التسميات

السبت، 19 يوليو 2014

شبكة الطرق البرية الحضرية في محافظة كفر الشيخ : دراسة جغرافية

شبكة الطرق البرية الحضرية في محافظة كفر الشيخ
دراسة جغرافية

أ.د. فايز حسن حسن غراب

المقدمة :
     شهدت جغرافية النقل تطوراً كبيراً في أعقاب انتصاف القرن الحالى باستخدام الأساليب الكمية ودخولها في مجال العلوم الهندسية فيما عرف بالطبولوجيا وخاصة نظرية الشبكات التي تجرد شبكة الطرق إلى مجرد خطوط مستقيمة تتفرع وتتلاقى في العقد ، رغم أن العلاقة بينهما ( الجغرافيا والطبولوجيا ) ترجع إلى الثلث الثاني من القرن الثامن عشر ( عام 1736 ) على يد ليونارد إليور( 1 ) .

   ويرتبط اختيار هذا الموضوع بما لاحق المحافظة منذ خمسينيات هذا القرن من مراحل متعاقبة من التنمية الاقتصادية ( خاصة الزراعية ) ، وما ترتب عليها من ظهور نطاق من العمران الحديث يمتد وسط المحافظة حول عقد حضرية أحدث وهي ( من الشرق إلى الغرب ) مدن : الحامول – الرياض – سيدي سالم – مطوبس .
     إن الظروف البيئية والمراحل التاريخية التي مرت بها المحافظة جعلت تطور شبكة الطرق يتفق إلى حد ما مع النماذج التي تناولت تطور شبكات النقل في الدول النامية ( مثل غانا ونيجيريا ) حيث ثوابت النموذج من حيث المحطات الساحلية والعقدة شبه الداخلية ( بلطيم ) ثم اكتمال الشبكة وتعدد داراتها ، وقد هدف البحث إلى الوقوف على مدى توازن قطاعات التنمية الاقتصادية وانعكاسها على شبكة الطرق في المحافظة
وتناولت المعالجة الجوانب االتالية :
1. دور الموقع الجغرافي والظروف البيئية ، ومشروعات التنمية في شبكة الطرق المرصوفة .
2. نموذج تطور الشبكة .
3. العقد الحضرية : أحجامها السكانية والنمط التوزيعي لها .
4. المؤشرات الاقتصادية لشبكة الطرق .
5. دراسة ترابط شبكة الطرق مركزيتها .
6. دراسة إمكانيات الوصول بين عقد شبكة الطرق .
7. دراسة مشكلات شبكة الطرق .
     أسفرت دراسة شبكة الطرق المرصوفة بين العقد الحضرية في محافظة كفر الشيخ باستخدام الأساليب الكمية عن بعض الاتجاهات التخطيطية نذكر منها :
     إن الظروف البيئية ، ومظاهر السطح ، وتفاوت الأنماط العمرانية من العمران القديم إلى عمران الصيد ، إلى عمران عزب الاستصلاح قد أثر في شبكة الطرق في اتجاهين أولهما : الاتجاه العام لشبكة الطرق وانحرافها بنسبة الثلث تقريباً : وثانيهما : الاتجاه التطوري ( الذي ادى إلى نموذج تجريبي ) .
    إن شبكة الطرق لم تلاحق مراحل التنمية في المحافظة ، فمازالت النطاقات الشمالية اكثر احتياجاً لتنمية شبكة الطرق بها ، وقد يتحقق ذلك في حالة انشاء طريق رئيسي يربط شرق الدلتا بغربها مروراً بوسطها سواء كان هذا الطريق ساحلياً أم عبر بحيرة البرلس ، أو متمشياً مع الجسر الواقي ، وسيكون من نتيجة ذلك ربط عقدة بلطيم بعقد الرياض – سيدي سالم – مطوبس مباشرة  .
   إن التركيب العام للشبكة يقترب من حالة الترابط الكامل فمؤشر بيتا 1.8 ومؤشر جاما 75 % ومؤشر ألفا 60 %.
   إن دراسة مركزية عقد الشبكة وامكانيات الوصول بينها قد أكدت مركزية موقع عقدة كفر الشيخ سواء من حيث المركزية الموقعية أو المركزية المتأثرة بالثقل السكاني والاقتصادي كما أدت احتياج عقدة سيدي سالم ، الرياض ، دسوق – بيلا ، فوة إلى تنمية شبكة الطرق وتشغل بقية مواقع هامشية .
   إن ظاهرة هامشية العقد الحضرية تظهر بوضوح بالنسبة لأقاليمها الريفية ( مراكزها الادارية ) وتنطبق هذه الظاهرة على 70 % من العقد ( العقد باستثناء : كفر الشيخ – بيلا – بلطيم ) فهذه العقد تتجنب المواقع المركزية ( الهندسية ) بالنسبة لمراكزها الادارية ، وعلى سبيل المثال عقدة الحامول تجنح إلى الجنوب كثيراً فالمسافة بينها وبين حدها الشمالى ( 39 كم بينما تصل إلى 7 كم بينها وبين حدها الحنوبي ، وكذلك في عقدة سيدي سالم تتراوح المسافة بين 29 ، 5 كم بينها وبين حدها الشمالى والجنوبي وينطبق ذلك على مطوبس – فوة – دسوق – قلين – الرياض .
   تنصرف ظاهرة الهامشية كذلك إلى الثقل السكاني والاقتصادي لهذه العقد بالنسبة لأقاليمها الريفية فعقدة مثل فوة تستأثر بـ 45 % من سكان مركزها الاداري بينما تتراوح هذه النسبة بين 30 ، 20 % في نصف عقد الشبكة ( عقدة : بيلا – بلطيم – دسوق – الحامول – كفر الشيخ ) وتتدنى النسبة إلى 12 % ، 14 % ، 10 % في العقد الثلاث الشمالية الرياض – مطوبس – سيدي سالم .
   إن عقد الشبكة في حاجة إلى تنمية شاملة تستهدف المزيد من الانشطة الاقتصادية والسكان فأكثر من خمس سكانها ( 44 % ) وأكثر من نصف العمالة الاقتصادية الحضرية ( 55.3 % ) يتركزون في عقدتين اثنتين فقط : كفر الشيخ  و دسوق بينما تشكو عقدة مثل الرياض انخفاض النسبتين إلى 2.6 % من السكان ، و1.4 % من العمالة .
   أكدت الدراسة السابقة بأن تخطيط شبكة النقل من خلال الاطار الحالى للمحافظة قد يتعارض مع اتجاهات التخطيط الاقليمي الذي من أساسياته وجود درجة من التشابه في ظروف المنطقة التخطيطية والحضارية ، وهذا غير متوفر بالقدر الكافي في المحافظة ، فالتفاوت واضح بين مراكز العمران وتوزيعها وأحجامها السكانية ومساحتها بل واتجاهات نموها ، ومن ثم فإن الدراسة تعزز اتجاه عمر الفاروق إلى الوحدات الادارية الطبيعية كاطارات مناسبة لتنظيم المجتمع الحديث للأهداف التخطيطية مثل تخطيط للمدن وانماء الموارد الاقتصادية كما تعزز اقتراحه بإنشاء محافظة جديدة تضم النطاقات الشمالية من المحافظة( 2 ) تحت اسم محافظة البرلس تضم 6 مراكز ادارية و 70 ناحية ادارية و 1048 عزبة واقتراح عاصمة لها مدينة سيدي سالم( 3 ) .   




( 1 ) William , J.C.(1981),Geography : Towards a General spatial systems Approach , Methuem , London and New york , P.127
( 2 ) عمر الفاروق السيد رجب ، المرجع السابق ، ص 96 – 97 .
( 3 ) نفس المرجع ص 104 . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا