التسميات

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017

نظام المستقرات الحضرية في إقليم كوردستان العراق ...


نظام المستقرات الحضرية في إقليم كوردستان العراق

شازاد جمال جلال

أستاذ مساعد في قسم العمارة

كلية الهندسة - جامعة السليمانية 


 ملاحظة: تم نشر هذا البحث في المجلة الأكاديمية (المخطط والتنمية) - جامعة بغداد- المعهد العالي للتخطيط الحضري والإقليمي ، العدد (١٩)،٢٠٠٨، ص ص ٨٥ -١١٢: 

ملخص البحث

  تمتاز الدول النامية بالتباين المكاني وتعميق الهوة بين مستقراتها الحضرية والريفية وظهور المدن الطاغية فيها. ويمكن تلمس آثار التنمية المكانية بإعتبارها عملية داينمية ومستمرة في كيفية توزيع سكان مستقراتها البشرية بين وضمن الأقاليم فضلاً عن هرمية مستقراتها الحضرية عبر سلاسل زمنية. وقد ثبت من البحث بأن الحكم الكمي على مدى تحسن هيكل النظام الحضري باستخدام معامل جيني غير دقيق لكونه لا يتعاطى مع التشكيلات الداخلية ما يحدث تناقضاً بين الحكم الكلي (القطر) وتكويناته الجزئية (المحافظات ومن ضمنها محافظة السليمانية). تم توزيع سكان المستقرات البشرية لأول مرة في البحث وفقاً لمحاور التفاعل المكاني والمتمثلة بالطرق الرئيسة مع مركز المحافظة لغرض تشخيص الهجرة المكانية الداخلية المتوجهة نحو مدينة السليمانية كمدينة طاغية وحدد هوية المهجرين فيها. وقد بادرالبحث وللمرة الأولى أيضاً من المقارنة الكمية بين هيكل النظام الحضري في محافظة السليمانية من خلال مستقراتها الحضرية في سلاسل زمنية وذلك باستخدام معامل الارتباط ومعتمداً على الصيغة اللوغاريتمية لقاعدة ( المرتبة- الحجم) لـ (زيف). وحدد البحث الحالة المثلى لأعداد وحجوم سكان الهيكل الحضري في محافظة السليمانية بواسطة عملية التكرارات على أن لا يقل الحجم السكاني لأصغر مستقرة حضرية من منطلق نظرية كريستالر عن (٤,٠٠٠ نسمة). وتم إحتساب مقدار الهيمنة في سلاسل زمنية بعد مقارنتها بحالتها المثالية فضلاً عن قياس التشتُّت بواسطة الخطأ المعياري للتقدير في نموذج الانحدار بين واقع المستقرات الحضرية في سلاسل زمنية والمحددة بسنوات ١٩٧٧ و ١٩٨٧ و ٢٠٠٢ على التوالي ومقارنتها مع الحالة المثالية عند إستخدام الطريقة المقترحة في محاولة واحدة فقط. إن هذه الطريقة المقترحة للأمثلية بمثابة قاعدة علمية وموضوعية لإستحداث المستقرات الحضرية الحديثة في المستقبل بموجب التوزيعات السكانية والسياسات الإسكانية المستقبلية في الخطة الإقليمية، ويخلّص صنّاع القرار من الذاتية والحكم الإداري الإرتجالي كما هو الدارج في القطر حتى الآن.

Abstract:  

  The developing countries can be distinguished by spatial disparities and by this a wide gap between urban and rural settlements were produced as well as the appearance of primate cities. The effect of spatial development as a dynamic and continuous process can be perceived in the state of population distribution inside settlements inter and intra regions as well as the hierarchy of urban settlements according to time series. The research proved that the improvement judgment of the structure of the urban system using Gene factor is not accurate because it cannot be accounted for the internal components of the system which make a contrariety between the whole judgment (country) and partial components (Provinces including Sulaimaniyah Province). The population of settlements is distributed in this research for the first time according to interaction axes representing by main roads with Province center to diagnosis the internal spatial immigration towards Sulaimaniyah city as a primate city and delineate the identity of immigrants inside the city. Also for the first time this research makes a quantitative comparison between the urban settlement system of Sulaimaniyah Province at time series using the correlation coefficient according to the logarithmic form of Zipf's ( rank- size) rule. This research delineate the optimal case of number and population size of urban structure in Sulaimaniyah Province using the iteration method in which the minimum population size of urban settlement with respect to ( W.Christaller ) theory is not less than ( ٤,٠٠٠ inhabitants). The amount of primacy is calculated and compared with the optimal situation and also the dispersion was measured using the standard error estimates of regression line model at time series ١٩٧٧, ١٩٨٧ and ٢٠٠٢ respectively and compared with the optimal case which has been calculated by the proposed method of one iteration only. This proposed method of optimization which represents a scientific and subjective basis in originating new urban settlements in the future with respect to future population disrribution and a certain policies of housing in the regional plan and deliver the decision makers from objectivity and extemporization judgment which is current in the country till now. 

الاستنتاجات:

١) إن إستخدام معامل جيني كمؤشر لتحسن او تدهور الهيكل الحضري العام غير دقيق وخير دليـل على ذلك إنخفاض المؤشر في القطر سنة ١٩٨٧ بالمقارنة مع سنة ١٩٧٧ مما يعطي مؤشرا فـي تحسن الهيكل الحضري في حين أن المؤشر نفسه قد ارتفع في محافظة السليمانية في المدة نفسـها وذلك يعطي مؤشراً في تدهور الهيكل الحضري بسبب الممارسات ضد الإنسانية للنظـام السـابق والمتمثل بالتهجير القسري وعمليات الأنفال والضرب بالأسلحة الكيمياوية والمحظورة. وكان أوج التفاقم في سنة ٢٠٠٢ إمتداداً للحالة المأساوية التي مر بها المحافظـة مـن جـراء الممارسـات العدوانية للنظام السابق من جهة والمشاكل السياسية والاقتصادية لتجربة الحكم الكوردي من جهـة أخرى.

٢) تم تشخيص نسبة السكان المهجرين إلى مدينة السليمانية على الرغم من صعوبة القيام بذلك فـي البلدان النامية، وذلك بتوزيع سكان المحافظة على محاور التفاعل المكاني مـع مدينـة السـليمانية والمتمثلة بالطرق الرئيسة والمربوطة بها في سلاسل زمنية عندئذ تم تحديد نسبة هوية المهجـرين إلى المدينة.

٣) أُنشئ المجمعات السكنية حديثة العهد أثناء الحرب العراقية- الإيرانية على طول الطرق الرئيسـة بهدف السيطرة على سكانها المهجرين سياسياً وعسكرياً وهذا مناف لأسـس ومبـادئ التخطـيط الإقليمي والدليل على ذلك إخلاء المناطق فيما بين الطرق الرئيسة وانخفاض نسبة سكان المنـاطق الوعرة في تلك المدة. وقد سُميت أراضيهم بالمناطق المحرمة وبعدها تـم زرع تلـك الأراضـي بالألغام لكي لا يُستفاد ساكنيها منها في المستقبل، ويكلِف عملية تطهيرها إزهاقاً في الأرواح وكلفاً نقدية باهظة. 

٤) استخدم مُعامل الارتباط لخط الانحدار بصيغته اللوغاريتمية وتبين وجود علاقة خطية بين تراتـب المراتب الحجمية وحجوم سكانها بسبب رفض الفرضية الصفرية ( H٠: ρ = ٠ ). وأفضل نتيجـة للعلاقة الخطية كانت في سنة ١٩٧٧ ثم انخفضت سنة ١٩٨٧ ولكنَها ارتفعت مرة أخـرى سـنة ٢٠٠٢ .ويمكن تسبيب ذلك بانخفاض المستقرات الحضرية بسبب سياسة التهجير القسري للسـكان بعد تعداد سنة ١٩٧٧ وازدياد أعداد تلك المستقرات الحضرية بسبب الهجرة العكسية للسكان إلـى مناطقهم فضلاً عن إستحداث مستقرات حضرية حديثة كانت ريفية قبل سنة ٢٠٠٢ ولكـن قيمـة مُعامل الارتباط لم يبلغ مستواها السابق كما في سنة ١٩٧٧ .

٥) يعتمد الطريقة المقترحة في تحديد الحالة المثلى للنظام الحضري على مبدأ التكرارات بعد تثبيـت مجمل سكان الحضر في الإقليم اعتماداً على الخطة الإقليمية للمحافظة.

٦) إن الحالة المثلى للنظام الحضري بالطريقة المقترحة يحدد أدنى مرتبة حجمية للمستقرة الحضـرية على أن لا يقل عدد سكانها عن (٤,٠٠٠ نسمة ). وإن هذا الحجم مستنبطة من نظريـة الأمـاكن المركزية لـ (كريستالر) فضلاً عن المعايير العراقية للخدمات الاجتماعية لكي تزود تلك الخدمات بصورة فعالة واقتصادية.

٧) سُجل أقل مقدار للإنحراف المعياري للتقدير بالمقارنة مع الحالة المثالية للطريقة المقترحة بمحاولة واحدة سنة ١٩٧٧ ثم ارتفعت سنة ١٩٨٧ ثم ازداد ارتفاعا مرة أخرى سنة ٢٠٠٢. وذلك مؤشـر على مدى زيادة الإنحرافات بين عدد سكان المستقرات الحضرية ومثيلاتها الحالة المثاليـة ممـا يثبت تجسيد الآثار السلبية للترحيل القسري وعدم إمكانية التخصيصات المالية للتنمية على العمـل بفاعلية في إيجاد الحلول الواقعية لتلك المشكلة المزمنة بعد مرور ربع قرن من الزمان.

٨) يؤكد مؤشر الهيمنة على أن مدينة السليمانية كانت هيمنتها أكبر ضمن محافظة السليمانية في سـنة ١٩٧٧ بالمقارنة مع سنة ١٩٨٧ بسبب كثرة عدد المستقرات الحضرية وقلة حجوم سكانها ولكـن المؤشر نفسه عاد ليرتفع مرة أخرى سنة ٢٠٠٢ بسبب عدم إنتظام الهجرة المعاكسـة مـن جهـة وإطلاق قابلية مدينة السليمانية في إستقطاب السكان دون وضع خطة إقليمية للحد من خطورة تلك الظاهرةعلى المدينة والمحافظة من جهة أخرى.

٩) تم تحديد أعداد المستقرات الحضرية الإفتراضية لسنوات ١٩٧٧ و ١٩٨٧ و ٢٠٠٢ على التوالي باستخدام طريقة التكرارات. ونستنتج بأن عدد المتسقرات الحضرية كان مبالغاً فيها وأصغر حجماً في سنة ١٩٧٧ وأقل عدداً وأصغر حجماً فيما يتعلق بالمراتب الدنيا للمراتب الحجمية في سنتي ١٩٨٧ و ٢٠٠٢ على التوالي.

التوصيات:

١) وضع خطة إقليمية لمحافظة السليمانية بأسرع وقت ممكن لكي يتمكن السلطة التنفيذية فـي إقلـيم كوردستان بالتنسيق مع مجلس محافظة السليمانية في تنفيذها لأن البنية المكانية للمحافظة لا تتحمل العمل العشوائي وتوزيع المشاريع الاستثمارية بصورة إعتباطية بل يتوجب برمجتها ضمن خطـط تنموية إقليمية يهدف إلى التوزيع العادل للثروات على مجمل سكان المحافظة.

٢) محاولة الحد من هيمنة مدينة السليمانية وزيادة النمو السكاني فيها وذلك بتحديد ضخ الاستثمارات فيها لأن ذلك يؤدي إلى تعميق الهوة بينها وبين مجمل النظام الحضري في محافظة السليمانية.

٣) إلغاء الاعتماد المطلق من قبل مجلس النواب العراقي على نسبة سكان المحافظات في تخصـيص الميزانية السنوية لإقليم كوردستان وميزانية تنمية الأقاليم لمحافظة السليمانية على وجه الخصوص لأن ذلك يؤدي إلى الاستمرار في تشويه بنية النظام الحضري ومجمل المسـتقرات البشـرية فـي القطر بسبب حدوث إختلالات مكانية خطيرة في المدة مـا بـين ١٩٧٧ و ١٩٨٧ فـي محافظـة السليمانية والمحافظات الأخرى لإقليم كوردستان ومازالت آثارها باقية لحد الآن أيضاً.

٤) العمل على إعادة إعمار القرى المهدمة والمعمرة بعد إنتفاضة شعب كوردستان سنة ١٩٩١ ولكن ليست بالصورة التي كانت عليها في السابق والتي إتسمت بالتشتت بل يتم تنفيـذ سياسـة تجميـع القرى بالتنسيق مع سكانها لكي يتم تزويدهم بالخدمات الضرورية بصورة عقلانية وتقليل الكلـف الاقتصادية إلى حدودها القصوى.

المصادر والهوامش :

١) Padilla, Efren N.,(٢٠٠٦) “ Perspectives on Urban Society from Preindustrial to Postindustrial ”, Pearson Education Inc., USA:١٤٧.

٢) Friedman, John, Alonso, William,(١٩٦٩), “ Regional Development and Planning; A Reader ”, ٤th Printing, M.I.T. Press, Massachusetts Institute of Technology, Cambridge, USA:١٣٨- ١٣٩:١٢١-١٢٢.

٣) كاكو،مهند مانوئيل،(١٩٩٩)،" بدائل نمو مدينة بغداد"، أطروحة دكتوراه غير منشورة، مركز التخطيط الحضـري . ٣٠:٨٣-٧٨:٣٠:بغداد جامعة ،والأقليمي 

٤) Berry, Brian J.L., Horton, Frank E.,(١٩٧٠), “ Geographic Perspectives on Urban Systems; with Integrated Readings ”, Prentice- Hill, Inc. Englewood Cliffs, New Jersey:٦٤:٦٦.

٥) Polous, S.M., (١٩٨٤) “ Urban Growth Theories and the Urban Pattern for Upper Euphrates Region of Iraq ”, Unpublished Ph.D. Thesis, Sheffield University, England:١٠٧.

٦) علي حسين حسون،(١٩٩٩)،" الأبعاد المكانية لخطط التنمية القومية في العراق وسبل تعزيزها"، أطروحة دكتوراه غير منشورة، مركز التخطيط الحضري والإقليمي، جامعة بغداد:٢٦٥:١٥٥:١٥٤-١٤٣ .

٧) شازاد جمال جلال،(٢٠٠٠)،" تحليل استعمالات الأرض ضمن المخطط الأساس لتحديد اتجاهات النمو العمرانـي لمدينة السليمانية، مركز التخطيط الحضري والإقليمي، جامعة بغداد:٥٣:٦٢:٩٨:١٠٢:١٠٨-١٠٧ .

٨) وزارة التخطيط، الجهاز المركزي للإحصاء، (١٩٧٨)،" نتائج التعـداد العـام للسـكان لسـنة ١٩٧٧ لمحافظـة السليمانية"، بغداد.

٩) وزارة التخطيط، الجهاز المركزي للإحصاء، (١٩٨٨)،" نتائج التعـداد العـام للسـكان لسـنة ١٩٨٧ لمحافظـة السليمانية"، بغداد.

١٠) مديرية إحصاء محافظة السليمانية ومنظمة الغذاء العالمي (WFP)، سكان محافظة السـليمانية لسـنة ٢٠٠٢ ، السليمانية، العراق.

١١) الباحث بالاعتماد على دراسة هيئة التخطيط الإقليمي رقم (١٩٨٦) ،(٢٨٠)، بغداد.

١٢) هيئة التخطيط، الجهاز المركزي للإحصاء، (١٩٩٨)،" المجموعة الإحصائية السنوية ١٩٩٥-١٩٩٦ "، بغداد.

١٣) الباحث بالاعتماد على خريطة مديرية المساحة العسكرية، (١٩٩٣)، بغداد.

١٤) Johnson, Richard A., (٢٠٠٠), ” Miller & Freund’s Probability and Statistics for Engineers”, Prentice- Hall, Inc., ٦th Edition, USA:٣٦٦:٣٤٨.

١٥) Triola, Mario F., (٢٠٠٨), ” Essential of Statistics for Engineers”, Pearson Education, Inc., ٣rd Edition, USA:٤٨٨:٤٨٦:٦١٦:٥٢٨.

١٦) وزارة التخطيط، (١٩٨٣)،" إعداد وتنفيذ التصاميم الأساسية للمدن"، دراسة رقم (٧١) ، بغداد:٣٨ .

١٧) وزارة التخطيط، (١٩٨٣)،" المبادىء التخطيطية لتصميم الأحياء السكنية"،دراسة رقم (٧٣) ،بغداد:٨

للقراءة والتحميل اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا