التسميات

الاثنين، 1 أغسطس 2016

اﻟﻨﺰوح اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ : ﺪراﺳﺔ ﺘﻮﺻﻴﻔﻴﺔ - الخرطوم، السودان: الحالة الأولى ...

النزوح الداخلي للمناطق الحضرية: الدراسة التوصيفية المشترآة بين مركز رصد النزوح الداخلي وجامعة تافتس. الخرطوم، 
السودان: الحالة الأولى


أغسطس / آب 2008 

كارين جاكوبسِن، مركز فينشتاين الدولي، جامعة تافتس بالتعاون مع: مركز رصد النزوح الداخلي، جنيف 

  صار استهداف التجمعات السكانية الريفية واستئصال شأفتها وقسرها على النزوح في العديد من مناطق الصراعات اليوم جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجيات الحربية التي تنتهجها قوات الجيش الحكومية أو قوات المتمردين. وتشمل أبرز البلدان التي شهدت هذا النموذج مؤخراً السودان وشمال أوغندا وكولومبيا وساحل العاج وبورما والصومال. ويفر الكثير من النازحين عبر الحدود ليصبحوا لاجئين في بلدان أخرى، فيما تهاجر نسبة هائلة ومتنامية منهم إلى المناطق الحضرية وخاصة عواصم بلدانهم. 

  وعلى النقيض من تجمعات النازحين داخلياً القاطنة في المخيمات والذين يسهل تعرفهم ومد يد العون لهم، نجد النازحين داخلياً في المناطق الحضرية بعيدين عن سمع وبصر المجتمع الدولي، حيث تجد وكالات الإغاثة والحكومات صعوبة في تمييزهم والوقوف على محنتهم من بين السكان الحضريين الذين يعيشون بينهم. ولا نعرف إلا القليل نسبياً عن أعدادهم الدقيقة وبياناتهم الديموغرافية واحتياجاتهم الأساسية ومشاكل الحماية التي يعانون منها. وقد أدركت الحكومات والمنظمات الإنسانية المانحة من جانبها هذه الفجوة في المعلومات المتوافرة عن هؤلاء، ولذلك، وفي عام 2006، أوكل مركز رصد النزوح الداخلي (وهو أحد أذرع مجلس اللاجئين النرويجي) لمركز فينشتاين الدولي مهمة إجراء دراسة بحثية تستهدف سد هذه الفجوة. 

وقد وضعت لهذه الدراسة ثلاثة أهداف رئيسية كما يأتي: 

• إنشاء عدد من الأدوات البحثية العمومية لاستخدامها في توصيف وتصنيف أنماط النازحين داخلياً وتقدير تعدادهم السكاني.

• توليد بيانات مقارنة تخص النازحين داخلياً وغير النازحين داخلياً في المناطق الحضرية – على أن تشمل هذه البيانات خصائص كل من الفئتين الديموغرافية ووسائلهم في الكسب والاقتيات المعيشي ومدى انتفاعهم بالخدمات واندماجهم الاقتصادي في أوساطهم وما إذا آانت الاحتياجات الخاصة بالمساعدات والحماية للنازحين داخلياً تختلف عنها بالنسبة لغير النازحين داخلياً.

• الانتفاع بما يتوافر من معلومات في العمل مع الحكومات والمنظمات الإنسانية على إنشاء البرامج واستراتيجيات التوعية والدعوة لمساعدة النازحين داخلياً وحماية حقوقهم.

   وقد تم إجراء الدراسة خلال الفترة بين عامي 2006 و 2008، وذلك في ثلاثة مواقع حضرية هي الخرطوم بالسودان وأبيدجان بساحل العاج وسانتا مارتا بكولومبيا. وقد تم إجراء المسوحات الخاصة بالدراسة في كل مدينة من هذه المدن وقد أثمرت الدراسة عن أداة توصيفية مُختبرة وتقرير متكامل وثلاث حالات دراسية ونجد نتائج الدراسة على موقع [/http://fic.tufts.edu] أو من خلال الاتصال بالمؤلفة على العنوان الإلكتروني: 
Karen.Jacobsen@tufts.edu

ملخص تنفيذي 

  خلال العقود الأخيرة، خلفت الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين الشمال والجنوب في السودان وحوادث الصراع في دارفور أكبر تجمع من تجمعات النازحين داخلياً على مستوى العالم. ونجد قسماً كبيراً من هؤلاء النازحين داخلياً في ربوع العاصمة السودانية الخرطوم والمناطق المحيطة بها. وكانت الدراسة المشتركة بين جامعة توفتس ومركز رصد النزوح الداخلي حول السودان دراسة تجريبية للإعداد والتحضير لدراستنا الأكبر والأكثر شمولية والتي تم إجراءها في عام 2007، وذلك بعد عامين من توقيع اتفاق السلام الشامل. ورغم أن الاتفاق قد أحيا الأمل من جديد في عودة النازحين داخلياً إلى ديارهم، إلا أن استمرار تدهور الأوضاع الأمنية وغياب الخدمات في مناطق العودة والخوف من انتهاك الاتفاق في أي لحظة، جميعها أدى إلى تباطؤ وتيرة العودة.

  وقد أجرينا المسح في عدد من المناطق المختارة من الخرطوم الكبرى، ومستبعدين من نطاق تغطية البحث مخيمات النازحين داخلياً. وكانت أهداف المسح بصفة عامة هي موافاة الحكومة السودانية ومجتمع العاملين في حقل العمل الإنساني بتقديرات سكانية للنازحين داخلياً ومعلومات حديثة تناول مناحي التفاوت في الأوضاع المعيشية الخاصة بالنازحين داخلياً وغير النازحين داخلياً القاطنين خارج المخيمات. 

  وقد تم إجراء المسح خلال الفترة من 4 إلى 13 مارس / آذار 2007، وشمل المسح 16 وحدة إدارية في أربع محليات في الخرطوم الكبرى وهي محلية أمبدة (أم درمان) ومحلية جبل أولياء ومحلية الخرطوم (الخرطوم) ومحلية شرق النيل (الخرطوم بحري). وقد استعنا في إجراءه بالبيانات المحدثة للإحصاء السكاني الذي أجراه المكتب القومي للإحصاء في نوفمبر / تشرين ثاني 2003. وبعد تقسيم المدينة إلى عدة مناطق تمثل المناطق ذات الكثافة المنخفضة والمتوسطة والمرتفعة من النازحين داخلياً، قمنا باستخدام أسلوب أخذ العينات القائم على الكثافة السكانية (PPS) وذلك لاختيار وحدات المعاينة الابتدائية (وهي المناطق الإدارية) ثم المعاينة المقطعية لاختيار الأسر. وقد شملت العينة النهائية التي تضمنت 980 أسرة 6764 فرداً، منهم 2846 فرد دون سن الثامنة عشرة. وقد أجرينا تحليلاً ثانوياً لبياناتنا لكي نحدد السمات الغالبة للنازحين داخلياً، ثم قمنا بمقارنة هذه المجموعة الفرعية بغير النازحين داخلياً.

  عرض عام لنتائج المسح الخصائص الديموغرافية والأسرية للمبحوثين من بين أفراد عينتنا البحثية التي بلغ قوامها 980 مبحوثاً، وجدنا ما يلي:

• بلغت نسبة الرجال في العينة 58%، وآان متوسط أعمار الرجال 45 عاماً، فيما كان متوسط أعمار النساء 37.5 عاماً. وكان معظم أفراد العينة (ونسبتهم 92%) من المتزوجين.

• كان للأسرة الواحدة ثلاثة أطفال في المتوسط، ولم يكن لدى 12% من الأسر أي أطفال. وبلغ متوسط عدد الأفراد في الأسرة الواحدة 6.9 فرداً، وكان العدد الإجمالي لأفراد أسر جميع المبحوثين في العينة 6.764 فرداً.

• كان ما يقرب من 20% من مبحوثي العينة من الأميين، بينما كان يحمل 20% منهم تعليماً دينياً (قرآنياً)، فيما استكمل 20% منهم تعليمهم الابتدائي، وأنهى 26% من العينة تعليمهم الثانوي، وقال 13.5% منهم أنهم تلقوا شيئاً من التعليم الجامعي.

• كان ما يقرب من نصف المبحوثين (وبنسبة 48%) يقطنون مساآن مبنية من الطين، بينما كانت نسبة 39% تسكن في منازل من الطوب، و9% في منازل خرسانية. وقالت نسبة 3% فقط أنها تعيش في مساكن مؤقتة (أو أكواخ).

• من حيث العمل، قال 20% من المبحوثين أنهم يعملون في وظائف متفرغة، و27% في وظائف غير متفرغة، و25% في أعمال حرة، فيما كانت نسبة 18% من عينة المبحوثين من ربات البيوت. وبلغت نسبة العاطلين عن العمل 7.7%، فيما قال أقل من 1% منهم أنهم طلبة.

• أتى المبحوثون على ذكر أسماء 98 مجموعة عرقية مختلفة تمثل انتماءاتهم العرقية. وكان الانتماء للمجموعات العرقية الخمس الكبرى- وهي النوبة والجعليين والفور والدناقلة والدينكا – تُمثله نسبة 38% من كامل العينة.

الهجرة إلى الخرطوم 

  من بين من التقيناهم من المبحوثين، قال 23% منهم أنهم ولدوا في الخرطوم، فيما قال 9.6% منهم أنهم أتوا إلى الخرطوم قبل عام 1970. وقد أجاب عن سؤالنا ‘لماذا أتيتم إلى الخرطوم؟’ عدد 718 مبحوثاً؛ وهو ما يشير إلى أن ما يقرب من 73% من العينة كانوا قد هاجروا في وقت من الأوقات إلى الخرطوم. وقد شهدت الفترة فيما بين عامي 1983 و 2000 زيادة في موجات الهجرة، ولتأخذ بعدها هذه الموجات في التراجع بدءاً من عام 2000.

الموطن السابق

  قمنا بنسب كل مبحوث إلى "موطن سابق" له، وذلك على أساس المكان الذي ولد فيه، والمكان الذي آان يعيش فيه (إن وُجد) قبل مجيئه إلى الخرطوم. وقمنا بتجميع الإجابات في التصنيفات الخمسة التالية:

1- "الخرطوم بالإضافة إلى الشمال"، وقد تضمن القادمين من منطقة الخرطوم، والولايات الشمالية (نهر النيل والولاية الشمالية والبحر الأحمر وشمال كردفان وكسلا وقضارف والجزيرة وسنّار والنيل الأبيض ومدن بابانوسا ومُجلد في شمال آردفان، والتي لا تقع في المناطق الثلاث). ولا تُعتبر هذه المناطق مرتبطة بصفة عامة بأي صراعات، رغم أنها كانت ولازالت معرضة للجفاف والمجاعة كما استهدفتها مخططات الزراعة المُميكنة ومشروعات التنمية شاملة بناء السدود، والتي أدت لنزوح الكثيرين على مدار أعوام عدة، ولكن بدرجة أقل بكثير عما هو الحال في المناطق الأخرى في السودان. وكان 62% من مبحوثينا قد قدموا من هذه المناطق.

2- شمل "الجنوب" منطقة الاستوائية وبحر الغزال الشمالية والوحدة وجونقلي والبحيرات وأعالي النيل. وكما ذكرنا آنفاً، شهدت هذه المنطقة صراعات فيما بين عامي 1982 و 2003. وكانت نسبة 9.5% من أفراد العينة من الجنوب.

3- شملت "المناطق الثلاث" بحر الغزال الشمالية ومعظم جنوب كردفان (فيما عدا مدن بابانوسا ومُجلد) وولاية النيل الأزرق الجنوبية. وآما ذكرنا آنفاً، كانت هذه المنطقة محلاً لصراعات دائرة فيما بين عامي 1982 و 2005. وكانت نسبة 12.4% من أفراد العينة تنتمي للمناطق الثلاث. 

4- "دارفور" وتشمل غرب وجنوب وشمال دارفور. وكما ذكرنا آنفاً، كانت هذه المنطقة منطقة قحط وصراعات على فترات متقطعة قبل عام 1982، ثم أصبحت منطقة صراعات منذ عام 2003. وقد قدم 14.7% من أفراد العينة من دارفور.

5- "بلدان أخرى" وتشمل القادمين أو من كانوا يعيشون في السابق خارج السودان. وكما نرى في الجدول (2-2)، كانت هذه البلدان تتألف من اليمن (1) وتشاد (3) وإثيوبيا (3) وقطر (2) والإمارات (1) والسعودية (2) ومصر (1). ومن بين الــ 14 مبحوثاً الذين كانوا يقطنون خارج السودان، ولد ثلاثة منهم في السودان، وكانت النسبة الأكبر منهم من المهاجرين إلى الخليج أو تشاد. وكانت نسبة 1.4% فقط من أفراد العينة تعيش في بلدان أخرى. ونظراً لأن محط اهتمامنا في هذا التقرير هو النازحين داخلياً، فإننا سنسقط هؤلاء المهاجرين من البلدان الأخرى من تحليلنا.

  وكما هو متوقع، كانت المجموعات العرقية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالموطن السابق، حيث أتى معظم المنتمين لقبائل الفور من دارفور، أما المنتمين للدينكا فقد أتوا من الجنوب، فيما أتى المنتمون للنوبة من المناطق الثلاث، وجاء الجعليون في غالبيتهم من الخرطوم/الولاية الشمالية. 

  وقد وصلت أعداد المهاجرين من الجنوب إلى ذروتها فيما بين عامي 1985 و 1995، ثم تراجعت بشكل كبير بعد عام 2000. وجاء قدوم المهاجرين من دارفور بشكل مستمر وبلا انقطاع إلى حد ما، مع تزايد أعدادهم زيادة طفيفة بعد عام 2000 (بعدما دخل الصراع في دارفور طوراً أكثر حدة). 

التوزيع السكني داخل الخرطوم

   جاء توزيع المبحوثين داخل الخرطوم مرتبطاً ارتباطاً كبيراً بموطنهم السابق. وكان المبحوثون من الخرطوم/الولاية الشمالية موزعين توزيعاً متساوياً في محليات الخرطوم الأربع، أما المبحوثين من دارفور والجنوب والمناطق الثلاث فكانوا أكثر تركزاً في الخرطوم الجنوبية أو أم درمان، وكلاهما من أفقر المناطق في الخرطوم.

سبب الهجرة

   قدم معظم مبحوثينا (69%) إلى الخرطوم بحثاً عن عمل، فيما قالت نسبة 11% أنها أتت فراراً من الصراعات أو سعياً وراء الاستقرار. وكان من بين الأسباب الأخرى التي أوردها المبحوثون البحث عن مسكن أو أرض (بنسبة 6%) أو التعليم (5%) أو الانضمام للأسرة (5%). وجاءت أسباب القدوم إلى الخرطوم مرتبطة بشكل كبير بالانتماء العرقي. حيث قال غالبية المنتمين لقبيلة الدينكا (67%) بأنهم قدموا لأسباب متعلقة بالصراع الدائر، فيما قالت جميع المجموعات العرقية الأربع الأخرى بأن البحث عن العمل كان هو السبب الرئيسي الذي دعاها للمجئ. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا