الهجرة الداخلية في المملكة العربية السعودية حجمها واتجاهاتها
إبراهيم بن عبد الله الحميدي
أستاذ مشارك، قسم الإرشاد والاقتصاد الزراعي
كلية الزراعة والطب البيطري، جامعة الملك سعود، فرع القصيم، المملكة العربية السعودية
(قدم للنشر في 17/3/1422هـ؛ وقبل للنشر في 18/1/1423هـ)
ملخص البحث.من بين العوامل غير الطبيعية في زيادة السكان، تبرز الهجرة وبالذات الداخلية كعامل ذي تأثير كبير على تغيير حجم السكان بين مناطق الدولة نتيجة لعوامل الجذب والطرد التي تتميز بها كل منطقة عن الأخرى.من هذا الجانب استهدفت هذه الدراسة إجراء عملية تحليل وصفي لشكل الهجرة الداخلية في المملكة العربية السعودية للمواطنين بين مناطق الدولة الثلاث عشرة الإدارية من واقع أحدث مسح ديموجرافي تم عمله في سنة 1999م عن طريق البحث العيني للسكان، وذلك لغرض تتبع هذه الظاهرة بين مناطق المملكة. ولقد تبين من الدراسة أن مجموع المهاجرين بين أرجاء مناطق المملكة بلغ 1.699.310 أفراد ويشكلون11.55% من مجموع السكان السعوديين الموجودين داخل المملكة أثناء عملية المسح.ولقد كان أكثر من نصف تلك الهجرات القادمة 70.41% تتجه نحو المناطق الثلاث الكبرى في المملكة وهي الرياض ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية، في حين برزت مناطق جازان والباحة وعسير والقصيم كأكبر المناطق فقدا للسكان والتي تجاوزت ثلاثة أرباع صافي الهجرة 77.98% الكلي للبلاد.كما تبين أن أعلى فئة عمرية تتم بها هذه الهجرات لكلا الجنسين كانت بين سنوات (25-29) والتي بلغت 12.28% من مجموع هذه الهجرات.كما بينت الدراسة أنه لم يظهر أي فرق بين الجنسين في هذه الهجرات الداخلية والتي بلغت للذكوروالإناث 50.94%، 49.06% على التوالي.
المشكلة البحثية وأهميتها
من أكثر أشكــال الهجــرة ملاحظــة في دول العالم هي تنقلات السكان داخل حدود الدولــة الجغرافيــة من منطقــة إلى أخــرى لأسباب عدة كالدوافع الاقتصادية أو الاجتماعيــة وخلافــه.حيث تعتــبر هــذه الهجــرات، وبالذات نحو المراكز الحضرية، من أقــوى العــوامــل التي تقــف خلــف ارتفــاع معــدل السكــان في تلك التجمعات الحضريــة، وبينــت الدراسات السكانية المتعددة أنه كلما كانت القيود على تحركات السكــان قليلة، إضافة إلى انعدام المعوقات المادية والطبيعية والاقتصادية والاجتماعية داخــل البــلاد، ارتفعــت معــدلات الهجــرة الداخلية، وبالذات نحو مناطق الجذب في ذلك المجتمع.هذا النوع من الهجرات في الغالب لا يتطلب من الفرد مبالغ ضخمة كما في الهجرات الدولية أو تعلم لغة أخرى، إضافة إلا أنها لا تتبع نظاما معينا، ولا تتطلب الانفصال الكامل عن الموطن الأصلي. ومما يميز الهجرة الداخلية هو بحث الإنسان عن شيء ينقصه أو يفتقده في موطنه الأصلي، ولطبيعة هذه الحركات السكانية التي تتميز بالذهاب والإياب والتي تشبه بندول الساعة فتسمى في الغالب بالهجرة المتذبذبة أو المتقلبة oscillatory migration.(1)
تعرض مثل هذا النوع من الهجرة لكثير من دراسات الباحثين والمختصين لما له من أهمية كبيرة في معرفة مناطق الجذب السكاني وأسباب الجذب لتلك المناطق، وكذلك دوافع طرد السكان من مناطقهم الأصلية، وما هي المناطق التي تكون أكثر طردا للسكان من غيرها، وبالتالي أثر ذلك على خطط التنمية الوطنية وعلى مدى نجاح تلك الخطط في تحقيق أهدافها. ولقد بينت خطة التنمية الوطنية الخامسة في المملكة العربية السعودية(2) أن مناطق الوسطى والغربية والشرقية تفوق بقية المناطق الأخرى كالشمالية والجنوبية في التطور، حيث احتكرت تلك المناطق الثلاث 92% من الرخص الممنوحة للمصانع والمؤسسات التجارية، كما أنها تنتج أكثر من 85% من كهرباء البلاد ويوجد بها أكثر من 87% من خطوط الهاتف العاملة.
هدف الدراسة
استهدفت الدارسة بصفة رئيسة التعرف على حجم الهجرة الداخلية في المملكة العربية السعودية واتجاهاتها وأي المناطق أكثر جذبا للسكان أو كسبا وأيها أكثر طردا أو خسارة للسكان، وكذلك معرفة الهجرات القادمة والمغادرة لكل منطقة من المناطق الثلاث عشرة على مستوى المملكة عن طريق تحليل نتائج المسح الديموجرافي للسكان الذي أجري في المملكة في عام 1999م والموسوم بـ "الخصائص السكانية في المملكة العربية السعودية: من واقع نتائج البحث الديموجرافي 1999م" ومقارنة ذلك بمثيلتها في نتائج إحصاء السكان لعام 1974م، (3)إضافة إلى التعرف على خصائص المهاجرين العمرية والنوعية، وذلك على مستوى مناطق المملكة.
الإطار المرجعي
ما هي الهجرة السكانية؟
يشير مصطلح الهجرة إلى أنه "عملية انتقال أو تحول أو تغير فيزيقي لفرد أو جماعة من منطقة اعتادوا الإقامة فيها إلى منطقة أخرى أو من منطقة إلى أخرى داخل حدود بلد واحد أو من منطقة إلى أخرى خارج حدود هذا البلد. وقد تتم هذه العملية بإرادة الفرد أو الجماعة أو بغير إرادتهم وإنما باضطرارهم إلى ذلك قسرا أو لهدف خططه المجتمع.وقد تكون عملية الانتقال والتحول في المكان المعتاد للإقامة من منطقة إلى أخرى، على نحو دائم أو مؤقت".(4)ويعتبر مصطلح الهجرة من أكثر المصطلحات تداولا من قبل الباحثين والدارسين، حيث تعددت وتباينت تعاريف الهجرة تبعا لاختلافات الباحثين والدارسين. فيمكن أن يدرس مصطلح الهجرة من عدة جوانب وعلى عدة مستويات، حيث بالإمكان النظر إلى ظاهرة الهجرة من وجهتي نظر مختلفتين، إحداهما على المستوى الفردي individual levelوالأخرى على المستوى الجمعي aggregate level.فعلى المستوى الجمعي يتم التركيز في هذا الجانب على خصائص المنطقة المهاجر إليها ودراستها وتحليلها؛ أما على المستوى الفردي، فالتركيز هنا هو على خصائص ومواصفات الفرد المهاجر.كما أنه من الممكن أن تتم دراسة وتحليل العوامل المرتبطة بالمنطقة المهاجر إليها وتأثير ذلك على الفرد في اتخاذ قرار الهجرة من عدمه، ولكن من الخطأ أن تستخدم هذه البيانات المرتبطة بالمنطقة لإعطاء استنتاجات وتحليلات عن مواصفات الأفراد المهاجرين لهذه المنطقة.(5)وبين Lee(6) أن أي شكل من أشكال الانتقال والترحال، سواءً كان لمسافة قصيرة أو طويلة أو تطلب مجهودات كبيرة أم قليلة، يستلزم منطقة أصل ينطلق منها ومنطقة وصول كمحطة نهائية ومجموعة من العوامل المتداخلة بين المنطقتين سماها Leeالعوائق المتداخلة، وعلى رأس تلك العوائق المسافة التي يقطعها المهاجر والتي تعتبر من أهم العوامل خلف قرار الهجرة.
ولقد فرق السكران(7) بين ثلاثة محاور أساسية ينطلق منها دارسو الهجرة في تعريف هذا المصطلح.فبين أن المحور الأول يعرف الهجرة كظاهرة جغرافية تعني انتقال السكان من منطقة جغرافية إلى أخرى، والمحور الثاني يعرف الهجرة كظاهرة اجتماعية تهتم بانتقال الفرد أو مجموعة من الناس من مجتمع إلى آخر يترتب عليه تغير في طبيعة العلاقات والروابط الاجتماعية للأفراد المنتقلين. والمحور الثالث ينظر للهجرة من الناحية الإحصائية عن طريق التعريف الإحصائي للهجرة والذي يعتبر كل حركة من خلال الحدود تدخل في إحصاءات الهجرة باستثناء حركات السياحة.
ونخلص إلى محصلة نهائية وهي أن مفهوم الهجرة يمكن أن يفسر من خلال أربعة تصنيفات بينها عبد الكريم(8) بالتالي:
1- تفسير وفق محك سيكولوجي باعتبار الهجرة قسرية أو اختيارية من مكان لآخر ولأي سبب كان.
2- تفسير وفق محك زمني باعتبار الهجرة وقتية أي لفترة محدودة من الزمن أو دائمة من منطقة لأخرى.
3- تفسير وفق محك أو بعد عددي باعتبار أنها هجرة فردية أو جماعية من مكان لآخر.
4- تفسير وفق محك جغرافي باعتبار الهجرة داخلية أي داخل حدود الدولة أو خارج حدود الدولة.
الهجرة الداخلية
يقصد بالهجرة الداخلية internal migration انتقال الأفراد والجماعات بصورة دائمة أو مؤقتة داخل حدود الوطن أو الدولة من مجتمع محلي إلى مجتمع محلي آخر طلبا لأسباب الرزق والعيش السعيد.ويعزى ذلك الانتقال لفقر البيئات المحلية المهاجر منها أو اكتظاظها بالسكان وما يتبع ذلك من انخفاض في الأجور أو تفشي البطالة.(9) حيث تعتبر هذه الهجرة
من العوامل الهامة في زيادة سكان مجتمع ما أو نقصه بالإضافة إلى الزيادة أو النقص الطبيعي الناجم عن الولادات والوفيات.إن ظاهرة الهجرة الداخلية لا تقتصر على الدول النامية بل تشمل أيضا الدول المتقدمة ولكن بصورة أقل، حيث بين جسوس(10) أن الدول الغربية تتم بها الهجرة ولكن بشكل بطيء وبشكل تدريجي تبعا للتغيرات الاقتصادية في تلك الدول. ففي الولايات المتحدة الأمريكية قامت شركات الحديد بالعمل على تعمير السهول الوسطى بينما قامت حكومة الاتحاد السوفيتي سابقا بتعمير سيبيريا وذلك عن طريق تهجير السكان من روسيا الأوروبية والآسيوية.(11)ولقد ذكر غلاب وعبد الحكيم(12) أنه في سنة 1930م قدر عدد المهاجرين داخل دولهم من إقليم إلى آخر في قارة أوروبا (عدا ما يعرف بالاتحاد السوفيتي سابقا) 75 مليون شخص مقارنة بعشرة ملايين شخص هاجروا خارجيا.بينما الأمر يختلف في الدول النامية، حيث تطورت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ دون أن يرافق ذلك أي تطور اقتصادي كبير قادر على امتصاص المجموعات البشرية المهاجرة إلى المدن. ففي مصر بين جورجي(13)أن إقليم القاهرة الكبرى قد ارتفع عدد السكان فيه من مليونين إلى ستة ملايين في عام 1960م ثم إلى سبعة ملايين في عام 1970م ثم إلى 8.5 مليون عام 1976م. حيث بين أن معدل الزيادة السنوية لإقليم القاهرة بلغ 4.6% منها 2.4% زيادة طبيعية، 2.2%نتيجة للهجرة، وبلغت الزيادة عن طريق الهجرة 90% من الزيادة الطبيعية.وفي عمان، قفز عدد سكانها من عشرين ألف فرد في عام 1938م إلى 330 ألف فرد عام 1967م. (14)وفي سوريا بلغ حجم التحركات السكانية الداخلية1.148.328 نسمة أي ما يعادل 18.2% من مجموع سكان سوريا البالغ عددهم 6.304.685 نسمة في عام 1970م،وكان 86% من هذه التحركات نحو المدن.(15)وبين جسوس(16) أن عدد سكان المدن المغربية قد زاد من 420 ألف نسمة في عام 1920م إلى 5.147.000 نسمة في عام 1971م، وكان نصيب الهجرة من هذه الزيادة ما يقارب 32%.وفي تونس أوضح ستهم( 17) أن عدد المهاجرين بلغ 640.448 نسمة من جملة السكان البالغ عددهم 4.533.351 نسمة عام 1966م، أي بنسبة 14.10%.أما في المملكة العربية السعودية، فبين الثمالي(18) أن عدد المهاجرين بين أجزاء المملكة بلغ 674.843 نسمة في عام 1974م، أي ما نسبته 11.37% من جملة السكان السعوديين البالغ عددهم 5.935.361 نسمة.لذا عزا القصير(19) اختلاف الهجرة الداخلية عن الهجرة الخارجية لخمسة أسباب وهي:
•تكلفة الهجرة الداخلية قليلة مقارنة بالخارجية لكون المسافة قصيرة.
•لا يواجه القائم بها مشاكل الحصول على تأشيرة دخول مقارنة بالهجرة الخارجية.
•مشكلة اللغة غالبا تنتفي في حالة الهجرة الداخلية.
•الاستعداد النفسي المريح للمهاجر مقارنة بالهجرة الخارجية.
•وجود تيارات واتجاهات عكسية للهجرة الداخلية عن طريق قدوم أناس جدد لتلك المناطق الطاردة من مناطق أخرى بالبلاد.
كما أن للهجرة الداخلية أنواعا عدة بينها المطري(20) كالهجرة إلى العمل،حيث تشمل جميع الهجرات الموسمية ذات الذبذبات طويلة المدى كالهجرة البدوية وشبه البدوية والهجرة للرعي في المناطق الجبلية إضافة إلى الهجرة للزراعة والحصاد.وهناك الهجرة اليومية ذات الذبذبات قصيرة المدى كعملية الخروج للعمل بصفة يومية والتي زاد التقدم في وسائل المواصلات من انتشارها في الوقت الحاضر، هذا بالإضافة إلى الهجرة الدائمة للعمل كانتقال الفرد من منطقة إلى أخرى بانتقال كلي لغرض العمل وطلب الرزق.أما النوع الآخر، فهوالهجرة إلى الراحة وتزجية الوقت والتي تشمل عطلة نهاية الأسبوع، وإجازة نهاية العام الصيفية، والعطلة السنوية لعمال المصانع ومؤسسات الدولة، ورحلات السياحة الترفيهية والتثقيفية.إضافة إلى الأنماط الأخرى من الهجرة الداخلية كحركات إعادة توزيع السكان، ونقلهم من مكان إلى آخر، وحركات توطين البدو، وكذلك حركات الارتداد، وإعادة الاستيطان وحركات الهجرة إلى الزواج.ولخص القصير(21) أنواع الهجرة الداخلية إلى هجرة من الريف إلى الريف، وهجرة من الحضر إلى الريف، وهجرة من الحضر إلى الحضر، وأخيرا الهجرة من الريف إلى الحضر والتي تعتبر أكثر الأنواع شيوعا واستمرارا.كما فرق جلبي(22) بين نوعين من الهجرة الداخلية هما:الهجرة الريفية الحضريةوالتي تعد أشهر أنواع الهجرات وأوضحها والتي تزداد كلما زادت المدن من خصائصها كمراكز جذب.والنوع الآخر هي الهجرة من إقليم إلى آخر أو من ولاية إلى أخرى أو من منطقة إلى منطقة ثانية أو من محافظة إلى محافظة أخرى داخل حدود الدولة الواحدة وبين منطقتين يحملان نفس الصفات الثقافية والحضرية والتي سوف تكون محور هذه الدراسة.
قوانين الهجرة الداخلية
تعددت محاولات الباحثين الذين درسوا الهجرة في وضع قوانين تفسر هذه الظاهرة والتي تعتبر من أهم مواضيع علم الاجتماع.وكانت المحاولة الأولى من قبل الإنجليزي رافنستين E.G. Ravenstein في القرن التاسع عشر والذي تطرق لهذا الموضوع حيث نشر مقالتين، الأولى في سنة 1881م والأخرى في سنة 1889م، والتي لخص بها التغيرات السكانية والاقتصادية وبالذات فيما يتعلق بعامل المسافة بين الموطن الأصلي والموطن الجديد، وذلك استنادا على نتائج التعداد السكاني لسكان بريطانيا في تلك الفترة.(23) ولقد قام Everett S. Leeفي مقال بعنوان “A Theory of Migration”نشر في عام 1970م بتلخيص آراء رافنستين بعدة نقاط وسماها قوانين الهجرة (24) وهي:
1- إن حجم الهجرة داخل منطقة معينة يتباين مع درجة التنوع البيئي لهذه المنطقة.وهذا يعني أنه كلما زادت الفوارق البيئية بين منطقتي الأصل والوصول أدى ذلك إلى إيجاد مستويات مرتفعة من الهجرة.
2- إن حجم الهجرة يختلف باختلاف السكان وتنوعهم. فكلما كان هناك تشابه كبير بين السكان، سواء في الأصول العرقية أو المستوى التعليمي أو الدخل أو التقاليد والعادات، يمكننا أن نتوقع معدلات هجرة منخفضة عما لو كان هناك تباين كبير بين السكان.
3- إن حجم الهجرة يختلف تبعا لسهولة أو صعوبة تخطي العوائق المختلفة التي تواجه المهاجر. وفي الغالب يكون هذا العامل خلف القرار الذي يتخذه الفرد في الهجرة من عدمها.
4- إن رغبة الناس في تحسين أوضاعهم الاقتصادية من بين الحوافز الكبيرة على الهجرة.
5- إن حجم الهجرة ومعدلاتها تميل إلى الزيادة مع مرور الزمن وخاصة إذا لم تفرض ضوابط صارمة للحد من هذه الهجرة.
6- إن الهجرة تؤدي إلى زيادة الهجرة. أي أن الشخص الذي سبق له الهجرة يكون لديه استعداد للهجرة مرة أخرى إذا اقتضى الأمر ذلك، وفي نفس الوقت يكون هذا الشخص المهاجر دافعا لمن لم يسبق له الهجرة بمحاكاة هؤلاء الأشخاص المهاجرين وخاصة في حالة تحسن أوضاعهم.
7- إن الهجرة تميل للحدوث داخل تيارات محددة جدا.حيث نجد أن المهاجرين في الغالب يسلكون طرقا محددة بوضوح بين منطقتي الأصل والوصول، وغالبا ما يؤدي تغلب هؤلاء المهاجرين على هذه العوائق إلى تذليل صعاب الطريق أمام المهاجرين الجدد.(25)
وبين القصير(26) أن هذه القوانين لا يمكن أن تنطبق على جميع الدول وذلك لاختلاف ظروف كل مجتمع عن الآخر، إضافة إلى أن ظروف المجتمع الإنجليزي في الفترة التي أخرج فيها رافنستين نظرياته كانت ظروفا شاذة في ذلك الوقت؛ حيث كان الريف الإنجليزي قد زحفت عليه مظاهر التحضر والتمدن بصورة سريعة نتيجة لظهورالمراكز الصناعية الكثيرة في أرجاء الدولة؛ مما كان له أكبر الأثر في جذب عدد كبير من الفلاحين القريبين من تلك المراكز والذين كانوا يعانون من هبوط حاد للأسعار في مناطقهم الزراعية، كما عانوا من نزوح الأجانب نحو مناطقهم رغبة في شراء منتجاتهم، إضافة إلى أن المدن قد لا تكون صالحة دائما لاستقبال سكان جدد ففي أوقات الحروب والأزمات الاقتصادية قد تقذف بعدد كبير من سكانها إلى مناطق أخرى في البلاد وبالخصوص نحو المناطق الريفية.
نتائج الهجرة الداخلية
للهجرة سواء الداخلية أو الخارجية نتائج واضحة على مناطق الوصول وكذلك على مناطق الأصل، حيث تتفاوت تلك النتائج من سكانية إلى اقتصادية إلى اجتماعية إضافة إلى أن تأثر وتأثير هؤلاء المهاجرون بمكان الوصول يختلف من مجتمع إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى داخل المجتمع الواحد.فقد يفرض هؤلاء المهاجرون ثقافتهم على منطقة الوصول كما حدث في حالة الهجرات الأوروبية نحو الولايات المتحدة الأمريكية، أو قد يندمج هؤلاء المهاجرون في مجتمع الوصول ويتبنون ثقافته كحال معظم الهجرات الريفية نحو المناطق الحضرية. ولقد قام كل من عبد الكريم(27) وجلبي(28) باستعراض مجموعة من النتائج للهجرة الداخلية يمكن تلخيصها فيما يلي:
1- تعد الهجرة وسيلة لتحقيق التوازن بين عدد السكان والمصادر الطبيعية للثروة إضافة إلى تنظيم الاستفادة من القوى البشرية إلى أقصى حد ممكن.
2- تعد الهجرة من بين الوسائل التي يحاول عن طريقها الفرد إيجاد توافق أكثر مع النظام الاقتصادي والاجتماعي السائد في المجتمع.
3- أدت هجرة كثير من الأيدي العاملة من المناطق الريفية إلى المدن والانخراط في القطاع الصناعي كعمال إلى وفرة عددية في هذا القطاع، الأمر الذي أدى إلى خلل في التوازن مع القطاعات الأخرى، ومن ثم تدهور أجر العمالة في هذا القطاع؛ مما تسبب في انخفاض مستوى معيشة هؤلاء الأفراد إلى حد الكفاف والذي تسبب في حالة البؤس لهؤلاء العمال.
4- ظهور الكثير من المشاكل في المدن نتيجة لهذه الهجرات، كمشاكل الإسكان والمواصلات والصحة العامة والترفيه ومؤسسات الخدمات العامة.
5- انتشار كبير لمظاهر السلوك الانحرافي في المدن نتيجة للهجرات وكذلك ارتفاع معدلات الجرائم على اختلاف أنواعها نتيجة لزيادة السكان.
6- أدت الهجرات الداخلية وبالذات من الريف للحضر إلى ضعف و تفكك في الروابط الاجتماعية بين الأفراد وبين الجماعات التي ترتبط بها كالأسر الممتدة وأسر التوجيه.
7- نتيجة لهذه الهجرات الداخلية وبالذات نحو المدن زاد الاهتمام بتطوير وتحسين المدن وسكانها على حساب كثير من المناطق الأخرى وبالذات المناطق الريفية؛ مما زاد الفجوة والهوة بين المناطق الحضرية والريفية؛ مما أدى إلى بروز ظاهرة الإقليمية الثنائية.
8- أدت الهجرات الداخلية إلى اختلال في التركيب الاجتماعي وفي معدلات الزواج وفرصه نتيجة لاختلاف نسبة الذكور إلى الإناث سواء في الحضر أو الريف.
طرق تقدير حجم الهجرة الداخلية
تعتمد بيانات الهجرة بدرجة كبيرة وأساسية على بيانات التعدادات السكانية أو عن طريق الاستقصاءات والمسح بالعينة لاستخراج بعض المقاييس والتي تعرف بنسب أو معدلات الهجرة.حيث بين أبو عيانة(29) أن هذه المقاييس تعد أساسا للحكم على حجم الهجرة في منطقتي الأصل والوصول.ومن الملاحظأن هذه الطريقة غالبا ما تكتنفها الصعاب والمشاكل والتي تندر أن توجد عند قياس الخصوبة أو الولادات والوفيات؛ وذلك لتوفر البيانات المرتبطة بتلك الظواهر وتفصيلها ووضوحها مقارنة بالهجرة.بناءً على ذلك بين جلبي(30)بعض الاعتبارات التي يجب ألا نهملها عند تقدير حجم الهجرة، وكذلك مصادر البيانات المستخدمة في عملية التقدير أو القياس.ومن بين الاعتبارات التي ينبغي التركيز عليها أهمية وضع تعريف واضح لمفهوم المكان المعتاد للإقامة طالما كان المقصود بالهجرة هو تغيير مكان الإقامة من منطقة إلى أخرى، إضافة إلى أهمية وضع تعريفات واضحة لمصطلح الموطن الأصلي ومكان الوصول أو المعيشة الحالي.كذلك ينبغي عدم إغفال الفترة الزمنية التي تقدر من خلالها الهجرة، ويفضل أن تكون بحدود سنة واحدة؛ لأنه في حالة الزيادة قد يقوم الأفراد بعدد من التغييرات في الإقامة، وبالتالي يتعذر معرفة العدد الحقيقي لمن قام بالهجرة من عدمها؛ ومن ثم لا نستطيع إجراء التقدير الدقيق والصادق لحقيقة الهجرة.بناءً على ذلك حدد أبوعيانة(31) ثلاث طرق بواسطتها يتم تقدير حجم الهجرة الداخلية واتجاهاتها؛ حيث تعتمد هذه الطرق على مصدرين أساسيين هما التعداد والإحصاءات الحيوية، ولكن تعتبر بيانات التعداد من أهم هذه المصادر؛ وذلك لأنه يمكن عن طريقها معرفة حجم الهجرة الداخلية مباشرة عن طريق توزيع السكان حسب أماكن الميلاد أو حسب أماكن الإقامة المعتادة أو مدة الإقامة في مكان التعداد أو الحصر، وهذه الطرق هي:
طريقة محل الميلاد
تعتمد هذه الطريقة على مصدر إحصائي واحد فقط هو تعداد السكان، حيث تستخدم جداول محل الميلاد مقارنة بمكان الإقامة وقت التعداد.فالسكان الذين يعدون في منطقة ( أ ) مثلاً وليسوا من مواليد هذه المنطقة فإنهم في هذه الحالة يعتبرون مهاجرين من المناطق التي ولدوا فيها إلى منطقة ( أ )، و بالمثل فإن السكان الذين عدوا في المناطق الأخرى وكانوا من مواليد منطقة ( أ ) فإنهم أيضا يعتبرون مهاجرين من منطقة ( أ ) إلى تلك المناطق.وعند استخدام هذه الطريقة في عدة تعدادات متتالية فإنه يمكن معرفة تطور حركة الهجرة الداخلية في الدولة. وتوضح هذه الطريقة حركة تبادل المهاجرين بين المناطق الإدارية في البلاد وكذلك في تحديد تيارات الهجرة وكثافتها واتجاهاتها، إضافة إلى أن هذه الطريقة تفيد أيضا في معرفة أصول المهاجرين ونسبتهم إلى جملة سكان المنطقة التي هاجروا إليها أو منها. ويعاب على هذه الطريقة حدوث خطأ في ذكر مكان الميلاد وبالذات لدى كبار السن وللذين أمضوا فترات طويلة في مكان الإقامة، إضافة إلى أنه عند سؤال رب الأسرة عن مكان ميلاد بقية أفراد الأسرة فقد لا يعير أماكن ولادة هؤلاء الأفراد اهتماما كبيرا.كما تزيد المشكلة عندما تتغير الحدود الإدارية بين المناطق وبالتالي يصعب تحديد مكان الميلاد على المسمى الجديد، وخاصة عندما يكون المهاجر قد غادر مكان ميلاده منذ فترة طويلة، ولم يعد يربطه به أي رابط.كما أن الطريقة التي يجرى بها التعداد تنطوي على درجة كبيرة من الأهمية، فعند استخدام طريقة العد الفعلي، فإن موظف التعداد سوف يقوم بعد السكان حسب مكان وجودهم ليلة التعداد، وبالتالي قد يسجل البعض على أنهم مهاجرون ظاهريا مع أنهم ليسوا كذلك؛ مما يؤدي إلى صعوبات في مقارنة تطور حركة الهجرة بعكس الوضع في حالة طريقة العد حسب مكان الإقامة المعتاد.إضافةً إلى أن هذه الطريقة لا تبين سوى الفرق بين مكان المولد ومكان الإقامة؛ ومن ثم فإنها لا تبين عدد السكان الذين هاجروا في فترة زمنية معينة، كما أنها لا تبين أيضا التحركات المتعددة لنفس السكان منذ خروجهم من منطقة الأصل حتى وصولهم إلى منطقة الوصول.وعلى الرغم من سلبيات هذه الطريقة، فإنها تعتبر من أكثر الطرق نجاعة في تحديد حركة الهجرة الداخلية وذلك لسهولة الحصول على البيانات المرتبطة بهذه الظاهرة وتوافرها، مقارنة بالطريقتين التاليتين، وطريقة محل الميلاد هي الوسيلة التي استخدمت بقياس الهجرة في هذا البحث.
طريقة معادلة الموازنة
في هذه الطريقة يُعتمد على بيانات الإحصاءات الحيوية من جهة، وعلى بيانات التعداد العام للسكان من جهة أخرى، وذلك عن طريق تقدير الزيادة الطبيعية بين التعدادين ومقارنتها بالزيادة الكلية في فترة التعداد، ويمثل الفرق بينهما الهجرة الصافية سواءً كانت موجبة أو سالبة لمنطقة معينة.ويعاب على هذه الطريقة صعوبة معرفة مكان القدوم أو الوصول لأي فئة من المهاجرين، كما أنها تحتاج توافر تعدادين لا يفصلهما عدد كبير من السنوات، وأن تكون البيانات قابلة للمقارنة من حيث المجال والدقة والأقسام الجغرافية للدولة؛ وهذا يتعذر وجوده لدى كثير من الدول، وبالذات التي لا تستخدم النظام الدوري في عد السكان، إضافة إلى أن أخطاء الإحصاءات الحيوية سوف تنتقل مباشرة إلى تقديرات الهجرة.
طريقة نسبة البقاء
هذه الطريقة تقوم على دراسة خصائص المهاجرين كالعمر والنوع وهي تعتمد على ما يعرف بنسب البقاء، أي احتمال بقاء فوج من السكان في فئة عمرية معينة في تعداد معين إلى التعداد التالي في المكان نفسه.وتتطلب هذه الطريقة بيانات عن عدد السكان حسب العمر والنوع في تعدادين متتاليين، ثم معرفة نسبة البقاء التعدادية في كل فئة عمرية معينة والتي يمكن أن تطبق على السكان في التعداد الأول حتى يمكن أن يتم تقدير لعدد السكان المتوقع أن يظل على قيد الحياة في التعداد التالي، والفرق بين هذا العدد التقديري المتوقع وبين عدد السكان الذي بينه التعداد الثاني يكون هو الهجرة الصافية المقدرة. وتمتاز هذه الطريقة، وبالذات عند توافر البيانات المطلوبة والتي يصعب توافرها لدى كثير من الدول، وعلى الخصوص النامية بأنها تعطي نتائج جيدة عن تقدير الهجرة الداخلية.
مناطق الجذب والطرد البشري في المملكة العربية السعودية
تهدف هذه الدراسة أساساً إلى معرفة مناطق المملكة الجاذبة للسكان وتحديد أيضا المناطق الطاردة للسكان، وذلك من وقائع المسح الديموجرافي لعام 1999م ومن ثم مقارنة ذلك بنتائج حركة الهجرة الداخلية بإحصاء عام 1974م.ففي دراسة مفصلة لنتائج إحصاء عام 1974م قام الثمالي(32) والمطري(33) بدراسة هذه الحركة على مناطق المملكة الإدارية الأربع عشرة والتي تقلصت إلى ثلاث عشرة منطقة في المسح الديموجرافي لعام 1999م، بعد دمج منطقة القريات مع منطقة الجوف حيث أرجعا حركة الهجرة الداخلية (البالغ حجمها الكلي من مغادرين وقادمين 1.349.686 فردا) في المملكة إلى مجموعة من عوامل الجذب وأخرى من عوامل الطرد البشري في مناطق المملكة المختلفة.فمن بين عوامل الجذب توافر فرص العمل، وارتفاع الأجور، وتوافر السكن الجيد والمرافق الجيدة كالمياه الصالحة للشرب أو للزراعة والرعي وخدمات الصرف الصحي والكهرباء، وتوافر فرص التعليم بأنواعه المختلفة، وتوافر الخدمات الصحية الجيدة، وتوافر حرف الصناعة والتجارة المتقدمة، وكذلك توافر جوانب الترويح والتسلية عن النفس. أما العوامل الطاردة، فكانت افتقار مناطق الطرد لعوامل الجذب السابقة وبخاصة البطالة وعدم وجود فرص متنوعة للعمل وخلافه.بناءً على ذلك، قسمت مناطق المملكة إلى قسمين متميزين يضمان عددا متساويا من مناطق الجذب ومناطق الطرد البشري وكانت كالتالي:
•مناطق الجذب البشري:بين الثمالي والمطــري أن مناطـق الرياض ومكـة المكرمـة والمنطقة الشرقية كانت من أهم مناطق الجذب لسكان المملكة في ذلك الوقت.ففي منطقة الرياض توجد عاصمة الدولة الرياض والتي تتركز بها وزارات الدولة، وكذلك الدوائر الحكومية المختلفة إضافة لكونها العاصمة الثقافية للدولة لوجود جامعتين بها، بالإضافة لعدد من الكليات والمعاهد المختلفة والمكتبات العامة مع احتوائها على مناطق صناعية وتجارية مهمة.أما منطقة مكة المكرمة، فتضم العاصمة المقدسة للدولة وللمسلمين والتي تجتذب السكان ليس من داخل الدولة فقط، وإنما من خارجها أيضا.هذا بجانب وجود مدينتي جدة، ميناء الدولة الرئيس، وكذلك الطائف، عاصمة الدولة الصيفية في تلك الفترة. وبالنسبة للمنطقة الشرقية، فيكفي أنها تحتوي على صناعة البترول، الشريان الحيوي والمهم لاقتصاد البلاد.أما المناطق الثلاث الأخرى التي حققت كسبا سكانيا ولكن بدرجة أقل من السابقة في ذلك التعداد، فكانت مناطق تبوك والحدود الشمالية والقريات (سابقا) على الرغم من قلة عدد سكان تلك المناطق وخلوها من مراكز حضرية كبيرة.
•مناطق الطرد البشري:وصــف الثمالي والمطــري تلك المناطق الطـــاردة للسكان بالهامشية والمتطرفة، كمنطقة الجوف وحائل والباحة والقصيم والمدينة المنورة، إضافة إلى مناطق أخرى زراعية ورعوية يبحث أهلها عن فرص أرقى للتعليم والعمل، كمنطقتي جازان وعسير.
مصادر بيانات البحث
تم الاعتماد على جداول الهجرة الموجودة في المسح الديموجرافي الذي أجرته مصلحة الإحصاءات العامة "إدارة الإحصاءات السكانية والحيوية" بوزارة التخطيط، والذي نشر عبر تقرير مفصل عنون بـالخصائص السكانية في المملكة العربية السعودية: من واقع نتائج المسح الديموجرافي 1999م. (34)كما احتوى هذا التقرير أيضا على بيانات إحصائية سكانية حديثةومتنوعة عن سكان المملكة حيث عن طريق هذه البيانات-كما وضح في مقدمة التقرير-يمكن من خلالها إعداد مؤشرات ديموجرافية تساهم في إيجاد قاعدة من البيانات والمؤشرات الديموجرافية التي تتطلبها خطط التنمية.ويجدر الإشارة إلى أن من أهم هذه المؤشرات معدلات الخصوبة والوفيات والهجرة والتركيب العمري والنوعي للسكان، وكذلك الحالة الزواجية والتعليمية والمهنية والاقتصادية وغيرها. وقد جمعت البيانات الإحصائية لهذا التقرير في الفترة من 11/10/1419هـ وحتى 17/11/1419هـ (28/1 - 5/3/1999م) والذي يعتبر البحث العيني الأول في سلسلة الأبحاث الديموجرافية والتي تعتزم مصلحة الإحصاءات العامة تنفيذها في السنوات القادمة بإذن الله، مرتكزة في ذلك على إطار التعداد العام للسكان والمساكن الذي جرى في عام 1413هـ.والنقطة التي ينبغي أن لا تغيب عن أذهاننا أنه لم يحدد في هذا التقرير نوعية الهجرات الداخلية التي تمت في المملكة هل هي بين المناطق الريفية والحضرية أم بين الريفية والريفية أم بين الحضرية والريفية أم بين الحضرية والحضرية، فكل الذي ذكر هو إجمالي الهجرات فقط التي تمت بين المناطق الثلاث عشرة الإدارية في المملكة.
إجراءات البحث
اعتمدت هذه الدراسة بصفة رئيسة على البيانات الخاصة بالمواطنين فقط دون الوافدين الموجودة في التقرير المذكور لمعرفة حركة الهجرة الداخلية في المملكة والموجودة بجدول رقم 4-04)) الشامل لحركة السكان في المملكة.ولقد استخدمت النسب المئوية وبعض العمليات الحسابية لاستخلاص نتائج الهجرة القادمة والمغادرة لكل منطقة إدارية على حدة، وكذلك على مستوى مناطق المملكة.وتم ترتيب مناطق المملكة في جداول نتائج الدراسة وبالذات في القسم الثاني من النتائج (توزيع المهاجرين بين مناطق المملكة الإدارية) ترتيبا تنازليا لكل منطقة بناءً على أرقام الهجرة الوافدة لها من بقية المناطق.فمثلاً منطقة الرياض تم ترتيب المناطق بها بدءاً بمنطقة مكة المكرمة فالقصيم فعسير وهكذا حتى أقل منطقة أرسلت سكانا للرياض وهي منطقة الجوف، وهكذا مع بقية المناطق.بالإضافة للجدول السابق تم الاسترشاد أيضا بجداول أخرى اشتملت على بيانات عن نوع المهاجرين والعمر وهي جداول (4-05 ,4-06 ,4-11) لمعرفة أيهم أكثر هجرة الذكور أم الإناث، وما هي مراحل العمر السنية الأكثر هجرة مقارنة ببقية المراحل.
النتائج والمناقشة
المهاجرون من وإلى كل منطقة إدارية بالمملكة
يبين جدول رقم 1 إجمالي المهاجرين السعوديين بين مناطق المملكة الإدارية، حيث يوضح عمود صافي الهجرة (الهجرة القادمة - الهجرة المغادرة) أن هناك مناطق كسبت وأخرى خسرت.فمجموع المهاجرين بين أرجاء مناطق المملكة بلغ في المسح الديموجرافي لعام 1420هـ (1999م) 1.699.310 أفراد وبنسبة 11.55% من مجموع السكان السعوديين الموجودين داخل المملكة أثناء عملية التعداد، مقارنة بـ 674.843 فرداً في إحصاء عام 1394هـ (1974م) وبنسبة 11.37% من مجموع سكان المملكة السعوديين.يستدل من الرقمين السابقين أن نسبة المهاجرين إلى السكان تكاد تكون ثابتة في كلا التعدادين لكن الفرق هو أن عدد المهاجرين قد زاد في المسح الديموجرافي الأخير مقارنة بالسابق نظرا لزيادة عدد السكان؛ مما يوضح أن عملية الهجرة داخل المملكة مازالت مستمرة بل زادت في الفترة الأخيرة نتيجة للتطور في وسائل المواصلات وبالذات في إنشاء الطرق بين مناطق المملكة والتي خففت كثيرا من الصعوبات والعقبات أمام تنقل السكان داخل حـــدود الدولـة والتي وصلت أطوالها في نهاية الخطة السادسة للدولة حوالي 45400 كم.(35)
جدول رقم 1. التوزيع العددي والنسبي لمجموع المهاجرين من وإلى كل منطقة إدارية بالمملكة *
|
* هذه الأرقام لا تضم السعوديين المولودين بالمملكة والموجودين في الخارج وقت التعداد والبالغ عددهم 162678.
المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)، 129-130.
ويستنتج من الجدول أيضا أن مناطق الرياض والمنطقة الشرقية ومكة المكرمة قد تصدرت مناطق المملكة في جذب السكان لها والتي مازالت تشكل أهمية كبيرة لدى المهاجرين وهذا مماثل لما حدث في عام 1974م مع وقوع المنطقة الشرقية في المرتبة الثالثة بعد منطقة مكة الكرمة في ذلك التعداد، وقد يكون لإنشاء منطقة الجبيل الصناعية الضخمة في المنطقة الشرقية سبب في هذا التغيير والتي جذبت عددا كبيرا من السكان لها. يستنتج من ذلك أن مدن تلك المناطق الثلاث ما زالت كما في إحصاء عام 1974م تسيطر على بقية مدن مناطق المملكة في عملية جذبها للسكان وفي قدرتها كمراكز نمو كبيرة مقارنة ببقية مدن المملكة الأخرى.إضافة لتلك المناطق الثلاث تأتي منطقتا تبوك ونجران كمناطق جذب للسكان ولكن بنسبة أقل من المناطق الثلاث السابقة، والتعليل المنطقي لهذه الظاهرة هو احتواء تلك المنطقتين على قواعد عسكرية هامة وكبيرة، الأمر الذي قد يكون خلف ظاهرة كسب تينك المنطقتين لسكان مهاجرين.في حين بين الثمالي(36) أن منطقتي تبوك ونجران كانتا أيضا منطقتي جذب للسكان في إحصاء عام 1974م بالإضافة إلى منطقتي الحدود الشمالية والقريات واللتين أصبحت فيها منطقة الحدود الشمالية منطقة طرد في المسح الديموجرافي الأخير بينما دخلت منطقة القريات ضمن حدود منطقة الجوف الإدارية كما بين سابقا وهي منطقة طرد للسكان في كلا التعدادين.
كما يلاحظ أنه، إضافة لكون مناطق الرياض والشرقية ومكة قد تفوقت على بقية المناطق في جذبها للسكان، ففي نفس الوقت كانت أيضا من بين أعلى مناطق المملكة في الهجرات المغادرة 34.94%، وذلك لاحتواء تلك المناطق الثلاث على نسبة 58% من سكان المملكة السعوديين. من جانب آخر يلاحظ أن مناطق جازان والباحة وعسير والقصيم مثلت أعلى مناطق فقدا لسكانها.
كما يبين جدول رقم 1 أيضا مقدار الكسب والخسارة لكل منطقة إدارية بالمملكة وفقا لعدد الهجرة القادمة والمغادرة.ولكن عند استعراض جدول رقم 2 والذي يبين مقدار كسب أو خسارة كل منطقة بناءً على نسبة الهجرة القادمة والمغادرة إلى سكان تلك المنطقة، نجد اختلافا عن الترتيب الذي عليه جدول رقم 1. كما أن منطقتي الرياض والشرقية احتلتا المرتبتين الأوليين في جدول رقم 1، نجدهما أيضا احتلتا المرتبتين الأوليين في جدول رقم 2، وذلك في ارتفاع نسبة المهاجرين لسكان المنطقة، ثم تأتي بعد ذلك مناطق تبوك ونجران ومكة المكرمة. وفي المقابل نجد أن منطقة الباحة كما هو مبين في جدول رقم 2 تعتبر من أكبر مناطق المملكة فقدا للسكان حيث فقدت ما يقارب من ثلث سكانها 31.09%، وعند مقارنة هذا الوضع بما كانت عليه في تعداد عام 1974م، نجد أن هذه المنطقة كانت أيضا أكبر منطقة في المملكة فقدا للسكان حيث فقدت ما يقارب من ربع سكانها 24.33% كما بين الثمالي ذلك.(37)
جدول رقم 2.نسبة المهاجرين القادمين والمغادرين إلى عدد سكان كل منطقة
الفرق | نسبة المهاجرين المغادرين إلى عدد سكان المنطقة | نسبة المهاجرين القادمين
إلى عدد سكان المنطقة
| المنطقة الإدارية |
+ 11.08 | 6.73 | 17.81 | الرياض |
+ 8.84 | 5.09 | 13.93 | المنطقة الشرقية |
+ 8.02 | 10.94 | 18.96 | تبوك |
+ 5.22 | 11.58 | 16.80 | نجران |
+ 2.3 | 8.42 | 10.72 | مكة المكرمة |
- 2.58 | 10.80 | 8.22 | الجوف |
- 5.78 | 12.53 | 6.75 | المدينة المنورة |
- 7.83 | 25.84 | 18.01 | الحدود الشمالية |
- 8.65 | 16.43 | 7.78 | عسير |
- 13.18 | 20.53 | 7.35 | القصيم |
- 14.88 | 20.71 | 5.83 | حائل |
- 16.93 | 19.41 | 2.48 | جازان |
- 31.09 | 36.70 | 5.61 | الباحة |
0 | 11.55 | 11.55 | الجملة |
المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)، 129-130.
ذكر سابقا أن الهجرة الداخلية ترجع لمجموعة من العوامل الطاردة والجاذبة داخل حدود البلاد، فالدافع خلف اتخاذ قرار الهجرة للمهاجر هو ما يأمل أن يحققه في منطقة الوصول، ولذلك نرى أن مناطق الجذب الثلاث الكبيرة في المملكة ما زالت تحتوي على عوامل الجذب للمهاجرين من توافر أكبر لفرص العمل وتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي ومن فرص أكبر في التعليم والخدمات وخلافه.لذا سوف يتم استعراض تفصيلي للهجرات الوافدة والمغادرة لكل منطقة على حدة وبالتالي تحديد تيارات الهجرة لكل منطقة من مناطق المملكة الثلاث عشرةثم بحث الخواص النوعية و العمرية لهؤلاء المهاجرين على مستوى مناطق المملكة.
توزيع المهاجرين بين مناطق المملكة الإدارية
سوف يتم في هذا الجزء تحديد الهجرات القادمة والمغادرة لكل منطقة من مناطق المملكة الثلاث عشرة على حدة، وذلك لتحديد من أين تكسب كل منطقة مهاجريها وإلى أي منطقة تفقدهم وذلك عن طريقاستعراض لحجم ونسبة الهجرة القادمة والمغادرة لكل منطقة إضافة لصافي الهجرة بها بواسطة جدول خصص لكل منطقة. حيث تم تقسيم مناطق المملكة إلى مناطق جذب سكاني، وتشمل مناطق الرياض ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية وتبوك ونجران، ومناطق الطرد السكاني، وتشمل بقية المناطق وهي جازان والباحة وعسير والقصيم وحائل والمدينة المنورة والحدود الشمالية والجوف.
مناطق الجذب السكاني
منطقة الرياض.تعتبر من أكبر مناطق المملكة جذبا للسكان نظرا لما تحتويه من عوامل جذب كبيرة مقارنة ببقيةالمناطق حيث بلغ عدد الوافدين إليها في المسح الديموجرافي الأخير حوالي 539.439 فرداً بنسبة 31.75% من حجم الهجرة الكلية بالمملكة مقارنة بـ 30.16% في إحصاء عام 1974م من حجم الهجرة الكلية.إضافة إلى ذلك، فتعد منطقة الرياض من أولى المناطق من حيث صافي الهجرة الإيجابية، فلقد اكتسبت حوالي 335.437 فرداً أو ما يزيد بقليل عن نصف صافي الهجرة بمناطق المملكة 51.09%، مقارنة بـ 38.37% في إحصاء عام 1974م. ولكن اللافت للانتباه هو أن عدد النازحين من هذه المنطقة بلغ حوالي 204.002 من الأفراد حيث تأتي بالمرتبة الثالثة بين مناطق المملكة الإدارية التي يغادرها السكان، في حين كانت في المرتبة السادسة بين مناطق المملكة التي يغادرها السكان في إحصاء عام 1974م.وقد يكون السبب راجعا إلى أن منطقة الرياض تحتوي على مراكز تعليمية وتدريبية متعددة ومتنوعة، وبالتالي فهي تجذب عددا كبيرا من الشباب نحوها، وعند التخرج من هذه المراكز يعود معظم هؤلاء الشباب إلى مناطقهم التي أتوا منها، أو يبحثون عن أعمال في مناطق أخرى، إضافة إلى أن عددا لا بأس به من الموظفين المتقاعدين من الوظائف الحكومية فضلوا العودة إلى مناطقهم الأصلية بعد انتفاء سبب وجودهم في الرياض.
وفي المقابل نجد أن أكثر من خمس القادمين إلى منطقة الرياض (22.28%) قد أتوا من منطقة مكة المكرمة، في حين كانت القصيم -القريبة جغرافيا من منطقة الرياض- المنطقة الثانية في إرسال المهاجرين إلى منطقة الرياض وبلغت 17.0% من حجم الهجرة، بينما كانت القصيم من أولى المناطق في إرسال المهاجرين لمنطقة الرياض في عام 1974م وبلغت 25.66% من الهجرة القادمة لمنطقة الرياض.كما يبين جدول رقم 3 أن منطقتي مكة المكرمة والشرقية كانتا أكبر مناطق المملكة التي اتجه إليها المهاجرون من منطقة الرياض، حيث شكلتا 65.09% من إجمالي المهاجرين من منطقة الرياض، وكانت مساوية لنفس النسبة تقريبا في إحصاء عام 1974م والتي بلغت 66% في تلك الفترة.كما يبين الجدول أيضا أن منطقة الرياض قد حققت مكسبا سكانيا مع جميع مناطق المملكة باستثناء المنطقة الشرقية والتي أرسلت لها منطقة الرياض ما يقارب من 7.371 فرداً مقارنة بـ 11.495 فرداً في إحصاء عام 1974م.
جدول رقم 3. التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من منطقة الرياض وإليها وصافي الهجرة*
صافي الهجرة | الهجرة المغادرة | الهجرة القادمة | المنطقة الإدارية | ||
% | العدد | % | العدد | ||
50.359 | 34.22 | 69.811 | 22.28 | 120.170 | مكة المكرمة |
77.695 | 6.9 | 14.020 | 17.00 | 91.715 | القصيم |
60.044 | 10.59 | 21.599 | 15.13 | 81.643 | عسير |
- 7.371 | 30.87 | 62.971 | 10.31 | 55.600 | المنطقة الشرقية |
45.650 | 1.88 | 3.826 | 9.17 | 49.476 | جازان |
39.088 | 1.00 | 2.048 | 7.63 | 41.136 | الباحة |
25.598 | 3.31 | 6.762 | 6.00 | 32.360 | المدينة المنورة |
21.782 | 2.91 | 5.933 | 5.14 | 27.715 | حائل |
11.740 | 2.86 | 5.843 | 3.26 | 17.583 | الحدود الشمالية |
6.238 | 1.54 | 3.135 | 1.74 | 9.373 | نجران |
3.395 | 2.68 | 5.476 | 1.46 | 7.871 | تبوك |
2.219 | 1.26 | 2.578 | 0.89 | 4.797 | الجوف |
335.437 | 100 | 204.002 | 100 | 539.439 | الجملة |
*المصدر: وزارة التخطيط. الخصائص السكانية، الجدول (4-04)، 129-130.
كما تشير التوقعات المستقبلية إلى أن منطقة الرياض وبالذات العاصمة الرياض سوف تستمر في عملية جذب السكان من داخل وخارج المملكة، ومن المتوقع أن يصل سكانها إلى ما يقارب 6.1 مليون فردوذلك في عام 1427هـ، مقارنة بحوالي 4.6 مليون ساكن في الوقت الحاضر، يشكل السعوديون منهم 67% كما بينت ذلك الدراسات التي قامت بها الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ونشرتها جريدة الرياض.(38)
منطقة مكة المكرمة.تعتبر منطقة مكـة المكرمـة ثاني منطقة جاذبة للسكان وذلك يعــود لوجــود المسجــد الحــرام الذي يجـذب عددا كبيرا من الناس، إضافة إلى احتوائها على مــدن كبــيرة كجــدة والطــائف بالإضافة إلى مكة المكرمة.فلقد بلغ عدد الوافدين إليها عــام 1999م حــوالي 356.765 فــرداً يشكلــون أكــثر من خمــس المهاجريــن داخل المملكــة (21.00%)، مقارنة بـ 26.57% عام 1974م.كما تعتبر المنطقة الثالثة بعد الرياض والمنطقة الشرقية في صافي الهجرة الموجبة حيث كسبت ما يقارب من 76.570 ساكنا جديدا مقارنة بـ 92.395 عام 1974م.وتأتي منطقة مكة المكرمة أولى المناطق الإدارية بالمملكة في عدد السكان النازحين منها حيث بلغ عدد من غادرها حتى عام 1999م حوالي 280.195 فرداً.كما يبين جدول رقم 4 أن أهم المناطق التي أرسلت مهاجرين إلى منطقة مكة المكرمة هي مناطق الباحة فالرياض فجازان فالمدينة المنورة ثم عسير، حيث أرسلت هذه المناطق مجتمعة حوالي 88.3% من مجموع المهاجرين القادمين نحو منطقة مكة المكرمة.في حين كانت المناطق التي استقبلت المهاجرين من منطقة مكة المكرمة تأتي في مقدمتها الرياض التي استقبلت لوحدها 42.89% من إجمالي مهاجري المنطقة ثم أتت بعد ذلك مناطق الشرقية فالمدينة المنورة ثم عسير والتي استقبلت مجتمعة 36.87% من هؤلاء المهاجرين.
جدول رقم 4. التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من منطقة مكة المكرمة وإليها وصافي الهجرة*
صافي الهجرة | الهجرة المغادرة | الهجرة القادمة | المنطقة الإدارية | ||
% | العدد | % | العدد | ||
64.051 | 5.44 | 15.235 | 22.22 | 79.286 | الباحة |
- 50.359 | 42.89 | 120.170 | 19.57 | 69.811 | الرياض |
48.527 | 3.19 | 8.925 | 16.10 | 57.452 | جازان |
22.313 | 11.98 | 33.552 | 15.66 | 55.865 | المدينة المنورة |
20.506 | 11.50 | 32.210 | 14.78 | 52.716 | عسير |
- 25.259 | 13.39 | 37.524 | 3.44 | 12.265 | المنطقة الشرقية |
- 8.714 | 6.80 | 19.057 | 2.90 | 10.343 | تبوك |
4.769 | 1.46 | 4.104 | 2.49 | 8.873 | القصيم |
- 1.532 | 2.35 | 6.594 | 1.42 | 5.062 | نجران |
3.115 | 0.26 | 732 | 1.08 | 3.847 | حائل |
385 | 0.15 | 428 | 0.23 | 813 | الحدود الشمالية |
- 1.232 | 0.59 | 1.664 | 0.12 | 432 | الجوف |
76.570 | 100 | 280.195 | 100 | 356.765 | الجملة |
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)،129-130.
المنطقة الشرقية.تأتي المنطقة الشرقية في المرتبة الثانية بعد منطقة الرياض في صافي الهجرة الموجب، والذي بلغ 190.630 فرداًوبنسبة تصل إلى 29.00%، كما أنها تأتي في المرتبة الثالثة بعد الرياض ومكة المكرمة في جذب السكان نحوها، حيث وصلها ما يقارب من 300.263 فرداَ مشكلين 17.67% من مجموع المهاجرين في المملكة في هذا المسح الديموجرافي.ولقد حققت المنطقة الشرقية نفس المرتبة في جذبها للسكان في إحصاء عام 1974م، حيث وصل حجم القادمين للمنطقة إلى 95.539 فرداً مشكلين سبع حجم المهاجرين (14.16%).بالنظر في جدول رقم 5، نلاحظ أن منطقة الرياض قد تصدرت بقية مناطق المملكة في إرسالها للمهاجرين للمنطقة الشرقية بنسبة بلغت ما يقارب من 21% من مجموع القادمين نحو المنطقة، إضافة إلى أن منطقة الرياض أيضا تعتبر أكبر منطقة استقبلت مهاجرين من المنطقة الشرقية، حيث وصلها أكثر من نصف مهاجري تلك المنطقة (50.71%). وهي مقاربة لما حدث في عام 1974م، حيث كانت النسبة قد وصلت إلى 55% من جملة من غادر المنطقة في تلك الفترةبصافي هجرة إيجابي للمنطقة الشرقية بلغ 11.495 فرداً مقارنة بصافي هجرة إيجابي للمنطقة نفسها في التعداد الحالي وصل إلى 7.371فرداً.كما يبين الجدول أيضا أن ما يقارب من ثلاثة أرباع القادمين نحو المنطقة الشرقية (73.62%) قد أتوا فقط من خمس مناطق بالمملكة، وهي الرياض ومكة المكرمة وعسير والقصيم فجازان.ومن الملاحظات الهامة أن المنطقة الشرقية قد حققت صافي هجرة إيجابي مع جميع مناطق المملكة ما عدا منطقة تبوك والتي حققت معها المنطقة الشرقية صافي هجرة سالب بلغ 1.404 أفراد.
جدول رقم 5.التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من المنطقة الشرقية وإليها وصافي الهجرة*
صافي الهجرة | الهجرة المغادرة | الهجرة القادمة | المنطقة الإدارية | ||
% | العدد | % | العدد | ||
7.371 | 50.71 | 55.600 | 20.97 | 62.971 | الرياض |
25.259 | 11.19 | 12.265 | 12.50 | 37.524 | مكة المكرمة |
34.646 | 8.08 | 8.854 | 14.49 | 43.500 | عسير |
تابع جدول رقم5 | |||||
صافي الهجرة | الهجرة المغادرة | الهجرة القادمة | المنطقة الإدارية | ||
% | العدد | % | العدد | ||
35.202 | 5.10 | 5.588 | 13.58 | 40.790 | القصيم |
34.979 | 1.19 | 1.300 | 12.08 | 36.279 | جازان |
21.638 | 3.80 | 4.164 | 8.59 | 25.802 | حائل |
13.384 | 4.73 | 5.182 | 6.18 | 18.566 | الحدود الشمالية |
10.793 | 2.11 | 2.315 | 4.37 | 13.108 | الباحة |
3.007 | 5.77 | 6.320 | 3.11 | 9.327 | نجران |
2.932 | 3.55 | 3.889 | 2.27 | 6.821 | المدينة المنورة |
2.823 | 1.67 | 1.828 | 1.55 | 4.651 | الجوف |
- 1.404 | 2.12 | 2.328 | 0.31 | 924 | تبوك |
190.630 | 100 | 109.633 | 100 | 300.263 | الجملة |
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)،129-130.
منطقة تبوك.تأتـي منطقـة تبوك في المرتبة الرابعة في حجم صافي الهجرة الإيجابي والبالغ 37.921 فرداً بنسبة وصلت إلى 5.78% بعد مناطق الرياض ومكة والشرقية.وبلغ عدد الوافدين نحو منطقة تبوك 89.705 أفراد، قدم أكثر من نصفهم (54.58%) من ثلاث مناطق فقط وهي مكة المكرمة والمدينة المنورة وعسير.كما يبين جدول رقم 6 أن أكثر من نصف السكان (52.87%)الذين غادروا منطقة تبوك قد توجهوا أيضا إلى تلك المناطق الثلاث التي كانت من أكثر المناطق إرسالا للسكان لهذه المنطقة.من المفارقات أيضا أن منطقة تبوك كانت في المرتبة الخامسة بين مناطق المملكة في عملية جذب السكان نحوها بنسبة بلغت 5.28% من إجمالي الهجرات القادمة في المملكة. وفي نفس الوقت، حققت المرتبة الحادية عشرة بين مناطق المملكة في عملية إرسال السكان حيث خرج من هذه المنطقة 51.784 فرداً بنسبة بلغت 3.05% من مجموع المغادرين.أما فيما يختص بجملة الهجرة الكلية، فحققت تبوك المرتبة التاسعة بين مناطق المملكة الإدارية حيث بلغ عدد الوافدين والنازحين للمنطقة 141.489 فرداً بنسبة وصلت إلى 4.16% من جملة المهاجرين بين مناطق المملكة. وبمقارنة ذلك بإحصاء 1974م، نجد أن تبوك قد حققت أيضا المرتبة التاسعة بين مناطق المملكة في إجمالي الهجرة وبنسبة بلغت 4.22% ومجموع 56.903 أفراد.إضافة إلى ذلك، نجد أن منطقة تبوك قد حققت صافي هجرة إيجابي مع جميع مناطق المملكة باستثناء مناطق الرياض ونجران والقصيموالحدود الشمالية.
جدول رقم 6.التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من منطقة تبوك وإليها وصافي الهجرة*
صافي الهجرة | الهجرة المغادرة | الهجرة القادمة | المنطقة الإدارية | ||
% | العدد | % | العدد | ||
8.714 | 19.97 | 10.343 | 21.24 | 19.057 | مكة المكرمة |
6.872 | 17.97 | 9.314 | 18.04 | 16.186 | المدينة المنورة |
5.983 | 14.93 | 7.733 | 15.30 | 13.716 | عسير |
12.661 | 1.70 | 877 | 15.09 | 13.538 | جازان |
-2.395 | 15.20 | 7.871 | 6.10 | 5.476 | الرياض |
3.254 | 3.59 | 1.861 | 5.70 | 5.115 | حائل |
473 | 8.33 | 4.313 | 5.34 | 4.786 | الجوف |
3.765 | 0.23 | 117 | 4.33 | 3.882 | الباحة |
1.404 | 1.78 | 924 | 2.60 | 2.328 | المنطقة الشرقية |
-485 | 5.02 | 2.598 | 2.36 | 2.113 | القصيم |
-2.238 | 7.98 | 4.133 | 2.11 | 1.895 | نجران |
-87 | 3.28 | 1.700 | 1.80 | 1.613 | الحدود الشمالية |
37.921 | 100 | 51.784 | 100 | 89.705 | الجملة |
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)،129-130.
منطقة نجران.تعتبر منطقة نجران أقل مناطق الجذب السكاني في المملكة في المسح الديموجرافي الأخير، حيث أظهرت زيادة في عدد المهاجرين إليها مقارنة بعدد المهاجرين منها فيبين جدول رقم 7 أن منطقة نجران قد كسبت صافي هجرة بلغ 16.037 وبنسبة تقدر بـ 2.44% من إجمالي صافي المهاجرين الكلي للمملكة.وتأتي نجران في المرتبة الثانية عشرة بين مناطق المملكة في جملة من وفد إليها ونزح منها 87.099 فرداً ولا تزيد نسبتهم عن 2.56% من جملة الهجرة الكلية في المملكة في تلك الفترة، وهي نفس المرتبة التي حققتها في إحصاء عام 1974م.ويبين نفس الجدول أيضا أن أكثر من نصف القادمين لمنطقة نجران (55.52%) قد قدموا من منطقتي عسير وجازان القريبتين لمنطقة نجران، في حين نجد أن معظم خسارة منطقة نجران للسكان والتي تجاوزت النصف (52.59%) كانت إلى منطقة الرياض والمنطقة الشرقية.
جدول رقم 7.التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من منطقة نجران وإليها وصافي الهجرة*
صافي الهجرة | الهجرة المغادرة | الهجرة القادمة | المنطقة الإدارية | ||
% | العدد | % | العدد | ||
11.112 | 19.66 | 6.985 | 35.09 | 18.097 | عسير |
9.596 | 2.64 | 937 | 20.43 | 10.533 | جازان |
1532 | 14.25 | 5.062 | 12.79 | 6.594 | مكة المكرمة |
- 3.007 | 26.25 | 9.327 | 12.26 | 6.320 | المنطقة الشرقية |
2.238 | 5.33 | 1.895 | 8.01 | 4.133 | تبوك |
- 6.238 | 26.34 | 9.373 | 6.08 | 3.135 | الرياض |
1.260 | 0.41 | 147 | 2.73 | 1.407 | الباحة |
641 | 0 | 0 | 1.24 | 641 | المدينة المنورة |
- 283 | 2.09 | 743 | 0.89 | 460 | حائل |
- 56 | 0.58 | 205 | 0.29 | 149 | القصيم |
- 380 | 1.35 | 479 | 0.19 | 99 | الجوف |
- 378 | 1.06 | 378 | 0 | 0 | الحدود الشمالية |
16.037 | 100 | 35.531 | 100 | 51.568 | الجملة |
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)،129-130.
مما سبق يمكننا أن نقسم مناطق الجذب السكاني في المملكة إلى مجموعتين، الأولى تضم مناطق الجذب السكاني الكبير، والتي تضم مناطق الرياض ومكة المكرمة والشرقية، والتي بمفردها استأثرت بـ 91.8% من إجمالي صافي الهجرة للمملكة، كما أنها أيضا استأثرت بأكثر من نصف حركة الهجرة الكلية في المملكة (52.71%) والتي تشمل القادمين والمغادرين، وهذا مؤشر واضح على أن الحواضر الكبيرة التي توجد في تلك المناطق ما زالت هي الهدف والجاذب لكثير من راغبي الهجرة حتى الآن.أماالمجموعة الأخرى من مناطق الجذب السكاني، فشملت منطقتي تبوك ونجران اللتين استأثرتا بـ 8.2% من صافي الهجرة في المملكة ولكنهما لم تستحوذا سوى على جزء بسيط من حركة الهجرة الكلية للمملكة والتي بلغت 6.72% من إجمالي هذه الهجرة.والتبرير المنطقي لتحقيق منطقتي تبوك ونجران لصافي هجرة موجب رغم وقوعهما في أطراف المملكة الشمالية بالنسبة لتبوك والجنوبية بالنسبة لنجران، هو قربهما من مناطق طرد سكاني كبير في المنطقة الجنوبية لمنطقتي عسير وجازان ومنطقة المدينة المنورة ومكة المكرمة بالنسبة لتبوك، إضافة إلى احتواء تينك المنطقتين على قواعد عسكرية كبيرة حدودية في الشمال والجنوب والتي جلب لها أعداد كبيرة من سكان المناطق الأخرى، بجانب ما تتطلبها هذه القواعد من أنشطة واحتياجات يومية تقدم بواسطة العامة الباحثين عن النفع الاقتصادي من وجود مثل هذه القواعد العسكرية.
مناطق الطرد السكاني
منطقة جازان. تعتـبر منطقـة جازان من أكبر مناطق المملكة خسارة للسكان عن طريق الهجرة فكما هو موضح في جدول رقم 8 نلاحظ أن جازان قد خسرت أمام جميع مناطق المملكة ما عدا الباحة برقم صغير جداً بلغ 166 فرداً لصالح جازان. كما تبين أرقام الهجرة الخاصة بهذه المنطقة أن أكثر من ثلاثة أرباع المهاجرين (76.22%) من هذه المنطقة قد توجهوا لمناطق الجذب الرئيسة الثلاث، وهي مكة المكرمة والرياض والمنطقة الشرقية على التوالي. في حين أن 84.12% من جملة العائدين إلى منطقة جازان قد أتوا من مناطق مكة المكرمة وعسير والرياض، ونجد أن هناك ثلاث مناطق لم تسجل منها أي هجرات قادمة لمنطقة جازان وهي الحدود الشمالية والجوف وحائل.وبلغ عدد الذين غادروا جازان 187.873 فرداً بلغت نسبتهم 11.06% من إجمالي الذين غادروا مناطقهم في المسح الديموجرافي لعام 1999م، حيث تأتي في المرتبة الرابعة بين مناطق المملكة من حيث جملة المغادرين وهي نفس المرتبة التي حققتها في إحصاء عام 1974م بـ 79.571 فرداً وبنسبة كانت 11.79%. أما من حيث عدد الوافدين فتأتي في المرتبة الحادية عشرة بين مناطق المملكة، إذ لم تستقبل سوى 23.994 فرداً يشكلون 1.41% من جملة الوافدين بين المناطق. لأجل ذلك كانت جازان هي الأولى من بين مناطق المملكة من حيث صافي الهجرة السالبة، إذ خسرت 163.879 فرداًفي عملية التبادل السكاني بين مناطق المملكة بنسبة تصل إلى الربع من جملة صافي الهجرة السالبة بين المناطق جميعا 24.96%، حيث كانت هذه النسبة تشكل الخمس في إحصاء عام 1974م، وهو مؤشر قوي على أن منطقة جازان ما زالت منطقة فقيرة في العوامل الجاذبة السكان وتتطلب مجهودات تنموية كبيرة للتقليل من تلك الهجرات المغادرة.
جدول رقم 8.التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من منطقة جازان وإليها وصافي الهجرة*
صافي الهجرة | الهجرة المغادرة | الهجرة القادمة | المنطقة الإدارية | ||
% | العدد | % | العدد | ||
- 48.527 | 30.58 | 57.452 | 37.20 | 8.925 | مكة المكرمة |
- 7.619 | 8.01 | 15.051 | 30.97 | 7.432 | عسير |
- 45.650 | 26.33 | 49.476 | 15.95 | 3.826 | الرياض |
- 34.979 | 19.31 | 36.279 | 5.42 | 1.300 | المنطقة الشرقية |
تابع جدول رقم 8 | |||||
صافي الهجرة | الهجرة المغادرة | الهجرة القادمة | المنطقة الإدارية | ||
% | العدد | % | العدد | ||
- 9.596 | 5.61 | 10.533 | 3.91 | 937 | نجران |
- 12.661 | 7.21 | 13.538 | 3.66 | 877 | تبوك |
- 1.920 | 1.21 | 2.275 | 1.48 | 355 | المدينة المنورة |
166 | 0 | 0 | 0.69 | 166 | الباحة |
- 698 | 0.47 | 874 | 0.73 | 176 | القصيم |
- 1.693 | 0.90 | 1.693 | 0 | 0 | الحدود الشمالية |
- 475 | 0.25 | 475 | 0 | 0 | الجوف |
- 227 | 0.12 | 227 | 0 | 0 | حائل |
- 163.879 | 100 | 187.873 | 100 | 23.994 | الجملة |
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)،129-130.
منطقة الباحة.تأتـي منطقة الباحة في المرتبة الثانية من بين مناطق المملكة من حيث صافي الهجرة السالب (129870 فرداً) وفي المرتبة السادسة من حيث الهجرات المغادرة، إذ خرج منها في هذا المسح الديموجرافي 153.294 فردا يشكلون 9.02% من جملة النازحين من المناطق جميعا. وفي نفس الوقت أتت في المرتبة قبل الأخيرة في عملية جذب السكان،إذ لم يصل إليها سوى 23.424 فرداً يشكلون 1.38% من جملة الوافدين في المملكة.وعند مقارنة هذا الوضع في إحصاء 1974م نجدها قد حققت المرتبة السادسة من بين المناطق في الهجرات المغادرة والمرتبة الأخيرة في الهجرات القادمة.إذ ما زالت منطقة الباحة مثل جازان تعاني من فقر كبير في عوامل جذب السكان نحوها.وبالتمعن في جدول رقم 9 نلاحظ أن أكثر من نصف الهجرات المغادرة من هذه المنطقة (51.72%) قد توجهت نحو منطقة مكة المكرمة القريبة من هذه المنطقة، وأكثر من الربع (26.83%) قد توجهت نحو العاصمة الرياض البعيدة مسافة والتي جذبت أعدادا كبيرة من سكان هذه المنطقة نحوها منذ القدم والذين شكلوا 20.10% من إجمالي مهاجريها في عام 1974م نتيجة توافر وسائل المواصلات من برية وجوية نحو العاصمة.وفي المقابل نجد أن أكثر من النصف بكثير (65.04%) من الهجرات القادمة نحو منطقة الباحة قد أتت من منطقة مكة المكرمة، في حين لم تستقبل المنطقة أي هجرات قادمة من منطقتي الحدود الشمالية وحائل، كما أنها لم ترسل لمنطقة حائل أي هجرات، هذا بالإضافة إلى أن منطقة الباحة قد حققت المرتبة الثامنة من بين مناطق المملكة في عملية الهجرة الكلية والتي بلغت 176.718 فرداً يشكلون 5.2% من هذه الهجرة الكلية.
جدول رقم 9.التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من منطقة الباحة وإليها وصافي الهجرة*
|
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)،129-130.
منطقة عسير.تعد منطقة عسير رابع منطقة من مناطق المملكة في الهجرات القادمة إذ وصلها 106.578 فرداً يشكلون 6.27% من إجمالي الهجرات القادمة، في حين أنها احتلت المرتبة السادسة في الإحصاء السابق، كما أنها تعد ثاني منطقة بعد منطقة مكة المكرمة في عدد المغادرين والذين بلغوا في هذا المسح الديموجرافي 225.239 فرداً يشكلون 13.25% من إجمالي الهجرات المغادرة بالمملكة في هذه الفترة، وهي نسبة مقاربة لما حدث في إحصاء عام 1974م إذ بلغت 13.82%. أما من حيث صافي الهجرة السالب فلقد حققت منطقة عسير المرتبة الثالثة بعد جازان والباحة بـ 118.661 فردا يشكلون 18.07% من إجمالي الصافي السالب، وهي نسبة أيضا مقاربة لما حدث في الإحصاء السابق والتي قدرت بـ 18.59% من هذا الإجمالي. ويوضح جدول رقم 10 أن أكثر من ثلاثة أرباع المهاجرين من منطقة عسير (78.96%) قد توجهوا إلى مناطق الرياض ومكة المكرمة والشرقية على التوالي، في حين شكل القادمون من تلك المناطق إلى منطقة عسير أكثر من نصف القادمين (58.8%). إضافة إلى ذلك، نجد أن القادمين من منطقة جازان نحو منطقة عسير قد بلغوا 15.051 فرداً يشكلون 14.12% من جملة القادمين نحو المنطقة حيث قد يعزى ذلك لقرب منطقة عسير من منطقة جازان. وبسبب كثرة عدد النازحين من المنطقة والقادمين نحو المنطقة، فلقد حققت المنطقة المرتبة الرابعة بعد الرياض ومكة المكرمة والشرقية من حيث حجم الهجرة الكلية والبالغة 331.817 فرداً يشكلون 9.76% من إجمالي حركة الهجرة الكلية في المملكة في هذا المسح الديموجرافي، حيث خسرت مرتبتها الثالثة في إحصاء عام 1974م لصالح المنطقة الشرقية، وهذا مؤشر على أن هذه المنطقة تتمتع بحركة سكانية كبيرة.
جدول رقم 10.التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من منطقة عسير وإليها وصافي الهجرة*
|
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)،129-130.
منطقة القصيم.تأتي منطقـة القصيــــم في المرتبـة الخامسـة بين منـاطــق المملـكة من حيث طرد السكان،إذ بلغ عدد النازحين منها والذين خسرتهم المنطقة في عملية تبادل السكان مع بقية مناطق المملكة فيهذا المسح الديموجرافي 155.172 فرداً يشكلون 9.13% من جملة النازحين بين المناطق، في حين كانت فيالمرتبةالثانية بين مناطق المملكة في إحصاء 1974م وبنسبة بلغت 13.21%. كما حققت منطقة القصيمالمرتبةالرابعة بين مناطق المملكة في صافي الهجرة السالب والتي بلغت 99.598 فرداً وشكلت 15.17%منإجمالي صافي الهجرة الكلي للدولة، بينما كانت في المرتبة الثالثة في إحصاء 1974م وبنسبة بلغت18.78% في ذلك الوقت. أما فيما يختص بجذب السكان، فحققت منطقة القصيم المرتبة السابعة بين مناطقالمملكة في هذا الجانب، إذ استقبلت 55.574 فرداَ ويشكلون 3.27% من إجمالي القادمين بين المناطقوهي نفس المرتبة والنسبة التي حققتــها في إحصـــاء 1974م. مــن جدول رقم 11 نلاحظ أن أكثر من نصفمهاجري منطقة القصيم (59.15%) قد توجهوا نحو منطقة الرياض القريبة جغرافيا لمنطقة القصيم في حينبلغت هذه النسبة في إحصاء 1974م 58%، بينما توجه أكثر من الربع (26.29%) نحو المنطقة الشرقيةوهي نسبة تفوق ما حصل في الإحصاء السابق والتي بلغت 12.61%. وفي المقابل نجد أن أكثر من ربعالقادمين نحو منطقة القصيم (29.25%) قد أتوا من منطقة حائل القريبة أيضا جغرافيا لمنطقة القصيم، بينماقدم ربع المهاجرين (25.23%) من منطقة الرياض، وما يعادل الخمس (10.42% + 10.05%) قدموا منمنطقتي المدينة المنورة والمنطقة الشرقية على التوالي. أما في إحصاء عام 1974م، فنجد أن أكثر من نصفالقادمين (55.34%) قدموا من منطقة المدينة المنورة بينما قدم من مناطق الرياض وحائل والشرقية(14.80%، 9.28%، 2.17%)على التوالي. أما فيما يخص الهجرة الكلية فحققت منطقة القصيمالمرتبة السادسة بين مناطق المملكة وبلغ جملة المهاجرين والوافدين 210.746 فرداً يشكلون 6.20% منإجمالي الهجرة الكلية للدولة، في حين كانت في المرتبة الخامسة في إحصاء عام 1974م وبنسبة بلغت8.24%.
جدول رقم 11.التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من منطقة القصيم وإليها وصافي الهجرة*
|
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)،129-130.
منطقة حائل.تحتل منطقـة حائـل المرتبة الخامسة من بين مناطق المملكة في صافي الهجرة السالب والبالغ 63.536 فرداً يشكلون 6.68%، في حين احتلت المرتبة التاسعة في عدد النازحين من المنطقة والبالغين 88.440 فرداً يشكلون 5.20% من إجمالي الهجرات المغادرة بالمملكة، فيما كانت في المرتبة الثامنة في الهجرة المغادرة في إحصاء عام 1974م وبنسبة بلغت 6.81%.وفي المقابل نجد أن منطقة حائل حققت المرتبة العاشرة بين مناطق المملكة في جذبها للسكان، حيث بلغ من قدم لها 24.904 أفراد يشكلون 1.47% من جملة الهجرات القادمة في المملكة، بينما كانت في المرتبة التاسعة في الإحصاء السابق بنسبة بلغت 2.56%.ويبين جدول رقم 12 أن أكثر من نصف مهاجري المنطقة (31.34% + 29.17%) قد توجهوا إلى منطقتي الرياض والشرقية على التوالي، واللتين تعتبران غير قريبتين جغرافيا لمنطقة حائل، وهي قريبة من مثيلتها في إحصاء عام 1974م (32.24%، 23.25%)، بينما أقل من خمس المهاجرين (18.40%) توجهوا نحو منطقة القصيم القريبة جغرافيا، مقارنة بـ 4.45% في التعداد السابق.في حين قدم أكثر من نصف المهاجرين إلى منطقة حائل (57.59%) من هذه المناطق الثلاث السابقة، في حين لم ترسل أي مهاجرين إلى منطقتي جازان والباحة، كما لم تستقبل أي مهاجر من منطقة الباحة. ومقارنة بإحصاء عام 1974م، نجد أن أكثر من نصف القادمين لمنطقة حائل (37.36% + 34.44%)قدموا من منطقتي المدينة المنورة والقصيم.مما سبق يتضح أن المناطق التي تكسب منها حائل سكانا هي نفس المناطق التي ترسل لها (أو تخسر مقابلها)حائل سكانا.وفيما يتعلق بالهجرة الكلية نجد أن منطقة حائل تتصف بقلة حركة الهجرة الكلية، حيث لم يزد عدد الوافدين والمغادرين عن 113.344 فرداً يشكلون 3.44% من إجمالي الهجرة الكلية للمملكة في هذا التعداد.
جدول رقم 12.التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من منطقة حائل وإليها وصافي الهجرة*
|
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)،129-130.
منطقة المدينة المنورة.تعتبر منطقة المدينة المنورة من بين المناطــق الكبيرة في المملكة في فقدها للسكان، حيث كان صافي الهجرة السالب 57.865 فرداً يشكلون 8.81% من الصافي الكلي السالب للمملكة محتلة المرتبة السادسة من بين المناطق في هذا الفقد، كما بلغ عدد النازحين منها 125.413 فرداً يشكلون 7.38% من جملة النازحين في هذا المسح الديموجرافي، وهي نسبة أقل من مثيلتها بإحصاء عام 1974م والتي كانت 12.97% وبتعداد بلغ 87.530 فرداً محتلة بها المرتبة الثانية من بين مناطق المملكة. من جهة أخرى، حققت منطقة المدينة المنورة المرتبة السابعة من بين المناطق في عملية جذب السكان، حيث وصلها 67.548 فرداً يشكلون ما نسبته 3.98% من إجمالي الوافدين بالمملكة، بينما حققت المرتبة الثامنة في هذا الجانب في إحصاء عام 1974م بنسبة بلغت 2.76% من جملة الوافدين في ذلك الوقت. أما من حيث الهجرة الكلية لمنطقة المدينة المنورة، فبلغت 192.961 فرداً يشكلون 5.68% من إجمالي الهجرة الكلية للمملكة، ومحققة بها المرتبة السابعة بين مناطق المملكة والتي كانت تحتل المرتبة السادسة في هذا الجانب بتعداد 1974م وبنسبة كانت 7.86%. ويبين جدول رقم 13 أن قرابة نصف المهاجرين (44.54%) من منطقة المدينة المنورة قد توجهوا نحو منطقة مكة المكرمة والقريبة جغرافيا من المدينة المنورة وهي نسبة مماثلة لما حدث في تعداد 1974م حيث كانت 44%، في حين توجه ربع المهاجرين (25.80%) نحو منطقة الرياض البعيدة جغرافيا من منطقة المدينة المنورة مقارنة بـ 14.99% لما ورد في تعداد 1974م. كما أن ما يقارب نصف القادمين نحو منطقة المدينة المنورة (49.67%) قد وصلوها من منطقة مكة المكرمة في هذا التعداد، وهي نسبة تفوق ما كان في التعداد الماضي، حيث بلغت 33% من جملة الوافدين لمنطقة المدينة المنورة في ذلك الوقت. كما يبين جدول رقم 13 أيضا أن منطقة المدينة المنورة قد حققت صافي هجرة سالب مع معظم مناطق المملكة ما عدا مناطق القصيم والجوف ونجران والحدود الشمالية بصافي هجرة موجب صغير الحجم بلغ 6.954 فرداً يشكلون 1.06% من إجمالي صافي المملكة الموجب، وهو مؤشر قوي على أن منطقة المدينة المنورة تعتبر من المناطق الرئيسة الفاقدة للسكان كما يلاحظ أنها لم تستقبل أي مهاجرين من منطقتي الجوف ونجران.
جدول رقم 13. التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من وإلى منطقة المدينة المنورة وصافي الهجرة*
|
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)،129-130.
منطقة الحدود الشمالية.احتلت منطقة الحدود الشمالية المرتبة السابعة بين مناطق المملكة في صافي الهجرة السالب، إذ خسرت 16.162 فرداً يشكلون 2.64% من إجمالي الصافي السالب، في حين أن هذه المنطقة قد حققت في إحصاء عام 1974م كسبا سكانيا بلغ 16.462 فرداً ويشكلون 4.62% من إجمالي صافي الهجرة الموجب في تلك الفترة، وهذا مؤشر على أن المنطقة فقدت بعض عوامل الجذب التي تمتعت بها بالسابق.وتعد هذه المنطقة تاسع منطقة من حيث عدد الوافدين نحوها والذين قدروا بهذا المسح الديموجرافي بـ 37.179 فرداً ويشكلون ما نسبته 2.19% من إجمالي وافدي المملكة، في حين احتلت المرتبة الخامسة من بين مناطق المملكة من حيث حجم الهجرة القادمة نحوها في عام 1974م، والتي كانت 28.137 فرداً شكلوا 4.16% من جملة الهجرات الوافدة للمملكة في تلك الفترة.وفيما يختص بالهجرات المغادرة، نجد أن المنطقة قد حققت المرتبة العاشرة بين مناطق المملكة والتي بلغت 53.341 فرداً وبنسبة بلغت 3.14%، مقارنة باحتلالها المرتبة الثالثة عشرة في تعداد عام 1974م، حيث كان حجم الهجرة الوافدة 11.765 فرداً شكلوا 1.73% من جملة وافدي المملكة في تلك الفترة.أما من حيث الهجرة الكلية، فلقد احتلت المنطقة الشمالية المرتبة العاشرة بين مناطق المملكة بهجرة بلغت 90.520 فرداً يشكلون 2.26% من حجم الهجرة الكلية للمملكة. ويوضح جدول رقم 14 أن أكثر من ثلث القادمين نحو هذه المنطقة (35.6%) قد قدموا من منطقة الجوف القريبة جغرافيا لمنطقة الحدود الشمالية، في حين قدم أكثر من الربع (15.72%، 13.94%) من منطقتي الرياض والشرقية على التوالي.كما يبين أيضا أن أكثر من نصف المهاجرين الذين غادروا هذه المنطقة (34.81% + 32.96%) قد توجهوا نحو منطقتي الشرقية والرياض البعيدتين نوعا ما جغرافيا عن تلك المنطقة، في حين أن المنطقة لم ترسل مهاجرين إلى مناطق جازان ونجران والباحة البعيدة جغرافيا عنها.
جدول رقم 14. التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من منطقة الحدود الشمالية وإليها وصافي الهجرة*
|
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)،129-130.
منطقة الجوف.تحتل منطقة الجوف المرتبة الثالثة عشر والأخيرة بين مناطق المملكة في عمليات جذب وطرد السكان، حيث وفد نحو هذه المنطقة ما يبلغ نحو 22.369 فرداً يشكلون 1.32% من جملة الوافدين بالمملكة، في حين كانت هذه النسبة في تعداد عام 1974م 1.05% يبلغون 7.064 فرداً من جملة الوافدين في تلك الفترة محققة المرتبة الثانية عشرة بين مناطق المملكة.أما عدد الذين غادروا المنطقة في المسح الديموجرافي الأخير فبلغوا 29.393فرداً يشكلون 1.73% من جملة المغادرين، وكان عددهم في تعداد عام 1974م 15.578 فرداً شكلوا ما نسبته 2.31% من جملة المغادرين في تلك الفترة ومحتلة المرتبة العاشرة من بين مناطق المملكة.كما تعد أقل منطقة في صافي الهجرة السالب حيث لم تفقد سوى 7.024 فرداً وبنسبة بلغت 1.07% من إجمالي الصافي السالب، إضافة إلى أن حجم الهجرة الكلية لمنطقة الجوف يعتبر صغيرا جدا مقارنة بمناطق المملكة الأخرى، مما يوضح قلة حركة السكان في هذه المنطقة، حيث حققت المرتبة الأخيرةبين مناطق المملكة في حجم الوافدين للمنطقة والمغادرين منها والذين لم يزيدوا على 51.762 فرداً ويشكلون 1.52% من حجم الهجرة الكلي للمملكة، مقارنة بـ 22.642 فرداً شكلوا ما نسبته 1.68% في عام 1974م، ومحتلة المرتبة قبل الأخيرة في ذلك الوقت، وهو مؤشر قوي على أن منطقة الجوف ما زالت منطقة هامشية في المملكة.ويبين جدول رقم 15 أن أكثر من نصفي القادمين نحو منطقة الجوف (31.91%، 19.28%) قد قدموا من مناطق الحدود الشمالية وتبوك على التوالي القريبتين جغرافيا من هذه المنطقة.في حين أن أكثر من نصف المغادرين لهذه المنطقة (45.03%، 16.28%) قد توجهوا نحو منطقتي الحدود الشمالية وتبوك في نفس الوقت، أي أن التبادل السكاني الكبير لهذه المنطقة يتم بين هذه المنطقة ومنطقتي الحدود الشمالية وتبوك القريبتين من منطقة الجوف.بينما شكلت الهجرات المغادرة نحو منطقتي الرياض والشرقية قريباً من الثلث (16.32%، 15.82%). في حين لم ترسل أي مهاجرين نحو مناطق المدينة المنورة وجازان وعسير، كما أنها لم تستقبل أي مهاجرين من منطقة عسير.
جدول رقم 15.التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين من منطقة الجوف وإليها وصافي الهجرة*
|
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-04)،129-130.
وعند حساب جملة النازحين من مناطق الطرد السكاني الثمانية السابقة يتبين أن هذه المناطق قد غادرها 10.18.165 فرداً من سكانها يشكلون أكثر من نصف المغادرين الكلي وبنسبة بلغت 59.92% من جملة النازحين بالمملكة حتى عام 1999م، في حين لم يفد نحو تلك المناطق سوى 361.570 فرداً يشكلون أقل من ربع الهجرات القادمة للمملكة (21.28%) حتى ذلك التاريخ.كما لم يزد إجمالي الهجرات الكلية لتلك المناطق الثمان عن 1.379.735 فرداً يشكلون أقل من نصف إجمالي المملكة الكلي 40.6% وهو مؤشر على ضعف الحركة السكانية لتلك المناطق مقارنة بمناطق الجذب السكاني.أي أن عوامل الجذب في هذه المناطق ما زالت ضعيفة مقارنة بالمناطق الجاذبة والتي تحدثت عنها خطة التنمية الخامسة كما ذكر سابقا.(39)
ونخلص إلى أن المسافة تلعب دورا كبيرا في تحديد أعداد المهاجرين بين المناطق،حيث تستأثر المناطق القريبة لمنطقة ما بأكثر المهاجرين منها. وكما بينت البيانات،نلاحظ أن غالبية مهاجري مناطق الباحة والمدينة المنورة وجازان قد توجهوا نحو منطقة مكة المكرمة، في حين أن غالبية مهاجري القصيم وحائل قد توجهوا نحو منطقة الرياض.في حين توجه معظم مهاجري الجوف نحو منطقة الحدود الشمالية، إضافة إلى أن نسبة كبيرة من مهاجري منطقة الحدود الشمالية قد توجهوا نحو المنطقة الشرقية.هذا بالإضافة إلى أن المناطق الأكثر سكانا ترسل، وفي نفس الوقت تستقبل، سكانا أكثر من المناطق الأقل سكانا وذلك يتمثل في مناطق الرياض ومكة المكرمة والشرقية.
الخواص النوعية والعمرية للمهاجرين
يوضح جدول رقم 16 عدم وجود فروق كبيرة بين نوع المهاجرين في المسح الديموجرافي الأخير، حيث بلغ تعداد الذكور المهاجرين 948.575 فرداً يشكلون 50.94% من الإجمالي العام للمهاجرين والبالغ 1.861.988 فرداً شاملين المهاجرين الموجودين في الخارج في وقت المسح.في حين كان حجم الإناث المهاجرات 913.413 يشكلن ما نسبته 49.06% من إجمالي الهجرة الكلية.هذه النسب للمهاجرين الذكور والإناث لا تختلف عن نسب الذكور والإناث في مجموع السكان السعوديين العام والتي كانت في هذا المسح الديموجرافي 50.14% للذكور وللنساء بلغت 49.86%.هذه النسب تختلف عما كان عليه الوضع في تعداد عام 1974م، حيث كانت نسبة المهاجرين الذكور والمهاجرات الإناث (59.53%، 40.47%) وهو فرق كبير نوعا ما عما ورد في المسح الديموجرافي الأخير.والتعليل المنطقي خلف هذه الظاهرة هو أن الهجرات في تعداد عام 1974م كانت نسبة مرتفعة منها تقتصر على الذكور دون اصطحاب النساء من زوجات أو أمهات أو أخوات، وذلك بنية العودة لمنطقة الأصل بعد انتفاء الدافع من الهجرة، إضافة إلى عدم توافر الخدمات الاجتماعية المختلفة على مستوى جيد وبالذات السكن، الأمر الذي يعطي المهاجر حرية أكبر في الحركة والتصرف في منطقة الوصول عندما يكون بمفرده. أما في الهجرات الأخيرة فقرار الهجرة غالبا ما يكون نهائياً، أي لا عودة إلى منطقة الأصل بعد الهجرة، مما يؤول إلى اصطحاب كل أفراد العائلة، نتيجة لارتفاع فرص العمل وتنوعها للمرأة في مناطق الجذب، وكذلك توافر الخدمات الاجتماعية وتحسنها مقارنة بالماضي، قد يكون خلف التقارب في نسب الهجرات الذكرية والأنثوية.
كما يبين جدول رقم 16 أيضا أن المراحل العمرية التي ترتفع بها نسبة الهجرات بدرجة كبيرة تتراوح ما بين 20 إلى 34 سنه لكلا الجنسين، وهي سنوات الدراسة و بداية العمل التي يهاجر كثير من الناس بسببهما.ويوضح العمود الأخير من الجدول أيضا أن أعلى فئة عمرية بين السكان المهاجرين كانت بين 25-29 سنه مقارنة بـ 20-24 سنه في تعداد عام 1974م، وهذا راجع لبروز أهمية التعليم وبالذات الجامعي في الوقت الحاضر مقارنة بالسابق كمتطلب أساسي في الحصول على العمل في كثير من القطاعات، الأمر الذيأدى إلى ارتفاع الفئة العمرية إلى أعلى في المسح الديموجرافي الأخير مقارنة بالسابق.ويبين الجدول أن الهجرة لكلا الجنسين تبدأ في التناقص بعد هذه الفئة حتى تصل إلى أدناها عند فئة العمر (80 فأكثر).
جدول رقم 16. التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين حسب النوع وفئات العمر*
المجموع | المهاجرات الإناث | المهاجرون الذكور | الفئات العمرية | |||
% | العدد | % | العدد | % | العدد | |
1.08 | 20.108 | 1.15 | 10.486 | 1.01 | 9.622 | أقل من سنه |
6.18 | 114.988 | 5.75 | 52.550 | 6.58 | 62.438 | 1-4 |
8.52 | 158.635 | 8.26 | 75.471 | 8.77 | 83.164 | 5-9 |
8.03 | 149.505 | 7.82 | 71.386 | 8.24 | 78.119 | 10-14 |
8.14 | 151.511 | 8.29 | 75.709 | 7.99 | 75.802 | 15-19 |
10.38 | 193.243 | 11.26 | 102.831 | 9.53 | 90.412 | 20-24 |
12.28 | 228.703 | 12.66 | 115.639 | 11.92 | 113.064 | 25-29 |
11.20 | 208.515 | 12.03 | 109.910 | 10.40 | 98.605 | 30-34 |
8.65 | 161.102 | 8.12 | 74.139 | 9.17 | 86.963 | 35-39 |
6.60 | 122.816 | 6.30 | 57.563 | 6.88 | 65.253 | 40-44 |
5.04 | 93.929 | 5.58 | 50.974 | 4.53 | 42.955 | 45-49 |
3.70 | 68.751 | 3.36 | 30.687 | 4.01 | 38.064 | 50-54 |
3.04 | 56.677 | 3.18 | 29080 | 2.91 | 27.597 | 55-59 |
2.05 | 38.151 | 2.12 | 19.343 | 1.98 | 18.808 | 60-64 |
2.03 | 37.782 | 1.67 | 15.251 | 2.38 | 22.531 | 65-69 |
1.35 | 25.123 | 1.18 | 10.750 | 1.52 | 14.373 | 70-74 |
0.76 | 14.149 | 0.50 | 4.530 | 1.01 | 9.619 | 75-79 |
0.54 | 10.002 | 0.40 | 3618 | 0.67 | 6.384 | 80-84 |
0.45 | 8.298 | 0.38 | 3.496 | 0.51 | 4.802 | 85 فأكثر |
100 | 1.861.988 | 100 | 913.413 | 100 | 948.575 | الجملة |
*هذه الأرقام تضم السعوديون الموجودون بالخارج وقت التعداد والبالغ عددهم 162678.المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية. الجدول (4-11)، 142.
ويبين جدول رقم 17 وجدول رقم 18 أن مناطق الجذب الرئيسة الثلاث - الرياض ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية - قد استأثرت بأكثر من ثلثي المهاجرين الذكور والمهاجرات الإناث (70.23%، 70.6%) على التوالي، إضافة إلى أن منطقتي الجذب الأخريين تبوك ونجران قد حققت أيضا صافي هجرة موجب في كلا الجنسين.في حين أن المناطق الأربع الرئيسة في فقد السكان (صافي الهجرة السالب)،وهي جازان والباحة وعسير والقصيم قد حققت نفس المرتبة في هذا الفقد عند تقسيم المهاجرين إلى ذكور وإناث.بينما منطقة المدينة المنورة قد حلت خامسا بدلا من حائل التي حلت في المرتبة السادسة في فقدها للمهاجرين الذكور فقط دون الإناث، وكما حلت منطقتي الحدود الشمالية والجوف في المرتبتين السابعة والثامنة في فقدها للسكان، كذلك حلتا أيضا في نفس المراتب عند تصنيف هؤلاء المهاجرين إلى ذكور وإناث.
جدول رقم 17. التوزيع العددي والنسبي للمهاجرين الذكور القادمين والمغادرين لكل منطقة*
|
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية. الجدول (4-05)،131-132.
جدول رقم 18. التوزيع العددي والنسبي للإناث المهاجرات القادمات والمغادرات لكل منطقة*
|
*المصدر: وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، الجدول (4-06)،133-134.
يتبين من البحث أن مناطق الرياض ومكة المكرمة والشرقية ما زالت تستأثر بالنسبة الكبرى من المهاجرين وذلك لتوافر عناصر الجذب الكبيرة في تلك المناطق وهذا ما حصل في تعداد 1974م أيضا. هذايستوجب قيام دراسات مفصلة وشاملة لكل مناطق المملكة الجاذبة للمهاجرين والطاردة لمعرفة الأسباب التي تقف خلف هجرة هؤلاء الأفراد من مناطقهم ومعرفة خصائصهم الاجتماعية والاقتصادية والانعكاسات الحضارية على نفسية هؤلاء المهاجرين هذا من الجانب التطبيقي.أما من الناحية النظرية، فإن استمرار جذب تلك المناطق للمهاجرين سوف يؤدي على المدى القريب وليس البعيد إلى اكتظاظ تلك المناطق بالسكان (حيث سوف يصل سكان مدينة الرياض إلى ما يقارب 6.1 مليون فرد وذلك في عام 1427هـ)،(40) الذين سوف يشكلون عبئا كبيرا على الخدمات إضافةً إلى زيادة الاختناقات المرورية في شوارع تلك المناطق، مما قد ينتج عنه زيادة في التوتر والضغط النفسي على مرتادي تلك الطرق ومن ثم ارتفاع في نسبة حوادث السيارات.
هذا إضافة إلى تفريغ مناطق الطرد من سكانها الذين يلعبون دورا كبيرا في تنمية مناطقهم وخاصة إذا كانت هذه الهجرات انتقائية لطبقات معينة من الناس.فالتنمية المتوازنة لجميع مناطق المملكة والتي نادت بها خطة التنمية الخامسة ما زالت بعيدة المنال ولم يتحقق منها إلا النزر اليسير، حيث نلاحظ كبر حجم الهجرات المغادرة من المناطق الهامشية نحو مراكز التجمع الحضري الضخمة والمتمثلة بمدن الرياض وجدة والدمام.ومع استمرار هذا التوجه سوف تفرغ كثير من مناطق المملكة من سكانها وبالذات الشباب الذين تقوم على أكتافهم مجهودات التنمية، وبالتالي قد تتحول تلك المناطق إلى مناطق رعاية اجتماعية لكبار السن والأطفال والنساء الأمر الذي سوف يؤول إلى انفاق ضخم من الدولة لتوفير الخدمات الضرورية على مناطق غير منتجة اقتصاديا.إذاً لا بد من توفير فرص عمل كثيرة ومتنوعة في تلك المناطق وعدم تركيزها على الحواضر الكبيرة المكتضة حاليا كإنشاء جامعات أو كليات إقليمية في تلك المناطق لتخفيف الضغط على جامعات المدن الكبيرة، وإنشاء بعض الصناعات التي ترتكز على مبدأ الميزة النسبية الذي يميز تلك المناطق من أجل التقليل من تلك الهجرات ومن ثم تنمية وتطوير تلك المناطق.
Internal Migration in Saudi Arabia: Its Magnitude and Trends
Ibrahim A. Al-Humaidi
Associate Professor
Agri. Ext. & Econ. Dept., College of Agri. & Vet. Med.,
King Saud University, Qassim Branch, Saudi Arabia
Abstract. Among the factors that increase the magnitude of a population is people’s migration, particularly internal migration within the regions of a country. Such migration is mostly affected by push and pull factors that categorize each region from the other. From this perspective, this study aims to analyze and describe the internal migration among the thirteen local regions of Saudi Arabia, guided by the latest demographic data survey collected in the year 1999. The study indicates that the total size of the internal migration was 1,699,310 constituting 11.55% of the Saudi people inside the Kingdom. More than half of this migration (70.41%) was directed towards the three largest regions of the country which were Riyadh, Makkah and the Eastern Region. On the other hand, the regions of Jazan, Al-Baha, Asir and Al-Qassim were considered the main regions which lost population, exceeding three quarters of the net migration (77.98%). The largest age group in this migration was between 25-29 years of age constituting 12.28%. It has been found there are no major differences between males and females in this migration (50.94% , 49.06%) respectively.
(1) السيد خالد المطري، دراسات في سكان العالم الإسلامي (جدة: جامعة الملك عبد العزيز –كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1984م)، 171.
(2) وزارة التخطيط، المملكة العربية السعودية، خطة التنمية الخامسة 1990-1995م (الرياض: وزارة التخطيط،1990م)، 422.
(3) وزارة التخطيط، المملكة العربية السعودية، مصلحة الإحصاءات العامة،الخصائص السكانية في المملكة العربية السعودية: من واقع نتائج البحث الديموجرافي 1999(الرياض: وزارة التخطيط، 1999م)، 129-130.
(4) علي عبد الرزاق جلبي، علم اجتماع السكان (الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 1985م)، 288.
(5) | Fred Arnold and Susan H. Cochrane, Economic Motivation Versus City Lights: Testing Hypotheses about Inter-Changwat Migration In Thailand (Washington: World Bank Staff Working Paper No. 416, 1980),4. |
(6) | Evertt S. Lee, “A Theory Of Population,” in Population Geography: A Reader, ed. George J. Demko; Harold M. Rose and George A. Schnell (New York: McGraw-Hill Book Company, 1970), 290. |
(7) محمد السكران، "دوافع ونتائج نزوح بعض الأسر الريفية إلى مدينة الرياض،" مجلة الأزهر للبحوث الزراعية، 23 (1996م)، 343-369.
(8) محمد الغريب عبد الكريم، سسيولوجيا السكان (الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث، 1982م)، 83.
(9) عبد المنعم عبد الحي، علم السكان: الأسس النظرية والأبعاد الاجتماعية(طنطا:جامعة طنطا، 1984م)، 141؛ عبد القادر القصير، الهجرة من الريف إلى المدن: دراسة ميدانية اجتماعية عن الهجرة من الريف إلى المدن في المغرب (بيروت: دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 1992م)،149؛ السكران, "دوافع،" 347.
(10) محمد جسوس، "المملكة المغربية وهجرة الأرياف،" في الهجرة من الريف إلى المدن في الوطن العربي: أسبابها، مشكلاتها، مستقبلها (الرياض: المعهد العربي لإنماء المدن، مطابع جامعة الملك سعود، 1986م)، 329-350.
(11) عبد الفتاح محمد وهيبة، في جغرافية السكان (بيروت: دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 1979م)، 105.
(12) محمد السيد غلاب وعبد الحكيم، السكان ديموغرافياً وجغرافيا(القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1978م)، 147.
(13) ميشيل فؤاد جورجي، "الهجرة من الريف إلى الحضر في جمهورية مصر العربية،"في الهجرة من الريف إلى المدن في الوطن العربي: أسبابها، مشكلاتها، مستقبلها (الرياض: المعهد العربي لإنماء المدن، مطابع جامعة الملك سعود، 1986م)، 175-195.
(14) عبد الإله أبو عياش، "مدينة عمان: دراسة في الهجرة الداخلية والتضخم الحضري،" فيالهجرة من الريف إلى المدن في الوطن العربي: أسبابها، مشكلاتها، مستقبلها (الرياض: المعهد العربي لإنماء المدن، مطابع جامعة الملك سعود، 1986م)، 243-284.
(15) صفوح خير،"الحلول المقترحة للحد من ظاهرة الهجرة إلى المدن السورية،" فيالهجرة من الريف إلى المدن في الوطن العربي: أسبابها، مشكلاتها، مستقبلها (الرياض: المعهد العربي لإنماء المدن، مطابع جامعة الملك سعود، 1986م)، 299-308.
(16) جسوس،"المملكة المغربية وهجرة الأرياف،" 329.
(17) حافظ ستهم،"الانفجار السكاني ومشكلة النزوح من الأرياف إلى المدن في الجمهورية التونسية،"فيالهجرة من الريف إلى المدن في الوطن العربي: أسبابها، مشكلاتها، مستقبلها (الرياض: المعهد العربي لإنماء المدن، مطابع جامعة الملك سعود، 1986م)، 385-393.
(18) محمد مصلح الثمالي،"الهجرة الداخلية في المملكة العربية السعودية،"فيالندوة الجغرافية الرابعة لأقسام الجغرافية بالمملكة العربية السعودية(مكة المكرمة: جامعة أم القرى - كلية العلوم الاجتماعية، 1991م)، 10.
(19) القصير، الهجرة، 129.
(20) المطري، دراسات، 171-172.
(21) القصير، الهجرة ، 130.
(22) جلبي، علم اجتماع السكان، 290.
(23) عبد الكريم، سسيولوجيا السكان، 95؛ القصير، الهجرة، 144.
(24) Lee, “A Theory of Population,” 288-89.
(25) عبد الحميد محمود سعد، المدخل المورفولوجي لدراسة المجتمع الريفي(القاهرة: دار الثقافة للطباعة والنشر، 1980م)، 135؛ عبد الكريم، سيسولوجيا السكان،160-162؛ المطري، دراسات، 207-209؛ فتحي محمد أبو عيانه،جغرافية السكان (الإسكندرية: درا المعرفة الجامعية، 1986م)، 373-375.
(26) القصير، الهجرة، 145.
(27) عبد الكريم، سسيولوجيا السكان، 277-279.
(28) جلبي، علم اجتماع السكان، 305-306.
(29) أبو عيانة، جغرافية السكان، 345.
(30) جلبي، علم اجتماع السكان، 294-295.
(31) أبو عيانة، جغرافية السكان، 346-354.
(32) الثمالي، "الهجرة الداخلية،" 10-35.
(33) السيد خالد المطري، سكان المملكة العربية السعودية (جدة: الدار السعودية للنشر والتوزيع، 1998م)، 98-114.
(34) وزارة التخطيط، الخصائص السكانية، 129-142.
(35) وزارة التخطيط، المملكة العربية السعودية، خطة التنمية السابعة 2000-2004م (الرياض: وزارة التخطيط،2000م)، 353.
(36) الثمالي، " الهجرة الداخلية،" 25-35.
(37) الثمالي، "الهجرة الداخلية"، 35.
(38) جريدة الرياض، ع12008 (16/2/1422هـ الموافق 10/5/2001م)، 40.
(39) وزارة التخطيط، المملكة العربية السعودية، خطة التنمية الخامسة 1990-1995م(الرياض: وزارة التخطيط،1990م)، 422.
(40)جريدة الرياض،40.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق