري على البيئة كنتيجة للأنشطة السياحية المختلفة .وتشمل هذه العناصر:أ)كثافة استخدام بعض المواقع السياحية،(ب)مدى قابلية النظم البيئية المعرضة للاستخدام السياحي للتكيف ضمن ظروف تطوير صناعة السياحة،(ج)المدة الزمنية التي تستغرقها عمليات التطوير السياحي وحجم آثارها على البيئة(د)طبيعة التحولات التي تحدثها عمليات التطوير السياحي على البيئة .وتشير بعض الدراسات المتخصصة إلى ضرورة الاهتمام بالقدرات الاستيعابية للمناطق والمواقع السياحية وأهمية أخذها في الحسبان بهدف حماية وصيانة البيئة وتحديد درجة الاستخدام السياحي لهذه المناطق،خصوصا فيما يتعلق بالجانبين الطبيعي والبشري للقدرات الاستيعابية للمناطق السياحية،التي تبدو في نظرنا محدودة ومحكومة بحجم وخصائص مقوماتها الطبيعية والبشرية، على الرغم من الادعاء بأن السياحة تتصف بإمكانات لا نهائية للاستيعاب القابل للتشبع بسبب الأنشطة الاقتصادية المتزايدة كما تؤكد بعض المصادر (الخضيري،د.ت.،ص1).وإضافة إلى ذلك فان عمليات التطوير السياحي يتوجب عليها الالتزام بالحدود المقبولة علميا وعمليا فيما يتصل بالمحافظة على البيئة،التي تمثل أهم المقومات السياحة على مستويات متعددة.
و تتلخص أهم المشاكل البيئية التي تفرزها الأنشطة السياحية في عدة نقاط أهمها:
أ)إعادة تشكيل كثير من مظاهر البيئة كإنشاء الطرق،وإزالة الغابات،و إقامة أرصفة للشواطئ وغيرها؛
(ب)النفايات والمخلفات التي تنتج من عمليات التطوير والأنشطة السياحية؛
(ج)الأنشطة التي يقوم بها السياح والتي تمثل مخاطر متزايدة على البيئة الطبيعية البحرية والبرية؛
(د)التحركات السكانية،وتتمثل في زيادة عدد السكان بشكل كبير في المواسم والمناطق والمقاصد السياحية،وبشكل يفوق قدرتها على الاحتمال،وتزايد الأضرار البيئية الناجمة عن ذلك((Butler,1980,P7)(،(Cohen,1978,P228)،(S tround,1983,P307)،(Gartner,1996,P155)،(Lea,1 988,P55-6).
المبحث الرابع: السياحة والجغرافيا:
الجغرافيا علم متعدد الجوانب والاهتمامات،كما أنها تركز في المرحلة المعاصرة على اتجاهات محددة تشمل الجانبين الطبيعي والبشري،بالإضافة إلى الجغرافيا الإقليمية والمنهجية.كان التأكيد جليا على الظواهر والعمليات والمواقع وعناصر البيئتين الطبيعية والبشرية.و أصبحت الجغرافيا اليوم علماً جمعياً تركيبياً إلى درجة كبيرة،كما أصبحت الجغرافيا المنهجية بغية عدد متزايد من الجغرافيين(Johnston,1983).الجغرافيا إذا حقل متحرك باستمرار سواء في اتجاهاته أو أدواته في سعي المحموم للإجابة على التساؤلات والتخمينات العلمية المكانية.
4 /1 الجغرافيا السياحية:
تهتم الجغرافيا بالدراسات السياحية من خلال تحليل أبعادها المكانية والإقليمية والبيئية،كما أنها تدرس تطور مقوماتها وإمكاناتها المتاحة والمحتملة.فالجغرافيا تسعى إلى تناول مركب جمعي لعدد كبير من العناصر السببية ضمن مفاهيم أو نماذج سلوكية تساعد على فهم أنشطة السياحة المعقدة والمتباينة.ويعكس هذا الاتجاه الجغرافي العام في تناول ظاهرة السياحة تقديرا وتتبعا لكيفية استخدام الإنسان للمصادر والموارد والأماكن المختلفة على سطح كوكب الأرض(Mitchell&Murphy,1991,P65).وفي هذا الإطار فان الجغرافيا تهتم بالاعتبارات التالية:
أ-الاعتبارات البيئية:يعتبر الجغرافيون البيئة،بشقيها،الوعاء الجمعي للأنشطة السياحة،وتبعا لذلك يمكن تتبع العديد من الدراسات الجغرافية الخاصة بالمنتجعات الساحلية أو أنماط استخدامات الأرض،أو تحديد المخصصات المالية لتطوير المنشئات السياحية،أو دراسة المشاكل الناجمة عن الأنشطة السياحية في المناطق الحضرية والقدرات الاستيعابية بيئيا وبشريا لهذه الأنشطة.
ب-الاعتبارات الإقليمية:حيث يتجه بعض الجغرافيين إلى دراسة أهمية وشخصية وتميز المكان ،وما ينتج عن ذلك من تنوع مكاني سياحي يمثل في جوهره الدافع الأول للأنشطة السياحية،على الرغم من محاولات جهات كثيرة إضفاء طابع نمطي محدد على السياحة.وتركز معظم الدراسات الجغرافية في هذا الإطار على الدراسات التطبيقية لتطوير المناطق السياحة المميزة مكانيا .
ج- الاعتبارات المكانية:نظرا لان السياحة تعني السفر فان أبعادها المكانية غير خافية على أحد.ومن هذا المنطلق ركزت بعض الدراسات الجغرافية للسياحة على الأبعاد المكانية بين المنبع والمقصد الناجمة عن الأنشطة السياحية،وذلك من خلال تفحص وسبر غور عدد من المتغيرات الجغرافية المتداخلة والتي تؤثر في حجم ومدى هذا التفاعل،كعدد السكان،ومستوي الدخل،والمسافة،والموقع وغيرها.وتساعد مثل هذه الدراسات على التعرف على العوامل التي تعوق عمليات التدفق السياحي بين مناطق معينة.
د-اعتبارات تطورية:اتجهت بعض الدراسات الجغرافية في مجال السياحة إلى محاولة التعرف على التحولات والاتجاهات السياحية عبر الزمن،وذلك من خلال تحليل عمليات التنمية الاجتماعية وتنمية الإمكانات والمناطق السياحية،وفي هذا الصدد اعتبرت السياحة الجماهيرية تكيفا متنقلا للبشر مع الضواغط والمتغيرات الحياتية(Mitchell&Murphy,1991,P59-63).
4 /2 مناهج الجغرافيا السياحية:
نظرا للطبيعة التركيبية المعقدة للسياحة،وتعدد مناهجها وأنماطها وأهدافها،واهتمامها بأبعاد بيئية وثقافية واجتماعية مختلفة،فقد تعددت المناهج الجغرافية لدراستها.وتتلخص أهم هذه المناهج فيما يلي :
أ- المنهج الأصولي:ويركز على دراسة العناصر الطبيعية والبشرية التي تؤثر في صناعة وأنشطة السياحة،كالموقع والسطح والمناخ والحياة الفطرية وأعداد السكان وتوزيعهم وعاداتهم وثقافتهم ومنشئاتهم السياحية وغيرها.
ب- المنهج الإقليمي:ويهدف إلى تحليل الإطار الإقليمي للسياحة كالتوزيع المكاني للمرافق السياحية، ومدى ارتباطها بعناصر البيئة الطبيعية والبشرية.
ج- المنهج الوظيفي:ويحلل التركيب الوظيفي للأنشطة السياحية،والعرض والطلب،والتباين الإقليمي للسياحة وارتباطاتها بأنشطة إنتاجية أخرى.
د- المنهج الحرفي:ويدرس نشأة وتاريخ وتطور ومفاهيم وأنماط السياحة ومقوماتها الجغرافية ودورها الاقتصادي.
المبحث الخامس: الجغرافيا والسياحة السعودية:
ساهمت الأبحاث الجغرافية في إثراء أدبيات الدراسات السياحية في المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية،وهناك العديد من المجالات البحثية المتاحة أمام الجغرافيين لتطوير وزيادة مساهماتهم في الدراسات السياحية من خلال استخدام مفاهيمهم و أدواتهم ومناهجم الجغرافية المتعددة.
5 /1 الدراسات الجغرافية السياحية السعودية:
كثيرا ما ينظر الباحثون الجغرافيون إلى البيئة الطبيعية والبشرية كإطار تدور فيه الأنشطة السياحية وما يمارسه الإنسان من تعديلات وتأثيرات على هذه البيئة .وقد تناول عدد محدود من الجغرافيين هذه العلاقة الشمولية من جوانبه المختلفة.ويتمثل هذا التناول في دراسة(الغامدي،1412)التي ركزت على تحديد مفهوم السياحة ومجالها والإمكانات السياحية ومحدداتها في المملكة العربية السعودية؛واهتمت دراسة (الصالح،1414)بتحديد مقومات الجذب السياحي بمدينة جدة وما هو مستغل منها و إمكانية الاستفادة والكشف عن مصادر أخري للجذب السياحي بهذه المدينة.وحاول(إبراهيم،والريماوي،1412)إبراز الموارد الطبيعية والبشرية للسياحة في إقليم عسير؛كما اتجه(الريماوي،1412)إلى وصف وتحليل وتفسير التوافق بين المتغيرات الاجتماعية والثقافية والمكانية وعدد مرات الزيارة لمرتادي منتزه عسير الوطني شتاءً.ومن المحاولات الجغرافية المهمة لدراسة السياحة السعودية دراسة(القحطاني،وآخرون،1997)التي تناولت المفاهيم المختلفة للسياحة ومناهج دراستها ودوافعها ومعوقاتها،كما اهتمت الدراسة بالجوانب التطبيقية للسياحة في منطقة عسير والتعرف على خصائص السائحين بها واتجاهاتهم،وخلصت إلى ضرورة تبني صياغة استراتيجية وطنية وإقليمية للسياحة بالمملكة العربية السعودية.وحاول(إبراهيم،1992)استعراض مقومات السياحة وخصائصها في منطقة عسير و أشار إلى افتقار التنسيق التخطيطي بين القطاعات السياحية بالمنطقة وضرورة معالجة هذا الخلل.وتناولت دراسة(أبو داود،1998) تصنيف وتوزيع عدد من الخدمات الترويحية بمدينة جدة،و أشارت الدراسة إلى الطبيعة العشوائية لتوزيع هذه الخدمات.وبين(جستنية،1408)مستوى الاستخدام الترويحي لكورنيش جدة ونوعية الخدمات المتوفرة به وخلص إلى تحليل مستوى الاستخدام من قطاع إلى آخر.كما تناول(بكر،1408)تطور الخدمات الترويحية بمدينة جدة من خلال تطورها العمراني على فترات زمنية متعاقبة.وبالإضافة إلى ما تقدم فهناك عدد من الدراسات الجغرافية السياحية عن المملكة العربية السعودية ومن ضمنها:دراسة(الجخيدب،1412)عن العلاقة بين المناخ وراحة الإنسان في منطقة عسير؛ودراسة(إبراهيم،والقحطاني،1414)عن تنمية السياحة في مدينة أبها؛ودراسة(القحطاني،1999)عن حجم وخصائص المصطافين في عسير؛ودراسة(القحطاني،و ابراهيم،1419)عن أهمية الدراسات التطبيقية في مجال السياحة.
5 /2 مجالات مساهمة الجغرافيا في الدراسات السياحة السعودية:
نظرا لتعدد المناهج الجغرافية السياحية،فانه يمكن للمهتمين بهذا الجانب المساهمة في دفع الدراسات الجغرافية في المملكة العربية السعودية إلى آفاق ومجالات جديدة وتطويرها مساهمة في تطور هذا القطاع الحيوي وذلك ضمن المناحي التالية:
أ) الجوانب الاقتصادية:ويمكن من خلالها دراسة الأقاليم والمواقع السياحية و إبراز مقوماتها البيئية وتحليل خصائصها ومنشئاتها وبيان اوجه التشابه والاختلاف بينها؛
(ب) دراسة العناصر الطبيعية للسياحة:كأشكال السطح والموقع والمناخ والتربة والنبات والحيوان وإمكانات استخدامها السياحي؛
(ج) دراسة العوامل البشرية:كعدد السكان وتوزيعهم وكثافتهم وعاداتهم وتقاليدهم ونظمهم الاقتصادية بهدف تحديد مستويات وإمكانات السياحة المتاحة والتعرف على المشاكل التي تواجهها؛
(د) دراسة وحدات الإنتاج السياحي: ممثلة في المنشئات السياحية ونظم ملكيتها ومستويات الأيدي العاملة وأساليب التشغيل السياحي،والأسواق السياحية كمصدر ومقصد،ودورها في التجارة الخارجية؛
(هـ) دراسات حالة تفصيلية:لمراكز سياحية معينة،لابراز دورها ومعرفة مشكلاتها وكيفية حلها؛
(و) مقارنة عدد من المراكز السياحية:لتبيان التماثل الجغرافي ومستويات استغلال البيئتين الطبيعية والبشرية؛
(ز) دراسة التركيب الوظيفي:للمراكز السياحية،وتوزيعها الجغرافي والمسافات التي يقطعها مرتادوها،وأنماط استخدامات الأرض،ورصد نتائج هذه الدراسات على السياحة في الريف وعلاقة ذلك بالمراكز الحضرية؛
(ح) دراسة الموارد والمؤسسات والأفواج السياحية: وعلاقاتها بالوسط الجغرافي بعامة،مع التركيز على الدراسات الإقليمية؛
(ط) دراسة الأماكن الأثريةوالحضارية:والاضطرابات السياسية والأمنية،والرسوم والإجراءات الجمركية ومعرفة آثارها المحتملة على السياحة؛
(ي) إثراء الدراساتالجغرافية:باستخدام:المفاهيم المتعددة للسياحة عن طريق جمع وتصنيف وتخزين واستعادة وتحليل وعرض المعلومات والبيانات السياحية وذلك باستخدام نظم المعلومات الجغرافية(G.I.S.)،والاستفادة من نظم الاستشعار عن بعد،واستخدام الحاسوب في رسم الخرائط والأشكال،والاعتماد على الطرق والأساليب الإحصائية والرياضية،كلما كان ذلك ضروريا،في مجالات التخطيط والإدارة والترويج السياحي(القحطاني،,وآخرون،1417،ص78)؛(الزوكة،1997 ،ص75)؛(يونس،1993،ص22)؛(Pearce,1991,P5)؛(Smith ,1983,P14).
خاتمة:
السياحة صناعة وعلم متصاعد الحركة والاتساع نمطا وأسلوبا ووسيلة وغاية.في سعيها الدؤوب ومحاولاتها المتعددة لبلورة صيغة مركبة تعكس المتغيرات والعوامل السببية،وصولا إلى بناء نماذج تحلل وتفسر السلوك السياحي بكافة أبعاده وتبعاته ضمن أطر مكانية وزمنية.للسياحة مفاهيم وانماط وأساليب و أهداف ودوافع متعددة كما أنها سلوك أنساني ضمن وعاء بيئي معقد المعالم والسمات، سلوك يبدو أحيانا بطيئا وغير منتظم.
ورغم قصر المدة التي انطلقت فيها الدراسات الجغرافية السياحية بالمملكة العربية السعودية،وتركيزها على نحو محدود على علاقات الإنسان بالبيئة،فان تطورا ملحوظا يمكن تلمسه،كما أن هناك الكثير الذي يمكن توقعه من الجغرافيين المتخصصين وبالتعاون مع الآخرين في العلوم الاجتماعية الأخرى.
إن الجغرافيين بالمملكة العربية السعودية مدعون إلى صياغة نموذج أو نماذج عامة لاستخدامات الأرض في ما يتصل بالمنتجعات والمراكز السياحية،نماذج يمكن من خلالها تفهم العلاقة بين الظواهر الطبيعية والبشرية والاستخدامات والأنماط السياحية المتنوعة.وتبدو البيئة السعودية من خلال علاقتها بالتطور السياحي في البلاد بحاجة إلى جهود الجغرافيين لدراسة كيفية المحافظة عليها من خلال تطبيق بعض المفاهيم والأنماط التي تناولتها هذه الدراسة.دراسة القدرات الاستيعابية،طبيعيا وبشريا،للمناطق والأقاليم السياحية في المملكة العربية السعودية، تعتبر مهمة أخرى تنظر جهود الجغرافيين نظرا لأهمية عملية التوازن في الاستخدام السياحي بما يتلاءم مع القدرة الاستيعابية والحفاظ على البيئتين الطبيعية والبشرية.إن اهتمامات الجغرافيين البيئية تعتبر جزءا مهما من الدراسات الجغرافية،وفي هذا المجال فان دراسة عمليات التطور السياحي ضمن إطار مكاني زمني يساعد في عمليات اتخاذ القرارات التطورية للسياحة في الإقاليم المختلفة بحيث لا تؤثر هذه القرارات على الخيارات البيئية المستقبلية .ويمكن للجغرافيين استخدام نموذج الجاذبية،على سبيل المثال،للتعرف على الرحلات السياحية المحتملة بين إقليمين أو مركزين بحيث يمكن التنبؤ بعدد السياح المسافرين من منشأ إلى مقصد معين. كذلك يمكن استخدام المنهج الاقتصادي لدراسة كيفية استخدام السياحة في إقليم ما كقاعدة ومحرض للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وكيفية حماية مثل هذه المناطق السياحة والمحافظة على خصوصيتها وتفردها الثقافي.وفي النهاية فان الجغرافيا كعلم تركيبي يمكن أن تلعب دورا محورا للقيام بأبحاث سياحية متعددة الجوانب والأهداف.
وختاما تخلص هذه الدراسة إلى أن السياحة سلوك إنساني مكاني ينشد التغير والمتعة البدنية والنفسية في حدود القيم الإنسانية المتفاوتة من مجتمع إلى آخر.دافعها الرغبة والفضول والمعرفة،و أنماطها متباينة ، ومناهج دراستها متعددة ، ومفاهيمها ذات أبعاد متفاوتة الأهمية والاتساع.و تمارس السياحة أعداد متزايدة من البشر ، مداخيلها متصاعدة،ونتائجها التنموية متسعة الجوانب والأثر،وان كانت سلوكا ترويحيا في جوهره،فبالإمكان استخدمها كوسيلة تنموية متعددة الآفاق.ولتأثيراتها البيئية جوانب إيجابية وسلبية.وقد أصبحت السياحة كصناعة عصرية غاية كثير من الناس على اختلاف طبقاتهم.و مما لا شك فيه أن الاحتمالات التطورية للسياحة في المملكة العربية السعودية تبدو كبيرة ،ومساهمة الدراسات الجغرافية في هذا الاتجاه يمكن أن تكون رافدا طيبا في دفع وتطوير السياحة كوسيلة للتنمية الوطنية والإقليمية بالبلاد.إن تطور السياحة بالمملكة العربية السعودية وتزايد مشاريع الاستثمار بها واتساع أنماطها يتطلب أن تكون قائمة على دراسات علمية تساهم في استقرار الموازين الاقتصادية(أمانة مدينة جدة،1409،ص20)،وتقليص التدفق السياحي السعودي إلى الخارج،وإيجاد فرص عمل جديدة،وتحقيق درجات أعلى من تشغيل الموارد الوطنية بالمملكة العربية السعودية.إن هذه الأهداف المتوخاة ليست مسؤولية جهات بعينها،و إنما هي مسؤولية كل القطاعات الحكومية والأهلية بكافة مستوياتها.
مراجع الدراسة
المراجع العربية:
1-إبراهيم،أحمد حسن،(1992)،السياحة في إقليم عسير، مجلة البحوث والدراسات العربية،العدد20،ص ص135-169.
2-إبراهيم،عبد المنعم،و حسين الريماوي،(1412)،تناول شمولي لتطوير السياحة بإقليم عسير،الندوة الجغرافية الرابعة ،جامعة أم القرى.
3-إبراهيم،عبد المنعم،ومحمد القحطاني،(1414)تنمية السياحة في منطقة ابها،الندوة الجغرافية الخامسة،جامعة الملك سعود.
4-أبو داود،إسماعيل،(1420)،صناعة السياحة ومرتكزات النجاح،مجلة التجارة،العدد 473،ص ص5.
5-أبوداود،عبد الرزاق،(1998)،تصنيف وتوزيع الخدمات الترويحية بمدينة جدة،مجلة البحوث والدراسات العربية،العدد29،ص ص241-284.
6-أبو قحف،عبد السلام،(1986)، صناعة السياحة في مصر ، المكتب العربي الحديث"، الإسكندرية.
7-الاقتصاد والأعمال،(1999)، الاصطياف في الخليج ،مجلة الاقتصاد والأعمال،العدد 26،ص ص 236 .
8-أمانة مدينة جدة،(1409)،مشروعات استثمارية مقترحة بمدينة جدة ،أمانة مدينة جدة ،جدة.
9-بكر،سيد،(1408)، الخدمات الترويحية في مدينة جدة ، بحث مدعم، مجلس البحث العلمي،جامعة الملك عبد العزيز.
10-بن عبد العزيز،مشعل بن ماجد،(1420)،حديث حول جدة والسياحة،مجلة أهلا وسهلا،العدد 7،ص ص22-24.
11-تركستاني،حبيب الله،(1992)،اتجاهات سلوك السائح السعودي نحو السياحة الداخلية،دراسات الخليج والجزيرة العربية،العدد91 257ص ص-88.
12-الجخيدب،مساعد،(1412)،المناخ وراحة الإنسان بمنطقة القصيم،الندوة الرابعة لأقسام الجغرافيا،جامعة أم القرى.
13-جستنية،أسامة،(1408)، مستوى الاستخدام الترويحي بكورنيش جدة ،بحث مدعم،مجلس البحث العلمي،جامعة الملك عبد العزيز.
14-حافظ،بسمه محمد،(1407)، المشاكل الإدارية بالمنشآت السياحية ،الغرفة التجارية الصناعية بجدة.
15-الخضيري،محسن،(د.ت.)، التسويق السياحي ، مكتبة مدبولي، القاهرة.
16-دار المشرق ، (1997) ، المنجد في اللغة والأعلام ، دار المشرق، بيروت .
17-روبنسون،هـ.،(1985)،جغرافية السياحة، دار المعارف،القاهرة ، ترجمة محبات فؤاد.
18-الريماوي،حسين،(1412)،التنـزه والسياحة في منتزه عسير الوطني شتاءً،مجلة جامعة الملك سعود،العدد 5 ، ص ص615-648.
19- الزوكة ،محمد خميس،(1997) ، صناعة السياحة من المنظور الجغرافي ، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية.
20- الشرق الاوسط،13/2/2000،العدد 7477.
21-الصالح،سميرة ،(1414)،مقومات الجذب السياحي في مدينة جدة،رسالة ماجستير غير منشورة،قسم الجغرافيا،جامعة الملك عبد العزيز.
22- صحيفة الاقتصادية ،(1/3/1415)، العدد 453.
23-الغامدي،عبدالعزيز صقر،(1412)،إمكانيات التنمية السياحية بالمملكة العربية السعودية،الندوة الرابعة لأقسام الجغرافيا ،جامعة أم القرى.
24-القحطاني،محمد،(1999)، حجم التدفق السياحي وخصائص المصطافين بمنطقة عسير،مركز النشر العلمي ، جامعة الملك سعود.
25- القحطاني ، محمد مفرح،و محمد أرباب،وعبد المنعم إبراهيم،(1997)،السياحة:الأسس والمفاهيم، دار العلم، جدة.
26-القحطاني،محمد،وعبدالمنعم ابراهيم،(1419)،أهمية الدراسات التطبيقية في مجال السياحة،الندوة الجغرافية السادسة،جامعة الملكعبد العزيز.
27-كامل،صالح،( 1419)،معوقات تنمية السياحة في المملكة العربية السعودية،ندوة تنمية السياحة بمنطقة مكة المكرمة، إمارة مكة المكرمة.
28-كامل ، محمود ،(1975) ، السياحة علما وتطبيقا ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
29-كفافي،حسين،(1991)، رؤية عصرية للتنمية السياحية في الدول النامية ،الهيئة العامة المصرية للكتاب، القاهرة.
30-لافري،باتريك،(1987)، جغرافية الترويح ،دار الفكر العربي ، القاهرة ، ترجمة محبات الشرابي.
31-يونس،فضل أحمد ، (1993)، الجغرافيا السياحية ،دار النهضة العربية ،بيروت.
المراجع غير العربية:
1-Butler,R., (1980), The Concept of Tourist Area Cycle Evolution : Implication For Management of Resources, Canadian Geographer ,Vol. 24,No.(1),PP.5-12.
2-Cohen,E.,(1978), The Impact Of Tourism On The Physical Environment, Annals of Tourism Research ,VOL. 5,No.(2),PP.215-237.
3-Gartner,William,C.,(1996), Tourism Development, VanNostrand Reinhold , New York.
4-Jafari ,J.,(1977) , Editor Page , Annals of Tourism Research ,Vol.5 , PP. 6-11.
5-Johnston,R.J.,(1983), Geography And Geographers, Edward Arnold, London.
6-Hudman,Lloy&RichardJackson,(1999),GeographyofTravel&Tourism,Delmar Publishers, Albany.
7-Lea,John,(1988), Tourism And Development In The Third World,Routledge London.
8-Mclntosh,R.,C.Goeldner,andB.Ritchie,(1994),Touris m:Principles,PracticeAnd Philosophies, John Wiley& Sons,New York.
9-Mitchell,L.S.,&Murphy,P.E.,(1991), Geography And Tourism, Annals of Tourism Research,Vol.18,pp.57-70.
10-Pearce,D.,(1989), Tourist Development,Longman Scientific & Technical,London.
11-Pearce,D.,(1991), Tourism Today: A Geographical Analysis ,Wiley&Sons, N.Y.
12-Smith,S.L.J.,(1983), Recreation Geography, Longman, New York .
13-Smith,l.J.S,(1990), TourismAnalysis, Longman Scientific& Technical, London.
14-Stround,H.,(1983),Environmental Problems Associated With Large Recreational Subdivisions , Professional Geographers,Vol. 35 ,PP. 303-313.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق